*شب حريق في منزلي منذ سنوات بسبب شرارة من جهاز التسخين , والحمد لله لم يكن أحد في الداخل , و الغريب أن ﺃول ما سألت عنه بعد أن تم إخماد النيران و ذهاب الفزع هو مكتبتي الصغيرة… لم أفكر في غرفة النوم الجميلة التي اشتريتها حديثا و لم أفكر في ثيابي و لا مجوهراتي الثمينة و لا أي شيء أخر… فأول صورة أرتسمت في ذهني هي كتبي الغالية و قد صارت كومة من الرماد.آلمتني الصورة كثيرا و لحسن حظي لم تحترق المكتبة و لم تتأثر سوى بالدخان الذي غلّفها بطبقة سوداء قاتمة. عكفت أياما أمسح الكتب و أنظفها بحزن و بحرص شديد كأنها أولادي. و الحقيقة أن مكتبتي هي كنزي الوحيد في البيت ,جمعت فيها منذ سنين كتبا و قواميسَ ودواوينَ بعضها اصفرت أوراقه من شدة القِدم .* *أعترف أنني وقعت في حب الكتب منذ طفولتي الأولى و لم تكن تسعدني هدية أو جائزة إلا إذا كانت عبارة عن كتاب .في المدرسة كنت اجتهد في كتابة نصوص التعبير إذا اخبرنا الأستاذ أن كتابا قيما سيكون من نصيب أحسن نص ..و هكذا رافقني هذا الشغف إلى اليوم وحتى حين أسافر مع أختي و ندخل محلات التسوق الكبيرة تتجه هي إلى جناح الألبسة و الاكسسورات بينما اتجه أنا مباشرة إلى جناح...
أكثر...
أكثر...