---الإقتباس الأصلي بواسطة (د. توفيق حلمي)--- _لقائي معي_ كان اليوم لقائي معي ، بعدما نفدت الحُجَج في مآقي الاعتذار ، فأبصرت محيّا اللقاء ، يتورد الشوق في وجنتيه ، ويُطل العتاب من عينيه ، أين أنت ؟! أجَفَلت لسؤال نَظْرَتِهِ وكأنني لم أكن أتوقعه ، بل كنت ؛ لكن أُمْنِيَةَ بشاشة الرِّفْق قد سبقت خَشية عُبوس العتبى. ومن يَتُوق إلى جلسةٍ في وارف ظلال الحبيب ؛ لا يشغله احتمال تسلل لفحة الشمس من بين غضيض الأوراق والثمر. حِرْتُ أُجيبه ، فما كان من نظرة الحيرة إلا أن عانقتها نظرة العتاب ، لتنقشع في لحظة واحدة سُحُب النظرات ، ويُرْفَعُ السّتار عن سماءٍ تهللت بالبسمات التي زخرفت البساط العريض ، الممتد على مرمى البصر ، وراحت تلثم الأرض في محيط الأفق. جَرَت طقوس اللقاء مثلما تجري كل مرة ، فلا يحتمل حديث النجوى ضجيج الدنيا وصخب الضياء وثرثرة الصحبه ، إنما يكون في صومعة النُّها ، يلفها الهدوء ، حيث ينفرد المعتكف بأسفاره ، لا يقتحم خلوته أحد أو يخدش اعتزاله صوت ، فتصفو نفسه كما تصفو اللؤلؤة في صدفتها.
أكثر...
أكثر...