بسم الله الرحمن الرحيم
(( الفــــــــن الســــــــابع ))

السينما كوسيلة من وسائل الإتصال الجماهيري
مرت بالعديد من المراحل على المستوى التقني
والتاريخي حتى وصلت إلى الشكل المعاصر
والذي يعد نتاجا لجهود خلاقة امتدت قرابة قرن
من الزمان ...
والبداية كانت ملاحظات قدمها "ليوناردو دافنشي"
حيث لاحظ أن الانسان إذا جلس في حجرة مظلمة
بينما تكون الشمس ساطعة في الخارج وكان هناك
في أحد الجوانب ثقب صغير جدا في حجم رأس
الدبوس فإنه سيرى على الحائط المواجه للثقب
ظلالا أو خيالات لما في الخارج ..
وبعد ذلك تم التوصل إلى وضع عدسة مكان الثقب
يجعل الخيالات أكثر وضوحا ولكن الصورة تكون
مقلوبة ..وفي تطور آخر تم وضع صندوق يتم تثبيت
العدسة في أحد جوانبه وباستخدام عدد من المرايا أصبح
من الممكن ظهور الظلال والخيالات على حاجز زجاجي
في الصندوق وفي وضع صحيح غير مقلوب ،وقد أطلق
على هذا الصندوق " الغرفة المظلمة "..
كما أننا يمكن ان نعود مع فترة ماقبل البدايات عندما ظهرت
فكرة الفانوس السحري في القرن السابع عشر ..
وكان على البشرية أن تنتظر قرنين من الزمان كي يصبح
التقاط الصور والاحتفاظ بها أمرا ممكنا ,,، وترجع إلى جهود
" فوكس تالبوت " في إنجلترا ,,، عام 1829 ثم استطاع
الأمريكي " صمويل موريس" إلتقاط الصور عام 1850
حتى اخترع " إيتمان " أول أوراق حساسة لفيلم على بكر
لكاميرات كوداك بدلا من استخدام لوحة منفصلة لكل صورة
تحول الأصل من مجرد الاحتفاظ بالصورة ثابتة إلى الرغبة
في تحريكها ..
فكرة استمرار الرؤية ..:
إن فكرة الصورة المتحركة لاتعني بالطبع الحركة المادية ،
بل تعتمد على إيهام المشاهد بالحركة في صور سريعة ومتتالية
وعندما تعرض تلك الصور بواسطة آلة عرض تستغرق على
الشاشة 1/ 16 من الثانية وبما أن عين النسان تحتاج
إلى ضعف الوقت للتأكد من الصورة فإنها تنخدع وتعتقد
أنها تتحرك فعلا ..
وهذا هو الشكل البدائي لتحريك الصورة على الشاشة .،
أما البداية الحقيقية لنشاة وتطور الفيلم السينمائي
أو مايعرف " بالفن السابع"
كان في ديسمبر 1895 حيث ظهرت أول آلة عرض
سينمائية تعرض أفلاما على الجمهور ، وكان الشريط
السينمائي يستغرق مدة ثلاث دقائق وكان هذا الاختراع
للاخوين " لومير" وأطلق
على هذا الفيلم اسم " إنصراف العمال من مصنع لومير "
وتجول هذا الفيلم في دول أوربية والولايات المتحدة الأمريكية ..،
ولم تعرف دور العرض ولكن كانت تتم في مسارح عادية
مع وضع شاشة ليعرض عليها الفيلم ..
وبعدها اهتم الأخوان " لومير" بفكرة وجود دور عرض
سينمائية وتم بناء أول دار مخصصة للأفلام السينمائية
في 1897,,،
وبعد فترة الانبهار الأولية بدأ التفكير الجاد في عمل فيلم
سينمائي لا يعتمد على حركات محدودة وكان ذلك بظهور
المخرج الأمريكي " أدوين بورتر " الذي حول مجرى
وظيفة الكاميرا الثابتة إلى متحركة وأول فيلم اشتهر به
" سرقة القطار الكبرى " في 1903 ..، وهو يعد بداية
استخدامات التقنية السينمائية واستطاع هذا المخرج أن يدرك
تأثير حجم اللقطة السينمائية على الجمهور ..
بعدها ظهر التخصص السينمائي فظهر الكاتب ، والمؤلف
والمخرج والسينارست والمنتج والموزع وظهر مايعرف
بشركات الإنتاج في عام 1909 ، واتجهت الأنظار
نحو ولاية كاليفورنيا حيث الطقس المناسب للتصوير
وولدت بذلك " هوليود " عاصمة السينما في العالم ..
في عام 1905 قدم الإنجليزي هيوارث فيلما استخدم
فيه المونتاج وبدأت السينما تعرف حركات الكاميرا وأحجام
اللقطات وكانت الأفلام في تلك المرحلة تعرف باسم
" السينما الصامتة "..، ويعد عام 1027 هو بداية ظهور
السينما الناطقة وقدمت خلال تلك المرحلة أعمال سينمائية
ضخمة ، ويعد شارلي شابلن من أبرز نجوم السينما الصامتة
ويعد فيلم " مغني الجاز " الذي عرض 1927 ثاني فيلم
ناطق حقق نجاحا جماهيريا عريضا ، ثم زودت بعد ذلك
دور السينما بأجهزة الصوت التي يتزامن عرضه مع الصورة
بطريقة ميكانيكية ..
ومع تقدم تقنيات التسجيل الصوتي ، كانت الديالوجات
والمؤثرات الصوتية والموسيقى تسجل بصورة منفصلة
باستخدام عمليات صوتية مغناطيسية ، ثم يتم مزجها
لتخلق أجواء رائعة ..
وهكذا نرى أن السينما كانت نتاجا لجهود كثيرة من العديد
من الرواد إلى ما وصلت إليه من تقدم ..وهي تعد وسيلة
من وسائل الإتصال الجماهيرية سبقت الراديو والتليفزيون.
/
/
/
/
ماجي
تعليق