كاتب الشهر العبقرى ( جون شتاينبك )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    كاتب الشهر العبقرى ( جون شتاينبك )

    الروائى الأمريكى جون شتايبنك










    ولد جون شتاينبيك في ساليناس ، كاليفورنيا عام 1902 . وتقع بعض أفضل المشاهد من قصصه في تلك المنطقة

    درس شتاينبيك في جامعة ستانفورد في سان فرانسيسكو (ولاية كاليفورنيا) ومن ثم تنقل من مهنة إلى أخرى.




    كتب عشرات الروايات و أيضًا مذكرات، و من أشهر أعماله:
    • كوب من ذهب : روايته الأولى، صدرت عام 1929. تكلمت القصة عن الأوقات السعيدة والحزينة في حياة العائلات الفقيرة في الجزء الغربي من أمريكا.
    • شقة تورتيلا : نشرت في 1935 ، و كانت أول نجاحاته وهي عبارة عن كتاب حول مغامرات البايسانوس
    • معركة سجال 1936 تتحدث عن قصص حياة رجال شباب في أوقات عصيبة.
    • عناقيد الغضب.
    • عن فئران و ورجال. 1937 تتحدث أيضاً عن قصص حياة رجال شباب في أوقات عصيبة.
    • شرقي عدن : رواية صدرت في 1952 ، وهي قصة طويلة تنتهي في زمن الحرب العالمية الأولى.
    • أفول القمر: وتتحدث عن سيظرة الألمان على قرية نرويجية صغيرة خلال الحرب العالمية الثانية.
    • شتاء السخط:تتحدث عن سقوط الأنتهازية في شخص وصولي.
    • شارع السردين المعلب.
    • فاز بجائزة بولتيزر في 1940 عن رواية عناقيد الغضب .
    • في 1962 فاز بجائزة نوبل للآداب عن رواياته وأعماله العديدة.
    • حولت كروم الغضب إلى فلم شعبي في 1941
    • حول كتاب شرقي عدن إلى فيلم في 1955من بطولة الممثل جايمس دين .
    • أصبح كتاب المهر الأحمر أيضاَ فيلمًا هوليووديًا في 1949 ومرة أخرى عام 1973 من بطولة هنري فوندا
    توفي جون شتاينبيك في نيويورك عام 1968

    الفئران و الرجال
    http://www.4shared.com/file/20986370/6ccce843/___online.html

    مراعى الفردوس
    http://www.4shared.com/file/21246383/7b1db340/___online.html




    شطحات ثعبانية


    "الثعبان"


    للقاص الآمريكي جون شتاينك


    من المجموعة القصصية " الوادي الطويل"


    ترجمة سرحان الغول



    قصة معقدة غير ممتعة ، ، رمادية ، تنقض مخالب رمزيتها باعثة من قبور الذاكرة براكين نعتقد أن لا حول لها ولا قوة وخامدة , إلاّ أنّها تضعنا بمواجهة تآكلات الذوات التي بعد ما زال مسلسل خراباتها مستمرا على امتداد أزمنة خريطتنا الإنسانية..!
    قبل الثعبان والرمز ، ورغم اعجابي ببعض نتاجات الكاتب الأمريكي جون شتاينبك ، كعناقيد الغضب ، اللؤلؤة ، ثم غاب القمر وغيرها .. لكنني غير قادرة على فهم أو تبرير تنكره لمواقفه الإنسانية والأخلاقية وقضايا الحرية والعدل الاجتماعي التي دافع عنها في رواياته ،‏ حينما ذهب إلي فيتنام وحث الجنود الأمريكيين على قتل الفيتناميين ، موقفه هذا كمثقف ومبدع ملتبس وغامض حتى الآن ، على الأقل بالنسبة لي رغم كل قيل في تبرير ذلك ‏.‏ لربما يقول قائل أن حالة الانتقال من موقف فكري وسياسي إلى آخر حالة مفهومة نسبيا ، حيث تمر عبر عملية تحول طويلة وممتدة يتم فيها مراجعة أسس وركائز الموقف السابق على ضوء تأمل الواقع والوقائع ، والتهيؤ لتبني موقف فكري آخر جديد ، ولكن ذلك مثير للجدل والالتباس ، فكيف يمكن فهم إدانات كاتب مبدع كشتاينبك لمجتمعه الامريكي السياسي والمدني ، كالتي تلمستها هنا في هذه القصة القصيرة ، وفي نفس الوقت يذهب ليتخندق مع الظلم والاحتلال والقتلة ..!!
    قبل ولوج دهاليز القصة والرمز، لابدّ من الاشارة للترجمة المتقنة والدقيقة..خاصة أن السردية في هذه القصة تختلف عن القصص الأخرى في نفس مجموعة الوادي الطويل ، القائمة بشكل أساسي على الوصفية في أجواء معقدة بتوتر عال ، مليئة بالرموز النفسية مما يُصَعِّبُ دور المترجم ، في الإبقاء على أجواءها من خلال التعبير اللغوي الآخر ، اضافة الى دقة اختيار الكلمات التي يبدو بعضها فجا في بعض الأحيان " تلمست ذلك في قصة ازهار الاقحوان " في نفس المجموعة ، ولا أدري ان كان ذلك بهدفية الإمساك بدقة المعنى انما هذا الذي بدا فجّا كان وفقا في خلق ذات الاجواء في القصة الاصل ..
    في الوادي الطويل ص 48 ثمة مكان .. حيز محدد لا لبس فيه ، معمل للتجارب ظاهريا ، باطنيا دولة التكنوقراط بكل أهدافها العقلانية المعلنة ، تناقض أفعالها ومأساة نتائجها ، وفي كل الأحوال ثمة قتل مبرر وآخر غير مبرر ، قوى شريرة تعتقد أو تتظاهر بطيبتها ..
    الكثير من المعاني التي ربما كان بعضها ثانوياً وبعضها الآخر جوهريا وذلك بحسب زوايا الرؤية لها ينطلق منها الحديث عن ثعبان القصة ، حيث يحاول ادانتها شتاينبك بعبارة ترد في السياق السردي على لسان بطلها الدكتور فلبس ص 53 : شابت لهجته رنة لاذعة . فهو يكره الناس الذين يحولون العمليات الطبيعية الى رياضة . ولم يكن رياضيا ، بل عالم احياء . يمكنه ان يقتل الف حيوان لاجل المعرفة ، لكنه لا يستطيع ان يقتل حشرة لاجل المتعة . لقد فكر في هذا الامر من قبل . رغم هذا التبرير العقلاني للدفاع عن قيمة العلم البحثي التجريبي الحداثي إلاّ انه ومن البعد القيميّ الأخلاقي الإنساني غير مبرر ابدا للحياد المعرفي ، لذا ..!! فقد تحول المكان برمته أداة أفعى خفية لم تظهر في السرد ولكن أنفاسها موجودة داخل الصفحات ، مستمدة طاقة قواها التدميرية من كل ما يدور في ذلك المكان ..
    الأجواء النفسية.. نمسك اولى خيوطها ببداية السردية بعبارة : بدأ الظلام يخيم .... و ينتهي السرد : لكنه لم يرها ثانية – ابدا . العتمة النفسية منذ البداية ولغاية النهاية ، وفيما بينهما كمٌ من الأجواء المشحونة بالتوتر والقلق والترقب . هذه القصة تختلف عن بقية القصص في نفس الكتاب من حيث الوصف التفصيلى الدقيق للأبعاد النفسية التي تتمازج فيها فسيولوجيا الجسد بكل تفاعلاتها الكيميائية والبيولوجية ، مؤثرة على الأعماق السيكولوجية الإنسانية والحيوانية المعقدة في تشابه وتماهي عجيب ، تتضح نصاً وتظهر بوضوح في التجريب المعملي على الحيوانات الذي هو بالمحصلة على الانسان ، متزامنا لعملية الالتهام أي ذروة الحدث بطريقة مكثفة ودقيقة للغاية دراميا ..
    الزمان محدد أيضا ، وإن كانت الفقرة الأخيرة تروح لأسابيع مفتوحة ، أي المستقبل القلق الغامض ، بينما أحداث القصة تدور بتكثيف شديد في زمن مدته أقل من ساعة ، إلاّ أنّ تكثيف ذروة الحدث الرهيب والصراع نشهده خلال أقل من دقيقة ويأتي مجسدا عبرالفعل الثعباني كرمز للخلق والبناء و الدمار بطريقة مذهلة ومخيفة ، والانسان "برمز الثعبان " خُلِقَ تركيبا من قوتين متضادتين ، فيروح السم الى القلب ليكون الصراع ، اتحاد، والاتحاد قوة ، ولكن أي قوة ؟؟؟ ..
    الشخصيات الرئيسية ( أي ما بين أهل الإنس والحيوان ) الظاهرة في النص : أربعة ، يرافقهم كومة من الكومبارس الحيوانات الأخرى في المعمل ، لتأكيد فعل وتحول طاقة القوة بطريقة غير مباشرة . يتم تقديم وصف ( لمحركيّ الحدث الرئيسيين ) يبدو أنه مباشر ولكنه رمزي بالدرجة الأولى فالمرأة شخصية زلالية متناقضة رغم برود انفعالها الخارجي ولكن ثمة اشتعال داخلي أقرب الى شخوص "كولن ويلسون" التي لا تنتمي الى وجود حقيقي انما مشبعة بكل ما هو متناقض في الواقع . ويبدو أنّ ذاكرتها تمتلىء بالأموات الساخطين على الأحياء ، لذلك خاضت استعادة الحدث و لم تعاود زيارة ثعبانها ، لربما تعاوده الزيارة لمّا تحتاج طاقة جديدة رغم أنّ العبارة الأخيرة في النص قاطعة : ولم تعد ابدا ..!! إلاّ أن التحولات في الطاقة ليست قطعية ، فلا بدّ من اعادة بناءها ودمارها وهكذا دواليك ..
    الدكتور الباحث فلبس يؤدي عمله بشكل محترف ، لكنه متردد قلق مهزوز . فحيادية المعرفة التي يعلن عنها في وعيه ليست على درجة كافية لمنحه عمق وثقة الاقتناع الساكنة في دهاليز أعماقه ، ربما مرد ذلك عدم الاقتناع الداخلي بالتبريرات والذرائع للنتائج التي يقوم بها وهو المتقوقع في معمله منعزلا عن التحولات الإنسانية في الخارج ..!! ينسحب ذلك على العلماء بتحولهم الى لاعبين متحكمين أساسيين في مصائر البشر منذ العصر الصناعي فاقدين حيادية المعرفة بعيدين عن مشكلات الناس الحقيقية بل هم وراء تعقيداتها ، لذلك لم ولن يحكموا العالم فقواهم حبيسة الجدران ، حيث تتحول مفاتيح سلطة المعرفة الى ثعبان خارج المكان نتلمس أنفاسه بين دفتي الكتاب..
    الغريب في القصة أن سرير الباحث العالم الدكتور عبارة عن سرير عسكري ص 9 ، والذي يشي بالزواج الكاثوليكي بين السلطة السياسية المتعكسرة وسلطة العلم منذ العصر الصناعي والى العصر المعلوماتي..!!
    البطل الرئيسي في القصة ثعبان مسجون فينا جميعا منذ الأزل ، فاعل ومفعول به ، ظاهر في القصة وثمة آخر مخفي خلف السطور ، أما الجرذ فهو الدور المساند والمهم للغاية ، الكومبارس الذي يمنح الثعبان بطولته ، لكنهما متماهيان في الشخصيتين المحوريتين المرأة والرجل ، فحينا يكون الرجل ثعبانا أو يصير جرذا ، وكذلك المرأة تتداخل في الرمزين .. ويبقى الثعبان برمزه الأساسي بيولوجيا ، وسيكولوجيا بطاقة فيزيائية دمار البناء ، وبناء الدمار .. صراع يتجسد في ثعبان أنثى بداخل ذكر ، وثعبان ذكر بداخل أنثى فهي الحياة ..
    يتضح رمز الثعبان في مشهد صعب ، معقد ، شديد التناقض ، حيث اللاشعور غير الطبيعي يتبدى في فعل المراقبة لدى كل الأطراف المُشَارِكة هنا في هذا المشهد تحديدا مرافقا لعمليات تفاعل بيولوجية تُجرى على الكومبارس لها دلالتها وتأثيرها على الحالة النفسية لهؤلاء المراقبين الأساسيين ، وبوصفية دقيقة للحظات الإلتهام ، أو بتعبير رمزي أيضا الاغتصاب ، صور ترقب سريعة قلقة لدى الدكتور المنفذ الرئيسي للحدث لربما يتناقض ذاك الاحساس المكثّف لدى المرأة التي ترقب حدثا صنعته بقرارها .
    فعل المراقبة فعلا مدهش حتى بين الثعبان والجرذ ، فالضحية ترقب قاتلها والقاتل يرقب الضحية بوصفية دقيقة مرعبة وخاصة للانقضاض ، و بتتداخل متفاعل مع العنصرين الأساسيين حيث الدكتورالباحث الحائر ، والمرأة التي تعاني من أعراض التعبير عن الكرب المبرِّح بتفاعلات جارية في اللاشعور اي انها إعادة تفعيل لقدرتها المدمرة ، لذلك أعتقد انها لم تعد كما وعدت للمعمل رغم شرائها الثعبان ، فقد راحت للمكان الأوسع بطاقة رمزية للتدمير أو البناء ، الحياة أم الموت ، إلاّ انها ستعود حتما حالما تفقد طاقتها أو ستتجه الى مكان بديل سيمنحها قوة وطاقة ثعبانية ..!!!
    أتوقف مليا أمام تساؤلات بريئة وضعتني القصة بمواجهتها :
    لماذا الباحث العالم الرمز للحقيقة ، في هذا الجو الكئيب ؟؟
    لماذا لم تحاول الضحية الدفاع عن نفسها ؟؟
    ترى ماذا لو أطلقت صرخاتها وزعيقها أكان ثمة بصيص أمل للإفلات من حصارالدمار المتربص بها ؟ أم لن يعدو الأمر قرقعة وطحنا في الهواء كما هو واقعنا الحالى من المحيط الى الخليج ..؟
    كان للضحية فرصة الانقضاض و محاولة المقاومة ولكنها لم تفعل ذلك بل استسلمت بالمطلق ، أهي متعة الألم أم ألم المتعة في تناقض حاد بين الطبيعي وغير الطبيعي ، ومراقبتنا لذواتنا تُُغْتَصَب أرضا ، ذاكرة ، مستقبلا ، وإنسانية ؟؟
    هل كان لأي محاولة دفاعية أو هجومية من قبل الضحية أي تأثير على تغيير موزاين القوى داخل القفص وخارجه أي على المراقبيْن الآخريْن "الدكتور والمرأة "في إيقاف قرار هذا الحمام العاطفي او الدمار ؟
    وما مدى استمتاعنا نحن بدور الضحايا أو مراقبة الضحايا .. ؟؟
    وبالمقابل ألا يشبع الدمارالبشري القائم على بناء وهدم ذاته ..؟؟ أوليست الزلازل تتوقف بعد انتهاء سلسلة زلازلها الثانوية ، والعواصف تهدأ بعد حين ؟؟ لما للانسان كل هذا الجبروت والتعطش للدمار بذريعة البناء.. لما للنهم الثعباني كل هذا الأفق الممتد الى مالا نهاية ؟؟
    لربما القصة تذهب ببعضنا الى التفسير الجنسي البحت وخاصة أمام الوصف الدقيق لالتهام الأفعى الجرذ ، بهذا الرصد الدقيق المكثف لردود فعل الشخصيتين للمشهد ، إلاّ أن عبارة الدكتور فلبس التي تبدو وكأنها في هذا الاتجاه تأخذنا الى منحى آخر أكثر تعقيدا وتشابكا والتباسا : ادار دكتور فلبس كرسيا ، وجلس مواجها قفص الثعبان . حاول ترتيب افكاره وهو ينظر الى الثعبان المتبلد . فكر : "قرات الكثير جدا عن رموز الجنس النفسية . ولا تبدو انها تفسر هذا . ربما ظللت وحيدا مدة طويلة جدا . لعلي يجب ان اقتل الثعبان . لو اعرف .. لا لا استطيع ان اصل الى اي شيء ..
    ثمة ما يقلق الكاتب من مجتمعه ومحيطه وهو العارف ببواطنه وما يخفيه كالتي تخرج من المراكز البحثية المعملية والتجارب العلمية التي تقدم أشكالا من الموت والقوى التدميرية لمن يدفع لها أو يسير شؤونها ، ومن ثم ينفلت الأمر من بين يديها بتكتم شديد وتحت سمعهم تئن البشرية ، فمثلا عانت وما زالت الغابات الاستوائية في امريكا اللاتينية من النحل القاتل الخارج من المعامل البحثية الامريكية كنتيجة لتزاوج نوعين من النحل مما ادى الى نوع جديد لسعته قاتلة ، وايضا فيروس ايبولا الذي راح تجريبه على فقراء افريقيا ، والشكوك تحوم حول الايدز على انه صناعة علماء الولايات المتحدة تماما كالشكوك حول فيروس سارس لضرب الاقتصاد الصيني لتمنعه عن الانخراط ببعض دهاليز اتفاقية الجات ، عدم السماح بإيجاد حل نهائي لمرض السرطان بسبب سلطة ومصالح مافيا شركات الأدوية العابرة للقارات .. تدمير البيئة والطبيعة ، افتعال الحروب لتجريب أحدث ما توصلت معاملهم من عتاد وسلاح ، التهام الارض والسماء ، الكبرياء والملامح والأنفاس باسم حقوق الانسان ، وغيرها الكثير البعيد عن نظرية المؤامرة انما المتكيء على تحليل طبيعة ادارة المراكز البحثية العلمية والفكرية في الولايات المتحدة وطرق تمويلها ، فليس الحياد المعرفي هدف مموليها بل شراهة امتلاك سلطة المعرفة للتحكم بالقوة الأحادية المطلقة في كل الاتجاهات، فثمة افعى خارج النص ..
    جون شتاينبك الذي يُعدّ من الكتاب الامريكيين البارزين والحائز على جائز نوبل عارف بخبايا مجتمعه وطريقة ادارة السلطة فيها ، فهي ليست من اعلى الهرم السياسي بل من حيث سلطة العلم بكل تفرعاتها المانحة القوة للمنفذين ، وعندما نعرف تنقله مهنيا وعلميا وخبراته الواسعة في شتى حقول المعرفة كعلوم الاحياء والزراعة وطبوغرافية الأرض والتجارة وتأرجحه على حبال السياسة نتيقن أن ثعبانه يتعدى قصة قصيرة بمدلول نفسي حسي ..
    ولكن ، لماذا لجأ الكاتب للإيحاء الجنسي في قصة كل أحداثها تدور في مختبر علمي تجريبي على الحيوانات .!! أهي عزلة عالم .! اعتقد ان ذلك مرده تأثر الكاتب بنظريات فرويد النفسية التي كانت في زمنه الأكثر توهجا بين الأوساط الثقافية ، تلك النظريات التي كانت تردّ كل الدوافع السلوكية الى العقد الجنسية الطفلية اي الطبيعة هنا في المعمل ، اضافة لتأثر تشاينبك بميثلوجيا الهنود الحمر في نظرتهم الميتافيزيقية لقوى الثعبان التي أجاد فعلا جون تشاينبك توظيفها الى أبعد حدود ، مما أدى بالقصة عدم البقاء رهينة زمن كتابتها وما حملته آنذاك من قلق مرحلة الحداثة بل حملت رموز الأزل الى آلام ومخاوف وتشظي وهواجس مرحلتنا اي المابعديات من جبروت وسلطة قوى تدميرية قائمة على فعل الالتهام والاغتصاب ..
    لتشاينبك مقولة شهيرة : إننا( ويقصد بلده ) حصيلة هذا التآكل الذي يضرب العالم....! وبالمقابل الباحث الدكتور فلبس يقول في السردية هنا وقد خرجت القوى التدميرية من معمله أي من سلطة العلماء : لا ، لا استطيع ان اصل الى شيء .
    يتفنن تشاينبك في إبراز المعنى من الحالة الجسدية الى المعنوية من سيكولوجية الفرد لتمس كم الخبرات المجتمعية بتوظيف رائع للثعبان محولا قصته لرمز أبعد واشمل بادانة مجتمعه المتنامي القائم على أساس مفهوم الالتهام ، لم يتنبأ تماما لكنه منحنا مفاتيح ذلك قبل عقود من الزمن ، وقبل رؤية نظامه بمؤسساته التى تغولت واشتد أوار جوعها لمزيد من الالتهام الذي يأخذ أشكاله المتعددة ، وها هي تلتهم العالم من منطلق مفهوم الجوع والتعطش للقوة وليس الإثارة ، تماما كثعبان تشاينبك في الوادي الطويل ..
    ثمة مصطلح اقتصادي له علاقة بما أحاول الوصول اليه في الإمساك برمز الثعبان هنا في ثنايا السرد ، ففي اوروبا حاولوا إيقاف تراقص وتذبذب العملات الأوروبية بمواجهة الدولار وذلك من خلال نظام أطلقوا عليه تسمية : نظام الثعبان داخل النفق . إلاّ أن الثعبان الاوروبي ضاع في النفق أو في الحقيقة التهمه الثعبان الامريكي بسم خفي وصل القلب مباشرة ، فراحت اوروبا الى نظام ماسترخت عبر لعبة السلالم والمراحل فخرجت باليورو والاتحاد الاوروبي المطنطن ، ورغم ذلك ما زالت غير قادرة على مواجهة دولار الثعبان الامريكي .. ذاك حال الحليف فما حالنا نحن ؟؟
    أهو الترقب المرتبك بنشوة بليدة ترمق ثعبانا يلتهم جرذا صامت ، أم نحن الخَرَسَ الذي سكن أفواه الجراذين عبر حمامات دمٍ عاطفية ؟؟
    وعودة للقصة وللدكتور فلبس الذي هو ليس سوى صورة نمطية لهوس العلماء الباحثين عن المعرفة والحقيقة المجردة بحياد بليد ممتلكين سلطة تروح قوة للثعبان ، يراقبون حيارى ، فما يحدث الآن في العالم بالتأكيد غير إنساني أبدا ، فقد بدأ الطوفان واستيقظ الثعبان تدريجيا ليدمر الكون ، وخرجت سيدة من معمل الدكتور بطاقة تدميرية اسمها : الأمركة ولها الف وجه وتسمية وقناع ..
    نعم السم يروح للقلب فورا ، لكن الكتابة في نهاية الأمر ترويض للثعبان ، ذاك الذي يتأمل بكسل طويل نداءات الجوع ، لكنه مؤكد يتعذب مرتين في كل وجبة ، مرة حين تدور الفريسة وتتقلب داخل الأمعاء وهي نهباً للألم والفزع من الموت ، والمرة الثانية عندما تسكن وتبدأ التقلصات العنيفة التي يتطلبها الهضم، ويصير الرمز هدم بلا بناء ، ثعبان وكتابات نسكنها بقلق ووجع الأسئلة ..
    نسي كازانتزاكيس اليوناني حبه الأول بكتابة روايته الجميلة الثعبان والزنبقة ، ترى ماذا أراد أن ينسى تشاينبك من كتابته هذه القصة .!! نعم القصة غير ممتعة ومعقدة ، انما تأخذنا للتأمل العميق في رماد حياتنا ، وما شطحاتي الثعبانية ليست إلاّ زاوية رؤيتي للقصة لربما هناك زوايا رؤيوية اخرى تثري الموضوع ..



    جون شتاينبك ومنطق بيلون

    أحمد الخميسي - مصر
    في عقلي ممر مفتوح بين عالمي الأدب والسياسة، وكثيرا ما أجدني وأنا مغيب في قراءة إحدى الروايات أعبر إلي دنيا الحروب والصراع، أو بالعكس تقودني أخبار أزمة سياسية إلى استعادة عمل أدبي.
    مرات عدة يثب إلى ذاكرتي معنى من رواية جون كوتزي "في انتظار البرابرة" كلما تدهور وضع فلسطين، حيث يقول الروائي إن الطريق الوحيد لكي يستعيد الغزاة إنسانيتهم هي أن يرحلوا عن الوطن الذي احتلوه، والسبب في أنني أقطع ذلك الممر ذهابا وإيابا، أن الأدب الحقيقي يعكس عبر الشخصيات والأحداث قوانين عامة أبعد من النص الأدبي، قوانين صالحة لنرى على ضوئها حقائق أخرى اجتماعية وسياسية، هكذا قد يكشف لنا بناء إحدى الشخصيات الأدبية القانون الذي تتقنع به المصالح والحروب.
    ومؤخرا صدرت عن "أخبار اليوم" سلسلة "شرق وغرب" رواية جون شتاينبك الشهيرة "تورتيلا فلات" ترجمة سيد جاد، وهي أولى أعمال شتاينبك التي اجتذبت الأنظار إليه بقوة عام 1935، وأعلنت عن بزوغ كاتب عظيم في سماء الأدب الأمريكي، وأعقبتها روايات "رجال وفئران" 1937، ثم رائعته "عناقيد الغضب" في 1939، و"شارع السردين المعلب"، و"اللؤلؤة"، و"شرق عدن" و"مراعي الفردوس" وغيرها مما كتبه الروائي في كوخ منعزل بكاليفورنيا، وصور فيها جانبا من حياته الشاقة وحياة شرائح المعدمين، و"تورتيلا فلات" واحدة من عيون الأدب العالمي المشبعة بنظرة ساخرة رقيقة وتهكم متعاطف مع المهمشين.
    في الرواية استوقفتني شخصية بيلون المحتال، حين علم بالمصادفة أن أحد المساكين يخفي كنزا في الغابة، وأراد بيلون أن يضع يديه على الكنز، ويقدم لنا شتايبنك منطق بيلون الذي يبرر به لنفسه الاستيلاء على ثروة الآخرين كالتالي: "قبل أن يتناول بيلون الموضوع راح يعد في ذهنه ترتيبات طويلة مدهشة، شعر بالحزن الشديد من أجل ذلك المسكين، وقال لنفسه: هذا المسكين الناقص النمو، إن الله لم يمنحه كل العقل الذي ينبغي أن يكون له، ليس في مقدور هذا المسكين أن يعتني بأمر نفسه، لأنه كما هو واضح يعيش في عشة دجاج قديمة قذرة، ويتغذى بفتات الطعام الذي لا يصلح إلا للكلاب، ويرتدي ملابس مهترئة، ولأن عقله غير ناضج فإنه يقوم بإخفاء نقوده، والآن بعد أن وضع بيلون للموضوع أساسا من الشفقة، أخذ يمضي نحو الحل.
    فكر، أليس من المحمود أن يؤدي المرء لهذا المسكين الأمور التي لا يستطيع هو أن يؤديها لنفسه؟ مثل شراء ملابس ثقيلة له، وتغذيته بطعام يليق بالإنسان؟
    ثم قال لنفسه وقد تذكر: ولكن ليس معي نقود لأفعل هذه الأمور؟ ترى كيف يمكن إنجاز هذه الأعمال الخيرة؟، وصاح عقل بيلون: وجدتها.. لدى هذا المسكين نقود، ولكنه لا يملك العقل الذي يجعله يستفيد بها، وأنا لدي مثل هذا العقل، إذن سأقدم له عقلي حتى يستفيد بنقوده، سأقدم عقلي طوعا بلا مقابل، سيكون هذا عملي الخير نحو هذا الرجل الصغير المسكين الناقص النضج".
    هكذا وضع بيلون الأساس النظري لنهب الآخر: إنه يقدم عقله للآخرين ليرشدهم إلى طريق الحياة الأفضل! وذلك يسلتزم الاستيلاء على ثرواتهم! هكذا أصبح النهب رسالة إنسانية! وقد ذكرني منطق بيلون بكل الأكاذيب الأمريكية التي تدعي أن لأمريكا رسالة إنسانية، وأنها بغزوها للعراق أرادت "تحريره" وتقديم "عقلها الحضاري" للمساكين هناك لتدلهم على أفضل الطرق لإدارة أوطانهم بنهب ثروات تلك الأوطان!
    في العام الماضي، وقف تيم راين أصغر أعضاء الكونجرس الأمريكي سنا في تاريخ أمريكا وخاطب الكونجرس بقوله: "ليست هناك كلمة واحدة صحيحة قيلت لنا عن الحرب في العراق، لقد كذبوا علينا حين قالوا لنا إننا محررون ولسنا غزاة".
    يمكن لبيلون، أو للرئيس جورج بوش، أن يتقنع بالأكاذيب من أجل النهب والسرقة، ولكن الحقيقة سرعان ما تتقدم وتتضح في السياسة والأدب، وفي ذلك الممر الذي تقفز فيه الصور الأدبية من عالم جون شتاينبك إلى الحرب الأمريكية على العراق.




    الموضوع فى حاجة إلى إضافاتكم
    و رؤيتكم
    sigpic
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;background-color:red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    جون شتايبنك



    للتحمـــــــــيل

    رواية عناقيد الغضب



    [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • دريسي مولاي عبد الرحمان
      أديب وكاتب
      • 23-08-2008
      • 1049

      #3
      مع جود توم وكينزي عشت أروع اللحظات القرائية رفقة شتينباك...
      عناقيد الغضب رواية كنت أسمع عنها منذ طفولتي حتى اتيحت لي أخيرا فرصة معانقتها...
      وقد أحالني العزيز ربيع منذ سنة الى رائعته تورتيلا فلات...
      شكرا لك أستاذي ربيع على اطلالة هنا على هذا الأديب العملاق.
      محبتي.

      تعليق

      • دريسي مولاي عبد الرحمان
        أديب وكاتب
        • 23-08-2008
        • 1049

        #4
        [align=center]
        الأقعى قصة لشتاينبك
        كان الوقت ظلاما تقريبا عندما قامالطبيب الشاب فيليبس بوضع كيسه على كتفه وغادر البركة في جزرها، تسلق أعلى الصخوروخاض على طول الشارع في حذائه المطاطي. أضواء الشارع كانت مضاءة وقت وصوله إلىمختبره التجاري الصغير في شارع مونتيري التعليبي. كان بناء ضيقا صغيرا يقف جزئياعلى أرصفة مياه الخليج وجزئيا على الأرض، في الجانبين تزاحمت معامل تعليبالسردين.

        الدكتور فيليبس تسلق الدرجات الخشبية وفتح الباب، الجرذان البيضاءفي أقفاصها ركضت أعلى وأسفل السلك والقطط الأسيرة في سجنها ماءت تطلب الحليب. أشعلالضوء فوق طاولة التشريح ووضع كيسه الرطب على الأرض، مشى تجاه الأقفاص الزجاجيةبجانب النافذة حيث تعيش الأفاعي المجلجلة، انحنى ونظر إلى الداخل. الأفاعي كانتمتكومة على نفسها ترتاح في زوايا القفص ولكن كل رأس بدا واضحا، العيون المغبرة بدتوكأنها تنظر إلى لا شيء، ولكن حالما انحنى الشاب فوق القفص، بدأت الألسنة المتشعبةالسوداء في الأطراف والوردية في الخلف ترتعش خارجا وتتحرك ببطء أعلى وأسفل إلى أنميزت الأفاعي الرجل وسحبت ألسنتها داخلا.

        خلع الدكتور فيليبس معطفه الجلديوأضرم نارا في الموقد الضيق، وضع قدرا من الماء على الموقد وأسقط علبة فاصولياء فيالماء ثم وقف محدقا في الكيس على الأرض. كان رجلا شابا مهملا بعينين لطيفتينمشغولتين كعيني من اعتاد النظر خلال المجهر لفترة طويلة، كان لديه لحية شقراءخفيفة.

        التيار الهوائي ركض يتنفس عبر المدخنة ولمحة من الدفء قدمت منالموقد، الموجات الصغيرة غسلت الأرصفة تحت البناية. مرتبة في رفوف في الغرفة، كانتهناك طبقة فوق أخرى من جرار المتحف التي تحوي العينات البحرية المحمولة التي يتعاملبها المختبر.

        فتح الدكتور فيليبس بابا جانبيا ودخل إلى غرفة نومه، خليةتحتوي على سرير عسكري، ضوء قراءة وكرسي خشبي غير مريح. سحب حذائه المطاطي وارتدىخفين مصنوعين من جلد الغنم وعندما قفل عائدا إلى الغرفة الثانية كان الماء فيالإبريق قد بدأ يهمهم.

        رفع كيسه إلى الطاولة تحت الضوء الأبيض وأفرغدزينتين من نجوم البحراستلقت بجانب بعضها البعض على الطاولة. عيناه المشغولتاناستدارتا تجاه الجرذان المشغولة في الأقفاص السلكية. أخذ حبوبا من كيس ورقي و صبهافي معالف الطعام و حالا انزلقت الفئران عن الأسلاك ونزلت على الطعام. زجاجة حليبعلى رف زجاجي بين إخطبوط صغير محنط وسمكة هلامية، رفعها الدكتور فيليبس وسار باتجاهقفص القطة ولكنه قبل أن يملأ الآنية وصل القفص وبلطف التقط قطة صغيرة ممشوقة مبقعة،شد عليها للحظة ثم أسقطها في صندوق صغير مطلي بالأسود، أحكم الغطاء وأغلق المزلاجثم أشعل المشعل الذي نفث الغاز في غرفة القتل، و بينما الكفاح الناعم القصير مستمرداخل الصندوق الأسود، ملأ الصحون بالحليب، إحدى القطط تسلقت يده فابتسم وداعبعنقها. الصندوق كان هادئا الآن فأطفأ المشعل لأن الصندوق امتلأ بالغاز.

        علىالموقد، كان قدر الماء يغلي باهتياج حول علبة الفاصوليا، رفع الدكتور فيليبس العلبةبواسطة زوج من الكلابات، فتحها وأفرغ الفاصوليا في صحن زجاجي. راقب نجم البحر علىالطاولة بينما كان يأكل. من بين أشعته، قطرات قليلة من سائل حليبي كانت تنتشر في كلاتجاه.

        عندما فرغ من تناول الفاصوليا وضع الصحن في الحوض وخطا إلى خزانةالمعدات، تناول منها مجهرا ومجموعة من أطباق العدسات الصغيرة، ملأ الأطباق واحداتلو الآخر من أنبوب نزع سدادته يحتوي على ماء البحر ثم رتبها في صف بجانب نجمالبحر، أخذ ساعته وألقاها على الطاولة تحت الضوء الأبيض المنسكب. الأمواج تحركتبتنهدات صغيرة تجاه الدعائم تحت الأرضية.

        تناول قطارة من أحد الأدراجوانحنى على نجم البحر، في تلك اللحظة كان هناك خطوات ناعمة على الدرجات الخشبيةوطرق قوي على الباب. تجهم وانطباع من الضيق عبر وجه الشاب وهو ذاهب ليفتح. امرأةطويلة منحنية كانت تقف في طريق الباب، كانت ترتدي بدلة معتمة جدا، شعرها المسترسلالطويل المتدلي على جبهة منبسطة تعمّه الفوضى ذاك أن الريح كانت تهب عليه وتعبث به،عيناها السوداوان لمعت في الضوء القوي.
        تكلمت بصوت ناعم حلقي : "هل يمكننيالدخول؟، أريد أن أتحدث معك".
        "
        إني مشغول تماما الآن" – قال بنصف قلب ـ "علي أنأقوم بأشياء في موعدها"، ولكنه وقف بعيدا عن الباب، فدلفت المرأة الطويلة إلىالداخل.

        - "
        سأظل هادئة إلى أن تستطيع الحديث معي".

        أغلق الباب وأحضرالكرسي غير المريح من غرفة النوم، وقال معتذرا :"كما ترين، العملية قد بدأت وعلي أنأنهيها"، كان قد اعتاد أن يأتيه كثير من الناس يدخلون يسألون. فيلجأ للقليل منروتين الشروحات للعمليات الجارية. كان يمكنه قولها دون تفكير: "اجلسي هنا، خلالدقائق سأكون قادرا على الإصغاء لك".

        انحنت المرأة الطويلة على الطاولة،بواسطة القطارة جمع الشاب السائل من بين أذرع نجم البحر لتبخ في وعاء من الماء وحركالماء بلطف بواسطة القطارة و بدأ يتمتم في شروحاته:
        "
        عندما تكون نجوم البحرناضجة جنسيا فإنها تفرز المني والبويضات في حالة الجزر، باختيار عينات ناضجة وأخذهاخارج الماء أهيأ لها ظرفا من المد المنخفض والآن خلطت المني بالبويضات ووضعت بعضامن المزيج في كل واحدة من زجاجات الساعة العشرة هذه. في غضون عشرة دقائق سأقتل تلكالتي في الزجاجة الأولى بالمنثول، وبعد ذلك بعشرين دقيقة سأقتل المجموعة الثانية،ومجموعة أخرى كل عشرين دقيقة. ثم سأسيطرعلى العملية في مراحل وسأعرض السلسلة علىشرائح المجهر للدراسة البيولوجية"، توقف قليلا وأضاف: "هل تحبين أن تتفرجي علىالمجموعة الأولى تحت المجهر؟".

        - "
        لا ، شكرا لك".

        استدار بسرعةتجاهها، الناس عادة يحبون النظر خلال الزجاج، ولكن هي لم تكن تنظر إلى الطاولةنهائيا بل إليه هو. عيناها السوداوان كانتا عليه ولكنهما بدتا و كأنهما لا تريانه. لقد أدرك لم، فالقزحية كانت غامقة مثل البؤبؤ، وما من فاصل لوني بينهما، الدكتورفيليبس جرحت كبرياؤه من جوابها، فرغم أن إجابة الأسئلة تسبب له الشعور بالضجر، إلاأن قلة الاهتمام بما يفعل تستفزه، ورغبة في إثارتها كانت تتنامىبداخله.

        "
        بينما أنتظر الدقائق العشرة الأولى لدي ما أفعله، بعض الناس لايحبون رؤيته وربما من الأفضل لك أن تدخلي تلك الغرفة ريثما أنتهي".
        - "
        لا"، قالتبنغمتها الناعمة المنبسطة، "افعل ما شئت، سأنتظر إلى أن تستطيع الحديثمعي"

        يداها استراحت بجانب بعضها البعض على حجرها، كانت مسترخية تماما. عيناها كانتا لامعتين ولكن باقي جسدها كان في حالة حركة مؤجلة. فكّر:" معدل أيضمتدن كذلك الذي لدى الضفدع، من النظرات!"، الرغبة في هزها خارج جمودها تملكتهثانية.

        أحضر إناء خشبيا هزازا إلى الطاولة، وضع المشارط والمقصّات وركب إبرةكبيرة مجوفة على أنبوب ضغط ، ثم من غرفة القتل أحضر القطة المترهلة الميتة ووضعهافي الإناء وربط أقدامها إلى خطافات في الجوانب، ألقى نظرة جانبية تجاه المرأة، لمتتحرك، ولم تزل في راحتها.

        القطة كشخت في الضوء و لسانها الوردي كان عالقابين أسنانها المدببة كالإبر. قص الدكتور فيلبس الجلد حول حلقها برشاقة، بواسطة مشرطأحدث شقا طوليا ووجد شريانا بواسطة تقنية لا تتطلب الصدع، وضع الإبرة في الوريدوربطها بالأحشاء.

        "
        سائل تحنيط" ، و شرح :"لاحقا سأحقن كتلة صفراء في النظامالوريدي وأخرى حمراء في النظام الشرياني من أجل تحليل الدورة الدموية – دروسبيولوجيا".
        نظر جانبا تجاهها، عيناها بدت مملوءة غبارا، نظرت بدون أي تعبير علىوجهها إلى حلق القطة المفتوح، ولا قطرة من الدم فرت والشق كان نظيفا. قال الدكتورفيليبس ناظرا إلى ساعة يده: "وقت المجموعة الأولى"، وهز مجموعة من كريستالاتالمنثول في زجاج الساعة الأولى. المرأة كانت تجعله عصبيا، الجرذان تسلقت أسلاكأقفاصها ثانية وصرت بصوت خافت، الأمواج تحت البناية ضربت الدعائم ضربات خفيفة،ارتعش الشاب، وضع قطعا من الفحم في الموقد وجلس، "الآن، ليس لدي ما أفعله لمدةعشرين دقيقة"،

        لاحظ كم كانت المسافة قصيرة بين شفتها السفلى وطرف ذقنها،بدت كمن يستيقظ على مهل ليأتي من بركة عميقة من الوعي. حركت رأسها وعينيهاالغبراوين خلال الغرفة ثم عادت إليه.
        - "
        كنت انتظر"، قالت ويداها ممددتان واحدةبجنب الأخرى على حجرها، " لديك أفاعي؟"
        "
        لماذا، نعم"، قالها بصوت مرتفع، "لديدزينتان من أفاعي الجرس، أستخرج منها السم وأرسله إلى مختبرات العقاقير ضدالسموم".

        استمرت بالنظر إليه ولكن لم تركز عليه، شملته بنظرها وبدت كمن ينظرفي دائرة كبيرة حوله،
        - "
        ألديك ثعبان ذكر؟ ثعبان مجلجل ذكر؟".

        "
        حسنايبدو أنه اتفق أني أعرف أنه لدي. جئت في أحد الصباحات ووجدت أفعى في الداخل– فيحالة جماع مع أخرى أصغر، ذلك نادر جدا في الأسر، أترين، وهكذا أعرف أن لدي ثعبانذكر".
        - "
        أين هو ؟"
        "
        لماذا، في القفص الزجاجي بجانب النافذة هناك"، تأرجحرأسها حولها قليلا لكن يديها الهادئتين لم تتحركا، استدارت ثانية نحوه: - "هل يمكنأن أراه؟"

        نهض ومشى إلى القفص بمحاذاة النافذة، على القاع الرملي كانت عقدةالأفاعي تستلقي مجدلة ولكن رؤوسها كانت تبدو واضحة، الألسنة خرجت واضطربت للحظة ثملوحت أعلى وأسفل تتحسس الجو والذبذبات فيه. أدار الدكتور فيليبس رأسه بعصبية، كانتالمرأة تقف بمحاذاته ، لم يسمع صوتها وهي تنهض من الكرسي، كل ما أحس به كان جلدالمياه للدعائم وصرير الفئران على المنخل السلكي. قالت برقة:
        - "
        أيها الذكر الذيتحدثت عنه؟"
        أشار إلى ثعبان سميك بلون رمادي مغبر يستلقي بمفرده في إحدى زواياالقفص، "ذاك، طوله حوالي خمسة أقدام، أفاعينا في ساحل المحيط الهادي تكون أصغرعادة، وقد اعتاد أن يأخذ كل الجرذان أيضا، ولذا عندما أريد الآخرين أن يأكلوا يكونعلي أن أخرجه بعيدا"
        حدقت المرأة في الرأس الجاف عديم الحس، اللسان المتشعبانزلق خارجا وظل يرتعش للحظة طويلة، - "أنت متأكد من أنه ذكر؟"
        "
        الأفاعيالمجلجلة مسلية جدا"، قالها بعفوية، "فكل تعميم تثبت خطأه، لا أحب أن أقول شيئاقاطعا حول أفعى جرس، ولكن، نعم أستطيع أن أؤكد لك أنه أفعى ذكر".
        عيناها لمتتحرك من الرأس المسطح، - " هل تبيعه لي؟"
        "
        أبيعه؟"، صرخ، "أبيعك إياه!"
        - "
        أنت تبيع العينات، اليس كذلك؟"
        "
        أوه نعم، بالطبع أبيعها".
        - "
        كم سعره؟ خمسةدولارات؟ عشرة؟"
        "
        أوه ، ليس أكثر من خمسة دولارات، ولكن هل تعرفين شيئا عن أفاعيالجرس؟، ربما تلدغين؟"

        نظرت إليه للحظة: -"لا أنوي أخذه معي، سأتركه هناولكني أريده أن يكون لي، أريد أن أجيء إلى هنا وأنظر إليه وأطعمه، وأن أعرف أنهلي"، وفتحت جزدانا صغيرا وأخرجت ورقة خمسة دولارات، "هاك، الآن إنه ملكي".
        بدأالدكتور فيليبس يشعر بالخوف، "يمكنك أن تأتي وتنظري إليه بدون أن تملكيه"
        - "
        أريده أن يكون لي"
        "
        أوه يا الهي"، صرخ، "لقد نسيت الوقت"، وركض نحوالطاولة،"تأخرت ثلاثة دقائق، لن أبالي كثيرا"، هز كريستالات المنثول في زجاجةالساعة الثانية ثم انسحب عائدا إلى القفص حيث كانت المرأة لا تزال تحدق في الثعبان. سألت: - "ماذا يأكل؟"
        "
        أنا أطعمهم جرذانا بيضاء، من القفص الذي هناك في الأعلى".
        - "
        هلا وضعته في القفص الآخر، أريد أن أطعمه".
        "
        ولكنه لا يحتاج طعاما، لقدتناول جرذا هذا الأسبوع، والأفاعي قد لا تأكل لمدة ثلاثة أو أربعة شهور، كان لديواحدة لم تأكل لما يزيد عن السنة"، بنغمتها المنفردة سألت: - "هل تبيعني جرذا؟" ،هز كتفيه بلا مبالاة: "فهمت، تريدين أن تراقبي كيفية أكل الأفاعي المجلجلة، حسنا،سأريك، الجرذ سيكلفك خمسة وعشرين سنتا، ذاك أفضل من مصارعة ثيران إن نظرت إليهبطريقة ما، وهو ببساطة ثعبان يتناول عشاءه إن نظرت إليه بطريقة أخرى"

        لهجتهأصبحت لاذعة، هو يكره الناس الذين يجدون الرياضة في صراع المخلوقات الحية. لم يكنرجل رياضة وإنما عالما بيولوجيا يمكنه قتل ألف حيوان لأجل المعرفة ولكنه لا يقتلولو حشرة من أجل المتعة. هذا ما كان قد استقر في ذهنه منذ أمد.
        أدارت وجهها ببطءنحوه وبداية ابتسامة تشكلت على شفتيها الرقيقتين، - "أريد أن أطعم ثعباني، سأضعه فيالقفص الآخر" و فتحت غطاء القفص العلوي وأنزلت يدها لداخله قبل أن يدرك ما كانت علىوشك أن تفعل، قفز إلى الأمام وسحبها إلى الخلف فارتطم غطاء القفص وأغلق.
        "
        ألاتعقلين؟"، سأل بشراسة، "ربما ما كان ليقتلك ولكنه كان سيصيبك بالمرض رغم كل مايمكنني أن أفعل من أجلك" .
        - "
        ضعه أنت في القفص الآخر"، قالت بهدوء. الدكتورفيليبس كان مصدوما، اكتشف أنه كان يحاول تجنب العينين المظلمتين اللتين لم تكوناتنظران إلى شيء. شعر بأن وضع جرذ في القفص خطأ بيّن، بل وإثم كبير، ولم يعرف لماذا. عادة كان يضع الجرذان في القفص عندما يريد شخص أو آخر رؤية ذلك، ولكن هذه الرغبةاليوم أشعرته بالمرض، حاول أن لا يعلل السبب كثيرا.
        "
        إنه أمر جيد للرؤية، يريككيف تعمل الأفعى، ويجعلك تقدرين أفعى الجرس، وهكذا أيضا كثيرون يصابون برعب الأفاعيالقاتلة لأن الجرذ ذاتي، بمعنى أن الشخص هو الجرذ، أما عندما تنظرين إلى الأمر كلهبموضوعية فالجرذ مجرد جرذ والرعب يختفي".

        أخذ عصا طويلة مزودة بأنشوطة جلديةمن على الجدار، فتح الشرك وأسقط الأنشوطة حول رأس الثعبان وضيق السير الجلدي، أفعىجرس جافة حادة ملأت الحيز، الجسد السميك تلوى وتمسك حول مقبض العصا، رفع الثعبانوألقاه في قفص التغذية، وقف جاهزا للهجوم للحظة ولكن الطنين خبا شيئا فشيئا، زحفالثعبان إلى زاوية، كون رقم ثمانية كبير (8) بجسده واستلقى بسكون. "كما ترين، هذهالأفاعي أليفة تماما، إني أملكها منذ وقت طويل، و افترض أني قادر على مسكها إذاأردت ولكن كل من يمسك أفاعي الجرس يلدغ آجلا أو عاجلا، ولا أريد أن آخذ هذهالفرصة"، التفت تجاه المرأة للحظة كارها أن يضع الجرذ في الداخل، تحركت مقابل القفصالجديد، عيناها السوداوان كانت على الرأس الحجري الصقيل للثعبان مرة أخرى، قالت:-" ضع جرذا في الداخل".

        على مضض اتجه إلى قفص الجرذان، لسبب ما كان يشعربالأسف من أجل الجرذ، وهو ما لم يشعر به من قبل، عيناه مرت فوق كتلة الأجسادالبيضاء المحتشدة التي تتسلق المنخل المعدني باتجاهه. "أي واحد؟"، فكّر، "أي واحدمنها سيكون؟"، وفجأة استدار غاضبا تجاه المرأة، "ألا تفضلين أن أضع قطة في الداخل؟عندها ستشاهدين قتالا حقيقيا، بل وربما تفوز القطة ولكن إن فعلت فقد تقتل الثعبان،سأبيعك قطة إن رغبت!"
        دون أن تنظر إليه قالت: -"ضع جرذا في الداخل، أريده أنيأكل".
        فتح قفص الجرذان وغرز يده في الداخل، أصابعه أمسكت بذيل فرفع جرذا ممتلئالجسم أحمر العينين من القفص كافح محاولا عض أصابعه إلى أن فشل و تدلى بلا حراك منذيله. مشى بسرعة عبر الغرفة، فتح قفص التغذية وأسقط الجرذ على رمل القفص. صاح: "الآن راقبيه".
        لم تجبه المرأة، عيناها على الثعبان الذي كان مستلقيا ساكناولسانه يرتعش داخلا خارجا بسرعة يتذوق هواء القفص. هبط الجرذ على أقدامه، استداروتشمم حول ذيله العاري الوردي وباطمئنان هرول عبر الرمل متشمما، الغرفة كانت صامتة. والدكتور فيليبس لم يعرف إن كانت المياه هي من تنهد أم المرأة، وبزاوية عينه رأىجسدها ينحني ويتيبس.

        الثعبان تحرك خارجا بنعومة، اللسان تحرك داخلا وخارجا،الحركة كانت متسارعة، ناعمة لدرجة أنه لا يبدو أن هناك حركة على الإطلاق. في الطرفالآخر من القفص كان الجرذ يتزين في وضع جلوس ويلعق الشعر الناعم الأبيض على صدره،تحرك الثعبان محافظا على انحناء مثل حرف "S" في عنقه. الصمت أثار الشاب فشعر بالدميتدفق في جسده، وقال بصوت عال:"أنظري إنه يحافظ على الانحناء الضارب جاهزا، أفاعيالجرس حذرة وأقرب للجبن، الآلية أنيقة جدا، عشاء الثعبان يتم تناوله بعملية رشيقةكعمل الجراح، لا يأخذ الاحتمالات في حسبانه".
        انساب الثعبان نحو منتصف القفص حتىالآن، وقف الجرذ ورأى الثعبان وبلا مبالاة عاد للعق صدره. "إنه أجمل شيء فيالعالم"، قال الشاب وعروقه تنبض بقوة "إنه أكثر الأشياء فظاعةالعالم".

        الثعبان كان قريبا الآن، رأسه مرفوع بضع بوصات عن الأرض، رأسهيتموج ببطء إلى الوراء والأمام، كان يسدد و يأخذ مسافة، لمح الدكتور فيليبس المرأة،شعر بالغثيان، كانت تتموج هي الأخرى، ليس كثيرا، وإنما بشكل ضئيل.
        الجرذ نظر إلىالأعلى ورأى الثعبان، سقط على أربعة أقدام واقفا ثم كانت الضربة، الرؤية تعذرت فقدكانت مجرد ومضة، ارتج الجرذ تحت ضربة غير مرئية وعاد الثعبان مسرعا إلى الزاويةالتي قدم منها واستقر ولسانه يلعب بشكل مستمر.
        "
        مدهش"، صرخ الدكتور فيليبس،" تماما بين عظام الكتف، المخالب لا بد وصلت القلب"
        سكن الجرذ، متنفسا كرئة بيضاءصغيرة، وفجأة خفق في الهواء ووقع على جانبه، أقدامه ركلت بتشنج لثانية ثم مات. المرأة استرخت، استرخت بكسل.
        "
        حسنا"، تساءل الشاب، " كان حماما عاطفيا، أليسكذلك؟"
        أدارت عينيها الضبابيتين تجاهه، وسألت: "هل سيأكله الآن؟".
        "
        بالطبعسيأكله. لم يقتله من اجل النشوة، قتله لأنه جائع".
        زوايا فم المرأة انقلبت إلىالأعلى هازئة، نظرت ثانية إلى الثعبان وقالت: -"أريد أن يراه يأكله".

        للتوخرج الثعبان من زاويته مرة أخرى، لم يكن هناك اعوجاج هجوم في رقبته هذه المرة،ولكنه اقترب من الجرذ بحذر شديد، جاهزا للارتداد إلى الوراء في حالة هاجمه الجرذ،مس الجسد برفق بواسطة أنفه الكليل وانسحب شاعرا بالرضا لأنه ميت، قام الثعبان بتحسسالجرذ من الرأس إلى الذيل بواسطة ذقنه، بدا وكأنه يقيس الجسد ويقبله، أخيرا فتح فمهووسع فكه على مفاصل الزوايا. الدكتور فيليبس وضع نصب عينيه ألا يلتفت تجاه المرأة،فكر، إن كانت تفتح فمها فسأشعر بالمرض والخوف، ونجح في إبقاء عينيه بعيدا.
        ثبتالثعبان فكه حول رأس الجرذ وبتؤدة بدأ بابتلاع الجرذ، الفكين تحركا وكامل الحلق زحفببطء واتسعت مفاصل الفك ثانية، الدكتور فيليبس استدار وذهب إلى طاولته ثانية، "لقدجعلت واحدة من السلسلة تفوتني"، قال بقسوة، "المجموعة لن تكون كاملة"، وضع واحدة منزجاجات ساعة اليد تحت مجهر قليل القوة ونظر إليها، ثم سكب كل محتويات الزجاجات بغضبفي الحوض.

        الأمواج انخفضت إلى همس رطب قادم من النافذة، الرجل الشاب أمسكبيت الفخ إلى قدميه وأسقط نجم البحر في المياه السوداء، توقف عند القطة التي انحنتوتجهمت بسخرية في الضوء،جسدها كان منتفخا بدم محنط، أوقف الضغط، سحب الإبرة وربطالأوردة.
        "
        هل تشربين بعض القهوة؟"
        - "
        لا، شكرا لك سأذهب حالا".
        مشىإليها حيث وقفت أمام قفص الثعبان، الجرذ كان مبتلعا كله عدا بوصة من الذيل الورديعلقت خارجه كلسان ساخر. الحلق اتسع ثانية واختفى الذيل، مفاصل الفك عادت لمواقعهاوالثعبان زحف بتثاقل إلى زاويته، شكل رقم ثمانية كبير وألقى برأسه على الرمال.
        - "
        إنه نائم الآن"، قالت المرأة، "إني ذاهبة، ولكني سأعود وأطعم ثعباني كل حين وسأدفعثمن الجرذان، أريده أن ينال وفرة منها وفي بعض الأحيان سآخذه معي بعيدا"، عيناهارجعت من حلمها المغبر للحظة: "تذكر أنه لي، لا تأخذ سمّه، أريده أن يحتفظ به، ليلةسعيدة" و مشت بنعومة إلى الباب وخرجت، سمع وقع أقدامها على الدرج ولكن لم يسمعخطوها على حجارة الرصيف.
        الدكتور فيليبس أدار كرسيا وجلس مقابل قفص الأفعى، حاولأن يمسد زوره وهو ينظر إلى الثعبان المخدر. "قرأت الكثير عن رموز الجنسالسيكولوجية"، فكّر، "ولكني لا أفهم، ربما أني وحيد جدا، ربما علي أن أقتل الثعبان،لو أني أعلم، لا، لا.. لا يمكنني أن أصلي لأي شيء".

        لأسابيع توقع عودتها، "سأخرج وأتركها وحدها هنا عندما تعود، لا أريد أن أرى الشيء اللعين ثانية". لم تعدثانية أبدا، ولأشهر بحث عنها وهو يتجول في البلدة، مرارا ركض خلف امرأة طويلة ظانّاأنها هي، ولكنه لم يرها مرة أخرى إلى الأبد.

        هامش : كتبت القصة عام 1938،
        :The Long Valley
        John Steinbeck
        ترجمة رقية كنعان كاتبة أردنية
        [/align]

        تعليق

        • أحمد عيسى
          أديب وكاتب
          • 30-05-2008
          • 1359

          #5
          سمعت اسمه كثيراً ، ولكن لم أقرأ له للأسف ...
          سأستغلها فرصة للتعرف عليه وقراءة بعض أعماله ..

          أشكركم أستاذي ربيع وأخي محمد ودريسي ..

          متابع معكم ..
          ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
          [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

          تعليق

          • محمد سلطان
            أديب وكاتب
            • 18-01-2009
            • 4442

            #6
            تقريباً كان هذا آخر رائد من الرواد الذين التففنا حولهم ذات يوم ..

            لنواصل معك ربيعي أمتع الكتاب . .

            للتذكير :

            كانت البداية بالأسطورة "يوسف إدريس"

            ثم جاء "نجيب محفوظ "

            ثم ماذا .........؟؟؟

            ننتظر أستاذي الغالي ....؟؟ وبعد إذنكم سأقوم بتثبيتها لمدة 3 أيام حتى يتم التجديد و إكتشاف رائد جديد ..

            تحياتي للجميع وأرجو المتابعة ..
            صفحتي على فيس بوك
            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              هى دعوة معرفية لقامة كبيرة من قامات الأدب القصصى و الروائى
              لابد من التوقف عندها كثيرا
              و التزود منها
              لأنها لم تكن عابرة فى حياة الأدب
              بل لها بصمات
              ومن لم يقرأ جون شتاينبك لا يعرف قيمة الأدب الجميل !!

              اقرأو و أضيفوا لهذه النافذة
              و طعموها بكتاباته على النت و غيره

              محبتى للجميع
              sigpic

              تعليق

              • فواز أبوخالد
                أديب وكاتب
                • 14-03-2010
                • 974

                #8
                شكراااااااا لك أستاذنا الكبير ربيع عقب الباب
                [align=center]

                ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
                الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
                http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

                ..............
                [/align]

                تعليق

                • د.إميل صابر
                  عضو أساسي
                  • 26-09-2009
                  • 551

                  #9
                  أقترح اسما
                  أو جي هنري (صاحب قصة هدية عيد الميلاد) والتي صدرت في جزئين كهدية مجانية مع جريدة القاهرة ونشر لها نقد بجريدة الأهرام للقدير د.فودزي فهمي
                  [frame="11 98"]
                  [FONT=Tahoma][SIZE=6][FONT=Tahoma][FONT=Tahoma][SIZE=6][FONT=Simplified Arabic][COLOR=blue][SIZE=5][SIZE=6][FONT=Tahoma][COLOR=#000000]"[/COLOR][/FONT][/SIZE][FONT=Simplified Arabic][COLOR=navy][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#000000][FONT=Tahoma]28-9-2010[/FONT][/COLOR][/FONT][/COLOR][/FONT]
                  [FONT=Simplified Arabic][COLOR=navy]
                  [FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic]هناك أناس لو لم يجدوا جنازة تُشبع شغفهم باللطم، قتلوا قتيلا وساروا في جنازته[/FONT][/COLOR][COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic]لاطمون.[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                  [COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic][FONT=Tahoma][SIZE=5]لدينا الكثير منهم في مصر.[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR][/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT][SIZE=6]" [/SIZE]
                  [SIZE=4]د.إميل صابر[/SIZE]
                  [/FONT][/SIZE][/FONT]
                  [CENTER][FONT=Tahoma][COLOR=navy][B]أفكار من الفرن[/B][/COLOR][/FONT][/CENTER]
                  [CENTER][U][COLOR=#000066][URL]http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=484272[/URL][/COLOR][/U][/CENTER]
                  [/frame]

                  تعليق

                  • أحمد عيسى
                    أديب وكاتب
                    • 30-05-2008
                    • 1359

                    #10
                    بدأت في قراءة رواية The Pearl أو اللؤلؤة للكاتب الرائع : جون شتاينبك

                    قصة مبدعة تحكي عن أحلام البسطاء حين تتحطم أمام الظلم والعنصرية
                    وعن الأحلام حين تتجدد مرة أخرى ويصبح تحقيقها على مرمى حجر ..

                    لم أنته منها بعد .. لكن العبقرية تبدو من أول وهلة وحتى السطر الأخير ..
                    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                    تعليق

                    يعمل...
                    X