لن يجف .. !

لم أمارس ما يطلقون عليه اسم الحياة إلا من أجلها .. هي فقط .. بما استحوذتني .. عيناها.. خداها.. شفتاها .. حاجباهاالمرسومان بهمهمات الحب .. وشوشاتها الأرق .. الأرق .. الأرق ..
علمتني فن الحياة فكنت عصفوراً يطوّق الأهداب و يطويها تحت جناحيه .. تنبسط له كروية الأرض .. تنبسط كل البسط .. !
أدور و أدور .. ألتحف بالشوارع و السكك , و ألملم الأزقة الناعسة في عينيها و مرآتها .. كنت مفعماَ بالروح قبل أن تنسلت مني و تلتمع ببريق ٍ آخر .. كاذب ٍ .. لم أطقه .. لم أطقه .. لم و لم .. و .. !
حينما أرفرف كان القلب يسبقني إليها .. منهكاً كضريرٍ أبصر فجأةً .. ذاك المسكين .. الضائع .. البالغ من شوقه حد التفصص .. حد الوله .. أو بالأكيد بلغ التأيّن و انشطرت نواته .. انفجرت كقنبلةٍ عنقودية .. أصابت كل جزيئاتي .. وصرت فقاقيع يملؤها الفراغ .. فراغ امتلأ بالشوق .. قدمي فقاعة .. يدي فقاعة .. فقرات الظهر فقاقيع متراصة بتسلسلٍ لا ينتهي .. بلغ السماء .. كرات الدم و خلايا المخ المستشاط عشقاً .. من النخاع حتى النخاع .. !
وهكذا ذبت في الحياة و تعلمتها قبل مماتي المدرج .. ارتقيت به معارج الأمل .. سلمة .. سلمة .. ودرجة درجة كنت أنتظر اللقاء .. لقاء الانشطار و التوحد .. هكذا وصفناه سوياً .. أنا و هي ..
كانت تقول إنه التقاء نهرين .. واحدا محفور في الآخر بمجرى واحدٍ .. يصبان عشقاً فيرتوي العشاق .. ننشق شقاً لما التقينا .. لم يتحمل الكون .. أخذ يتساقط كقصاصات ورق مزدانة في حفل نهري .. لم يصدق ما يرى .. !
يرانا فيركل اليأس المخزّن منذ سنوات .. منذ أن حلمنا ..
ما أتصور أنها الآن معي .. بين يدي .. تنط و يحلق قدها .. على سطح نهري .. تمد يدها .. تنهل منه .. تسقيني .. ترويني .. لا أشبع .. و إذا ما طلبت مزيداً , قالت :
ـ يكفيك يا عمري .. اجعل قليلاً للأيام الآتية .. !
أهش سطحه .. أبش في وجهه .. عليها أخاف .. أخاف عليه ..
أطلب مزيداً .. يتردد نبضها في عروقي .. يرويني و تضطرب .. ثمة شىء تخفيه .. تدمع و تتوارى فيّ .. يتراقص دمعها على خدي .. تغني .. تنشد :
ـ اسقني و اشرب على أطلاله .. !
تمنعها غصة من المواصلة .. تخنقها .. تختنق .. تختنق .. أهدهد كفيها .. أستكمل النشيد :
ـ و ارو عني طالما الدمع روى .. !
تشهق .. ؟ أجتر رعباً .. يتيبس ريقي .. أعيدها إلى النهر .. تعود .. أسألها :
ـ أمعقولٌ أن يجف هذا النهر .. ؟!؟
لا تسمعني .. جسدها في وادٍ , وذهنها في وادٍ آخر .. لكن تنظرني .. بكامل وعيها تحدق في عيني , كمن يبحث عن شىء ، أو يترقب حدوث أمر جلل ..
أعانق نظرتها .. أبتسم رعشاً .. ابتسامة قلقٍ .. فجأة , تنز مآقيها بحرقةٍ.. ! أجهش معها .. تحمر حدقة الشمس .. ترتمي في صدري .. ثم تتساقط مني كطاووسٍ أصابت رأسه رصاصة قاتلة :
ـ لن يجف النهر حبيبي .. أبداً لن يجــف ... لن يـ ... جــ ... ف ؟؟؟
علمتني فن الحياة فكنت عصفوراً يطوّق الأهداب و يطويها تحت جناحيه .. تنبسط له كروية الأرض .. تنبسط كل البسط .. !
أدور و أدور .. ألتحف بالشوارع و السكك , و ألملم الأزقة الناعسة في عينيها و مرآتها .. كنت مفعماَ بالروح قبل أن تنسلت مني و تلتمع ببريق ٍ آخر .. كاذب ٍ .. لم أطقه .. لم أطقه .. لم و لم .. و .. !
حينما أرفرف كان القلب يسبقني إليها .. منهكاً كضريرٍ أبصر فجأةً .. ذاك المسكين .. الضائع .. البالغ من شوقه حد التفصص .. حد الوله .. أو بالأكيد بلغ التأيّن و انشطرت نواته .. انفجرت كقنبلةٍ عنقودية .. أصابت كل جزيئاتي .. وصرت فقاقيع يملؤها الفراغ .. فراغ امتلأ بالشوق .. قدمي فقاعة .. يدي فقاعة .. فقرات الظهر فقاقيع متراصة بتسلسلٍ لا ينتهي .. بلغ السماء .. كرات الدم و خلايا المخ المستشاط عشقاً .. من النخاع حتى النخاع .. !
وهكذا ذبت في الحياة و تعلمتها قبل مماتي المدرج .. ارتقيت به معارج الأمل .. سلمة .. سلمة .. ودرجة درجة كنت أنتظر اللقاء .. لقاء الانشطار و التوحد .. هكذا وصفناه سوياً .. أنا و هي ..
كانت تقول إنه التقاء نهرين .. واحدا محفور في الآخر بمجرى واحدٍ .. يصبان عشقاً فيرتوي العشاق .. ننشق شقاً لما التقينا .. لم يتحمل الكون .. أخذ يتساقط كقصاصات ورق مزدانة في حفل نهري .. لم يصدق ما يرى .. !
يرانا فيركل اليأس المخزّن منذ سنوات .. منذ أن حلمنا ..
ما أتصور أنها الآن معي .. بين يدي .. تنط و يحلق قدها .. على سطح نهري .. تمد يدها .. تنهل منه .. تسقيني .. ترويني .. لا أشبع .. و إذا ما طلبت مزيداً , قالت :
ـ يكفيك يا عمري .. اجعل قليلاً للأيام الآتية .. !
أهش سطحه .. أبش في وجهه .. عليها أخاف .. أخاف عليه ..
أطلب مزيداً .. يتردد نبضها في عروقي .. يرويني و تضطرب .. ثمة شىء تخفيه .. تدمع و تتوارى فيّ .. يتراقص دمعها على خدي .. تغني .. تنشد :
ـ اسقني و اشرب على أطلاله .. !
تمنعها غصة من المواصلة .. تخنقها .. تختنق .. تختنق .. أهدهد كفيها .. أستكمل النشيد :
ـ و ارو عني طالما الدمع روى .. !
تشهق .. ؟ أجتر رعباً .. يتيبس ريقي .. أعيدها إلى النهر .. تعود .. أسألها :
ـ أمعقولٌ أن يجف هذا النهر .. ؟!؟
لا تسمعني .. جسدها في وادٍ , وذهنها في وادٍ آخر .. لكن تنظرني .. بكامل وعيها تحدق في عيني , كمن يبحث عن شىء ، أو يترقب حدوث أمر جلل ..
أعانق نظرتها .. أبتسم رعشاً .. ابتسامة قلقٍ .. فجأة , تنز مآقيها بحرقةٍ.. ! أجهش معها .. تحمر حدقة الشمس .. ترتمي في صدري .. ثم تتساقط مني كطاووسٍ أصابت رأسه رصاصة قاتلة :
ـ لن يجف النهر حبيبي .. أبداً لن يجــف ... لن يـ ... جــ ... ف ؟؟؟
؛؛
؛
؛
تعليق