الرِّيَاحُ الْغَرْبِيَّةُ الْبَارِدَةُ ، قصة للشاعر الدكتور/ عزت سراج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عزت سراج
    عضو الملتقى
    • 06-01-2010
    • 19

    الرِّيَاحُ الْغَرْبِيَّةُ الْبَارِدَةُ ، قصة للشاعر الدكتور/ عزت سراج

    الرِّيَاحُ الْغَرْبِيَّةُ الْبَارِدَةُ
    قصة قصيرة من مجموعة
    لَيْلَى تَعْرِفُ الطَّرِيقَ إِلَى بَيْتِهَا
    للشاعر الدكتور / عزت سراج
    ـــــــــــــ
    [frame="5 80"]
    [align=justify]
    تَدْخُلُ الْقَوَارِبُ ـ مُسْرِعَةً ـ شَاطِئَ مِينَاءِ بُورِ سَعِيدٍ تَتَهَادَى مُجَنَّحَةً يَمْنَةً وَيَسْرَةً كَعَرُوسٍ لَيْلَةَ دُخْلَتِهَا تَخْتَالُ رَاسِيَةً دَاخِلَ الْمِينَاءِ فِي هُدُوء00
    يَقْفِزُ الصَّيَّادُونَ مُتَعَجِّلِينَ الْعَوْدَةَ حَامِلِينَ فَوْقَ أَكْتَافِهِمُ الْمَكْدُودَةِ طَاوِلاتِ السَّمَكِ وَمَا فَاضَ بِهِ الْكَرِيمُ مِنْ رِزْقٍ حَلالٍ 0
    يَسْبِقُهُمْ ـ فِي خِفَّةٍ ـ مُحَمَّدٌ فُؤَادٌ عَفِيفِي الْبَمْبُوطِيُّ الأَخِيرُ فِي عَائِلَتِهِ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ وَجَدِّهِ غَرَقًا فِي مِيَاهِ الْبَحْرِ الْكَبِيرِ ذَاتَ لَيْلَةٍ شِتَائِيَّةٍ مُمْطِرَةٍ هَبَّتْ فِيهَا الرِّيحُ الْغَرْبِيَّةُ الْبَارِدَةُ قَالِبَةً قَارِبَهُمَا فِي عُرْضِ الْبَحْرِ 0
    تَبْدُو مَدِينَةُ السُّوَيْسِ بَعْدَ الْغُرُوبِ غَارِقَةً فِي مِيَاهِ الْقَنَاةِ سَاكِنَةً كَأَنَّمَا خَلَتْ مِنْ سَاكِنِيهَا 000
    الشَّوَارِعُ مُظْلِمَةٌ إِلا مِنْ بَقَايَا ضَوْءٍ خَافِتٍ يَتَسَلَّلُ مِنْ أَحَدِ الأَعْمِدَةِ الْخَشَبِيَّةِ فِي مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ 000
    الأَمْطَارُ الْغَزِيرَةُ تَغْسِلُ الأَرْصِفَةَ الْمُتَلأْلِئَةَ ، وَأَشْجَارُ الصَّفْصَافِ عَلَى الْجَانِبَيْنِ تَهْتَزُّ مُرْتَعِشَةً تَعْصِفُ بِفُرُوعِهَا تِلْكَ الرِّيحُ الْغَرْبِيَّةُ الْبَارِدَةُ 0
    ـ أَسْرِعْ يَا رَجُلُ ، الأَمْطَارُ تَتَزَايَدُ ، وَاللَّيْلُ يَدْخُلُ زَاحِفًا عَلَيْنَا ، هَيَّا يَا رَجُلُ هَيَّا !!
    ـ الْحِمْلُ ثَقِيلٌ وَأَخْشَى السُّقُوطَ فِي الأَوْحَالِ ، لا تَتَعَجَّلْ !! إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ 0
    ـ هَيَّا يَا رَجُلُ ، لَيْسَ لَدَيْنَا وَقْتٌ 0
    ـ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ 0
    ـ الأَمْطَارُ تَتَثَاقَلُ يَا رِجَالُ ، أَسْرِعُوا !!
    ـ وَرَاءَكَ يَا بَمْبُوطِيُّ ، نَحْنُ وَرَاءَكَ إِنْ شَاءَ اللهُ 0
    يَتَجَاوَزُونَ حَيَّ " الْجَنَايِنِ " مُتَّجِهِينَ إِلَى قَرْيَةِ " أَبِي عَارِفٍ " ، يُهَرْوِلُونَ مُخْتَبِئِينَ تَحْتَ شَجَرَةِ كَافُورٍ حَتَّى تَخِفَّ الأَمْطَارُ 000
    يُلْقُونَ بِالطَّاوِلاتِ دَاخِلَ الْمَحَلِّ قَابِضِينَ ثَمَنَهَا مُسْرِعِينَ نَحْوَ الْمَقْهَى 000
    دَاخِلَ قَهْوَةِ " الْبَمْبُوطِيَّةِ " يَتَجَمَّعُ الصَّيَّادُونَ كُلَّ مَسَاءٍ يَتَقَاسَمُونَ الأَرْزَاقَ حَامِدِينَ رَبَّهُمْ شَاكِرِينَ لَهُ نِعَمَهُ الَّتِي لا تَدُومُ 000 !!
    يَغْمُرُهُمُ الْبَمْبُوطِيُّ بِابْتِسَامَاتِهِ الرَّقِيقَةِ وَنِكَاتِهِ السَّاخِنَةِ مُدَاعِبًا خَيَالاتِهِمْ فِي ضَحِكٍ لا يَنْقَطِعُ ، نَافِخًا بَيْنَ كَفَّيْهِ مُطْبِقًا عَلَيْهِمَا مُدَلِّكًا أُذُنَيْهِ وَكَتِفَيْهِ مَانِحًا رُوحَهُ بَعْضَ الدِّفْءِ 000
    كَأَنَّمَا خُلِقَ لِلْمَاءِ يَعْرِفُ الْبَمْبُوطِيُّ أَسْرَارَ الْبَحْرِ ، يُحَدِّثُهُمْ كُلَّ لَيْلَةٍ بَعْدَ صَلاةِ الْعِشَاءِ عَنْ جِنِّيَّات ِالْبَحْرِ اللائِي يُقَابِلْنَهُ عَارِضَاتٍ عَلَيْهِ ـ فِي إِغْوَاءٍ ـ مَفَاتِنَ أَجْسَادٍ مَرْمَرِيَّةٍ تَتَلأْلأُ تَحْتَ ضَوْءِ الْقَمَرِ رَاغِبَاتٍ فِي بَقَائِهِ مَعَهُنَّ ، وَكَيْفَ يَفِرُّ مِنْهُنَّ بَيْنَ أَشْجَارِ الْبُرْتُقَالِ لِتَلْحَقَ بِهِ إِحْدَاهُنَّ وَتُوَاقِعَهُ كَأَجْمَلِ مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ أُنْثَى تَشْتَهِي فَوْقَ الْحَشَائِشِ الْخَضْرَاءِ ، فَلا يُفِيقُ حَتَّى تَنْتَهِيَ مُقَبِّلَةً بَيْنَ صَدْرِهِ مُغَادِرَةً تَغُوصُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ 000
    ـ كَفَى أَحْلامًا يَا بَمْبُوطِيُّ ، أَيَّةُ جِنِّيَّاتٍ يَا رَجُلُ ؟ وَلِمَاذَا أَنْتَ وَحْدَكَ ؟ إِنَّهَا أَحْلامُ الْيَقَظَةِ يَا رَجُلُ !!
    ـ أُقْسِمُ لَكُمْ حَدَثَ هَذَا عَشَرَاتِ الْمَرَّاتِ 0
    ـ يَا رَجُلُ بَلْ هِيَ مُجَرَّدُ خَيَالاتٍ وَأَوْهَامٍ 0
    ـ عَلَى الْعُمُومِ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَأْتُوا مَعِي غَدًا لِتَرَوْا بِأَعْيُنِكُمْ 0
    ـ لا يَا عَمُّ ، أَنْتَ حُرٌّ مَعَ جِنِّيَّاتِكَ الْجَمِيلاتِ 0
    يَضْحَكُونَ مَازِحِينَ فِي بَسَاطَةٍ ، يَشْرَبُونَ الشَّايَ وَالزَّنْجَبِيلَ الْحَارَّ فِي مَرَحٍ لا يَنْتَهِي 000
    ـ يَكْفِي هَذَا اللَّيْلَةَ ، لِنَعُدْ إِلَى بُيُوتِنَا ، عَلَى أَنْ نَلْتَقِيَ عِنْدَ الْفَجْرِ فِي الْمِينَاءِ 0
    ـ إِنْ شَاءَ اللهُ 0
    يَنْصَرِفُونَ مُبْتَهِجِينَ يَتَنَاسَوْنَ أَوْجَاعَ النَّهَارِ حَامِلِينَ لِنِسَائِهِمْ بَعْضَ الْخَيْرَاتِ 000
    شَارِدًا كَيَمَامَةٍ بَرِّيَّةٍ يَمْضِي الْبَمْبُوطِيُّ وَحْدَهُ ، يَمُرُّ جِوَارَ الْقُبُورِ الْمُتَنَاثِرَةِ مُتَفَادِيًا أَشْجَارَ السَّنْطِ ، قَاطِعًا حُقُولَ الْقَرْيَةِ إِلَى بَيْتِهِ 000
    كَمِثْلِ شَجَرَةِ النَّبْقِ ، حَانِيَةً تَفْتَحُ زَوْجُهُ الْبَابَ وَقَدْ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا لِقَضَاءِ أُمْسِيَةٍ دَافِئَةٍ بَيْنَ أَحْضَانِهِ 000
    يَتَعَانَقَانِ فِي اشْتِيَاقٍ 000
    يَحْتَضِنَانِ رَضِيعَهُمَا " فُؤَادًا " 000
    تَقْفِزُ " رَحْمَةُ " بِنْتُ الرَّابِعَةِ فَوْقَ ظَهْرِ أَبِيهَا خَفِيفَةَ الرُّوحِ كَنَسْمَةٍ شَرْقِيَّةٍ رَقْرَاقَةٍ 000
    ـ احْمِلْنِي إِلَى السَّرِيرِ !!
    ـ حَاضِرٌ يَا رَحْمَةُ 0
    ـ لا تَقِفْ حَتَّى أَقُولَ لَكَ !!
    ـ كَمَا تَشَائِينَ 0
    ـ انْزِلِي يَا بِنْتُ يَكْفِي هَذَا ، إِنَّهُ مُجْهَدٌ ، أَلَمْ تَتْعَبِي مِنَ اللَّعِبِ طَوَالَ النَّهَارِ ؟
    ـ قِفْ هُنَا !! أَنْزِلْنِي !!
    ـ عَلَى مَهَلِكِ يَا صَغِيرَتِي الْجَمِيلَةَ 0
    تَقْفِزُ رَحْمَةُ مِنْ ظَهْرِهِ إِلَى صَدْرِ أُمِّهَا الْمُبْتَسِمَةِ دَاعِيَةً لَهُ بِطُولِ الْعُمْرِ وَالْعَافِيَةِ 0
    يَتَنَاوَلُونَ ـ فِي ارْتِيَاحٍ ـ بَعْضَ الأَسْمَاكِ الْمَشْوِيَّةِ وَحَبَّاتِ التُّفَّاحِ ، يَذُوبَانِ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ ، ثُمَّ يَنْعَسَانِ هَادِئَيْنِ فِي سَلامٍ 000
    عِنْدَ الْفَجْرِ يَلْتَقِي الصَّيَّادُونَ يَحْمِلُونَ ـ فَوْقَ أَكْتَافِهِمْ ـ أَحْلامَهُمُ الْبَسِيطَةَ فِي صَيْدٍ وَفِيرٍ هَذَا النَّهَارَ000
    يَقْفِزُونَ فَوْقَ الْقَوَارِبِ الْخَشَبِيَّةِ الرَّاسِيَةِ مُتَوَكِّلِينَ عَلَى اللهِ ، يُتَمْتِمُونَ ـ صَابِرِينَ ـ بِالآيَاتِ قَانِعِينَ مُرَدِّدِينَ فِي حَمَاسٍ وَرَاءَ الْبَمْبُوطِيِّ مَا يَتْلُو مِنْ سُوَرِ الْقُرْآَنِ 000
    يَخُوضُونَ اللُّجَّةَ غَيْرَ عَابِئِينَ بِالأَمْوَاجِ الْمُتَلاطِمَةِ كَالْجِبَالِ حَوْلَهُمْ بَيْنَمَا وَقَفَ الآَخَرُونَ عَلَى السَّاحِلِ مَشْدُوهِينَ 000
    فِي مَهَارَةِ السَّبَّاحِ الْعَارِفِ يَقْفِزُ الْبَمْبُوطِيُّ فَوْقَ الْمَوْجِ لا يَخْشَى الْغَرَقَ كَأَنَّمَا تَعَهَّدَ الْبَحْرُ أَنْ يَمْنَحَهُ قُوَاهَ خَاضِعًا 000
    يَضْحَكُ الصَّيَّادُونَ مُتَغَامِزِينَ فِي رِقَّةٍ مَدْهُوشِينَ مِنْ قُدْرَةِ الْبَمْبُوطِيِّ عَلَى تَجَاوُزِ الأَمْوَاجِ وَالرُّكُوبِ فَوْقَهَا كَأَنَّهَا خُيُولٌ مُدَرَّبَةٌ تَعْرِفُ كَيْفَ يَمْتَطِي ظَهْرَهَا فَارِسُهَا النَّبِيلُ 0
    عَلَى مَشَارِفِ الأُفُقِ تَسْحَبُ الشَّمْسُ ذُيُولَهَا الْحَمْرَاءَ ، يَلْتَقِي قُرْصُهَا الذَّهَبِيُّ نَاعِسًا عَلَى مَوْعِدٍ بَعْدَ كُلِّ عَصْرٍ بِالْمِيَاهِ الْجَارِيَةِ عِنْدَ حَافَّةِ الْقَنَاةِ الْغَرْبِيَّةِ ، مُوَدِّعًا ـ فِي ارْتِجَافٍ ـ عَصَافِيرَ الْمَدِينَةِ الْعَائِدَةَ إِلَى أَعْشَاشِهَا بَعْدَ نَهَارٍ طَوِيلٍ لَحْظَةَ الْغُرُوبِ 000
    يَتَهَادَى قَارِبُ " سَيِّدِي شِبْلٍ " نَحْوَ سَفِينَةٍ تَمُرُّ لِيَمْنَحَ رُكَّابَهَا بَعْضَ حَبَّاتِ الْبُرْتُقَالِ الطَّازَجَةِ ، وَأَوْرَاقِ الْبَرْدِيِّ الْعَتِيقَةِ ، وَتِذْكَارَاتِ خَانِ الْخَلِيلِيِّ 000
    تَبْدُو السَّفِينَةُ مِنْ بَعِيدٍ كَالْهَرَمِ الأَكْبَرِ يَسْبَحُ فِي رِمَالِ الْجِيزَةِ الشَّاسِعَةِ 000
    فِي حَرَكَةٍ عَنِيفَةٍ مُضْطَرِبَةٍ يُهَرْوِلُ طَاقَمُ السَّفِينَةِ مَذْعُورِينَ يَتَخَبَّطُونَ تُطَارِدُهُمْ أَشْبَاحُ الْقَتْلَى مِنْ بَعِيدٍ 000
    تُضَاءُ السَّمَاوُاتُ الْمُظْلِمَةُ بِالطَّلَقَاتِ الْكَاشِفَةِ يَعْقُبُهَا وَابِلٌ مِنَ الرَّصَاصِ فِي اتِّجَاهِ الْقَارَبِ الصَّغِيرِ000
    تَنْطَفِئُ السَّمَاوَاتُ الْمُضِيئَةُ ، وَيُخَيِّمُ السُّكُونُ فَوْقَ مِيَاهِ الْقَنَاةِ 000
    الْقَوَارِبُ تَتَقَارَبُ فِي وُجُومٍ تَتَفَادَى الطَّلَقَاتِ الْكَثِيفَةَ الْمُتَتَابِعَةَ كَسِرْبِ عَصَافِيرَ 000
    تَبْتَعِدُ الْبَارِجَةُ مُسْرِعَةً ، يُقَهْقِهُ طَاقَمُهَا فِي خُيَلاءَ 000
    تُوَاصِلُ الْبَارِجَةُ عُبُورَهَا قَنَاةَ السُّوَيْسِ يُرَفْرِفُ فَوْقَهَا الْعَلَمُ الأَمْرِيكِيُّ فِي غُرُورٍ 000
    فِي لَحْظَةٍ تَخْتَلِطُ الدِّمَاءُ بِمِيَاهِ الْقَنَاةِ الدَّافِقَةِ فِي غَيْرِ انْقِطَاعٍ00
    لا يُفِيقُ الصَّيَّادُونَ مِنْ صَدْمَتِهِمْ 000
    تَقْفِزُ فِي الذَّاكِرَةِ صُورَةُ أَجْدَادِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَحْفُرُونَ الْقَنَاةَ تَحْتَ كَرَابِيجِ الْخِدِيوِي وَجُنُودِهِ 000
    يَصِلُونَ إِلَى الشَّاطِئِ يَحْمِلُونَ جُثَّةَ الْبَمْبُوطِيِّ مُمَزَّقًا وَقَدْ حَفَرَ صَدْرَهُ الرَّصَاصُ مُخْتَرِقًا ظَهْرَهُ 000
    مَا زَالَتِ الأَمْطَارُ تَتَسَاقَطُ غَزِيرَةً فَوْقَ الأَرْصِفَةِ ، وَالشَّوَارِعُ خَالِيَةً مِنَ الْمَارَّةِ 000
    تَبْكِي رَحْمَةُ صَارِخَةً 000
    يَنْكَفِئُ فُؤَادٌ عَلَى وَجْهِهِ مُحَاوِلاً الْمَشْيَ نَحْوَ أَبِيهِ بَاكِيًا 000
    تَنْزِفُ الْقَنَاةُ صَامِتَةً دِمَاءَ أَبْنَائِهَا كُلَّ مَسَاءٍ ، وَالْبَارِجَةُ الْمُحَمَّلَةُ بِمُخَلَّفَاتِ الْجَيْشِ تُوَاصِلُ سَيْرَهَا فِي غَطْرَسَةٍ تَشُقُّ مِيَاهَ الْقَنَاةِ نَحْوَ الْبَحْرِ الْكَبِيرِ 000
    الْمَقْهَى مُغْلَقٌ إِلَى إِشْعَارٍ آَخَرَ 000
    يَتَجَمَّعُ الصِّبْيَانُ يَحْمِلُونَ أَحْجَارَهُمْ وَعُلَبَهُمُ الْمُعَبَّأَةَ ، يَرْفَعُونَ فَوْقَ أَكْتَافِهِمْ أَوْجَاعَهُمْ وَعِصِيَّهُمُ الْغَلِيظَةَ 000
    جِنِّيَّاتُ الْبَحْرِ يُوَدِّعْنَ مَعْشُوقَهُنَّ فِي بُكَاءٍ عَلَى الضِّفَافِ مُغَادِرَاتٍ إِلَى الأَعْمَاقِ فِي انْتِظَارِ عَوْدَةِ الْبَارِجَةِ 000
    الصَّيَّادُونَ لا يُغَادِرُونَ الْمَقَابِرَ وَرَاءَ الْحُقُولِ يَنْتَظِرُونَ الْبَمْبُوطِيَّ عَائِدًا يَصْهِلُ أَمَامَ جِنِّيَّاتِ الْبَحْرِ خَلْفَ نَسْمَةٍ دَافِئَةٍ تَأْتِي هَذِهِ الْمَرَّةَ مِنَ الشَّرْقِ تَدْفَعُ الرِّيحَ الْغَرْبِيَّةَ الْبَارِدَةَ 0
    [/align]
    [/frame] ــــــــــــ

    قصة قصيرة من مجموعة
    لَيْلَى تَعْرِفُ الطَّرِيقَ إِلَى بَيْتِهَا
    للشاعر الدكتور / عزت سراج
    أستاذ الأدب والنقد المساعد
    كلية التربية ـ جامعة الملك خالد
    مصر ـ طنطا ـ محلة مرحوم
    التعديل الأخير تم بواسطة عزت سراج; الساعة 06-01-2010, 22:25.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    أهلا بك دكتور عزت سراج
    أتمنى أن تجد هنا مقاما طيبا
    وصحبة ورفقة تليق بالإبداع الجميل !


    قرأ ت دكتور عزت .. و تعرفت على إبداعك
    و لغتك .. و رؤاك .. و أسلوب كتابتك هنا ..
    كان لى بعض ملاحظات .. ليست كثيرة على كل حال

    أولا أنت فتحت المشهد على ميناء بورسعيد .. أليس كذلك ؟
    فؤجئت بك فى مدينة السويس .. و لا أدرى لم ؟

    تقول فى مستعرض عملك :"نِعَمَهُ الَّتِي لا تَدُومُ 000
    و المعروف نصا و ملة .. أن ما عند الله باق
    و أنه لا تنفد خزائن خيره .. و كان لا بد أن تسندها إلى تفكيرهم .. حتى تفكيرهم سيدى .. يقول الرزق بالله !!

    أطلت سيدى كثيرا ، فأحسست أنى أقرأ عملين
    عمل ينتهى بعودة البمبوطى إلى بيته .. رغم ما يحمل من إطالة أيضا غير مبررة .. و عمل يبدأ حيث الفجر ، و خروج الصيادين لينتهى بهذا الاعتداء المجرم !!

    عموما تمتعت هنا باللغة كثيرا ، و رغم سرعة العدو ، و تلاحق الجمل ، إلا أن الاطالة كانت !!

    أهلا بك دكتور عزت ، ومرحبا فى بيتك

    محبتى
    sigpic

    تعليق

    يعمل...
    X