لاتتسرعي ....
سوسن فتاة متعلمة ، نالت حظها من التعليم ، من أسرة متعددة الأفراد
الأب جاوز الستين ورغم ذلك مازال لايبالي إلا بنفسه ، ولا يتوانى في لعب الميسر..
الأم امرأة مستضعفة كباقي نساءالطبقة الاجتماعية الكادحة :امرأة أمية همها الأوحد تربية أبنائها وتزويج بناتها .
الإخوة أربعة ..ولدان أحدهما أصغر منها ،وبنتان كلاهما أكبرمنها.
وبسبب هذا الاكتظاظ ولامبالاة الوالد كان جو البيت يشوبه في كثير من الأحيان توتر يولد شجارا ما يلبث أن تنسيه الأيام ..وهكذا .
تزوجت أختاها هدى وهند ، ولم يبق غير أخويها احمد وعبد الله ، وحين سمعت بقرب زواج البكر تهلل وجههاوانشرح صدرها :فلن يبق في البيت غير أخيها وهي ، وتستطيع التركيز في سنتها الجامعية الأخيرة.
لكن أملها خاب ، فالإبن كسائر شباب اليوم لم يستطع تأمين بيت الزوجية المستقلة ؛و بدل أن يخف الضغط ازداد بحلول فرد جديد على الأسرة .
سوسن فتاة متعلمة ، نالت حظها من التعليم ، من أسرة متعددة الأفراد
الأب جاوز الستين ورغم ذلك مازال لايبالي إلا بنفسه ، ولا يتوانى في لعب الميسر..
الأم امرأة مستضعفة كباقي نساءالطبقة الاجتماعية الكادحة :امرأة أمية همها الأوحد تربية أبنائها وتزويج بناتها .
الإخوة أربعة ..ولدان أحدهما أصغر منها ،وبنتان كلاهما أكبرمنها.
وبسبب هذا الاكتظاظ ولامبالاة الوالد كان جو البيت يشوبه في كثير من الأحيان توتر يولد شجارا ما يلبث أن تنسيه الأيام ..وهكذا .
تزوجت أختاها هدى وهند ، ولم يبق غير أخويها احمد وعبد الله ، وحين سمعت بقرب زواج البكر تهلل وجههاوانشرح صدرها :فلن يبق في البيت غير أخيها وهي ، وتستطيع التركيز في سنتها الجامعية الأخيرة.
لكن أملها خاب ، فالإبن كسائر شباب اليوم لم يستطع تأمين بيت الزوجية المستقلة ؛و بدل أن يخف الضغط ازداد بحلول فرد جديد على الأسرة .
قررت سوسن أن تلقي هذا الحلم جانبا وتفكر في بديل آخر فلم تجد سوى دراستها حلا ..فأفرغت وسعهافي كتبها وحاولت أن تجتاز السنة الجامعية الأخيرة بنجاح .. ومرت الشهور ونجحت في الامتحان ، ثم تقدمت لاجتياز مباراة مهنية وكلها أمل أن يسدد الله خطاها وينقذها من جحيم البيت ..
والحمد لله وفقت وكان لزاما عليها أن تغادر بيتها بل ومدينتهالتلتحق بالمدرسة ، ففرحت ..أخيرا ستغير جو البيت الكئيب وتتعرف على رفقة جديدة،وأماكن جديدة .
والحمد لله وفقت وكان لزاما عليها أن تغادر بيتها بل ومدينتهالتلتحق بالمدرسة ، ففرحت ..أخيرا ستغير جو البيت الكئيب وتتعرف على رفقة جديدة،وأماكن جديدة .
مرت الأيام والشهور في المركز الذي كان تدرس فيه للتكوين ،وفي يوم من الأيام تعرفت على شاب بالصدفة ،كان يرمقها و يتتبع خطواتها ،ولفت انتباهه استقامتها والتزامها ، فعرض عليها يوما الزواج ،وكان يمنيها بالأحلام الوردية والعيشة الهنية ، ولقلة خبرتها بهذه الأمور انبهرت بكلامه المعسول ، ووافقت على عرضه ، وتم إخبار الأهل ، وما إن أزف العام بالرحيل حتى كانت سوسن قد استقرت في بيت الزوجية ، ولحسن حظها كان تعيينها بنفس مدينتها الأم ، وكان مقر عمله وعملها متجاورين .
طبعا مرت الأيام والشهور الزوجية الأولى في سعادة ، لكن شيئافشيئا بدأت تلاحظ أمورا غريبة على زوجها ، فقد ترك الصلاة ، وكلما نبهته للأمر تهرب من الجواب إما بطرح موضوع جديد ، أو محاولة فلسفة ماهية الصلاة ، فهي في نظره لامعنى لها ، ولا يشعر بأي شئ وهو يؤديها ، وكلما رأى في التلفاز شيخا سخر منه ،وكلما بدت له محجبة اشمأز منها ، والأدهى والأمر نقاشاته حول وجود الله تعالى ، فقد باتت شبه متأكدة أنها تزوجت زوجا ملحدا ، خدعها بالمنمق من كلامه ، وبظاهر التزامه، وببراءته المكذوبة البادية على محياه ..
هل تتراجع الآن .. هل تطلب الطلاق ..لقد فات الأوان :هي الآن حامل ، منت نفسها بتغير حاله حينما يرى مولودته ،فتدغدغ مشاعر الأبوة قلبه ، علها تحيي رميما قد طمره الكبر والغفلة .
جاءت الطفلة الصغيرة ، ولكن الحال بقي على ماكان ، بل تطور هذا التدهور من انحراف عقدي إلى انحراف سلوكي ، واكتشفت أن زوجها يخونها بعد أن تم القبض عليه من طرف الشرطة في قضية آداب ، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد استدعاء الزوجة والعفو عنه .
جاءت الطفلة الصغيرة ، ولكن الحال بقي على ماكان ، بل تطور هذا التدهور من انحراف عقدي إلى انحراف سلوكي ، واكتشفت أن زوجها يخونها بعد أن تم القبض عليه من طرف الشرطة في قضية آداب ، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد استدعاء الزوجة والعفو عنه .
ورغم هذا الجميل والمعروف ، لم يتغير الزوج السئ ، وظل في غيه وسوء معاملته ، وبدأ يبعثر أمواله يمينا وشمالا على نزواته ، وأهمل بيته ، فاستحالت العشرة بينهما ، ولم تجد بدا من طلب الطلاق .
وبعد سجال في المحاكم ، حكم القاضي بتطليقها للضرر اللاحق بها ، ولما ثبت من إلحاد الزوج وعدم أهليته كزوج مسلم .
وبعد سجال في المحاكم ، حكم القاضي بتطليقها للضرر اللاحق بها ، ولما ثبت من إلحاد الزوج وعدم أهليته كزوج مسلم .
وعادت سوسن من جديد إلى جحيم البيت الذي كان احد أسباب تسرعها في الزواج ، خرجت منه بنتا ، ورجعت إليه امرأة مطلقة ومعها بنتها . طبعا الأم احتضنت بنتها سيئة الحظ ، ولكن الأب أصبح يبتز البنت ويطالبها بدفع حق مبيتها وأكلها هي وابنتها ، كانت ترى في أعينهم نظرات الشفقة تذبحها ، ونظرات الطمع في راتبها تؤرقها ، فلم تجد ملاذا غير ربها تتضرع إليه لينقذها مرة أخرى .
ما الحل الآن؟ أملها الوحيد الآن أن تحصل على بيت تعيش فيه هي ووحيدتها ،وتحاول أن تبدأ حياة جديدة ، بحثت مدة سنة أو أكثر ،وأخيرا وجدت مبتغاها : شقة صغيرة تسعها هي وابنتها ، بعيدا عن قسوة الأب والأهل والزوج الخائن .
تعليق