قمرٌ على "يافا"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. نديم حسين
    شاعر وناقد
    رئيس ملتقى الديوان
    • 17-11-2009
    • 1298

    قمرٌ على "يافا"

    قَمَرٌعلى "يافـا"





    "يافا" آرتِعاشَةُ آلغِيابِ وآلحُضورِ


    في فِراشِ شاطئٍ قَتيلِ !


    ونُقطةُ آلنبيذِ فوق كفِّنا


    وشرفةٌ بَحْريَّةٌ


    تَرْوي لِكَفِّ شاربٍ مواجعَ "آلخليلِ" !


    وموجةٌ مَعْصُورةٌ على شِفاهِ شاطئٍ


    يَمتدُّ مثلَ لوعةِ "آلجَليلِ" !


    "يافا" تُرابٌ نابِضٌ


    مُنذُ آبْتداءِ آلنـَّارِ حتى جَمرةِ آلأَصيلِ !


    وفكرةٌ تُقيمُ كآلسُيوفِ في طَبائعِ آلصَّليلِ


    غَيْمٌ كَثيرٌ راحِلٌ عن وَجْهِها آلقَليلِ


    جَدِّيَّـةٌ "يافايَ" مثل آلنَّوبَـةِ آلقَلْبِيـَّهْ


    شهيَّـةٌ كآلدَّبكةِ آلشَّامِيَّـهْ


    مُعيْـدةٌ كماءِ وَجهِ "آِلنِّيْـلِ" !


    إنسانةٌ حكيمةٌ تَجْتاحُنا في حِقْبـَةٍ غَبِيَّـهْ


    "يافا" ضُمورُ آلكُفرِ في سُلالَـةٍ نَبيَّـهْ


    ونَدْهَةٌ تنمو على أوتارِنا آلصَّوتِيـَّهْ


    ونَسْمةٌ رَمَتْ علينا برتقالَ مِعْطفٍ


    من عُمْرِها آلظَّليلِ !


    "يافا" نَقيضُ مَوتِها


    تَسْلَخُ جِلْـدَ آلذَّاكِرَهْ !


    تبني بأحجارِ آلعُصورِ آلغابراتِ رُوحَها آلمُعاصِرَهْ !


    وفي زمان آلعُشبِ عالٍ عِشْقُها كَقامةِ آلنَخيلِ


    عاريةٌ ، جائعةٌ ، ذَبيحةٌ ، ذابِحَةٌ كشهوتي


    كفيفةٌ كصَحْوتي !


    قالتْ :


    تعالَ نَحْتَسي أَحزانَنا إِنْ عادَنا آلصَّباحْ !


    فَقلتُ :


    لِيْ مَشاغلٌ من فِضَّةِ آلميلادِ حتى صُفرةِ آلأَصيلِ


    وقد قَبِلْـتُ عُذرَها وقَـدْ.. وقَـدْ !


    " مَدَداً.. مَدَدْ " !


    يا وَجْهَها آلفَـرْدَ آلصَّمَـدْ !


    "يافا" هُنا وَحيدةٌ


    عاشَتْ وماتَ صَبُّها.. وما بَكى آلمَيْتَ تَلَـدْ !


    " مَدَداً مَدَدْ " !


    "يافا" آلوُضوءُ للصَّلاةِ ، أَينَ ماءُ آلمُبْتَدى ؟


    هَل مَدُّها وجَزْرُها رُوحانِ في طَعْمِ آلزَّبَدْ ؟


    أحكيْـكِ يا "يافا" وأحْكي نَحْلـَةً ،


    جَـزَّ آلخريفُ قُوتَها !


    فَلتُـقْلِعيْ عن غُربَتي وَلتَهجُري بُيوتَها !


    وآسْتَرْسِلي في نِعْمَةِ آلتَّـكبيرِ وآلتَّهليلِ !!


    &&&


    قُـلْ بآسمِ "يافا" وآلمَفاتيحِ آليَتامى وآلتُّرابْ !


    بآسمِ آلتي أَخْفَـتْ شواطِئَها آلمَديدَةَ


    في جُيوبِ آلإِقْتِضابْ !


    بآسمِ آلأُليْ نُقِـلُوا أوِ آنتَـقَلوا بِها


    نَحْوَ آلجَوى وَآلإغْترابْ !


    بآسمِ آلتي أُخِذَتْ على أَحيانِ فَـرٍّ


    وآحْتراقِ مَراكِبٍ ،


    يَتلو عليكمْ "طارِقٌ" غَزَواتِنا !


    هَبَطَ آلمَضيقُ على آتِّساع عُيونِها


    ظَفِرَ آلعَدُوُّ أَمامَها


    شربَ آلصَّدِيقُ سَلامَها


    رحَلَتْ عيونُ آلإِرْتِقابْ !


    وتَعَذَّبَ آلعَرَبِيُّ بَحْثًـا عن "قُرَيشِ" آلمُستحيلِ !


    &&&


    يافا" نَزيفٌ عاشَ عَهْدَ آلأُقحُوانْ !"


    طَبْعُ آلجِبالِ على آلسَّواحِلِ قَـدْ هَوى مِن "لا مَكانْ" !


    وصَبِيَّـةٌ عَرَبيـَّةٌ مَعْصومَةٌ عن غاصِبٍ


    سَحَبَ آلزَّمانَ من آلزَّمانْ !


    "يافا" سُقوطُ قَبائلٍ مَهزومةٍ في آلإِمتحانْ !


    "يافا" طُيورٌ شَرَّدَتْ أسْرابَها


    "يافا" رِهانٌ عابِثٌ خَسِرَ آلرِّهانْ !


    "يافا" قِماشُ آلرُّوحِ غَطَّاها فنامَتْ عارِيَـهْ !


    يافا" سُباتُ آلرِّيحِ خَلاَّها تَسِيلُ كَرايةٍ"


    ذابَتْ بِكَفِّ آلصَّارِيَهْ !


    "يافا" ظَلام آلبَحرِ ،


    "يافا" نُورُها !


    وَتَظَلُّ رُغمَ غُروبِها قِنْديليْ !


    &&&


    "يافا" مَنارَةُمِلحِها


    وشَقائقُ آلنُّعْمانِ تَغْمِسُ طَبْعَها في جُرْحِها


    غَرَزَتْ غَزالاً في تُراثِ رَبيعِها


    أو أطلقتْ أَطباعَ أمطارٍعلى بَدَنِ آليَـبابْ !


    أَيُطِلُّ وَرْدٌ بَعدَ هذا آلقَحْطِ مِن جُرحِ آلغِيابْ ؟


    سَأَلَ آلمُنادي وآحترَقْ !


    فَإِلى مَتى ستُتيحُ تَوأَمَةُ آلمَدائِنِ نَبْضَها


    ما بينَ "يافا" وآلغَرَقْ ؟


    لِتَعوذَ من مَلـِكِ آلظَّلامِ بنَجْمَةٍ


    وتَلوذَ في يومِ آلفَرارِ بِهَجْمَةٍ


    وَجْهُ آلمِياهِ على عَباءَةِ مِلْحِها


    ثَوبُ آلبِحارِ على تَعَرِّيْها دَليليْ !


    &&&


    وتَراجَعَتْ


    ومَحَتْ تُراثَ مُلوكِها


    ذَبَحَتْ على حَـدِّ آلزَّمانِ أَكاسِرَهْ


    قَبَرَتْ على مَرْأى آلمَكانِ قَياصِرَهْ


    فَكَّتْ مَرارتَها عن آلآفاقِ


    وآلدُّنيا بِطَعْمِ آلبُرتقالِ مُحاصَرَهْ !


    هيَ أَوْرَثَـتْني هَمَّها وقُيودَها.. وسُلالَـةً


    نامَتْ فُلولُ جُيوشِها في رِدْفِـها


    وعُيونُها في آلخاصِرَهْ !


    وَرَوَتْ لنا بيَّارَةً عَصَرَتْ عُيونَ آلبُرتقالِ


    على خُدودِ "آلنَّاصِرَهْ !


    وتأرجَحَتْ بِنـْتُ آلنُّضوجِ على حِبالٍ قاصِرَهْ !


    وتَعلَّلتْ بظَلامِها وفَتيليْ !!



    &&&


    يافا" كَفِكْرٍ صارِخٍ يأْوي إلى حَلْـقِ آلزُّجاجْ !"


    وَهَمسَةٍ في حُضْنِ بَيَّاراتِها .


    هذيْ آلبِلادُ زَوجَتي


    وغُرْبَتي كَخاتَمِ آلزَّواجْ !


    "يافا" كَـ "حَيفا" – طِفْلَـةٌ


    وَصَعْبَةٌ كَـ "عَـكَّا"


    وآلأُمُّ "عَسْـقَلانْ" !


    وآلوالِدُ "آلحَجَّاجْ" !

    وَعَيْـنُها مَنارَةٌ وَريْـقُها ماءُ آلوُصولِ ،


    أَهْـلُ "يافا" آلحاجِبانْ" !


    هَـلْ لَيـْلُ "يافا" سالِـكٌ ،


    لقامَةٍ تَقيسُ لَيْـلاً أَنْجُمَ آلشُّطآنْ ؟!


    مَنْ يَرْشُفُ آلنَّـهْدَ آلرَّضِيعَ وَآلمَعاني آلنَيِّئَـهْ ؟


    مَنْ يُخْرِجُ آلبِلادَ من قَصيدَةٍ ؟


    من يَنظِمُ آلأَوطانْ ؟


    ما بَينَ زُرْقتيـْنِ يَرمي قَلبَها آلميناءْ


    وآلبَحرُ ماءُ وَجْهِها ،


    وعَينُها آلسَّماءْ


    أُنْثى بِلادُ آلعالَمِ آلأُخْرى وَ "يافا" ..


    سَوفَ تَبْـقى نَجمةً فوقَ آلنِّساءْ !


    "يافايَ" يا هُـنَيْهَـةً صَريحةً في حِقْبَـةِ آلتَّدْجيلِ !!


    &&&


    بِآسْمِ "يافا"


    جُثَّـةُ آلبَرقَوْقِ مُلْـقاةٌ على نابِ آلخَريفْ !


    شاطِيءٌ حَـوْلَ آلبُحَيراتِ آلعَذارَى


    فَوقَ وَجْهِ آلماءِ نَسْـلٌ مِنْ صَريفْ !


    أَوْسَطِيٌّ يَعْصُرُ آلأَمواجَ لِلِّصِّ آلظَّريفْ !


    بِآسْمِ "يافا" ..


    نَنثُرُ آلأَملاحَ في وجهِ آلمَرايا


    كي"نَذوقَ" آلدَّرْبَ في يومِ آلرَّحيلِ !


    &&&


    "يافايَ" يا عُصفورةً أَشبَعْتُـها قَفْـزًا على شُبَّاكيْ !


    ونَظَمْتُ نافِذةَ آلهَوى حتى تَرانِيْ


    زَفْرَةً تَغْفو على وَتَرِ آلكَمانِ !


    وَتَدورُ مِثلَ آلفِكْرةِ آلسَّمْراءَ في أَفْلاكيْ !


    وَتَدورُ في "يافا" على "يافا" شِـبَاكيْ !


    وأُذيْبُ جَذْعًا كي تَباتَ آلأَرضُ في مُتَـناوَلِ آلأَفنانِ !


    تَسْبي عُيوني حُرَّةٌ مَسْبِيَّـةٌ


    وبَقاؤُها آلحَيُّ آلطَّليقُ بِقَيْـدِ ذاكِرَتي سَبانيْ !


    وَنظَمْتُ أَرْضًا


    كي تُطِلَّ كزَهْرَةٍ تُرْمى على أَكْفانيْ !


    ونَظَمْتُ خُبْزًا


    كي أُشاطِرَها آلمَوائِدَ وآلمَوانيْ !


    َفتَزَوَّجي "بَرَدَى" وصُونيْ نِعْمَةَ آلتَّحْريمِ وآلتَّحْليـلِ !


    وإِذا مَلَـلْتِ شَواطِئـًا ،


    قُومِي آرحَلي مِنـَّا إلى أرضِ "آلجَليلِ" !


    قَمَرٌ على "يافا"

    فَهَـلْ يتسائَلُ آلعُشَّاقُ عن نَبْضِ آلسَّبيلِ ؟!
    التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 28-12-2009, 19:14.
  • هادي زاهر
    أديب وكاتب
    • 30-08-2008
    • 824

    #2
    أخي الدكتور نديم حسين
    مما لا شك فية أن انضمامك لملتقانا فيه الكثيرالكثير من الاثراء ، اقول لك ذلك بعيداً عن المجاملة، هذا ما تبينه بوضوح صورك الجميلة، لقد لامست هذه القصيدة وتراً حساساً لدى كل فلسطيني لان "يافا "تلخص فلسطين. يدهشني أنه مهما حاول الاخرون ازالة "يافا" من الوجود فان قصيدة واحدة فيها حرارة اللهب وروح الجمر تعيد يافا إلى مقدمة المدائن وبحضور قوي وأخاذ كقصيدتك
    لا تبخل علينا بنصوص اخرى.
    محبتي
    هادي زاهر
    " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

    تعليق

    • أحمد عبد الرحمن جنيدو
      أديب وكاتب
      • 07-06-2008
      • 2116

      #3
      دكتور القصيدة في القمة من لغة شعرية
      وصورة تعبيرية
      ودراما وموضوع فوق كل المواضيع
      رائع يا سيدي
      يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
      يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
      إنني أنزف من تكوين حلمي
      قبل آلاف السنينْ.
      فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
      إن هذا العالم المغلوط
      صار اليوم أنات السجونْ.
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      ajnido@gmail.com
      ajnido1@hotmail.com
      ajnido2@yahoo.com

      تعليق

      • نضال يوسف أبو صبيح
        عضـو الملتقى
        • 29-05-2009
        • 558

        #4
        د. نديم حسن

        كلمات في منتهى الروعة والرقة
        وموضوع في منتهى الأناقة والدقة

        قصيدة أكثر من رائعة...
        دمت ليافا ودامت لك ولنا
        تحياتي

        تعليق

        • د. نديم حسين
          شاعر وناقد
          رئيس ملتقى الديوان
          • 17-11-2009
          • 1298

          #5
          ألعزيز هادي زاهِر ،
          إنَّ في أروقةِ آلملتقى ألكثيرُ آلكثيرُ من آلنصوصِ آلتي تطمئِنُني على أنَّ شعلةَ آلأدبِ يحملُها حُرَّاسُها آلرائعونَ من آلنَّاس آلعرب . إذًا ، سيكونُ آلإِثراءُ في آتِّجاهينِ إِن شاءَ آلله . إنَّ ثقافتَنا نحنُ آلعرب هي آخرُ آلقلاعِ آلتي تحمي وُجودَنا . وقلعتُنا هذه عاليةُ آلأَسوارِ منيعَةُ آلهِمَمْ . سأرمي بسِهامي نحو صدورِ آلمهاجِمينَ لأرى من حولي آلافَ آلسِّهام آلتي تسيرُ في نَفسِ آلإِتِّجاه . فقَلبًا إلى قَلبٍ وزِندًا إلى زَندٍ لنرُدَّ كيدَ آلآبِقين .
          عاشَتْ ثقافتُنا وعاشَ حُماتُها .
          شُكرًا لكَ أيُّها آلهادي آلإِعصارِيُّ وإلى لقاء .

          تعليق

          • د. نديم حسين
            شاعر وناقد
            رئيس ملتقى الديوان
            • 17-11-2009
            • 1298

            #6
            ألرَّائع أحمد عبد آلرحمن جنيدو ،
            عندما تنظُرُ آلقمَمُ وينظُرُ آلشعرُ آلأصيلُ إلى آلمرآةِ ترى هذهِ ويرى ذاكَ نُصوصَكَ آلخمائليَّةَ آلمُخمليَّةَ . أُتابعُ قصائدَكَ عبرَ شاشَةِ آلمُلتقى - واحتِنا - فأطمئنُّ على نارِ آلشِّعرِ وأرى بأُمِّ قلبي آنطِفاءَ آلرِّياحِ آلعاتياتِ . ضَعْ أخي آلكريم نَصَّكَ إلى نَصِّي لنبنيَ صرحَ ثقافتِنا - كينونتِنا - دولَةً للوُجدانِ نعيشُ فيها بأمانٍ إلى أنْ تُشرقَ شَمسٌ ما تَضيءُ أزقَّتَنا .
            لك حبِّي وآمتناني .

            تعليق

            • د. نديم حسين
              شاعر وناقد
              رئيس ملتقى الديوان
              • 17-11-2009
              • 1298

              #7
              ألأخ نضال يوسف أبو صبيح تحية من آلقلبِ وبعد ،
              سألتُ ذاتَ يومٍ أبي آلمرحوم محمد حسين عندما كنتٌ طِفلاً :
              " يسرُقُ آللصوصُ أريكةً ، سيارةً ، مبلغًا من آلمالِ ولكنْ كيفَ يسرُقُ آللصوصُ وطنًا مؤَثَّثًا بأكملِهِ ؟ أينَ كنتُم ؟ "
              " ستفهَمُ عندما تُصبِحُ أَبًا لعلَّكَ تُعطي أولادَكَ آلإجابَةَ آلصحيحَةَ يا بَطَلْ " أجابَ أبو آلقاسِمِ وآلأَلمُ يقطُرُ من قَسَماتِهِ .
              ولَم أغفِرْ لنفسي ذلكَ آلألمَ آلذي سبَّبتُهُ لوالدي . ولا أجِدُ إجابةً على سؤالي أُقدِّمُها لأَِطفالي آليوم .
              يا صاحبي إننا نعيشُ في ظِلِّ وطنٍ ونُغنِّي لظِلالِ مُدُنِهِ وقُراهُ لعلَّنا نبقى على " قيدِ " آلحياة !
              تحيَّتي لكَ وإلى لِقاء .
              التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 29-12-2009, 21:10.

              تعليق

              • نضال يوسف أبو صبيح
                عضـو الملتقى
                • 29-05-2009
                • 558

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة د. نديم حسين مشاهدة المشاركة
                ألأخ نضال يوسف أبو صبيح تحية من آلقلبِ وبعد ،
                سألتُ ذاتَ يومٍ أبي آلمرحوم محمد حسين عندما كنتٌ طِفلاً :
                " يسرُقُ آللصوصُ أريكةً ، سيارةً ، مبلغًا من آلمالِ ولكنْ كيفَ يسرُقُ آللصوصُ وطنًا مؤَثَّثًا بأكملِهِ ؟ أينَ كنتُم ؟ "
                " ستفهَمُ عندما تُصبِحُ أَبًا لعلَّكَ تُعطي أولادَكَ آلإجابَةَ آلصحيحَةَ يا بَطَلْ " أجابَ أبو آلقاسِمِ وآلأَلمُ يقطُرُ من قَسَماتِهِ .
                ولَم أغفِرْ لنفسي ذلكَ آلألمَ آلذي سبَّبتُهُ لوالدي . ولا أجِدُ إجابةً على سؤالي أُقدِّمُها لأَِطفالي آليوم .
                يا صاحبي إننا نعيشُ في ظِلِّ وطنٍ ونُغنِّي لظِلالِ مُدُنِهِ وقُراهُ لعلَّنا نبقى على " قيدِ " آلحياة !
                تحيَّتي لكَ وإلى لِقاء .

                د. نديم حسين

                رحم الله أبا القاسم وغفر له ولنا وأسكنه فسيح جنانه...
                علِّي لم أسأل أبي ذلك السؤال
                فهو -أطال الله في عمرك- يصغرك بأربع

                لكن الإجابة واضحة أستاذي
                والمسرحية العالمية الكبيرة، شارفت على الإنتهاء وغلق الصالة
                علَّني عندما أصبح أبا
                لن أكون مضطرًا لأن أجيب ابني على سؤالك
                وليكن أجداده أبطالا، ربما سيزرع ذلك في نفسه الشجاعة
                فإن لم تكُ المسرحية قد انتهت وقتها
                ربما ينهيها هو وأمثاله ((هذا إن كان أصلا))

                دمتَ بكل خيرٍ وألق أستاذي
                تحياتي

                تعليق

                • يوسف أبوسالم
                  أديب وكاتب
                  • 08-06-2009
                  • 2490

                  #9
                  شاعرنا المبدع
                  د.نديم حسين

                  بمثل هذا الهطول والتدفق
                  وبتلك السلاسة
                  وبهذا الإيقاع الصاخب الهادىء الثائر
                  وعلى ترانيم مفردات توهجت بدلالات وتوظيف جديد
                  وعلى وقع ألوان صور مجنحة ومبتكرة
                  أستطيع القول
                  أن هذا هو الشعر
                  حلقت أخي حتى لامست سقف الغيوم
                  مع صورك غير المطروقة
                  ومدى إحساسك العميق بموسيقى وإيقاع الشعر
                  ولا أملك إلا أن أقول
                  نحن نفخر بالديوان بشاعر محلق مبدع مثلك
                  فأهلا وسهلا بك
                  ودمت مبدعا كبيرا
                  القصيدة تستحق التثبيت في سماء الشعر
                  وتعلق في قمره
                  ولكن توجد قصيدة لكم مثبتة فعذرا
                  التعديل الأخير تم بواسطة يوسف أبوسالم; الساعة 30-12-2009, 09:59.

                  تعليق

                  • د. نديم حسين
                    شاعر وناقد
                    رئيس ملتقى الديوان
                    • 17-11-2009
                    • 1298

                    #10
                    ألعزيز نضال يوسف أبو صبيح ،
                    قلبي يُحَيِّييكَ ويدعو لك بطولِ آلعُمرِ وآرتفاعِ آلعِزِّ وعَرضِ آلشُّموخِ وبَعد ،
                    إذا كان والدُكَ آلكريمُ يصغُرُني بأربَعٍ ، إذًا فهوَ في عِزِّ آلشَّبابِ ذلكَ أنَّ آلكِرامَ لا يشيخونَ أبدًا وفي بيتِ " عُمرِ آلمُختارِ " تَجِدُ آلدَّليل !
                    إنَّنا يا آبنَ أخي نقسو كثيرًا على آبائِنا حينَ نُلَمِّحُ من قريبٍ أو بعيدٍ بأنَّهُم تخاذلوا في آلدفاعِ عن حِياضِ آلوطن . لقد شارَكَ آلعقيد " محمد حسين " في دَفنِ أحلامِ أوباشِ آلنازيَّةِ آلتي كانت تضَعُنا على قائمةِ " آلمطلوبين " عندما حاربَ في صفوفِ آلحُلفاءِ آنذاك . وتشهدُ بذلك خمسةُ أوسمةٍ نالها عن شجاعتهِ في ساحةِ آلقتال ! وقد نالَ إعجابَ مونتوغومري في حينِه وكانَ يُرسلُ إليهِ برسائِلَ يفتَتِحُها هكذا :" dear mohammad iوقد طلبَها آلقائِمونَ على آلمُتحف آلعسكريِّ في لندن فلم نتنازلْ عنها ، ولا أسوقُ هذا آلكلامَ آبتهاجًا بآلجنرالِ آلإنجليزي ، ولكنْ لأُفنّـِدَ آلفكرةَ آلسَّائدةَ عن جنودِ آلعربِ وضُبَّاطهِم في هذه آلأيام !
                    هذا آلرَّجُل - " أبي " كانَ يقولُ : " لقد نجحنا في آلدِّفاعِ عن آلعالَمِ عندما توفَّرَتْ لنا أسبابُ آلقوةِ وها نحنُ نفشَلُ في آلدِّفاعِ عن بُيوتِنا لأنَّها مُنِعَتْ عَنَّا ! "
                    كانَ مَنبَعُ آلحُزنِ لديهِم هذا آلإحباط آلشَّديد . وأسبابهُ تَعرفُها أنتَ وأبناءُ جيلِكَ . لأمواتِنا آلأجرُ وآلرحمةُ ولأِحيائِنا طُولُ آلعُمرِ وحياةٌ " تَسُرُّ آلصَّديقَ " .
                    مرورُكَ جميلٌ ومُثيرٌ للشُّجونِ فأهلاً بكَ !

                    تعليق

                    • د. نديم حسين
                      شاعر وناقد
                      رئيس ملتقى الديوان
                      • 17-11-2009
                      • 1298

                      #11
                      ألأستاذ آلمتألِّق يوسف أبو سالم ،
                      أحيِّيكَ من صميمِ فؤادي ، فقَد طَوَّقتَ عنقي بملاحظاتٍ تجعلُ آللغةَ راضيةً عن أبنائِها ، وكما تعلم فإنَّ آلقضيَّةَ لديَّ ليست ذاتي أنا فكُلُّ ثناءٍ يُكالُ يُطمئنني على مشروعِنا آلثقافي بأكملِهِ . لدينا معشَرَ آلعرب مبدعينَ ومبدعات من شأنِهِم نَقل ثقافتنا نَقلةً قويَّةً واثقةً إلى آلأمام . ما أنا إلاَّ جُنديٌّ مَرَّ في معسكركُم يا سيِّدي آلجنرال ! لكم نصوصي جميعُها . لا لشخصي . ألمجدُ كُلُّ آلمجدِ لسِبطِ آلمثقفينَ وآلشرفاءِ على آمتدادِ بيتنا آلعربي بأكملِهِ .
                      وآسمَح لي أن أسوقَ بعضَ ما كتبتُ في إحدى بواكيري :
                      " يَدًا بيَدْ
                      أو لا أَحَدْ
                      لا يَجرُؤُ آلدُّودُ على رُوحِ آلجَّسَدْ "

                      شكرًا لكَ أستاذي آلمبدع على سُنَّةِ آلتَواصُلِ وآللقاء .

                      تعليق

                      يعمل...
                      X