
صدرت رواية " لورا الأصلية " غير المكتملة والتي أوصى الكاتب الروسي " فلاديمير نابوكوف " بإحراقها بعد مرور 32 سنة على وفاته. وصدرت الرواية التي كتبت على بطاقات صغيرة في 17 نوفمبر 2009 في نيويورك ولندن وذلك على الرغم من وصية نابوكوف الاخيرة ويأمل كثيرون أن تلقي مزيداً من الضوء علي فكره العبقري.
وقد كانت رواية نابوكوف الشهيرة " لوليتا " لتلقى نفس المصير الذي أراده لـرواية " لورا الاصلية " لو لم تنقذها زوجته " فيرا " من النار. وكذلك أنقذ ابنه " ديمتري " (75 عاماً ) رواية " لورا الاصلية ". وترددت العائلة طيلة ثلاثين عاماً قبل أن تحسم امرها وتقصد الوكيل " اندرو ويلي " الذي توصل الى اتفاق مع داري نشر " نوف راندوم " في الولايات المتحدة و" بنجوين " في بريطانيا. وطيلة هذه المدة بقيت المخطوطة المؤلفة من 138 بطاقة محفوظة في خزانة مصرف في مدينة " مونترو " السويسرية حيث توفي نابوكوف في عام 1977.
ومثل " لوليتا " كتبت " لورا الأصلية " بالإنجليزية فالكاتب المولود في " سان بطرسبرج " هاجر وعائلته عند قيام الثورة البولشفية في عام 1917.. إلا أنه لم يبدأ الكتابة بالإنجليزية إلا في عام 1941. ولم يطلع على محتوى الرواية سوى قلة من المقربين من الكاتب بينهم أفراد العائلة..واستمر النقاش ثلاثة عقود لاتخاذ قرار فيما إذا كان يتحتم احترام وصية نابوكوف أم لا.
وعن هذا القرار قال الكاتب " جافرييل شابيرو " أستاذ الأدب الروسي في جامعة " كورنل " والذي يكتب لوكالة " فرانس برس " إن " ديمتري ابن نابوكوف قام بالخيار الصائب فلو أراد والده إتلاف الرواية لكان فعل ذلك بنفسه ". وذكر شابيرو أن نابوكوف الذي علم في جامعة كورنل من سنة 1948 إلي سنة 1959 أراد أيضا حرق رواية " لوليتا " وهي الرواية التي أكسبته شهرة عالمية في عام 1955.. وفيما كان في طريقه إلى محرقة النفايات استوقفته زوجته.
وهذه النزعة لإتلاف الأعمال الروائية لم تكن حالة فريدة لدى نابوكوف.. فقد طلب " فرانز كافكا " أيضاً من صديقه " ماكس برود " إتلاف كل أعماله التي لم تنشر ومن بينها رواية " المحاكمة " إلا أن هذا العمل الأخير نشر بعد وفاته.
وقد أفصح ديمتري ابن نابكوف قبل صدور الرواية عن أن أحداث الرواية تدور حول أخصائي في الجهاز العصبي يفكر بالإنتحار بعد الإحباط الذي أصيب به من جراء قبحه وشكله غير الجذاب وخيانة زوجته الشابة.
[/align]
تعليق