الحياة المتاحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رشادابوبكراحمد
    أديب وكاتب
    • 12-01-2010
    • 211

    الحياة المتاحة

    ...

    قد يستغرب البعض هذا الاسلوب فى التفكير ولكنه من وجهة نظرى افضل اسلوب يجلب معظم الراحة

    لصاحبه - اسلوب الحياة المتاحة: حياة الانسان خليط غريب من العطاء والاخذ والتجارب والاخطاء

    والمحن والفرص والصحة والمرض ولا يمكن باى حال من الاحوال ان يعيش احدنا بدون هذا الخليط اذ ان

    هذا هو التكوين الاساسى للحياة والطبع الاصيل لها وعندما نتأمل نجد انماط الحياة واحدة لا تتغير عند كل

    الاحوال ولكنها تتشكل بنسب مختلفة من شخص لشخص وتكون هذه نسب قدرية لا دخل للانسان فيها لكن

    القاعدة العامة هى المعاناة - لكن ما الذى يتغير: محور التغيير هو الانسان نفسه فما يحدد الفارق بين

    شخص وآخر هو المقدرة على التطبع والفهم ومحاورة الحياة فى كل احاديثها الحزينة والمفرحة - ويتحدد

    النجاح فى الحياة تبعا لذلك فهناك من يضعف وينهزم ويعجز عن الحل حتى يصل به القرار احيانا الى

    انهاء الحياة بذاتها - والاغلبية الاخرى تتمتع بالنجاحات كل حسب مقدرته - نعم نحن لا نصنع اقدارنا

    وقد يكون القدر له حكمة ما فى وضعنا فى ظروف غاية فى الصعوبة واحيانا خارجة عن قدرتنا للتحمل

    ولكن سنكتشف ايضا اننا عاجزين عن تغيير هذه الظروف - وهنا الحل الذى اناقشه: سنغير نظرتنا

    وفهمنا للظروف ... العوامل التى تضعك فى ظروف صعبة كثيرة ولكن من حكمة العدل فى الكون ان

    معظمها تكون انت السبب فيه بمعنى ان الاخطاء تتسبب فى اعلى نسبة من هذه الظروف - ولا ينجو من

    ذلك احد فاللبيب والفطن والعالم والجاهل والغبى والحريص : لا ينجو من الخطأ اى شخص. لكن

    تختلف النسب بين الناس . الموقف هنا سننظر له من النهاية: ان الظروف قد تشكلت وانتهى الامر وهذا

    هو المناخ المناسب لعنوان المقال - فكر فى : الحياة المتاحة - لا تحرق نفسك بالندم او الحسرة ولا

    تغضب لما حل بك فعقلانيا لن يغير ذلك شيئا ولكن اتبع اسلوب الهدوء النفسى قدر الامكان وانظر الى ما

    تحت يدك : ان كان بالامكان تصليح خطأ انت السبب فيه فبادر الى ذلك وبسرعة ولا تجعل فى سبيل

    هذا الاصلاح اى عراقيل من اوهام النفس كالذى يتشبث بالكيان والكرامة والبريستيج فهذه من عوائق

    الشيطان والاعتراف بالحق من الفضائل التى تساهم فى انقاذ الوضع - وان بادرت بالاصلاح ولم تجد

    نتيجة فليكن الرضا لانك بذلت جهدك . وبعد ذلك عش ما هو متاح بطريقة السخرية المرحة من احداث

    الحياة - لا تطلب اكثر من الشىء الذى تصل اليه يدك واجمع كل امكانياتك الحاضرة وحاول استغلالها

    بعقلانية وفى الحدود الممكنة لك . وساقول لك سر هنا : لا تفكر فى حال غيرك - لماذا- لان كل فرد له

    قصة مخالفة ولا تظن انه توجد قصة مشابهة تماما لانه لابد من الاختلاف تبعا لاختلاف الابطال

    والمسارح. وستنجح كثيرا ان حصرت مجهودك فى نطاق مشكلتك فقط بطريقة ذاتية فايضا الاستعانة

    الكثيرة بالناس لا تجدى بطريقة فعالة - الفكرة هنا ان لا تتهكم من هذا الاقتراح: وهو ان تريح بالك

    تماماوترضى بخسارتك بل وتسخر منها بل وتنظر الى الحياة كلها على انها شىء تافه ولا يستحق الحزن

    او البكاء عليه - هذه هى فلسفة الحياة المتاحة التى انظمها لنفسى من حين الى آخر :احاول الحياة فى نطاق

    الموجود وانا راضى النفس لا يؤرقنى ما مضى ولا اخاف مما سيأتى. هل اخترعت انا لنفسى هذه

    الفلسفة -ابدا: فانها القاعدة الابدية التى لا ينفذها الناس بطريقة عملية وهى الايمان الفعلى بقضاء الله

    وقدره فكل ما طرحناه يدخل تحت نطاق الايمان فلن يستطيع احد تطبيق هذه الفلسفة والشعور بالاطمئنان

    فى الحياة ولو نسبيا بدون الايمان والتسليم لقدر الله

    ..............
    تابعو معى
    سطور من تأليفى ::
    أبوأسامة

    [read]
    ليس هناك شيء يساوي نظرة الإحترام التي تنظر بها إلى ذلك الشخص "الذي تراه في المرآه.
    [/read]
  • رشادابوبكراحمد
    أديب وكاتب
    • 12-01-2010
    • 211

    #2
    ...

    ما هى القيمة الحقيقية للحياة

    .ان كنت تريد الصواب لاتحكم على الحياة فى احوال الرخاء فان الاجابة ستكون خاطئة . فالمال والصحة

    والاستقرار عوامل تعطى مظهر زائف للحياة . ولكن جوانب كثيرة تتكشف عندما تسجنك الدنيا فى الهموم

    هنا يصفو العقل ويرى الحقائق .فالابتلاءات تجعلك تعرف حقيقة ضعفك واحتياجك وتظهر لك حقيقة من

    حولك .تجد كثير ممن زعم لك الحب يقدم لك المعاذير وتظهر لك الصداقات الزائفة واضحة جلية وتعرف

    خطأك فى الركون الى الدنيا اذ تجد ان الاشياء تتفلت من يدك وترحل عنك بالتدريج . ومع ان الوحدة

    اخيرا قد تلعنها ولكنها تعلمك ما كنت تجهل . والخدعة اننا لا نعرف هذه الاشياء ونحن فى حال الاقبال

    على الدنيا والا ما كنا لنعيشها وبما ان الامر خدعة فانت مخدوع لا محالة فالحب والغريزة يدفعك للزواج

    والحاجة والطمع سبب لجمعك المال والظهور والانانية سبب لقتالك على الرقى والمنصب والمدهش فى

    النهاية انك تكتشف هذا الخداع وتعلم انك دفعت الثمن فى كل شىء جميل قدمته الدنيا لك فما ان تتمتع بجمال

    الزوجة تتحمل مسئولية المشاركة وتربية الاولاد والمشكلات والسخافات والتناحر المستمر لبقاء الاسرة

    وانت تدفع غالب ايام حياتك للحصول على المال وتعيش فى قلق مستمر للحفاظ عليه وان وصلت الى مكان

    او منصب لن تصل الا بشق الانفس وقد يكلفك الكثير من الخسائر المادية واجتلاب الذنوب من النفاق

    والرشاوى والنصب والكذب - انها خدعة كبيرة تفوق فى النهاية لتجد انه غرر بك وتكون المكافأة

    الوحدة والهجر - عندها نجد انه لا قيمة حقيقية للحياة: و فى الحقيقة صعب جدا ان تشعر ان حياتك

    انتهت على لا شىء . وما العمل . خالق الدنيا لم يتركك بلا هداية ووضح لك قيمتها منذ اوجدك فيها

    وامرك بعدم الاغترار بها لكن عدم اهتمامك بوجود الله فى حياتك جعلك تغفل ذلك . فحركة الحياة وانت

    ترجو الدنيا حركة خادعة ولن تموت الا عندما تفهم هذا. انما حركة الحياة وانت تنظر الى الآخرة ستجعلك

    تنجو من هذا الخداع لانك ستعلم ان اطماع الحياة لا تنتهى وان هناك شىء ابقى يجب ان تسعى اليه

    والاهم من ذلك كله انك ستجد اجرا لكل ايامك لانك بذلت ما بذلت لوجه الله وفى طاعته. الحياة المتاحة

    هنا بالنسبة للمؤمن حياة بسيطة ليس بها قلق لان صاحب هذه الحياة يختلف عن الناس فى شىء مهم جدا

    وهو: انه يدرك القيمة الحقيقية للحياة الدنيا

    ........................................
    أبوأسامة

    [read]
    ليس هناك شيء يساوي نظرة الإحترام التي تنظر بها إلى ذلك الشخص "الذي تراه في المرآه.
    [/read]

    تعليق

    • رشادابوبكراحمد
      أديب وكاتب
      • 12-01-2010
      • 211

      #3
      ....

      ماذا يبقى من العلاقات

      - سيجلب لنفسك النكد هذا الاتجاه : ان كل العلاقات فى حياتك غايتها المصلحة الشخصية . انت نفسك ان

      انصفت ستجد ان مصلحتك من علاقاتك تبررها لنفسك بدون ان تدرى باكاذيب الحياة : الحب الوفاء

      الاخلاص العشرة الصداقة الزمالة . كل تلك الصفات لها نغم رنان لكن من يطبق منا ولو جزء من حقيقتها

      هل انا اتهم هذه القيم الجميلة لا بالطبع ولكن حقيقة انتمائنا لها باطلة . هل فسرت المنطق الذى تعاملك به

      الزوجة التى ماتت فيك حبا عند الاختلاف وعندما تقصر فى حقوقها ماديا او معنويا وحتى ان كان ذلك

      بسبب ظروف قد تكون خارجة عن ارادتك هل تعجبت عندما يظهر لك صديقك عدم وجوده عندما لا

      تتناسب مطالبك مع مقاصده . هلى اخذتك الحسرة عندما يشاكيك اخوتك فى المحاكم من اجل اختلاف بسيط

      فى الميراث او الشركة. هل فكرت يوما ما الوقت الذى سيعطيه لك ابناؤك وهم ينعمون مع ازواجهم

      وزوجاتهم ..... انت نفسك هل تأملت كل تضحياتك ووجدت انها كانت لنقص او احتياج او ضعف ولم تكن كما تتوهم انها اخلاص وحب
      .
      .كثير من العلاقات واهمة بل ومعظمها لها مبرراتها ولكن مدى ارتباطها بالميثالية التى نزعمها مشكوك

      فيه حقا - لماذا- هنا الفت نظرك لشىء مهم وهو ان هذه المثل لو انها صادقة لكانت لمن يستحقها اولا

      وانت ان بحثت عمن يستحق هذه المعانى لما وجدته يتمثل الا فى المحسن الاول اليك وهو الله سبحانه

      وتعالى . وماذا وجهت لله من هذه القيم. ستكون الاجابة محزنة - كذلك هو الحال عند من تتعامل معهم .لم

      يختصو بسمو افعالهم العرفان لله ولكنهم قصدو من ورائها الانتفاع ممن حولهم - فاى هذه العلاقات تبقى.

      اقول لك كلها الى انتهاء . هيا نأتى الى الحياة المتاحة هنا عندما يتركك عزيز او حبيب .ببساطة لا

      تحزن كثيرا لانه بحسابات الارتباط بالله يكون احد امرين اما ان يستحق حزنك فرضاؤك بقدر الله

      وايمانك به سيعينك واما ان يكون بعده عنك خير لانه لايستحق وقد كانت علاقته بك لمقاصد فى نفسه لم

      تتحقق. فهذا من الغباء البكاء عليه

      .......................


      ما زلنا معا- تابعو معى

      :
      أبوأسامة

      [read]
      ليس هناك شيء يساوي نظرة الإحترام التي تنظر بها إلى ذلك الشخص "الذي تراه في المرآه.
      [/read]

      تعليق

      • رشادابوبكراحمد
        أديب وكاتب
        • 12-01-2010
        • 211

        #4
        ..

        لا تجزع من المداولة

        ..
        ان اجرينا قسمة عادلة بين ايام الرخاء وايام الشدة سنجد ان ايام الرخاء فى حياتنا اكبر. ومع ذلك نحن

        نتبرم كثيرا عندما نقع فى الضيق وهذا ليس له الا تفسير واحد وهو اننا نريد كل حياتنا رخاء فى رخاء

        وهذا المطلب مخالف لقوانين الكون اذ ان تداول الايام شىء مقرر من قبل الخالق عز وجل . ونحن لا

        نستطيع معارضة الخالق . الاتجاه النفسى هنا ان نوطن انفسنا على مقابلة التغيير بعدم الجزع . فليس

        غريب انك كنت بالامس مالك زمام امرك وكثير من الناس يتودد اليك واليوم تشعر بالفقر والمهانة - هذا

        من وجهة نظرك - اما الوضع الحقيقى هو انه تمت اتاحة الفرصة لك وتمتعت كما قدر لك الله والان يجب

        اتاحة الفرصة لغيرك فالحياة ليست قاصرة عليك وحدك . كما انه بقاءك لترى غيرك فى المكان الذى كنت

        تتنعم فيه له حكمة عظيمة ومنها ان تدرك انه لا شىء كان سيغنيك عن الله وعن العودة اليه . وان الانسان

        لم يكتب له عقد ملكية فى اى متاع من متاع الدنيا . وهنا تتضح الامور لصاحب العقل ان هبات الدنيا ما هى

        الا امانات نلتزم بالحفاظ عليها لامد ما ونحن محاسبين فيما نصنع فيها. هكذا الامر فلا داعى للجزع ولا

        تخف فلا يملك احد ما كنت فيه وسيتركه ايضا لغيره . حكمة الله فى تداول الايام بين البشر مدعاة

        للاطمئنان وليس القلق . ولذلك قيل لو دامت لغيرك ما وصلت اليك - اليكم هذا الاتجاه لتكون الحياة

        المتاحة بها قدر كبير من الراحة: لا تأبه بتغيرات الظروف ولا تلعن الفقر ما دمت قد زقت وتنعمت فى

        الغنى واعلم ان ايام شدتك سترحل تماما كما رحلت ايام رخائك

        ......................
        أبوأسامة

        [read]
        ليس هناك شيء يساوي نظرة الإحترام التي تنظر بها إلى ذلك الشخص "الذي تراه في المرآه.
        [/read]

        تعليق

        • رشادابوبكراحمد
          أديب وكاتب
          • 12-01-2010
          • 211

          #5
          ..
          ان مع العسر يسرا

          .يتغنى فلاسفة العالم يايحاء الامل الى النفوس ويبحث المحتاج دائما عن فكر يريحه من عناء النفس .وعودة

          الى منهجنا سنجد افضل الحلول وسنكتشف اننا لسنا بحاجة لفكر احد. فقد عرفنا ربنا ان الامر سهل وميسر

          ولم يقل انى خلقت الناس ليتعذبون ولكن ليعبدون .اما العذاب والشقاء فقد جلبه الانسان لنفسه بتعقيده للامور

          فمسارات الحياة فى حد ذاتها واضحة وبسيطة ان خضعت للحق ولكن التوهان ينتج عندما ننغمس فى الفساد

          والمرض الاخلاقى وتتراكم علينا النتائج الطبيعية للاثم وبعدها نحرق انفسنا لايجاد الحلول .الحياة السوية

          ليس بها تعقيد وحتى المشاكل تمر فيها بسلام وعندما يختبر الله العبد المؤمن بشىء من اقداره فهو لا يتركه

          ولكن يعينه بالصبر والثقة ويجعله مرتاح البال حتى فى حالة الابتلاء .اما الامور الا نتحارية فليس لها

          سنة . فلم يقل الله ان نهلك انفسنا من اجل الدنيا ولكن طمأن القلوب انه تكفل بالرزق لكل دابة . ووجهنا ان

          يرضى كل منا بقسمته .وجعل الاوسطية خير فى كل شىء ولم يجبر احد على الانفاق اكثر من سعته حتى

          فى العبادة امرنا ان نأتى منها ما نستطيع ولا نشق على انفسنا. لقد كان الله رحيما بنا فى كل شىء ولكننا

          اردنا ان نتكلف ونحمل على اثقالنا مالا طاقة لنا به . فما قصة المعاناة هنا الا من تأليف الطمع والانانية

          والبعد عن الطاعة . ستجد انه لا مشكلة فى ان تقنع بمكانك وسط الخلق ولكن تصبح حرب بالنسبة لك

          عندما تنازع الآخرين اماكنهم . دعونى هنا اختم لكم بكلمات رائعة وصادقة: هل تظن ان الله غير عادل

          بين خلقه؟ - وستكون الاجابة كلا والله ولكننا قد لا نفهم حيثيات هذا العدل - لقد قال الله ان الدنيا عنده

          لا تساوى جناح بعوضه وان عطاءه الدنيا لاحد من خلقه لا يعنى ابدا افضليته عنده وانما هى حكمته التى

          يختص بها فى التوزيع بين الكائنات . ان نظرة الله هنا انما هى الى القلوب لانها محل الاحساس

          والسعادة والشقاء . سنقارن مقارنة روحانية بين شخص فرح بمليون دينار مثلا وبين شخص فرح بصفاء

          نفسه وهو قائم يصلى بين يدى الله : ترى ايهم اكثر سعادة ؟ اليك الاجابة : لقد قال الصالحون: اننا فى

          سعادة لو علمها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف.


          ......

          شكرا للمتابعة

          ابقو معى

          :
          أبوأسامة

          [read]
          ليس هناك شيء يساوي نظرة الإحترام التي تنظر بها إلى ذلك الشخص "الذي تراه في المرآه.
          [/read]

          تعليق

          • رشادابوبكراحمد
            أديب وكاتب
            • 12-01-2010
            • 211

            #6
            .............................

            لاحبسن على نفسى عوارفها

            ...

            نظرة متفحصة الى العمق . وسأطرح على نفسى هذا السؤال: من انا؟

            ولماذا الى العمق؟ لاننى بحثت عن الاجابة عند من حولى فلم اجد الاقناع الكامل. حتى عند من حسبت انهم

            اقرب الناس الى. اختلطت الاجابة بالرياء والمجاملة والخجل احيانا وكثير جدا بالنفاق.صحيح اننى لم اتهم

            صدقهم لكن غالبا لم يفهمونى. كثيرا ما راودنى شعور ان اقف عند كل شخص واقول له امنحنى الوقت

            واسمعنى لاشرح لك نفسى واوضح لك حقيقتها . فانت تحكم على شخصى بوجهة نظر قاصرة وهناك

            معلومات كثيرة تخفى عليك والتصرفات التى تراها منى لها مبررات غير التى تفسرها ..ومع امعان التفكير

            ينتج سؤال آخر : هل انا بحاجة ان اقنع احد الخلق باننى انسان له كيان نقى طاهر وقلب محب وفهم عميق

            لكل المشاعر الانسانية .. هنا اشعر بعدم حاجتى لاى جهد فى اقناع البشر والاسباب كثيرة اهمها: ان

            معظم الناس لا يفهمون السمو الاخلاقى للنفوس الطاهرة ومن مركبات النقص يؤلفون العيوب حتى لا يتميز

            عليهم احد - ومنها ان الحقيقة لكل انسان لا يعلمها الا الله - ومهما اتضح منا للناس هناك دائما جانب يخفى

            عليهم. من هذا المنطلق سنتوجه الى الله فى الحكم . لماذا؟ لان القاعدة ان عند الله حقائق الاشياء . وهو

            اعلم بنا من انفسنا . كما انه سبحانه عرض لنا قانون التقييم فقال : ان اكرمكم عند الله اتقاكم . وفى هذا

            لفت نظرنا لشيئين: قال عند الله ولم يقل عند الخلق لنفهم ان القيمة المرجوة للفرد هى قيمته عند الله وليس

            عند خلقه . والثانى قال : اتقاكم . ليبين لنا ان ميزان القيمة هنا هو التقوى والعمل الصالح . ها قد ارتاحت

            نفسى من الناس . الطريق امامى ان انظر الى الله واصلح شأنى معه واستمد منه القيمة الحقيقية لكيانى

            كانسان . فانا فى حضرة الصفاء الروحانى مع خالقى اعرف نفسى جيدا واعرف انى جوهر رائع مرتقى

            ترفع عن كل المفاهيم . ومن عطاء الله لن احبس الخير بداخلى بل سأعطى للجميع وسأحب الجميع حتى من

            قدمو الاساءة لانى اتعامل بنورى انا وليس بظلمتهم . سادفع الى نفسك الآن هذا الاحساس : لا تهتم

            بقدرك عند الناس ولا تعول عليهم بل ارفع شأنك عند الله ليروك هم عاليا ويودع الله فى قلوبهم الحب

            والاحترام لك . حياة الكريم الراقى يتاح بها الآن: سعة الصدر - الرضى عن النفس - الحب العميق لكل

            المصلحين- الانسجام مع كل جوهر جميل فى الحياة .. من صفاءك سترى كل الاشياء كما لم تراها من

            قبل وستنظر الى العالم من شرفة عالية حولك النسيم العليل والعبق الالهى المنعش الذى لا يفتأ يخالج روحك فتهتز فى نشوى وانسجام وجمال...


            ..................................
            أبوأسامة

            [read]
            ليس هناك شيء يساوي نظرة الإحترام التي تنظر بها إلى ذلك الشخص "الذي تراه في المرآه.
            [/read]

            تعليق

            • رشادابوبكراحمد
              أديب وكاتب
              • 12-01-2010
              • 211

              #7
              تحت اجنحة الهلاك
              ..
              . يقول قائل كيف لى ان انظم حياتى بطريقة ذاتية مستقلة واجعل الحياة المتاحة بالنسبة لى هانئة وانا اسير

              وفق نظام جامع به الكثير من العيوب ومهدد بالهلاك ؟ . فى الحقيقة لنا العذر عندما نجد حياتنا مكبلة

              بالنظام العام للمجتمع . فكل منا جزء من كل . على اية حال ساطرح وجهة نظرى هنا: عندما يصير

              الوضع العام وضع سىء ومهدد بالخطر كمل هو مألوف لدينا الآن من مجاعات وحروب وانتهاكات يكون

              تفكيرى بطريقة عامة ايضا واسلوبى هنا الا افكر فى الاحداث او الاشخاص بل احب ان اعرف : القوة

              المهيمنة على العالم لا تتمثل فى شخص او دولة وانما تتمثل فى خالق الكون .لانه دائما هو المسير للامور

              وكل شىء يفسر اقداره وتدبيره. واقول هل حقا ربنا ترك المفسدين والجائرين يفعلون ما يفعلون بالناس

              دون نظرة او حساب ؟ لا يحق لى هنا تقصى الاجابة كاملة لانى لا املك الكثير امام حكمة الله المطلقة فى

              ادارة الكون . لكن حد علمى الثقة التامة فى عدل الله ورحمته .ولا حرج على ان ادون ملاحظاتى فقط:

              ساتابع معكم تصرف شخص عاقل فى حالة معينة وهذه الحالة هى انه بذل كل شىء لصديق ما تكفل من

              ماله الانفاق عليه واوجد له سكن وزوجه وجعل له عمل فى احدى شركاته وصار يقدم له التيسيرات فى

              كل المجالات العلمية والترفيهية ولكن هذا الصديق رد ذلك بالسرقة والنهب وباع البيت الذى وهبه له

              صديقه وطلق الزوجة وهضمها حقها وعمل فى مهنته على خراب الشركة والافشاء باسرارها . ترى ماذا

              يكون رد فعل الصديق الكريم مع هذا اللؤم .قد يستطيع بقوته ان يعذبه او يسجنه وايضا ان تعرض للهجوم

              اوالسلب قد لا يسأل عنه . هذه قوانين النفس البشرية وهى مخلوقة احيانا يرى احدنا تصرفات المقربين

              اليه فيجدها مجحفة جدا وظالمة فيقول : ليتهم يحرقون ؟ مع انهم اقرباء .هنا نعود الى فكرتنا : المجتمعات

              التى ظللها الهلاك هل هى مجتمعات تستحق البكاء؟ فليشرح لى احد ما الوضع الحقيقى لنا حاليا - الفساد

              والسرقة والغش والاغتصاب والنصب والكذب - ناهيك عن الوقوع فى احط درجات الرزيلة حتى وصلنا

              الى اسوأ مستوى من القذارة فأبيحت الفحشاء واللواط والمسكرات حتى زنى المحارم والغدر والقتل . فاى

              رادع تنتظر هذه المجتمعات ؟ وهل من الغريب او الظلم ان يفتك بها اعداؤها. نظرة شخصية هنا - هل

              تتهم النظام العام فى مجتمعك - نعم : اذن حاكم كل مسئول من الاكبر الى الاصغر- ستقول لايمكن -

              اقول لك بل يمكنك محاكمة مسئول واحد فى نطاق امكانياتك المحدودة وهو انت - نعم - فانت مسئول

              عن نفسك وعن بيتك وعن عملك فماذا فعلت فى حكمك - هل فكرت فى القيام بواجبك ام تريد لنفسك

              المبررات لتكون فى تيار الفساد. نحن جميعا نريد اصلاح المجتمع وكلنا نطالب بالتصحيح لكننانحن

              المجتمع - فمن يصلح من .ان نظرت الى نفسك والى حكمك البسيط فيما خولت فيه من الدنيا ستجد انك انت

              ايضا حاكم جائر . ان ما يجلب لك الراحة مبدئيا هو ان تفكر فى اصلاح نفسك وتأمل ان يفكر كل شخص

              مثلك . عندها سينصلح حال نسبة كبيرة من الاسر ومن ثم مجتمع كامل - اما ان تفكر فى مجمل الهلاك

              المحيط فلن تغير شيئا . واتركك الآن لمحاولة فهم ذلك الهدى العلمى الواقعى البصير بحال الافراد والشعوب:


              ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم

              ................................


              ساعود اليكم من جديد

              فى امان الله

              رشاد

              ............
              أبوأسامة

              [read]
              ليس هناك شيء يساوي نظرة الإحترام التي تنظر بها إلى ذلك الشخص "الذي تراه في المرآه.
              [/read]

              تعليق

              • بنت الشهباء
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 6341

                #8
                أصدقك القول يا أخي الكريم رشاد وأنا أقرأ على مسامعي رسالتك الأخيرة تحت أجنحة الهلاك كنت على يقين بأن نهاية الرسالة ستكون مزدانة ومتوّجة بالآية القرآنية :
                إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...
                الرعد 11
                ومن هنا البداية الصحيحة التي تتيح لنا أن ننتصر على أنفسنا قبل أن نحاسب غيرنا ...
                ولكن للأسف يا أخي الكريم فإن الحياة بمجريات أحداثها وظروفها قد دفعت بنا أن ننسى أنفسنا ونكيل الاتهامات والتجاوزات والأخطاء على من حولنا ....
                صحيح أن هذا الصديق الكريم النبيل قد أساء إلى من مدّ إليه يد العون والحاجة ، ولم يرع معنى الصداقة والأخوة التي جمعتهما ...
                ولكن علينا أن نعلم يقينا بأن الله العليم بذات الصدور لا يخفى عليه شيئا .. حتى ولو بقي هذا الجاحد يجول ويصول مع الكذب واللؤم والنفاق لكن جولته لا يمكن لها يوما أن تعلو أو تصمد لأنها هشّة وفارغة ومصيرها للفناء ...

                أمينة أحمد خشفة

                تعليق

                • رشادابوبكراحمد
                  أديب وكاتب
                  • 12-01-2010
                  • 211

                  #9
                  بنت الشهباء
                  مستشار

                  اختى الغالية امينة

                  مرور راقى وتعليق سديد

                  المنطق هنا ان يتأمل المرء حال نفسه

                  فيجتهد ان يصل الى حال مريح من خلال الحياة المتاحة له

                  واختيارك للمقال الاخير اختيار موفق

                  فأهم الاجتهاد هو محاولة الوفاق بين الحال السائد - وهو بلا شك

                  اصبح حال سىء- وبين الحياة الواقعية الموجودة بالفعل حسب
                  الانطباع والامكانيات

                  وقد لا يتم ذلك بصورة مرضية فعلا

                  الا بالتمسك بالعصمة الايمانية

                  والاستعانة بهدى رب العالمين

                  بارك الله فيك

                  اختنا الكريمة

                  .................
                  أبوأسامة

                  [read]
                  ليس هناك شيء يساوي نظرة الإحترام التي تنظر بها إلى ذلك الشخص "الذي تراه في المرآه.
                  [/read]

                  تعليق

                  يعمل...
                  X