كل واحد يحلم بالقيادة .. . ينتظر أن يرى الخمسة أشلاء .
حرفتهم الدهاء .
يشربون الغدر بأقداح ضمير متصدع .
أولهم يحلم بالولاية .. وأن يكون خليفة الله .. أو الشيطان , لا يهم .
طالما أنه سيكون صنما في عصر لا يعترف بالأصنام .
له ابتسامة , تفضح أبعاده المتهتكة ,وتشي بأوكار ثعابين مهزومة .. رغم أقنعة الزيف التي كان يحرص أن يختفي خلفها .
تحزم بكل الشرور والآثام ومزالق الأخلاق . كي يعيد مجدا وشرفا عفى عليه الزمان .
لكن الردى عاجله ..
ورغم جميع الآمال التي كانت تحدوه بأن يشفى , ويمارس كافة سبل البذاءة ليحقق حلما بائدا . لكنهم تركوه في غيبوبته , على أنقاض حلم لم يكتمل .
بقي خمسة ...
أحدهم يحلم بالألوهية .. ويرى في الأربعة الآخرين خصية على أعتاب الخليفة .
ورث حلما أمويا .. أينع على صليل الأوسمة والنياشين .
تسلل على فوهة مدفع , أطاح بسيده ورمم الثغرات , وأبى أن يعتلي الهرم إلا باستفتاء يكسبه الشرعية وراحة الضمير . كانت ميوله حيث غروب الشمس , رغم أغانيه التي تمجد الشروق .
سقط في غفلة من أمره ... وغفلة الزمان .. كان ثوريا لا يؤمن بالوراثة . لكن حتى لا يضيع الوطن , لم يجدوا أحدا غير ابنه .. يحمل الراية ..
بقي أربعة ...
أحدهم قائد الوهم والريح .. وسام دون بطولة
وسجاد دون قصر
وقصر أسواره معطوبة . كانت أهازيجه تمجد الشجعان . يد تمتد لغصن الزيتون , ويد تمتد للسلام .
قرروا أن عمره الافتراضي انتهى
حقنوه بالسم .. فمضى
ومضت شؤونه
بقي ثلاثة ...
أحدهم يمارس الحياة كمومياء
يسجدون له دون أن يشعر بهم..
لم يبق من ابتسامته التي كانت تكلل وجهه غير طيف باهت .
نسب لنفسه شرف الوفادة والسقاية , وخدمة بيت الدين . وكان طموحه طقوسا شيطانية ..
أعلنوا وفاته ... بعد أن يئس منهم
ويئست منه السماء
بقي إثنان ..
أحدهم .. زعموا أنه ليثا
حاصروه في قفص . اصبح حملا وديعا .
أكل العشب , تخلى عن الافتراس ولحم الظباء .
أحلام المجد لم ينضوها .. كان يراهن على الوهم . ودورات الزمان .
لم يبق منه غير جلد شاة .
سلخوه دون ذبح ...
وخسر الرهان
بقي واحد
كفر بكل الآلهة , وآمن بوثن هذا الزمان ..
الشعب في عرفه حثالة . والأحلام قوافل خيبة . ونهاية هذه الأمة آتية .
لكن لا بد أن يكون في آخر القافلة .
وحتى يبقى له امتداد من ذكرى , سيبيع كل القواميس التي تبحث في العزة والكرامة والكبرياء والعروبة . ويغض الطرف عن كل محرقة أو مجزرة أو إبادة . وإن اقتضى الأمر بررها وباركها , ولعن كل من احتج أو ندد أو تعاطف أو التزم الصمت .
طالما أنهم لن يعترضوا أن يكون الحكم من بعده ...لمن يحفظ اسمه .. ولا يبصق على ذكراه ..
تعليق