الحكام المستبدون
الحكام المستبدون هم الذين لا يرون إلا ما يرون، ويفرضون على شعوبهم ما يرون، حتى لو أدى ذلك إلى دمار وهلاك العالم كله ..
لا يهم الحاكم المستبد الظالم (وهي صفة لصيقة به) من حال شعبه أن يسعد أو يشقى ، فقط يهتم بالطاعة العمياء له ، والولاء المعلق عليه ،
فالشعب عنده أحد مظاهر الحكم والقوة التي يدعي أمام العالم أنها معه تسانده وتقف من خلفه مؤيدة متحمسة لكل ما يصدر عنه ، وفي الأزمات يصبح الشعب وقوداً يحرقه ليظل حاكماً أوحداً يأمر وينهى وقدماه تدوسان على رقاب الناس بفوقية واستعلاء .
والعدالة بالنسبة للحاكم المستبد مصطلح غائب أو لم يوجد أصلا ولم يولد ، ففي عرفه مصائر الناس إنما تتعلق بما يقرره هو ، وقراره هو العدالة والميزان الذي ينظم ويضبط ويساوي بين الناس ، فالحقوق مثلاً هي أمر نسبي ، كلمة واحدة منه تثبته حقاً لفرد ما ، وبعد وقت قصير يسلبه هذا الحق بادعاء انه هو من قرره .. وبالتالي فمن العدل أن يسلبه إياه إذا رأى ذلك وفي الوقت المناسب من وجهة نظره .. المحدودة جدا .. تماماً كنمرود سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما قال له إبراهيم إن الله يحيي ويمت ، فرد عليه الملك الظالم انه قادر على ذلك أيضاً، فبيده أن يحكم بالإعدام على شخص فيكون قد أماته ، وبيده أن يعفو عنه فيكون قد أحياه .. إنه التمادي في الكفر والظلم والاستعلاء والاستبداد المطلق ....
فالعدل لدى الحاكم المستبد يجب أن يبقى غائباً بمعناه الذي يتوق الناس إليه ويعرفونه به كقيمة ربانية عليا .. والتي يؤسسون عليها مقولة " العدل أساس الملك " ،
ولذا فإن من أولى مهمات الحاكم المستبد أن يجري غسيلاً للمخ على جميع أفراد شعبه ليقتنعوا أن العدل والعدالة إنما هما معنيان ينتميان للترف والبذخ الفكري المضيع للوقت ، ولا محل لتضييع الوقت عنده ، حيث يجب استغلال كل ثانية تأتي وتمر لتضخيم أسهم الحاكم نفسه من السلطة والمال والهيمنة والتفرد والجلوس فوق رؤوس العباد، وأن يقيموا له التماثيل التي مع الزمن ومع استمرار عمليات غسيل المخ يتحول إلى معبود يعبد من دون الله .
والعدالة عنده أن يظل الشعب مطأطئاً هامته ذليلاً خانعاً للمستبد ، يرضى بالفقر وبالجوع وبالجهل والتخلف ، ويرضى أن يصير رغيفا من الخبز ( من باب إثبات الولاء التام ) يلتهمه حاكمه برضا وسعادة .
والترف في عرف الحاكم المستبد أمر مخل بالاستقرار وبالأمن ، بل ربما يؤدي إلى ضياع حكمه وربما يضيع هو نفسه ، فهو يرى بالترف باباً للراحة والفراغ الطويل ، وهذا إذا حدث فسيجلب للناس أفكاراً وأحلاماً تعتبر من المحظورات عليهم لنتائجها الوخيمة على نظام الحكم، وعلى الدولة وعلى التنمية والتطوير كما يرى ويقرر ،
فالفكر يجلب التأمل والبحث ، والبحث يجلب التفتيش والفحص ، وهؤلاء يجلبون جميعاً الاكتشاف الممنوع الوصول إليه من قبل أي فرد من عامة الناس وعليتهم على السواء ..
الوصول إلى لحظة الاكتشاف يعني أن الناس أصبح بمقدورهم رؤية عيوبه المدمرة ، وإحساسهم بالنتائج الخطيرة المترتبة على هذه العيوب الشخصية التي أصلها الحاكم نفسه ..
وهذا بالتالي سيجر الكثير من التخطيط والإعداد للتخلص منه وتغييره بحاكم حقيقي عادل ومنفتح على الناس يصلهم ويرعى شئونهم المبعثرة هنا وهناك والضائعة بين جيش الحرس والحاشية .
والحاكم المستبد ذكوري الهوى والسلوك ، صاحب أمجاد ومآثر لا تنسب إلا إليه ، وهو رجل لم تلد مثله أنثى أخرى حتى لو كانت لبؤة في الغابة ، وهو لا يشبهه أحد من الناس في طول البلاد وعرضها ، والمشانق والمقاصل وأحكام الإعدام والسجن والنفي يشهدون على ذلك ،
إنه عابد ملتزم بأداء طقوس عبادته ، يعبد كرسي الحكم ويقدسه ، يقدم إليه القرابين من كل شكل ونوع مما يمليه عليه شيطانه المتحكم به ، وكل شيء مباح له اقترافه للبقاء حاكماً جالساً مشلولاً ملتصقاً به ، ورخيص الثمن حتى لو كان جريان الدماء البريئة لمواطنيه ولو ارتفع الصراخ إلى السماء من المعذبين المقهورين المظلومين في بيوتهم وفي الشوارع والمعتقلات المهيأة لاستعباد البني آدميين وإهانتهم وازدرائهم ولنزع إنسانيتهم التي خلقهم بها الله سبحانه وتعالى
أما الحرية في الفعل أو القول أو التنقل أو أو .. فحدث عنها ولا حرج .. فهي أم الكبائر في حضرة الحاكم المستبد وهي عدوه اللدود ، وهي من يخاصم أهله وأصدقاءه وشعبه من اجلها .. وللحرية عند الحاكم وجهان .. الأول وجه الإباحة وهي قاصرة مقصورة عليه فقط ، يفعل ما يشاء ويقرر ما يشاء ويقتل ويسرق ، وهو من يحكم ومن يقضي بين المتخاصمين ومن .. مدى واسع لا يلجه إلا جنابه العالي ، وهو منطقة محرمة على الآخرين .
أما الوجه الثاني فهو المنع المطلق للناس من تداولها لفظا ومعنى وفكرا وممارسة .. الويل والثبور لمن يقترف جريمة الحرية ، والسجن والتشرد وربما الإعدام لمن يقارعه في المحافل وفي الشوارع باسم الحرية .. إنها عدو كريه حاقد مجرم تافه إذا مارسها الشعب ، وهي حق مقدس وحاجة ملحة وضرورة حكم وحماية ثغر إذا مارسها عظمته هو الحاكم المستبد ..
والحاكم المستبد رغم ما نرى ونلمس فيه من القسوة والدموية إلا انه إنسان ضعيف مسلوب الإرادة ، غائب عن وعيه ، لا يدرك ولا يعي من الحياة إلا انه كائن متسلط على الناس ، ولأنه لا يرى غير نفسه فهو أعمى البصر والبصيرة ، والذي لا يشارك شعبه وأهله إنما في سجن حبس جسمه وإرادته ، والذي لا يحب يكره ويحقد ومن يكن كذلك لا يصبر ولا يحلم ويتعجل في العقاب .. إنها إشارات رجل ضعيف منهك محاصر بالأوهام وبالكوابيس التي تكاد تقتله، وهي تشده إليها بخطافات اللحامين لتعلقه أمام الناظرين صورة مشوهة مقيتة ..
وحاكم هذه حاله وتلك صفاته ليس أمامه إلا أن يبيع الناس والوطن والقيم، والدين وبل أول ما يبيع فنفسه ، لأنه يعتقد في الحكم صفقة تجارية يجب من رؤيته الخاصة أن تربح بأي سبيل ولا يهم الأدوات التي سيستخدمها لتحقيق ذلك ، المهم عنده أن يكون الرابح الوحيد في هذه الصفقة، التي دائماً ما تكون بيعاً للبضاعة التي تعود عليه بالربح كما يعتقد .. بيع الأوطان.
الحكام المستبدون هم الذين لا يرون إلا ما يرون، ويفرضون على شعوبهم ما يرون، حتى لو أدى ذلك إلى دمار وهلاك العالم كله ..
لا يهم الحاكم المستبد الظالم (وهي صفة لصيقة به) من حال شعبه أن يسعد أو يشقى ، فقط يهتم بالطاعة العمياء له ، والولاء المعلق عليه ،
فالشعب عنده أحد مظاهر الحكم والقوة التي يدعي أمام العالم أنها معه تسانده وتقف من خلفه مؤيدة متحمسة لكل ما يصدر عنه ، وفي الأزمات يصبح الشعب وقوداً يحرقه ليظل حاكماً أوحداً يأمر وينهى وقدماه تدوسان على رقاب الناس بفوقية واستعلاء .
والعدالة بالنسبة للحاكم المستبد مصطلح غائب أو لم يوجد أصلا ولم يولد ، ففي عرفه مصائر الناس إنما تتعلق بما يقرره هو ، وقراره هو العدالة والميزان الذي ينظم ويضبط ويساوي بين الناس ، فالحقوق مثلاً هي أمر نسبي ، كلمة واحدة منه تثبته حقاً لفرد ما ، وبعد وقت قصير يسلبه هذا الحق بادعاء انه هو من قرره .. وبالتالي فمن العدل أن يسلبه إياه إذا رأى ذلك وفي الوقت المناسب من وجهة نظره .. المحدودة جدا .. تماماً كنمرود سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما قال له إبراهيم إن الله يحيي ويمت ، فرد عليه الملك الظالم انه قادر على ذلك أيضاً، فبيده أن يحكم بالإعدام على شخص فيكون قد أماته ، وبيده أن يعفو عنه فيكون قد أحياه .. إنه التمادي في الكفر والظلم والاستعلاء والاستبداد المطلق ....
فالعدل لدى الحاكم المستبد يجب أن يبقى غائباً بمعناه الذي يتوق الناس إليه ويعرفونه به كقيمة ربانية عليا .. والتي يؤسسون عليها مقولة " العدل أساس الملك " ،
ولذا فإن من أولى مهمات الحاكم المستبد أن يجري غسيلاً للمخ على جميع أفراد شعبه ليقتنعوا أن العدل والعدالة إنما هما معنيان ينتميان للترف والبذخ الفكري المضيع للوقت ، ولا محل لتضييع الوقت عنده ، حيث يجب استغلال كل ثانية تأتي وتمر لتضخيم أسهم الحاكم نفسه من السلطة والمال والهيمنة والتفرد والجلوس فوق رؤوس العباد، وأن يقيموا له التماثيل التي مع الزمن ومع استمرار عمليات غسيل المخ يتحول إلى معبود يعبد من دون الله .
والعدالة عنده أن يظل الشعب مطأطئاً هامته ذليلاً خانعاً للمستبد ، يرضى بالفقر وبالجوع وبالجهل والتخلف ، ويرضى أن يصير رغيفا من الخبز ( من باب إثبات الولاء التام ) يلتهمه حاكمه برضا وسعادة .
والترف في عرف الحاكم المستبد أمر مخل بالاستقرار وبالأمن ، بل ربما يؤدي إلى ضياع حكمه وربما يضيع هو نفسه ، فهو يرى بالترف باباً للراحة والفراغ الطويل ، وهذا إذا حدث فسيجلب للناس أفكاراً وأحلاماً تعتبر من المحظورات عليهم لنتائجها الوخيمة على نظام الحكم، وعلى الدولة وعلى التنمية والتطوير كما يرى ويقرر ،
فالفكر يجلب التأمل والبحث ، والبحث يجلب التفتيش والفحص ، وهؤلاء يجلبون جميعاً الاكتشاف الممنوع الوصول إليه من قبل أي فرد من عامة الناس وعليتهم على السواء ..
الوصول إلى لحظة الاكتشاف يعني أن الناس أصبح بمقدورهم رؤية عيوبه المدمرة ، وإحساسهم بالنتائج الخطيرة المترتبة على هذه العيوب الشخصية التي أصلها الحاكم نفسه ..
وهذا بالتالي سيجر الكثير من التخطيط والإعداد للتخلص منه وتغييره بحاكم حقيقي عادل ومنفتح على الناس يصلهم ويرعى شئونهم المبعثرة هنا وهناك والضائعة بين جيش الحرس والحاشية .
والحاكم المستبد ذكوري الهوى والسلوك ، صاحب أمجاد ومآثر لا تنسب إلا إليه ، وهو رجل لم تلد مثله أنثى أخرى حتى لو كانت لبؤة في الغابة ، وهو لا يشبهه أحد من الناس في طول البلاد وعرضها ، والمشانق والمقاصل وأحكام الإعدام والسجن والنفي يشهدون على ذلك ،
إنه عابد ملتزم بأداء طقوس عبادته ، يعبد كرسي الحكم ويقدسه ، يقدم إليه القرابين من كل شكل ونوع مما يمليه عليه شيطانه المتحكم به ، وكل شيء مباح له اقترافه للبقاء حاكماً جالساً مشلولاً ملتصقاً به ، ورخيص الثمن حتى لو كان جريان الدماء البريئة لمواطنيه ولو ارتفع الصراخ إلى السماء من المعذبين المقهورين المظلومين في بيوتهم وفي الشوارع والمعتقلات المهيأة لاستعباد البني آدميين وإهانتهم وازدرائهم ولنزع إنسانيتهم التي خلقهم بها الله سبحانه وتعالى
أما الحرية في الفعل أو القول أو التنقل أو أو .. فحدث عنها ولا حرج .. فهي أم الكبائر في حضرة الحاكم المستبد وهي عدوه اللدود ، وهي من يخاصم أهله وأصدقاءه وشعبه من اجلها .. وللحرية عند الحاكم وجهان .. الأول وجه الإباحة وهي قاصرة مقصورة عليه فقط ، يفعل ما يشاء ويقرر ما يشاء ويقتل ويسرق ، وهو من يحكم ومن يقضي بين المتخاصمين ومن .. مدى واسع لا يلجه إلا جنابه العالي ، وهو منطقة محرمة على الآخرين .
أما الوجه الثاني فهو المنع المطلق للناس من تداولها لفظا ومعنى وفكرا وممارسة .. الويل والثبور لمن يقترف جريمة الحرية ، والسجن والتشرد وربما الإعدام لمن يقارعه في المحافل وفي الشوارع باسم الحرية .. إنها عدو كريه حاقد مجرم تافه إذا مارسها الشعب ، وهي حق مقدس وحاجة ملحة وضرورة حكم وحماية ثغر إذا مارسها عظمته هو الحاكم المستبد ..
والحاكم المستبد رغم ما نرى ونلمس فيه من القسوة والدموية إلا انه إنسان ضعيف مسلوب الإرادة ، غائب عن وعيه ، لا يدرك ولا يعي من الحياة إلا انه كائن متسلط على الناس ، ولأنه لا يرى غير نفسه فهو أعمى البصر والبصيرة ، والذي لا يشارك شعبه وأهله إنما في سجن حبس جسمه وإرادته ، والذي لا يحب يكره ويحقد ومن يكن كذلك لا يصبر ولا يحلم ويتعجل في العقاب .. إنها إشارات رجل ضعيف منهك محاصر بالأوهام وبالكوابيس التي تكاد تقتله، وهي تشده إليها بخطافات اللحامين لتعلقه أمام الناظرين صورة مشوهة مقيتة ..
وحاكم هذه حاله وتلك صفاته ليس أمامه إلا أن يبيع الناس والوطن والقيم، والدين وبل أول ما يبيع فنفسه ، لأنه يعتقد في الحكم صفقة تجارية يجب من رؤيته الخاصة أن تربح بأي سبيل ولا يهم الأدوات التي سيستخدمها لتحقيق ذلك ، المهم عنده أن يكون الرابح الوحيد في هذه الصفقة، التي دائماً ما تكون بيعاً للبضاعة التي تعود عليه بالربح كما يعتقد .. بيع الأوطان.
تعليق