عبق أمل
6/1/2010
رآها من خلف زجاج البوابة
كانت ضمن مجموعة من الجرحى الذين أحضرتهم للتو سيارات الإسعاف من منطقة الانفجار الكبير الذي أحدثه صاروخ صهيوني ضخم سقط على بيتها ..
كانت في الخامسة من عمرها ..
بعض أهلها وصل ميتا
بعضهم كان مقطعا أشلاء ..
وبعضهم اختفت آثاره .. طارت ذراته إلى الهواء ..
وكانت هي تسابق المسعفين إلى باب الدخول ..
لم تنتظر أحدا ليحملها بين يديه ..
يدها الشمال مقطوعة بالكامل .. إلا من شريط جلدي ما زال متشبثا ببعضه ..
ويدها الأخرى..
تسند بطنها المكشوف ..
جرى نحوها بسرعة ..
وعندما وصل ..
وجدها تلملم أمعاءها .. التي اندلقت خارجا ..
تحاول إعادتها إلى داخل جسدها المهشم ..
لم تكن تبكي ..
ولم تصرخ ..
ورغم المشهد الدموي
استطاع أن يرى في وجهها بقايا ابتسامة
وعبق أمل .
تعليق