البالة
بقلم : مجدي السماك
توجه إلى البالة في الصباح الباكر كي يشتري قميصا أو أي رداء .. المكان مزدحم بالزبائن و المارة ..اشترى بنطلونا بثمن قليل .. فرحا توجه إلى البيت كي يريه لزوجته .. ارتداه و اخذ ينظر إليه في المرآة كمن لا يصدق نفسه ، يقترب ويبتعد عنها كي يتقن الرؤية من جميع الزوايا و الاتجاهات .. زوجته تكيل الثناء والمديح و المباركة .. كذلك الأولاد جميعهم شاركوه الفرحة العارمة .. زغاريد قوية طرقعت بها زوجته و لعلعت و اتبعتها بضحكات و سخسخات .. أما الجيران فطالبوه الحلوان ووعدهم بذلك .. لم تكن الفرحة بسبب البنطلون فقط ، إنما للورقة النقدية التي وجدها بإحدى الجيوب .. هي ورقة خضراء أنعشت روحه و كل أرواح الأسرة .
صار يحدق بورقة المائة دولار و يقلبها وجها وقفا .. يقربها من انفه ويبعدها ، كأنه يتأكد بكل حواسه من صدق ما يرى ، لدرجة انه كان يدعكها قرب إذنه و يطرب لخشخشتها ، ثم مرر عليها لسانه من أولها حتى آخرها .. اخذ يقبلها من جهتيها و يضعها على جبهته شكرا وحمدا لله على هذه النعمة و الخير الذي عم .
اجتمع أفراد الأسرة و تحلقوا حول طبلية الطعام .. يأكلون و يتحدثون ، كل يدلي بدلوه .. الزوجة تريد شراء أدوات منزلية للمطبخ .. الابن الأكبر يريد دراجة هوائية ، الأوسط يريد كرة قدم و حذاء رياضي ، الأصغر يريد شنطة فخمة للمدرسة و صندل .. البنت تريد فستانا مدندش بسحاب من الخلف.
خرج الرجل من البيت وقد عزم الأمر على إيداعها في البنك .. يمشي بثقة فائقة وحزم كأنه رجل أعمال كبير عريق ، ويتأكد بأطراف أصابعه من صحة انثناءة ياقة قميصه كلما مشى بضعة خطوات. و يحسس على الورقة النقدية بجيبه ليتأكد من وجودها .. كان يحس بدفء ها يسري في بدنه و يدغدغه .
وصل إلى البنك .. توجه إلى الشباك المخصص لإيداع النقود .. مسكها الموظف و أرجعها له و قد أصابه الغضب .. المائة دولار مزورة .
عاد الرجل و قد شعر بأنه افتقد ثروة ضخمة .. قرر أن يعمل ليل نهار كي يمتلك مائة دولار حقيقية .. اخذ ت زوجته و الأولاد بمواساته .. حملق بهم متسائلا : لماذا نحن فقراء ؟
Magdi_samak@yahoo.com
بقلم : مجدي السماك
توجه إلى البالة في الصباح الباكر كي يشتري قميصا أو أي رداء .. المكان مزدحم بالزبائن و المارة ..اشترى بنطلونا بثمن قليل .. فرحا توجه إلى البيت كي يريه لزوجته .. ارتداه و اخذ ينظر إليه في المرآة كمن لا يصدق نفسه ، يقترب ويبتعد عنها كي يتقن الرؤية من جميع الزوايا و الاتجاهات .. زوجته تكيل الثناء والمديح و المباركة .. كذلك الأولاد جميعهم شاركوه الفرحة العارمة .. زغاريد قوية طرقعت بها زوجته و لعلعت و اتبعتها بضحكات و سخسخات .. أما الجيران فطالبوه الحلوان ووعدهم بذلك .. لم تكن الفرحة بسبب البنطلون فقط ، إنما للورقة النقدية التي وجدها بإحدى الجيوب .. هي ورقة خضراء أنعشت روحه و كل أرواح الأسرة .
صار يحدق بورقة المائة دولار و يقلبها وجها وقفا .. يقربها من انفه ويبعدها ، كأنه يتأكد بكل حواسه من صدق ما يرى ، لدرجة انه كان يدعكها قرب إذنه و يطرب لخشخشتها ، ثم مرر عليها لسانه من أولها حتى آخرها .. اخذ يقبلها من جهتيها و يضعها على جبهته شكرا وحمدا لله على هذه النعمة و الخير الذي عم .
اجتمع أفراد الأسرة و تحلقوا حول طبلية الطعام .. يأكلون و يتحدثون ، كل يدلي بدلوه .. الزوجة تريد شراء أدوات منزلية للمطبخ .. الابن الأكبر يريد دراجة هوائية ، الأوسط يريد كرة قدم و حذاء رياضي ، الأصغر يريد شنطة فخمة للمدرسة و صندل .. البنت تريد فستانا مدندش بسحاب من الخلف.
خرج الرجل من البيت وقد عزم الأمر على إيداعها في البنك .. يمشي بثقة فائقة وحزم كأنه رجل أعمال كبير عريق ، ويتأكد بأطراف أصابعه من صحة انثناءة ياقة قميصه كلما مشى بضعة خطوات. و يحسس على الورقة النقدية بجيبه ليتأكد من وجودها .. كان يحس بدفء ها يسري في بدنه و يدغدغه .
وصل إلى البنك .. توجه إلى الشباك المخصص لإيداع النقود .. مسكها الموظف و أرجعها له و قد أصابه الغضب .. المائة دولار مزورة .
عاد الرجل و قد شعر بأنه افتقد ثروة ضخمة .. قرر أن يعمل ليل نهار كي يمتلك مائة دولار حقيقية .. اخذ ت زوجته و الأولاد بمواساته .. حملق بهم متسائلا : لماذا نحن فقراء ؟
Magdi_samak@yahoo.com
تعليق