بــــــاب امتهــــن حراســـــــتي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • لميس الامام
    أديب وكاتب
    • 20-05-2007
    • 630

    بــــــاب امتهــــن حراســـــــتي

    [align=center][frame="3 80"][align=center]

    بــــــاب امتهــــن حراســـــــتي

    كان ثمة إصرار مني على مواجهة حياة محفوفة بالمخاطر..مخلوطة بماء النار ..
    حياة ليست بحاجة أن تختلط بإضافة محلول آخر..
    حياة استكفت بما تخبأه لي فهو حارق على جميع الاحتمالات..

    ثمة خطر آخر كان يتوارى خلف ستائر الحقيقة; أن أعود من حيث بدأت... حتى اخلي المكان لساكن جديد..إن أتى..

    خائفة كنت دائماً على نفسي مني..كنت بحاجة إلى باب يمتهن حراسة ممتلكاتي الخاصة..
    حتى أتمكن من أن أعيش التجربة الجديدة وحيدة دون أن أتعثر بمن قد يلف رأسي ..محتملة جميع الأضرار والخسائر وحدي....
    جازفت..وبصدق النية..لأن قلبي الذي ما زال متيما أصر على أن يخوض الموقف بكل عناصر الإذعان لرغباتي ..
    اعتمدت على شجاعة قلبي الضعيف ليقف أسدا جسورا أمام المحاذير
    لكنه كالعادة خذلني..فلم أعد به سالما
    الا وغبار التجربة قد أصابه بمسحة من ضباب القهر..
    وشهقة الاستسلام..للواقع المرير..

    أعاد القهر إنسانيتي الى طبيعة طفلة ..أخذوا جُلَّ أفراحها..
    فقط حدسي من بعيد كالصدى المدوي كان يحذرني ..
    كان ينبهني لاكتشاف صدق نية الاخر..
    من شفقة علي..من مجاراتي باحتواء مشاعري و دموعي..
    كي لا أغفل عن زلة لسان قد توقعني في محظور الاستسلام
    كانت حكمته محبوكة..بشكل لا يضارعه في حبكها نساج ماهر..
    وكنت أؤمن بحكمته تلك أو كنت ادعي التصديق حنى لا أقر بفشلي..
    رياح التوجس كانت تلازمني ..لمَ لا أخترل الطريق؟..لِمَ لا أترك العنان لجواديَ الجامح
    تجري بي ورياح النهاية كان يقف لي بالمرصاد كما دائما..
    فلمَ لا أرسمها دائرة أحوم داخلها بتيقظ تام...

    لِمَ لا أحرسها فقد تدنو منها خطوات أخرى غير مرغوب بها ، وليستمر السير إلى حيث لا نهاية
    صخرة أخري من صخور الحقيقة أهدتني في مسيرتي عثرة في طريق منتهى الحلم..
    دحرجتها بطرف قدمي ...
    حاولت زحزتها مرارا..
    كانت أقوى من قدراتي وإمكاناتي..
    ثبتت وتجذرت في موطئ قدمي..ونصبت لي فخاخ الصمت ..
    وبين صمته وصمتي خسر كلانا الجولة..فالتجم جوادي ..

    لم أتأوه من الفجيعة... ولكني بكيت اعتيادي هذا الشقاء ..
    فهل عقد الشقاء قرانه علي؟
    هل هو مكتوب على ؟ هل كتبه القدر على جبيني
    وجدت نفسي اقيس الطريق غدوا ورواحا وكم الكآبة وخيبة الامل من خلفي ينعياني ؟
    أمقضي علي بسبب جينات الحظ العاثر التي تسكن خلايا جسدي
    والتي تلازمني كقرين أن أخسر المحاولة بتلك السرعة؟
    أم أنني بدأت متأخرة..بعد منتصف العمر..حيث ترفض الطريق أن تقل أمثالي الى مقر السعادة..
    الطريق قد أوشك على النهاية .. بمقدوري ان أمشيه هونا او أمشيه سراعا ..
    لا يهم..فالخسارة أضحت حتمية..
    إن تصرعني الطريق في منتصفها خيرا من أن تصرعني في بداياتها ، خيرا من أن تصرعني في نهاياتها..
    على الأقل هي أذاقتني مرارة العبور..وكفى...وليبكيني عند جثتي من يبكيني ..لصق فانوس منطفئ ،
    أو قرب غفوة صخرة..فالبكاء يغرق في الشفاه ..لكن ماءه يجف بعد حين..
    لأعود و أبقى في احتراق...خلف باب امتهن حراستي...

    لميس الامام[/align]
    [/frame][/align]
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    #2
    الأخت الغالية لميس الإملم
    أسعد الله صباحك و الحمد لله على سلامة عودتك
    قرأت خاطرتك التي وجدت فيها لغات ثلاث ينطق بها لسان حالها :
    القلب / العقل / الإرادة
    لكل واحدة من هؤلاء طغيانها لتظل الإرادة القوية و العزيمة الصاقة في المضي على درب الحياة هي
    الراسخة .. و هكذا عرفنا لميس الإملم و قلمها الراقي الرقيق

    شكرا لك سيدتي على هذا الألق

    و تقبلي خالص الود و التقدير
    sigpic

    تعليق

    • طه محمد عاصم
      أديب وكاتب
      • 08-07-2007
      • 1450

      #3
      كتبتِ النص بلغة القصص وهى لغة واضحة أكثر من لغة المقالة،كما أنها أكثر استساغة عند المتلقّي.
      نص أدبيّ رائع , إبداع بدءاً من العنوان مروراً ببديع الصور في وصف الأوجه و الحالات .
      والله أن نصكِ ألجمني
      لغتكِ في الحوار قوية جداً
      تمسكين بخيوطه فلا ينفلت من بين أناملكِ
      حتى تنتهين منه..!
      كنتِ مدهشة
      sigpic

      تعليق

      • راضية العرفاوي
        عضو أساسي
        • 11-08-2007
        • 783

        #4


        " بــــــاب امتهــــن حراســـــــتي "
        ...

        " لأعود و أبقى في احتراق...خلف باب امتهن حراستي... "



        العنوان يشي بالكثير
        الباب / المدخل .. و الباب همزة وصل وفصل بين الداخل والخارج ..والباب يُفتح والباب يُغلق والباب يُوارب .


        الباب يُفتح للإنطلاق خارج الذات ، والباب يغلق للبقاء بعيدا عن أهوال تكدّر صفو الذات ..
        والباب يوارب كي يبقى على أهبّة في حراسة الذات ،حين تكشف الكاتبة حروفها الناصعة بمختلف الحالات ..
        تلك الحروف الشفيفة التي نبحر معها وبها ..


        المبدعة لميس الإمام
        ليبارك الرب صدق مدادك

        محبتي وتقديري


        [font=Simplified Arabic][color=#0033CC]
        [size=4]الياسمينة بقيت بيضاء لأن الياسمينة لم تنحنِ
        فالذي لاينحني لايتلوّث
        والذي لايتلوّن تنحني أمامه كل الأشياء
        [size=3]عمر الفرا[/size][/size]
        [/color][/font]

        تعليق

        • لميس الامام
          أديب وكاتب
          • 20-05-2007
          • 630

          #5
          الرائع دوما د. جمال مرسي

          لك ولمرورك البهي اصدق معاني الشكر والتقدير
          توجت كلماتي بأروع الحروف وأبهاها
          سلمت نواظرك ..

          مودتي الخالصة


          لميس الامام

          تعليق

          • لميس الامام
            أديب وكاتب
            • 20-05-2007
            • 630

            #6
            [align=center][align=center]طه محمد عاصم الاستاذ الكريم

            هي بالفعل قصة عمر..وكونها جاءت بهذا السياق
            فقد اتت تحكي شيئا من الماضي..ليبقى اقصوصة
            اركنها في زاوية الذكريات..

            شكري الوافر لمرورك المبدع مبخرة بطيب التحايا

            مودتي

            لميس الامام[/align]
            [/align]

            تعليق

            • لميس الامام
              أديب وكاتب
              • 20-05-2007
              • 630

              #7
              [align=center]غاليتي راضية العرفاوي

              نعم يا صديقة الحرف والكلمة للابواب معان جمة..
              وباب يمتهن حراستي هو باب آثر ان يطمئن على
              سكون نفسي ومراجعة حساباتي..باب قام بحراسة احاسيسي
              مجتمعة ...باب استأثرته كحاجز واقي حتى لا تبتلعني الرغبة
              من ان اتراجع في قرار ما ..يوما ومرحلة ما من عمري..

              اشكر نواظرك التي هامت كسحابة ظليلة حانية..

              مودتي الخالصة


              لميس الامام[/align]

              تعليق

              • رشيدة فقري
                عضو الملتقى
                • 04-06-2007
                • 2489

                #8
                غاليتي لميس الامام
                نصك الباذخ هذا عبارة عن خاطرة مركبة
                تتطلب دراسة عميقة
                فمثلك لا يقرا قراءة ضوئية
                فهلا سمحت لي بالمكوث بين سطورك
                مدة اطول كي تكون دراستي اعمق؟
                لي عودة بإذن الله اختاه
                فانتظريني
                لك حبي وتقديري
                [url=http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=1035][color=#008080]رسالة من امراة عادية الى رجل غير عادي[/color][/url]

                [frame="6 80"][size=5][color=#800080]
                عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
                وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
                وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
                وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ[/color][/size][/frame]
                [align=center]
                [url=http://gh-m.in-goo.net/login.forum][size=5]جامعة المبدعين المغاربة[/size][/url][/align]
                [URL="http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm"]http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm[/URL]

                [url=http://www.racha34.piczo.com/?cr=2][COLOR="Purple"][SIZE="4"][SIZE="5"]موقعي[/SIZE][/SIZE][/COLOR][/url]

                تعليق

                • لميس الامام
                  أديب وكاتب
                  • 20-05-2007
                  • 630

                  #9
                  الحبيبة الاخت رشيدة الفقري

                  مرورك الشذي شدني لان انتظر مرورك الاعمق على الخاطرة بفارغ الصبر

                  لك مودتي دوما

                  لميس الامام

                  تعليق

                  • د. جمال مرسي
                    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                    • 16-05-2007
                    • 4938

                    #10
                    باب امتهن حراستي
                    عنوان شدني من جديد لأعود لهذه الخاطرة النابضة الناطقة كما أسلفت بثلاث لغات هي القلب و العقل و الإرادة .
                    و كنت و أنا أقرأ ثانية أحاول أن أجد إجابة على سؤالي لماذ اختارت الكاتبة المبدعة لميس الإمام هذا العنوان . و أي باب هذا الذي يتخذ حراستها كامرأة تتوسد الحلم و تعيش على الأمل و الذكرى
                    كمهنة له ليس له سواها في خدمة و حراسة هذه السيدة النبيلة .
                    حدقت بكلمات الخاطرة فوجدت الصراع الخفي بين القلب و ما يحمله من مشاعر حب متدفقة لا تنتهي و لا تنقضي على مر السنين و بين العقل ذلك التكوين الرباني العجيب و الذي ميز به الله عز و جل الإنسان عن بقية المخلوقات ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) و لعل هذا العقل هو أعلى ما في هذا التقويم الإنساني بما زرع الله فيه من ملكات خاصة تحكم تصرفات المرء فتردعه إن أطلق نفسه في صحراء التيه أو تدفعه للمواصلة و المسير في طريق النجاح .
                    و عدت لأقرأ في آخر الأمر أن هناك عنصر آخر مهم في حياة المرء يجمع بين العقل و القلب ألا و هو الإرادة .. بما تحمله هذه الكلمة من معاني العزيمة و قوة الشكيمة و الصبر و الجلد على الحوادث و الملمات .
                    و أخيرا .. وجدتني أجد أن الباب الذي يتخذ الحراسة لصاحبه طول عمره هو باب يجمع بين هذه الجميلات الثلاث القلب و العقل و الإرادة و فوقهم جميعا أمر الله و إرادته و مشيئته .

                    المبدعة القديرة الغالية لميس الإمام
                    أدعو الله أن أكون قد وفقت في ملامسة الحقيقة التي أردتِها بخاطرتك العميقة و التي كانت تجول فكرتها في ذهنك وقت كتابتها .
                    أحييك سيدتي و يسعدني القراءة لك دوما

                    محبتي و تقديري
                    د. جمال
                    sigpic

                    تعليق

                    • لميس الامام
                      أديب وكاتب
                      • 20-05-2007
                      • 630

                      #11
                      الاخ والصديق الرائع د. جمال مرسي

                      أسعد الله اوقاتك
                      وأسعدك الله في الدارين

                      اسعدني هذا الرد الثاني على خاطرتي
                      التي رسمتها بوجدان وتعقل
                      وأقمت على صيانة ما املك
                      بابا امتهن الحراسة
                      باب آمنٌ على ما آمنته عليه
                      فكان نعم الحارس
                      فقد وقاني زلزلة القلب بالتعقل
                      فإن القلب يا سيدي، ان تركت له الأعنة،
                      حاد عن طريق الصواب..وفلت من صاحبه
                      عقدت معه والعقل اتفاقية تفاهم
                      فكان هذا الترويض لهما معا
                      حتى وجدت نفسي بعد معاناة مع النفس..
                      فكانت اتفاقية سلام
                      وارادة تحكم بقوانين
                      غير قابلة للنقض..

                      تحيتي لقلمك النابض الذي تعقب حروفي ،نقاطي وفواصلي القابلة للنشر
                      بحرفية بالغة..

                      فاقبل مودتي وباقة ورد امتانانا وتقديرا...


                      لمـــــيس الامـــــام

                      تعليق

                      • د. جمال مرسي
                        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                        • 16-05-2007
                        • 4938

                        #12
                        شرفتنا من جديد أستاذتنا القديرة الغالية لميس
                        و الحمد لله على السلامة
                        و قد أحسست بغيابك في الأيام القليلة الماضية عن الملتقى فلعا المانع خير
                        لك من الود أعذبه
                        و من الإخلاص أعلاه
                        د. جمال
                        sigpic

                        تعليق

                        • لميس الامام
                          أديب وكاتب
                          • 20-05-2007
                          • 630

                          #13
                          دكتورنا الرائع جمال مرسي

                          اشكر لك هذا الاهتمام
                          وقد كنت بالفعل خارج حدود الوطن
                          مرغمة انا ومقبلة على الترحال بكل حب
                          ارأيت تناقضا مثل هذا من قبل؟
                          نعم ان على واجبات اسرية قوية
                          تدعوني للترحال بين آن وآخر
                          فاعذروا غيابي الجسدي عنكم
                          لانني بوجداني وعقلي معكم دائما

                          مني لك كل التقدير والاحترام لهذا الترحاب العذب
                          مودتي


                          لميس الامام

                          تعليق

                          يعمل...
                          X