



الجنس فى الأدب العربى
لايمكن أن ننكر أن الجنس فرض وجوده على الأدب فى العالم كله.. وهناك ما يسمى " الأدب الجنسى " فى كل آداب العالم.. و قد أطلق النقاد على الأديب الأمريكى " هنرى ميللر " شيخ أدباء الجنس.. وهو بالطبع له مكانته الأدبية و ترجمت رواياته إلى كثير من لغات العالم ومن بينها العربية فترجمت روايتاه " مدار السرطان " و " مدار الجدى " وحافظ من قام بالترجمة على ما حواه النص من كلمات فاضحة ووصف مفصل للممارسة الجنسية.. كما صدر عنه كتاب بالعربية بعنوان " شيخ الأدب الجنسي المكشوف هنري ميللر : دراسة ونص " كتبه ميشيل مسعد تناول حياته وكتاباته مع ترجمة لأجزاء من أعماله.. ونحن العرب لدينا الأدب الجنسى الخاص بنا منذ بدأ العرب فى إضافة الكتب إلى التراث العالمى بعد أن أكرمهم الله بالقرآن الكريم وكان أول أمر إلهى فيه " أقرأ " ولعل من يستحق لقب شيخ الأدب الجنسى العربى هو الإمام الجليل " جلال الدين السيوطى " فله من بين كتب الجنس العديدة المنسوبة إليه كتاب " رشف الزلال من السحر الحلال " وهو كتاب يروى فيه عشرون عالماً وصفاً مفصلاً لليلة الدخلة على عروسه البكر.. و كان من بينهم الكاتب و القاضى و النحوى و... والمهم أن كل عالم استخدم مصطلحات العلم الذى تخصص فيه.. و قد طبع " طبع حجر " فى القاهرة.
الجنس فى الأدب المصرى المعاصر
لعل " نجيب محفوظ " هو أول من أطل الجنس برأسه فى كتاباته.. ولكن على استحياء.. فهو يصف عجيزة العالمة فى رواية " خان الخليلى " حين انحنت للأمام بأنها " قبة صغيرة " وأن " الأصابع تسوخ فيها كما تسوخ فى الرمال " ويصف في رواية " بين القصرين " الجزء الأول من ثلاثيته حفلة نتف للشعر الزائد يشهدها الصبى كمال بل و يساعد فى النتف بعد حصوله على قطعة من الحلاوة.. كما ظهرت شخصية المأبون ( الشاذ جنسياً ) لأول مرة دون مواربة فى روايتي " زقاق المدق " و " السكرية " وكذلك يسكن الجنس فى ثنايا كثير من قصصه .
علاء الأسوانى خبير بالجنس ووصفه
الحق أقول لكم إن " علاء الأسوانى " هو أبرز كاتب مصرى بل وعربى كتب عن الجنس وضمنه رواياته.. و لكن بطريقة ساحرة ودون ابتذال أو إسفاف.. فحين يكتب ينقلك إلى عالم الجنس والنشوة ويعطيك حلماً جنسياً فيه قوس قزح من المشاعر والأحاسيس والخيالات.. وقد تناول الجنس السوى بين الرجل والمرأة والشذوذ الجنسى متمثلاً فى اللواط والإنحرافات الجنسية كالإستمناء والإحتلام والخيالات الجنسية.. كل ذلك بحرفية الخبير و الكاتب المسيطر على عنان قلمه برفق.
مجتمع شواذ القاهرة فى رواية " عمارة يعقوبيان "
يعد " علاء الأسوانى " أول من رسم صورة دقيقة التفاصيل واضحة المعالم لمجتمع شواذ القاهرة من الذكور فى هذه الأيام الغبراء التى نعيشها.. حتى أنه رسم خريطة لأماكن تجمع الشواذ.. وقدم لنا مصطلحاتهم – السيم الخاص بهم – و كان دليلنا فى الرحلة فى عالم الشواذ فعرفنا علي الصحفى اللامع.. فرنسى الثقافة.. ابن الأصول العريقة " حاتم " أحد أبطال روايته.. وقد رسم علاء الأسوانى الصورة باقتدار فنان.. مما دفع أحد من قرأوا الرواية إلى التساؤل باندهاش وامتعاض وفى كلامه رنة خبث : " و من أين له هذه المعرفة الدقيقة بمجتمع هؤلاء الشواذ ؟ ".. لقد جعل عشيق حاتم جنوبى أسود و هذا صدى للموروث الشعبى الجنسى أن السود من أبناء حام بن نوح يتميزون بكبر الآلة والفحولة المفرطة وقد ذُكر هذا فى بعض كتب شراء الرقيق عند استعراض مميزات كل جنس من البشر.. و إذا ما عقدنا مقارنة بين شخصية الشاذ عند نجيب محفوظ وعلاء الأسوانى.. فعلاء صاحب الكفة الراجحة.. فنجيب يقدم لنا فى " زقاق المدق " صورة الغلام المخنث المأبون الذى تغزل فى أسلافه " أبو نواس " و شعراء وأدباء العصور الوسطى.. أما فى " السكرية " فقدم لنا " رضوان " الشاب المتعلم مدير مكتب أحد وزراء عصر الملكية.. ثمرة زواج " يس " ابن " السيد أحمد عبد الجواد " براقصة داعرة تناوب عليها الأب والإبن ثم تزوجها " يس " فاستقرت في بيته و أنجبت له ولديه.
لقطات جنسية من رواية " شيكاجو "
الإحتلام مع كاظم الساهر : يتحدث علاء عن إحدى بطلاته " شيماء محمدى " : " رغباتها الجنسية تلح عليها حتى تؤلمها و تجعلها متقلبة المزاج سريعة البكاء, و لايخفف من توترها إلا أحلامها المحرمة مع كاظم الساهر ونوبات تلذذها المختلس بجسدها العارى ( التى تندم بعدها كل مرة و تصلى ركعتين توبة نصوحة لله لكنها لا تلبث أن تعاود ) "
طقوس نتف الشعر الزائد : مازلنا مع شيماء محمدى الطنطاوية ولكن فى مدينة " شيكاجو" يقول كاتبنا : " كانت لها طقوس تعودت أن تمارسها مع أختيها فى المناسبات السعيدة : بدأت بصنع الخلطة الشهيرة من السكر و الليمون على النار, ثم دخلت إلى الحمام, خلعت ملابسها وجلست عارية على حافة البانيو وبدأت تنزع الشعر الزائد عن جسدها. كانت تستمع بذلك الألم الخاطف اللذيذ المتكرر الذى يحدثه انتزاع الشعر من الجلد "
الإستمناء : طارق حسيب مبعوث آخر ولكنه يستمنى بعد مشاهدة فيلم إباحى : " تحين لحظة الفنطازيا : المتعة السرية اللذيذة التى يتحرق إليها شوقاً حتى يلهث ويحس بدقات قلبه تهزه هزاً عندما يخرج القرص المضغوط من مخبئه فى الدرج الأسفل للمكتب ثم يضعه فى الكمبيوتر, وسرعان ما يتبدى له عالم سحرى بالغ الجمال : نساء فاتنات شقروات لهن سيقان وأفخاذ ناعمة لذيذة وأثداء من أحجام متنوعة غاية فى الروعة ولهن جميعاً حلمات مهتاجة نافرة يصيبه مرآها بالجنون.. ثم يظهر رجال عتاولة مفتولو العضلات ذوو أعضاء طويلة منتفشة منتصبة مصقولة وكأنها مطارق فولاذية جبارة مخروطة بعناية.. ولا يلبث النساء والرجال أن يتناكحوا بمنتهى الإنسجام, فتعلوا أصوات الغنج و الشخير والتأوهات الخليعة, و تتركز الكاميرا على وجه المرأة وهى تصرخ من فرط اللذة وتعض شفتها السفلية.. ولا يستطيع طارق أن يتحمل كل هذه الإثارة أكثر من دقائق معدودة, يندفع بعدها عدواً إلى الحمام وكأنه يجتاز سباقاً أو يطفئ حريقاً, يقف أمام الحوض ويفرغ لذته "
الخيالات الجنسية الفاحشة : ناجى عبد الصمد مبعوث آخر يعانى من نوبة شبق مفرط : " اجتاحتنى فجأة خيالات جنسية فاحشة, تملكتنى رغبة عارمة كادت تؤلمنى من فرط قوتها و إلحاحها " و كان الحل استدعاء واحدة من القحاب الأمريكيات لتريح ناجي عبد الصمد من ألم الشهوة المتأججة.
هذه لقطة العجلان و قليل من كثير.. ألا ترون معى أن علاء الأسوانى يستحق لقب " شيخ الأدب الجنسى " فى العصر الحديث.. و هو يصف تفاصيل الحياة ومنها الجنس كأحد عناصر الصورة التى يرسمها والذى لا يمكن الإستغناء عنه.. فلولا الجنس ما كانت حياة.
[/align]
تعليق