قراءة في(فرونيكا تقرر ان تموت) باولو كويليو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • غاردى عبد الرحمن
    أديب وكاتب
    • 30-08-2009
    • 828

    قراءة في(فرونيكا تقرر ان تموت) باولو كويليو

    " الناس لا يتعلمون مما يطلعهم الآخرون عليه
    بل عليهم أن يكتشفوه بأنفسهم .. "
    .
    .
    باولو


    .
    .
    .
    يقول الناشر عن هذه الرواية .. :
    ( في هذه الرواية يقودنا باولو كويلو في رحلة للبحث عمّا تعنيه ثقافة تحجب نورها ظلال القلق و الروتين الموهن . . )

    فلنرى إذا ما يريد " باولو " قوله في هذه الرواية . .
    .
    .
    بداية لنعرف باختصار قصة " فيرونيكا " . .

    هي فتاة سلوفانية قررت وضع حد لحياتها ، و بعد محاولة فاشلة للانتحار تجد نفسها في مستشفى للأمراض العقلية يدعى " فيليت " .
    بعد أن تصحو من غيبوبتها يبدأ صراع الموت و الحياة بداخلها ، يخبرها الطبيب أن المتبقي لها من العمر لا يتعدى السبعة أيام ، و ذلك لعطل خلفته كمية الحبوب المنومة على قلبها ..!
    سبعة أيام تقضيها في انتظار الموت ، تعيش خلالها تجربة فريدة ، تحيا جميع تناقضاتها و تقرر أن تعطي نفسها الحق بالحياة و الحلم . . !


    " فيرونيكا " كما يصفها " باولو " :-
    " كانت متصلبة الرأي تجاه الأمور البسيطة في محاولة منها لتثبت لنفسها قوة شخصيتها اللامبالية في حين كانت مجرد امرأة هشة .. "
    " هدرت الكثير من قوتها محاولة التصرف طبقا للصورة التي رسمتها عن نفسها . . "
    و عن محاولتها الانتحار يقول :-
    " عندما بلغت ذروة رغباتها في الحياة خلصت لاستنتاج بأن وجودها فقد معناه ، فالأيام تتوالى واحدها يشبه الآخر ، فقررت وضع حد لحياتها . . "



    - عالم مجنون ..!

    يفلسف لنا " باولو " الجنون من خلال بعض أقوال أبطال الرواية . .
    " الجنون هو العجز عن التعبير عن أفكارك " . .
    " كل من يعيش في عالمه الخاص يكون مجنونا كالفصاميين أو المضطربين عقليا أو المهووسين أعني الأشخاص المختلفين عن غيرهم " . .

    فالمجنون عند " باولو " ليس بمريض ، بقدر ما هو عاجز عن التعبير عن داخله و أفكاره و كما يقول . . " جميعنا مجانين بطريقة أو أخرى " . . !
    فإذا ما عشت ما هو شاذ عن العالم فأنت في نظرهم مجنون ، و حين تساير جنونهم فأنت عاقل . .
    و الدليل الذي استهدى به الكاتب هو ، قصة الملك الذي جُنَّ شعبه أثر شربهم من البئر المسحور ، و حين حاول الملك إرجاعهم إلى الصواب اتهموه بالجنون ! . فشرب الملك معهم من نفس البئر ليغدوا مثلهم ، عندها أحبوه و هتفوا له لأنه عاد إلى صوابه ! . .

    إذا لكل منّا جنونه الخاص ، الذي يعيه دون غيره ! .
    فالإنسان حين يتعمق في داخله يستطيع أن يدرك أبعاده ، و خلق طريقة مناسبة للعيش مع تناقضاته الداخلية .
    و تتضح لنا دعوة الكاتب لمصالحة أنفسنا في أحد مشاهد الرواية ، حين تبكي " فرونيكا " أمام الممرضة و تصرخ قائلة . .
    " أردت تناول الحبوب لقتل الشخص الذي أكرهه . لم أعي أن في داخلي عدة شخصيات غيري لكنت أحببتهن ! "



    - إرادة الحياة . .

    تتطور شخصية " فيرونيكا " من خلال الرواية ، فهذه الشابة التي قررت الموت ، قررت الآن الحياة . .!
    و يظهر ذلك من خلال بحثها عن أشياء تسعدها ، في حين أنها لم تنسى أنها قريبا ستموت . . !
    فهي رفضت استقبال أمها في المستشفى ، لا كرها لها بل لأن كلتاهما ستحزن بعد اللقاء . .
    " كان من الأفضل لأمها أن تفكر بها كميتة ، فطالما كرهت فيرونيكا التلفظ بالوداع " . .
    و كذلك ها هو حلم الطفولة أن تصبح عازفة بيانو يداعبها من جديد ، قهي تعزق كل ليلة دون توقف و لا يحدها شيء ، تعزف للقمر و النجوم ، للجبال و الليل و لـ" ادوارد " ! ..

    " ادوارد " الشاب المصاب بمرض الانفصام ، تقع " فيرونيكا " في حبه ، و هي على وشك الموت ..!
    و في أحد أكثر مشاهد الرواية تعرية للرغبة البشرية التي لا يحدها موت أو ألم ، نرى " فيرونيكا " تتحرر من كل قيودها و تدعوا " ادوارد " إليها ، و بدوره لا يفقه معنى الدعوة لتمارس تعريها و شهوتها أمامه ..!
    من هنا تنطلق " فيرونيكا " لتكتشف أن رغبتها بالحياة لا تحدها شيء ، و أن العمر الذي انقضى بروتين و تسكع يمكن أن يكون أجمل لو حررت نفسها من قالب " هكذا يجب أن أكون " أو " هكذا هم يروني " . . !



    - من المجنون ..!

    لا يقيم " باولو " فارقا بين حياة الإنسان العاقل أو المجنون ، فالجنون شكل من أشكال العقل ! ..
    و حياة العاقل و المجنون لا تختلف كثيرا ، فعلى لسان أحد شخصيات الرواية و تدعى " ماري " ، يقول .. " الحياة داخل فيليت هي تماما كالحياة خارجها ، ففي الداخل و الخارج يجتمع الناس في مجموعات و يبتون أسرارهم الخاصة ، و لا يسمحون لأي عنصر غريب بأن يعكر صفو عيشهم المتواضع . هم يقومون بالأشياء لتعودهم القيام بها و يدرسون مواد لا طائل منها و يستمتعون بوقتهم ، لأنه يفترض بهم أن يستمتعوا ، و لا هَمّ ما يفعله الآخرون ليتدبروا أمرهم بنفسهم . .
    و في أقصى الأحوال ، كانوا يشاهدون الأخبار على التلفزيون ، كما نفعل نحن غالبا ، و لكنهم يؤكدون عيشهم بسعادة في عالم يطفح بالمشاكل و المظالم ..! "



    - نهاية التجربة ..!

    " فيرونيكا " لم تكن إلا تجربة بالنسبة للدكتور " إيغيل " ، فلو ماتت الفتاة لن يكون بسبب قلبها ، لأنه سليم معافى ..!
    الدكتور " إيغيل " أراد الوصول إلى إدراك الحياة و لم يجد طريقا إلى ذلك إلا إدراك الموت ..!
    فمن خلال " فيرونيكا " و إدراكها لموتها الوشيك ، استطاعت بتصرفاتها بث الحياة في داخلها و المحيطين بها كذلك ! .
    فها هم .. يتخذون قراراتهم لمواجهة الحياة و الخروج من المستشفى ، الجميع قرر أن يحيا ..



    - لقد أُنعم عليك بيوم آخر ..!

    ما يدعونا إليه " باولو " هو الحياة . .
    أن نحيا كما نحن دون أقنعة ، و أن لا نسجن أنفسنا في قالب ، فكل يوم إضافي لنا هو نعمة من الله . .
    " كل يوم سنحياه سيكون بمثابة معجزة في نظرها ، و هي الحالة ، في الواقع عندما تفكر في عدد الأمور غير المتوقعة التي يمكن أن تحصل معك في كل ثانية من حياتك الهشة . . "

    كمـ أجد الدعوة رائعة هنا ، أن نقبل على الحياة و نستقبلها برحابة ، فكل شيء جديد في حياتنا مدعاة للاكتشاف و الخوض في تفاصيله الدقيقة ..
    فالحياة مجموعة من الأشياء الصغيرة كما قال " كلارك " . . فلماذا نحرم أنفسنا من الأشياء الصغيرة لنجعل كل الأمور كبيرة و كأن الحياة معركة لا استمتاع بها إلا من خلال الضيق الذي نفرضه على أنفسنا ..!

    .
    .

    حين قررت الكتابة عن رواية " فيرونيكا تقرر أن تموت " تمنيت الخوض في تفاصيل دقيقة من خلالها نعي أهمية حياتنا و حكمة وجودنا على وجه الأرض كبشر . .
    لذلك أقدم لكم الدعوة لقراءة هذه الرواية و الاستمتاع بحرف باولو ، فاختصاري السابق و مهما حاولت أن أطيل فيه لن يجدي نفعا إن لم تستمتع بقراءة التفاصيل الدقيقة في الكتاب . .. .

    تقبلو مني هذه القراءة البسيطة

    غاردي
    التعديل الأخير تم بواسطة غاردى عبد الرحمن; الساعة 05-01-2010, 09:27.


    كلما اتقنا التوغل في الاشياء
    كلما تكشفت لنا الاعالي أكثر

  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    قراءة ممتعة غاردى الجميلة
    شلمت الكثير ، و لمت بجوانب مهمة فى العمل
    و إن كانت بالطبع لا تغنى عن قراءته ، لأن
    قراءة العمل هى المتعة التى تنتظر القارىء !!

    شكرا لك غاردى على هذه القراءة
    و أتمنى ألا يتوقف عطاؤك معنا ، هنا فى قسم القصة ،
    فى قراءات أخرى ، ننتظرها !!

    خالص احترامى

    للتثبيت
    sigpic

    تعليق

    • غاردى عبد الرحمن
      أديب وكاتب
      • 30-08-2009
      • 828

      #3
      استاذ ربيع اسعد الله صباحك بكل خير
      هي قراءة بسيطة لهذه الرواية الجميلة جدا

      شكرا للتثبيت هناك الكثير من القراءات ستصل قريبا

      خلص تقديري
      غاردي


      كلما اتقنا التوغل في الاشياء
      كلما تكشفت لنا الاعالي أكثر

      تعليق

      • ليليان باسيل
        محظور
        • 27-12-2009
        • 55

        #4
        مساء الخير غاردونة

        واعرفك تحبين كتابات باولو كويلو هذه الرواية قراتها واستمتعت بها
        وعرفت من خلالها قيمة الحياة


        لك كل الحب
        ليليان باسيل

        تعليق

        • حلا حسن
          عضو الملتقى
          • 30-12-2009
          • 19

          #5
          العزيزة غاردي .. هل أنت غاردي إياها ؟!
          في كلتا الحالتين مودتي لك وتحيتي لهذا المجهود الجميل
          نعم إنه باولو كويلو صاحب الوصفة السحرية للرواية , وصائغ أعقد الأفكار في أبسط شكل
          فقط سؤال عزيزتي : هل هي قراءتك الخاصة للرواية ؟ أم أن الموضوع منقول عن الناشر ؟

          أنتظر منك دراسات مماثلة
          تحيتي

          تعليق

          • غاردى عبد الرحمن
            أديب وكاتب
            • 30-08-2009
            • 828

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حلا حسن مشاهدة المشاركة
            العزيزة غاردي .. هل أنت غاردي إياها ؟!
            في كلتا الحالتين مودتي لك وتحيتي لهذا المجهود الجميل
            نعم إنه باولو كويلو صاحب الوصفة السحرية للرواية , وصائغ أعقد الأفكار في أبسط شكل
            فقط سؤال عزيزتي : هل هي قراءتك الخاصة للرواية ؟ أم أن الموضوع منقول عن الناشر ؟

            أنتظر منك دراسات مماثلة
            تحيتي

            حلا نعم انا اياها
            ه
            اشكرك جدا للمتابعة
            لاحرمت مرورك
            مودتي
            غاردي


            كلما اتقنا التوغل في الاشياء
            كلما تكشفت لنا الاعالي أكثر

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              ما أجبت الأستاذة حلا حسن غاردى ؟
              هل الدراسة أو هذه الالماحة لك أنت ؟
              ليس عيبا أن يكو ن منقولا ، لكن العيب أن ندعى
              ماليس لنا فيه فضل !!

              أرجوك .. مهم أن تجيبى على سؤالها !

              تقديرى
              sigpic

              تعليق

              • غاردى عبد الرحمن
                أديب وكاتب
                • 30-08-2009
                • 828

                #8
                استاذ ربيع
                وهل استطيع ان اكتب ما ليس لي يا استاذ
                لستت كذلك
                ولو كانت لغيري لكتبت انها منقولة

                ولا ضرر في ذلك

                اجبت الانسة حلا
                وها انا اجيبك
                تقديري
                غاردي


                كلما اتقنا التوغل في الاشياء
                كلما تكشفت لنا الاعالي أكثر

                تعليق

                • حلا حسن
                  عضو الملتقى
                  • 30-12-2009
                  • 19

                  #9
                  العزيزة غاردي
                  سرني أن كنت أنت غاردي الجميلة , ولكن أين اختفاؤك ؟!
                  افتقدتك حقا
                  أما بخصوص السؤال فأنت لم تجيبني عزيزتي
                  أجزم أن ما كتبته في السطرين الأخيرين هو لك
                  أما ما كان قبل ذلك فهو دراسة للرواية انتشرت في المنتديات , وربما كانت على لسان الناشر
                  بكل الأحوال هي رواية تستحق القراءة , شكرا لاختيارك غاردي

                  تحيتي

                  تعليق

                  يعمل...
                  X