[align=right]آخر ما حدَّث به المغنِّي[/align][align=right]
شعر : د. جمال مرسي[/align]
[align=right]
لحظة
هِيَ لَحظَةٌ
قَد كان يعلمُ أَنَّها مَوتُ بَطِيءْ .
و لَطَالَمَا
خَافَ المُغَنَّى أَن يُدَندِنَ لَحنَهَا
أو أَنْ تَجِيءْ .
لَكِنَّهَا جَاءَت ، و أَتْبَعَهَا سُؤَالٌ
يا تُرى :
مَن كانَ .. يَا صَوتَ الرَّبَابةِ ..
مُذنِباً و مَنِ البَرِيءْ ؟
عصفورة
وَقَفَت عَلَى الأَغصَانِ تَعزِفُ لَحنَهَا العَذْبَ الطَّرُوبْ .
فَتَحَ النَّوَافِذَ كُلَّهَا
قَالَ : ادخُلِي
دَخَلَت ، فَهَيَّأ قَلبَهُ أُرجُوحَةً ،
مَكَثَت قَلِيلاً
ثُمَّ قَالَت :
آنَ لِلقَلبِ المُعَذَّبِ أَن يَغِيبْ .
أَتُرَاهُ يَسطِيعُ الحياةَ
و مُهرَةُ الأحلامِ ضَلَّت دَربَهَا
فِي مَهمَهِ العُمرِ الجَدِيبْ ؟
وصية
" و لَكِ اعتِذَارُ بَنَفسَجَاتٍ ذَابِلاتْ "
فَلتَقرَئِي :
ـ هَذِي وَصِيَّةُ مَن تَهَيَّأَ لِلرَّحِيلِ ـ
قَصَائدَ الحُزنِ النَّبِيلِ عليهِ
إِن حَانَ المَمَاتْ .
ارتطام
فِي هَدأَةِ اللَّيلِ الطَّوِيلِ
تَجَاذَبا .. بِالهَمسِ .. أَطرَافَ الحَدِيثْ .
رَقَصَت أَغَانِيهُ الشَّقِيَّةُ فَوقَ وَردَةِ ثَغرِهَا
نَامَت كَمَا طِفلٍ بَرِيءٍ
فِي حَدِيقَةِ صَدرِهَا
مَكَثَت طَوِيلاً ،
لَم تُفِقْ ،
إلا عَلَى صَوتِ اْرتِطَامِ الحُلمِ
فِي صَخرِ القَرَارِ
و لا مُغِيثْ .
سؤال
هَل ظَلَّ فِي أَزهَارِ رَوضَتِهِ أَرِيجْ ؟
أَو جَاءَ يَومٌ
ـ فِي أَجِندَتِهِ ـ
بَهِيجْ ؟
مُذ غَابَ صوتُ النَّايِ عَنهُ
و كُلُّ أُغنِيَةٍ يُرَدِّدُهَا نَشِيجْ .
صبح
مَا لَونُ وَجهِكَ يا صَبَاحْ ؟
إِنِّي أَرَاكَ اليَومَ فِي لَونِ الجِراحْ .
صراخ
صَوتُ المُغَنِّى ـ قَالَهَا الجُمهُورُ ـ شَاخْ .
و عَلَى المَقَاعِدِ كَانَ يَجلِسُ سَاخِطاً
يَتَبَادَلُ النَّظَراتِ
و الصَّيحَاتِ
و اللَّعنَاتِ
لا يَدرِي بِأَنَّ يَمَامَةً كَانَت بِحَنجَرَةِ المُغَنِّي
حِينَ طَارَت
خَلَّفَت هذا الصُّراخْ .
عطر
ذَهَبَت إِلى " البُوتِيكِ "
كي ما تَشتَري لِحَبِيبِهَا العِطرَ الفَرِيدْ .
دَخَلَت عَلَيهِ ، و بَسمَةٌ تَعلُو الشِّفاهَ
و قَلبُهَا رَاضٍ سَعِيدْ .
وَجَدَتْهُ ذِكرَى عُلِّقَت فِي صَدرِ بَيتِ الشِّعرِ
مِن حَبلِ الوَرِيدْ .
شواء
مَاذَا أَعَدَّ لَكِ المُغَنِّي اليَومَ
مِن أَكلٍ لَذِيذْ ؟
جَاءَ المُغَنِّي بِالقَصِيدَةِ ،
فَوقَهَا قَلبٌ حَنِيذْ .
جدار
نَهرَانِ مِن مَاءٍ و نَارْ .
سَارا تَضُمُّهُمَا الضِّفَافُ
و تَحتَفِي بِهِمَا القِفَارْ .
اليَومَ ...
بَينَهُمَا جِدارْ .
نشاز
عَبَرَت إِلَى أَيقُونَةِ النِّسيَانِ نَشوَى بِامتِيَازْ .
تَرَكَتهُ فِي رَوضِ التَّذَكُّرِ وَحدَهُ
لا شَيءَ يُؤنِسُهُ سِوَى ذِكرَى
و قَلبٍ نَازِفٍ
و رَبَابَةٍ
تَستَحضِرُ اللَّحنَ النَّشَازْ .
ترنيم
ـ تَرنِيمُ : هَيَّا أَغلِقِي البّابَ الكَبِيرَ
فلا أُرِيدُ سماع حِسّْ .
ـ اهمِسْ حَبِيبِي ،
مَا أُحَيلَى أَن تبُوحَ بما تُحِسّْ .
ـ ( سَأَظَلُّ أَذكُرُ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي ) :
" هَذا الذي قَالَ المُغَنِّى .. قَبلَ أَن تغتالَهُ ليلاهُ .. أَمسْ . "
قميص
هَذا القَمِيصْ
سَيَظَلُّ يَذكُرُ أَنَّ عِطرَكِ فِيهِ حِينَ لَبِسْتِهِ يَوماً
فَكَيفَ يَبِيعُهُ بِكُنُوزِ قَارُونٍ
بِرَغمِ شِرَائِهِ مِن قَبلِ مارِقَتَينِ
بِالسِّعرِ الرَّخِيصْ .
لارا
خَرَجَت إِلى الغَابَاتِ تَلهُو و الفَرَاشَ ،
جَناحُهَا وَاهٍ مَهِيضْ .
خَرَجَ المُغَنِّي بَاحِثأ فِي الغَابَةِ السَّودَاءِ عَن " لارا "
و نَادَى
ثُمَّ نَادَى
ثُمَّ نَادَى
لَم يَكُن إلا عواءَ الذِّئبِ
و الأَنوَاءَ
و الأَصدَاءَ
لِلصَّوتِ العَرِيضْ .
صاحبة البلاط
صَدَحَ المُغَنِّي لَيلَةً
فِي قَصرِ صَاحِبَةِ البَلاطْ .
كَانَت عَلَى كُرسِيِّهَا
كالشَّمسِ يَسعَى حَولَهَا الرَّهطُ الغَفِيرُ مِن الجَوَارِي ،
و البِطَانَةِ ،
و الحَوَارِيِينَ ،
تُعطِي النُّورَ ، تُعطِي الدِّفءَ ، تُرسِي العَدلَ
فِي كُلِّ الجِهَاتِ
من الخليجِ إلى الرِّباطْ .
سأل المُعَنَّى :
كَيفَ جَارَت بَعدَ عدلٍ ،
أَلهَبَت قَلبَ المُغَنِّى بِالسِّياطْ ؟
حظ
لا تَنصَحِيهِ
فَلَم يَعُدْ يُجدِيهِ وَعظْ .
فِي بَحرِ عَيْنَيكِ اترُكِيهِ و عُودَهُ
و لتمنحيهِ
ـ لِكي يُواصِلَ رِحلَةَ الغَرَقِ الجَمِيلةَ ـ بعضَ حظّْ .
شموع
مَاذَا وَرَاءَكِ يَا شُمُوعْ ؟
هَل كَانَ لَيلُكِ حَالِكاً
فَجَرَت عَلَى خَدَّيكِ هَاتِيكَ الدُّمُوعْ ؟
آهة أخرى
عَزَفَ المُغَنِّى آَهَةً أُخرَى
و أَسكَنَهَا الفَرَاغْ .
فَاعجَبْ لِحُزنٍ مِنهُ أَلحَانٌ تُصَاغْ .
مخيف
يا قِصَّةَ الظِّلِّ الوَرِيفْ .
يا مُنتَهَى اللَّحنِ الشَّفِيفْ .
الكَونُ إلَّم تَمنَحِيهِ النُّورَ مِن عَينَيكِ
ـ يا لَيلَى ـ
مُخِيفْ .
شاي بالنعناع
نَظَرَت إِليهِ و دَمعُهُ يَجرِي عَلَى صَدرِ الوَرَقْ .
صَبَّت لَهُ الشَّايَ المًنَعنَعَ
ناولته شَرِيطَ أَقرَاصِ " المُنَوِّمِ "
ثُمَّ قَامَت لِلسَّرِيرِ ،
و لم يزل
يَتلُو على سَمْعِ الفجيعةِ
مَا تَيَسَّرَ مِن حكاياتِ الأَرَقْ .
مزاد
مَن يَشتَرِي عُودَ المُغَنِّي
و الرَّبَابَةَ ،
و البِيَانُو ،
و البُزُكْ .
هَلَكَ المُغَنِّي فَافتَحُوا بَابَ المَزَادِ
فَلا وَرِيثَ لِمَن هَلَكْ .
وصية أخرى
قَالَ اقرَئِي إِنْ تَذكُرِيهِ عَلَيهِ فَاتِحَةَ الكَلامْ .
و ضَعِي عَلَى قَبرِ المُغَنِّي يَاسَمِينَكِ ،
و السَّلامْ .
سيزيف
سِيزِيفُ يَرفُضُ أَن يُحَمَّلَ صَخرَتَينْ ؟
جُلمُودَ " زَايوسَ " ،
ثُمَّ صَخرَتَها التِّي كَتَبَت عَلَيهَا بِالعَرِيضِ:
" الآنَ بَيْنْ "
احتمال
لَيلٌ يُقَتِّلُ كُلَّ شَيءٍ فِي فَضَاءِ الحُلْمِِ
فِي كُلِّ اتِّجاهْ .
هُوَ وَحدَهُ نَاجٍ
فَقَد مَنَحَتهُ فِي الحُلمِِ الحَيَاهْ .
نوم
فِي مَرفَأِ الأَحزَانِ مَركَبُهُ سَتَرسُو .
سَيُمَدِّدُ الجَسَدَ الهَزِيلَ
و فَوقَ صَدرِ المَوجِ يَغفُو .
لا تُزعِجُوهُ
فَإِنَّهُ مِن بَعدِ رِحلَتِهِ الطويلةِ
فِي صِرَاعِ المَوتِ
يَسلُو .
آخر ما حدث به المغني
شَهَقَ المُغَنِّي شَهقَةً :
" لُعِنَ الهَوَى "
ثُمَّ ارتَمَى
فَوقَ الأَرِيكَةِ و استَوَى[/align]
شعر : د. جمال مرسي[/align]
[align=right]
لحظة
هِيَ لَحظَةٌ
قَد كان يعلمُ أَنَّها مَوتُ بَطِيءْ .
و لَطَالَمَا
خَافَ المُغَنَّى أَن يُدَندِنَ لَحنَهَا
أو أَنْ تَجِيءْ .
لَكِنَّهَا جَاءَت ، و أَتْبَعَهَا سُؤَالٌ
يا تُرى :
مَن كانَ .. يَا صَوتَ الرَّبَابةِ ..
مُذنِباً و مَنِ البَرِيءْ ؟
عصفورة
وَقَفَت عَلَى الأَغصَانِ تَعزِفُ لَحنَهَا العَذْبَ الطَّرُوبْ .
فَتَحَ النَّوَافِذَ كُلَّهَا
قَالَ : ادخُلِي
دَخَلَت ، فَهَيَّأ قَلبَهُ أُرجُوحَةً ،
مَكَثَت قَلِيلاً
ثُمَّ قَالَت :
آنَ لِلقَلبِ المُعَذَّبِ أَن يَغِيبْ .
أَتُرَاهُ يَسطِيعُ الحياةَ
و مُهرَةُ الأحلامِ ضَلَّت دَربَهَا
فِي مَهمَهِ العُمرِ الجَدِيبْ ؟
وصية
" و لَكِ اعتِذَارُ بَنَفسَجَاتٍ ذَابِلاتْ "
فَلتَقرَئِي :
ـ هَذِي وَصِيَّةُ مَن تَهَيَّأَ لِلرَّحِيلِ ـ
قَصَائدَ الحُزنِ النَّبِيلِ عليهِ
إِن حَانَ المَمَاتْ .
ارتطام
فِي هَدأَةِ اللَّيلِ الطَّوِيلِ
تَجَاذَبا .. بِالهَمسِ .. أَطرَافَ الحَدِيثْ .
رَقَصَت أَغَانِيهُ الشَّقِيَّةُ فَوقَ وَردَةِ ثَغرِهَا
نَامَت كَمَا طِفلٍ بَرِيءٍ
فِي حَدِيقَةِ صَدرِهَا
مَكَثَت طَوِيلاً ،
لَم تُفِقْ ،
إلا عَلَى صَوتِ اْرتِطَامِ الحُلمِ
فِي صَخرِ القَرَارِ
و لا مُغِيثْ .
سؤال
هَل ظَلَّ فِي أَزهَارِ رَوضَتِهِ أَرِيجْ ؟
أَو جَاءَ يَومٌ
ـ فِي أَجِندَتِهِ ـ
بَهِيجْ ؟
مُذ غَابَ صوتُ النَّايِ عَنهُ
و كُلُّ أُغنِيَةٍ يُرَدِّدُهَا نَشِيجْ .
صبح
مَا لَونُ وَجهِكَ يا صَبَاحْ ؟
إِنِّي أَرَاكَ اليَومَ فِي لَونِ الجِراحْ .
صراخ
صَوتُ المُغَنِّى ـ قَالَهَا الجُمهُورُ ـ شَاخْ .
و عَلَى المَقَاعِدِ كَانَ يَجلِسُ سَاخِطاً
يَتَبَادَلُ النَّظَراتِ
و الصَّيحَاتِ
و اللَّعنَاتِ
لا يَدرِي بِأَنَّ يَمَامَةً كَانَت بِحَنجَرَةِ المُغَنِّي
حِينَ طَارَت
خَلَّفَت هذا الصُّراخْ .
عطر
ذَهَبَت إِلى " البُوتِيكِ "
كي ما تَشتَري لِحَبِيبِهَا العِطرَ الفَرِيدْ .
دَخَلَت عَلَيهِ ، و بَسمَةٌ تَعلُو الشِّفاهَ
و قَلبُهَا رَاضٍ سَعِيدْ .
وَجَدَتْهُ ذِكرَى عُلِّقَت فِي صَدرِ بَيتِ الشِّعرِ
مِن حَبلِ الوَرِيدْ .
شواء
مَاذَا أَعَدَّ لَكِ المُغَنِّي اليَومَ
مِن أَكلٍ لَذِيذْ ؟
جَاءَ المُغَنِّي بِالقَصِيدَةِ ،
فَوقَهَا قَلبٌ حَنِيذْ .
جدار
نَهرَانِ مِن مَاءٍ و نَارْ .
سَارا تَضُمُّهُمَا الضِّفَافُ
و تَحتَفِي بِهِمَا القِفَارْ .
اليَومَ ...
بَينَهُمَا جِدارْ .
نشاز
عَبَرَت إِلَى أَيقُونَةِ النِّسيَانِ نَشوَى بِامتِيَازْ .
تَرَكَتهُ فِي رَوضِ التَّذَكُّرِ وَحدَهُ
لا شَيءَ يُؤنِسُهُ سِوَى ذِكرَى
و قَلبٍ نَازِفٍ
و رَبَابَةٍ
تَستَحضِرُ اللَّحنَ النَّشَازْ .
ترنيم
ـ تَرنِيمُ : هَيَّا أَغلِقِي البّابَ الكَبِيرَ
فلا أُرِيدُ سماع حِسّْ .
ـ اهمِسْ حَبِيبِي ،
مَا أُحَيلَى أَن تبُوحَ بما تُحِسّْ .
ـ ( سَأَظَلُّ أَذكُرُ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي ) :
" هَذا الذي قَالَ المُغَنِّى .. قَبلَ أَن تغتالَهُ ليلاهُ .. أَمسْ . "
قميص
هَذا القَمِيصْ
سَيَظَلُّ يَذكُرُ أَنَّ عِطرَكِ فِيهِ حِينَ لَبِسْتِهِ يَوماً
فَكَيفَ يَبِيعُهُ بِكُنُوزِ قَارُونٍ
بِرَغمِ شِرَائِهِ مِن قَبلِ مارِقَتَينِ
بِالسِّعرِ الرَّخِيصْ .
لارا
خَرَجَت إِلى الغَابَاتِ تَلهُو و الفَرَاشَ ،
جَناحُهَا وَاهٍ مَهِيضْ .
خَرَجَ المُغَنِّي بَاحِثأ فِي الغَابَةِ السَّودَاءِ عَن " لارا "
و نَادَى
ثُمَّ نَادَى
ثُمَّ نَادَى
لَم يَكُن إلا عواءَ الذِّئبِ
و الأَنوَاءَ
و الأَصدَاءَ
لِلصَّوتِ العَرِيضْ .
صاحبة البلاط
صَدَحَ المُغَنِّي لَيلَةً
فِي قَصرِ صَاحِبَةِ البَلاطْ .
كَانَت عَلَى كُرسِيِّهَا
كالشَّمسِ يَسعَى حَولَهَا الرَّهطُ الغَفِيرُ مِن الجَوَارِي ،
و البِطَانَةِ ،
و الحَوَارِيِينَ ،
تُعطِي النُّورَ ، تُعطِي الدِّفءَ ، تُرسِي العَدلَ
فِي كُلِّ الجِهَاتِ
من الخليجِ إلى الرِّباطْ .
سأل المُعَنَّى :
كَيفَ جَارَت بَعدَ عدلٍ ،
أَلهَبَت قَلبَ المُغَنِّى بِالسِّياطْ ؟
حظ
لا تَنصَحِيهِ
فَلَم يَعُدْ يُجدِيهِ وَعظْ .
فِي بَحرِ عَيْنَيكِ اترُكِيهِ و عُودَهُ
و لتمنحيهِ
ـ لِكي يُواصِلَ رِحلَةَ الغَرَقِ الجَمِيلةَ ـ بعضَ حظّْ .
شموع
مَاذَا وَرَاءَكِ يَا شُمُوعْ ؟
هَل كَانَ لَيلُكِ حَالِكاً
فَجَرَت عَلَى خَدَّيكِ هَاتِيكَ الدُّمُوعْ ؟
آهة أخرى
عَزَفَ المُغَنِّى آَهَةً أُخرَى
و أَسكَنَهَا الفَرَاغْ .
فَاعجَبْ لِحُزنٍ مِنهُ أَلحَانٌ تُصَاغْ .
مخيف
يا قِصَّةَ الظِّلِّ الوَرِيفْ .
يا مُنتَهَى اللَّحنِ الشَّفِيفْ .
الكَونُ إلَّم تَمنَحِيهِ النُّورَ مِن عَينَيكِ
ـ يا لَيلَى ـ
مُخِيفْ .
شاي بالنعناع
نَظَرَت إِليهِ و دَمعُهُ يَجرِي عَلَى صَدرِ الوَرَقْ .
صَبَّت لَهُ الشَّايَ المًنَعنَعَ
ناولته شَرِيطَ أَقرَاصِ " المُنَوِّمِ "
ثُمَّ قَامَت لِلسَّرِيرِ ،
و لم يزل
يَتلُو على سَمْعِ الفجيعةِ
مَا تَيَسَّرَ مِن حكاياتِ الأَرَقْ .
مزاد
مَن يَشتَرِي عُودَ المُغَنِّي
و الرَّبَابَةَ ،
و البِيَانُو ،
و البُزُكْ .
هَلَكَ المُغَنِّي فَافتَحُوا بَابَ المَزَادِ
فَلا وَرِيثَ لِمَن هَلَكْ .
وصية أخرى
قَالَ اقرَئِي إِنْ تَذكُرِيهِ عَلَيهِ فَاتِحَةَ الكَلامْ .
و ضَعِي عَلَى قَبرِ المُغَنِّي يَاسَمِينَكِ ،
و السَّلامْ .
سيزيف
سِيزِيفُ يَرفُضُ أَن يُحَمَّلَ صَخرَتَينْ ؟
جُلمُودَ " زَايوسَ " ،
ثُمَّ صَخرَتَها التِّي كَتَبَت عَلَيهَا بِالعَرِيضِ:
" الآنَ بَيْنْ "
احتمال
لَيلٌ يُقَتِّلُ كُلَّ شَيءٍ فِي فَضَاءِ الحُلْمِِ
فِي كُلِّ اتِّجاهْ .
هُوَ وَحدَهُ نَاجٍ
فَقَد مَنَحَتهُ فِي الحُلمِِ الحَيَاهْ .
نوم
فِي مَرفَأِ الأَحزَانِ مَركَبُهُ سَتَرسُو .
سَيُمَدِّدُ الجَسَدَ الهَزِيلَ
و فَوقَ صَدرِ المَوجِ يَغفُو .
لا تُزعِجُوهُ
فَإِنَّهُ مِن بَعدِ رِحلَتِهِ الطويلةِ
فِي صِرَاعِ المَوتِ
يَسلُو .
آخر ما حدث به المغني
شَهَقَ المُغَنِّي شَهقَةً :
" لُعِنَ الهَوَى "
ثُمَّ ارتَمَى
فَوقَ الأَرِيكَةِ و استَوَى[/align]
تعليق