غزّةُ ..
تَنظرُ فِي مِرآةِ العُمرِ
تَصفعها هالاتٌ سُودٌ ،
تكدّست تحتَ صَفحاتِ عينيها ..
تُسرّحُ ضَفائرَها بأسنانِ الوَجعْ
تَرتدِي حُلّةَ اللّيلِ المُلطّخةِ بالدّماءْ
تُهيّئُ نَفسها للّهوِ ، مَعَ شَياطينِ المَساَءْ ..
غَزةُ ..
والعَامُ الجَديدُ يَطرقُ أبوابَها
حينَ جَرحٍ ، يَفتكُ بالخَاصرةْ ..
تدعُوهُ لِحَفلةِ شِواءٍ فَاخرةْ ..
تُراقِصهُ ..
يَتماوجَانِ عَلى تَرَاتيِلِ القَنَابلِ
وتَرَانِيمِ القَذائِف !!
غزّةُ ..
وتَضاريسُ المَوتِ تَغشاهَا ..
أشباحٌ ، مُترعةٌ مَعِدتُها بالمَوتْ ..
تُحلّقُ فِي سَماواتٍ مُفخّخةٍ
تَذرفُ مَا فِي جَوفها حِمَماً ،
تمزّقُ أحشاءَ الصّمتْ ..
واحتِفالاتُ التّرحيبِ بالعَامِ الجَديدِ
لَا تزالُ مُستمرّةْ !
غَزةُ ..
والدّمَاءُ تَختَلطُ بمائِها
تَترنّحُ ، فِي مهبِّ الرّعبِ ..
أيُسْكِرُها كَأسُ وَجَعٍ ؟
أمْ أنّ كأسَ دِمَاءٍ ،
يَكفِي لسَلبِ لُبّها ؟!
غزّةُ ..
ويَغرزُ الغدرُ ، أظافرَ حِقدهِ فِي وَجنتيها ..
وتُسدلُ ضَفائرُ ليلِهَا الحَالكِ عَلى كَتفيها ،
تَلتحفُ بِهِ ،
عّلهُ يُخفِي بعضاً مِن جِراحَاتها ،
تلكَ التّي تُلطّخُ جَسدَها العَاري !
غَزةُ ..
تترنحُ فِي خَطوِهَا ,
تحَتَ جُنحِ الظّلامْ ..
تَخطو بِحَذرٍ ،
فوقَ جثثِ أبنائِها
لألا تُفسدَ سَكينةَ أرواحِهمْ
الرّاقدةِ بِسلامْ !!
غَزةُ ..
وعيُونُها النازفاتُ ,
وبيوتُها السّاجداتُ لآلهةِ الموتْ ,
وبَقايَا أجسادٍ ، صُيِّرتْ أشلاءْ ..
وأرواحٌ , صَعدنَ وضُوءُ القَمَرْ
لِمعَانقةِ السّماءْ !!
وأيضاً ..
احتفالاتُ التّرحيبِ بالعامِ الجَديدِ
لا تَزالُ مُستمرّة ..
غزّةُ ..
تُشنقُ كلَّ يومٍ ألفَ مرة
تَموتُ كلَّ يومٍ مِليونَ مرّة
تمتدّ الأيادِي مُتلهّفاتٍ لهتكِتها ،
تَصرخُ .. تستجدي
تتلفتُ ،
فما تَجدُ مِن أحدٍ حَولها !!
غَزةُ ..
تَبكِي , وما نفعُ بُكاؤها ؟!
استُبيحَ عِرضها ,
فهل مِن بَعدِ كسرِ زُجاجةٍ
يُجدِي إصلاحُها ؟!
تعليق