نقاش عائلي
بعدما انتهت نشرة الأخبار ، التفتت أم محمد ناحيتي وسألت : ماذا يريد الصهاينة منا .. ؟
وبالرغم من سؤالها المفاجئ أجبتها بتلقائية : يريدون كل شيء .
أعادت السؤال بشكل آخر يوحي بعدم اقتناعها بإجابتي : ماذا تعني بكل شيء وما هو هذا الكل شئ ؟
تململت وحككت رأسي كمن يحاول الوصول إلى إجابة مقنعة بأسلوب من يفكر .. : ماذا أقول .. أنت تعرفين أطماع اليهود في فلسطين وتعرفين تاريخهم معنا ، يريدون كل شي أي يريدون كل ما يمكن أن تطوله أيديهم ، أما ما هو الكل شيء فالنسبة إلينا نحن الفلسطينيين فهم يريدون أرضنا بدوننا أي يريدون أرضاً بلا شعب أي يريدون فلسطين بدون أهلها وشعبها أي بدوننا نحن .. ،
ولكنها أرضنا ، وفلسطين وطننا ، قالت أم محمد .
قلت : أعرف وهم يعرفون ذلك لكنهم ينكرونه .
قالت : ولماذا ينكرونه ؟ وكيف ينكر الأمر الواضح للعيان ،
قلت : لأنهم بإنكارهم يحللون لأنفسهم احتلال وطننا
قالت : وهل نسكت
قلت : لم نسكت قبلاً ، ولم نسكت اليوم ..
قالت : إذن سيتركوننا لشأننا
قلت : لن يدعوننا أبداً وشأننا
قالت : لماذا ، لهم الآن وطن ويملكون أرضاً هي أرضنا
قلت : يطمعون بالباقي
قالت : وأين نذهب إذن
قلت : نظل في أرضنا
قالت : ولكنك قلت أنهم لن يدعوننا ، إذن هم لن يسمحوا لنا بالبقاء فوق أرضنا ولن يسمحوا بقيام وطن ننتمي إليه .
قلت : ومن قال أننا سنستجدي الإذن منهم لنقيم وطننا المستقل ، نحن أيضاً لن نغادر وطننا وسنقارعهم ما يقارعوننا به .
قالت : تعني أن نقاتلهم ، لكن أسباب القوة ليست في أيدينا
قلت : نعم نقاتلهم ، لأن أسباب القوة ما تزال في أيدينا ، وقوتنا أشد من قوتهم
قالت بملامح من لا يصدق : أي قوة تلك التي نملكها وأنت ترى كم من الشهداء يسقطون يومياً من صفوفنا ، في كل مكان يخربون ويدمرون المنازل والأرض ، يقتلون البشر والشجر حتى البهائم والطيور لم تسلم من عدوانهم .
قلت : قوتنا تتمثل في أننا الآن فوق أرضنا ونتحرك من خلال ثباتنا ورسوخ أقدامنا فوقها ، وقوتنا في إرادتنا بوجوب حماية ما تبقى من فلسطين ، وقوتنا في إيماننا أننا أصحاب الحق ، وصاحب الحق قوي دائما ، وقوتنا في عقيدتنا وديننا وفي تمسكنا بقداسة أرضنا ومدننا وتاريخنا ..
قالت وهي تبرطم : كل ذلك أعرفه ، وكل ذلك كنا نملكه قبلا ، وبالرغم من ذلك فقدنا الشيء الكثير ، وفقدنا فلسطين بكل سهولة ، وأفهم من كلامك أننا بغير حاجة لأسباب القوة المعروفة من سلاح وعتاد وخطط حرب وقتال ، إن كان ذلك ما تعني فالأفضل أن نسلم لليهود ما يريدون الآن ونحفظ حياة أولادنا ودمائنا من الهدر ..
قاطعتها : ماذا تقولين ، لا يجدر بك أبداً حتى مجرد التفكير فما بالك بالتصريح به ..
قاطعتني : أريد فعلاً حقيقياً ، وعملا واضحاً ، كل الذي أسمعه كلام في كلام ومنذ بدأت انتفاضة الأقصى لا نسمع ولا نر غير الكلام والمؤتمرات والاجتماعات ، والناس ما يزالون يموتون والحصار ما يزال مفروضاً ، والجنازات ما زالت تشغل شوارعنا كل يوم بالحزن وبالغضب وبالقهر .. أريد أن أعلم إلى متى يظل هذا الحال ..
قلت بعصبية : ما الذي تقولينه ، علينا دائماً أن نفعل وأن نجتمع وأن نلتقي ، علينا توضيح حقيقة ما يجري وكشفه أمام العالم ليعلموا ما هية الكيان الصهيوني ..
قاطعتني : تريد أن يعرف العالم ما يفعله الكيان الصهيوني وهو من أعطاهالاعتراف ومنحهالقوة وهو من يحميهومن يحلل لهاستلاب ما يستلبه وما يخطط لاستلابه من حقوق ، أي عالم هذا الذي تريده أن يرى وهو يملك من العيون أقواها وأوسعها ، لكن أمام ما نتعرض له من عدوان صهيوني
مغمض العينين لا يرى ويحتاج لجمع العناصر المختلفة ليكوّن صورة واضحة عما يجري ويدور هنا ضدنا نحن الآمنين العزل ..
قلت باستغراب : أتعرفين يخرج منك أحيانا كلام هو بحد ذاته وقائع تتكرس على الأرض ، ورغم تجاهلنا لها فإنها لا تسقط مع التقادم ولا يلغيها استبعادنا لها ..
قالت : أنا على حق إذن ، وأنه علينا تغيير سلوكنا المسالم وتحويله إلى سلوك مبارز ، ليس في الكلام في فقط وانما في ميادين الفعل جميعها ؟..
قلت : أتعرفين لا أجد في نفسي الآن الرغبة في مواصلة هذا الحديث ، لنغيره ، ما رأيك بإجازة العيد ، كيف نقضيها …؟


بعدما انتهت نشرة الأخبار ، التفتت أم محمد ناحيتي وسألت : ماذا يريد الصهاينة منا .. ؟
وبالرغم من سؤالها المفاجئ أجبتها بتلقائية : يريدون كل شيء .
أعادت السؤال بشكل آخر يوحي بعدم اقتناعها بإجابتي : ماذا تعني بكل شيء وما هو هذا الكل شئ ؟
تململت وحككت رأسي كمن يحاول الوصول إلى إجابة مقنعة بأسلوب من يفكر .. : ماذا أقول .. أنت تعرفين أطماع اليهود في فلسطين وتعرفين تاريخهم معنا ، يريدون كل شي أي يريدون كل ما يمكن أن تطوله أيديهم ، أما ما هو الكل شيء فالنسبة إلينا نحن الفلسطينيين فهم يريدون أرضنا بدوننا أي يريدون أرضاً بلا شعب أي يريدون فلسطين بدون أهلها وشعبها أي بدوننا نحن .. ،
ولكنها أرضنا ، وفلسطين وطننا ، قالت أم محمد .
قلت : أعرف وهم يعرفون ذلك لكنهم ينكرونه .
قالت : ولماذا ينكرونه ؟ وكيف ينكر الأمر الواضح للعيان ،
قلت : لأنهم بإنكارهم يحللون لأنفسهم احتلال وطننا
قالت : وهل نسكت
قلت : لم نسكت قبلاً ، ولم نسكت اليوم ..
قالت : إذن سيتركوننا لشأننا
قلت : لن يدعوننا أبداً وشأننا
قالت : لماذا ، لهم الآن وطن ويملكون أرضاً هي أرضنا
قلت : يطمعون بالباقي
قالت : وأين نذهب إذن
قلت : نظل في أرضنا
قالت : ولكنك قلت أنهم لن يدعوننا ، إذن هم لن يسمحوا لنا بالبقاء فوق أرضنا ولن يسمحوا بقيام وطن ننتمي إليه .
قلت : ومن قال أننا سنستجدي الإذن منهم لنقيم وطننا المستقل ، نحن أيضاً لن نغادر وطننا وسنقارعهم ما يقارعوننا به .
قالت : تعني أن نقاتلهم ، لكن أسباب القوة ليست في أيدينا
قلت : نعم نقاتلهم ، لأن أسباب القوة ما تزال في أيدينا ، وقوتنا أشد من قوتهم
قالت بملامح من لا يصدق : أي قوة تلك التي نملكها وأنت ترى كم من الشهداء يسقطون يومياً من صفوفنا ، في كل مكان يخربون ويدمرون المنازل والأرض ، يقتلون البشر والشجر حتى البهائم والطيور لم تسلم من عدوانهم .
قلت : قوتنا تتمثل في أننا الآن فوق أرضنا ونتحرك من خلال ثباتنا ورسوخ أقدامنا فوقها ، وقوتنا في إرادتنا بوجوب حماية ما تبقى من فلسطين ، وقوتنا في إيماننا أننا أصحاب الحق ، وصاحب الحق قوي دائما ، وقوتنا في عقيدتنا وديننا وفي تمسكنا بقداسة أرضنا ومدننا وتاريخنا ..
قالت وهي تبرطم : كل ذلك أعرفه ، وكل ذلك كنا نملكه قبلا ، وبالرغم من ذلك فقدنا الشيء الكثير ، وفقدنا فلسطين بكل سهولة ، وأفهم من كلامك أننا بغير حاجة لأسباب القوة المعروفة من سلاح وعتاد وخطط حرب وقتال ، إن كان ذلك ما تعني فالأفضل أن نسلم لليهود ما يريدون الآن ونحفظ حياة أولادنا ودمائنا من الهدر ..
قاطعتها : ماذا تقولين ، لا يجدر بك أبداً حتى مجرد التفكير فما بالك بالتصريح به ..
قاطعتني : أريد فعلاً حقيقياً ، وعملا واضحاً ، كل الذي أسمعه كلام في كلام ومنذ بدأت انتفاضة الأقصى لا نسمع ولا نر غير الكلام والمؤتمرات والاجتماعات ، والناس ما يزالون يموتون والحصار ما يزال مفروضاً ، والجنازات ما زالت تشغل شوارعنا كل يوم بالحزن وبالغضب وبالقهر .. أريد أن أعلم إلى متى يظل هذا الحال ..
قلت بعصبية : ما الذي تقولينه ، علينا دائماً أن نفعل وأن نجتمع وأن نلتقي ، علينا توضيح حقيقة ما يجري وكشفه أمام العالم ليعلموا ما هية الكيان الصهيوني ..
قاطعتني : تريد أن يعرف العالم ما يفعله الكيان الصهيوني وهو من أعطاهالاعتراف ومنحهالقوة وهو من يحميهومن يحلل لهاستلاب ما يستلبه وما يخطط لاستلابه من حقوق ، أي عالم هذا الذي تريده أن يرى وهو يملك من العيون أقواها وأوسعها ، لكن أمام ما نتعرض له من عدوان صهيوني

قلت باستغراب : أتعرفين يخرج منك أحيانا كلام هو بحد ذاته وقائع تتكرس على الأرض ، ورغم تجاهلنا لها فإنها لا تسقط مع التقادم ولا يلغيها استبعادنا لها ..
قالت : أنا على حق إذن ، وأنه علينا تغيير سلوكنا المسالم وتحويله إلى سلوك مبارز ، ليس في الكلام في فقط وانما في ميادين الفعل جميعها ؟..
قلت : أتعرفين لا أجد في نفسي الآن الرغبة في مواصلة هذا الحديث ، لنغيره ، ما رأيك بإجازة العيد ، كيف نقضيها …؟



تعليق