نسخة معدلة للتجريب:
=============
المشهدالأول
=============
المشهدالأول
نهار خارجي
طريق مرصوف حديثا يمشي فيه الأتوبيس وسط أشجار جميلة ومناظر طبيعية بمنطقة حدائق ومتنزهات، وهو مسرع في طريقه إلى محطته التالية.

وبينما ينطلق الأتوبيس ينظر جميع الركاب من النوافذ مستمتعين بجمال الطبيعة والهواء العليل الذي ينفذ إليهم من الخارج.
نسمع داخل الأتوبيس صوت كاسيت يشدو بأغنية أم كلثوم "خدني في حنانك"
نسمع داخل الأتوبيس صوت كاسيت يشدو بأغنية أم كلثوم "خدني في حنانك"

(يسرح الموجي مع الأغنية وهو يمسك بعجلة القيادة). ويقول محدثًا نفسه:
بقى لها ميت سنة بتقول خدني في حنانك، والله رجاله طرش وعمي؟ مافيش كده بت قلاووظ تيجي تقول لي "يا موكي، يا موكي" وتاخدني أنا كمان. على رأي المثل "المتعوس متعوس، ولو علَّقوا في ديله فانوس"، و"متعوس مع المتاعيس، ولو حتى سواق أتوبيس".
بقى لها ميت سنة بتقول خدني في حنانك، والله رجاله طرش وعمي؟ مافيش كده بت قلاووظ تيجي تقول لي "يا موكي، يا موكي" وتاخدني أنا كمان. على رأي المثل "المتعوس متعوس، ولو علَّقوا في ديله فانوس"، و"متعوس مع المتاعيس، ولو حتى سواق أتوبيس".
يتابع الليثي محاولاته في تحصيل التذاكر
الليثي: يا رب يا كريم، تذاكر يا دكتور وسام.
د. وسام البكري: بقى ده اسمه كلام يا ليثي، واحد زيك، كمساري قد الدنيا ويقول "تذاكر" برضه كده بتسكين الراء. هذا لحن شنيع يا ليثي.
الليثي: لحن مين يا عمنا، تكونش فاكرني عبد الوهاب؟ وعلى كلٍّ ولا تزعلُ، تذاكرٌ يا دكتورٌ لَحْسَنُ هيئةُ الأتوبيسُ تفصلَنا. حلو الكلامُ؟
د. وسام: يا نهار أسود. دا انت كده شلفطت اللغة خالص. وأنا قسمًا عظمًا ما تطاوعنيش نفسي أدفع والوضع هكذا. دا حتى ابن وكيع يزعل مني.
الليثي: ابن وكيع ولا ابن كلاكيع! انت هتدفع ولا أنصبك بالعرض، وأجرك في الأتوبيس، ومش هتلاقي ساعتها حد يرفعك؟
الليثي: يا رب يا كريم، تذاكر يا دكتور وسام.
د. وسام البكري: بقى ده اسمه كلام يا ليثي، واحد زيك، كمساري قد الدنيا ويقول "تذاكر" برضه كده بتسكين الراء. هذا لحن شنيع يا ليثي.
الليثي: لحن مين يا عمنا، تكونش فاكرني عبد الوهاب؟ وعلى كلٍّ ولا تزعلُ، تذاكرٌ يا دكتورٌ لَحْسَنُ هيئةُ الأتوبيسُ تفصلَنا. حلو الكلامُ؟
د. وسام: يا نهار أسود. دا انت كده شلفطت اللغة خالص. وأنا قسمًا عظمًا ما تطاوعنيش نفسي أدفع والوضع هكذا. دا حتى ابن وكيع يزعل مني.
الليثي: ابن وكيع ولا ابن كلاكيع! انت هتدفع ولا أنصبك بالعرض، وأجرك في الأتوبيس، ومش هتلاقي ساعتها حد يرفعك؟
د. وسام: يا أخي اصطبر شوية، وهدي أخلاقك. على الأقل لحد ما نفطر. اذهب كده يا ليثي للمليحة الحسناء التي أضمرت لكل خِلّ وباءً. وهي التي قال فيها الشاعر:
إذ كان في الأتوبيس رشيقُ قَدٍّ *** فلا تقرب بتذكرة وساما
وميِّل عليها لأخذ أجرٍ *** وقل على الدنيا السلامـا
إذا جاع بطني فلستُ أدفعْ *** ولا يضيع وقتي في الكلاما.
وميِّل عليها لأخذ أجرٍ *** وقل على الدنيا السلامـا
إذا جاع بطني فلستُ أدفعْ *** ولا يضيع وقتي في الكلاما.
الليثي:
وحين أعودَ لسوف تلقى *** من الليثيِّ ضربًا بالحزاما
لحد ما ييجي ناسٌ يلحقوك *** وتدفعَ أجرةً بدرًا تماما
لحد ما ييجي ناسٌ يلحقوك *** وتدفعَ أجرةً بدرًا تماما
الليثي :(وهويتقدم نحو كرسي رنا) يا رب يا مسهل، تذكرتك ياهانم.

رنـا خطيب: هانم أيه يا جدع انت؟! والله عجايب. أنا مدموزيل. مدموزيييييل! يعني آنسة يا دلعدي. أصل الرجالة صابهم العمى. (ثم وهي تنظر في عيون شاب حليوة قريب) بعيد عن السامعين.
الليثي: طيب يا مدموزيل آنسة، تذكرتك لو سمحتِ.
رنـا: اصبر يا خُويا لحظة لما أطلع لك الفلوس من الشنطة، انت مستعجل كده ليه، تقولشي رايحين الجنة.
الليثي : أحمدك يا رب، أخيرا حد هيعبرني ويدفع التذكرة.
غادة بنت تركي: ولا يهمك يا رنرونا يا حبيتي، أدفع لك أنا. عنك خالص. رقبة موا سدادة (ثم تفتح شنطة يدها، وتخرج مرآة تنظر فيها، وتحرك وجهها يمينًا وشمالاً)
الليثي: طيب يا مدموزيل آنسة، تذكرتك لو سمحتِ.
رنـا: اصبر يا خُويا لحظة لما أطلع لك الفلوس من الشنطة، انت مستعجل كده ليه، تقولشي رايحين الجنة.
الليثي : أحمدك يا رب، أخيرا حد هيعبرني ويدفع التذكرة.
غادة بنت تركي: ولا يهمك يا رنرونا يا حبيتي، أدفع لك أنا. عنك خالص. رقبة موا سدادة (ثم تفتح شنطة يدها، وتخرج مرآة تنظر فيها، وتحرك وجهها يمينًا وشمالاً)

اسم النبي حارسني وصاينِّي، أيه الحلاوة دي؟ أمُّورة الأمامير. أوشطة يا ناس، لهطة أوشطة بلدي، يا عوازل فلفلوا. تريه جولي، باسيه كومبوزيه.
الليثي: يا ست غادة، خلصينا الأتوبيس مليان. وسيبك من التوهان اللي انتِ فيه ده، ربنا ما يتوِّه لك عيِّل.
غادة: آه، باردون يا مسيو الكمسغي. (تعود للبحث مرة ثانية، فتجد قلم روج، وتنفرج أساريرها) لقيتك يابن الأحمريكا انت. لونه يجنن، مش كده؟ وأيه ده كمان؟ (تُخْرِج حجرًا من شنطة يدها، ثم تعيده بسرعة البرق خشية أن يراه أحد، ولكن تقع عين الليثي عليه).
الليثي (وهو يغالب الضحك): ده بقى اسمه حجر، حـجـر. وبيستخدموه لدعك القشف من كعاب الرجلين. ورِّينا تاني كده.
الموجي: ورينا ما هو على رأي المثل "في الإعادة إفادة ومن حِزنهم باتعة سموها غادة".
الليثي: يا ست غادة، خلصينا الأتوبيس مليان. وسيبك من التوهان اللي انتِ فيه ده، ربنا ما يتوِّه لك عيِّل.
غادة: آه، باردون يا مسيو الكمسغي. (تعود للبحث مرة ثانية، فتجد قلم روج، وتنفرج أساريرها) لقيتك يابن الأحمريكا انت. لونه يجنن، مش كده؟ وأيه ده كمان؟ (تُخْرِج حجرًا من شنطة يدها، ثم تعيده بسرعة البرق خشية أن يراه أحد، ولكن تقع عين الليثي عليه).
الليثي (وهو يغالب الضحك): ده بقى اسمه حجر، حـجـر. وبيستخدموه لدعك القشف من كعاب الرجلين. ورِّينا تاني كده.
الموجي: ورينا ما هو على رأي المثل "في الإعادة إفادة ومن حِزنهم باتعة سموها غادة".
غادة (ترفض إخراج الحجر مرة ثانية، وتقول بعصبية): أووف، انتو سوڤاج خالص، عندكو رنـا أهيه اتصرفوا معاها. أنا لسه صغيرة تحت السن الكانونية، وباركب ببلاش.
الليثي: ارحمنـا يا رب! (ثم يلتفت إلى رنـا)رنـا: أيه النحس المجاني ده! كانت هنا الفلوس. راحت فين بس؟ يا دي النيلة، الواحدة نظرها بقى شيش بيش ولا إيه؟ والاَّ الفلوس فيها عفريت؟
الليثي : دوري كويس يا مدام، إحنا لسه عَ الصبح والحرامية لسه ما صحيوش.
رنـا: هو انت أيه حكايتك يا جدع انت؟ مرة هانم، ومرة مدام؟ ما قلنا آنسة. مش تفتَّح ولا أيه؟ وبعدين هو انا يعني هاكلك في تمن التذكرة، والا هاكلك؟ روح لف لك كام لفة كده وتعالى تاني.
الليثي : براحتك يا ستي، ...
رنـا (مقاطعةً): سِتَّك؟ ستك أيه يا كمسارى الغبرة انت؟ بِعد الشر عني، اسم الله عليَّا وحواليَّا. حابس حابس.روح غيَّر النضارة كعب الكوباية اللي انت لابسها دي. عجايب.
الليثي : اللهم طوِّلك يا روح، قصدي يا آنسة، أنا واقف اهوه .
الموجي : قال على رأي المثل (يا حزين جت لك السخونية قال فاضي وراقد لها)
رنـا (مقاطعةً): سِتَّك؟ ستك أيه يا كمسارى الغبرة انت؟ بِعد الشر عني، اسم الله عليَّا وحواليَّا. حابس حابس.روح غيَّر النضارة كعب الكوباية اللي انت لابسها دي. عجايب.
الليثي : اللهم طوِّلك يا روح، قصدي يا آنسة، أنا واقف اهوه .
الموجي : قال على رأي المثل (يا حزين جت لك السخونية قال فاضي وراقد لها)

أبو صالح : الإشكالية يا رنا خطيب هي في العملة النقدية بركيزتيها الورقية والمعدنية، والتى تطرحها بعض الحكومات العلمانية والدول القطرية الحديثة كبديل عن العملة الشرعية اللي هي الدينار والدرهم وتصريفاتهم كالسحتوت والملطوش. خدى الحبل ده، أقصد الرابط ده، واربطي فيه شنطتك بالكرسي حتى لا يسرقها أو يخطفها أحدهم منك.
سعاد سعيود : ينيلك راجل! حتى في الأتوبيس كمان جايب معك روابط وحبال . يبتليك بكبل كهربا يربطوك فيه يا منيل !
غادة بنت تركي : يؤ يا أستاذة سعاد، الراجل عامل حسابه لو الأتوبيس عطل يجرجره. كتر خيره شايل روابط وحبال للظروف.
الموجي: نبرتي فيها يا فالحة! أهو الكاوتش انخرم، وهنضطر نقف عند أول حديقة أو استراحة تقابلنا.على رأي المثل "الست لما تنبر بَدْري، ييجي الخراب يجري" و"السِّت في الأتوبيس تقلب الركاب متاعيس".
سعاد سعيود : ينيلك راجل! حتى في الأتوبيس كمان جايب معك روابط وحبال . يبتليك بكبل كهربا يربطوك فيه يا منيل !
غادة بنت تركي : يؤ يا أستاذة سعاد، الراجل عامل حسابه لو الأتوبيس عطل يجرجره. كتر خيره شايل روابط وحبال للظروف.
الموجي: نبرتي فيها يا فالحة! أهو الكاوتش انخرم، وهنضطر نقف عند أول حديقة أو استراحة تقابلنا.على رأي المثل "الست لما تنبر بَدْري، ييجي الخراب يجري" و"السِّت في الأتوبيس تقلب الركاب متاعيس".

الليثي : لطفك يا رب. أنا اصطبحت بوش مين النهارده؟!
لا فيه قطة سودا
ولا حتة لبانة دكر
يا رب غفرانك
ولا اعتراض ع القدر
****
أبص من حواليَّا
واقعد كمان افتكِر
القى النتيجة تقول:
وش الزباين عِكِر
ولا حتة لبانة دكر
يا رب غفرانك
ولا اعتراض ع القدر
****
أبص من حواليَّا
واقعد كمان افتكِر
القى النتيجة تقول:
وش الزباين عِكِر
محمد جابري : يا ليثي، نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الطيرة والفأل السيء. لا للتشاؤم يا ليثي.
الليثي : يا جماعة لو سمحتم كله ينزل علشان هنغير العجلة القُدَّمانيَّة للأتوبيس أحسن فرقعت؛ مع إني لسه مشتري جوز كاوشتات تيوبلس من أسبوع. ده نحس أيه ده؟
الليثي : يا جماعة لو سمحتم كله ينزل علشان هنغير العجلة القُدَّمانيَّة للأتوبيس أحسن فرقعت؛ مع إني لسه مشتري جوز كاوشتات تيوبلس من أسبوع. ده نحس أيه ده؟
زباين ما يدفعوش، والعَجَل كمان انخرم
إلهي ما ترجعوش ولا توصلوش الهرم
وِان مرة عطشانين تلاقوا شَرْبِة كَـرَم
من إيد خبير جزمجي بيبيع نقيع الصُّرم
إلهي ما ترجعوش ولا توصلوش الهرم
وِان مرة عطشانين تلاقوا شَرْبِة كَـرَم
من إيد خبير جزمجي بيبيع نقيع الصُّرم
الموجي :على رأي المثل "قليل البخت يلاقي العضم في الكرشة".
يقوم الركاب من على كراسيهم، ويندفعون نحو الباب، وهم في غاية الضيق والتأفف لوقوف الأتوبيس.
د / مشاوير : (يصرخ) آي آي رجلي. حاسب يا أخينا؛ فعصت رجلي. انت ما بتشوفشي؟ مستعجل على إيه؟ كلنا هنتنيل ننزل؟
د/ مازن: معلشي يامشاوير، كلهم بيزقوني ويدفعوني من الخلف.
د/ مشاوير (في تأفف واضح): ويدفعوك م الخلف ليه؟ هو انت حقنة شرجية؟ وبعدين إيه يا مازن، خلاص؟ مشاوير حاف كده؟ يا أخي إحنا دكاترة زى بعض! مشاوير كده حاف من غير ألقاب ولاحتى احترام؟!
د/مازن: خلاص يا عم الدقطور هاقول لك مشاوير بالقشطة، مشاوير بالمكسرات، وبلاش مشاوير حاف. مع إن شكلك مشاوير ع الفاضي.
يقوم الركاب من على كراسيهم، ويندفعون نحو الباب، وهم في غاية الضيق والتأفف لوقوف الأتوبيس.
د / مشاوير : (يصرخ) آي آي رجلي. حاسب يا أخينا؛ فعصت رجلي. انت ما بتشوفشي؟ مستعجل على إيه؟ كلنا هنتنيل ننزل؟
د/ مازن: معلشي يامشاوير، كلهم بيزقوني ويدفعوني من الخلف.
د/ مشاوير (في تأفف واضح): ويدفعوك م الخلف ليه؟ هو انت حقنة شرجية؟ وبعدين إيه يا مازن، خلاص؟ مشاوير حاف كده؟ يا أخي إحنا دكاترة زى بعض! مشاوير كده حاف من غير ألقاب ولاحتى احترام؟!
د/مازن: خلاص يا عم الدقطور هاقول لك مشاوير بالقشطة، مشاوير بالمكسرات، وبلاش مشاوير حاف. مع إن شكلك مشاوير ع الفاضي.

د. محسن الصفار : لأ، وانت الصادق مشاوير بالخريطة، يعني هيروح المشاوير عمياني من غير خارطة الطريق؟
محمد فهمي يوسف: يا دكتور محسن، لا تقل خارطة، وقل خريطة؛ لأن الخارطة هي التي تقعد على قرافيصها لتخريط الملوخية والخبيزة. ولغتنا عسر ولا يسر يا دكتور، على رأي الشيخ طه ابن عم ابو حسين شيخ الكُّتَّاب في بلدنا.الليثي: إنتو لسه هتتعاتبوا؟ دا أيه الداهية دي؟ يا عم انزل انت وهو. انزلوا؛ عاوزين نغير الكاوشت مش ناقصين عطلة. دكاترة أيه دول بس ياربي؟
ملعونة دي الدكترة
والخيبة والمنظـرة
بالذمة يا عاقلين
مش جرجرونا لورا؟

والخيبة والمنظـرة
بالذمة يا عاقلين
مش جرجرونا لورا؟

محمد رندي: يا أستاذ ليثي إن الايدولوجية الثقافية لعملية الركوب تختلف من مجتمع لآخر، فوفقًا للتفسير الماركسي هل نحن نركب الأتوبيس أم نمتطي الأتوبيس، أما في ضوء النقد السوسيولوجي بمدرستيه التقليدية والحديثة، ومرورا بالمنهج الشكلاني فالموضوع يكاد يلتبس علينا خصوصًا مع نظرية السرعة والكلاكس وأيهما أسبق، والتجربة الوجودية الفردية تثبت إن اللي يلاقي كرسي فهو موجود عليه، وأنا قاعد إذن أنا موجود. ويفضل الراكب قاعد لحد ما البرسيم ما يخلص. ومافيش عجل يتجرأ وينخرم. ومع هذا ففي أسبرطة القديمة مثلاً كان الركاب يقفزون من النوافذ إذا وقف الأتوبيس؛ للإسراع في عملية النزول. وهكذا الحال في أوروبا والدول المتقدمة، لأنه لم يكن هناك جدران للأتوبيس أساسًا؛ لزيادة التهوية، ومنعًا لانتشار الأوبئة والأمراض في الأماكن المغلقة والمظلمة والضيقة. وكان شكله كده.

محمد سليم: هو الأخ الكومراد رندي ده بيقول إيه؟ إيه زَلَبَطَّة القديمة دي؟ هو إحنا ماشيين في طريق صحراوي، ولاَّ قاعدين عند حلاق؟ ما تفهمونا يا بهوات، بس خلاص.

د. حكيم عباس: صديقي الطيب محمد رندي، أتحفتنا والله بكلامك المؤصل تاريخيًا وأتوبيسيًا. وهذا يعكس ثقافة موسوعية قلَّ أن نجدها هنا. ولكن اسمح لي أقول لك إن ما قلته يخلو من التقييم القيْمي الواقعي وليس المخيالي لقوائم الكلام. وأنا بصراحة مش متأكد من مرجعيته لإن الممارسات الأخلاقية في إسبرطة القديمة ما كانتش مبنية على تحصيل الإجرة من الأتوبيسات، ونزول الركاب من الشبابيك، وإنما كانت "نقابة عربجية الكارو في إسبرطة" هي المنوطة بإعداد القوائم الجزائية والتنظيمية للتحصيلات الجدلية. وهذه قضية ثقافية وحوارية وفكرية وفيزيائية وانشطارية معقدة. وتحتاج منا لتدقيق برمائي بعيدًا عن اللطم والنحيب ومناهضة أصحاب الفكر الفُرْقُعْلُوزي التخبيصي.

محمد سليم: يا دي الداهية السودا يا جدعان. روح يا شيخ، الله يخرب بيت اللي يزعلك.
د. حكيم عباس: أشكرك يا سي محمد. أخجلتم تواضعنا. ولن أخجل إن قلت فاجأتني يا أستاذي .. فاجأتني جدا ... إلى حدّ الخجل من نفسي ... أشكرك من قلبي، ومن فشِّتي وكلاويَّه، ياللا إن شالله ما حد حوِّش .. ولو تحب ممكن أزيدك في الطنبور نغمًا ...
أبو صالح (مقاطعًا، وهو يجري نحو باب الأتوبيس): المشكلة الأساسية يا حكيم عباس إنك بتفسر كل حاجة بتأويلات ليس لها أي أساس منطقي وموضوعي لنسف التواصل، وليس لديك ميزان للتقييم وفق مرجعية واضحة المعالم، ولذلك تجد مواقفك تتغير بمقدار 180 درجة أي النقيض تمامًا، وفي هذا تجاوز لأعراف هيئة النقل العام والمنطق في تحصيل الأجرة أو التعامل بالأبونيه. وأنا على استعداد لمناظرتك؛ لأنك تحاول أن تطعن في كل ما هو جميل بنا يا حكيم عباس من وجهة نظري. والدليل تهربك الواضح من دفع أجرة الأتوبيس، ومحاولتك الاختفاء في الركن تحت الكرسي، والتحجج بإنك ماكنتش عايز تركب معانا من أصله.
حكيم عباس: يا أبو صالح كلامك هذا يشي باتباعك لمنهاج مدرسي مُعلّب ومحنّط منذ مئات السنين، يعني كليشيهات محفوظة عن ظهر وقفا، تُعاد وتكرّر آليّا، روتين. وأنت هنا تحاول إجبارنا على الالتزام الفظّ السلطوي القمعي بنمط معيّن. ولذلك أنا فاهم هيجانك وثورتك الشوفينية العارمة في وجه من يخالف هذا النمطيّات التي تنتشي بترديدها كالببغاء، وجاهز للتأويل فالانقضاض مثل سلاحف النينجا. ولكن ما يهمني هو إني راضي الملامح "مُنْشَكِحُ" وإنك غاضبُ "مُنْسَطِحُ". وبعدين هو فين سواق الأتوبيس المهبب ده يضعَ حدٌ لهذه المهزلة، يإمَّا والله ما انا دافع أجرة. وأنا لست محبطًا و لاسلبيٌّ ، بل أنا واقعيّ و صادقًا.
الموجي (وهو يهز رأسه متعجبًا): على رأي المثل "رجالة بشنبات وفي الردح ولا السِّـ، أقصد البشوات".
دريسي مولاى: لا شك أن المبدا الايثيقي المحايث لتجربة رحلة الأتوبيس هذه يحتاج إلى أن ننظر له بنظرة تفكيكية وفقًا لما استجد من مناهج علمية في السيميولوجيا في محاولة للاستقراء الأيديولوجي اللغوي البنيوي ...
د. حكيم عباس: أشكرك يا سي محمد. أخجلتم تواضعنا. ولن أخجل إن قلت فاجأتني يا أستاذي .. فاجأتني جدا ... إلى حدّ الخجل من نفسي ... أشكرك من قلبي، ومن فشِّتي وكلاويَّه، ياللا إن شالله ما حد حوِّش .. ولو تحب ممكن أزيدك في الطنبور نغمًا ...
أبو صالح (مقاطعًا، وهو يجري نحو باب الأتوبيس): المشكلة الأساسية يا حكيم عباس إنك بتفسر كل حاجة بتأويلات ليس لها أي أساس منطقي وموضوعي لنسف التواصل، وليس لديك ميزان للتقييم وفق مرجعية واضحة المعالم، ولذلك تجد مواقفك تتغير بمقدار 180 درجة أي النقيض تمامًا، وفي هذا تجاوز لأعراف هيئة النقل العام والمنطق في تحصيل الأجرة أو التعامل بالأبونيه. وأنا على استعداد لمناظرتك؛ لأنك تحاول أن تطعن في كل ما هو جميل بنا يا حكيم عباس من وجهة نظري. والدليل تهربك الواضح من دفع أجرة الأتوبيس، ومحاولتك الاختفاء في الركن تحت الكرسي، والتحجج بإنك ماكنتش عايز تركب معانا من أصله.
حكيم عباس: يا أبو صالح كلامك هذا يشي باتباعك لمنهاج مدرسي مُعلّب ومحنّط منذ مئات السنين، يعني كليشيهات محفوظة عن ظهر وقفا، تُعاد وتكرّر آليّا، روتين. وأنت هنا تحاول إجبارنا على الالتزام الفظّ السلطوي القمعي بنمط معيّن. ولذلك أنا فاهم هيجانك وثورتك الشوفينية العارمة في وجه من يخالف هذا النمطيّات التي تنتشي بترديدها كالببغاء، وجاهز للتأويل فالانقضاض مثل سلاحف النينجا. ولكن ما يهمني هو إني راضي الملامح "مُنْشَكِحُ" وإنك غاضبُ "مُنْسَطِحُ". وبعدين هو فين سواق الأتوبيس المهبب ده يضعَ حدٌ لهذه المهزلة، يإمَّا والله ما انا دافع أجرة. وأنا لست محبطًا و لاسلبيٌّ ، بل أنا واقعيّ و صادقًا.
الموجي (وهو يهز رأسه متعجبًا): على رأي المثل "رجالة بشنبات وفي الردح ولا السِّـ، أقصد البشوات".
دريسي مولاى: لا شك أن المبدا الايثيقي المحايث لتجربة رحلة الأتوبيس هذه يحتاج إلى أن ننظر له بنظرة تفكيكية وفقًا لما استجد من مناهج علمية في السيميولوجيا في محاولة للاستقراء الأيديولوجي اللغوي البنيوي ...
الموجي (مقاطعًا): يعني يا أستاذ دريس، ده هيساعدنا ازاي في تنزيل الركاب من الأتوبيس وتصليح خرم العجلة؟
دريسي مولاى: يا سي موجي يحضرني هنا توصيف ريجيس دوبريه للايديولوجيا الخاصة بالفكر الأتوبيسي بتشبيهها بالسحر ...
دريسي مولاى: يا سي موجي يحضرني هنا توصيف ريجيس دوبريه للايديولوجيا الخاصة بالفكر الأتوبيسي بتشبيهها بالسحر ...
محمد سليم (مقاطعًا): عليَّا النعمة أنا فهمت، ارقصي يا باتعة، أنا فهمت. بيقولك سِحْر، يعني هات لك شوية حبهان ومستكة وبودرة العفريت، وقول الكلمتين اللي قالوهم بالشفرة دول سلَمُنْتُوجي وأساتيكي، وبخَّر الأتوبيس ومش هيتعطل مرة تانية أبدًا. أنا قلت برضه الكلام الكبير اللي يعمَّر الطاسة ده لَزْمَن ولابد وحَتْمَن هيحل لنا المشكلة.
الموجي: على رأي المثل "وزعوا العقول، كل واحد ما عجبوش غير عقله".
يتوالى الهجوم للنزول من الأتوبيس.
الليثي (يصرخ فجأة): آآه آآه رجلي! واحد فعص رجلي! داس برجليه فعصها. لأ لأ دي مش رِجْل .. ده خف جمل لابس قبقاب. دي أكيد رجل واحد صعيدي.
محمد سليم : مالك بس ومال الصعايدة؟ آدي رجلي أهيه (تظهر رجل العمدة محمد سليم وهو يرتدي حذاء مقاس 22 أكبرمقاس في الأطفال)
الليثي : لازم أشوف رجليكم واحد واحد. يا إما يمين طلاق ما هنغير العجلة، ولا هنمشي من هنا.
وبالبحث يتفاجأ الليثي بقدم أبو صالح ينتعل قبقابًا مقاس 85 فيمسك به.
الموجي: على رأي المثل "وزعوا العقول، كل واحد ما عجبوش غير عقله".
يتوالى الهجوم للنزول من الأتوبيس.
الليثي (يصرخ فجأة): آآه آآه رجلي! واحد فعص رجلي! داس برجليه فعصها. لأ لأ دي مش رِجْل .. ده خف جمل لابس قبقاب. دي أكيد رجل واحد صعيدي.
محمد سليم : مالك بس ومال الصعايدة؟ آدي رجلي أهيه (تظهر رجل العمدة محمد سليم وهو يرتدي حذاء مقاس 22 أكبرمقاس في الأطفال)
الليثي : لازم أشوف رجليكم واحد واحد. يا إما يمين طلاق ما هنغير العجلة، ولا هنمشي من هنا.
وبالبحث يتفاجأ الليثي بقدم أبو صالح ينتعل قبقابًا مقاس 85 فيمسك به.

أبوصالح : سيب رجلي أحسن لك .. شوف الحبل ده أقصد شوف الرابط ده. إن ما سيبتش رجلي هاخنقك بيه.

الليثي : تخنق مين؟ هي سايبة ولا سايبة؟ هو احنا فراخ؟ فعصت رجلي. بقى فيه واحد يركب أتوبيس ويلبس في رجله ترماي؟
الموجي : خلاص ياليثي المسامح كريم، وعلى رأي المثل يا بخت من قدر وعفي.
أبوصالح : الإشكالية يا عم الموجي من وجهة نظري هو إعتماد البعض لنظرية التأويل المشلوح والحذاء المفتوح .. يعني لازم نلبس صندل بلاستيك أو شبشب فِل بأسْتِك؛ علشان ما نفعصشي رجل حد؟ وبعدين دي سُنة الكون؛ لإن ساعتها كيف يكون صراع الأضداد القائم على أساس أن المنظومة الغربية التي ينتمي إليه سايكس بيكو في صراع مع المنظومة العربية المبنية على التكامل بين الجمعيات التعاونية لإنتاج البيض من دجاج المزارع النموذجية التي تعمل على تفريخ التأويل المبني على مبدأ التقية، والغاية تُبَرْبِر الوسيلة،
الموجي : خلاص ياليثي المسامح كريم، وعلى رأي المثل يا بخت من قدر وعفي.
أبوصالح : الإشكالية يا عم الموجي من وجهة نظري هو إعتماد البعض لنظرية التأويل المشلوح والحذاء المفتوح .. يعني لازم نلبس صندل بلاستيك أو شبشب فِل بأسْتِك؛ علشان ما نفعصشي رجل حد؟ وبعدين دي سُنة الكون؛ لإن ساعتها كيف يكون صراع الأضداد القائم على أساس أن المنظومة الغربية التي ينتمي إليه سايكس بيكو في صراع مع المنظومة العربية المبنية على التكامل بين الجمعيات التعاونية لإنتاج البيض من دجاج المزارع النموذجية التي تعمل على تفريخ التأويل المبني على مبدأ التقية، والغاية تُبَرْبِر الوسيلة،
مثلما فعلت رنا خطيب في تمثيلية الجنيه المفقود.
يأتي صوت من بعيد: يا عم ارحمنـا. انت بتقول أيــه؟ طيرت الحشيش من نافوخي.
يأتي صوت من بعيد: يا عم ارحمنـا. انت بتقول أيــه؟ طيرت الحشيش من نافوخي.

رنـا (وهي تصرخ من آخر الأتوبيس):

سيبووووووني! سيبوني عليه الرجل القفص ده. أنا بتاعة تمثيل؟ أنا بتاعة تمثيل؟ إياك، وحسَّك عينك تجيب سيرتي على لسانك مرة تاني. ما يحكمشي يا ابو روابط!
*************************
تعليق