صــــه يـــا قـلـب ...
سأجازف هذه المرة فقط
لأنثر لديكم قصيدة طويلة نوعا ما
أرجو أن تنال حظاً من جميل ذوقكم
عسى أن لا تمل قلوبكم الطيبة
من كلماتي المشاغبة
وأن لا تبخلوا بنقدكم
فما نثرت الا كتلميذ يتطلع لكرم أقلامكم البهية
صــــه يـــا قـلـب ...
سأكتب قصــة .. للحب عنوانــــــــا
وأسكب من دمي .. حبراً وألوانـــــا
لـمـن علــى شفتـــي تــرقد همســة
وتعزف ودهــــــا بالضلع ألحانــــــا
لمـــن لهـــا العشق كـحـلـم نــاعـــم
يجـرجـرني .. متاهــات وأزمــانــــا
لمن متى نـــامت .. تؤجج حيرتــي
ببسمة.. كالتوت .. تسلبني المكانــا
تضمني .. جسداً بكفيهــا تطهرني
وتمزج العطف أســاطير وإحسانــا
لديك يا امرأة تشــــاغب في دمـــي
أقمت للحب مراجــيـح وبنيــــانـــــا
وأعيــــاداً بطبشور أذعت طقوسها
وطفـلــة .. وريـشــة .. ودهــانــــا
تخربش لــهفة صــدري أنــاملهــــا
فما استراحت .. وما أبقيت جدرانــا
فدونها كم ضعت بحـــاراً بلا سـفن
كوجد آدم .. فـــي هوى حـوانــــــا
نقيــة كالورد أنـــى تنفس عطرهــا
تحلق الروح .. لخـــالقها امتـنانــــا
فكم مسكت من الخيــــال رموشهــا
لتسرق العقل .. من الكحل افتتانـــا
وكم مشينـــا على سور من المــوج
وكم جلسنـــا نخط بالرمل هوانــــــا
فراشة .. لو أدركت .. شغفـــي بهـا
لفـــاضت الأرض بمــا رحبت هتانـا
وألقت الصخــــر لديهــــا .. جنبدات
يـقبــل الفجــر مـن الخـــد ندانـــــــا
فتصبح قهوتــي شــهداً فأرشـــفــها
من الجفــون إلى الشفــــا فنجانـــــا
كأننــا دنيا نتــــوه بجلدنا رمقـــــــاً
بجنــة .. لــم يخلق الله سـوانــــــــا
فما جرى حتى ارتوينــــــا بدمعنــا
وغيهب الحـزن أعاصير وطوفانــا
مضينـــــا مثلما الأم تفارق طفلهــا
فنلفظ حسرة تشــوي بقــــــايانـــــا
ويمضغ القلب المصـــــــاب كعلكــة
أمر مـن طعم الجــــراح دوانــــــــا
فأنصح مهجتي مهـــلاً أصبــــــرها
ونجرع الآهــات .. نكتمها لسانـــا
صه يا قلب لا تشتق لهــــــــا أبــداً
ودع للعمر مـــــا أبقته ليلانـــــــــا
ولا تذكر سنينـــــــاً دونـها نشــبت
فتشعل منك مــا خبئت بركــانــــــا
فكـــن بزفافهـا حجـراً يواسيهـــــــا
بثوب العرس .. ياقوتـاً ومرجانـــــا
وكن فصــــاً من المــاس بخاتمهـــا
تنام بكفهــــــــا كالحور إخوانـــــــا
ومنديــــلاً يمس جبينها خجـــــــلاً
فنشهق عطرهــا ورداً وريحـانــــا
كفاك تذكرهـــــا .. كوشم مـوغــل
عنق الوريـــــد فتعصر القــانــــــا
تطوي فراشك كالشراع مغـــــادراً
مـا عدت إلا .. والظنون حصانـــا
تهوي وتنبض بالعهـــــــود مقيـداً
خلف الضلوع محطمــاً ومدانــــــا
تعضُّ صمت العقل بعقرب لوعـة
هول الضيــاع .. فتنسج الأكفانـــا
قد جــف صبري في المودة سيـدي
فأقنع بما ذاقت من الحلم شفـانـــــا
لعلك غـــافلاً يومـــاً بـــلا قمــــــر
تمشط شعرهـــا صبحاً مرايـانـــــا
تغادر الصمت فتهدي بعض رقتهـا
ويغمر وجههـا نــوراً حنـايـانــــــا
وتغمز مثلمــــا كانت تمـــازحنــــا
فنضحك .. مثلما العيــــد أتـــانــــا
أراك تموت بذكرهـا عمرا بثانية
وتقتفي آثارها كالماء صحرانـــــا
تموج من الشكوى بألف ولايــــــة
مقطع الأنفاس تستجدي الحنانــــــا
أما استحت عينـــــاك تمسح طيفها
ملء الخيـــال فتغسل الأجفـــانـــــا
أما كانت تهدهد حزنهــــا ســــهراً
وكنت طبيبهــا ســـراً وإعــلانـــــا
مذبـــوحة كــانت .. وأنت دليلهـــا
فغرقت في بحر الظمـــــا ربانـــــا
زهدت كالأعمى يخط هوى الصبا
دمعــــاً يذيب الصخـر شطآنـــــــا
تقلب الصفر.. شمــــالاً ثم تطرحه
كالريح تنحت .. بالهواء خطانــــا
أما احترقت .. على شفـــاه غرامها
فأنقذتك .. من الهوى .. إيمانـــــــا
أجننت تذكرها .. وكـــــــانت كلها
لديك يـــورق زهرهـــا رمـــانـــــا
فمــا بك..مثل طفل..تشتكي عجبـاً
وتزجي الدمع من رئتيك قطرانـــا
نعم أدري .. بصدرك يرقد الهــــم
وأن الحب .. يبكي العظم أحيـانـــا
نعم أدري .. بأنك نصف مذبـــوح
تعيش الصبر..دور النزع حيرانــا
وأن العشق .. مثل الشمــــــع متقد
يـــذوب خيطه المجـــدول إنســانـا
ولكن الهوى .. روح وتضـحـيـــة
مواجـعٌ .. أنـى استوت ميــــزانــا
فما أخشــاه .. أن تدري بمـا تذوي
فيلمس قلبهــا .. كالموسى نجوانــا
فما ضـاعت بليل كنت ترصدهــــا
إلا وتنشد .. بين جفنيك الأمــانــــا
كطفلة تغفو بطرْفِ سريــرهـــــــا
وتسكن الغيمـــات كالسلوى مكانــا
وتترك الحلــوى .. تجف بكفهـــــا
مجنـــونة .. كم أضحكت أحزانـــا
أراها الآن .. فــي حرب بلا وطن
يجول بصدرهـا كالخيل ذكرانـــــا
يحيطها سور من الصمت يطوقهـا
أدمى ذراع الشوك جهلاً نوايـانــــا
فلا تنثر.. جراحي .. ملح لهفتهـــا
ودع لي غائراً .. أبقيــه يقضانـــــا
فمثلك صــــاحبي صلب بــــه شمم
رأى الميتات أشكـــالاً وألــوانــــــا
فلا تنزف .. أمام النــاس من وجع
ولا تبكي .. وإن أهرقت شريـانـــا
تعلم .. أن تناور في مواعدهـــــــا
لتنثر في ربى الأحــزان شوفـانـــا
عساهـــا تثرد الذكـــرى بواحتنــــا
فتشبع خبزهــــــا ليلاً يتـامـانـــــــا
فمــــا خــانت لنهجر طعم رقتهــــا
ولا خنـــــا لنهرب من خطايــانـــا
فأرفع لهـــــــــا كفيك تدعو باسماً
مشيـئــة الله .. ومـا قد شـــاء كانــا.
بقلم / زكي دميرجي
تعليق