تويت
غزة لا تدفع الثمن
11/1/2010
غزة تدفع الثمن ، وأهل غزة يدفعون الثمن ، والضحية غزة وأهل غزة .. وكأن الأمور تجري نحو إفناء غزة ، واستئصالهم من فوق البسيطة ،
لا أقول ذلك تهوينا لما يجري بحق غزة وأهلها من حصار ظالم شديد غير مسبوق ، لقد علمنا التاريخ أن المدن المقاومة كانت تبني أسوارا حولها لتصد زحف الغزاة .. اليوم وبالنسبة لغزة الأمر انقلب بالكامل .. فغزة لم تبن سورا حولها ، ولا تفكر بذلك ، بل يقام حولها سور كامل مانع قاصم من قبل الأعداء والأشقاء على حد سواء ..
لماذا يقام سور مصري فولاذي يحاصر غزة ، المحاصرة أصلا ، فالعدو الصهيوني يغلق المعابر إلى غزة ، ويضع سورا كهربائيا مانعا حول غزة .. والعالم كله يتفرج ولا يحرك ساكنا وهم يرون نتائج هذا الحصار القاتل الذي لم ينج من آثاره المدمرة طفل ولا شيخ ولا امرأة ولا حيوان ولا زرع ولا معمل ولا جامعة ولا مدرسة ..
كلهم يتباكون على غزة ،، وكلهم يصمتون أمام حصارها .. ولا يفعلون شيئا لرفعه عنها .. وكأن الأمم المتحدة غير موجودة وهي السلاح الماض الذي يشهرونه ضدنا إذا جاء الأمر متعلقا بالعرب ، وكأن مجلس الأمن غير موجود لا هو ولا المادة السابعة .. التي دمرت العراق وأفغانستان ..
ثم يتباكون .. وينقلبون على أهل غزة .. يهاجمونها بشفقتهم الكاذبة .. ويمطرونها بإشاعاتهم النفسية المزلزلة .. ورغم ذلك تظل غزة أبية عليهم ولا تسقط ..
وهم اليوم يطلقون أغنية جديدة .. ما ذنب غزة لتدفع الثمن .. وما ذنب أهل غزة ليدفعوا الثمن .. وثمن ماذا .. ثمن السلام الكاذب الذي يروجون له .. يعتقدون بذلك أن أهل غزة ينقمون على المقاومة ،ويظنون خاسئين أن غزة تستسلم لزيف دعاويهم الباطلة بشأن مستقبل غزة .. وكأنهم يبشرون بزوال غزة واندثارها من خريطة العالم ، وكأنهم الأحرص على غزة من أهلها الذين يعرفون ماذا يفعلون ولماذا ..
أي ثمن هذا الذي تدفعه غزة .. وهو اختيارها أن تقاوم وتجاهد وتقف بالمرصاد للأعداء تفشل ما يدبرون ضدها ، وأي ثمن يدفعه أهل غزة وهم الذي يرفدون المقاومة والصمود والتصدي ويعطون الأمثلة الحية الراقية في الصبر والمصابرة ومجاهدة الأعداء من كل لون وصوب ..
لا غزة ولا أهلها يدفعون الثمن لشيء غير مجد ولا يستحق . .فإن كانوا يريدون الإيحاء لأهل غزة أنهم مظلومين قد ظلموا جدا ،بكونهم الوحيدون الذي يضحون ويقدمون الفداء والتضحية من أجل بقاء غزة حرة محررة أبية مسلمة شريفة عزيزة كريمة .. وعليهم بالتالي التمرد على ظالميهم والمقصود طبعا المقاومة الإسلامية
تعرف غزة أن عليها أن تضحي وان تبذل من اجل بقائها حية ... وتعرف أكثر أن هذه التضحية ليست ثمنا بل هو واجب وفرض عليها تقديمه ..
ولا يعني تقاعس البعض عن تقديم هذه التضحيات بحجج واقعية الاحتلال وقوته المفرطة الغالبة ووو أن تسلم وتستسلم غزة لأعدائها .. غزة بصمودها وثباتها أعادت للفلسطينيين الأوراق التي فرط بها فريق "الفلسطيني الجديد" في رام الله .. وأعاد إلى الفلسطيني معناه الإنساني الراقي كمقاوم حي لا يمل ولا ينسحب من المعركة .. معركة التحرير وقبلها معركة الوجود ..
غزة تحارب معركة وجود ..وليس معركة ثبات وتحرير فقط .. سقوط غزة وانهزامها يعني فقط أن الوجود الفلسطيني برمته أصبح في خبر كان وأخواتها المتصهينين والمستغربين والمتقعرين من الواقعيين المستسلمين لثقافة الغزاة الفاشلة ..
أن تكون موجودا يحتاج للكثير من الجهد والعمل ، وان تظل موجودا يحتاج للكثير من الجود بالمال وبالنفس .. غزة لا تحارب معركة غنائم .. تقوم بعد انجلاء الغبار بجمع الغنائم .. إنها تبني مستقبلا كاملا ، وتعيد رسم مصير فلسطين بيد فلسطينية مخلصة قائدة .. تتحمل المسئولية والأمانة التي استنكفها البعض وتذمروا من تبعاتها . .فهربوا خلاصا منها لما هو أبعث على الحزن والشفقة عليهم إلى أحضان الأعداء أنفسهم طلبا لرحمة لا يمتلكونها ، وطلبا لحياة ذليلة خانعة ، الموت بشرف أفضل منها واجل .
غزة لا تدفع الثمن حتى مع معرفتنا وتقديرنا أنها تحارب معركة الأمة العربية جمعاء ، وهي لا تدفع الثمن مع تقديرنا أنها تحارب معركة الأمة الإسلامية جمعاء .. وغزة لا تدفع الثمن ونحن نرى نجاحها في وقف الاجتياح الأمريكي الصهيوني لاحتواء العرب والمسلمين ..
ما تحققه غزة .. يصغر أمامه أي تضحية وأي فداء ..
وغزة الكبيرة المحاصرة التي تعطي وتمنح وتحب وتصل تستحق من الجميع أن يعيدوا التفكير بها بذهن صاف وبعقل متفتح للعرب وللإسلام .. يقبلهم كحقيقة أساسية في معادلة الحرب والصمود والتصدي والتحرير للدولة وللمواطن العربي في كل مكان .. يفكروا فيها بعيدا عن ما يصوره لنا العدو أن غزة تهدد مستقبل العرب ، وأنها ستفجر الدمار الكامل للأمة ، وأنها تهدد أصحاب العروش والكراسي ..
الذين يتباكون على غزة .. أجدى بهم البكاء على أنفسهم العارية ..
11/1/2010
غزة تدفع الثمن ، وأهل غزة يدفعون الثمن ، والضحية غزة وأهل غزة .. وكأن الأمور تجري نحو إفناء غزة ، واستئصالهم من فوق البسيطة ،
لا أقول ذلك تهوينا لما يجري بحق غزة وأهلها من حصار ظالم شديد غير مسبوق ، لقد علمنا التاريخ أن المدن المقاومة كانت تبني أسوارا حولها لتصد زحف الغزاة .. اليوم وبالنسبة لغزة الأمر انقلب بالكامل .. فغزة لم تبن سورا حولها ، ولا تفكر بذلك ، بل يقام حولها سور كامل مانع قاصم من قبل الأعداء والأشقاء على حد سواء ..
لماذا يقام سور مصري فولاذي يحاصر غزة ، المحاصرة أصلا ، فالعدو الصهيوني يغلق المعابر إلى غزة ، ويضع سورا كهربائيا مانعا حول غزة .. والعالم كله يتفرج ولا يحرك ساكنا وهم يرون نتائج هذا الحصار القاتل الذي لم ينج من آثاره المدمرة طفل ولا شيخ ولا امرأة ولا حيوان ولا زرع ولا معمل ولا جامعة ولا مدرسة ..
كلهم يتباكون على غزة ،، وكلهم يصمتون أمام حصارها .. ولا يفعلون شيئا لرفعه عنها .. وكأن الأمم المتحدة غير موجودة وهي السلاح الماض الذي يشهرونه ضدنا إذا جاء الأمر متعلقا بالعرب ، وكأن مجلس الأمن غير موجود لا هو ولا المادة السابعة .. التي دمرت العراق وأفغانستان ..
ثم يتباكون .. وينقلبون على أهل غزة .. يهاجمونها بشفقتهم الكاذبة .. ويمطرونها بإشاعاتهم النفسية المزلزلة .. ورغم ذلك تظل غزة أبية عليهم ولا تسقط ..
وهم اليوم يطلقون أغنية جديدة .. ما ذنب غزة لتدفع الثمن .. وما ذنب أهل غزة ليدفعوا الثمن .. وثمن ماذا .. ثمن السلام الكاذب الذي يروجون له .. يعتقدون بذلك أن أهل غزة ينقمون على المقاومة ،ويظنون خاسئين أن غزة تستسلم لزيف دعاويهم الباطلة بشأن مستقبل غزة .. وكأنهم يبشرون بزوال غزة واندثارها من خريطة العالم ، وكأنهم الأحرص على غزة من أهلها الذين يعرفون ماذا يفعلون ولماذا ..
أي ثمن هذا الذي تدفعه غزة .. وهو اختيارها أن تقاوم وتجاهد وتقف بالمرصاد للأعداء تفشل ما يدبرون ضدها ، وأي ثمن يدفعه أهل غزة وهم الذي يرفدون المقاومة والصمود والتصدي ويعطون الأمثلة الحية الراقية في الصبر والمصابرة ومجاهدة الأعداء من كل لون وصوب ..
لا غزة ولا أهلها يدفعون الثمن لشيء غير مجد ولا يستحق . .فإن كانوا يريدون الإيحاء لأهل غزة أنهم مظلومين قد ظلموا جدا ،بكونهم الوحيدون الذي يضحون ويقدمون الفداء والتضحية من أجل بقاء غزة حرة محررة أبية مسلمة شريفة عزيزة كريمة .. وعليهم بالتالي التمرد على ظالميهم والمقصود طبعا المقاومة الإسلامية
تعرف غزة أن عليها أن تضحي وان تبذل من اجل بقائها حية ... وتعرف أكثر أن هذه التضحية ليست ثمنا بل هو واجب وفرض عليها تقديمه ..
ولا يعني تقاعس البعض عن تقديم هذه التضحيات بحجج واقعية الاحتلال وقوته المفرطة الغالبة ووو أن تسلم وتستسلم غزة لأعدائها .. غزة بصمودها وثباتها أعادت للفلسطينيين الأوراق التي فرط بها فريق "الفلسطيني الجديد" في رام الله .. وأعاد إلى الفلسطيني معناه الإنساني الراقي كمقاوم حي لا يمل ولا ينسحب من المعركة .. معركة التحرير وقبلها معركة الوجود ..
غزة تحارب معركة وجود ..وليس معركة ثبات وتحرير فقط .. سقوط غزة وانهزامها يعني فقط أن الوجود الفلسطيني برمته أصبح في خبر كان وأخواتها المتصهينين والمستغربين والمتقعرين من الواقعيين المستسلمين لثقافة الغزاة الفاشلة ..
أن تكون موجودا يحتاج للكثير من الجهد والعمل ، وان تظل موجودا يحتاج للكثير من الجود بالمال وبالنفس .. غزة لا تحارب معركة غنائم .. تقوم بعد انجلاء الغبار بجمع الغنائم .. إنها تبني مستقبلا كاملا ، وتعيد رسم مصير فلسطين بيد فلسطينية مخلصة قائدة .. تتحمل المسئولية والأمانة التي استنكفها البعض وتذمروا من تبعاتها . .فهربوا خلاصا منها لما هو أبعث على الحزن والشفقة عليهم إلى أحضان الأعداء أنفسهم طلبا لرحمة لا يمتلكونها ، وطلبا لحياة ذليلة خانعة ، الموت بشرف أفضل منها واجل .
غزة لا تدفع الثمن حتى مع معرفتنا وتقديرنا أنها تحارب معركة الأمة العربية جمعاء ، وهي لا تدفع الثمن مع تقديرنا أنها تحارب معركة الأمة الإسلامية جمعاء .. وغزة لا تدفع الثمن ونحن نرى نجاحها في وقف الاجتياح الأمريكي الصهيوني لاحتواء العرب والمسلمين ..
ما تحققه غزة .. يصغر أمامه أي تضحية وأي فداء ..
وغزة الكبيرة المحاصرة التي تعطي وتمنح وتحب وتصل تستحق من الجميع أن يعيدوا التفكير بها بذهن صاف وبعقل متفتح للعرب وللإسلام .. يقبلهم كحقيقة أساسية في معادلة الحرب والصمود والتصدي والتحرير للدولة وللمواطن العربي في كل مكان .. يفكروا فيها بعيدا عن ما يصوره لنا العدو أن غزة تهدد مستقبل العرب ، وأنها ستفجر الدمار الكامل للأمة ، وأنها تهدد أصحاب العروش والكراسي ..
الذين يتباكون على غزة .. أجدى بهم البكاء على أنفسهم العارية ..
تعليق