حرب الفرقان .. يوم لا ينسى
هذا اليوم 27/12/2009 ، قبل عام ، وفي مثل هذا اليوم .
هذا اليوم 27/12/2009 ، قبل عام ، وفي مثل هذا اليوم .
حامت الغربان في سماء غزة ، ألقت بالسموم وبالصواريخ الذكية والغبية ، القاتلة المدمرة بأمل إبليس في امتلاك غزة وحرقها ورميها رمادا في بحر غزة .. هكذا حلم مجرمهم رابين .. ألم يصرح بانه يحلم ويتمنى كل يوم .. بان يستيقظ من نومه فيجد غزة وقد أغرقها البحر .. فماذا جرى ذهب رابين .. وذهب الجنود وذهبت الفئران التي رباها من بعده لتكمل تدمير غزة ..
ولم يعرف حينها ذاك المجرم الهالك بأن البحر الأبيض المتوسط ارحم على غزة من بني البشر جميعا .. فكيف يغرقها وهي عروسه المفضلة قاهرة الغزاة ومفشلة الغزوات ..
وقبل عام ، وفي مثل هذا اليوم
بدأت الجرذان الهاربة تخرج رؤوسها من الجحور ، وتجمع نفسها في مصر وفي الكيان الصهيوني .. لماذا .. ؟
انتظارا لسقوط غزة ..
وهم قوات العملاء والخونة يعرفون أنفسهم أكثر من غيرهم .. عبيد مرتزقة لدى اليهود لتدمير غزة وإعادة تشكيلها حسب ما يريد سيدهم الأمريكي القذر ..
في الجانب المصري .. وفي الجانب الآخر من معبر بيت حانون ..ينتظرون للدخول إلى غزة فوق الدبابة الصهيونية .. التي آمنوا بها .. فسلموها أعناقهم المنحنية من ثقل الذل والمهانة المتعلقة بها ..
نعم .. بعض منا نحن الفلسطينيون آمنوا بيهود .. واصطفوا معهم ليضربوا غزة ، ليقهروها .. لينتقموا منها لأنها كشفت عن وجوههم الأقنعة التي تداري خيانتهم وفسادهم وأخلاقهم المتردية في الحضيض ..
لو لم يكونوا من غزة .. لقلنا لهم الحق فهم لا يعرفونها .. لكنهم منها .. فكيف لم يتعلموا درس التاريخ .. غزة ممنوعة عن أي غاز .. فهي بوابة الحمى والحماية لفلسطين ولمصر .. التي تقتلها اليوم بعد عام من صمود غزة وانتصارها الثابت على يهود .. الذي لم يحققوا هدفا واحدا من أهدافهم المعلنة أو المخبأة ..
لكنهم نجحوا أخيرا ... فسرقوا مصر .. من مصر ، سرقوها من تاريخها الناصع المشرف في صد الغزاة ، وفي حماية الأمة ، وفي صناعة الحضارة ..
سرق اليهود مصر .. وأهلها يتفرجون .. راضين بقدوم السياح إليهم من كل صوب ليروا المصري الهمام القوي العظيم والذي هو من خير أجناد الأرض كما اخبر الرسول العظيم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، يتفرجون عليه إذ ينحني ليهود ..إذ يتحول إلى مجرد تابع ينفذ أطماعهم الغادرة .. في مصر وفي غزة وفي الأمة كلها
***
الموت ..
انهمر كنار الهشيم ..
على رأس غزة .
حرق الأخضر واليابس
ساعة لا تنسى
إرادة الشر تعلن عن نفسها
سبعون طائرة
تلقي بأحقادها
تحرق شوارع غزة
تصيد الناس المهرولين
العائدين إلى بيوتهم
الراجفين
من الرعد الأسود
الذي أطلق دخانه الأسود
فلم تعد العيون ترى غير الموت يفترش الطرقات والبوابات وتزدحم به المستشفيات المحدودة العدد والإمكانيات .
يوم لا ينسى .. هذا اليوم ..في التاريخ الفلسطيني ، يوم العدوان الصهيوني ، ويا ليته كان عدوا واحدا ، أو حتى أعداء كثيرين لكن .. ليس من بينهم إخواننا الفلسطينيين في رام الله وجيراننا الأشقاء ، .. فكان بجدارة يوم عدوان الأعداء على غزة ..
غزة ترعبهم ، كشفتهم أمام أولادهم ونسائهم ، حتى المرايا فضحت وجوههم الكالحة ،.
أرادوها عاهرة مثلهم ، أن ترتاد بيوت بغاءهم ، أن يعلنوها شيطانة لأوهامهم الفاضحة ،
وغزة طاهرة .. تسير حسب الفطرة التي خلقها الله عليها ..
فطرتها الخير .. والخير .. والخير ..
فطرتها أن تكره الشر حتى النخاع ، وان تحارب الغزاة حتى تسيل الدماء ، وان تقاوم باسم الله أعداء الحياة ..
وغزة تعرف أعدائها .. واحدا واحدا ، واسما اسما ، تعرفهم من هاماتهم الخانعة .. التي تشبه رؤوس الخنازير النجسة التي ترعي في المزابل .
وبعد عام ..
يعاقبون غزة أكثر من أي وقت مضى ..
لأنها واصلت التمرد ورفض الانصياع لحصارهم الخبيث ، ولأنتها إرادة الحياة لديها تفوقت على إرادة الفناء لديهم ن ولن غزة بقيت في قلوب أهلها عروسا متجددة الدماء وقاهرة الجبابرة الطغاة .. ومسطرة التاريخ الجديد للأمة العربية كلها ..
وهاهم يشددون الحصار عليها .. ويبنون ..
السد الواطي الجديد .. النظام المصري يمشي على أثار الخلف .. بنى عبد الناصر سدا عاليا ليسقي شعب مصر ، وليحمي مصر من الطوفان .. وجاء النظام اليوم .. فبنى سدا . .للعار والفضيحة .. سدا للموت يقتل به أشقاءه وإخوته الفلسطينيين في غزة .. ليتهم اكتفوا بالسد العالي لعبد الناصر لكان خيرا لهم
وكان غزة لم تكن جزءا من مصر ن وكان غزة لا تنتمي للشعب المصري ن وكان غزة نبتا شيطانيا يجب التخلص منه ..
يا لهولك غزة .. ألهذه الدرجة يكرهونك . .أكل هذا الحقد كان مخبأ في صدورهم للقضاء عليك ، أكل هذه التحالفات الدولية والأممية العالمية لخنقك وحصارك ودفنك حية ..
يا لهولك غزة ..
ألم تعرفي نفسك قبل اليوم .. ألم تكتشفيهم .. وأين اخفوا خباياهم الغادرة التي تطعنك اليوم في الظهر وفي الصدر وفي القلب وفي كل مكان دون أن تهتز في جلودهم شعرة واحدة ..
من أين جاءوا بكل هذا الإصرار لقتلك وحربك وعزلك عن معاني الحياة وعن أنفاس الحرية الباسقة في روحك السامية ..
كم أنت عالية سامقة يا غزة ..
وكم هم جميعا أقزام أقزام أقزام
لا يفقهون
لك الله يا غزة
لك الله يا غزة
تعليق