[align=right]مدينةُ السَّرابِ
شعر : د. جمال مرسي
فَرقٌ كَبِيرٌ
أَنْ تَكُونَ يَمِينُكَ البَيضَاءُ فِي نَارٍ
و يُسراكَ الشَّقِيَّةُ فِي الجَلِيدْ .
فَرقٌ كَبِيرٌ أَن تَهَاوَى فَوقَ رَأسِكَ صَخرَةٌ
أَو أَن تَحُطَّ عَلى يَدَيكَ حَمَامَةٌ
أَو زَهرَةٌ
فَرقٌ كَبِيرٌ بَينَ شَهدِكَ و الصَّدِيدْ .
يا أَيُّهَا المَسكُونُ بالحُزنِ العَتِيقِ
هُنَاكَ بَونٌ شَاسِعٌ
بَينَ القَتَامِ اْندَاحَ فِي أُفْقٍ ،
يُسَاقِطُ جَمرَهُ فَوقَ الغُصُونِ و بَينَ ضَوئِكَ
يَبعَثُ الآَمَالَ فِي القَلبِ العَمِيدْ .
مَا زِلتَ تَبحَثُ فِي مَنَامِكَ عَن رُؤىً
غَيرِ التِي زَارَتكَ عُمراً
لَم تَحَقِّقْهَا
و لَنْ ...
فَانفُض يَدَيكَ مِن القَتَامِ ، مِن الأَنَامِ
مِن الرُّؤى
و اْرحَل إِلَى النَّجمِ البَعِيدْ .
خَمسُونَ لَم تَمنَحْكَ غَيرَ كَثِيبِ رَملٍ
فِي فَلاَةِ التِّيِهِ
مَا إِن كُدِّسَت ذَرَّاتُهُ نَثَرَتهُ رِيحٌ عَاصِفٌ ،
و مَدِينَةُ الأَحلامِ وَهمٌ كَاذِبٌ
هِيَ كَالسَّرَابِ
و أَنتَ يَقتُلُكَ الصَّدى
فَاصرِف عُيُونَكَ عَن حَدَائِقِهَا ،
و عَن يَنبُوعِهَا العَسَلِيِّ ،
عَن قَصرٍ مَشِيدْ .
ما زِلتَ تَزرَعُ يَاسَمِينَكَ فِي القُلُوبِ ،
و أَنتَ فَلاَّحٌ أَصِيلٌ
كَيفَ خَانَتكَ البَصِيرَةُ
أَنَّ زَرعَكَ قَد يَجِفُّ إذا تَقَلَّبَتِ الفُصُولُ
و أنَّ مَاءَكَ قَد يَغُورُ
و أنَّ جَهدَكَ قَد يَبِيدْ ؟
يا أَيُّهَا البَحَّارُ قَد رَجَمُوكَ بالمَوجِ العَتِيِّ
فَأَحدَثُوا خَرقاً كَبِيراً فِي شِراعِكَ
هل سَتغَرَقُ يَا أَمِيرَ البَحرِ
أم تُعطِي القَرَاصِنَةَ السِّلاحَ
لِيَذبَحُوكَ مِن الوَرِيدِ
إِلَى الوَرِيدْ ؟
يَا أَيُّها المَسكُوُنُ بالنِّيِلِ / الفُرَاتِ
القُدسِ/ أَطفَالِ النَّضَارِةِ
مَا لَهُم قَد جَهَّزوا نَعشاً بِحَجمِ الكَونِ
سَارُوا فِي جِنَازَتِكَ الكَبِيِرَةِ يَضحَكُونَ ،
يُقَهقِهُونَ ،
و يَحتَسُونَ نَبِيذَ أَدمُعِهِم عَلَيكَ
و أَنتَ حَيٌّ فِي عُرُوقِ النَّرجِسِ الجَبَلِيِّ
تَبسِمُ مِثلَمَا الفَجرِ الوَلِيدْ .
لا لَن تُشكِّلَ عالماً أنَّى تشاءُ
فَوَجهُ أَرضِكَ غَابَةٌ
فِيهَا ذِئَابٌ تَستَبِيحُ بَرَاءَةِ التُّولِيِبِ
فِي زَمَنِ التَّرَدِّي و اْندِيَاحِ سَحَائِبِ الفُسفُورِ
و البَارُودِ
و اْستِنسَاخِ مَوتٍ تِلوَ مَوتٍ
مِن دِمَاءِ حَمَامَةٍ و عُرُوقِ زَيتُونٍ وَئِيدْ .
لا لَن تُشَكِّلَ عَالَماً
و الحُلمُ أَبعَدُ مِن حَرِيرِ يَدَيْنِ
كُبِّلَتا بِأَصفَادِ الحَدِيدْ
فَاهرُب بِحُلمِكِ عَن عُيُونِ الحَاقِدِينَ
هُنَاكَ تَلقَاهَا تُلَوِّحُ فِي انتِظَارِكَ
بِالأَمَانِي ، و الوُرُودْ .
و اشكُر لِمَن أَهدَتكَ أَجنِحَةَ التَّوَهُّجِ
كَي تُحَلِّقَ فِي فَضَاءٍ لَيسَ فِيهِ سِوَاكُمَا
و عَلَى حَرِيرِ الصَّدرِ نَمْ
و احلُم هُنالِكَ مِن جَدِيدْ .
[/align]
شعر : د. جمال مرسي
فَرقٌ كَبِيرٌ
أَنْ تَكُونَ يَمِينُكَ البَيضَاءُ فِي نَارٍ
و يُسراكَ الشَّقِيَّةُ فِي الجَلِيدْ .
فَرقٌ كَبِيرٌ أَن تَهَاوَى فَوقَ رَأسِكَ صَخرَةٌ
أَو أَن تَحُطَّ عَلى يَدَيكَ حَمَامَةٌ
أَو زَهرَةٌ
فَرقٌ كَبِيرٌ بَينَ شَهدِكَ و الصَّدِيدْ .
يا أَيُّهَا المَسكُونُ بالحُزنِ العَتِيقِ
هُنَاكَ بَونٌ شَاسِعٌ
بَينَ القَتَامِ اْندَاحَ فِي أُفْقٍ ،
يُسَاقِطُ جَمرَهُ فَوقَ الغُصُونِ و بَينَ ضَوئِكَ
يَبعَثُ الآَمَالَ فِي القَلبِ العَمِيدْ .
مَا زِلتَ تَبحَثُ فِي مَنَامِكَ عَن رُؤىً
غَيرِ التِي زَارَتكَ عُمراً
لَم تَحَقِّقْهَا
و لَنْ ...
فَانفُض يَدَيكَ مِن القَتَامِ ، مِن الأَنَامِ
مِن الرُّؤى
و اْرحَل إِلَى النَّجمِ البَعِيدْ .
خَمسُونَ لَم تَمنَحْكَ غَيرَ كَثِيبِ رَملٍ
فِي فَلاَةِ التِّيِهِ
مَا إِن كُدِّسَت ذَرَّاتُهُ نَثَرَتهُ رِيحٌ عَاصِفٌ ،
و مَدِينَةُ الأَحلامِ وَهمٌ كَاذِبٌ
هِيَ كَالسَّرَابِ
و أَنتَ يَقتُلُكَ الصَّدى
فَاصرِف عُيُونَكَ عَن حَدَائِقِهَا ،
و عَن يَنبُوعِهَا العَسَلِيِّ ،
عَن قَصرٍ مَشِيدْ .
ما زِلتَ تَزرَعُ يَاسَمِينَكَ فِي القُلُوبِ ،
و أَنتَ فَلاَّحٌ أَصِيلٌ
كَيفَ خَانَتكَ البَصِيرَةُ
أَنَّ زَرعَكَ قَد يَجِفُّ إذا تَقَلَّبَتِ الفُصُولُ
و أنَّ مَاءَكَ قَد يَغُورُ
و أنَّ جَهدَكَ قَد يَبِيدْ ؟
يا أَيُّهَا البَحَّارُ قَد رَجَمُوكَ بالمَوجِ العَتِيِّ
فَأَحدَثُوا خَرقاً كَبِيراً فِي شِراعِكَ
هل سَتغَرَقُ يَا أَمِيرَ البَحرِ
أم تُعطِي القَرَاصِنَةَ السِّلاحَ
لِيَذبَحُوكَ مِن الوَرِيدِ
إِلَى الوَرِيدْ ؟
يَا أَيُّها المَسكُوُنُ بالنِّيِلِ / الفُرَاتِ
القُدسِ/ أَطفَالِ النَّضَارِةِ
مَا لَهُم قَد جَهَّزوا نَعشاً بِحَجمِ الكَونِ
سَارُوا فِي جِنَازَتِكَ الكَبِيِرَةِ يَضحَكُونَ ،
يُقَهقِهُونَ ،
و يَحتَسُونَ نَبِيذَ أَدمُعِهِم عَلَيكَ
و أَنتَ حَيٌّ فِي عُرُوقِ النَّرجِسِ الجَبَلِيِّ
تَبسِمُ مِثلَمَا الفَجرِ الوَلِيدْ .
لا لَن تُشكِّلَ عالماً أنَّى تشاءُ
فَوَجهُ أَرضِكَ غَابَةٌ
فِيهَا ذِئَابٌ تَستَبِيحُ بَرَاءَةِ التُّولِيِبِ
فِي زَمَنِ التَّرَدِّي و اْندِيَاحِ سَحَائِبِ الفُسفُورِ
و البَارُودِ
و اْستِنسَاخِ مَوتٍ تِلوَ مَوتٍ
مِن دِمَاءِ حَمَامَةٍ و عُرُوقِ زَيتُونٍ وَئِيدْ .
لا لَن تُشَكِّلَ عَالَماً
و الحُلمُ أَبعَدُ مِن حَرِيرِ يَدَيْنِ
كُبِّلَتا بِأَصفَادِ الحَدِيدْ
فَاهرُب بِحُلمِكِ عَن عُيُونِ الحَاقِدِينَ
هُنَاكَ تَلقَاهَا تُلَوِّحُ فِي انتِظَارِكَ
بِالأَمَانِي ، و الوُرُودْ .
و اشكُر لِمَن أَهدَتكَ أَجنِحَةَ التَّوَهُّجِ
كَي تُحَلِّقَ فِي فَضَاءٍ لَيسَ فِيهِ سِوَاكُمَا
و عَلَى حَرِيرِ الصَّدرِ نَمْ
و احلُم هُنالِكَ مِن جَدِيدْ .
[/align]
تعليق