نظرة في محاورات إبليس مع أنبياء الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إبراهيم كامل أحمد
    عضو أساسي
    • 23-10-2009
    • 1109

    نظرة في محاورات إبليس مع أنبياء الله


    [align=center]
    محاورات إبليس مع أنبياء الله
    [/align]
    [align=justify]
    حوت الكتب كثيراً من الحكايات عن لقاءات ومحاورات جرت بين إبليس وأنبياء الله . وتعكس هذه المحاورات إيمان القاص الشعبى بأن إبليس عدو آدم وبنيه المستمر فى عداوته، والمصر عليها إلى يوم يبعثون.. ألم يقل لله تعالى : " أنظرنى إلى يوم يبعثون " ( سورة الأعراف - آية 14 ) وقال أيضا لله تعالى : " فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولاتجد أكثرهم شاكرين " ( سورة الأعراف 16-17 ).

    فإبليس قال لله تعالى بسبب إغوائك إياى وإضلالك إياى !!!، لأقعدن لأولاد آدم على منافذ شريعتك أمنع من أراد الوصول إليها، لا أترك جهة من حياتهم إلا هجمت عليهم منها. ولما كان أنبياء الله عليهم السلام هم صفوة بنى آدم، وخيرة ذريته حرص إبليس على التعرض لهم ومحاولة إغوائهم. ومن الغريب أن يقدم إبليس بعض النصائح، ولكنه يعود فيندم على نصحه لبنى آدم.

    وبإمكاننا أن نعد " محاورات إبليس مع أنبياء الله " مشاهد مسرحية كتبت بإبداع وحرفية ونسج الحوار فيها بتفنن.. وبالطبع فلا أحد يستطيع الجزم أن تلك المحاورات قد جرت في الواقع.. والغالب أنها كتبت ضمن أدب النوادر وكانت بمثابة إرهاصات بالأدب المسرحي العربي الوعظي الذي يشبه المسرح الديني في الغرب.

    حوار بين آدم وإبليس

    تخيل الإمام القشيرى علم الصوفية الشهير فى كتابه " لطائف الإشارات " حواراً جرى بين آدم وإبليس وقد بنى الحوار على قول إبليس لله تعالى " فبما أغويتنى "، وادعائه ان الله تعالى أضله .

    آدم : أيها الشقى، وسوست لى، ففعلت.
    إبليس : هب أنى كنت شيطانك ، فمن شيطانى ؟

    إبليس يضيع فرصة للتوبة

    حدث سالم بن عبد الله عن أبيه قال : لقى إبليس اللعين - وقد تصور في صورة رجل - نبي الله موسى الكليم ( ص ) فجرى بينهما الحوار التالى :
    إبليس : يا موسى أنت الذى اصطفاك الله برسالته، وكلمك تكليماً، وأنا من خلق الله أذنبت فأنا أريد أن أتوب، فاشفع لى عند ربك عز وجل أن يتوب على.

    فدعا موسى ربه، فأوحى له الله تعالى أن الذى يكلمه إبليس، وأمره أن يسجد إبليس لقبر آدم فيتاب عليه.

    موسى : قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك.
    إبليس : ( باستكبار وغضب ) لم أسجد له حياً أسجد له ميتاً.

    (ثم نصح إبليس موسى !! ) يا موسى إن لك حقاً بما شفعت لى عند ربك فاذكرنى عند ثلاث، ولا تهلك إلا فيهن، أذكرنى حين تغضب فإن وحيى فى قلبك، وعينى فى عينك، وأجرى منك مجرى الدم. وأذكرنى حين تلقى الزحف فإنى آتى ابن آدم حين يلقى الزحف فأذكره ولده وزوجته وأهله حتى يولى. وإياك أن تجالس امرأه ليست بذات محرم فإنى رسولها إليك ورسولك إليها. ثم ولى إبليس وهو يقول : يا ويلى.. يا ويلى أعلم موسى ما يحذر به بنى آدم .

    إبليس يقول للنبى يحيى لن أنصح أدميا بعدك

    قال وهيب بن الورد : بلغنا أن الخبيث إبليس تبدى ليحيى بن زكريا فدار بينهما الحديث التالي :

    إبليس : إني أريد أن أنصحك.
    يحيى : كذبت أنت لا تنصحني، ولكن أخبرنى عن بني آدم.
    إبليس : هم عندنا على ثلاثة أصنااف، أما أول صنف منهم فهم أشد الأصناف علينا، نقبل عليه حتى نفتنه ونستمكن منه، ثم يتفرغ للإستغفار والتوبة، فتفسد علينا كل شيء، ثم نعود له فيعود فلا نحن نيأس منه، ولا نحن ندرك منه حاجتنا فنحن من ذلك في عناء. وأما الصنف الثاني فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم نتلقفهم كيف شئنا قد كفونا أنفسهم وأما الصنف الأخير فهم مثلك معصمون لا نقدر منهم على شيء.
    يحيي : على ذلك هل قدرت منى على شيء ؟
    إبليس : لا إلا مرة واحدة فإنك قدمت طعاماً لتأكل فلم أزل أشهيه إليك حتى أكلت منه أكثر مما تريد فنمت تلك الليلة فلم تقم إلي الصلاة كما كنت تقوم إليها .
    يحيي : لا جرم لا شبعت من طعام أبداً.
    إبليس : لا جرم لا نصحت آدمياً بعدك.

    ومن هنا جاء التوجيه النبوي الشريف. . فالنبي محمد (ص) قال ما معناه " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع " فالشبع و التخمة ثغرة ينفذ منها إبليس، ويتغلب على بنى آدم.

    ميلاد عيسي بن مريم

    عندما ولد المسيح عيسي بن مريم عليه السلام جاءت جماعة الشياطين إلي إبليس وهو على عرش له فى لجة خضراء يمثله بعرش الرحمان يوم كان على الماء. فلما رأى إبليس جماعتهم فزع من ذلك ولم يرهم جميعاً منذ فرقهم قبل تلك الساعة. ولما سألهم أخبروه أنه قد حدث في الأرض حدث، وأصبحت الأصنام منكوسة على رؤوسها ولم يكن شيء أعون على هلاك بني آدم منها. فطار إبليس يستطلع الأمر، ورجع إلي أصحابه وأخبرهم بمولد المسيح وقال لهم : " لقد كتم عني شأنه وما اشتملت قبله رحم أنثي على ولد إلا بعلمي ولا وضعته قط إلا وأنا حاضرها، إني لأرجو أن أضل به أكثر مما يهتدي به، وما كان من بني قبله أشد وعليكم منه ".

    إبليس يغرى المسيح بالإنتحار

    وقال طاوس ابن كيسان ففيه اليمن : لقي عيسي بن مريم عليه السلام إبليس، فدار بينهما الحديث التالي :

    إبليس : أما علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك.
    عيسي : نعم.
    إبليس : فارق إلي ذروة هذا الجبل وترد منها، فانظر أتعيش أم لا ؟
    عيسي : أما علمت أن الله قال : " لا يختبرني عبدى فإني أفعل ما شئت. إن العبد لا يبتلي ربه، ولكن الله يبتلي عبده ".

    وتبين المحاورة مكر إبليس ودهائه، ومدى حقده على المسيح الذي قال عنه يوم مولده لجماعة الشياطين " وما كان من بني آدم قبله أشد على وعليكم منه "
    [/align]
    [CENTER][IMG]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?albumid=136&pictureid=807[/IMG][/CENTER]
يعمل...
X