لن يجـف .. !! محمد سلطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    لن يجـف .. !! محمد سلطان

    لن يجف .. !



    لم أمارس ما يطلقون عليه اسم الحياة إلا من أجلها .. هي فقط .. بما استحوذتني .. عيناها.. خداها.. شفتاها .. حاجباهاالمرسومان بهمهمات الحب .. وشوشاتها الأرق .. الأرق .. الأرق ..
    علمتني فن الحياة فكنت عصفوراً يطوّق الأهداب و يطويها تحت جناحيه .. تنبسط له كروية الأرض .. تنبسط كل البسط .. !
    أدور و أدور .. ألتحف بالشوارع و السكك , و ألملم الأزقة الناعسة في عينيها و مرآتها .. كنت مفعماَ بالروح قبل أن تنسلت مني و تلتمع ببريق ٍ آخر .. كاذب ٍ .. لم أطقه .. لم أطقه .. لم و لم .. و .. !
    حينما أرفرف كان القلب يسبقني إليها .. منهكاً كضريرٍ أبصر فجأةً .. ذاك المسكين .. الضائع .. البالغ من شوقه حد التفصص .. حد الوله .. أو بالأكيد بلغ التأيّن و انشطرت نواته .. انفجرت كقنبلةٍ عنقودية .. أصابت كل جزيئاتي .. وصرت فقاقيع يملؤها الفراغ .. فراغ امتلأ بالشوق .. قدمي فقاعة .. يدي فقاعة .. فقرات الظهر فقاقيع متراصة بتسلسلٍ لا ينتهي .. بلغ السماء .. كرات الدم و خلايا المخ المستشاط عشقاً .. من النخاع حتى النخاع .. !
    وهكذا ذبت في الحياة و تعلمتها قبل مماتي المدرج .. ارتقيت به معارج الأمل .. سلمة .. سلمة .. ودرجة درجة كنت أنتظر اللقاء .. لقاء الانشطار و التوحد .. هكذا وصفناه سوياً .. أنا و هي ..
    كانت تقول إنه التقاء نهرين .. واحدا محفور في الآخر بمجرى واحدٍ .. يصبان عشقاً فيرتوي العشاق .. ننشق شقاً لما التقينا .. لم يتحمل الكون .. أخذ يتساقط كقصاصات ورق مزدانة في حفل نهري .. لم يصدق ما يرى .. !
    يرانا فيركل اليأس المخزّن منذ سنوات .. منذ أن حلمنا ..
    ما أتصور أنها الآن معي .. بين يدي .. تنط و يحلق قدها .. على سطح نهري .. تمد يدها .. تنهل منه .. تسقيني .. ترويني .. لا أشبع .. و إذا ما طلبت مزيداً , قالت :
    ـ يكفيك يا عمري .. اجعل قليلاً للأيام الآتية .. !
    أهش سطحه .. أبش في وجهه .. عليها أخاف .. أخاف عليه ..
    أطلب مزيداً .. يتردد نبضها في عروقي .. يرويني و تضطرب .. ثمة شىء تخفيه .. تدمع و تتوارى فيّ .. يتراقص دمعها على خدي .. تغني .. تنشد :
    ـ اسقني و اشرب على أطلاله .. !
    تمنعها غصة من المواصلة .. تخنقها .. تختنق .. تختنق .. أهدهد كفيها .. أستكمل النشيد :
    ـ و ارو عني طالما الدمع روى .. !
    تشهق .. ؟ أجتر رعباً .. يتيبس ريقي .. أعيدها إلى النهر .. تعود .. أسألها :
    ـ أمعقولٌ أن يجف هذا النهر .. ؟!؟
    لا تسمعني .. جسدها في وادٍ , وذهنها في وادٍ آخر .. لكن تنظرني .. بكامل وعيها تحدق في عيني , كمن يبحث عن شىء ، أو يترقب حدوث أمر جلل ..
    أعانق نظرتها .. أبتسم رعشاً .. ابتسامة قلقٍ .. فجأة , تنز مآقيها بحرقةٍ.. ! أجهش معها .. تحمر حدقة الشمس .. ترتمي في صدري .. ثم تتساقط مني كطاووسٍ أصابت رأسه رصاصة قاتلة :
    ـ لن يجف النهر حبيبي .. أبداً لن يجــف ... لن يـ ... جــ ... ف ؟؟؟




    ؛؛
    ؛
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
    لن يجف .. !




    لم أمارس ما يطلقون عليه اسم الحياة إلا من أجلها .. هي فقط .. بما استحوذتني .. عينيها .. خديها .. شفتيها .. حاجبيها المرسومان بهمهمات الحب .. وشوشاتها الأرق .. الأرق .. الأرق ..
    علمتني فن الحياة فكنت عصفوراً يطوّق الأهداب و يطويها تحت جناحيه .. تنبسط له كروية الأرض .. تنبسط كل البسط .. !
    أدور و أدور .. ألتحف بالشوارع و السكك , و ألملم الأزقة الناعسة في عينيها و مرآتها .. كنت مفعماَ بالروح قبل أن تنسلت مني و تتخذ بريقاً آخر .. كاذباً .. لم أطقه .. لم أطقه .. لم و لم .. و .. !
    حينما أرفرف كان القلب يسبقني إليها .. منهكاً كضريرٍ أبصر فجأةً .. ذاك المسكين .. الضائع .. البالغ من شوقه حد التفصص .. حد الوله .. أو بالأكيد بلغ التأيّن و انشطرت نواته .. انفجرت كقنبلةٍ عنقودية .. أصابت كل جزيئاتي .. وصرت فقاعات يملؤها الفراغ .. فراغ امتلأ بالشوق .. قدمي فقعة .. يدي فقعة .. فقرات الظهر فقاعات متراصة بتسلسلٍ لا ينهتي .. بلغ السماء .. كرات الدم و خلايا المخ المستشاط عشقاً .. من النخاع حتى النخاع .. !
    وهكذا ذبت في الحياة و تعلمتها قبل مماتي المدرج .. ارتقيت به سلاليم الأمل .. سلمة .. سلمة .. ودررجة درجة كنت أنتظر اللقاء .. لقاء الانشطار و التوحد .. هكذا وصفناه سوياً .. أنا و هي ..
    كانت تقول أنه التقاء نهرين .. واحداً محفوراً في الآخر .. بمجرى واحدٍ .. يصبان عشقاً فيرتوي العشاق .. وننشق شقاً لما التقينا .. لم يتحمل الكون .. أخذ يتساقط كقصاصات ورق مزدانة في حفل نهري .. لم يصدق ما يرى .. !
    يرانا فيركل اليأس المخزّن مذ سنوات .. منذ أن حلمنا .. آوااااه منها محبوبتي .. معشوقتي .. غجريتي .. و قديستي السرمدية إلى يوم يبعثون ..
    ما أتصور أنها الآن معي .. بين يدي .. تنط و تمط قدها .. على سطح نهري .. تمد يدها .. تنهل منه .. تسقيني .. ترويني .. لا أشبع .. و إذا ما طلبت مزيداً , قالت :
    ـ يكفيك يا عمري .. اجعل قليلاً للأيام الآتية .. !
    أهش سطحه .. أبش في وجهه .. عليها أخاف .. أخاف عليه ..
    أطلب مزيداً .. يتردد نبضها في عروقي .. يرويني و تضطرب .. ثمة شئ تخفيه .. تدمع و تتوارى فيّ .. يتراقص دمعها على خدي .. تغني .. تنشد :
    ـ أسقني و اشرب على أطلاله .. !
    تمنعها غصة من المواصلة .. تخنقها .. تختنق .. تختنق .. أهدهد كفيها .. أستكمل النشيد :
    ـ و ارو عني طالما الدمع روى .. !
    تشهق .. ؟ أجتر رعباً .. يتيبس ريقي .. أعيدها إلى النهر .. تعود .. أسألها :
    ـ أمعقولة أن يجف هذا النهر .. ؟!؟
    لا تسمعني .. جسدها في وادٍ , وذهنها في وادٍ آخر .. لكن تنظرني .. بكامل وعيها تحدق في عيني , كمن يبحث عن شئ .. أو يترقب حدوث أمر جلل ..
    أعانق نظرتها .. أبتسم رعشاً .. ابتسامة قلقٍ .. فجأة , تنزر مآقيها بحرقةٍ.. ! أجهش معها .. تحمر حدقة الشمس .. ترتمي في صدري .. ثم تتساقط مني كطاووسٍ أصابت رأسه رصاصة , قائلةً :
    ـ لن يجف النهر حبيبي .. أبداً لن يجــف ... لن يـ ... جــ ... ؟؟؟

    و يظل النهر يجري مهتماً بمجراه .
    محمد ابراهيم سلطان
    قم بحذف هذا السطر الآن باللون الأحمرفقد أخل بومضة النهاية
    سأعود للنص مرة أخرى بعد الحذف
    راجع النص فهناك أخطاء بسيطة
    تحياتي لك
    عودتي بعد قليل بعون الله
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • نعيمة القضيوي الإدريسي
      أديب وكاتب
      • 04-02-2009
      • 1596

      #3
      أستاذ سلطان
      لابد ان الحب أفعم حياتك مؤخرا،فقد تحولت نغمتك القصصية لنوع اخر،نوع رومانسي جميل،سردته بمشاعر متناهية،وبأسلوب جميل،وفكرة متسلسلة
      رائع جدا،سلمت أناملك
      كل عام وأنتم بخير
      تحياتي





      تعليق

      • مها راجح
        حرف عميق من فم الصمت
        • 22-10-2008
        • 10970

        #4
        استاذ محمد سأعود
        صورة خيالية واكيد نص خيالي
        تحيتي
        رحمك الله يا أمي الغالية

        تعليق

        • محمد سلطان
          أديب وكاتب
          • 18-01-2009
          • 4442

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          محمد ابراهيم سلطان
          قم بحذف هذا السطر الآن باللون الأحمرفقد أخل بومضة النهاية
          سأعود للنص مرة أخرى بعد الحذف
          راجع النص فهناك أخطاء بسيطة
          تحياتي لك
          عودتي بعد قليل بعون الله
          أستاذتي الغالية

          عائدة محمد نادر

          أضحكتني كلمتك : سأعود للنص بعد الحذف ..

          طيب و إن ما حذفتهاش هههه ؟؟ مش هترجعي ؟؟ ههه

          فعلت غاليتي ما ارتضته ذائقتك التي أثق فيها .. و رجعت للنص حاولت على قدر الإمكان الترميم ..

          لا حرمني الله من تواجدك و نصحك ..

          و بالتأكيد أنتظرك .. كل سنة و أنت بخير ..

          سنة سعيدة على شعب العراق أجمع ..

          و محبتي
          صفحتي على فيس بوك
          https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

          تعليق

          • نادين محمد منير
            كاتبة
            • 08-06-2009
            • 182

            #6
            نص مفعم بالجمال والحب

            وسرد جميل

            أدام الله عليك هذا الجمال والحب

            دم بخير أستاذ سلطان

            التعديل الأخير تم بواسطة نادين محمد منير; الساعة 03-01-2010, 16:04.
            مثقلُ الجبينِ أنتْ .. خائفٌ أن تَفْقِدَ وتُفْقَد ْ,
            من عقدةٍ حمراءَ حول معصمْ ..
            من أصابعِ وهمٍ تمتدْ ..
            أراني أعودُ البارحةَ وأودعُ الغدْ ..
            أربتُ على كتفي لا عليكِ فهذا أنتْ .. !!

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نعيمة القضيوي الإدريسي مشاهدة المشاركة
              أستاذ سلطان
              لابد ان الحب أفعم حياتك مؤخرا،فقد تحولت نغمتك القصصية لنوع اخر،نوع رومانسي جميل،سردته بمشاعر متناهية،وبأسلوب جميل،وفكرة متسلسلة
              رائع جدا،سلمت أناملك
              كل عام وأنتم بخير
              تحياتي
              الأستاذة الغالية نعيمة الإدريسي

              هي مجرد محاولات للغوص في أنهار هذا السر ..

              ربما تفلح و ربما تفشل ..

              سررت بتواجدك معي .. فكوني دائماً بخير

              تقديري و احترامي

              و كل عام و أنتم بخير
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • أمل ابراهيم
                أديبة
                • 12-12-2009
                • 867

                #8
                الزميل الرائع محمد ابراهيم سلطان
                نص جميل بعواطف جياشة
                سرد رائع وهذا الحب المفقود بهذا الزمان
                واتمني ان لايجف نهر الحب ايدا
                تحياتي
                ارجو ان تتفضل بقراءة نصي سأنقض عهدي مع شكري
                درت حول العالم كله.. فلم أجد أحلى من تراب وطني

                تعليق

                • محمد مطيع صادق
                  السيد سين
                  • 29-04-2009
                  • 179

                  #9
                  الأستاذ الفاضل محمد إبراهيم سلطان

                  الحمدلله ..استطعت أخيرا أن أعبر على أحد نصوصك...كنت كلما أقدمت يمنعني عذر ما

                  ها نحن هنا..رومانسية وحب متدفق وصدق مشاعر
                  و تتلمع ببريقاً آخر .. كاذباً

                  لا أدري لماذا فاتتك هذه
                  تتلمع ببريقٍ آخر ..كاذب

                  على أية حال للحب شأن آخر في اللغة قد يصرف مالا يصرف ويرفع ما ينصب..كما بديت في هذا النص هائما تتطير في عالمه الجميل

                  أستاذ سلطان حقا سعدت وتشرفت بالمرور

                  كن بخير وتقبل مروري
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد مطيع صادق; الساعة 03-01-2010, 17:09.

                  تعليق

                  • محمد سلطان
                    أديب وكاتب
                    • 18-01-2009
                    • 4442

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد مطيع مشاهدة المشاركة
                    الأستاذ الفاضل محمد إبراهيم سلطان

                    الحمدلله ..استطعت أخيرا أن أعبر على أحد نصوصك...كنت كلما أقدمت يمنعني عذر ما

                    ها نحن هنا..رومانسية وحب متدفق وصدق مشاعر

                    لا أدري لماذا فاتتك هذه
                    تتلمع ببريقٍ آخر ..كاذب

                    على أية حال للحب شأن آخر في اللغة قد يصرف مالا يصرف ويرفع ما ينصب..كما بديت في هذا النص هائما تتطير في عالمه الجميل

                    أستاذ سلطان حقا سعدت وتشرفت بالمرور

                    كن بخير وتقبل مروري
                    أولاً أهلا و مرحبا بك أستاذ محمد ..

                    أنا أيضا كنت أنتظر مداخلتك كثيراَ و أخيرا جئت يا بطل ههه

                    بالنسبة لما تفضلت به في نصب و كسر .. فحقيقة فاتني التصويب حيث أبدلت بعد التعديل كلمة ((تتخذ بيرقاً آخر .. كاذباً )) و جعلتها كما اقتبسها سيادتكم و للأسف نسيت فعلا تعديل الحركات و دليل كلامي لو راجعت مداخلت الأستاذة عائدة نادر ستجد أن الجملة كانت في الأصل (( تتخذ بريقاً ... )) وأعتذر لهذا السهو الذي أخجلني ..

                    أشكر لك المرور و التعليق و لفت نظري لما أشرت إليه

                    فكن دائما بالقرب و لا تحرمنا من متعة مداخلتك ..

                    و بعدين يا سيدي عندك تحت كذا قصة لي , ياريتك تشرفني في أية واحدة .. لا تخف لن نفرض عليك ضريبة بداية العام الجديد
                    هههههه

                    محبتي أستاذ محمد مطيع و خالص تحياتي
                    صفحتي على فيس بوك
                    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                    تعليق

                    • محمد مطيع صادق
                      السيد سين
                      • 29-04-2009
                      • 179

                      #11
                      أستاذ محمد إبراهيم الفاضل

                      أشكرك على المداخلة الجميلة وتقبلك للرأي..كلامك سليم وبعرف ما تفوتك هذه الأمور ... في عندنا مثل بيقول ) نحن نهز الورد مشان نشمه)....
                      بالنسبة لنصوصك الأخرى فهي ممتلئة بما جاد به الأعضاء الذين يحبوك
                      فما أكتبه لن يكون ذا قيمة لذلك أحب أن أكون مع الجديد

                      سأكون دوما معك لأستنير بنصوصك

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        قرأت محمد
                        لى عودى للتحليق معك


                        محبتى

                        هل أثبت لك أنها قصيدة ؟
                        فقط ما تحتاج إليه بعد حذف لتفاصيل اللحظة
                        الحركة لم تكن حركة محمد .. هنا ، كما يستدعى القص
                        لكنها كانت حركة المشاعر ، و مورانها فى النفس ..
                        و تشظيها بالكامن الراسخ ، و الملتهب فيها !!
                        لنقل هو روح الأسطورة التى تهيمن على القص
                        إن اعتبرناه قصا ، و استثنينا مسألة الحركة و الديناميكية
                        التى تمتاز بها القصة عن أخواتها من الفنون كالشعر .. !!

                        أقول لك .. هل نحولها ، و أثبت لك أنها قصيدة ؟؟؟؟
                        sigpic

                        تعليق

                        • مها راجح
                          حرف عميق من فم الصمت
                          • 22-10-2008
                          • 10970

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                          لن يجف .. !




                          لم أمارس ما يطلقون عليه اسم الحياة إلا من أجلها .. هي فقط .. بما استحوذتني .. عيناها.. خداها.. شفتاها .. حاجباهاالمرسومان بهمهمات الحب .. وشوشاتها الأرق .. الأرق .. الأرق ..
                          علمتني فن الحياة فكنت عصفوراً يطوّق الأهداب و يطويها تحت جناحيه .. تنبسط له كروية الأرض .. تنبسط كل البسط .. !
                          أدور و أدور .. ألتحف بالشوارع و السكك , و ألملم الأزقة الناعسة في عينيها و مرآتها .. كنت مفعماَ بالروح قبل أن تنسلت مني و تلتمع ببريق ٍ آخر .. كاذب ٍ .. لم أطقه .. لم أطقه .. لم و لم .. و .. !
                          حينما أرفرف كان القلب يسبقني إليها .. منهكاً كضريرٍ أبصر فجأةً .. ذاك المسكين .. الضائع .. البالغ من شوقه حد التفصص .. حد الوله .. أو بالأكيد بلغ التأيّن و انشطرت نواته .. انفجرت كقنبلةٍ عنقودية .. أصابت كل جزيئاتي .. وصرت فقاقيع يملؤها الفراغ .. فراغ امتلأ بالشوق .. قدمي فقاعة .. يدي فقاعة .. فقرات الظهر فقاقيع متراصة بتسلسلٍ لا ينتهي .. بلغ السماء .. كرات الدم و خلايا المخ المستشاط عشقاً .. من النخاع حتى النخاع .. !
                          وهكذا ذبت في الحياة و تعلمتها قبل مماتي المدرج .. ارتقيت به معارج الأمل .. سلمة .. سلمة .. ودرجة درجة كنت أنتظر اللقاء .. لقاء الانشطار و التوحد .. هكذا وصفناه سوياً .. أنا و هي ..
                          كانت تقول إنه التقاء نهرين .. واحدا محفور في الآخر بمجرى واحدٍ .. يصبان عشقاً فيرتوي العشاق .. ننشق شقاً لما التقينا .. لم يتحمل الكون .. أخذ يتساقط كقصاصات ورق مزدانة في حفل نهري .. لم يصدق ما يرى .. !
                          يرانا فيركل اليأس المخزّن منذ سنوات .. منذ أن حلمنا ..
                          ما أتصور أنها الآن معي .. بين يدي .. تنط و يحلق قدها .. على سطح نهري .. تمد يدها .. تنهل منه .. تسقيني .. ترويني .. لا أشبع .. و إذا ما طلبت مزيداً , قالت :
                          ـ يكفيك يا عمري .. اجعل قليلاً للأيام الآتية .. !
                          أهش سطحه .. أبش في وجهه .. عليها أخاف .. أخاف عليه ..
                          أطلب مزيداً .. يتردد نبضها في عروقي .. يرويني و تضطرب .. ثمة شىء تخفيه .. تدمع و تتوارى فيّ .. يتراقص دمعها على خدي .. تغني .. تنشد :
                          ـ اسقني و اشرب على أطلاله .. !
                          تمنعها غصة من المواصلة .. تخنقها .. تختنق .. تختنق .. أهدهد كفيها .. أستكمل النشيد :
                          ـ و ارو عني طالما الدمع روى .. !
                          تشهق .. ؟ أجتر رعباً .. يتيبس ريقي .. أعيدها إلى النهر .. تعود .. أسألها :
                          ـ أمعقولٌ أن يجف هذا النهر .. ؟!؟
                          لا تسمعني .. جسدها في وادٍ , وذهنها في وادٍ آخر .. لكن تنظرني .. بكامل وعيها تحدق في عيني , كمن يبحث عن شىء ، أو يترقب حدوث أمر جلل ..
                          أعانق نظرتها .. أبتسم رعشاً .. ابتسامة قلقٍ .. فجأة , تنز مآقيها بحرقةٍ.. ! أجهش معها .. تحمر حدقة الشمس .. ترتمي في صدري .. ثم تتساقط مني كطاووسٍ أصابت رأسه رصاصة قاتلة :
                          ـ لن يجف النهر حبيبي .. أبداً لن يجــف ... لن يـ ... جــ ... ف ؟؟؟




                          ؛؛

                          ؛


                          ركضت في سراديب نصك المختبيء بقميص العشق وأفقت على فجره المزدان باللؤلؤ واللازورد..

                          عميق يا فارس الملتقى ..قلمك العاشق عميق
                          تحية و سلام استاذ محمد
                          رحمك الله يا أمي الغالية

                          تعليق

                          • عيسى عماد الدين عيسى
                            أديب وكاتب
                            • 25-09-2008
                            • 2394

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                            لن يجف .. !




                            لم أمارس ما يطلقون عليه اسم الحياة إلا من أجلها .. هي فقط .. بما استحوذتني .. عيناها.. خداها.. شفتاها .. حاجباهاالمرسومان بهمهمات الحب .. وشوشاتها الأرق .. الأرق .. الأرق ..
                            علمتني فن الحياة فكنت عصفوراً يطوّق الأهداب و يطويها تحت جناحيه .. تنبسط له كروية الأرض .. تنبسط كل البسط .. !
                            أدور و أدور .. ألتحف بالشوارع و السكك , و ألملم الأزقة الناعسة في عينيها و مرآتها .. كنت مفعماَ بالروح قبل أن تنسلت مني و تلتمع ببريق ٍ آخر .. كاذب ٍ .. لم أطقه .. لم أطقه .. لم و لم .. و .. !
                            حينما أرفرف كان القلب يسبقني إليها .. منهكاً كضريرٍ أبصر فجأةً .. ذاك المسكين .. الضائع .. البالغ من شوقه حد التفصص .. حد الوله .. أو بالأكيد بلغ التأيّن و انشطرت نواته .. انفجرت كقنبلةٍ عنقودية .. أصابت كل جزيئاتي .. وصرت فقاقيع يملؤها الفراغ .. فراغ امتلأ بالشوق .. قدمي فقاعة .. يدي فقاعة .. فقرات الظهر فقاقيع متراصة بتسلسلٍ لا ينتهي .. بلغ السماء .. كرات الدم و خلايا المخ المستشاط عشقاً .. من النخاع حتى النخاع .. !
                            وهكذا ذبت في الحياة و تعلمتها قبل مماتي المدرج .. ارتقيت به معارج الأمل .. سلمة .. سلمة .. ودرجة درجة كنت أنتظر اللقاء .. لقاء الانشطار و التوحد .. هكذا وصفناه سوياً .. أنا و هي ..
                            كانت تقول إنه التقاء نهرين .. واحدا محفور في الآخر بمجرى واحدٍ .. يصبان عشقاً فيرتوي العشاق .. ننشق شقاً لما التقينا .. لم يتحمل الكون .. أخذ يتساقط كقصاصات ورق مزدانة في حفل نهري .. لم يصدق ما يرى .. !
                            يرانا فيركل اليأس المخزّن منذ سنوات .. منذ أن حلمنا ..
                            ما أتصور أنها الآن معي .. بين يدي .. تنط و يحلق قدها .. على سطح نهري .. تمد يدها .. تنهل منه .. تسقيني .. ترويني .. لا أشبع .. و إذا ما طلبت مزيداً , قالت :
                            ـ يكفيك يا عمري .. اجعل قليلاً للأيام الآتية .. !
                            أهش سطحه .. أبش في وجهه .. عليها أخاف .. أخاف عليه ..
                            أطلب مزيداً .. يتردد نبضها في عروقي .. يرويني و تضطرب .. ثمة شىء تخفيه .. تدمع و تتوارى فيّ .. يتراقص دمعها على خدي .. تغني .. تنشد :
                            ـ اسقني و اشرب على أطلاله .. !
                            تمنعها غصة من المواصلة .. تخنقها .. تختنق .. تختنق .. أهدهد كفيها .. أستكمل النشيد :
                            ـ و ارو عني طالما الدمع روى .. !
                            تشهق .. ؟ أجتر رعباً .. يتيبس ريقي .. أعيدها إلى النهر .. تعود .. أسألها :
                            ـ أمعقولٌ أن يجف هذا النهر .. ؟!؟
                            لا تسمعني .. جسدها في وادٍ , وذهنها في وادٍ آخر .. لكن تنظرني .. بكامل وعيها تحدق في عيني , كمن يبحث عن شىء ، أو يترقب حدوث أمر جلل ..
                            أعانق نظرتها .. أبتسم رعشاً .. ابتسامة قلقٍ .. فجأة , تنز مآقيها بحرقةٍ.. ! أجهش معها .. تحمر حدقة الشمس .. ترتمي في صدري .. ثم تتساقط مني كطاووسٍ أصابت رأسه رصاصة قاتلة :
                            ـ لن يجف النهر حبيبي .. أبداً لن يجــف ... لن يـ ... جــ ... ف ؟؟؟




                            ؛؛

                            ؛

                            محمد سلطان

                            خيال خصب ، واسلوب جذاب ، و روح نقية


                            رائع أنت يا محمد

                            تعليق

                            • عائده محمد نادر
                              عضو الملتقى
                              • 18-10-2008
                              • 12843

                              #15
                              أستاذتي الغالية

                              عائدة محمد نادر

                              أضحكتني كلمتك : سأعود للنص بعد الحذف ..

                              طيب و إن ما حذفتهاش هههه ؟؟ مش هترجعي ؟؟ ههه

                              فعلت غاليتي ما ارتضته ذائقتك التي أثق فيها .. و رجعت للنص حاولت على قدر الإمكان الترميم ..

                              لا حرمني الله من تواجدك و نصحك ..


                              هاهاهاهاها
                              محمد ابراهيم سلطان
                              أيها المتوج بتاج العشق المرصع بجواهر الشوق والحنين
                              اليوم أسعدتني وأنا أقرأ لك نصا من أروع ماكان
                              يبوح العشق حرفا بعد آخر
                              جميل هذا وربي
                              طفت بين أروقة حبيبتك وصدقني وكأني كنت أسمع سيمفونية يتخللها دجلة والفرات بشقيه وأنت تصف الانشقاق
                              رائعة محمد خاصة بعد أن كثفنها أكثر وجعلت منها درة من الدرر
                              وأضحكتني كثيرا حين رددت على مداخلتي التي جاءت سريعة
                              وستضحك أكثر حين تعرف بأني كنت أخاف أن يقرأها الزملاء ويعرفون أني نصحتك بذلك.. تصور محمد هاهاهاها
                              كنت أريدك أن تلحقها قبل أن يراها الزملاء
                              وويحي كيف فكرت بتلك الطريقة الطفولية ونسيت أني نسخت الأصل هاهاهاها
                              وضحكت من نفسي كثيرا
                              محمد أنا سعيدة بك اليوم لأني رأيتك تنتقل إلى مرحلة جديدة
                              شكرا لك بني لأنك نثرت الفرح بيننا
                              تحياتي ومودتي لك ولحبيبة قلبك
                              ولن يجف النهرين صدقني



                              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                              تعليق

                              يعمل...
                              X