الدّخول و الخروج من المأزق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حكيم عباس
    أديب وكاتب
    • 23-07-2009
    • 1040

    الدّخول و الخروج من المأزق

    الدخول و الخروج من المأزق


    معالجة لنصّ الكاتبة خلود الجبلي "أقضيّ الامرُ"


    1


    النّص:

    هناك من يقرع
    ما بيني وبين مرآتي
    بسط ذراعيه عبر الأفق
    لعل الحلم يسقط من كوكبه الأسود
    أم مازالت المعادلة للقنوط رهينة
    فالصورة تنتظر الكلمة


    لحين يلتئم الأنعتاق
    وتتحرر الأسارير
    مازال القدر معلقاً عبر
    كلمة

    ويسألني الطيف القادم
    ولهفتي وشوقى
    في عيني تضمك
    في عناق أزلي

    دعني ألونك
    بالأعماق أفرزك
    كلمة
    كي أغادر مرآتي

    فهل قضي الأمر بي
    أقلعة أنا
    أملهمتك أنا
    حرك إيقاعاتي
    كلمة
    يخلدها وقتي
    لعشق لايمسه إلا المطهرون

    ____________________

    الفضليات و الأفاضل المحترمين
    تحيّة طيّبة

    مقدمة :
    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=right]
    ما أن ظهر هذا النّص حتى أثار ضجيجا عاليا و نقاشا اتّسم بالحدّة و العنف و اللاموضوعية ، حتى لأني خلت نفسي وسط عاصفة أفقدتني لبعض الوقت اتّزاني ... و كان ما كان..
    ما لفت نظري الآن معالجات النّص الجديدة التي تظهر تباعا ، و كأنّ النّار التي أجّجها و حسبناها خمدت ، ما تزال جمرا تحت الرّماد ، و أن لا أحد من الأطراف الذين خاضوا غمار التّجربة اقتنع بما قاله الآخر ، و لا حتى لان أو أبدى بعض اللّيونة ، بل على العكس ، أطراف جديدة تنضم للنّقاش. و لعلّ من أبرزها الدكتور الفاضل أحمد اللّيثي .

    لا أنوي جعل مداخلات الدكتور الفاضل موضوعا لمشاركتي هذه ، و لكنّني أستسمح حضرته بالتّكرم علي بالسماح لجعلها منطلقا ، قاعدة أرتّب عليها عناصر مداخلتي علما و إقرارا منّي بأن مقامه أسمى و أرفع ، و ما هي إلا ضروريّات تقنيّة لمناقشة الموضوع ، ليس إلاّ ، أرجو أن يتسع صدره الكريم لهذه المحاولة.

    جميع مداخلات الدكتور أحمد الليثي هنا ، تستحقّ جلّها التّعقيب و التّعليق و المناقشة ، و ربّما المطوّلة جدّا ، لكنّني سأكتفي بموضوعين إثنين و هما العنصران الأساسيّان لمعالجة النّص حتى لو لم يأتِ على ذكرهما الدكتور الفاضل ، و لكنّني سأستخدمهما من بعد ما فعل حضرته :
    1. اقتراح حضرته بتعديل الجملة الأخيرة التي أقفلت الكاتبة بها نصّها "لا يمسّه إلاّ المطهرون" ، محاولا أن يجد "مخرجا" للكاتبة من "المأزق" حسب تعبيره.

    2. ما جاء حول معنى كلمة "العشق" و استخدامها.

    أقتبس هنا من مداخلات الدكتور الليثي من أجل التّوضيح و جعلها محاورا لمقالتي :

    الاقتباس الأول : " ولو أنك قلتِ "لعشق لا يمسهإلا الطاهرون" مثلاً لخرجتِ من دائرة الصراع واللغط، ولم يصبح هذا اقتباس أو تصريح ،بل إلماع أو إلماح (allusion) مقبول. وتظل الصورة الشعرية دون أن تتأثر".

    الاقتباس الثاني : " فلو أني كاتبها ما اقتبست القرآن، وإنما بدلت الألفاظ حتى أخرج من التصريح إلى التلميح".

    الاقتباس الثالث : " ما اقترحته عليك ليس تلاعباً بالآية. بل خروج عن الآيةتماماً ليصبح الكلام كلامك، وليس كلام الله عز وجل، فيكون مثل أي كلام نقوله كبقيةنصك. ولكن ما فعلتِه أنتِ هو ما يعد تلاعباً لأنك أخذت نص الآية واستبدلت العشقبالقرآن. أما كلامي لك فهو إيجاد مخرج لكِ من هذا المأزق".


    1/3 ....... يتبع
    [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
    التعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 01-01-2010, 13:11.
  • حكيم عباس
    أديب وكاتب
    • 23-07-2009
    • 1040

    #2
    2

    [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
    من أجل معالجة النّص بمنهجيّة و تسلسل موضوعي ، أرى ثلاثة قضايا من الواجب طرقها ، القضية الأولى : جواز الاقتباس عموما من عدمه. القضيّة الثانية : متى نقول عن قولٍ بعينه أنّه مقتبس من القرآن الكريم ، أو أنّه غير مقتبس ، كي نطبّق أو لا نطبّق عليه أحكام الاقتباس. القضية الثالثة : ما هي أحكام الاقتباس في حالة جوازه و من ثمّ ثبوته.

    القضيّة الأولى : جواز الاقتباس:

    لم أجد في كلّ ما بحثت به إتفاقا صريحا على منعه أو جوازه ، و لم أجد في كلّ ما اطلعت عليه من اجتهادات و فتاوي من لا يبدأ كلامه بالإشارة إلى إختلاف جمهور الفقهاء بين إجازته و منعه. فهناك من الفقهاء و العلماء من منعه منعا تامّا ، بل حرّمه تحريما ، و هناك من أجازه فقط في النّثر و منعه في الشعر ، و هناك من أجازه في كليهما على أن يكون أقلّ من آية ، و هناك من لم يحدّد و لم يربط الإجازة بحجم الكلام المقتبس.
    أخيرا هناك من أجازّه إلا فيما أضافه الله عن نفسه أو أقسم به أو خوطب به.
    إذن الأمر جلي إلى أبعد حدود ، لا اتفاق و لا جزم و لا قطع في "الاقتباس" من القرآن الكريم ، و عليه لا أعتقد أن بإستطاعة أحد أن يفرض هنا رأيه الشخصي و اعتباره معيارا ، فيجبر الكاتب عل الالتزام به أو حتى أخذه بعين الاعتبار، و لا يحقّ له أن يرمي الكاتب و كأنّه ارتكب مخالفة أو فعلا مكروها أو معصية أو ما هو ممنوع أو محرّم. (مقابل كلّ مرجع لا يجيز الاقتباس هناك مراجع تجيزه ، أي أن جمهور الفقهاء على الجواز )

    القضيّة الثانية : متى نقول أنّ هذا القول بعينه اقتباس من القرآن الكريم :

    نجد هنا أيضا التّضارب و عدم الاتّفاق ، مِن العلماء مَن اعتبر استخدام كلمة أو مفردة لم ترد إلا في كتاب الله ، أو لم تتعوّد الأذن على سماعها من غير كتاب الله ، يعدّ اقتباسا ، مثل فاتحة سورة البقرة "الم" أو فاتحة سورة مريم "كهيعص" ، بعضهم اعتبر استخدام كلمتين أو أكثر مطابقتين و في نفس النسق و الصياغة التي وردت في كتاب الله اقتباسا ، بغضّ النّظر إن اكتمل المعنى من عدمه ، البعض الآخر إشترط اكتمال المعنى القرآني ، بعضهم اعتبر أي كلام تسمعه الأذن فيتابدر للذّهن أوّل ما يتبادر كلام الله (القرآن) ، يعتبر اقتباسا (قياس بالأذن)...الخ بعض الفقهاء و العلماء أخذها كلّها و اعتبرها شروطا ، إذا توفّرت يعتبر القول اقتباسا من كتاب الله .

    القرآن الكريم جامع شامل و كامل للغة العربية كمفردات و كصياغات بلاغية و نحوية و بنيويات لغوية ..الخ فمن الصّعب ايجاد مفردات و دلالات لفظية أو صياغات لم يستخدمها القرآن ، و هذا أمر في غاية الأهميّة .
    إذن و لعدم وجود مقياس واحد متّفق عليه ، ليس من السّهل تحديد الاقتباس إذا كان حصل أم لا . لكن الحقيقة ، و على أرض الواقع ، الأمر ليس هكذا ، فالقول المقتبس إذا جاء بحرفيّة ما ورد في القرآن الكريم ، لا يمكن التّحاجج عليه ، رغم ما لمسته من نقاش نظري حول تحديد الاقتباس ، و إنّما يصبح مشكلة حقيقيّة فقط حين يقوم المقتبس بالتّغيير و التّبديل بتناسق الكلمات أو بالتّلاعب باشتقاقاتها و ملافظها ، و قتها ، يصبح من الصعب الحكم إذا كان الاقتباس قد حصل أم لا ، أم هي محاكاة ، أم سخرية ، أم تحريف متعمّد ....الخ هذا ما دعى بالبعض لأخذ القياس السمعي حكما . (الأمر هنا يبقى معلّقا لتشعبه و عدم الاتّفاق حوله إذا ما حاد عن الاقتباس المباشر)

    القضيّة الثالثة : أحكام الاقتباس و ضوابطه :

    هنا أيضا نجد التضارب و الاختلاف أوسع من ما هو عليه في القضيّتين السابقتين ، في حين أن بعض الفقهاء يضع شروطا صارمة تتطابق مع مايورده فقهاء آخرون من أسباب دفعتهم لعدم إجازة الاقتباس ، أي أن أسباب المنع عند البعض نفسها شروط الاقتباس عند البعض الآخر ، هذا مما يجعل الإجازة لا معنى لها و غير قابلة للتطبيق. بالمقابل يضع البعض ضوابط أكثر أو أقل يسرا ، من المطالبة بذكر و الإشارة الصريحة للاقتباس ، و وضعه ضمن ترقيم وخطّ يميّزه ، إلى اشتراط الضرورة و عدم توفّر البديل عن الاقتباس ، ما يصعب تحديده و محاججته في الأدب و الشعر ، و هكذا لم أجد اتفاقا على نظام ضبط واحد متكامل بين جمهور العلماء و الفقهاء ، لكنّني وجدت شيئا اتّفق عليه الجميع ، الذين لم يجيزوا الاقتباس ، جاء عندهم من دوافع المنع ، و الذين أجازوه ، تكرّر عندهم جميعا كشرط للإجازة ، و هو : لا يجوز الاقتباس في الفسق و الفساد و الفحش و المجون و البدع .
    إذن هنا يغدو الاقتباس بحدّ ذاته ليس هو المشكلة ، بل المشكلة في النّص الذي سيتضمّنه الاقتباس ، أي انتقلت القضية من القول المقتبس إلى النّص المقتبس فيه ، فصار علينا الآن تحديد الموضع الذي سنضع به الاقتباس ، هل هذا الموضع يليق أم لا يليق ؟؟ هل هو من ضمن ما يهين أو يهزل أو يتناقض مع طبيعة و رفعة كلام الله أم لا؟؟


    2/3........يتبع
    [/align]
    [/cell][/table1][/align]

    تعليق

    • حكيم عباس
      أديب وكاتب
      • 23-07-2009
      • 1040

      #3
      3


      [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
      نعود للنّص موضع الخلاف و نطبّق القضايا الثلاث التي شرحناها عليه :
      1. هل يجوز للكاتبة الاقتباس عموما و من حيث المبدأ؟؟
      أعتقد أن الإجابة نعم / الحجّة ما ورد في القضيّة الأولى أعلاه.

      2. هل تحقّق الاقتباس في النّص فعلا ؟ .
      أعتقد أن الإجابة نعم / بدليل أن كاتبة النّص استخدمت أربع كلمات متتالية بحرفيتها و بنفس صياغتها و كما وردت بالضّبط في كتاب الله و هي "لا يمسّه إلاّ المطهرون" – راجع القضيّة الثانية أعلاه.

      3. هنا نطرح سؤالين :
      السؤال الأول: هل التزمت الكاتبة بضوابط الاقتباس من القرآن الكريم و بمعاييره؟
      الجواب : لا توجد معايير واحدة موحدّة متّفق عليها بين الفقهاء و العلماء ، بالتّالي لا نعرف ، قد تكون التزمت حسب البعض و لم تلتزم حسب البعض الآخر ، فلا أعتقد أنّ ايّ منهما يحق له رميها بالتّجاوز و الخروج عن الضّوابط طالما لا توجد معايير موحدة و واضحة و متفق عليها.

      السؤال الثاني : هل التزمت بالمعيار الوحيد الذي اتّفق عليه و أيده جمهور الفقهاء و العلماء؟ (راجع القضيّة الثالثة : لا يجوز الاقتباس في الفسق و الفساد و الفحش و المجون و البدعة)
      الجواب: كي نجيب على السؤال ، نريد أن نوضّح و نفهم أين استخدمت الكاتبة الاقتباس في النّص ، بالعودة للنّص نجد التالي: " لعشق لا يمسّه إلاّ المطهرون"
      أي أنّها استخدمت الاقتباس لتوصيف " عشقٍ" ، و العشق هنا ورد نكرّة غير معرّف ، ما يعني لا نعرف أي عشق ؟ طبيعته ؟ ماهيته؟
      العشق يحتاج لعاشق و معشوق ، مَن العاشق و مَن المعشوق؟ لا تفصح الكاتبة عن مكنونات و تفاصيل هذا العشق.
      كلّ ما نعرفه عن هذا العشق أن هناك مفردة هي "كلمة" ، تردّدت في كلّ مقاطع النّص ، و هذه الـ "كلمة" تبدو أيضا غامضة ، الوقت (وقت الكاتبة) سيُخلّد هذه الكلمة من أجل هذا العشق .
      إذن نعرف الآن عن العشق النكرة:
      1. هناك "كلمة" غامضة سيخلّدها الوقت له أي للعشق
      2. هذا العشق لا يمسّه إلا المطهرون.
      هل من خلال ما عرفناه عن هذا "العشق" نستطيع أن نحدّد ماهيته ؟ بمعنى هل هو بين رجل و إمرأة ؟ هل بين خليع و خليعة؟ هل هو عادي بشري من النّوع الذي نعرفه؟ أم أن الايحاءات الشعرية التي يحتويها النّص قد تدفعنا بإتجاه معنى آخر ، ربّما غير مادي ، وجداني سامي صوفي مثلا.....الخ
      هل نستطيع التأكّد و الجزم بأي إتجاه نحن؟ لا أعتقد .
      إذن كيف سأستدلّ إذا كان مُراد الاقتباس و موضعه يليق بكتاب الله أو لا يليق ؟

      بحثا عن مخرج نحاول تناول الموضوع من خلال طرح السؤال بطريقة مغايرة :
      المُقتبس من كتاب الله "لا يمسّه إلا المطهرون" ورد في الأصل كتوصيف لكتاب الله نفسه ، فهل يا ترى هذا العشق الغامض الموجود في النّص و قيل عنه أيضا لا يمسّه إلا المطهرون ، هو بمنزلة كتاب الله؟
      سؤال وجيه و حق.
      الجواب : إذا كان بإمكاننا معرفة إمكانية وجود أشياء ، و ما هي هذه الأشياء التي يمكنها أن تكون قريبة من منزلة كتاب الله من جهة ، ثمّ عرفنا من جهة ثانية ما هو هذا العشق الموصوف ، نستطيع الإجابة بنعم أو لا.
      طالما لا نستطيع تحديد "العشق" الموصوف بالاقتباس لأنّه نكرة كما رأينا ، لا يمكننا الإجابة على السؤال حتى لو حدّدنا الشق الأول و هي إمكانية وجود أشياء قريبة المنزلة من القرآن الكريم و ماهي بالتّحديد.
      ما المخرج إذن لمعرفة إذا كان الإقتباس ورد في مكان يسيء أو لا يسيء لكتاب الله؟
      يوجد ثلاثة طرق لم يهدنا الله لسواها :
      1. الطريقة الأولى : أن نبني تصوّرا تقريبيّا بناءا على التأويل :
      طالما النّص يتحدث عن "كلمة" تتكرّر في كل مفاصله ، و هذه الكلمة سيقدّسها الزمن لصالح هذا العشق غير المعرّف ، و هو على ما يبدو بهذه الرفعة إلى درجة أنّه شبّه بـ "لا يمسّه إلا المطهرون" ، فهل يمكن لنا اعتبارها "كلمة" الله ، كلمة الخلق و تحقيق مراد الله "كُنْ" بناءا على الآيات الكريمات التالية :
      * " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " سورة آل عمران(59)
      * " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " سورة يسن (82)
      و مُراد الله سرّ قدسي لا يعلمه سواه ، أحد مكنوناته "الحب" ، و هذا الحبّ سرّ إلهي مقدّس أفصح عنه الله في كثير من آياته الكريمات مثل:
      * " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ" سورة المائدة (54)
      هل "كلمة " التي سيخلّدها الزّمن المتكرّرة في نصّ الكاتبة ، هي "كلمة" الله التي تجسّد حبّه لمراده و إرادته و ما ينتج عنها و هذا لا يُشبهه إلاّ كتاب الله و كلامه ، و لا يمسّه إلا المطهرون فعلا ، فيكون بذلك قد انتسق الاقتباس في النّص ما يوازي قدسية و طهر كتاب الله و كلامه.

      2. الطريقة الثانية : أن نأخذ المعنى و ليس حرفيّة الكلام ، و هذا في الشعر وارد و جائز بل يشكل الجسم الأساسي من الشعر الحديث ، خاصة الخاطرة و شعر النّثر، بهذا سنذهب إلى ما ذهب إليه أستاذنا الفاضل محمد شعبان الموجي ، بأن الإقتباس استورد الفاظ الآية الكريمة لا على أنها قرآن بل على أنّها دلالة على حبّ سامي و طاهر ، فالحب ليس منحطّا و خسيسا و إلاّ لما ورد في كتاب الله متحدّثا به عن ذاته " يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ" . و هكذا يكون الاقتباس في حدود رفعة و طهارة كتاب الله ، في سياق محمود لا فسق و لا إفساد فيه.

      3. الطريقة الثالثة : و هي الطريقة الأكثر احتياطا و تحسّبا مخافة الوقوع بالخطأ ، فنلجأ لأخذ أكثر الإحتمالات سلبية بأن يتضمّن "العشق" دلالة على مدلول سلبيّ ، و حقير لا يليق بمقام الاقتباس من كتاب الله و هذا ما ذهب إليه الدكتور الفاضل أحمد الليثي ، إذ عالج الاقتباس في النّص بخطوتين :
      الخطوة الأولى : اعتبر "العشق" دلالة على مدلول فيه إفراط و تلميح للشهوة مما يزيح عنه طهر المعاني السامية في الحب، و بذلك وقع النّص في "مأزق".
      الخطوة الثانية : إقتراح بإصلاح الاقتباس للخروج من المأزق.

      لنحاوال محاورة الفكرة في الخطوتين:
      1. إدخال النّص في مأزق : صحيح أن جميع المعاني التي وردت عن العشق حسب المنجد و لسان العرب و غيرها من القواميس و المعاجم ، صحيحة ، من الإفراط في الحب إلى تضمينها ميول شهواني ، و لكن يجب أن ننتبه إلى أن ما ورد من شروح لهذه الدّلالة "عشق" لا تتناسب جلّها مع ما نجده في المنتوج الأدبي العربي نثرا و شعرا قديما و حديثا ، مما يدفع للاعتقاد أن بعضها شروح تتعلّق بأصل المفردة و كيفيّة اشتقاقها ، و أن هناك إزاحة ما قد حصلت للدالة عن بعض مدلولاتها ، فعملية الإزاحة عملية طبيعية و معروفة في كلّ اللّغات ، حتى و لو كانت في العربية أقل حدوثا و بروزا بسبب حفظ معظمها بين دفتي كتاب الله كما كانت ، ظلّت و ستبقى ، في هذا الشأن نتذكر أن كلمة "عشق" ليست مفردة قرآنية و لم ترد فيه ، مما يجعلها عرضة بشكل أسهل لعمليات الإزاحة و التجريد المستمرة في حركة اللغة.
      ما الذي يدعونا للإعتقاد بهذه الإزاحة ؟
      الاسباب التالية:
      *** حديثا ، إذا ما لجأنا للعربية المحكية في بلاد الشام مثلا (و أظنّها موجودة في مصر و العراق أيضا) ، ترفض النساء بعد تقطيع "الشمّام" ( لا أدري مرادفاتها الأخرى ، وهي ثمرة مثل البطيخ ، لكنّها أصغر حجما ، صفراء من الخارج و أقل صفارا من الدّاخل ، حلوة المذاق) لساعات تحضير العجين بغرض الخبز (العيش) أو غيره ، و تقول لك : يتلف العجين إن فعلت ، و إذا استفسرت لماذا؟ أجبنك بأن العجين "يعشق" رائحة الشمّام .
      و كذلك يبعدن صفيحة الكاز عن الخبز و عن الطّحين و باقي المأكولات ، لأن الطعام يعشق رائحة الكاز. و عندما يعود أبنائهنّ المراهقون من الخارج ، يقرّبن أنوفهن من قمصانهم ليعرفن إن كان الولد يتعطى السجائر ، لأنّ الملابس "تعشق" رائحة الدخان.
      و يقلن عن ملح الطعام يعندما يصبح رطبا في الشتاء و تلتصق حبيباته بعضها ببعض ، يقلن: أن الملح "يعشق" الرّطوبة.
      فهذا الـ "عشق" عندهنّ معناه الالتصاق و الملازمة ، و لا أعتقد أنّه يحتوي على أي عنصر شهواني ، حتى لو كان أصل المفردة من شهوانية الإبل في مواسمها ، فقد تمّت الإزاحة.

      *** حديثا و قديما : نرى الأدب العربي يزخر بشعر الصوفية القائم على ركيزة "العشق" للذّات الإلهية ، و لا حاجة للشرح المستفيض هنا فهو أمر معلوم ، يكفي أن نأخذ هذه الأبيات لرابعة العدوية و قد عاشت في صدر الإسلام :
      قد هجرتُ الخلق جمعا أرتجي
      منك وصلا فهو أقصى مُنيتي

      وارحمتاً للعاشقين قلوبهم
      في تيه ميدان المحبة هائمه

      قامت قيامة عشقهم فنفوسهم
      أبداً على قدم التذلل قائمه

      إما إلى جنات وصل دائما
      أو نار صدٍ للقلوب ملازمه

      هل ما تفيض به نفس رابعة فيه لوثة الشهوانية ، أو ما يذهب له بعد رجال الدين الحاليين بقولهم : "العشق فيه دعارة و الحبّ لا" ، فأين الدّعارة هنا؟؟
      أم أنّ إزاحة الدلالة عن بعض مدلولاتها واقع حدث فعلا ، قديما و حديثا عند العامة و في الأدب؟؟

      *** لنأخذ مثلا ثالثا ، هذه المرّة شاعر ليس صوفيّا و لكن من صدر الإسلام و هو عمر بن ابي ربيعة . نعلم أن عبدالله بن العبّاس رضيّ الله عنه كان يحبّه و يسمع قصائده ، و لعل "الرّائية " ، قصيدة القاها الشاعر على عبدالله بن العباس فأعجبته و حفظها و ظلّ يردّدها في مجالسه ، و لنأخذ هذا المقطع منها:
      ذَكَرْتُ بِهِ بَعْضَ ما قَدْ مَضَى
      وحقّ لذي الشجوِ أن يذكرا

      مَبِيتَ الحَبِيبَيْنِ قَدْ ظَاهَرا
      كِساءً وَبُرْدَيْنِ أَنْ يُمْطَرا

      ومشيَ ثلاثٍ به موهناً
      خَرَجْنَ إلى عَاشِقٍ زُوَّرا



      و هذا المقط من قصيدة ثانية :
      أحقاً لئن دارُ الربابِت باعدتْ
      أَوِ ?نْبَتَّ حَبْلٌ أَنَّ قَلْبَكَ طَائِرُ

      أفقْ، قد أفاقَ العاشقونَ وفارقوا الـ
      ـهَوَى وَ?سْتَمَرَّتْ بِالرِّجَالِ المَرَائِرُ

      لا نرى في أي من المقطعين العشق عنى الدّعارة أو احتوى على عناصر ميول شهوانيّ ، و إنّما هو الحب الشديد ، و الالتصاق و الهيمان.

      *** لنأخذ مثلا رابعا ، أقدّم في التاريخ و هو المخضرم كعب بن زهير الذي خلع النبيّ صلى الله عليه و سلّم بردته عليه ، بعد انتهائه من قصيدته الملقّبة بـ "البرده" و مطلعها :
      بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ

      فهذا مقطع له من قصيدة أخرى يقول فيه:

      ياليت شعري وليتَ الطيرَ تخبرني
      أمثل عشقي يلاقي كلُّ من عشقا

      إذا سمعتُ بذكر الحبِّ ذكرني
      هِنْداً فَقَدْ عَلِقَ الأحْشَاءَ مَا عَلِقَا

      كم دونها من عدوٍ ذي مكاشحة
      بَادِي الشَّوَارَة ِ يُبْدِي وَجْهُه حَنَقَا

      و كما نرى مرّة أخرى حتى في الشعر القديم المخضرم (بين الجاهلية و الإسلام) كلمة العشق لا تعني كلّ ما ورد في القواميس و المعاجم من معاني ، و لعل إزاحة قديمة قد حدثت للدلالة عن بعض مدلولاتها ، و عليه لا يظهر لنا أي تأييد لكون العشق فيه مجون و إفساد و شهوانية داعرة ، كما يحبّ تسميتها بعض علماء الدين المعاصرين.
      الملفت للنّظر و الذي أودّ الإشارة له ، أن الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، يُنكر حادثة البرده بين النبي صلوات الله عليه و بين كعب بن زهير ، يهاجم القصيدة و يعتبرها مُتضمّنة للمجون و للشرك !! لم أقرأ (حسب إطلاعي المتواضع) مثل هذا القول إلا عند بعض علماء الدين المعاصرين من أتباعه.
      من الأهميّة بمكان ، أن ننتبه لهجوما كاسح تعرّضت و تتعرض له الصوفية من ذات الإتّجاه ، و عليه فإن مفردة "العشق" تُهاجم من قبلهم أنفسهم أيضا بنفس العنف ، و يوسم بها أخس و أحقر المعاني ، مما يدفع المرء للإعتقاد ، أن الحوادث مرتبطة بعضها ببعض ، و كلّها ترتبط بتوجّه فقهي محدّد و هو توجه الإمام محمد بن عبدالوهاب .
      الإصرار حديثا على إحياء هذه المعاني لكلمة عشق ، تزخر بها أدبيّات هذا الإتّجاه ، و له جذور عند ابن تيمية و ابن القيم الجوزي و غيرهما ، على ما يبدو ، يرتبط كلّ هذا ارتباطا و ثيقا بميلهم لنكران الصوفية و تكفير طرقها و رفض أشعارها و منعها ، و هذا لا إجماع عليه عند كلّ المسلمين إلا إذا كان هناك ما منعني عنه قصوري و عجزي.
      بإختصار ، إن تصوير الدلالة اللفظية "العشق" بأنّها داعرة و شهوانية لها ارتباط في تحريم و تكفير الأشعار الصوفية و طرقها ، كجزء من رفضها كلّها عند توجّه فقهي و شرعيّ محدّد.

      2. إخراج النّص من المازق :
      يقترح الدكتور أحمد اللّيثي على كاتبة النّص ، كما رأينا آنفا ، تعديل كلمة "المُطهّرون" بكلمة "الطاهرون " مثلا ، و بهذا تصبح الكلمات الأربعة "لا يمسّه إلاّ المُطهرون" المقتبسة من الكتاب ، ليست آيات قرآنية بل كلام الكاتبة نفسها ، فتخرج من دائرة الشك و تُخرج النّص من الأزمة.
      يا ترى هل الوضع هكذا ؟
      ما أبعاد ما ينطوي عليه هكذا اقتراح ؟
      هل "لا يمسّه إلا المطهرون" يعتبر اقتباسا من القرآن الكريم أمّا "لا يمسّه إلا الطّاهرون" فليست اقتباسا؟؟
      أرجو أن نعود معا لبداية المقالة ، بالتّحديد إلى ما طرح تحت عنوان "القضيّة الثانية" و التي عالجت الشروط التي يجب توفّرها في الاقتباس حتى نسميه فعلا اقتباسا من القرآن الكريم ، لن نجد اتّفاقا كاملا على مقايس بين العلماء و الفقهاء ، بموجبها نحكم على ما نُقل عن القرآن الكريم بأنّه اقتباس أم لا ، نرى في حين أنّ البعض يشترط الحرفية ، آخرون يقولون بأن أي نصّ إذا سمعته الأذن و تبادر للذهن أوّل ما تبادر القرآن الكريم ، فالكلام يعتبر اقتباسا و عليه مراعاة ضوابط الاقتباس ، آخرون لا يسمونه اقتباسا بل محاكاة ، و لكن أيضا عليه الالتزام بضوابطها. و عليه نسأل ترى لو قرأنا الجملة التالية : "لا يمسّه إلا الطاهرون" حسب اقتراح التّعديل للخروج من مشكلة الاقتباس ، ألا يتبادر لذهننا القرآن الكريم ؟ هل سيخفى على الأذن بأن هذا الكلام هو من كلام الله عزّ و جل؟؟ بلى و ربّما بحركة لا إرادية نتدخل لنصلح القارئ قائلين : المطهرون و ليس الطاهرون. إذن هل هذا التّعديل تمكّن من إخراج الاقتباس من أزمته؟؟ لا أعتقد.
      لنأخذ مثلا:
      قال الله في كتابه العزيز في سورة النّجم الآيات 1 ، 2 ، 3 : " "وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى"
      قال أحدهم التالي:
      "... ما ضل يراعك وما غوى ... علَّمه شديد القوى ، ذو مرة فاستوى"
      و جميع من تعرّضوا لهذا النّص اعتبروه اقتباسا أو محاكاة و بعضهم ذهب أبعد ، إلى المحاكاة مع السخرية المتعمّدة ، بل آخرون قالوا إنّها محاولة تحريفية لكلام الله في ثوب أدبيّ مزيّف.
      أورد النّص الدكتور عبدالمحسن العسكر في كتابه عن الاقتباس.

      إذن رغم كل التّغيير في الأحرف و بعض الكلمات ، إلاّ أن النّص وقع في مأزق أشدّ حرجا ، فكيف إذا بتغيير كلمة "المطهرون" إلى "الطاهرون" سيستوي النّص و تبتعد عنه شبهة الاقتباس؟؟!!!

      الخلاصة:

      بناءا على كلّ ما تقدّم ، أعتقد أن كلمة"العشق" لا تحمل كدلالة عل أي مدلول فاحش أو داعر ، بل هي تحمل ما حملته أشعار الأقدمين و الحديثين مرورا بأشعار الصوفية و التحبّب و التقرّب للذات الإلهية ، من رفعة و سمو و شفافية ، و هي تدلّ على عظمة الوجد و الحب و الالتصاق بالمحبوب ، و شغف القرب منه و اللقاء به ، بالتاّلي الاقتباس الحاصل من كتاب الله في نص الكاتبة خلود الجبلي ، أتى بما يتناسب مع رفعة و سمو و طهر كتاب الله ، و لم يدخله في سخرية أو مفسدة أو مجون أو فاحشة .



      تحياتي للجميع
      حكيم
      [/align][/cell][/table1][/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 01-01-2010, 18:34.

      تعليق

      • رزان محمد
        أديب وكاتب
        • 30-01-2008
        • 1278

        #4
        الأستاذ الفاضل حكيم،
        السلام عليكم،

        هناك عدة نقاط أوردتها في موضوعك الاقتباس من القرآن الكريم، وأوردت خاطرة الأخت الفاضلة الأستاذة خلود "أقضي الأمر"، مثالاً لما يحصل من نقاشات هنا في أحايين كثيرة، أشير إليها وهي:

        1- الأستاذ الليثي أتى بأقوال العلماء التي تدل على أقول الشرع ولم يشرح من عنده، نتمى من حضرتك لو تأتي بأقوال العلماء مباشرة
        2- العلماء الذين استشهد أقوالهم أعلام معروفة في عالم الفقه، ونتمنى لو تورد لنا الأقوال بأسماء علمائها، فما كل "العلماء" بعلماء.
        3- الاقتباس حصل، لأن الأخت خلود كتبت بأنها أرادت الاقتباس، فليس في الأمر من لبس.
        4-الخلاف ليس كون الكلمة التي سبقت الجزء المقتبس هي كلمة " عشق" وإنما كونها لا تتفق مع المعنى الأصلي للآية، فالآية أرادت لايمسه" أي القرآن" إلا المطهرون، بينما ما ذكرته الفاضلة خلود لا يمسه " حب / عشق " ليس الأمر بذي بال، فأياً كان فهو ليس بالقرآن / الآيات / كلام الله .
        حسب ماذكرت الأخت خلود في الشاهد
        قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في شرح دروس البلاغة :
        "أما في النثر فلا بأس به تأتِ بآية تكمل بها المعنى شرط الا يتنافى مع معنى الآية بحيث يراد بالآية معنى وأنت جعلتها إلى معنى آخر فلا شك أن هذا حرام ولا يجوز؛ أنك تشير بالآية إلى معنى لا يراد بها ، لأن هذا تنزيل لكلام الله تعالى على غير معناه ، وهذا لا يجوز "


        وشكراً لكم لإدراج موضوع كهذا لنصل معاً للحق.

        * ملاحظة، لست أدري إن كان مهماً أن أورد أنني قبل أن تحصل النقاشات حول الخاطرة لم يكن لدي علم برأي الشرع في هذا الموضوع أو على الأقل لم أكن متأكدة منه، ولكن أشكر الفرصة التي أتاحت لنا :الاطلاع على أمور في ديننا نجهل عنها الكثير، والتعلم والنقاش، ومازلنا...
        وليس عيباً أن يعود الإنسان إلى الحق إن ارتأى أنه على غير ذلك، على العكس بل ويثاب، والعكس بالعكس.
        التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 01-01-2010, 12:57.
        أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
        للأزمان تختصرُ
        وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
        وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
        سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
        بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
        للمظلوم، والمضنى
        فيشرق في الدجى سَحَرُ
        -رزان-

        تعليق

        • حكيم عباس
          أديب وكاتب
          • 23-07-2009
          • 1040

          #5
          [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
          الأخت الفاضلة رزان محمد
          تحياتي
          أين هي الأقوال التي أوردتها و بحاجة لدعم أقوال العلماء؟؟
          1. الاقتباس عليه خلاف إن كان يجوز أو لا يجوز ، و هناك عشرات الأئمة و الفقهاء الذين منهم ما يجيزه و منهم ما لا يجيزه ، و منهم من يجيزه في النثر فقط دون الشعر ...الخ ؟ هل هذا مشكوك فيه ؟ غير صحيح ؟ لا أستطيع أن أورد عشرات الصفحات كأمثلة في مقال قصير كهذا و إلا لكان عليّ أن أكتب كتابا ، من يقول عكس مقالي فليتفضل على الرحب و السعة ليبين لنا أين الاتفاق.
          2. كيف نحدّد أن ما فعله شاعر أو كاتب هو اقتباس أم لا ، محاكاة أو تحريف ...الخ أيضا حالة خلافية ، ينطبق عليها ما ينطبق على سابقتها.
          ما هي ضوابط الاقتباس ؟ حولها خلاف أيضا ، و قد قلت الاتفاق الوحيد هو ما اوردته في المقالة في هذا الباب و هو عدم الاستخدام في مفسدة أو مجون ...الخ ، من عنده ما يناقض فعلى الرحب و السعة .
          3. ماذا بقي ، العشق ؟ و هل أخل الاقتباس بمقام و رفعة القرآن الكريم ؟ هل استخدم الاقتباس في مفسدة في مجون في بدعة ؟؟ أين هي هذه البدعة أو المجون ؟ لقد شرحت هذا بشكل مفصل و مطوّل جدا هل العشق مجون ؟ نعم بعضهم مثل الشيخ العثيمين رحمه الله يعتبره كذلك و بعضهم لا ، و بالمناسبة لقد نوهت بالضبط لمن يهاجم العشق و يسجعله شهوانيا و قلت لماذا ، فكنت أتوقع نقضا لهذا لا إعادة ما قله الشيخ العثيمين و كأني لم اقل شيئا في هذا الباب. .
          من جهة ثانية لا أدري إن كنت قد إطلعت على المقالة بدقة و ما وورد تحت بند إحياء معاني العشق المتعلقة بالشهوانية و الهجوم على الصوفية ، فهناك من يحكمون بمنطق الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله و هناك آراء تعاكس هذا و آراء كثيرة..لا أعتقد أن بمقدوري أن أشرح أكثر من ما شرحت في هذا المجال .
          ألا يعني كلامك من استخدام الاقتباس في غير مكانه توصيف العشق؟ أي أن استخدام الاقتباس في العشق هو الذي أخلّ بمقام كتاب الله ، لا سمح الله؟؟ بلا هذا ما تعنيه لأن ليس هناك غيره ... حسنا و ماذا كتبت أنا عن العشق و التباساته ؟ يا أختاه لقد شرحت مفصلا عن التباسات العشق. على أي حال أشكر لك اهتمامك و أنا مستعدّ لخدمة حضرتك بما تأمرين من توضيح محدّد أو في أي باب يناقض أقوالي.

          حكيم
          [/align][/cell][/table1][/align]
          التعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 01-01-2010, 13:12.

          تعليق

          • غاده بنت تركي
            أديب وكاتب
            • 16-08-2009
            • 5251

            #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            أتقوا الشبهات !
            نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
            الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
            غادة وعن ستين غادة وغادة
            ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
            فيها العقل زينه وفيها ركاده
            ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
            مثل السَنا والهنا والسعادة
            ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

            تعليق

            • حكيم عباس
              أديب وكاتب
              • 23-07-2009
              • 1040

              #7
              [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
              استدراك :
              إضافة لردي على مداخلة الأخت الفاضلة رزان محمد :
              أرجو ملاحظة أنّني لم افرض في معالجة النّص أي وجهة نظر فقد وضعت لها ثلاثة حلول:
              1. التأويل و به لا يكون ضرر من الاقتباس
              2. رؤية الاستاذ محمد الموجي و بها لا يكون هناك ضرر أيضا.
              3. رؤية الدكتور أحمد الليثي و التي ترى الضررفي الاقتباس و تقترح حلا للخروج منه و قد ناقشت من وجهة نظري رؤية الدكتور الليثي من حيث عدم قبوله بالاقتباس و من حيث حلّه المقطرح .
              و في النهاية وضعت الخلاصة التي أراها و تعبر عن وجهة نظري ، و لم ألغي أيّا من الحلول الثلاث المشار لها.

              تحياتي
              حكيم
              [/align]
              [/cell][/table1][/align]

              تعليق

              • رزان محمد
                أديب وكاتب
                • 30-01-2008
                • 1278

                #8
                [align=right]
                الأخ الفاضل الأستاذ حكيم،
                إذن نتكلم عن الفقرة الرابعة التي تتكلم عن العشق ، يا أخي الفاضل لسنا بصدد أن يعشق الناس أو لا يعشقوا، ولم يتكلم أحد هنا عن العشق، فأياً كانت الكلمة المستخدمة هنا - حسب رأي ابن عثيمين- إن لم تأت بالمعنى المراد من الآية الأصل، فهو لا يصح أو لايجوز
                أرجو أن تعود للدليل من جديد أستاذي الكريم،

                قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في شرح دروس البلاغة :
                "أما في النثر فلا بأس به تأتِ بآية تكمل بها المعنى شرط الا يتنافى مع معنى الآية بحيث يراد بالآية معنى وأنت جعلتها إلى معنى آخر فلا شك أن هذا حرام ولا يجوز؛ أنك تشير بالآية إلى معنى لا يراد بها ، لأن هذا تنزيل لكلام الله تعالى على غير معناه ، وهذا لا يجوز "انتهى.


                أورد أمثلة
                " قرآن لايمسه إلا المطهرون" يجوز لأنها توافق ما أراده الله من الآية المقتبسة.
                " محكم تنزيل لايمسه إلا المطهرون" يجوز الشيء ذاته
                " آيات لايمسها إلا المطهرون" يجوز التعليل ذاته.
                " كلام الله/ مصحف/ ...إلخ لا يمسه إلا المطهرون"
                وطبعا يجب أن أعني هنا كتاب الله لا كتاباً آخر، أو أن أكون أكنيِّ عن معنى آخر. في هذه الحالات كلها يجوز لأني وافقت للاقتباس ما أراده الله تعالى منه، لأني استشهدت بكلام الله على معنى مماثل لما أراده الله في آيته تلك.

                أما أن أقول:
                " زهرة لا يمسها إلا المطهرون" لا يجوز لأنه لم يتوافق مع المعنى المراد من الآية المقتبسة.
                " حب لا يمسه إلا المطهرون.." لا يجوز للتفسير ذاته
                " زواج لا يمسه إلا المطهرون" .. لايجوز
                " عشق لا يمسه إلا ..."لايجوز
                إذن الخلاف ليس على كلمة أو معنى العشق بحد ذاته لامن قريب ولا من بعيد، هذا لم يتكلم به أحد.

                [/align]
                التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 01-01-2010, 13:47.
                أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
                للأزمان تختصرُ
                وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
                وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
                سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
                بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
                للمظلوم، والمضنى
                فيشرق في الدجى سَحَرُ
                -رزان-

                تعليق

                • نورس يكن
                  أديب وكاتب
                  • 01-09-2009
                  • 684

                  #9
                  السؤال هنا : هل اقوال العلماء اقوى من الايمان بما نكتب ونفعل ؟

                  الكل ضج حول جملة لعشق لايمسه الا المطهرون
                  وهذا برأيي الشخصي اساسا ليس اقتباس
                  الشاعرة قامت بالاستعانة ببعض الكلمات القرآنية التي لها قدسيتها داخل الكتاب المقدس
                  فهي لم تأتي بنص الآية كما وردت ولم تقصد هنا ورود الآية الكريمة
                  بل قصدت الاستعانة بهذا التركيب البلاغية الجميل
                  تعبيراً منها عن ثقافتها وفصاحتها
                  حيث انه لايصح تسميته اقتباساً بل هو استعمال لمفردات استعملها الله تعالى في كتابها لها قدسيتها داخل الكتاب
                  والا لنأتي بالكثير من الكلمات والجمل المحرمة لشعر
                  مثل : الجنة . جهنم . القيامة وحتى كلمة شعراء سوف يصبح استخدامها في الشعر حراماً لانها ذكرت في الكتاب

                  ايه السادة القرآن كتابنا بلغتنا دليل عروبتنا وفصاحتنا ومنير دروبنا
                  لماذا ايها المساكين
                  لقد جعجعتم كثيراُ ولم نرى منكم طحين

                  تحياتي للجميع
                  نورس يكن
                  (( انا اكبر من العروض ))

                  تعليق

                  • محمد رندي
                    مستشار أدبي
                    • 29-03-2008
                    • 1017

                    #10
                    تنبيه هام
                    إلى جميع الأخوات والإخوة الأفاضل الذين يرغبون في مناقشة هذا الموضوع ، أو غيره من المواضيع التي تُنشر في ملتقى المعنى ..
                    الرجاء قراءة الموضوع قبل مناقشته أوالرد عليه
                    لقد تعجبت من توقيت نشر أول تعقيب على مداخلة الأستاذ الفاضل الدكتور حكيم عباس ..
                    لقد كان الفاصل الزمني بينها وبين المداخلة الأصلية هو بالضبط 19 دقيقة فقط ..
                    فبالله عليكم هل تكفي 19 دقيقة لقراءة كل الكلام الذي كتبه الدكتور حكيم عباس ولو قراءة آلية عابرة اضافة إلى تحرير رد مطول ؟؟
                    وإذا كانت 19 دقيقة كافية للقراءة والفهم ، فكم سيستغرق وقت كتابة الرد ، أم أنه رد جاهز وموضوع في الأرشيف منذ العام 2009 ؟؟
                    ـ كيف يحدث هذا ونحن في العام 2010 ، نرد على مواضيع دون قراءتها ؟؟ والله عيب ،، وحين نحذف مثل هذه المشاركات يصر البعض على إعادة نشرها وبعد حذفها يكررون المحاولة ثالثا ورابعا وخامسا .. أليس هذا هو الإسفاف بعينه ؟؟ أليس هذا مخالف لقوانين الملتقى ؟؟
                    لقد قرأت مداخلة الفاضلة رزان محمد ووجدتها واعية ناضجة ربما رغم إختلافي مع وجهة النظر التي تحملها ، لكنني إحترمتها كثيرا لأن صاحبتها قرأت الموضوع كاملا ، وطرحت تصوراتها ، وعبرت عن قناعاتها التي لايمكن مصادرتها أبد ، الأخت الفاضلة غادة قرأت الموضوع جيدا واستوعبت عناصره ، ثم دونت ملاحظة قصيرة تنم عن وعي وإدراك ، قد نختلف معها ولكنه لايمكن لنا أبدا أن نصادرها ، لكن أن يأتي أحدهم ليكتب أي كلام وهو لم يكلف نفسه حتى عناء قراءة الموضوع ، فهذا ما لا نتفق معه أبدا ،،
                    وبالتالي فليعلم الجميع أن مشكلتنا لا ولن تكون مع الإختلاف ، لكن مشكلتنا الأولى والأخيرة مع عدم التزام المنهجية المطلوبة .
                    هل يحق لي أن أفتح مباشرة اي موضوع وأقرأ عنوانه ثم أنشر تعقيبا جاهزا لا علاقة له به ، وبعدها أسخط وأرعد وأزبد لأنهم حذفوا مداخلتي ؟؟
                    نتمنى تفهم هذا الأمر جيدا ،، وعام سعيد للجميع ، وألف شكر .
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد رندي; الساعة 01-01-2010, 13:42.
                    sigpic

                    تعليق

                    • طه محمد عاصم
                      أديب وكاتب
                      • 08-07-2007
                      • 1450

                      #11
                      اسمحوا لي أن أعيد نشر ردي السابق على الخاطرة نفسها هناك لأنني ما قرأت هذا الموضوع الا بعد النشر بثوانٍ قليلة
                      لابد أولا أن نفرق بين الاستيحاء والاقتباس
                      فالاستيحاء هو تأويل المعنى لما يتناسب مع دلالات النص من معانٍ مشتركة وقد تستعار بعض الكلمات ليكتمل بها مفهوم الاستيحاء لأن الاستيحاء يكون في أن يمسك طرف خيط في موقف أو جملة أو عمل ما أو آية ليتم نسج عالم ثان متكامل أدبي لا يتلاقى مع الفكرة الأولى ... وإلا لما كان لنا أن نقول إن هذا العمل استيحاء وتبقى هذه وجهة نظر ليس إلا
                      أما الاقتباس أن أنقل النص كما هو لأدلل على شئ ما وقد تكون هناك فكرة أو معنى يريد المقتبس أن يظهره سوف يساعده العمل المقتبس على ذلك.وهذا في الأدب يسمى إيضاح وبالنسبة للقرآن يسمى تفسير
                      و لكنه يبقى نوعا من أنواع الاستسهال في الأدب وهذا رأيي

                      والاقتباس من القرآن لا شئ فيه
                      في حال معالجة قضية ما
                      أو في أمر صالح يقام لما فيه من شحذ الهمم وقد استخدم هذا قديما وحديثا في الخطب والمراسلات
                      ولكن في مثل هذه النصوص الأدبية يكون الاستيحاء أفضل وليس الاقتباس
                      بمعنى
                      أنت اقتبست الآية كما هي
                      وكلمة عشق قبلها
                      ولكن لو استوحيت من الآية دلالتها وفقط لكان أجمل
                      كأن تقولين
                      لعشق لا يلمسه غير الطاهرين
                      وهي نفس الدلالة لمعانيك من الطهر وغيره
                      ولكن باستيحاء وليس باقتباس
                      وأظن أنكِ تفهمين الأمر جيدا
                      أقول لك وبصراحة
                      ليتك استوحيت وما اقتبست
                      لأن الاقتباس ليس دليل الإبداع
                      ولكن الاستيحاء أكثر بلاغة ودلالة لأنك ستتحدثين بلسان حالك وبلغتك الخاصة ولكن بوحي من الآية

                      لأنه هناك فرق بين أن أقتبس كلام إلهي للدلالة على حالة نفسية عاطفية بشرية فردية
                      وأن أقتبسه لنصح أمة أو شخص لدينه
                      مودتي
                      طه عاصم
                      sigpic

                      تعليق

                      • mmogy
                        كاتب
                        • 16-05-2007
                        • 11282

                        #12
                        [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=right]
                        القاعدة التي تحكمنا في ذلك كما بينها أهل العلم

                        أن أخذ المعاني القرآنية بألفاظها لاعلى أنها قرآن يسمى اقتباسا ويلزم فيها مراعاة الأدب والإجلال ، وكذا السنة وأقوال الفقهاء وإلا فحرام كما في الإتقان

                        والكاتبة هنا قد اقتبست ألفاظ الآية الكريمة لا على أساس أنها قرآن بل اقتبست ألفاظ الآية للدلالة على طهر الحب لا على نجاسته .. فاستدلالها بألفاظ الآية محمود لا مذموم ولاشىء فيه والله أعلم .

                        وأود أن أؤكد أن ثمة فرقا بين الإستدلال الشرعي بالآية الكريمة .. وبين الإقتباس اللغوي بألفاظ الآية حتى ولو جاءت مطابقة للآية .. والدليل على صحة كلامي هذا

                        أولا : أننا كثيرا ما نستعمل آيات من الذكر الحكيم كأمثال وحكم ومواعظ دون وجود مناسبة شرعية بين الآية وبين الواقعة التي نستخدم فيها المثل .. مثلا عندما أود اخبار شخص أو شخصين أو مآئة شخص أن كل شىء قد انتهى وأنه لافائدة من النقاش في أمر قد فات محله .. فأقول له أو لهما أو لهم .. ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) .. دون أن أقصد التعريج على أو الإشارة إلى قصة سيدنا يوسف .

                        عندما أختلف مع زوجتي مثلا في مشكلة مستعصية مثلا .. فأقول لها ليس لها من دون الله كاشفة .. فلا أقصد المعنى المراد في القرآن .. وهكذا آلاف الإستدلالات التي لايرتبط القصد من الإستدلال بها بالمعنى الشرعي الذي ورد في كتاب الله .

                        ثانيا : المصحف هنا أمر مادي ملموس .. تتعلق به أحكام فقهية عملية ملموسة .. بينما العشق شىء مجازي وشعور معنوي .. لايتصور أن ترتبط به أحكام فقهية .. وبالتالي فلا مناسبة ولا مجال بالقول أن الكاتبة قصدت الإستشهاد بالآية لاستخراج الحكم الشرعي أو الفقهي الوارد في الآية من عدم جواز مس العشق قياسا على أحكام مس المصحف الشريف .. وإنما أرادات قطعا اقتباس المعنى بعيدا عن السياق القرآني ، ومجردا عن أية تفاصيل شرعية أو أحكام فقهية .
                        والله تعالى أعلم بالصواب

                        [/align][/cell][/table1][/align]
                        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #13
                          [align=justify]
                          أخي الفاضل الدكتور حكيم عباس،
                          الإخوة الأفاضل والأخوات الفضيلات،
                          السلام عليكم.

                          أريد أن أعبر عن رأي شخصي بصفتي كاتبا في هذا الملتقى قبل أن أكون إداريا فيه.

                          يذكرني الحديث في "نص" الأستاذة خلود الجبلي بقصة الملك الذي كان عاريا وهو يظن أن يرتدي أجمل حلة في الوجود حتى قال طفل صغير إن الملك عاريا. فـ "نص" الأستاذة خلود الجبلي هذا يفتقر إلى أدنى العناصر التي لا بد منها لاعتباره "نصا" أدبيا فضلا عن إبداعيا. وأنا قرأت ولا أزال أقرأ شعرا وأدبا في ثلاثين لغة ما بين حية وميتة لأترجم منه ما قد يساعد في تهذيب ذائقتنا الأدبية، وأستغرب – والله – من اشتغال الناس بـ "نص" الأستاذة خلود الجبلي. فهل أصبح وقتنا رخصيا هذا الرخص حتى نشتغل بنص من هذا النوع، لا قيمة له على الإطلاق، سوى أنه يحتوي على عنصر من العناصر التي تمحور الناس أضدادا لآن آية من آي الذكر الحكيم وظفت بطريقة غير لائقة، ولأن في الملتقى من يقتات من مثل هذه المحورة المقيتة، ولأن بيننا من يرى في مثل هذه النصوص (أو اللانصوص إذا أردنا الدقة) شماعة يستغلونها للتشويش، ولأن بيننا كتابا ممتازين – مثل حضرتك – يستعملون مثل هذه النصوص لإيصال رسالة ما إلى المتلقي؟ وكنت أتمنى في غمرة ذلك كله لو خاطب أحد الأستاذة خلود الجبلي ناصحا إياها بشأن ما قاله لها بعض الأساتذة في قيمة نصها وضربت به عرض الحائط في تصرف غير مسؤول. وكنت أتمنى لو أبان لها المعلقون طريق الكتابة الأدبية لها بدلا من خداعها بالثناء على "نصها" موضوع هذا الحديث. وكنت أتمنى على حضرتها لة أفادت من ملاحظات الأساتذة الذين نقدوا نصها بدلا من التصرف بطريقة غير مسؤولة.

                          لأول مرة، منذ دخولي الشبكة العربية قبل خمس سنوات من الآن، أفكر جديا باعتزال هذه الشبكة إلى الأبد، والعودة إلى كتبي ونصوصي التي أرغب في إنهائها، لأن الإحباط من صنيع الناس وطرائق تفكيرهم لا يكاد يترك لي بصيص أمل فيهم. طبعا أنا لا أقصدك بشيء مما كتبت أخي الكريم، لكني والله أحزن على الوقت الذي قضيته أنت في كتابة موضوعك هذا، وأحزن على وقت الدكتورة رزان محمد، ووقت الدكتور أحمد الليثي، ووقت الأستاذمحمد شعبان الموجي ووقتي أنا في كتابة هذه المشاركة التي ستكون الأولى والأخيرة في هذا الموضوع لأنه لا يستأهل من أوقاتكم وأوقاتنا أكثر مما هدرنا فيه هنا وهناك.

                          وتحية طيبة عطرة.
                          [/align]
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • mmogy
                            كاتب
                            • 16-05-2007
                            • 11282

                            #14
                            [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=right]
                            أستاذنا الدكتور عبد الرحمن السليمان
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اسمح لي أن أختلف مع حضرتك بعض الشىء .. فبصرف النظر عن قيمة النص من الناحية الأدبية والجمالية .. إلا أنه قد أثار قضية شرعية تتعلق بقدسية القرآن ، وأدبية تتعلق بآلاف النصوص الأدبية وبكلام العرب عموما للإنتفاع بالإستدلال اللغوي بآيات الذكر الحكيم .. ولذلك فمداخلة الأستاذ حكيم عباس وكذلك كل الردود لم تتناول النص اطلاقا .. وإنما فقط ركزت على قضية تستمد أهميتها من أهمية الكتاب الحكيم وليس من نص هذا الكاتب أو ذاك .
                            تحياتي لك
                            [/align][/cell][/table1][/align]
                            إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                            يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                            عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                            وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                            وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                            تعليق

                            • أبو صالح
                              أديب وكاتب
                              • 22-02-2008
                              • 3090

                              #15
                              المشكلة واضحة قسم المعنى الآن يريد أن يمرر آراءه بدون أي نقاش حقيقي من أجل الفائدة

                              فمداخلتي والتي علقت بها على مداخلة الموجي الأخيرة ليس بها أي خروج عن الموضوع أو لها علاقة بالزمن كما هو العادة في الحجج لحذف مداخلاتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X