أهلا بمصر كلها متمثلة بك أيها الشرقاوي (الصعيدي الأصل) .. !!
أو تظن أنني غافل عن أصولك ؟!
الشاعر المبدع الأصيل الطيب ابن الشرقية ثروت سليم الكبير
أو تظن يا صديقي أن شاعرا له قلب رهيف ، وحس رقيق يمكن أن يمر من مصر مرور الكرام ؛ فلا يروي عطش قلبه بحبها ؟!
لقد حرمنا من فلسطيننا ؛ فوجدناها في مصر متجسدة في شعب أبي طيب ، وحياة عفوية جميلة ، وفي قدرة على اختراع حياة مقنعة رغم الصعوبات والعقبات ونقص في المال ، وغلاء في الأسعار ..
من يعش في مصر ، ويأكل من طعامها ، ويشرب من نيلها تصبه سَحرة النيل ؛ فلا يسطيع من حبها فكاكا .. كأنها الحقيقة .. !!
في مصر ، تسعد وأنت تخاطب الناس .. بساطتهم وعفويتهم ونظراتهم ومحبتهم للوافد عليهم شيء لم أجد له مثيلا في كثير من الدول العربية التي زرتها .. سائق (التاكسي) لا يتركك في شأنك إن تركته أنت في شأنه ، وبائع الفواكه يسألك عن موطنك ويجاملك ويرحب بك ، وصاحب البقالة يرحب بك ويسهل عليك مهمتك ويسعد بك .. حارس البناية يصبح عليك ويستفسر عن احتياجاتك بكل احترام .. والمثقفون الحقيقيون حين تجلس إليهم في خلواتهم تجدهم مفعمين بالوعي والثقافة العالية التي لا يعتريها النفخة الكاذبة ، ولا الرياء الممجوج .. !
كان طه حسين قال مرة : "كل شيء في باريس يعجبني ، وإن قلبي ليسبقني إليها على سرعة القطار" ، وأنا أقول : "كل شيء في مصر يعجبني : ناسها وأرضها ونيلها وفاكهتها الشهية وزحمتها وأسواقها ، وإن قلبي لم يغادرها ، بل جسدي وحسب " .. !
لكنني سأسر لكم بسر وهو أن طعامها لم يعجبني .. !!
(يعني معقول كل شيء تمام التمام) .. !!!

أخي ثروت سليم
لك مني محبة لا تنضب روافدها ، وتقدير لا تجف منابعه ..
أرى فيك مصر شامخة ؛ فابق شامخا ..

أخوكم / محمود النجار