لمحة من الجنس في كتابات الروائي علاء الأسواني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إبراهيم كامل أحمد
    عضو أساسي
    • 23-10-2009
    • 1109

    لمحة من الجنس في كتابات الروائي علاء الأسواني




    [align=justify]
    الجنس فى الأدب العربى

    لايمكن أن ننكر أن الجنس فرض وجوده على الأدب فى العالم كله.. وهناك ما يسمى " الأدب الجنسى " فى كل آداب العالم.. و قد أطلق النقاد على الأديب الأمريكى " هنرى ميللر " شيخ أدباء الجنس.. وهو بالطبع له مكانته الأدبية و ترجمت رواياته إلى كثير من لغات العالم ومن بينها العربية فترجمت روايتاه " مدار السرطان " و " مدار الجدى " وحافظ من قام بالترجمة على ما حواه النص من كلمات فاضحة ووصف مفصل للممارسة الجنسية.. كما صدر عنه كتاب بالعربية بعنوان " شيخ الأدب الجنسي المكشوف هنري ميللر : دراسة ونص " كتبه ميشيل مسعد تناول حياته وكتاباته مع ترجمة لأجزاء من أعماله.. ونحن العرب لدينا الأدب الجنسى الخاص بنا منذ بدأ العرب فى إضافة الكتب إلى التراث العالمى بعد أن أكرمهم الله بالقرآن الكريم وكان أول أمر إلهى فيه " أقرأ " ولعل من يستحق لقب شيخ الأدب الجنسى العربى هو الإمام الجليل " جلال الدين السيوطى " فله من بين كتب الجنس العديدة المنسوبة إليه كتاب " رشف الزلال من السحر الحلال " وهو كتاب يروى فيه عشرون عالماً وصفاً مفصلاً لليلة الدخلة على عروسه البكر.. و كان من بينهم الكاتب و القاضى و النحوى و... والمهم أن كل عالم استخدم مصطلحات العلم الذى تخصص فيه.. و قد طبع " طبع حجر " فى القاهرة.

    الجنس فى الأدب المصرى المعاصر

    لعل " نجيب محفوظ " هو أول من أطل الجنس برأسه فى كتاباته.. ولكن على استحياء.. فهو يصف عجيزة العالمة فى رواية " خان الخليلى " حين انحنت للأمام بأنها " قبة صغيرة " وأن " الأصابع تسوخ فيها كما تسوخ فى الرمال " ويصف في رواية " بين القصرين " الجزء الأول من ثلاثيته حفلة نتف للشعر الزائد يشهدها الصبى كمال بل و يساعد فى النتف بعد حصوله على قطعة من الحلاوة.. كما ظهرت شخصية المأبون ( الشاذ جنسياً ) لأول مرة دون مواربة فى روايتي " زقاق المدق " و " السكرية " وكذلك يسكن الجنس فى ثنايا كثير من قصصه .

    علاء الأسوانى خبير بالجنس ووصفه

    الحق أقول لكم إن " علاء الأسوانى " هو أبرز كاتب مصرى بل وعربى كتب عن الجنس وضمنه رواياته.. و لكن بطريقة ساحرة ودون ابتذال أو إسفاف.. فحين يكتب ينقلك إلى عالم الجنس والنشوة ويعطيك حلماً جنسياً فيه قوس قزح من المشاعر والأحاسيس والخيالات.. وقد تناول الجنس السوى بين الرجل والمرأة والشذوذ الجنسى متمثلاً فى اللواط والإنحرافات الجنسية كالإستمناء والإحتلام والخيالات الجنسية.. كل ذلك بحرفية الخبير و الكاتب المسيطر على عنان قلمه برفق.

    مجتمع شواذ القاهرة فى رواية " عمارة يعقوبيان "

    يعد " علاء الأسوانى " أول من رسم صورة دقيقة التفاصيل واضحة المعالم لمجتمع شواذ القاهرة من الذكور فى هذه الأيام الغبراء التى نعيشها.. حتى أنه رسم خريطة لأماكن تجمع الشواذ.. وقدم لنا مصطلحاتهم – السيم الخاص بهم – و كان دليلنا فى الرحلة فى عالم الشواذ فعرفنا علي الصحفى اللامع.. فرنسى الثقافة.. ابن الأصول العريقة " حاتم " أحد أبطال روايته.. وقد رسم علاء الأسوانى الصورة باقتدار فنان.. مما دفع أحد من قرأوا الرواية إلى التساؤل باندهاش وامتعاض وفى كلامه رنة خبث : " و من أين له هذه المعرفة الدقيقة بمجتمع هؤلاء الشواذ ؟ ".. لقد جعل عشيق حاتم جنوبى أسود و هذا صدى للموروث الشعبى الجنسى أن السود من أبناء حام بن نوح يتميزون بكبر الآلة والفحولة المفرطة وقد ذُكر هذا فى بعض كتب شراء الرقيق عند استعراض مميزات كل جنس من البشر.. و إذا ما عقدنا مقارنة بين شخصية الشاذ عند نجيب محفوظ وعلاء الأسوانى.. فعلاء صاحب الكفة الراجحة.. فنجيب يقدم لنا فى " زقاق المدق " صورة الغلام المخنث المأبون الذى تغزل فى أسلافه " أبو نواس " و شعراء وأدباء العصور الوسطى.. أما فى " السكرية " فقدم لنا " رضوان " الشاب المتعلم مدير مكتب أحد وزراء عصر الملكية.. ثمرة زواج " يس " ابن " السيد أحمد عبد الجواد " براقصة داعرة تناوب عليها الأب والإبن ثم تزوجها " يس " فاستقرت في بيته و أنجبت له ولديه.

    لقطات جنسية من رواية " شيكاجو "

    الإحتلام مع كاظم الساهر : يتحدث علاء عن إحدى بطلاته " شيماء محمدى " : " رغباتها الجنسية تلح عليها حتى تؤلمها و تجعلها متقلبة المزاج سريعة البكاء, و لايخفف من توترها إلا أحلامها المحرمة مع كاظم الساهر ونوبات تلذذها المختلس بجسدها العارى ( التى تندم بعدها كل مرة و تصلى ركعتين توبة نصوحة لله لكنها لا تلبث أن تعاود ) "

    طقوس نتف الشعر الزائد : مازلنا مع شيماء محمدى الطنطاوية ولكن فى مدينة " شيكاجو" يقول كاتبنا : " كانت لها طقوس تعودت أن تمارسها مع أختيها فى المناسبات السعيدة : بدأت بصنع الخلطة الشهيرة من السكر و الليمون على النار, ثم دخلت إلى الحمام, خلعت ملابسها وجلست عارية على حافة البانيو وبدأت تنزع الشعر الزائد عن جسدها. كانت تستمع بذلك الألم الخاطف اللذيذ المتكرر الذى يحدثه انتزاع الشعر من الجلد "

    الإستمناء : طارق حسيب مبعوث آخر ولكنه يستمنى بعد مشاهدة فيلم إباحى : " تحين لحظة الفنطازيا : المتعة السرية اللذيذة التى يتحرق إليها شوقاً حتى يلهث ويحس بدقات قلبه تهزه هزاً عندما يخرج القرص المضغوط من مخبئه فى الدرج الأسفل للمكتب ثم يضعه فى الكمبيوتر, وسرعان ما يتبدى له عالم سحرى بالغ الجمال : نساء فاتنات شقروات لهن سيقان وأفخاذ ناعمة لذيذة وأثداء من أحجام متنوعة غاية فى الروعة ولهن جميعاً حلمات مهتاجة نافرة يصيبه مرآها بالجنون.. ثم يظهر رجال عتاولة مفتولو العضلات ذوو أعضاء طويلة منتفشة منتصبة مصقولة وكأنها مطارق فولاذية جبارة مخروطة بعناية.. ولا يلبث النساء والرجال أن يتناكحوا بمنتهى الإنسجام, فتعلوا أصوات الغنج و الشخير والتأوهات الخليعة, و تتركز الكاميرا على وجه المرأة وهى تصرخ من فرط اللذة وتعض شفتها السفلية.. ولا يستطيع طارق أن يتحمل كل هذه الإثارة أكثر من دقائق معدودة, يندفع بعدها عدواً إلى الحمام وكأنه يجتاز سباقاً أو يطفئ حريقاً, يقف أمام الحوض ويفرغ لذته "

    الخيالات الجنسية الفاحشة : ناجى عبد الصمد مبعوث آخر يعانى من نوبة شبق مفرط : " اجتاحتنى فجأة خيالات جنسية فاحشة, تملكتنى رغبة عارمة كادت تؤلمنى من فرط قوتها و إلحاحها " و كان الحل استدعاء واحدة من القحاب الأمريكيات لتريح ناجي عبد الصمد من ألم الشهوة المتأججة.

    هذه لقطة العجلان و قليل من كثير.. ألا ترون معى أن علاء الأسوانى يستحق لقب " شيخ الأدب الجنسى " فى العصر الحديث.. و هو يصف تفاصيل الحياة ومنها الجنس كأحد عناصر الصورة التى يرسمها والذى لا يمكن الإستغناء عنه.. فلولا الجنس ما كانت حياة.
    [/align]
    [CENTER][IMG]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?albumid=136&pictureid=807[/IMG][/CENTER]
  • د. سعد العتابي
    عضو أساسي
    • 24-04-2009
    • 665

    #2
    الموضوع مهم وجرئ جدا
    سيما مع وجود بعض الاصوات التي تقمع كل وجهة نظر مخالفة
    ولعل هذا ما جعل الموضوع يشر اكثر مما يفصح فيي عمارة يعقوبيان مثلا الكثير من الجنس الشاذ وغيره
    واهمه الذي تمارسه السلطة سواء الرسمية ام سلطة راس المال
    تحياتي ومودتي
    التعديل الأخير تم بواسطة د. سعد العتابي; الساعة 31-12-2009, 20:20.
    الله اكبر وعاشت العروبة
    [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

    تعليق

    • إبراهيم كامل أحمد
      عضو أساسي
      • 23-10-2009
      • 1109

      #3
      تعليقك الكريم خير هدية مع إطلالة العام الجديد

      المشاركة الأصلية بواسطة د. سعد العتابي مشاهدة المشاركة
      الموضوع مهم وجرئ جدا
      سيما مع وجود بعض الاصوات التي تقمع كل وجهة نظر مخالفة
      ولعل هذا ما جعل الموضوع يشر اكثر مما يفصح فيي عمارة يعقوبيان مثلا الكثير من الجنس الشاذ وغيره
      واهمه الذي تمارسه السلطة سواء الرسمية ام سلطة راس المال
      تحياتي ومودتي
      أستاذي الكريم د. سعد العتابي

      [align=justify]
      تحياتي وخالص مودتي وصادق تمنياتي بعام جديد سعيد كله خير ومسرة.. كنت أسعد لرؤية اسمك الكريم بين الأفاضل والفاضلات الذين يشرفوني بقراءة ما أكتب وتصاعدت سعادتي إلي " Crescendo " من البهجة والسرور حين قرأت تعليقك الكريم وتحليلك المستنير.. والحق أن مناخ الحرية الفكرية الذي يتميز به ملتقي النقد الأدبي الذي يرأسه أستاذنا الجليل الأديب الفذ سعادة المستشار عبد الرؤوف النويهي شجعني أن أكتب في الموضوع.. وأتفق معك أن هناك بعض الأصوات تقمع كل وجهة نظر مخالفة وتنصب نفسها رقيباً مطلق السلطات علي الفكر.. ولا يولد الفكر الحر إلا في مناخ الحرية.. إضافة إلي قمع سلطة الحكم والمال و... ولكن ما دمنا نؤمن بشرف الكلمة وأن مهمة الكاتب ليست تسويد الأوراق وإنما تنويرها بكلمات نورانية تهدي إلي كل ما هو جميل ونبيل.. فلنمض علي الدرب غير عابئين بكل أشكال القهر الفكري الصفيق والعهر السياسي الوقح.. والأمر لله من قبل ومن بعد.. خالص مودتي وسامي تقديري.
      [/align]
      [CENTER][IMG]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?albumid=136&pictureid=807[/IMG][/CENTER]

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #4
        [align=justify]
        هناك مشكلة كبيرة فى الكتابة عن الجنس ،وذلك لكون المحرمات الثلاثة المشهورة ،فى حياتنا وواقعنا منذ زمن طويل ..الجنس ،السياسة ،الدين ،رجساً من عمل الشيطان.


        ربما منظومة القيم والتقاليد لاتسمح بهذه الكتابات ،رغم أن حياتنا لاتسير إلا بهذه المحرمات ،الجنس ،السياسة ،الدين.

        ومنذ زمن طويل وربما فى أربعينيات القرن الماضى .أخذ على عاتقه الكاتب والقاص محمود البدوى الكتابة عن الجنس فى قصصه القصيرة .وكانت محاولة جيدة لفضح المسكوت عنه ،وأكاد أذكر أن الدكتور مندور قال عنه "أن مسألة المرأة والرجل والعلاقة الجنسية بينهما لاتخلو منها أى قصة من قصص محمود البدوى ".
        ومجموعاته القصصية الشهيرة :الذئاب الجائعة ،العربة الأخيرة ،حارس البستان،فندق الدانوب ومجموعات أخرى لا أذكرها اللحظة .
        بل لو حاولنا مراجعة أعمال يحيى حقى وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس.. لرأينا هذا النهج ناضجاً ويناقش الكثير من القضايا للأستقراطية المتحللة من القيم والمثل العليا ،وربما كانت ،ومن وجهة نظرى المتواضعة ،الأناشيد الثورية وما حققته ثورة يوليو 1952م من فتوحات وانجازات على المستوى الداخلى والخارجى ،غطاءاً هشاً، فقد كانت نيران التحلل والإنغماس فى تعاطى الجنس للطبقات الحاكمة تنخر فى مقومات الوطن ، وما أكدته المحاكمات بعد هزيمة يونيو 1967م ،من أقوى الأسباب التى أخذت بيد الوطن إلى كارثة مروعة ،لم ننج منها حتى اليوم.

        وصار الوطن "بيت من لحم " كما حكى يوسف إدريس فى قصته الفارقة .


        الكتابة عن التابوهات الثلاثة ، لابدأن يتوافر لها ، حرفية فى التناول والبعد عن الإثارة والتقليل من طرحها ..فالمجتمع يعانى من إزدواجية مسيطرة ومهيمنة، بين تحلل مفضوح وتزمت مسيطر.


        نعم ..الأستاذ القدير إبراهيم كامل محمد ..أشهد له بالثقافة الرفيعة وحسن النية وجدية الطرح، لما يتعلق بالتابوهات ،ومحاولته المتأنية والصريحة فى طرح المسكوت عنه ،على بساط البحث .. وعرض مشكلات المجتمع من خلال مواضيعه الحساسة للغاية ،ورفض البعض لها رفضاً قاطعاً.

        أهيب به، وبكل من يطرق هذا السبيل.. أن يضع فى حسبانه تقاليد وعادات وسلوكيات مجتمع يرى فى مثل هذا الطرح خللاً، لابد من التصدى له و العقاب عليه.

        ولى عودة .. إن شاء الله.
        [/align]

        تعليق

        • ليلى محمود البدوى
          • 03-11-2008
          • 6

          #5
          شكرا لكم على هذا البحث الجميل القيم والذى يستفيد منه دارسى الأدب ومعدى الرسائل الجامعية فى القصة القصيرة .. وأقول لكم أن الكثير من الدارسين يطلبون منى أن أمدهم بما كتب عن "أ زمة الجنس فى القصة المصرية " .. فأشير عليهم بالرجوع إلى كتاب الدكتور " غالى شكرى "


          يقول الأستاذ المستشار النويهى عن محمود البدوى رحمه الله

          ومنذزمن طويل وربما فى أربعينيات القرن الماضى .أخذ على عاتقه الكاتب والقاصمحمود البدوى الكتابة عن الجنس فى قصصه القصيرة .وكانت محاولة جيدة لفضحالمسكوت عنه ،وأكاد أذكر أن الدكتور مندور قال عنه "أن مسألة المرأةوالرجل والعلاقة الجنسية بينهما لاتخلو منها أى قصة من قصص محمود البدوى ".
          ومجموعاته القصصية الشهيرة :الذئاب الجائعة ،العربة الأخيرة ،حارس البستان،فندق الدانوب ومجموعات أخرى لا أذكرها اللحظة .
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
          وعن ذلك أنقل إليكم من كتابى " محمود البدوى والقصة القصيرة " بقلم على عبد اللطيف .. والمنشور فى العنوان :
          http://elbadawy56.blogspot.com/

          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
          محمود البدوى والرد على النقاد
          الذين قالوا عنه "كاتب الجنس"


          قال محمود البدوى ردًا على الذين قالوا عنه إنه يكتب فى الجنس :
          "إنهم يقولون إننى أكتب عن الجنس ، هتفت هاتوا لى قصة جنسية واحدة ، لم أجد من يجيب ــ إننى لا أكتب عن الجنس ــ ولكن فى ذهنى المرأة تتحرك مع الرجل مع صراع الحياة ، فإذا زلت ، فهى تزل من قوة قهرية أكبر منها جعلتها تضطر إلى هذا ..
          المرأة ليس من رغبتها الدعارة، إنما هو الاضطرار"(1). و"قصصى تردد دائما أنها تبحث عن الرجل الذى لا تجد فيه صفات زوجها"(2) .

          "فالمرأة والرجل يتحركان مع بعضهما ، فلم أتعمد الإثارة ، ولم أكتب عن الجنس كشىء مفرد ، إنه شىء طبيعى فى الحياة"(3) .
          "إننى أصور شيئا موجودًا فى حياتنا ، وموجود بقوة وعنف وهو شىء عميق وبعيد الأغوار ، وقد تظهر أشياء كثيرة فى سلوك الإنسان من الغضب والانفعال وفى أعماقها الجنس وفى ظاهرها لا يبدو الجنس"(4) .

          و"أظنك تلاحظ أنى لم أصف أبدًا جسم المرأة بالتفصيل الذى يثير ، كما أنى لا أصورها عارية إطلاقا"(5) .

          "الجنس تكمله للظروف المحيطة به .. جذوره أعمق مما تتصورون فى النفس البشرية(6).

          "ظواهره خفية ، قد تلاحظ أشياء تبدو من الوهلة الأولى بعيدة كل البعد عن الجنس ، ولكنك إذا تعمقتها وبحثت وراءها ، تجد أن الجنس هو الباعث الأول لها ، وأعتقد أن الجنس أسبق من غريزة الجوع ، وأكثر تأثيرا فى النفس ..
          وفى كثير من القصص العالمية حين يطرح على المرأة اختيار الطعام أو الجنس ، لا تتردد فى ممارسة الجنس أولاً .

          ولقد بعث فرويد ثورة عظيمة منذ أوضح نظريته إلى الآن ، وقد تأثر به مئات من الكتاب فى العالم ، كما أنه ألقى ضوءًا جديدًا على التراث الأدبى كله(7) "

          "لقد عالجت مئات الحالات الإنسانية الصارخة التى لم يلتفت إليها أحد .. والجنس عميق الجذور فى حياتنا ، وأنا لم أقصده لمجرد الجنس فقط .. وإنما أحاول أن أصل إلى أعماقه ، وهناك فرق بين رجل يضع يده على كاهل فرس جميلة .. وبين امرأة تفعل نفس الشىء"(8) .

          "عوامل السقوط فى قصصى لها مبرراتها ، والإنسان عندما يسقط فالواقع تعمى بصيرته وتجتمع عوامل القدر والظروف والحياة بطبيعتها تحب النقاء والطهارة ..

          والمرأة فى قصة "الباب الآخر"(9) عندما رأت شابا فى الشباك المجاور وكانت تعرفه من قبل تصور لها فزعها ، ونتيجة الإحساس بالدنس ، أوجد عندها واجسا جعلها تعتقد أنه سيفضحها . وقد يكون الشاب لا يفكر فى هذا إطلاقا وما فكر فيه ، ثم الفزع من الدنس أيضا جعلها تعتقد أنها إذا استجابت لهذا الشاب أسكتته ، وهذا طبعا عبارة عن أعصاب مخلخلة ، أو تصور عصابى ممزق جعلهاتتصور هذا ..

          والغرض الأسمى من كل شىء أن الحياة طاهرة ونقية ، وعندما ندنسها لابد أن ندفع الثمن ".

          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

          (1) م. آخر ساعة 6/8/1969 . (2) ص. الأهرام 22/8/1985 .
          (3) ص. الجمهورية 25/12/1975 . (4) م. القاهرة 14/1/1986 .
          (5) ص. الأنوار 5/3/1978 . (6) ص. الأنوار 27 تشرين الثانى 1979 .
          (7) ص. الجمهورية 25 / 12 / 1975 . (8) م. الصياد 28/11/1974 .
          (9) مجموعةالباب الآخر 1977
          ــ الهيئة المصرية العامة للكتاب م. الهلال العدد 4 ــ أبريل 1976 .

          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          بالإضافة إلى ما سبق أقول أن الأستاذ الدكتور سيد حامد النساج " رحمه الله " قال فى كتابه " اتجاهات القصة القصيرة ":
          " الباحث فى كل ما أنتج البدوى من قصص قصيرة يجب ألا يقف عند هذا الموضوع وحده ، ذلك أن هناك موضوعات أخرى متعددة تكشف عنها لقطاته لأحداث واقعية شاهدها وتأملها وأحسها وشعر بها وربما عاشها أيضا "

          شكرا لكم
          على عبد اللطيف
          التعديل الأخير تم بواسطة ليلى محمود البدوى; الساعة 01-01-2010, 14:25.

          تعليق

          • ليلى محمود البدوى
            • 03-11-2008
            • 6

            #6
            وإليكم قصة " الباب الآخر " الوارد ذكرها حتى أوفر عليكم المجهود فى البحث عنها :

            الباب الآخر


            اختارت قطار الساعة الثامنة صباحا الذى لا يقف على المحطات التى فى الطريق .. ويتحرك إلى " الإسكندرية " مباشرة .. كما اختارت مقعدا مفردا فى القطار حتى لا يجلس بجانبها رجل ..

            كانت تود أن تذهب إلى مدينة الإسكندرية وتعود فى صباح اليوم التالى .. دون أن يشعر بغيابها عن القاهرة إنسان كما اعتادت أن تفعل ذلك فى المرات السابقة ..

            وفى صالة المحطة الخارجية .. وقفت فى زحمة الركاب .. تتطلع إلى اللوحة المضيئة التى تعين رصيف القطار المسافر ..

            وكانت ترتدى معطفا كحليا على ثوب من الصوف الغامق محكم النسج ومن أحدث طراز .. وتدير على رأسها وعنقها وشاحا أزرق .. تتقى به برد الصباح فى القاهرة .. ومن احتمال سقوط المطر فى الإسكندرية ..

            ومن خارج الوشاح .. بدت خصلات من الشعر الأسود الناعم تتدلى على الجبين المتألق .. وأخذت العينان الواسعتان تتطلعان إلى اللوحة فى بريق يتوهج لحظات ثم ينطفىء فى أسى .. تبعا للجو المحيط كله ..

            وكانت الإنفاس رغم البرد الشديد هادئة .. والوجه جميل التقاطيع .. أبيض مستديرا .. والشفة ممتلئة وشهية ..

            ووضعت على العينين نظارة شمس أنيقة .. رفعتها وطوتها وهى تفكر .. ثم عادت وردتها إلى أنفها .. بعد أن أدركت أنها لامكان لها فى حقيبة اليد الصغيرة .. ولم تكن تحمل أية حقيبة سواها ..

            تعمدت أن تكون خفيفة فى رحلتها وفى تحركها ..

            وعندما دخل القطار يتهادى إلى الرصيف .. وجلست على مقعدها المفرد .. شعرت ببعض الارتياح .. كان المقعد فى وسط العربة .. والمسافرون من رجال الأعمال الذين فاتهم قطار السابعة صباحا .. وقد جلسوا يقرءون صحف الصباح .. أو يقلبون أوراقهم الخاصة ..

            وأحست بدفء العربة المكيفة .. فأزاحت الوشاح عن رأسها وطوته .. وأخذت تنظر من النافذة عن يمينها ثم خشيت أن يبصرها من الرصيف إنسان تعرفه وهى داخل العربة .. فأسدلت ستار النافذة بحيث ترى هى من يتحرك بالخارج ولا يراها ..

            ولما تحرك القطار تنفست الصعداء .. فإن أحدا ممن تعرفهم لم يلتق بها فى الطريق .. وستكون فى الإسكندرية بعد ساعتين وثلث الساعة .. وستعود للقاهرة فى أول قطار يتحرك فى الصباح .. فى الساعة السادسة صباحا ستأخذ أول قطار .. وستكون فى بيتها فى الساعة التاسعة والنصف .. تشرب الشاى على مائدتها كما اعتادت أن تشرب .. وفى الساعة العاشرة ستفتح الباب للشغالة العائدة بعد أجازة يوم قضته عند أهلها ..

            وخرج القطار من مساكن " شبرا " إلى مزارع البرسيم والخضرة على الجانبين .. وشعرت براحة أكثر .. ولاحظت أن معظم الرجال الجالسين معها فى العربة فى سن متقاربة .. ويرتدون البدل الصوفية .. ومعهم حقائب خفيفة وضعوها على الرف .. ولم يكن بالعربة على طولها أكثر من أربع سيدات غيرها هى ..

            وكانت غالبية الركاب تدخن .. فضايقها هذا بعض الشىء .. وضايقها أكثر أن الرجل الجالس إلى اليسار فى الصف الذى أمامها .. أخذ يدير رأسه إلى الخلف وينظر إليها .. فتجاهلت نظراته .. وأرخت رأسها على مسند المقعد .. وأغمضت عينيها .. كأنها تستكمل حاجتها من النوم ..

            وعندما مر عامل البوفيه طلبت فنجانا من القهوة وشربته فى تمهل .. وأعطته ورقة بعشرة قروش فلم يرجع إليها الباقى .. وخجلت أن تطالبه ..

            وجاوز القطار طنطا .. وكفر الزيات .. ودمنهور .. والمنظر على الجانبين لا يتغير .. والمزارع هى هى .. العشب الأخضر .. والبيوت .. والمداخن .. والمساكن الشعبية فى خارج المدن .. وقد أسود بياضها وتشقق وانتشر على شرفاتها الغسيل ..

            وبعد أن تحرك القطار من محطة " سيدى جابر " شعرت " عفاف " بالخوف .. خافت ألا تجده .. خافت أن يكون مريضا .. خافت أن يكون قد سافر إلى بلدته لسبب طارىء .. خافت من أشياء كثيرة تحدث فى الحياة .. وتمنع من اللقاء ..

            كانت تفضل لو جاء إلى القاهرة الواسعة كالمحيط .. ولكنه كان عنيدا .. ولهذا خضعت لرغباته وسافرت .. وسافرت ..

            كانت تسافر إليه فى الشهر مرة .. وأحيانا مرتين كلما واتتها الفرصة .. وسنحت الأحوال فى أثناء غياب زوجها بالخارج ..

            وفى محطة " مصر " ارتعدت وهى تسير وحدها على الرصيف .. أحست بأن العيون كلها تلاحقها .. وتحدق فيها .. وتعرف وجهتها ..

            وركبت " تاكسى " سريعا .. وعلى باب العمارة نزلت وهى نصف شاردة ..

            وكانت العمارة على الكورنيش .. والجو باردا .. والشمس وراء السحاب .. ولم تجد البواب فى المدخل .. وركبت المصعد إلى الدور الثامن ..

            وفتحت باب الشقة بمفتاح فى حقيبتها .. ودخلت الشقة الصغيرة .. شقة العازب التى رتبتها له .. واختارت أثاثها .. وزينت جدرانها بالصور .. ولكنها كلما فارقتها وبعدت عنها .. عادت الفوضى إلى الشقة .. إلا أنه فى هذا اليوم الذى يعرف فيه أنها قادمة حاول قدر المستطاع تنظيفها .. وترتيب ما بها من أشياء ..

            وعندما دخلت الشقة .. وأغلقت عليها الباب شعرت بالراحة .. شعرت بالأمان .. الخوف الذى انتابها فى الطريق ذهب عنها الآن ..

            وكان جو البيت كله يوحى بأن أنفاس " رأفت " حبيبها لا تزال تتردد فيه ..

            وفتحت " عفاف " النافذة ونظرت إلى البحر .. وتطلعت إلى السماء .. سحب رمادية كثيفة تحجب الشمس مرة أخرى ..

            الجو بارد .. وغير مشمس .. ولكنه جميل ..

            وأخذت فى حيوية ونشاط تنظف البيت .. وترتبه على مزاجها .. أنها لم تفعل ذلك فى بيتها فى القاهرة ..

            هنا تحس بأن كل خلجات جسمها تتحرك وتدفعها إلى العمل فى بهجة .. وهناك تشعر بالضجر والسآمة والملل والفراغ .. وكل هذه الأشياء قاتلة ومخربة للنفس ..

            كانت تشعر بالحاجة إلى هذا الحب .. وكانت تسعى إليه بجسمها وروحها .. كانت تقتل السآمة التى تخرب روحها .. كانت تقتل الفراغ ..

            كانت تسافر إليه .. وهى تشعر بالفرحة .. لأنها أسعدته .. وهو فى حاجة إليها ..

            وبعد أن نظفت الشقة كلها .. ونسقتها .. أشعلت السخان .. وأخذت حماما .. وأحست بعده بالنشاط والبهجة ..

            واستلقت على السرير .. وأحست " برأفت " وهو يفتح الباب الخارجى ويدخل .. وظلت متناومة حتى شعرت بأنفاسه على وجهها .. وشفتيه على شفتيها ..

            ظلا معا ما بقى من النهار .. وبعد الغروب ناما .. وفى الليل استيقظت .. وأيقظها الجوع .. وخرجت إلى المطبخ لتعد طعام العشاء ..

            أشعلت الموقد وفتحت نافذة المطبخ الوحيدة .. فرأت النافذة المقابلة مفتوحة وهناك شخص يتحرك مثلها فى المطبخ .. كانت هذه النافذة مغلقة كلما جاءت إلى الإسكندرية .. وكانت تجد الباب المقابل لباب " رأفت " دائما مغلقا .. وقال لها " رأفت " فى المرات السابقة أنها شقة أسرة أجرتها لتصيف فيها ولكن منذ سنتين لا يراها تأتى فى صيف ولا شتاء ..

            ولكن فى هذه المرة وجدت " عفاف " النافذة المقابلة فى المطبخ مضاءة ومفتوحة .. ورأت شابا يتحرك ثم يطل من النافذة ويحدق فى وجهها .. أنها تعرفه ويعرفها .. وظل ينظر إليها .. وظلت هى واقفة فى مكانها مسمرة .. تنظر إليه فى جمود .. رغم هبوب الريح ..

            ظلت واقفة صامتة .. وهى تعرف معنى نظراته الساخرة التى تعريها من قميص نومها ..

            كانت الريح تأتى من البحر عاصفة .. وتسمع هياج البحر ودوى الريح .. وكانت تستطيع بإرادتها أن تغلق النافذة ولكنها تركتها مفتوحة .. كانت تستطيع بإرادتها أن تخرس نظراته .. ولكنها وجدت إرادتها مشلولة ..

            لأول مرة فى حياتها تشاهد عينين تنظران إليها بوقاحة وقوة .. وهى فى بيت غير بيتها .. وفى فراش غير فراش الزوجية ..

            نظرت إلى السماء وهى ترتد عن النافذة فوجدتها ساقطة النجوم حالكة ..

            وأعدت المائدة وهى أشبه بالمنومة مغناطيسيا .. كانت تتحرك من غير احساس بكل ما حولها ..

            ونهض " رأفت " عن المائدة .. ورفعت ما عليها ..

            وجلسا يتحدثان .. ولم يلاحظ شرودها .. وعاد إلى الفراش .. وكان جسمها فى برودة الثلج وروحها ضالة ..

            وتناومت حتى استغرق " رأفت " فى النوم .. وظلت " عفاف " وحدها ساهرة تسمع البحر والريح ..

            ***

            تمددت بجواره على السرير وهى تشعر بالخوف .. فارقتها حرارة وجوده بجوارها .. وفارقتها أنفاسه .. وشعرت بالخوف والرعب ..

            أحست بأنها باردة جامدة متصلبة .. نهضت فى حذر .. كانت الشقة غارقة فى الظلام فأشعلت نور الحمام لكيلا توقظ " رأفت " وإذا استيقظ يتصورها فى الحمام ..

            وتحركت بلين وخفة وهى عارية القدمين بقميص نومها .. وفتحت الباب بحذر بعد أن وضعت فى يدها المفتاح .. وأغلقته وراءها بحذر شديد كذلك ..

            وقبل أن تضغط على جرس الباب الآخر كان الشاب قد فتح الباب .. وكان يعرف أنها قادمة ولا بد أن تلبى النداء .. كان خيالها المريض يصور لها أنها ستخرسه وتعمى عينيه .. ولكنها كانت تسقط .. وتسقط ..

            واحتواها بذراعه فى صمت .. وأغلق الباب ..

            =========================

            نشرت القصة فى مجلة الهلال بالعدد رقم 4 فى أبريل سنة 1976 وأعيد نشرها فى كتاب " الباب الآخر " سنة 1977

            =========================
















            تعليق

            • إيهاب فاروق حسني
              أديب ومفكر
              عضو اتحاد كتاب مصر
              • 23-06-2009
              • 946

              #7
              الزميل المبدع
              إبراهيم كامل أحمد
              كثراً ما أقرأ لك
              فما لديك من ثقافة خاصة
              وفكر مرن كثيراً ومثيراً لخيال الملتقي
              ولي وقفة خاصة معك هنا
              حيث لا أجد في نفسي ميلاً
              إلى ما يطلق عليه البعض مصطلح الأدب الجنسي
              ولا أحبّذ هذا النوع من الأدب
              طالما لم يكن ثمة هدف أو حكمة من وراء تصوير المشهد الجنسي
              ولا أميل إلى التصوير المباشر الفاضح
              ولنا في سورة يوسف أسوة حسنة
              حيث جاء تصوير تحرش امرأة العزيز برسول الله في أدب جمّ
              لا يثير الغرائز وإنما يأخذك إلى إعمال العقل والاجتهاد في فهم المغزي
              والحكمة الإلهية من وراء الآيات الكريمة
              أما فيما يخص علاء الأسواني
              فإن المشهد الجنسي عنده فاضحاً ومباشراً
              وربما يثير غرائز البعض ممن يقرأونه
              ولا أرى حكمة أو باعثاً من وراء هذا السرد الفاضح
              وإنما قد يكون هدفاً تسويقياً ترويجياً
              خاصة إذا قلنا أنه بإمكان الأديب المتمكن من أدواته
              أن يصنع عالماً ساحرياً ويأخذ بيدك إلى المعنى المراد
              ولكن في أدبٍ جمّ ولغة لا تثير الغريزة
              وهذا للأسف مالم يستطعه علاء الأسواني
              بخلاف نجيب محفوظ الذي فعله ولكن بلغة الأديب المتمكن
              المسيطر على قلمه حتى لا يجرفه إلى هاوية الانحاط
              وكل عام وأنت بألف خير
              وإلى المزيد من المواضيع الرائقة الجميلة
              إيهاب فاروق حسني

              تعليق

              • إبراهيم كامل أحمد
                عضو أساسي
                • 23-10-2009
                • 1109

                #8
                [align=justify]
                أستاذي الجليل المستشار عبد الرؤوف النويهي

                عام جديد سعيد يفيض عليكم بكل الخير والمسرة.. أشكر لكم شهادتكم الصادقة ورأيكم الطيب في : " نعم ..الأستاذ القدير إبراهيم كامل أحمد ..أشهد له بالثقافة الرفيعة وحسن النية وجدية الطرح، لما يتعلق بالتابوهات ،ومحاولته المتأنية والصريحة فى طرح المسكوت عنه ،على بساط البحث .. وعرض مشكلات المجتمع من خلال مواضيعه الحساسة للغاية ،ورفض البعض لها رفضاً قاطعاً "

                وأتفق معكم تماماً في أن " المجتمع يعانى من إزدواجية مسيطرة ومهيمنة، بين تحلل مفضوح وتزمت مسيطر "

                واسمح لي أن أقتبس هذه الكلمات من كتاب الدكتور صلاح الدين المنجد " الحياة الجنسية عند العرب " : " والعجيب أن أجدادنا العرب لم يكونوا مثلنا. وكان موقفهم من الجنس موقفاً كله حرية وانطلاق. فما كانوا يتحرجون من الحديث عن المرأة وعن الجنس، ومن التأليف فيهما وأعتقد أن حريتهم الواسعة تلك هي التي سببت التزمت الذي نجده اليوم ".

                كما أشكر لكم توجيهكم الحكيم " وبكل من يطرق هذا السبيل.. أن يضع فى حسبانه تقاليد وعادات وسلوكيات مجتمع يرى فى مثل هذا الطرح خللاً، لابد من التصدى له و العقاب عليه ".

                دمت أستاذاً هادياً معلماً ننهل من علمه ونهتدي بنور حكمته.
                [/align]





                [CENTER][IMG]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?albumid=136&pictureid=807[/IMG][/CENTER]

                تعليق

                • نادية البريني
                  أديب وكاتب
                  • 20-09-2009
                  • 2644

                  #9
                  أخي الفاضل إبراهيم كامل أحمد
                  عرفتك قاصّا وأقرؤك اليوم ناقدا في مسألة "الجنس في الأدب العربي" وأساسا في روايتي عمارة يعقوبيان وشيكاغو للأديب علاء الأسواني.
                  الجنس والسّياسة والديّن من المحظورات التي لا يباح الحديث عنها خاصّة بقلم المرأة كما ورد على لسان غادة السّمان في "رحيل المرافئ القديمة" لكنّها كما ذكرت أخي الكريم من الجوانب التي نعايشها ولا نحيا دونها.
                  لا نعيب الحديث عنها بقدر ما نعيب الجرءة في تناولها دون أن تكون هنالك ضوابط.
                  بحكم مهنتي وطبيعة النّصوص التي نشرحها مع التّلاميذ نحاول قدر الإمكان تجاوز بعض الصّور المحرجة وإدارة البرامج تسعى قدر الإمكان إلى انتقاء النّصوص البعيدة عن الجرءة في الحديث عن الجنس.
                  أدرّس مراهقين وينتابني الحرج مثلا في بعض الأبيات الإباحيّة في شعر عمر بن أبي ربيعة أو بشّار بن برد.
                  اطّلعت على روايتي "عمارة يعقوبيان" وشيكاغو" ولفت انتباهي خاصّة في الرّواية الثّانية حديثه المفصّل عن الجنس.وطرحت التّساؤل في ذهني هل وظّف الكاتب حديثه عن الجنس لبلوغ مقصد ما؟ أي هل كان حديثه عن الجنس رمزيّا؟ لا أعتقد الأرجح كما ذكر الفاضل إيهاب فاروق حسني أنّ الهدف تسويقيّ.
                  شدّتني الرّواية بالحديث عن أحداث 11سبتمبر وعن تحرّكات بعض الطّلبة المصريّين في شيكاغو ثمّ وجدت هذه الصّور المبثوثة في ثنايا خطابه وقد ذكرتعيّنات منها سابقا.
                  لا يعني ذلك أنّ الحديث عن الجنس غير مباح وهو في أصل تكويننا لكن وجب أن يكون أقلّ حدّة ممّا ورد في رواية شيكاغو مثلا.
                  تعلم أخي الفاضل إبراهيم؟ اشتريت الرّواية لأهديها لأحد تلاميذي النّجباء ومادمت لا أعرف مضمونها فقد اتطّلعت عليها أوّلا ثمّ عزفت عن إهدائها له.خجلت من تقديمها له في مثل سنّه (لم يتجاوز16)
                  لست متعصّبة وأتعامل مع الأدب بكلّ مواضيعه وأصنافه وقد أجد نفسي وأنا أشرح النّص مطالبة بالوقوف على بعض الأمور المتعلّقة بالجنس لكنّ ذلك يكون دون تفصيل وأستغلّ الفرصة لتوجيه التّلميذ وإرشاده للوجهة الصّحيحة.
                  يحتاج أبناؤنا فعلا إلى ثقافة جنسيّة سليمة ليميّزوا بين الصّواب والخطإ لا إلى صور فاضحة في الأدب أو في الإعلام.
                  دمت بخير

                  تعليق

                  • إبراهيم كامل أحمد
                    عضو أساسي
                    • 23-10-2009
                    • 1109

                    #10
                    [align=justify]
                    الأستاذة الفاضلة ليلي محمود البدوي

                    عام جديد سعيد ملؤه الخير والهناء.. أسعدني زماني بكلماتك الطيبة " شكرا لكم على هذا البحث الجميل القيم والذى يستفيد منه دارسى الأدب ومعدى الرسائل الجامعية فى القصة القصيرة "

                    والأديب المبدع محمود البدوي رحمه الله واحد من جيل الأدباء العظام وعشت أوقات هنيئة مع قصصه التي أسهمت في تشكيل وجداني وتعلمت منها كيف ألج إلي عالم القص الساحر.. وقد صدق في رأيه الذي قاله عن كتاباته فكان يكتب " وفى ذهنه المرأة تتحرك مع الرجل مع صراع الحياة " وما الدنيا إلا رجل وامرأة يتحركان مع صراع الحياة ويكابدانها.

                    تحية لروحه الطاهرة ولكل جيله فنحن ندين لهم بالكثير.. دمت بخير.
                    [/align]
                    [CENTER][IMG]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?albumid=136&pictureid=807[/IMG][/CENTER]

                    تعليق

                    • إبراهيم كامل أحمد
                      عضو أساسي
                      • 23-10-2009
                      • 1109

                      #11
                      [align=justify]
                      أستاذي المفكر المبدع والفنان الجميل إيهاب فاروق حسني

                      سنة جديدة تحمل كل الخير والسعادة.. أشكر لك رأيك الكريم في وإضافتك الثرية.. وطبعاً نتعلم من قرآننا الكريم ما ينفعنا في دنيانا وآخرتنا وهو دستورنا وسورة يوسف كانت ملهمة لكثير من الأدباء والشعراء من العرب والفرس والترك وهناك أكثر من عمل بعنوان " يوسف وزليخا " ولا بد أن نضع في حسباننا أن نجيب محفوظ وعلاء الأسواني وغيرهما بشر.. أما الكتابات الجنسية فموجودة عند العرب منذ القدم وأول من كتب في هذا المجال " المدائني " وقد رصد " ابن النديم " في كتابه " الفهرست " بدايات الترجمة والتأليف في الجنس وكان ينظر إلي الجنس كعلم سموه " علم الباه " ( Sexology ) أما الإسفاف والإبتذال فأتفق معك أن الفطرة السليمة تأباهما.. دمت بخير.
                      [/align]
                      [CENTER][IMG]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?albumid=136&pictureid=807[/IMG][/CENTER]

                      تعليق

                      • إبراهيم كامل أحمد
                        عضو أساسي
                        • 23-10-2009
                        • 1109

                        #12
                        [align=justify]
                        الأديبة المبدعة والمربية الفاضلة نادية البريني

                        عام كله خير وسعادة.. أسعدني أن تدلي بدلوك في الموضوع فرأيك يحظي بالتقدير السامي.. ولا يعني تناولي للموضوع أني أشجع الأدب الجنسي أو أدعو إليه.. ولقد لفت حديثك عن الطالب النابه الذي أردت إهدائه رواية " شيكاجو " النظر إلي أمرين هما :

                        - ضرورة أن يلتزم الناشر بكتابة عبارة " للبالغين " علي الأعمال التي تحوي عبارات وأوصاف جنسية مثل رواية " شيكاجو " وتلتزم المكتبات بعدم بيع هذه الأعمال للقاصرين.

                        - ضرورة أن تقوم إدارة البرامج سواء في المدارس والجامعات بطبع نسخ مهذبة من الكتب التي تدرس وليس هذا بجديد ففى مصر كانت وزارة المعارف تطبع تلك الكتب فكنا نري " مهذب الكامل للمبرد " و " مهذب الأغاني للأصفهاني " و " مهذب رحلة ابن بطوطة " و... ويحضرني تلك الأزمة التي حدثت في كلية الآداب حين طلب معيد من طلابه إعداد بحث عن رواية الأديب السوداني الراحل الطيب صالح " موسم الهجرة إلي الشمال " وغضب أحد أولياء الأمور حين قرأ الرواية ووجد فيها جرأة جنسية والحادثة الأخري التي حدثت بسبب " ألف ليلة وليلة " طبعة محمد علي صبيح حين وجدها والد إحدي الطالبات معها وفيها الكثير من الحديث عن الجنس وكانت تعد بحثاً عنها وحدثت مذبحة ألف ليلة رغم أن في ذلك الوقت كانت نسخة مهذبة من الليالي متوفرة أعدها أستاذ الأدب الشعبي العظيم أحمد رشدي صالح.

                        تحياتي ودمت بخير.
                        [/align]
                        [CENTER][IMG]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?albumid=136&pictureid=807[/IMG][/CENTER]

                        تعليق

                        • نادية البريني
                          أديب وكاتب
                          • 20-09-2009
                          • 2644

                          #13
                          أخي الفاضل إبراهيم كامل
                          كلّ عام وأنت بخير
                          أباح لنا طرحك للموضوع الوقوف عند جملة من النّقاط الهامّة التى علينا أن نعيها فنحن نمثّل الفئة المثّقفة التي يناط بعهدتها التّوجيه والإرشاد وحظر موضوع الجنس لكن يكون حلاّ بل وجب تناوله من منظور توعويّ. وليس كلّ من يتحدّث عن الجنس يشجّع عليه أو يغري الآخرين بالوقوع في مساوئه .
                          عرّى تناولك لموضوع الجنس في الأدب العربي جوانب نحتاج إلى مقاومتها.
                          استوعبت خطابي أخي الكريم؟ أنت كشفت صورة موجودة ودورنا نقدها
                          دمت بخير

                          تعليق

                          • عبدالرؤوف النويهى
                            أديب وكاتب
                            • 12-10-2007
                            • 2218

                            #14
                            [align=justify]
                            وها أنا أجد الفرصة لكى أعود لأجد الفكر والأدب والثقافة والمنطق الفكرى الصارم فى كتابات من أعمق ما قرأته ،فكان حواراً فكرياً مثمراً ودراسات موضوعية تلتزم الجانب العلمى والنقدى فى الطرح والتعليق والنقد..

                            فبوركت هذه الأقلام ..

                            وبورك من أوضح وأسهب وانتقد .


                            شكراً جزيلاً.. أستاذتنا الغالية ليلى محمود البدوى ..فرائدنا الكبير المرحوم محمود البدوى ..أكبر من كلماتى المتواضعة ..ولا أنسى ،فى سنوات التكوين، قصصه القصيرة التى كنت أحرص عليها ،قراءةً وتحليلاً ،فقد استفاد ، رحمة الله عليه، من علوم النفس والتراث العربى و العالمى ،فى فتح مغاليق هذا المحرم فى الأدب القصصى والعمل على إظهار مكنونات النفس البشرية ،ذكراً وأنثى ، وما أودعه الله فيهما من عزيزة سخية بالعطاء والمتعة وتكاثر النسل وتجديد شباب الحياة .


                            ومما يُدهش له ويحتاج إلى تفسير و بحث وتنقيب ودراسة مستفيضة .. أن الدكتور مندور وهو رجل القانون والناقد الأدبى الشهير.. والمقيم بفرنسا عدة سنوات رأى فيها وقرأ مئات الدراسات والعلوم والأبحاث والآداب وخالط ثقافات متعددة وحريات أكثر وتقدم غير مسبوق .. عندما عاد وكتب لم يخرج عن منظومة قيم وتقاليد وأعراف وتشدد المجتمع المصرى ،آنذاك ،والذى يتحسس الخطى برفق وخجل وخوف وخشية وحرج ..فى طرح العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة والحديث عنها والكتابةعن تفاصيلها ،فقد هاله الجرأة فى الطرح ،والدقة فى التعبير ،والتحليل لخبايا النفوس ،والإفصاح عن مناطق محرمة، لم يتطرق إليها أحد قبل الرائد الجليل محمود البدوى.. إلا على إستحياء وبلغة غامضة وبيان مبهم .
                            [/align]

                            تعليق

                            • عبدالرؤوف النويهى
                              أديب وكاتب
                              • 12-10-2007
                              • 2218

                              #15
                              [align=justify]
                              الأستاذ القدير ،المفعم بالجمال والأدب والثقافة، إبراهيم كامل أحمد ..ماقلته أقل مما أكنه لك من تقدير واحترام .


                              ربما فى مسيرة الحياة نتقابل مع من نحبهم ونقدرهم ونتعلم منهم ،فالعلم لاينتهى والنفس لاتشبع ،والعقل فى أمس الجاحة إلى العلم والثقافة والفكر للذين يمتلكون اللغة العلمية والطرح المفيد والثقافة الرفيعة والحوار البناء واللسان العذب والروح الوثابة إلى الجمال والخير والفكر الجاد.


                              دائماً.. فى انتظارك وقراءة الجديد ..الجديد ..من طرحك الخارج على السائد والمألوف والمعتاد والمتداول والذى أكل عليه الدهر وشرب ..ونام!!
                              [/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X