كان لا بد من حل القضية الفلسطينية .. بعد عقود التشرد والتشتت .. وبعد الانتهاء من حربٍ للشروع في أخرى .. وذلك لعدة أسباب وعوامل .. منها أن الشعب الفلسطيني لم ينسَ حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته .. ( شعب عنيد وراسه أقسى من الصخر وغير متسامح ) .. ومنها .. أن تراكم قرارات مجلس الأمن الدولي أدى إلى أمرين .. أولهما بات كل أمين عام للأمم المتحدة يخشى من هذا التراكم .. مستذكراً طريقة موت الجاحظ .. والثاني الأزمة الاقتصادية في الأمم المتحدة بسبب حاجة الهيئة الدولية إلى الكثير من الموظفين لأرشفة القرارات وتنضيد السجلات ذات الاختصاص .. وموظفي المتابعة الميدانية والمعلوماتية .. والأمم المتحدة لا ينقصها التدهور المالي .. فقد أصبحت هيئةً دوليةً فقيرة .. وبصراحة " نحن الفلسطينيين " الذين أفقرناها لكثرة ما تنفق علينا .. ومنها قناعة الولايات المتحدة وباقي الدول العظمى بعدم جدوى استمرارية التوتر وديمومة القتل والقتل المضاد في المنطقة .. لأن قلوبهم رحيمةٌ جداً وشفافةٌ جداً بحيث لا تستطيع رؤيتنا نموت حصاراً وجوعاً وقتلاً .. وقناعة إسرائيل بعجزها عن إبادة وتشريد كامل الشعب الفلسطيني .. واعترافها بكل فصائل المقاومة والمساومة ..!!
من هنا لمعت في ذهن جهابذة الفكر الأمريكي والروسي والأوروبي .. فكرة جديدة وجيدة تريح كامل أطراف الصراع ، المباشرة وغير المباشرة .. فبما أن هذه الدول العظمى استطاعت الوصول إلى المريخ .. صار بوسع الإنسان أن يعيش بشكل ما على هذا الكوكب .. واستمرت البحوث المكثفة .. والجهود الحثيثة لإقناع الفلسطينيين بالعيش على سطح المريخ وإعطائهم مساحة منه تعادل مساحة القارة الاسترالية كاملة .. فتُحل بذلك كافة مشاكل العالم السياسية والاقتصادية والأمنية .. فلا يبقى هناك مشردون ولا لاجئون ولا مُطالبون بحق العودة .. وتتحقق أماني وطموحات الشعب الفلسطيني .. ويمارس استقلاله الكامل ليس عن الاحتلال فحسب وإنما أيضاً عن كل ما له علاقة بهذا العالم المتصارع .. ثم أبدت هذه الدول الطارحة للفكرة استعدادها التام لبناء " قدسٍ " أخرى على سطح المريخ ( المحرّر ) .. على الطراز الحديث .. وبناء ضفةٍ أخرى .. وغزةٍ أخرى .. ولكن بشكل أوسع وأكبر كثيراً مما يحلم الشعب المناضل ..!!
إلا أن هذا الموضوع أحدث نوعاً من الاقتتال الداخلي الفلسطيني بين مؤيِدٍ ومعارض .. ففصائل الرفض الدائم والمعارضة لأجل المعارضة .. وجدت فيه من السيئات والكوارث الوطنية مدخلاً كبيراً لممارسة رفضها ومعارضتها ، جاءها على طبق من ألماس .. قائلة في بياناتها النارية المعتادة .. ومنشوراتها " العنترية " المكتوبة منذ فجر التاريخ العربي الحديث .. أن هذا الأمر بمثابة نفيٍ لكل الفلسطينيين وتصفيةٍ للقضية برمتها .. وإعدامٍ لمنطق الوطنية والجهاد المقدس .. أما فصائل القبول المتهافت ، والموالاة المنصاعة دوماً .. فقد وجدت فيه من المزايا ما ليس له حصر .. حيث قالت في بياناتها المتحررة المعتادة ، " المنفتحة " المعتادة ، أننا الشعب الوحيد الذي سيعيش على كوكبٍ لوحده لا ينازعه فيه أحد .. وأننا الشعب الوحيد الذي سيحتفل بأعياده في جو يسوده التفاهم وعدمه سيان .. وأننا الشعب الوحيد الذي سيرتاح من المشاكل البيئية والكوارث الطبيعية .. فلا طبقة أوزون مهترئة .. ولا هواء ملوثاً .. ولا زلازل ولا براكين ولا أعاصير .. ولا أطفال عراةً في أزقة الفقر .. ولا قمامة متراكمةً في الطرقات .. وبما أن الطرف الطارح للموضوع هو الأقوى .. وبما أن إسرائيل أبدت موافقتها المبدئية الشرموطة أقصد ( المشروطة ) .. وتشجعت للموضوع باعتباره الخلاص الأنسب من ( قرف الفلسطينيين ) ومشاكلهم التي لا تنتهي .. فقد بات على الفلسطينيين وهم الحلقة الأضعف أن يُجبروا على القبول بالأمر من خلال قراراتٍ ملزِمةٍ وفوريةٍ " كالعادة " اتخذتها الأمم المتناحرة ومجلس الأمن القومي الأميركي الإسرائيلي الدولي الذين تسيطر عليهما الدول الطارحة ، والمانحة ، والجارحة ، والذابحة ، ..
وبالفعل في نهاية المطاف تم لهم ما أرادوا بعد طمأنة الولايات المتحدة لإسرائيل بعدم السماح للفلسطينيين في المستقبل بالاعتداء على إسرائيل بالصواريخ ( العابرة للكواكب ) ، التي ادعت فصائل المقاومة بوجود نيةٍ لديها لصنع مثل هذه الصواريخ مستقبلاً .. أي في مدةٍ أقصاها عشرة قرون ضوئية ..!!
وتم ترحيل الشعب الفلسطيني عبر رحلات متتالية نحو المريخ ( الأشمّ الصامد ) بالسفن الفضائية والمركبات المريخية " مجاناً " .........!!
أنا الوحيد الذي هربت من فلسطين واختبأتُ في إحدى الدول الصديقة عند أحد المحسنين ( السموأليين ) .. وتركتهم يُهرّبون الشعب إلى ذاك الكوكب اللعين .. لا تحسبوا أنني رفضت ( اللجوء ) إلى المريخ .. هل قلت اللجوء ؟؟ عفواً فقد انتهت لعنة اللجوء إلى الأبد .. المهم لا يظن أحدكم أنني رفضت الذهاب إلى ذلك الكوكب بدعوى الإخلاص للوطن الحبيب ( فأينما وجد الظلم فذاك موطني ).. ولا بدعوى التشبث بالجذور فلا تهمني الجذور ولا الفروع .. ولكن لأنني أخاف من الركوب في الطائرة ، فما بالكم بمركبةِ فضاء ؟؟
بعد عشر سنين .. لم أعد أتأقلم مع هذا العالم .. وجدتني وحيداً جداً .. مثل جرسٍ في كنيسةٍ مهجورة .. اشتقت لأصدقائي وأهلي .. اشتقت لجيراني الأحبة .. والجلسات الحميمية مع الرفاق والأحباب .. اشتقت لرفاق الدرب والمسيرة التي كانت .. فكشفت عن مخبأي من خلال الدعوة لمسيراتٍ احتجاجية وتظاهراتٍ ضد العولمة وضد أميركا وإسرائيل .. فعرف العالم أنني فلسطيني هارب من عدالة المريخ .. هارب من رغد العيش .. ونحن نعلم أن هذا العالم يهمه جداً أن لا يفلت أي فلسطيني من رفاهية المريخ .. فبدأوا البحث والتقصي عني في كل مكان .. ولم أمهلهم .. فسلمت نفسي للسلطات الألمانية التي بدورها سلمتني للولايات المتحدة مشترطةً عليها عدم المساس بي .. وتم ترحيلي " قسراً " إلى المريخ ..
وحين وصلت وسلمت على الأهل والأقارب والأصدقاء ثلاثة أيام بلياليها .. وتم إعدام خروفٍ أبيض ذَبحاً من أجلي على خلفية ( الكرم الحاتمي ) الذي يتصف به شعبنا المضياف .. ثم بعد مكوثي قليلاً في مريخنا الغالي اكتشفت .. ويا لهول ما اكتشفت .. أن المريخ قد احتلته إسرائيل .. واحتلت القارة الفلسطينية بكاملها هناك .. ثم خرجت من غزة المريخية وبقيت في الضفة المريخية .. وها هم يهود المريخ يجرون عمليات الحفر تحت الأقصى المريخي الأسير .. ويعيش الفلسطينيون الآن على سطح المريخ في اقتتال دائم .. فقد انقلبت فصائل المعارضة في غزة المريخ على ما يسمى بالشرعية هناك .. واليوم .. فلسطينيو المريخ المحتل .. يطالبون ( بحق العودة إلى الأرض ) ..!!
تمت ..!!
من هنا لمعت في ذهن جهابذة الفكر الأمريكي والروسي والأوروبي .. فكرة جديدة وجيدة تريح كامل أطراف الصراع ، المباشرة وغير المباشرة .. فبما أن هذه الدول العظمى استطاعت الوصول إلى المريخ .. صار بوسع الإنسان أن يعيش بشكل ما على هذا الكوكب .. واستمرت البحوث المكثفة .. والجهود الحثيثة لإقناع الفلسطينيين بالعيش على سطح المريخ وإعطائهم مساحة منه تعادل مساحة القارة الاسترالية كاملة .. فتُحل بذلك كافة مشاكل العالم السياسية والاقتصادية والأمنية .. فلا يبقى هناك مشردون ولا لاجئون ولا مُطالبون بحق العودة .. وتتحقق أماني وطموحات الشعب الفلسطيني .. ويمارس استقلاله الكامل ليس عن الاحتلال فحسب وإنما أيضاً عن كل ما له علاقة بهذا العالم المتصارع .. ثم أبدت هذه الدول الطارحة للفكرة استعدادها التام لبناء " قدسٍ " أخرى على سطح المريخ ( المحرّر ) .. على الطراز الحديث .. وبناء ضفةٍ أخرى .. وغزةٍ أخرى .. ولكن بشكل أوسع وأكبر كثيراً مما يحلم الشعب المناضل ..!!
إلا أن هذا الموضوع أحدث نوعاً من الاقتتال الداخلي الفلسطيني بين مؤيِدٍ ومعارض .. ففصائل الرفض الدائم والمعارضة لأجل المعارضة .. وجدت فيه من السيئات والكوارث الوطنية مدخلاً كبيراً لممارسة رفضها ومعارضتها ، جاءها على طبق من ألماس .. قائلة في بياناتها النارية المعتادة .. ومنشوراتها " العنترية " المكتوبة منذ فجر التاريخ العربي الحديث .. أن هذا الأمر بمثابة نفيٍ لكل الفلسطينيين وتصفيةٍ للقضية برمتها .. وإعدامٍ لمنطق الوطنية والجهاد المقدس .. أما فصائل القبول المتهافت ، والموالاة المنصاعة دوماً .. فقد وجدت فيه من المزايا ما ليس له حصر .. حيث قالت في بياناتها المتحررة المعتادة ، " المنفتحة " المعتادة ، أننا الشعب الوحيد الذي سيعيش على كوكبٍ لوحده لا ينازعه فيه أحد .. وأننا الشعب الوحيد الذي سيحتفل بأعياده في جو يسوده التفاهم وعدمه سيان .. وأننا الشعب الوحيد الذي سيرتاح من المشاكل البيئية والكوارث الطبيعية .. فلا طبقة أوزون مهترئة .. ولا هواء ملوثاً .. ولا زلازل ولا براكين ولا أعاصير .. ولا أطفال عراةً في أزقة الفقر .. ولا قمامة متراكمةً في الطرقات .. وبما أن الطرف الطارح للموضوع هو الأقوى .. وبما أن إسرائيل أبدت موافقتها المبدئية الشرموطة أقصد ( المشروطة ) .. وتشجعت للموضوع باعتباره الخلاص الأنسب من ( قرف الفلسطينيين ) ومشاكلهم التي لا تنتهي .. فقد بات على الفلسطينيين وهم الحلقة الأضعف أن يُجبروا على القبول بالأمر من خلال قراراتٍ ملزِمةٍ وفوريةٍ " كالعادة " اتخذتها الأمم المتناحرة ومجلس الأمن القومي الأميركي الإسرائيلي الدولي الذين تسيطر عليهما الدول الطارحة ، والمانحة ، والجارحة ، والذابحة ، ..
وبالفعل في نهاية المطاف تم لهم ما أرادوا بعد طمأنة الولايات المتحدة لإسرائيل بعدم السماح للفلسطينيين في المستقبل بالاعتداء على إسرائيل بالصواريخ ( العابرة للكواكب ) ، التي ادعت فصائل المقاومة بوجود نيةٍ لديها لصنع مثل هذه الصواريخ مستقبلاً .. أي في مدةٍ أقصاها عشرة قرون ضوئية ..!!
وتم ترحيل الشعب الفلسطيني عبر رحلات متتالية نحو المريخ ( الأشمّ الصامد ) بالسفن الفضائية والمركبات المريخية " مجاناً " .........!!
أنا الوحيد الذي هربت من فلسطين واختبأتُ في إحدى الدول الصديقة عند أحد المحسنين ( السموأليين ) .. وتركتهم يُهرّبون الشعب إلى ذاك الكوكب اللعين .. لا تحسبوا أنني رفضت ( اللجوء ) إلى المريخ .. هل قلت اللجوء ؟؟ عفواً فقد انتهت لعنة اللجوء إلى الأبد .. المهم لا يظن أحدكم أنني رفضت الذهاب إلى ذلك الكوكب بدعوى الإخلاص للوطن الحبيب ( فأينما وجد الظلم فذاك موطني ).. ولا بدعوى التشبث بالجذور فلا تهمني الجذور ولا الفروع .. ولكن لأنني أخاف من الركوب في الطائرة ، فما بالكم بمركبةِ فضاء ؟؟
بعد عشر سنين .. لم أعد أتأقلم مع هذا العالم .. وجدتني وحيداً جداً .. مثل جرسٍ في كنيسةٍ مهجورة .. اشتقت لأصدقائي وأهلي .. اشتقت لجيراني الأحبة .. والجلسات الحميمية مع الرفاق والأحباب .. اشتقت لرفاق الدرب والمسيرة التي كانت .. فكشفت عن مخبأي من خلال الدعوة لمسيراتٍ احتجاجية وتظاهراتٍ ضد العولمة وضد أميركا وإسرائيل .. فعرف العالم أنني فلسطيني هارب من عدالة المريخ .. هارب من رغد العيش .. ونحن نعلم أن هذا العالم يهمه جداً أن لا يفلت أي فلسطيني من رفاهية المريخ .. فبدأوا البحث والتقصي عني في كل مكان .. ولم أمهلهم .. فسلمت نفسي للسلطات الألمانية التي بدورها سلمتني للولايات المتحدة مشترطةً عليها عدم المساس بي .. وتم ترحيلي " قسراً " إلى المريخ ..
وحين وصلت وسلمت على الأهل والأقارب والأصدقاء ثلاثة أيام بلياليها .. وتم إعدام خروفٍ أبيض ذَبحاً من أجلي على خلفية ( الكرم الحاتمي ) الذي يتصف به شعبنا المضياف .. ثم بعد مكوثي قليلاً في مريخنا الغالي اكتشفت .. ويا لهول ما اكتشفت .. أن المريخ قد احتلته إسرائيل .. واحتلت القارة الفلسطينية بكاملها هناك .. ثم خرجت من غزة المريخية وبقيت في الضفة المريخية .. وها هم يهود المريخ يجرون عمليات الحفر تحت الأقصى المريخي الأسير .. ويعيش الفلسطينيون الآن على سطح المريخ في اقتتال دائم .. فقد انقلبت فصائل المعارضة في غزة المريخ على ما يسمى بالشرعية هناك .. واليوم .. فلسطينيو المريخ المحتل .. يطالبون ( بحق العودة إلى الأرض ) ..!!
تمت ..!!
تعليق