كذلك قالت لي الكائنات..
حين تضوع أريج أولى النفحات.. حين انبلج الفجر في البطاح والفلوات..
كنا أسيافا من ذهب مسجور.. كنا تجارة وذخيرة لا تبور؛أضأنا البصائر .. أحيينا الضمائر.. هتكنا حجب الثغور..
صقورا كنا تأنف العيش دون ذرى الجبال..
نفك ألغاز المصائد وشد الحبال.. أسودا غضابا كنا، نأبى المذلة، نمج الهوان..
ألسنتنا سوط نار كوى الجباه والصدور.. وحمى إمام البرية، وآسر ذوات النحور..
سل عليا وعمر وابن عفان.. سل ابن رواحة وكعبا وحسان..
ورثنا العسل يجري تحت أقدامنا وديانا.. طوعنا المفازة والبيداء.. ورثنا الرياض مزهرة فيحاء..
ورثنا بحارا وأعلاما وصحراء.. ورثا المجد توشحه المحجة البيضاء.. حزنا السبق في علوم الأرض والسماء.
يا ويح الأرض جفت فيها الأثداء.. يا لنا بتنا عراة تحت رحمة الأنواء، واستأنسنا بزوارنا الغرباء..
نزلوا إلينا من أبراجهم العالية.. زعموا بأنهم يحملون مفاتح الأرض والسماء..
أمسينا منذ الليلة على الرعب يقطع أمعاءنا ويهد جوانحنا.. كان طبيعي أن ترتعد فرائصنا..
كان البديل أن نكرم وفادة زوارنا.. رحلنا في غيبوبة عميقة .. نحن الجناة على أنفسنا.. نحن من أجهز على رقابنا بقبضة أيدينا..
تركنا الباب مشرعا على مصراعيه..
وثقنا بيمناهم تشاركنا السلام ولم نفطن ليسراهم تدس السم في الطعام.. رحلنا في غيبوبة وأفقنا على موائد المدام
تغذت آلاتهم قسرا من فاكهة حقولنا..امتصت من شهد خلايا رياضنا.. من عصير أرضنا وعقولنا..
وأضحينا نموت ونحيا في محراب الأوهام.. وأصبحنا في طي الأيام الخالدات أشباه أصنام..
كذلك قالت لي الكائنات..
بتنا في خزان الذاكرة المعتمة نسيا منسيا.. أصبحنا متحفا مهجورا قصيا.
عدنا حقول تجارب بلا حدود.. أمسينا مومسا لمفرغ الشذوذ.. أضحينا دواب تتقن فن الدرس في بياذر السادة الجدد
بتنا على الرعب يقطع أمعاءنا بلا طائل...
صرنا قرودا في المحافل تروض وجدارنا أمام أعيننا يقوض..
يا ويلنا أقبرنا نفائس الكنوز.. بعناها في سوق النخاسة بأبخس الأثمان.. فقأنا البصيرة بأظافرنا وزج بنا في حظائر الحملان؟
محمد غالمي
حين تضوع أريج أولى النفحات.. حين انبلج الفجر في البطاح والفلوات..
كنا أسيافا من ذهب مسجور.. كنا تجارة وذخيرة لا تبور؛أضأنا البصائر .. أحيينا الضمائر.. هتكنا حجب الثغور..
صقورا كنا تأنف العيش دون ذرى الجبال..
نفك ألغاز المصائد وشد الحبال.. أسودا غضابا كنا، نأبى المذلة، نمج الهوان..
ألسنتنا سوط نار كوى الجباه والصدور.. وحمى إمام البرية، وآسر ذوات النحور..
سل عليا وعمر وابن عفان.. سل ابن رواحة وكعبا وحسان..
ورثنا العسل يجري تحت أقدامنا وديانا.. طوعنا المفازة والبيداء.. ورثنا الرياض مزهرة فيحاء..
ورثنا بحارا وأعلاما وصحراء.. ورثا المجد توشحه المحجة البيضاء.. حزنا السبق في علوم الأرض والسماء.
يا ويح الأرض جفت فيها الأثداء.. يا لنا بتنا عراة تحت رحمة الأنواء، واستأنسنا بزوارنا الغرباء..
نزلوا إلينا من أبراجهم العالية.. زعموا بأنهم يحملون مفاتح الأرض والسماء..
أمسينا منذ الليلة على الرعب يقطع أمعاءنا ويهد جوانحنا.. كان طبيعي أن ترتعد فرائصنا..
كان البديل أن نكرم وفادة زوارنا.. رحلنا في غيبوبة عميقة .. نحن الجناة على أنفسنا.. نحن من أجهز على رقابنا بقبضة أيدينا..
تركنا الباب مشرعا على مصراعيه..
وثقنا بيمناهم تشاركنا السلام ولم نفطن ليسراهم تدس السم في الطعام.. رحلنا في غيبوبة وأفقنا على موائد المدام
تغذت آلاتهم قسرا من فاكهة حقولنا..امتصت من شهد خلايا رياضنا.. من عصير أرضنا وعقولنا..
وأضحينا نموت ونحيا في محراب الأوهام.. وأصبحنا في طي الأيام الخالدات أشباه أصنام..
كذلك قالت لي الكائنات..
بتنا في خزان الذاكرة المعتمة نسيا منسيا.. أصبحنا متحفا مهجورا قصيا.
عدنا حقول تجارب بلا حدود.. أمسينا مومسا لمفرغ الشذوذ.. أضحينا دواب تتقن فن الدرس في بياذر السادة الجدد
بتنا على الرعب يقطع أمعاءنا بلا طائل...
صرنا قرودا في المحافل تروض وجدارنا أمام أعيننا يقوض..
يا ويلنا أقبرنا نفائس الكنوز.. بعناها في سوق النخاسة بأبخس الأثمان.. فقأنا البصيرة بأظافرنا وزج بنا في حظائر الحملان؟
محمد غالمي
تعليق