ظلمنا الحب
حب .. كلمة لها معاني كثيرة لا يدركها إلا من عاشها و جرب نارها ,, نار اللهفة و اللهب الناتج عن غيرة حارقة .. هي أيضا مولودة نتيجة خوف أو حب الامتلاك و التوحد .. أدري أنه عنادنا الغير مُجدي و سيسحق بيننا الكثير .. من له قيمة .. ستتعدد ضحاياه و سأكون أنا أولها .. قلبي و الشظى و الحرقة اللازمة إصباحا و إمساء .. سنفترق و كل منا له حلمه و هدفه الساكن فيه منذ أن اقتربنا لنقطة واحدة بمنتصف الطريق .. و خلفناها مكتظة بالأنين و مضى كلانا مستديرا الظهر تركناه يدمع ,, يولول .. أو يصرخ و ربما ينتحب كمن فقد عزيز .. سنهدم بإرادتنا ما تعبنا في احتضانه ليال و ليالي .. نعم بإرادتنا نصنع حزننا مصيرنا المظلم و نحكم بالبتر لهذا الذي كان .. سيشهد لنا و يشهد علينا .. لأننا الأسباب و المسبب .. و النتيجة حتما لا تليق بمستوى عاشقٍ و معشوقة .. سنحطم الآمال التي تعبت معنا .. و سهرت الأيام .. سنقتلها قتلا و نضع حول جيدها أياد الخنق .. ستروح و نروح قبلها .. أعلم تماما مدى حبها و كم هي أشد تمزقا مني و كم أنا غريب و وحيد بدونها .. غريب النوع و البنية .. و وحيد الروح .. الضحية الأولى و الأخيرة .. و لا غيري .. كما أعلم أنه يمكننا أن نقترب بل و أكثر .. لكن هكذا نريد .. أن نفترق .. أن نموت ,, تروح لغيري و أروح لغيرها .. و من المؤسف أننا من صنعنا .. نحتكم إلى أسباب و حجج و نختلق المعاني الزائفة .. لا أدرى حجم الكارثة التي ستلم بنا إن مضينا في خيبتنا .. لكن أعلم مدى الندم الذي سيمنعنا من كتابة رسالة أخيرة .. لأن رسالتي الأخيرة و رسالتها ستصبحا محصولا رائعاً لصفحات الكتب .. نصنع منها مجلدات و مراجع .. نعود إليها من حين إلى حين كلما أحل بنا التعب و أردنا زيادة من الندم ...؛؛
تعليق