تويت
على ضفاف نهر حفصة
على ضفاف نهر حفصة انحلت عقدة الوفاق.. أعلن الزمن أفوله.. وتوارى في ثراه سحائب رقاق..
كانت لحنا شجيا أبكى الغريب وأنبت الشوك في الروض الخصيب.. ونطق الجفن بشهد النحل وسائغ الرطيب..
وتدلى رحيق الخوافق كالعناقيد وشحت صدر الحبيب.. فجرت أوكار النذالة.. قدت صروح البغي.. وأثارت عين الرقيب..
ما همها تتساقط كالذباب وما لدي فيها نصيب؟
أبدا يا جوهرة أنارت الجوانح في ميعة الليل وسطوة القر العصيب..
هل حمل جناحي غير همس كاللجين؟ وهل سرت في أحشائكم غير أنشودة كآهات الحزين؟
وفكت عقدة العنادل في واحة الزهور.. والحلم في الآفاق خفاقا كالمرايا تسبح بحمد النسور.. جد بالنبيذ المعتق يا ريا القرنفل وانتحب يا رياح القبور..
وأسبغ الفجر سيولته تغسل أثواب الليل البهيم.. وتدفئ أوصال الروابي مستعرات من جحيم..
تملي في الربع يا حفصة وانثري ربيع القلوب.. ها قد أينع حقل الخلود وتعافت الندوب.. وأزهرت في أبراجه البطاح والنجود.. أفل من حزمك صفير الجنادب.. واندثرت لكنة القرود..
يا زينة الغيد مهلا، فإن قوارب النجاة باتت تئن.. ترتعش من سطوة من يقبض بزمام شجرتكم اليانعة..
جسي نبض العيون.. وتوغلي في أدغال الشجون.. مدي يديك الرخوتين.. بلليهما بماء الزمرد والياقوت..
اسخري من طفيليات الورى و ضللي هاروت وماروت.. فما أذنبت يا همي ويا شجوني وشعلة جوارحي..
وتلك الأيام يتداولها الناس كريش الطير تتلاشى في عزا لأنواء.. وتحرقها ألسنة جامحة أطلت من علياء..
وحجب الزمان ضحكته المبتورة وكشر عن ناب الرياء.. وفاضت المقل دمعا محملا بفاكهة الأدواء.. وفي غيهب الدجى تتراقص الأضواء و يهفو ريش الورقاء..
وفي طي الخوافي ترقد رسالة النزوح.. محفوظة في فلك سيار يلهب الجروح والقروح..
واستجابت الأكف إذ تلقت وعيد السماء.. وانهال الرذاذ يقصف في عز الأضواء..
وأعلن الشحرور براءته من قيادة أوركسترا النغم.. تجرد في غمرة النهار من ثياب ألحان الخلود.. وعلا الصوت بالنعيق يهد الهامات والقدود..
بارك كيد الزمان مشروع القطيعة النكراء..
أطاحت بالعروش.. فقأت عيون القلوب.. ووسمت على الصدور باقات الندوب..
وناغت حفصة قمرا استطاب الدفء في طي السحاب..أمطر هامتها دمعا وتلاشى في جوف الضباب..
محمد غالمي
كانت لحنا شجيا أبكى الغريب وأنبت الشوك في الروض الخصيب.. ونطق الجفن بشهد النحل وسائغ الرطيب..
وتدلى رحيق الخوافق كالعناقيد وشحت صدر الحبيب.. فجرت أوكار النذالة.. قدت صروح البغي.. وأثارت عين الرقيب..
ما همها تتساقط كالذباب وما لدي فيها نصيب؟
أبدا يا جوهرة أنارت الجوانح في ميعة الليل وسطوة القر العصيب..
هل حمل جناحي غير همس كاللجين؟ وهل سرت في أحشائكم غير أنشودة كآهات الحزين؟
وفكت عقدة العنادل في واحة الزهور.. والحلم في الآفاق خفاقا كالمرايا تسبح بحمد النسور.. جد بالنبيذ المعتق يا ريا القرنفل وانتحب يا رياح القبور..
وأسبغ الفجر سيولته تغسل أثواب الليل البهيم.. وتدفئ أوصال الروابي مستعرات من جحيم..
تملي في الربع يا حفصة وانثري ربيع القلوب.. ها قد أينع حقل الخلود وتعافت الندوب.. وأزهرت في أبراجه البطاح والنجود.. أفل من حزمك صفير الجنادب.. واندثرت لكنة القرود..
يا زينة الغيد مهلا، فإن قوارب النجاة باتت تئن.. ترتعش من سطوة من يقبض بزمام شجرتكم اليانعة..
جسي نبض العيون.. وتوغلي في أدغال الشجون.. مدي يديك الرخوتين.. بلليهما بماء الزمرد والياقوت..
اسخري من طفيليات الورى و ضللي هاروت وماروت.. فما أذنبت يا همي ويا شجوني وشعلة جوارحي..
وتلك الأيام يتداولها الناس كريش الطير تتلاشى في عزا لأنواء.. وتحرقها ألسنة جامحة أطلت من علياء..
وحجب الزمان ضحكته المبتورة وكشر عن ناب الرياء.. وفاضت المقل دمعا محملا بفاكهة الأدواء.. وفي غيهب الدجى تتراقص الأضواء و يهفو ريش الورقاء..
وفي طي الخوافي ترقد رسالة النزوح.. محفوظة في فلك سيار يلهب الجروح والقروح..
واستجابت الأكف إذ تلقت وعيد السماء.. وانهال الرذاذ يقصف في عز الأضواء..
وأعلن الشحرور براءته من قيادة أوركسترا النغم.. تجرد في غمرة النهار من ثياب ألحان الخلود.. وعلا الصوت بالنعيق يهد الهامات والقدود..
بارك كيد الزمان مشروع القطيعة النكراء..
أطاحت بالعروش.. فقأت عيون القلوب.. ووسمت على الصدور باقات الندوب..
وناغت حفصة قمرا استطاب الدفء في طي السحاب..أمطر هامتها دمعا وتلاشى في جوف الضباب..
محمد غالمي
تعليق