---الإقتباس الأصلي بواسطة (د. توفيق حلمي)--- كانت مصر عبر التاريخ دولة قوية تعتمد على قوتها العسكرية والاقتصادية ، ولم تكن في حاجة إلى تحالف مع قوى أخرى في العالم لتحقيق مصالحها وسيادتها ، ولم تكن لها طموحات للخروج خارج حدودها مكتفية بالحفاظ على تلك الحدود التي تعدها مقدسة. وربما كان ذلك من الأسباب التي مكنت قوى أخرى في العالم أشد قوة منها ، أن تنجح في احتلال مصر ، مثل الإمبراطورية الرومانية مثلاً ، فلم يكن لمصر تحالفاً تستنجد به لمواجة الغزاة في فترات ضعفها أو مرورها بمرحلة اضمحلال. ظل الحال كذلك حتى رحلت الحملة الفرنسية على مصر ، وقد أنهت حكم المماليك ، ليتخير الشعب المصري حاكماً بإرادته ، ربما لأول مرة في تاريخه ، وهو محمد علي عام 1805. أدرك محمد علي بذكائه الثاقب ، أن مصر يجب عليها أن تلحق بالعصر الحديث ، بما استجد فيه من علوم تعين على القوة الاقتصادية والعسكرية ، وإلا ظلت لقمة سائغة للأمم التي سبقتها ، ولا طاقة لها لردها ، فقد مضت حروب الفرسان والمجانيق ، واكتسحتها المدافع والبنادق والقنابل. كانت سياسة محمد علي الداخلية صارمة في معركته لجعل مصر دولة زراعية صناعية حديثة -...

أكثر...