تويت
ركبت قطار العمر في تودة وفي يدها وردة جورية اهداها لها ذاتَ يوم من ظنتهُ رفيقَ دربها ومن أسقتهُ من نبعِ قلبها الصافي..
لا تعلم لمَ أول من شدتها ذاكرتها اليه هي "ايمان" بوجهها الباسم الطفولي _تلكَ الأنثى التي
سعت بشتى الطرق للتعرف عليها وأخيراً حظيت بصداقتها ..استمرت صداقتهما قرابة شهرين..
كانت "ايمان" تزورها يومياً حتى أصبحت ظلها ..كانت تخبرها عن مناسك الحزن التي تعرضت لها بفضل خطيبها الخائن.
أعادت لها شروق حب الحياة وأصبحت تأخذها معها حيثما ذهبت..وأخيراً عرفتها على حبيب قلبها طارق ، الذي ما أن تكاد تلتقي النظرات
الملتهبة شوقاً حتى يهديها وردة عربوناً عن حبهِ العميق لها.
تذكرت أنها لم تستطع مقابلتهُ يوم الخميس لألمٍ شديد باغتها وهي تستعد لموافاتهِ كعادتها
فأرسلت لهُ "ايمان" لتسلمهُ رسالة تبثهُ فيها أشواقها .
بعدَ أسبوع وبينما كانت تجلس في حديقة بيتها تحتسي الشاي وتتسامر مع "ايمان" إذ بهاتف
بيتها يرن.أمسكت السماعة وسمعت صوت مرتعب يقول لها: صديقتي الغالية ..ألم تعلمي ما حدث؟
ألم تخبركِ "ايمان؟
_ما الذي يجب أن تخبرهُ لي "ايمان" ؟
_اساليها؟
_رنا ! أقلقتيني!! ما الذي يجب أن أعرفهُ ؟؟
_هل قابلتِ طارق مؤخراً؟؟
_لا ، لأنني كنتُ مريضة .. ولكن "ايمان " أوصلت رسالتي لهُ.
_ومع هذا لم تخبركِ بما حدث ؟
_باللهِ عليكِ أخبريني ما الذي حدث؟لا تشغلي بالي فلا زلتُ متوعكة وطارق لم يتصل بي كما يفترض بهِ.
_ "ايمان" و"طارق" سيتزوجان الأسبوع القادم.
_لا أصدقكِ أنتِ انسانة مريضة ؛ حقودة ..
_اساليها!!
_طبعاً سأسالها وأغلقت شروق السماعة بأصابع مرتجفة .
_ هل صحيح كلام رنا ..هل خطبكِ طارق ؟
ابتدات "ايمان" بالضحك الهستيري وقالت : طبعاً حبيبتي.
_كيفَ تفعلين هذا بي؟كيف؟ وصفعت "ايمان" بحدة على وجهها ،وشعرت حينها أنَ السماء
قد اكفهرت ..
وضعت "ايمان" يدها على خدها الملتهب وأجابتها بهدوء : طارق كانَ خطيبي ، هوَ الرجل
الذي أخبرتكِ عنه ..هجرني بعدَ خطوبتنا بأيام بدون داعٍ وتركَ لي ذاتَ ليلة وردة جورية مع رسالة
في حديقة بيتي..لم ينتظر للصباح لأنهُ ابن الظلام. بحثتُ عنهُ مطولاً كما يبحث النسر عن فريستهُ.
وبالصدفة بينما كنتُ أقرأ الجريدة وقد ابتلاني اليأس وأحرقَ قلبي الكمد وجدت نبأ خطوبتكما وقررت
التعرفَ عليكِ عن قرب .بصراحة لم أتوقع أن أحبكِ وأن أجدكِ انسانة بكل ما في الكلمة من معنى.
لا تنظري اليَ هكذا.. اطمئني ..طارق لم يعد لي حباً بي بل لانَ شقيقي أحرق وجههُ بماء النار
أمامَ الجميع (( يوم الخميس )) ..صدقيني منذُ اللحظة سيستنشق الجوري مع طعم انتقامي.
على فكرة حبيبتي لم يكن ينوي الزواج بكِ بل كانَ يود ترك وردة جورية لكِ مع رسالة.
وقفت شروق أمام المحطة وبيدها حقيبة سفر ..وضعت نظارتها السوداء على عينيها ، ثمَ
انفرجت عن شفتيها ابتسامة فطارقها الغالي أضحى عريساً للعنة السماء
تعليق