وَتَسْأَلُ عَنِّي
ولم تدْرِ أنِّي، حزينًا أُغَنِّي
على موتِ حلمي ، وضيقِ التمنِّي
وأطلقُ سهْمي إلى نبضِ قلبي، ليشفي غليلي، ويدمي
غرامي... فيُدميهِ ظنِّي..
وتسألُ عنِّي
إلى أيِّ حتفٍ أنا قد مضيْتُ؟!
ومن أيِّ قبرٍ أطلَّتْ ظلالي للُقْيا حبيبٍ
يُذيب فؤادي على جمرِ حُبٍّ وهجْرٍ ولهوٍ!!
وتسألُ عنِّي
إذا قد أتيتُ وجئتُ بشوقٍ وعِشقٍ
لتكوي ضلوعي بمكرِ التجنِّي
وتزهقَ عمري بذبح الورودِ وشنق الأماني
وقتل الحنينِ
وطعنِ الطريقِ وحرق المكانِ
وفي عمْقِ ذاتي
أراني، تَراني
أنادي وأصرخُ لجلبِ قيودٍ تُعاني
دهورًا لبعْدِ يساريَ
عن ذاتِ قيدٍ يلفُّ يميني
وأمضي كما أيّ حُرٍّ وأرجو
النهايهْ
فصارتْ وفاتي لعيشِيَ غايهْ...
فتسمعُ صوتي، تدرُّ ابتسامًا
وتضفي أنينًا كضحكِ الذئابِ
وتبكي تقولُ أيا ويْلَ قلبي ظننتَ بأنَّكَ أنتَ البدايهْ؟
ولستَ البدايهْ
ولستَ النهايهْ
فعِشقيَ آيه، وإنِّيَ آيهْ
وتمضي الحكايهْ
إلى ما يفوقُ الخيالَ ... فتمضي الحدودُ بلا أيِّ حدٍّ
وتُدمي القيودَ أوصالُ أيدٍ
ومنْ عُمْقِ سَكْراتِ عيْشيَ
يعلو ندائي بدمعٍ يُعاني احتراقَ النحيبْ
ويخشى ظلامًا يحلُّ قُبيلَ المغيبْ
وتغدو حروفي كجندٍ يُعاني بُعيد الحروبْ
وقلبي كشمعٍ يذوبُ .... يذوبْ
وتمضي الدروبُ لترحلّ عنِّي
فأبقى وحيدًا كنقْشِ ظلالٍ على مُقْلتيْكِ
كلحنِ وَفاةٍ ونزْفِ قلوبْ..
ونبضُ المماتِ إذا حانَ يجري لضخِّ أنينٍ وحجبِ شروقٍ
فتبكي شموسي على قبرِ يومي
وما من طريقٍ ، فكيفَ تُراها ستمضي الدروبْ؟
فسحقًا وتبًّا لتلكَ الدروبْ!
وبتُّ أُباعِدُ خطوَ جراحي، لأهنأَ ساعًا
بغفلةِ دمعي
وفي القلبِ نارٌ تناغي زوابعَ هجرٍ
لتُردي فؤادًا
عليلاً سقيمًا...
فتهْتِفُ ذِكرى احتراقِ الورودِ
ألسْتَ المداري بصدره شوقًا
لذاتِ الوعودِ؟
أردُّ سريعًا لأغرزَ صمتي بصوت حياتي
"أموتي! تعالَ إليَّ ،هلُمَّ!"
فلَستُ أريدُ البقاء وحيدًا
وليسَ يضيرُ اختناقُ شهيقٍ بعدْوٍ وراءَ
زفيرٍ يغمَّهْ
فَمِثْليَ مَيْتٌ يُماشي رصيفًا ليشكو عياهُ
ويبكي عذابًا يُضاجِعُ يومهْ..
ومثليَ صوتٌ يُعذِّبُ نوحُهُ ناياتِ عِشقٍ
تُقارِعُ نغمهْ...
فأجلِبُ كأسي لأرشِفَ حزنًا، فتدنو لعقلي
بُعيدَ المغيبِ، كآياتِ فكرٍ لتسلب فهمه..
فأمْسكُ صورةَ عِشقٍ رماني، ويبدأُ شجوي بسؤلي
طويلاً، فتهذي شفاهي لتلفظَ دمعًا
يسوِّغُ حبِّي...
فقُلْ لي حبيبي
ألم يأتِ يومٌ لتأتي إليَّ تقول : " أعِدني لحِضنٍ يُثير رعاشَ
فؤادي، ويُرسلُ فيَّ أنوثةَ أمسي!
وحاور عيوني وناغي جفوني..
لتصرخَ فيَّ بقوْلِ " كفاكَ، أما كنتُ من قبلُ حرَّمْتُ
لمْسي؟"
فأعدلُ أمضي إلى بعضِ أمري، فتأتي إليَّ تقولُ أريدُ مزيدًا
فناغي ذراعي ، ولفَّ عيوني بقيدِ هواكَ
وهاتِ ورودًا وقبِّلْ خدودًا
وأمطر بناني بشهدِ غرامٍ، وأطلقْ عناني
بفيضِ هيامٍ
وأجبرْ شفاهي على هجرِ ضرسي..."
فأفعلُ ما قدْ أُمرتُ ولستُ أداري بأنَّ سكوني بقربكَ
منِّي بدا كالجنانِ، وحلوَ المذاقِ وكالشَّهْدِ
طعمَهْ...
فأصحو ألاقي رُفاتيَ فوقَ سريرٍ يُجفِّفُ دمعي..
ويبكي حزينًا عليَّ
فيغفو على رجْفِ حُلمي..
إذا ما أفقتُ فتبدو الجنانُ خرابا
وأبني قصورًا ، أنالُ يبابا
فليتَ حِمامي يزيلُ هوانَ دموعي
ويمحو عذابا
فيطلق سمَّهُ نحوي لأمضي
إلى حتفِ ماضٍ سحيقٍ
يزفُّهُ سهمهْ....
تعليق