وكان أبوهما...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    وكان أبوهما...

    تمضي الأيام قاتمة ليلها و نهارها سواء، تحمل أشواك الهموم والآلام فتعذب من في هذا البيت الخرب،المنعزل عن باقي البيوت في أَحد الأحياء الشعبية، كأنه مرض معد يريدون التخلص منه، بلا سور يحميه مستباح لكل من هب ودب، بالكاد يقي شر العواصف والرياح، التي تعبر من خلجاته وتخرج ، جالبة نار الأحزان ، مبعثرة أحلامهم بغد مشرق، ولا يمنع رحمة الله القادمة من السماء ، فتسيل مزاريبا من كافة الأرجاء
    تجلس هناك أُم، جناحها كسير، (تخبيء الدموع عن صغارها، وحينما يلفها السكون ، ترتدي الصقيع كي تقدم الحياة للربيع )، تكتم حزنها ، وتعتصر الأسى على رفيق دربها الذي تركها في ريعان شبابه بعد صراع مرير مع مرض سلب كل مدخراتهما، وألجأهما إلى هذه الأطلال، يغذيهما الحب رغم خناجر العوَز
    تتكور على نفسها في إحدى زوايا المنزل المكون من حجرة واحدة، ضامة إلى صدرها كل ما تركه ، إبنيها ، سلوتها الوحيدة، تحاول تغطيتهما بقطع من البطانيات وكأنها تحاول تغطية آلامها وأحزانها ، في ليلة كحبل المشنقة، رياحها مجنونة مسمومة، تهدر وتصفر وتحرك قطع الصفيح التي على السطح المتهالك وكأنها تريد انهاء حياته العبثية
    لكنها مع ذلك تغوص في ذكريات حزينة وجميلة ؛ حينما تلاقت نظراتهما متصافحات لأول مرة ، وزواجهما رغما عن عائلتها الميسورة التي رفضته بسبب فقره رغم أنه يحمل شهادة أعلى من شهادتها، فلبت نداء قلبها وعقلها، فلم تسعهما الدنيا من فرحتهما،
    لم يستطع إقناع عائلتها ، رغم أن قلبه كان عامرا بالحب والمرح، الذان فاضا على الجميع بمن فيهم عائلتها المتعنتة، التي لفظتهما معا ورفضت تقديم أي مساعدة،لإبنتهم الوحيدة حتى بعد موت زوجها قبل أشهر قليلة
    طرق شديد على الباب ، قطع عليها أحلام ذكرياتهما الجميلة ، جعلها تقفز من مكانها مذعورة ، وتتساءل : من ذا الذي يأتي آخر الليل؟ فهي لا تتوقع أحدا، ولم يحضر أَحد بعد وفاته سواء من أَقربائه أو من أقربائها، هل يكون لصا ؟ لا.. اللص لا يطرق الباب ، فمن يكون؟ تزمجر الأسئلة برأسها وهي تتحرك في الغرفة الوحيدة حركة مكوكية مرتعدة، وتفرك يديها وتضرب كفيها ببعضهما وقد بدأ يسيطر عليها خوف مرعب ، تنظر إلى الباب تارة وإلى طفليها النائمين تارة أخرى، تقول: من! بصوت خافت مرتجف عدة مرات متتالية،.. ولكن الطارق لا يجيب، تَمَلكها القلق والتردد ؛ هل تفتح أَمْ تبقى مكانها ؟ ومن ذا الذي يحضر لبيت أرملة وحيدة في منتصف الليل؟!
    تقدمت نحو الباب تقدم رِجلا وتؤخر أُخرى، مدت يدا مرتجفة نحوه واليد الثانية خلف ظهرها تحمل سكينا .. إن كان يريد بأطفالي شرا سأقتله أيا كان
    لملمت عزيمتها ودفعت بشجاعتها نحو الباب مطلقة صوتا عاليا
    من أنت وماذا تريد؟
    أنا صاحب المنزل..إفتحي لدي شيئا أقوله لك
    هدأ روعها قليلا وفتحت جزءا من الباب بشك مشوب بالحذر
    تفضل ، ماذا تريد
    أردت أن اطمئن عليكم ..وعينه تجول في داخل المنزل من الفتحة الصغيرة، ويده تحاول عبثا دفع الباب المتكئة عليه لفتحه
    قالت بصوت حازم صارم: حسنا نحن بخير ، هل تريد شيئا آخر؟
    غدا هو بداية الشهر وعليك أن تدفعي الأجرة
    تمتمت: الأجرة! نعم
    من أين لها أن تجد أُجرة المنزل، وهي بالكاد تطعم أطفالها من الصدقات ، وقد تخلى عنها كل أقربائها وأصدقاء زوجها اليتيم، بحثت عن عمل ، لم تجد، أو وجدت ولكنه لا يتناسب مع مستواها الأخلاقي، دارت الأفكار والأسئلة في راسها كعاصفة سيبيرية مدمرة وهي ما زالت تبحث عن الجواب : من أين تجد المال؟
    إنتبه الخبيث لشرودها وسرحانها ، وفي غفلة منها دفع الباب وانطلق إلى منتصف الحجرة ، صارخا على الصغار الذين استيقظوا وبدأوا بالبكاء أن اصمتوا
    ركضت الأم الى أطفالها تهدئهم ووقعت السكين فتناولها الخبيث فورا، كانت تعلم أن البيت منعزل وأنها مهما صرخت هي واطفالها فلن يسمعهم أحد، السكين في يده ، وهو ذكر ضخم الجثة فلن تستطيع مقاومته مهما أُوتيت من قوة، وها هو يعرض عليها مسامحتها بالأجرة مقابل المبيت عندها هذه الليلة، لن تستطيع ردعه الآن ، فهو متهيج كثور رأى النور بعد فترة طويلة من الحرمان، وقد ردته عدة مرات من قبل ، فماذا عليها لو قبلت عرضه، فستبقى في المنزل ، وسيعطيها كل ما تحتاجه من غذاء لها ولأطفالها من بقالته، إلى أن تتحسن أوضاعها ، أمْ إن عليها أن تتبع أُسلوب شهرزاد، فلو استطاعت أن تحمي نفسها حتى الصباح فلن تبقى في هذا المنزل دقيقة أُخرى، ستأخذ ابنيها وتسكن في شوارع البلدة إذا تطلب الامر.
    أفكار وأفكار تعصف برأسها وتشله عن اتخاذ قرار سليم ، تحاول إعادة ابنيها الى النوم والخبيث نفد صبره، وبدأ يُظهر ضجره من تلككها ويستعجلها ، ويحاول تحسس جسدها المرتعش، وهي تحاول تصبيره من جهة وتهدئة أطفالها من جهة أُخرى
    تبدأ سرعة الرياح وشدتها بالإزدياد مخلخلة صفائح السقف محدثة دويا تاركة فتحات لرحمة السماء التي بدأت تنهمر بشدة مضطردة مصاحبة لبرق متوعد، ورعد هادر مخيف أيقظ الأطفال ودفع بالخبيث الذي يخشاه إلى الخلف بإتجاه إحدى زوايا الحجرة مرتعدة فرائصة ، فارتطم بسارية خشبية أوقعها، فسقط كل ما تحمله من صفائح وأخشاب فوقه فافترش الارض،
    وبحركة خاطفة سريعة تناولت طفليها وخرجت لا تلوي على شيء.
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 08-01-2010, 17:22.
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]
  • بلابل السلام
    بلابل السلام
    • 03-12-2009
    • 479

    #2
    [align=center]
    لما كان أبوهما صالحا ، حفظ الله عرضه من كل أذى.
    قصة جميلة تحمل رسالة بليغة صيغت بأسلوب سلس وشيق
    استمتعت بقراءتها أستاذي الفاضل مصطفى صالح.
    خالص التحية والتقدير
    [/align]

    تعليق

    • وفاء الدوسري
      عضو الملتقى
      • 04-09-2008
      • 6136

      #3
      تمضي الأيام قاتمة ليلها و نهارها سواء

      الأستاذ/مصطفى
      غريب كيف أن جسد الحياة يعاني من ارتفاع بدرجة حرارة البصيرة
      وغريب كيف باتت يد الحياة تعاني من أناملها الطويلة
      دمت تزرع الجمال في قلب الدهشة
      كل تقديري,,,

      تعليق

      • مها راجح
        حرف عميق من فم الصمت
        • 22-10-2008
        • 10970

        #4
        نص يحمل رسالة عميقة مدهشة وجميلة
        اسلوب جذاب ونهاية مختلفة أظهرت قدرة الله على مساعدة الأرملة في محنتها
        شكرا بحق استاذ مصطفى
        تحيتي
        رحمك الله يا أمي الغالية

        تعليق

        • مصطفى الصالح
          لمسة شفق
          • 08-12-2009
          • 6443

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بلابل السلام مشاهدة المشاركة
          [align=center]
          لما كان أبوهما صالحا ، حفظ الله عرضه من كل أذى.
          قصة جميلة تحمل رسالة بليغة صيغت بأسلوب سلس وشيق
          استمتعت بقراءتها أستاذي الفاضل مصطفى صالح.
          خالص التحية والتقدير
          [/align]
          نعم

          اختي الفاضلة

          هو ذاك

          اشكر لك اضافتك الرائعة

          ومرورك العطر

          كل التقدير
          [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

          ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
          لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

          رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

          حديث الشمس
          مصطفى الصالح[/align]

          تعليق

          • آمنه الياسين
            أديب وكاتب
            • 25-10-2008
            • 2017

            #6
            الاستاذ الفاضل

            مصطفى الصالح

            مساؤك خير وعافية

            هكذا هي الحياة لابد وان تأتينا بالضربات دوماً

            حتى نتقدم الى الامام والا لبقينا مكاننا الى الابد ...؟؟؟

            كنت اقرأ واعيش الاحداث مع القراءة

            وخاصة عندما بدأ ذلك الرجل بطرق الباب ليلاً

            كنت اشاهد الاحداث امامي ناظري كفيلم ...؟؟؟

            جميلة كانت القصة بل اجمل من الجمال نفسه ...

            اهنئك عليها ,,, حفظك الرحمن وادامك

            خالص تقديري

            ر
            ووو
            ح
            التعديل الأخير تم بواسطة آمنه الياسين; الساعة 08-01-2010, 19:03.

            تعليق

            • أمل ابراهيم
              أديبة
              • 12-12-2009
              • 867

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
              تمضي الأيام قاتمة ليلها و نهارها سواء، تحمل أشواك الهموم والآلام فتعذب من في هذا البيت الخرب،المنعزل عن باقي البيوت في أَحد الأحياء الشعبية، كأنه مرض معد يريدون التخلص منه، بلا سور يحميه مستباح لكل من هب ودب، بالكاد يقي شر العواصف والرياح، التي تعبر من خلجاته وتخرج ، جالبة نار الأحزان ، مبعثرة أحلامهم بغد مشرق، ولا يمنع رحمة الله القادمة من السماء ، فتسيل مزاريبا من كافة الأرجاء

              تجلس هناك أُم، جناحها كسير، (تخبيء الدموع عن صغارها، وحينما يلفها السكون ، ترتدي الصقيع كي تقدم الحياة للربيع )، تكتم حزنها ، وتعتصر الأسى على رفيق دربها الذي تركها في ريعان شبابه بعد صراع مرير مع مرض سلب كل مدخراتهما، وألجأهما إلى هذه الأطلال، يغذيهما الحب رغم خناجر العوَز
              تتكور على نفسها في إحدى زوايا المنزل المكون من حجرة واحدة، ضامة إلى صدرها كل ما تركه ، إبنيها ، سلوتها الوحيدة، تحاول تغطيتهما بقطع من البطانيات وكأنها تحاول تغطية آلامها وأحزانها ، في ليلة كحبل المشنقة، رياحها مجنونة مسمومة، تهدر وتصفر وتحرك قطع الصفيح التي على السطح المتهالك وكأنها تريد انهاء حياته العبثية
              لكنها مع ذلك تغوص في ذكريات حزينة وجميلة ؛ حينما تلاقت نظراتهما متصافحات لأول مرة ، وزواجهما رغما عن عائلتها الميسورة التي رفضته بسبب فقره رغم أنه يحمل شهادة أعلى من شهادتها، فلبت نداء قلبها وعقلها، فلم تسعهما الدنيا من فرحتهما،
              لم يستطع إقناع عائلتها ، رغم أن قلبه كان عامرا بالحب والمرح، الذان فاضا على الجميع بمن فيهم عائلتها المتعنتة، التي لفظتهما معا ورفضت تقديم أي مساعدة،لإبنتهم الوحيدة حتى بعد موت زوجها قبل أشهر قليلة
              طرق شديد على الباب ، قطع عليها أحلام ذكرياتهما الجميلة ، جعلها تقفز من مكانها مذعورة ، وتتساءل : من ذا الذي يأتي آخر الليل؟ فهي لا تتوقع أحدا، ولم يحضر أَحد بعد وفاته سواء من أَقربائه أو من أقربائها، هل يكون لصا ؟ لا.. اللص لا يطرق الباب ، فمن يكون؟ تزمجر الأسئلة برأسها وهي تتحرك في الغرفة الوحيدة حركة مكوكية مرتعدة، وتفرك يديها وتضرب كفيها ببعضهما وقد بدأ يسيطر عليها خوف مرعب ، تنظر إلى الباب تارة وإلى طفليها النائمين تارة أخرى، تقول: من! بصوت خافت مرتجف عدة مرات متتالية،.. ولكن الطارق لا يجيب، تَمَلكها القلق والتردد ؛ هل تفتح أَمْ تبقى مكانها ؟ ومن ذا الذي يحضر لبيت أرملة وحيدة في منتصف الليل؟!
              تقدمت نحو الباب تقدم رِجلا وتؤخر أُخرى، مدت يدا مرتجفة نحوه واليد الثانية خلف ظهرها تحمل سكينا .. إن كان يريد بأطفالي شرا سأقتله أيا كان
              لملمت عزيمتها ودفعت بشجاعتها نحو الباب مطلقة صوتا عاليا
              من أنت وماذا تريد؟
              أنا صاحب المنزل..إفتحي لدي شيئا أقوله لك
              هدأ روعها قليلا وفتحت جزءا من الباب بشك مشوب بالحذر
              تفضل ، ماذا تريد
              أردت أن اطمئن عليكم ..وعينه تجول في داخل المنزل من الفتحة الصغيرة، ويده تحاول عبثا دفع الباب المتكئة عليه لفتحه
              قالت بصوت حازم صارم: حسنا نحن بخير ، هل تريد شيئا آخر؟
              غدا هو بداية الشهر وعليك أن تدفعي الأجرة
              تمتمت: الأجرة! نعم
              من أين لها أن تجد أُجرة المنزل، وهي بالكاد تطعم أطفالها من الصدقات ، وقد تخلى عنها كل أقربائها وأصدقاء زوجها اليتيم، بحثت عن عمل ، لم تجد، أو وجدت ولكنه لا يتناسب مع مستواها الأخلاقي، دارت الأفكار والأسئلة في راسها كعاصفة سيبيرية مدمرة وهي ما زالت تبحث عن الجواب : من أين تجد المال؟
              إنتبه الخبيث لشرودها وسرحانها ، وفي غفلة منها دفع الباب وانطلق إلى منتصف الحجرة ، صارخا على الصغار الذين استيقظوا وبدأوا بالبكاء أن اصمتوا
              ركضت الأم الى أطفالها تهدئهم ووقعت السكين فتناولها الخبيث فورا، كانت تعلم أن البيت منعزل وأنها مهما صرخت هي واطفالها فلن يسمعهم أحد، السكين في يده ، وهو ذكر ضخم الجثة فلن تستطيع مقاومته مهما أُوتيت من قوة، وها هو يعرض عليها مسامحتها بالأجرة مقابل المبيت عندها هذه الليلة، لن تستطيع ردعه الآن ، فهو متهيج كثور رأى النور بعد فترة طويلة من الحرمان، وقد ردته عدة مرات من قبل ، فماذا عليها لو قبلت عرضه، فستبقى في المنزل ، وسيعطيها كل ما تحتاجه من غذاء لها ولأطفالها من بقالته، إلى أن تتحسن أوضاعها ، أمْ إن عليها أن تتبع أُسلوب شهرزاد، فلو استطاعت أن تحمي نفسها حتى الصباح فلن تبقى في هذا المنزل دقيقة أُخرى، ستأخذ ابنيها وتسكن في شوارع البلدة إذا تطلب الامر.
              أفكار وأفكار تعصف برأسها وتشله عن اتخاذ قرار سليم ، تحاول إعادة ابنيها الى النوم والخبيث نفد صبره، وبدأ يُظهر ضجره من تلككها ويستعجلها ، ويحاول تحسس جسدها المرتعش، وهي تحاول تصبيره من جهة وتهدئة أطفالها من جهة أُخرى
              تبدأ سرعة الرياح وشدتها بالإزدياد مخلخلة صفائح السقف محدثة دويا تاركة فتحات لرحمة السماء التي بدأت تنهمر بشدة مضطردة مصاحبة لبرق متوعد، ورعد هادر مخيف أيقظ الأطفال ودفع بالخبيث الذي يخشاه إلى الخلف بإتجاه إحدى زوايا الحجرة مرتعدة فرائصة ، فارتطم بسارية خشبية أوقعها، فسقط كل ما تحمله من صفائح وأخشاب فوقه فافترش الارض،

              وبحركة خاطفة سريعة تناولت طفليها وخرجت لا تلوي على شيء.

              سيدي الفاضل
              مصطفي الصالح القدير
              قصة بسرد محترف وواقع مر وصعب سيدي الفاضل
              ان تكون المراة رجلا وتتحمل المسؤلية الكبري في هذا العالم الصعب
              القوارير تكسرت
              والله ابكتني قصتك سيدي وخفت من صمتها الرهيب
              حفظك الله سيدي وارجو ان تتفضل بقراءة قصتي..

              اعذريني سأنقض عهدي
              وعالم موحش
              درت حول العالم كله.. فلم أجد أحلى من تراب وطني

              تعليق

              • محمد مطيع صادق
                السيد سين
                • 29-04-2009
                • 179

                #8
                تمضي الأيام قاتمة ليلها و نهارها سواء، تحمل أشواك الهموم والآلام فتعذب من في هذا البيت الخرب،المنعزل عن باقي البيوت في أَحد الأحياء الشعبية، كأنه مرض معد يريدون التخلص منه، بلا سور يحميه مستباح لكل من هب ودب، بالكاد يقي شر العواصف والرياح، التي تعبر من خلجاته وتخرج ، جالبة نار الأحزان ، مبعثرة أحلامهم بغد مشرق، ولا يمنع رحمة الله القادمة من السماء ، فتسيل مزاريبا من كافة الأرجاء
                تجلس هناك أُم، جناحها كسير، (تخبيء الدموع عن صغارها، وحينما يلفها السكون ، ترتدي الصقيع كي تقدم الحياة للربيع )، تكتم حزنها ، وتعتصر الأسى على رفيق دربها الذي تركها في ريعان شبابه بعد صراع مرير مع مرض سلب كل مدخراتهما، وألجأهما إلى هذه الأطلال، يغذيهما الحب رغم خناجر العوَز
                تتكور على نفسها في إحدى زوايا المنزل المكون من حجرة واحدة، ضامة إلى صدرها كل ما تركه ، إبنيها ، سلوتها الوحيدة، تحاول تغطيتهما بقطع من البطانيات وكأنها تحاول تغطية آلامها وأحزانها ، في ليلة كحبل المشنقة، رياحها مجنونة مسمومة، تهدر وتصفر وتحرك قطع الصفيح التي على السطح المتهالك وكأنها تريد انهاء حياته العبثية
                لكنها مع ذلك تغوص في ذكريات حزينة وجميلة ؛ حينما تلاقت نظراتهما متصافحات لأول مرة ، وزواجهما رغما عن عائلتها الميسورة التي رفضته بسبب فقره رغم أنه يحمل شهادة أعلى من شهادتها، فلبت نداء قلبها وعقلها، فلم تسعهما الدنيا من فرحتهما،


                الأستاذ الفاضل مصطفى الصالح
                استهلالة انسيابية جميلة ومقدمة خلابة بدأت بها هذه القصة..

                الذان..اللذان
                ودفع بالخبيث الذي يخشاه

                صارخا على الصغار الذين استيقظوا وبدأوا بالبكاء أن اصمتو
                لم أفهم كثيرا هاتين الجملتين..

                لدي فقط تعقيب على الفكرة...كان أبوهما صالحا..هل تعتقد أن رجلا سرق امرأة من أهلها ولو كان بالزواج صالحًا ؟!!
                هذه قصص تحصل بالمجتمع دائما لكن في العادة لا تنتهي بهذه الصورة التفاؤلية..أن يسقط السقف ويسقط الظالم معه
                على أية حال قصة جميلة سعدت بقراءتها واستمتعت
                ولك جزيل الشكر وتقبل مروري أستاذ مصطفى
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد مطيع صادق; الساعة 09-01-2010, 14:19.

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #9
                  الزميل القدير
                  مصطفى الصالح
                  وهذا ثالث رد أكتبه
                  والكهرباء اللعينة تطيره
                  سأناقشك خول ماجاء بنصك من تناقض أرجو أن تنتبه له مستقبلا
                  وأرجو أن يتسع صدرك لي ولملاحظاتي فهي لصالحك أولا وأخيرا
                  قلت بأن الباب يطرق وبعد منتصف الليل وهي امرأة وحيدة وخائفة فكيف تفتح الباب لرجل له سوابق معها وقد ردعته
                  أنا صاحب المنزل..إفتحي لدي شيئا أقوله لك
                  هدأ روعها قليلا وفتحت جزءا من الباب بشك مشوب بالحذر

                  السؤال الآن
                  - كيف يهدأ روعها وهي تعلم مسبقا نواياه الخبيثة منها؟
                  - وكيف تفتح الباب لرجل مثله مشكوك بنواياه وبعد منتصف الليل؟
                  أقنع القاريء زميلي لأني مقتنعة تماما.
                  ثم أليست له سوابق معها فكيف يستقيم الأمر هنا وهذا حسب ماجاء بالنص
                  متهيج كثور رأى النور بعد فترة طويلة من الحرمان، وقد ردته عدة مرات من قبل
                  أرجوك زميلي
                  لقد ردعته سابقا فكيف تفتح باب منزلها وبعد منتصف الليل
                  أنت تمتلك ملكة القص فلا تضيعها بأمور صغيرة تستطيع تلافيها وأي قاريء سيكتشف ذلك التناقض وسيسأل
                  حاول مراجعة النصوص قبل النشر زميلي كي تتلافى مثل هذا
                  لك ودي الأكيد





                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  • مصطفى الصالح
                    لمسة شفق
                    • 08-12-2009
                    • 6443

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                    تمضي الأيام قاتمة ليلها و نهارها سواء

                    الأستاذ/مصطفى
                    غريب كيف أن جسد الحياة يعاني من ارتفاع بدرجة حرارة البصيرة
                    وغريب كيف باتت يد الحياة تعاني من أناملها الطويلة
                    دمت تزرع الجمال في قلب الدهشة
                    كل تقديري,,,


                    والتقدير كله لمرورك الرائع

                    ولحرفك النابض بكل ما هو جميل

                    لا تحرمينا من طلاتك البهية

                    تحياتي
                    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                    حديث الشمس
                    مصطفى الصالح[/align]

                    تعليق

                    • مصطفى الصالح
                      لمسة شفق
                      • 08-12-2009
                      • 6443

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                      نص يحمل رسالة عميقة مدهشة وجميلة
                      اسلوب جذاب ونهاية مختلفة أظهرت قدرة الله على مساعدة الأرملة في محنتها
                      شكرا بحق استاذ مصطفى
                      تحيتي

                      اشكرك استاذة مها

                      الجمال في حضورك البهي

                      ونثرك اللآليء على متصفحي اليباب

                      كل المحبة والتقدير
                      [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                      ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                      لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                      رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                      حديث الشمس
                      مصطفى الصالح[/align]

                      تعليق

                      • مصطفى الصالح
                        لمسة شفق
                        • 08-12-2009
                        • 6443

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة آمنه الياسين مشاهدة المشاركة
                        الاستاذ الفاضل

                        مصطفى الصالح

                        مساؤك خير وعافية

                        هكذا هي الحياة لابد وان تأتينا بالضربات دوماً

                        حتى نتقدم الى الامام والا لبقينا مكاننا الى الابد ...؟؟؟

                        كنت اقرأ واعيش الاحداث مع القراءة

                        وخاصة عندما بدأ ذلك الرجل بطرق الباب ليلاً

                        كنت اشاهد الاحداث امامي ناظري كفيلم ...؟؟؟

                        جميلة كانت القصة بل اجمل من الجمال نفسه ...

                        اهنئك عليها ,,, حفظك الرحمن وادامك

                        خالص تقديري

                        ر
                        ووو
                        ح

                        العزيزة آمنة

                        وانا اتساءل لم تشدو هذه الصفحة

                        فاذا انت تعزفين اعذب الالحان في داخلها

                        الصراحة

                        هذا المرور اجمل واروع من القصة نفسها

                        تسلمي ولا تحرميني من طلاتك البهية

                        كل الود والتقدير
                        التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 17-01-2010, 15:57.
                        [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                        ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                        لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                        رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                        حديث الشمس
                        مصطفى الصالح[/align]

                        تعليق

                        • مصطفى الصالح
                          لمسة شفق
                          • 08-12-2009
                          • 6443

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة أمل ابراهيم مشاهدة المشاركة
                          سيدي الفاضل
                          مصطفي الصالح القدير
                          قصة بسرد محترف وواقع مر وصعب سيدي الفاضل
                          ان تكون المراة رجلا وتتحمل المسؤلية الكبري في هذا العالم الصعب
                          القوارير تكسرت
                          والله ابكتني قصتك سيدي وخفت من صمتها الرهيب
                          حفظك الله سيدي وارجو ان تتفضل بقراءة قصتي..

                          اعذريني سأنقض عهدي
                          وعالم موحش
                          نعم اختي الفاضلة

                          قد تكون الحياة مريرة ولكن الله لن يضيع احد

                          الخلق عيال الله وليس أرأف منه بهم

                          " وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "

                          شاكر مرورك الجميل

                          تحيتي وتقديري
                          [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                          ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                          لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                          رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                          حديث الشمس
                          مصطفى الصالح[/align]

                          تعليق

                          • مصطفى الصالح
                            لمسة شفق
                            • 08-12-2009
                            • 6443

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد مطيع مشاهدة المشاركة


                            الأستاذ الفاضل مصطفى الصالح
                            استهلالة انسيابية جميلة ومقدمة خلابة بدأت بها هذه القصة..

                            الذان..اللذان


                            لم أفهم كثيرا هاتين الجملتين..

                            الخبيث يخشى الرعد ، فما ان بدأ حتى ارتج وعاد للوراء يبحث عن مخبأ

                            الجملة الثانية : عندما استيقظ الاطفال بفعل دخوله عنوة ، بداوا بالبكاء فصار يصرخ عليهم بكلمات طالبا منهم الصمت

                            لدي فقط تعقيب على الفكرة...كان أبوهما صالحا..هل تعتقد أن رجلا سرق امرأة من أهلها ولو كان بالزواج صالحًا ؟!!
                            هذه قصص تحصل بالمجتمع دائما لكن في العادة لا تنتهي بهذه الصورة التفاؤلية..أن يسقط السقف ويسقط الظالم معه
                            على أية حال قصة جميلة سعدت بقراءتها واستمتعت
                            ولك جزيل الشكر وتقبل مروري أستاذ مصطفى

                            السؤال المهم

                            هل تعتقد ان هذا الرجل سرق البنت من اهلها ؟ وهل تعتقد انه سيء بسبب هذا الفعل؟

                            اخي الكريم

                            الاسلام يبيح للمراة ان تشتكي ولي امرها اذا عضلها او اراد تزويجها بمن لا ترضى
                            وفي هذه الحالة يقوم الامام بتزويجها
                            في المذهب الحنفي يجوز للبنت ان تتزوج بدون اذن ولي امرها بقرار من القاضي او من ينوب عنه

                            ولكن تم تجهيل البنات وهن لم يسالن

                            ارجو ان اكون قد اجبتك

                            كل التقدير لمرورك الراقي

                            تحياتي
                            [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                            ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                            لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                            رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                            حديث الشمس
                            مصطفى الصالح[/align]

                            تعليق

                            • مصطفى الصالح
                              لمسة شفق
                              • 08-12-2009
                              • 6443

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                              الزميل القدير
                              مصطفى الصالح
                              وهذا ثالث رد أكتبه
                              والكهرباء اللعينة تطيره
                              سأناقشك خول ماجاء بنصك من تناقض أرجو أن تنتبه له مستقبلا
                              وأرجو أن يتسع صدرك لي ولملاحظاتي فهي لصالحك أولا وأخيرا
                              قلت بأن الباب يطرق وبعد منتصف الليل وهي امرأة وحيدة وخائفة فكيف تفتح الباب لرجل له سوابق معها وقد ردعته
                              أنا صاحب المنزل..إفتحي لدي شيئا أقوله لك
                              هدأ روعها قليلا وفتحت جزءا من الباب بشك مشوب بالحذر

                              السؤال الآن
                              - كيف يهدأ روعها وهي تعلم مسبقا نواياه الخبيثة منها؟
                              - وكيف تفتح الباب لرجل مثله مشكوك بنواياه وبعد منتصف الليل؟
                              أقنع القاريء زميلي لأني مقتنعة تماما.
                              ثم أليست له سوابق معها فكيف يستقيم الأمر هنا وهذا حسب ماجاء بالنص
                              متهيج كثور رأى النور بعد فترة طويلة من الحرمان، وقد ردته عدة مرات من قبل
                              أرجوك زميلي
                              لقد ردعته سابقا فكيف تفتح باب منزلها وبعد منتصف الليل
                              أنت تمتلك ملكة القص فلا تضيعها بأمور صغيرة تستطيع تلافيها وأي قاريء سيكتشف ذلك التناقض وسيسأل
                              حاول مراجعة النصوص قبل النشر زميلي كي تتلافى مثل هذا
                              لك ودي الأكيد






                              ليس هناك اي تناقض استاذتي الفاضلة

                              وما زلت مصمما على ما كتبت

                              لا ادري كيف تهيا لك انه مد يده اليها من قبل

                              هذا الرجل جبان وقد تبين من سياق القصة كيف انه يخاف من الرعد

                              ومن المعلوم ان الرجل الذي يرفع صوته ويتكلم كثيرا هو جبان في غالب الامر
                              وقد تبين ارتباكه وخوفه عندما صرخ بالاولاد ليسكتهم والمعروف ان الطفل لا يصمت اذا صرخت بوجهه بل يزداد بكاؤه - بشكل عام ومن تجاربي-

                              هذا من ناحية

                              كان قبل ذلك حاول التحرش بها لفظا وتلميحا لكن مجرد نظرة تكشير كانت كافية لردعه

                              ولم يكن يستطع فعل اكثر من ذلك لانه جبان

                              لذلك فتحت الباب قليلا لترى ما يريد ولم تتوقع هجومه كثور وهذا يحصل عادة بل ان النساء تفتح الابواب لبائعين لا تعرفهم ثم يتضح انهم لصوص وغير ذلك من المآسي

                              لو تعلمين كم لدي من هذه القصص لاستغربت

                              حتى اني لا ادري ماذا اكتب من تزاحمها في راسي

                              على كل

                              ارجو ان اكون قد اجبت



                              اعتقد اننا انتهينا من موضوع التناقض

                              فهل هناك شيء اخر تودين اضافته

                              كل المحبة والتقدير

                              قصتي التالية ستكون اهداءا لشخصك الكريم

                              وهي مختلفة تماما عما قرات

                              واذا احببت ارسلها لك للاطلاع عليها قبل النشر

                              بينما ساستمر بكتابة مسلسل الحياة في الفترة الحالية

                              تقديري
                              [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                              ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                              لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                              رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                              حديث الشمس
                              مصطفى الصالح[/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X