[ تحت ضوء منارة ] قصة قصيرة ؛

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلمى الغانمي
    • 13-12-2009
    • 6

    [ تحت ضوء منارة ] قصة قصيرة ؛

    ...






    الرصيف أرحب , وإضاءته الملتهبة مطرٌ نوريٌ , يتخلل للداخل ، ويؤنس وحشة الليل , الشارع الساكن الممتد أفضل من شوارع الضوضاء هناك بالأعلى , والساعة الثانية صباحاً تحت المنارة نهار الساعات القلقة في جوف يدعى النور , السيارات نادرة المرور .. هواء الشارع .. والرصيف المقابل لا يرون أمامهم إلا النوم لذلك هي ترى أنها بشبه نفق آمن ؛
    مكان مخصص يحتضنها كل ليلة حتى متطفلو الأرصفة لا يفكرون بالاقتراب , رغم أنها تتمنى على الأقل واحداً منهم يبدد معها ما نال المكان منها من تراكمات , لا يهم إن كان تحت القناع ما كان , المهم أن تظفر ولو بشكل مؤقت بضمة تلغي سنين سابقة ولا تخلع القناع حتى تستمر بعيداً ؛
    يرونها فتاة وهي في قرارة نفسها بلغت من العمر عتيا , لا تناسبها الألوان الفاتحة ولا الشعر المنسدل ولا حمرة الشفاه والخدين , إعجاب نظرات الغرباء لم تشعرها بعمر الزهور , دهشتهم بعقلها الأكبر لا يضمد بعضاً من شيء , كل ما تكرره في نفسها إحباطها المعتاد " لم أعش مراحلي فمن طفولتي نضوج " , اللعبة للأطفال .. الحلوى المصاص للصغار .. والتدَلُل لفتيات أراقبهم خفية ؛
    رسمت على حائط الشارع حادثة قديمة مُخجلة أن تكتب كلاما .. نقشت على ظهر الرصيف تاريخ عام أكثر كآبة .. علقت بالمنارة عُقداً لعزيزة وصورة لا تغيب لراحلين , وانهمر البكاء ليس على تلك وإنما لغصة أخرى .. لهجرها الأقلام وصفوف الدراسة وضحكة الأصحاب ؛
    تنسج الليالي دوماً بتقليب الصور والأحداث ورصاصات اللسان وبطش يد ، وتحكم غلقها بحادثة اليوم الجديدة , تربت على أكتافٍ في مُخيلتها تشاركها البكاء وتوعد المنارة والشارع والرصيف بأن لا تبكي بالغد ؛
    تبدأ بتلاوة حزنها معهم حتى تنفض عنها مالا ينفضه الزمن – أظنها فقط حتى تستقبل السأم المُقبل وهي مستعدة لضربة أقوى وحتى تلتزم بوعدها معهم- مرة ومرة وألف مرة , لا يسعها الوقت لقراءة مآسي مُختزلة لابد أن تعود للبيت قبل الفجر حتى لا يكشف أحداً أمرها ,
    تتصنع النوم بمهارة , تلامس أجفانها بأناملها المرتجفة , وتشد وترخي عضلاتها عندما يأتيها إيقاظ السجون وتبدأ اليوم دون أن تهدأ وينام الأمس .؛

    !


    سلمى الغانمي ؛ 26 / 11 / 1430 هـ |


    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى الغانمي; الساعة 08-01-2010, 18:03.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميلة القديرة
    سلمى الغانمي
    سعدت بالتعرف عليك من خلال نصك الجميل هذا
    كان السرد متتابعا وفيه شجن يكمن بين أروقة الصدر
    تضيع الأرواح أحيانا بين الطرقات فتتقن لغة الخداع والمكر
    والهروب إلى ما لانهاية
    فهل كانت الرؤية من أعلى أكثر قتامة ووحشة
    تحياتي لك سيدتي
    وهلا وغلا بك بيننا
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • سلمى الغانمي
      • 13-12-2009
      • 6

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
      الزميلة القديرة
      سلمى الغانمي
      سعدت بالتعرف عليك من خلال نصك الجميل هذا
      كان السرد متتابعا وفيه شجن يكمن بين أروقة الصدر
      تضيع الأرواح أحيانا بين الطرقات فتتقن لغة الخداع والمكر
      والهروب إلى ما لانهاية
      فهل كانت الرؤية من أعلى أكثر قتامة ووحشة
      تحياتي لك سيدتي
      وهلا وغلا بك بيننا


      في كل حضور عبير
      إلا أن عبيركِ لم أجد له مثيل
      سعُد بكِ يا نادرة
      كسعادة الأرض بمطراً عاطر

      شكراً لك ِومرحباً ألف

      ..؛

      تعليق

      يعمل...
      X