[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
في هذا الوطن العربي الرّحب ، و على امتداد صحاريه وفي لا نهايات مداه ، حيث تهمّ لترحل ، يبقى فيك جزء عزيز ، يتشبّث بأجنحة روحك ، لا يفارقك حتى لو خلعت قلبك من خلف الضلوع .
لو تركت بغداد و عقدت العزم على الرّحيل ، أتخرج بغداد من شرايينك؟ و إن خرجت ، كيف ستمحو من أنفك رائحة الفرات و طعم الرّصافة ؟
و لو سدّت بوجهك السّبل و صار لزاما فراق طنجة ، هل تستطيع ذبح الأندلس في وريدك ؟ أم كيف ستخرج الحمراء من تلافيف دماغك؟
و لو قفلت عائدا من قصبة الجزاير ، هل تضمن أن لا تغالبك الدّموع على من رحلوا في الرّصاص ؟ و كيف لا يرتفع أنفّك ما فوق الجبين؟
كيف ستنسى المُقطّم و أنت تغادر سماء القاهرة ، و هل سيكون للدنيا طعم من بعدها ؟ ألن تقضي ما تبقى من عمرك في ظل دنيا يتيمة فقدت أمّها ... و حلاوتها ؟ و ستسأل نفسك كما أفعل دائما ، كيف هذا "المقطم " يصبح فيك أقوى من الأهرامات... و أعلى . كيف؟؟
و لو غادرت الوسط ، ألن تنسى قلبك تحت القبّة الصفرا خلف أسوار القدس حبيسا و إلى الأبد ؟ ألن تهتف رغما عن أنفهم :- شلّت يميني لو نسيتك يا قدسُ؟؟
كيف إن غادرت حلب إلى الشام ، كيف ستقلع الموشحات و الاقداد من أذنيك ؟ ، كيف ستصبح الدنيا صامتة دون نغمات ، ميّتة لا حراك فيها ؟
هذه سيمفونيّة العرب ، سيمفونيّتي ، تعزفها أوركسترا ضخمة في اتساع بساطنا ، حتى حبّات رمال صحارينا تتحوّل لجوقة مذهلة هائلة تردّد النغمة خلف دقات قلبك ، حتى المجرّات تذعن و تنصت ...
و لو سدّت بوجهك السّبل و صار لزاما فراق طنجة ، هل تستطيع ذبح الأندلس في وريدك ؟ أم كيف ستخرج الحمراء من تلافيف دماغك؟
و لو قفلت عائدا من قصبة الجزاير ، هل تضمن أن لا تغالبك الدّموع على من رحلوا في الرّصاص ؟ و كيف لا يرتفع أنفّك ما فوق الجبين؟
كيف ستنسى المُقطّم و أنت تغادر سماء القاهرة ، و هل سيكون للدنيا طعم من بعدها ؟ ألن تقضي ما تبقى من عمرك في ظل دنيا يتيمة فقدت أمّها ... و حلاوتها ؟ و ستسأل نفسك كما أفعل دائما ، كيف هذا "المقطم " يصبح فيك أقوى من الأهرامات... و أعلى . كيف؟؟
و لو غادرت الوسط ، ألن تنسى قلبك تحت القبّة الصفرا خلف أسوار القدس حبيسا و إلى الأبد ؟ ألن تهتف رغما عن أنفهم :- شلّت يميني لو نسيتك يا قدسُ؟؟
كيف إن غادرت حلب إلى الشام ، كيف ستقلع الموشحات و الاقداد من أذنيك ؟ ، كيف ستصبح الدنيا صامتة دون نغمات ، ميّتة لا حراك فيها ؟
هذه سيمفونيّة العرب ، سيمفونيّتي ، تعزفها أوركسترا ضخمة في اتساع بساطنا ، حتى حبّات رمال صحارينا تتحوّل لجوقة مذهلة هائلة تردّد النغمة خلف دقات قلبك ، حتى المجرّات تذعن و تنصت ...
أمّا أنا فقد أصبت أخيرا بداء لا أدري له علاج ، كلّما قفزت فيّ حلب الشهباء ، أشعر بغصّة و ضيق في النّفس .. أحاول استرجاع انسجامي و تناسق نغمات سيمفونيّتي ، فتأبى علي.. برزت شرايينها و اقترب وجهها و تجمّدت فيّ ، في قلبي بين عيني ، تأبى مبارحتها ، أشعر بالانكسار ، كمن ارتكب فعلة و لا يدري كيف يخرج منها ..
من يعيد لي اتزاني و سيمفونييتي و انسجامها .. من ؟؟ من أجل عيون كلّ حبيباتي التي أخبرتكم عنها ، لو تدرون .. لو زرتم حلب مرّة ، لو زرتم على الأقل الزاوية الهلالية و استمعتم مرّة واحدة للورّاق يشدو:
مولاي أجفاني جفاهنَّ الكرى والشوق لاعجه بقلبي خيّما
مولاي لي عمل ولكن موجب لعقوبتي فاحنن عليّ تكرماً
لعرفتم عذوبة هذه المدينة الشهباء .. لما استطعتم النّوم لو هي باتت غير راضية ، لما عاد أي شيء مكانه ، لو هي خدشت... و الله سيخرج لك أبو فراس الحمداني شاهرا سيفه و سيتبعه المتنبى شاهرا لغته ، و ستورط .. ستورط روحك بينك و بينك.. و ستموت مستجديا القصيد ..
قصدتكم لأنّني لا استطيع النوم خارج الشعر ، قصدتكم جميعا ، فردا فردا لتعينوني على عروسٍ بينكم من حلب ، رقيقة ، نبيلة ، مهذّبة ، قصيرة اللّسان حتى لو غلبت ، شهمة شامخة فيها كلّ حياء القبائل من قحطان إلى تغلب ، أسأت لها و جرحتها و أجحفت بحقها ، في ساعة غضب من غير وجه حق .. و هي على حق و أنا على باطل ، .. صمتت ... لكنّ حلب الشهباء تمرّدت فيّ و أجارت ابنتها ... "بنت الشهباء" ، فمن يردّ لي حلب؟؟؟
من يردّ لي حلب؟؟
أختاه يا "ابنة الشهباء" أدعوك هنا و أرجوك أن تقبلي اعتذاري .. اعتذاري الشّديد و ردي لي حلب.
فديتك ما الغدرُ من شيمتي قديما، و لا العجزُ مِن مذهبي
و هبيني كما تعلمي مذنبا أما يُقبل العذر من مذنبِ
و أوْلى الرجالِ بعتبٍ أخٌ يَكُرّ العتابَ على مُعتِبِ
قصدتكم لأنّني لا استطيع النوم خارج الشعر ، قصدتكم جميعا ، فردا فردا لتعينوني على عروسٍ بينكم من حلب ، رقيقة ، نبيلة ، مهذّبة ، قصيرة اللّسان حتى لو غلبت ، شهمة شامخة فيها كلّ حياء القبائل من قحطان إلى تغلب ، أسأت لها و جرحتها و أجحفت بحقها ، في ساعة غضب من غير وجه حق .. و هي على حق و أنا على باطل ، .. صمتت ... لكنّ حلب الشهباء تمرّدت فيّ و أجارت ابنتها ... "بنت الشهباء" ، فمن يردّ لي حلب؟؟؟
من يردّ لي حلب؟؟
أختاه يا "ابنة الشهباء" أدعوك هنا و أرجوك أن تقبلي اعتذاري .. اعتذاري الشّديد و ردي لي حلب.
فديتك ما الغدرُ من شيمتي قديما، و لا العجزُ مِن مذهبي
و هبيني كما تعلمي مذنبا أما يُقبل العذر من مذنبِ
و أوْلى الرجالِ بعتبٍ أخٌ يَكُرّ العتابَ على مُعتِبِ
تحياتي ... أنتظرك
حكيم
[/align][/cell][/table1][/align]
تعليق