الدكتور: عبد الله الحيدري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. حسين علي محمد
    عضو أساسي
    • 14-10-2007
    • 867

    #16
    القلب بين الأطباء والشعراء !

    بقلم: د.عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري
    ...................................

    كان لقاءً عفوياً مباشراً عبر أثير إذاعة الرياض قبل سنوات مع استشاري متخصص في أمراض القلب ، وهو الدكتور محمد علي فوده . كان ذلك في برنامج "صباح الخير من الرياض " بمناسبة إجراء الدكتور فودة عملية في قلب يقع في الجانب الأيمن لرجل مسن !
    كان الهاجس الأدبي يلح علي أثناء الحوار ، فتقدمت إلى الدكتور بسؤال عن كلمة ( قلب ) في الشعر العربي ودورانها على ألسنة الأدباء وهل استطاع أيٌ منهم الوصول إلى بعض الحقائق العلمية في جراحة القلب وعمله وارتباطه بالأعضاء الأخرى ؟
    وكانت إجابة الدكتور عامة بحسب ما يسمح به وقت البرنامج ، بحيث أوضح أن القلب آلة لضخ الدم في أنحاء الجسم ، ولكن لا يملك أداة التفكير وتوجيه الانفعالات كما يصور ذلك الشعر ..
    وكان هذا الحوار حافزاً لي للعودة إلى ديوان الشعر العربي للتعرف على مفهوم الشعراء لعمل القلب ، وذلك باختيار نماذج من الشعر لبعض الشعراء من العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث .
    ففي العصر الجاهلي نجد بعض الشعراء ينظرون إلى القلب على أن له حالتين : غفوة وصحو ؛ ولذلك نرى حاتم الطائي يقول : " صحا القلب عن سلمى وعن أم عامر " ، وكذلك عند زهير بن أبي سلمى القائل : " صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله " ، وبمرور الأيام أصبحت هذه الكلمة لازمة عند بعض الشعراء يستحسنون بدء قصائدهم بها ، فها هو الأخطل في العصر الأموي يقول : " صحا القلب عن أروى وأقصر باطله " ، ويتابعهم ابن عبد ربه من شعراء الأندلس حين يقول :" صحا القلب إلا نظرة تبعث الأسى "، غير أننا نلاحظ أن ابن عبد ربه لم يذكر اسم المحبوبة كما فعل سابقوه .
    ومن هنا أصبح ذكر ( القلب ) في الاستشهادات السابقة لا يرتبط بالانفعالات بقدر ما أصبح لازمة أسلوبية وحسب .
    ومن الطريف أن بعض الشعراء خلعوا على القلب صفات مستمدة من حواس الإنسان ، وبالذات السمع والبصر والكلام . يقول المثقب العبدي متسائلاً :
    هل لهذا القلب سمع أو بصر أو تناه عن حبيب يدّكر ؟
    ويربط الأقيشر الأسدي بين عمى القلب والبخل في قوله :
    رأيتك أعمى العين والقلب ممسكاً وما خير أعمى القلب والعين يبخل ُ !
    أما العباس بن الأحنف فيهدد محبوبته بأن قلبه لو تكلم لجأر بالشكوى فيقول :
    عذبت بالجفوة قلبي فلو تكلم القلب بشيء شكاكِ
    ووصف بعض الشعراء أمراض القلب بأنها شبيهة بتلك الآلام التي يحس بها الملدوغ ، وألمح إلى تكرارها على المريض ، وكأنما يشير إلى من يشكون من انسداد في بعض الشرايين . يقول عبيد بن الأبرص :
    فقد أورثت في القلب سقماً يعوده عياداً كسمّ الحية المترددِ
    ومن الشعراء من أشار إلى شدة خفقان القلب عند الانفعال الشديد ، وبالذات الحزن ؛ ولذلك نرى أبا العلاء المعري يقول :
    وكيف يقر قلب في ضلوع وقد رجفت لعلته البلادُ ؟؟
    وفي حالات الفرح الشديد تخفق الضلوع ويزلزل القلب كما في قول أحمد شوقي :
    خفقت لرؤيتك الضلو عُ ، وزلزل القلب العميد ُ
    ومن الملفت للانتباه أن بعض الشعراء ألمح إلى ضرورة العيش بقلبين في حالات العشق الشديدة كما نرى ذلك في قول ابن سهل الأندلسي :
    يا عاذلي ذرني وقلبي والهوى أأعرتني قلباً لحمل شجوني ؟؟
    وبعد ، فهل يتكرم أطباؤنا المختصون في جراحة القلب بإعادة النظر في هذه النماذج ، ومن ثم الإجابة عن السؤال المطروح في مستهل هذه المقالة ؟؟

    تعليق

    • د. حسين علي محمد
      عضو أساسي
      • 14-10-2007
      • 867

      #17
      حسين سرحان
      (1332هـ /1914م ـــ 1413هـ / 1993م )

      بقلم: د.عبد الله الحيدري
      ....................

      أديب سعودي مشهور جمع بين الإجادة في الشعر والنثر ، واسمه كاملاً " حسين بن علي بن صويلح بن سرحان " . ولد في مكة المكرمة عام 1914م ، وبها توفي عام 1993م . وقد وردت ترجمته في معظم المراجع التي عنيت بالحديث عن الشخصيات الأدبية السعودية ، وفي تتمة الأعلام لمحمد خير يوسف ، وفي الطبعة الثانية من الموسوعة العربية العالمية ، وفي (who's who) .
      تلقى حسين سرحان تعليمه في الكتاتيب ، وفي المسجد الحرام ، وفي مدرسة الفلاح بمكة ، غير أنه لم يواصل تعليمه النظامي ، وأكب على القراءة في مختلف العلوم حتى ليقول عن نفسه : " كنت أقرأ حتى تتهالك أعصابي ويغشاني ضعف عام في جسدي " . وقد زاول الأعمال الحرة ، ثم التحق بالوظائف الحكومية ، فعمل محرراً في وزارة المالية ، ثم سكرتيراً ، فرئيساً لمكتب القرارات لتوسعة الحرم ، ثم انتقل إلى مطابع الحكومة بوظيفة رئيس قسم التحرير لمدة عشر سنوات إلى أن أحيل على التقاعد عام 1973م.
      وخلال الفترة من 1930 ــ 1993م اتصل السرحان اتصالاً وثيقاً بالصحافة : شاعراً ، وكاتب مقالة ، وقاصاً ، فنشر إنتاجه في معظم الصحف والمجلات السعودية مثل : أم القرى ، وصوت الحجاز ، والبلاد السعودية ، والمنهل ، وعكاظ ، والرياض . وقد عرف في الأوساط الأدبية في السعودية شاعراً في المقام الأول ؛ ومن هنا وصفه الناقد العراقي علي جواد الطاهر قائلاً : " لم أر شاعراً سعودياً يجمع المتحدثون والسامعون على الإعجاب به مثل حسين سرحان " ، على أن ذلك لا ينفي شهرته في النثر ، وبخاصة في لون المقالة ، وممن شهد له حمد الجاسر ، وعلي جواد الطاهر، وعزيز ضياء ، وغيرهم ؛ ولذلك يمكن وصفه بأنه من رجال الصناعتين .
      جمع معظم إنتاجه الشعري في ثلاثة دواوين ، وهي : أجنحة بلا ريش (1968م) ، والطائر الغريب (1977م) ، والصوت والصدى (1988م) ، وله ديوان مخطوط عنوانه " أوزان في الميزان " ، وتولى الباحث أحمد المحسن جمع بعض قصائده المتناثرة وجعلها ملحقة بدراسته " شعر حسين سرحان : دراسة نقدية " ، (1991م) .
      وأشعار حسين سرحان من حيث الإجادة الفنية تمثل مرحلة متقدمة في إبداعه ، ولكنها من حيث الاتجاه الفني تمثل المنزع الرومانسي ، ويذهب أكثرها في الغزل الرومانسي الشفيف المجلل بالأحزان والكآبة ، المتشح بالرموز ، كما تتجه في جملتها إلى التراث الإغريقي تستدعيه وتسترفده ، أو إلى التراث الأوربي الحديث . على أن لغته ــ وإن استرفدت المعجم الرومانسي ــ قد استرفدت أيضاً المعجم التراثي.
      وشعره في " أجنحة بلا ريش " ليس قصيداً غنائياً محضاً ، بل منه شعر قصصي يحمل مضامين إنسانية ذات طابع فلسفي تأملي ، وهو وإن التزم عمود الشعر التقليدي : وزناً وقافية ، فإنه في إطار هذا الالتزام يميل إلى استخدام القافية المنوعة ، هذا إلى أن الصورة العامة للمضمون الشعري يغلب عليها الحزن والقتامة ، حتى في قصائده الساخرة الضاحكة .
      أما ديوانه الثاني " الطائر الغريب " فقصائده تتنوع بين الرثاء والسخرية ، والتفلسف ، والشكوى ، والمديح الإخواني ، ووصف الطبيعة ، ولكن الصورة العامة الغالبة على الديوان هي النزوع الواضح إلى التفلسف والتأمل المجلل بالمرارة والحزن .
      وفي ديوانه الثالث " الصوت والصدى " تبرز رؤيته وفلسفته ، وتتجلى رغبته في الكشف عن مكنونات ذاته ، وفي حين يقترب في منهجه من الرومانسيين ، يفارقهم في كونه أكثر صرامة في رؤيته ذات البعد الفكري وليس الوجداني ، فليس ثمة انفعالات صاخبة ؛ ولهذا يظل في إطار الفلسفة الكلاسيكية التي ترتكز على العقل.
      وبشكل عام ، فحسين سرحان شاعر محافظ ، لكن هذه المحافظة لم تمنعه من التحليق إلى آفاق النفس ، ونوابض الحس ، فمضمونه ليس محافظاً ، وهو من أصدق الشعراء تعبيراً عن نفسه وإحساسه ، ويُعد من أوائل المجددين في الشعر السعودي ، وله صوته الخاص الذي يجمع بين قوة الشعر القديم وجزالته ، ورقة المدارس الحديثة وسهولتها .
      وقد ترجمت قصيدته " مزنة " إلى اللغة الإنجليزية ( الريش والأفق ، أستراليا ، 1989م) .
      وفي مجال النثر أصدر السرحان عام 1978م رسالة في إحدى وعشرين صفحة من القطع الصغير سماها " في الأدب والحرب " ، ثم قام يحيى ساعاتي (يحيى محمود بن جنيد ) بجمع أربع وخمسين مقالة ونشرها عام 1979م في كتاب سماه " من مقالات حسين سرحان " .
      وفي عام 2005م قام نادي الرياض الأدبي بنشر كتاب في ثلاثة مجلدات عنوانه " آثار حسين سرحان النثرية : جمعاً وتصنيفاً ودراسة " تضمن مقالاته وقصصه ومقابلاته الصحفية ، والتي بلغت ثلاثمائة مقالة ، وثلاث عشرة قصة ، وإحدى وثلاثين مقابلة صحفية ،وبذلك دخلت مادة الكتابين السابقين في هذا الكتاب الجديد .
      وقد نشر السرحان أول مقالة له وعمره سبعة عشر عاماً ، وعنوانها "المعمرون " ، وتوالت بعد ذلك مقالاته وقصصه منشورة في عدد من الصحف والمجلات السعودية ، وذلك خلال الفترة من 1930 ــ 1993م .
      وباستثناء مقالتين وقعهما باسمين مستعارين ، وهما : ابن البادية ، وحاء سين ، نجد أن المقالات الأخرى كلها تحمل اسمه الصريح .
      وخلال مسيرته الأدبية الطويلة اتخذ السرحان بعضاً من العناوين الثابتة وكتب تحتها ، أقصد ما يسمى الأعمدة أو الزوايا الصحفية ، ولكن يلاحظ أنه لا يستمر ، فسرعان ما تتوقف الزاوية أو تتغير .
      وأول زاوية ثابتة له هي " مناوشات ومناقشات " ، والتي ظهر منها خمس حلقات عام 1936م ، ثم زاوية " عيش وملح " عام 1946م ، وكانت تنشر في الصفحة الأولى من جريدة البلاد السعودية ، غير أنها لم تلبث أن توقفت بعد أن نشر منها خمس حلقات . وفي عام 1957م طال نفسه قليلاً فاتخذ زاوية أسبوعية في جريدة حراء ، وعنوانها " سلام وكلام " ، ونشر تحت هذا العنوان تسع حلقات .
      ومن حراء انتقل إلى جريدة البلاد ، فكتب فيها عام 1959م زاوية ثابتة تحت عنوان " بذور فلسفية " ، وتوالى نشرها عبر ثمانية أسابيع تقريباً . أما الزاوية الخامسة له فهي " دقائق " ، وقد كانت زاوية شبه يومية نشر منها ثماني حلقات في جريدة البلاد عام 1960م . وفي عام 1993م ظهرت له في جريدة الرياض زاوية عنوانها " ريش متناثر من جناح طائر " ، وهي آخر زاوية له .
      وقد طرق السرحان ألواناً عدة من المقالة ، وفي المقدمة من ذلك : المقالة الاجتماعية ، وتبلغ اثنتين وأربعين ، وعبرها ألح على نقد الظواهر الاجتماعية ، وأولاها عناية خاصة . وللمقالة الذاتية حضور في أدبه ، وله نحو ثلاثين مقالة ، وتشكل ــ مع بعض التجوز في الاصطلاح ــ سيرة ذاتية مجتزأة ، ولها قيمتها التي لا تنكر في الكشف عن حياته ومؤثراتها . وتشكل المقالة الأدبية حيزاً مهماً في إنتاجه ، وله مايزيد على أربع وعشرين مقالة ، أشهرها " صلة الأدب بالحياة " ، و" القصة والجو الأوربي " .ويكاد ينفرد السرحان من بين الكتاب السعوديين في مزجه بين المقالة والقصة في كثير من نصوصه ؛ ولذلك يمكن تصنيف عدد من مقالاته بأنها " مقالات قصصية " ، ونجد له في هذا الحقل أربعاً وعشرين مقالة . وبتأثير من قراءاته الفلسفية وفي كتب المنطق والجدل ، أسهم السرحان في كتابة المقالة التأملية ، وتتكشف من خلالها نزعته الواضحة نحو التفكر في شؤون الحياة ومنطق الأشياء وسنن الكون .
      وللمقالة في نثر السرحان خصائصها ، فهي من حيث البناء تميل إلى مقدمة تطول أحياناً ، ثم تنتقل إلى الموضوع الأساس ، ومن حيث الشكل الفني يميل في مقالته إلى تصوير المواقف والأماكن والشخصيات ، مع نزوع واضح إلى الفكاهة والسخرية اللاذعة ، ومع ميل إلى التأمل والتفلسف ، ومع التزام بمستوى رصين من الفصحى ، وإن لم تحل تلك الرصانة وهاتيك الفخامة دون التدفق والسيولة في التعبير، ولمقالاته ـ حسب وصف علي جواد الطاهر ــ " شخصية متميزة هي سمة الإبداع ، وفي مقدمتها ــ غير بنائها العام وتسلسل فقراتها ــ عنف في الروح ، وسخرية ، وقوة في الرأي ، وجمال في الصورة ، ووثبات تزيد النص حياة ، والقارئ تنبهاً " .
      ومن الملاحظ إصرار السرحان في مقالاته النقدية على وجود " اللفتة الذهنية " في الأثر الأدبي ، فالنص ــ في نظره ــ يجب أن يتضمن " لمحة من الفلسفة ، أو قبسة من السخر ، أو لمعة من الألمعية ، أو نفحة من العلم ، أو استشهاد بالطب ، أو اعتماد على الجغرافيا في مناسباتها " . وهذا المفهوم تكاد ترتكز عليه مقالات السرحان ، فهي تمتاز بالسخرية ، وتنزع إلى القص ، وتحفل بالاقتباس والتضمين ، وتميل إلى الاستطراد . وربما كانت ظاهرة السخرية أبرز خصيصة أسلوبية لديه ، وقلما تعرض ناقد أو باحث لأدبه : شعراً ونثراً ، إلا وأشار إلى نزوعه إلى ذلك لتميزه بهذا الاتجاه الكتابي وإلحاحه على توظيف السخرية في أدبه ، وتطالعنا السخرية عنده بدءاً من العنوان أحياناً ، ومن ذلك العناوين التالية : أنا لست بفاضل !، كراث بن ليمون الفجلي ، الحيوان العاقل .. والإنسان الجاهل !
      والسخرية محور مهم ومؤثر في أدبه ، فقد يتخذ عنوانأً معيناً لإشباع هذه النزعة في داخله ، وقد يستطرد كذلك بسببها ، وربما اقتبس أو ضمّن أو استشهد وفي ذهنه تحقيق السخرية ، وربما جرى وراء حلية لفظية لاجتلابها ، أو استعان بجمل اعتراضية استجابة لشهوة السخرية التي تلح عليه .
      وأما إسهام السرحان في القصة فمحدود ، وكل ما بين أيدينا له لا يزيد على ثلاث عشرة قصة نشرها خلال الفترة من 1936ــ 1965م ، أولها قصة " حياة ميت " ، وآخرها " أقصوصة لها ذيول ..قد تقصر وقد تطول " ، ويغلب عليها المضمون الاجتماعي حيث تناول مشكلة الانحراف ، وظاهرة الإسراف ، والصراع الطبقي ، ومشكلات الزواج ، وسوى ذلك من ظواهر اجتماعية . وقد ظهرت هذه القصص باتجاهات لغوية متباينة ، ففي القصص المبكرة نزوع إلى الألفاظ الفخمة والتراكيب التراثية ، وفي قصصه التمثيلية اعتماد على الألفاظ السهلة والدارجة ، وفي بقية القصص ميل إلى اللغة الفصحى السهلة .
      وأخيراً نشير إلى أن الدراسات والمقالات التي أعدها الكتاب والباحثون عن حسين سرحان تكشف عن مكانة مهمة يحتلها في الأدب السعودي بخاصة ، وفي الأدب العربي بعامة ، وتكاد الشهادات التي أدلى بها هؤلاء تجمع على ريادته وتميزه. ولعل من أهم الشهادات التي قيلت في أدبه ، قول حمد الجاسر : " للشاعر أسلوب في النثر يكاد يكون متميزاً ، يقوم على أساس من السخرية التي لا تجرح العاطفة " ؛ وقول عبد الله الغذامي : " كنت أعجب لهذا الشاعر الجزل كيف يلين القول على يديه فيصبح لدناً ورفيقاً إلى درجة الشفافية " .
      آثاره :
      1ـ في مجال الشعر :
      1ـ أجنحة بلا ريش ، تقديم حمد الجاسر ، ط 1 ، الرياض : دار اليمامة ، 1968م ؛ ثم صدرت الطبعة الثانية عام 1977م عن نادي الطائف الأدبي ؛ 2ـ الصوت والصدى ، تقديم إبراهيم محمد العواجي ، ط 1 ، الطائف : النادي الأدبي ، 1988م ؛ 3ـ الطائر الغريب ، تقديم علي حسن العبادي ، ط1 ، الطائف : النادي الأدبي ، 1977م ؛ 4ــ ملحق خاص بالنصوص الشعرية للشاعر حسين سرحان ، وهي قصائد تقع في نحو مائة صفحة ملحقة بكتاب " شعر حسين سرحان : دراسة نقدية " لأحمد المحسن ، ط1 ، جدة : النادي الأدبي ، 1991م ، الصفحات 379ــ 474 .
      2ـ في مجال النثر :
      5ـ آثار حسين سرحان النثرية : جمعاً وتصنيفاً ودراسة ، إعداد عبد الله الحيدري ، ط1 ، الرياض : النادي الأدبي ، 2005م ( ثلاثة مجلدات : يختص الأول بالدراسة ، والثاني بالمقالات ، والثالث بالقصص والمقابلات الصحفية والفهارس ) ؛ 6ـ حسين سرحان قاصاً : دراسة في نصوصه القصصية مع الجمع والتوثيق ، عبد الله الحيدري ، ط1 ، الرياض : مؤسسة اليمامة الصحفية ، كتاب الرياض (129) ، 2005م ؛ 7ـ في الأدب والحرب (رسالة ) ، ط1 ، الطائف : النادي الأدبي ، 1978م ؛ 8ـ من مقالات حسين سرحان ، جمع يحيى ساعاتي ، ط1 ، الرياض : النادي الأدبي ، 1979م .
      المصادر والمراجع :
      ابن حسين ، محمد بن سعد ، كتب وآراء ، الرياض : مطابع اليمامة ، 1981م (الجرء الأول ) .
      حسين ، مصطفى إبراهيم ، أدباء سعوديون ، ط1 ، الرياض : دار الرفاعي ، 1994م.
      الحيدري ، عبد الله ، آثار حسين سرحان النثرية : جمعاً وتصنيفاً ودراسة ، ط1 ، الرياض : النادي الأدبي ، 2005م .
      الحيدري ، عبد الله ، حسين سرحان ببليوجرافية ، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ، مج 3 ، ع 1 ، مايو ـ أكتوبر 1997م .
      الحيدري ، عبد الله ، حسين سرحان قاصاً : دراسة في نصوصه القصصية مع الجمع والتوثيق ، ط1 ، الرياض : مؤسسة اليمامة الصحفية ، 2005م .
      الحيدري ، عبد الله ، ظاهرة السخرية في نثر حسين سرحان مع موازنة بينه وبين المازني ، ط1 ، الرياض : مطابع الحميضي ، 2006م .
      الطاهر ، علي جواد ، معجم المطبوعات العربية : المملكة العربية السعودية ، بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 1985م .
      العوين ، محمد بن عبد الله ، المقالة في الأدب السعودي الحديث ، ط1 ، الرياض : مطابع الشرق الأوسط ، 1992م .
      المحسن ، أحمد بن عبد الله ، شعر حسين سرحان : دراسة نقدية ، ط1 ، جدة : النادي الأدبي ، 1991م .
      مؤسسة أعمال الموسوعة ، الموسوعة العربية العالمية ، ط2 ، الرياض ، 1999م .

      تعليق

      • د. حسين علي محمد
        عضو أساسي
        • 14-10-2007
        • 867

        #18
        مثاقفات
        ألقاب في المزاد!

        بقلم: د.عبد الله الحيدري*
        ....................

        لطالما تساءلت عن الثقافة وماهيتها : ما الثقافة ؟ ومن هو المثقف ؟ ومم تتكون الثقافة ؟
        أسئلة كبرى تتطلب إجابات متأنية وفاحصة ، وليس بوسع مقال محدود أن يجيب عنها بأي حال من الأحوال .
        وثمة إشكالية تبدو لمن يتحدث عن موضوع كهذا ، ذلك أن الثقافة مصطلح قد لا تجد له تحديدا متفقا عليه ، أوضابطا يؤطره .
        ومما يزيد مصطلح " الثقافة " تعقيداً وغموضاً أننا نجد هذه الكلمة الضبابية في قاموس البسطاء من الناس ذوي التحصيل المعرفي القليل جدا ، كما نلحظها في قاموس كبار المتعلمين ذوي القراءات الواسعة .
        ما الثقافة ؟ سؤال يحمل غابات من الكلمات لاحدود لها ، فنحن في حياتنا اليومية نرى نماذج من الناس يشار إليها بسذاجة تامة بأنها مثقفة ، على الرغم من أننا حين نتفحص المخزون الثقافي عند هذا الرجل أو ذاك لانظفر سوى بالخيبة !
        ويزول العجب ، وتنتفي الدهشة عندما يكون صاحب هذه الشهادة المزيفة رجلا أميا تفصله مسافات لابأس بها عن ذلك المثقف المزعوم !
        ويرتد السؤال : من هو المثقف ؟
        هل هو من يأخذ من كل شيء بطرف ــ كما يقول القدماء ــ ؟ أم تراه الرحلة يجوب الأقطار شرقاً وغرباً ، وشمالاً وجنوباً بحثاً عن المعرفة ، وسعياً إلى المعلومة يدونها في أوراقه ؟ أم هو ذلك المرء الذي يهوى تعلم اللغات الأجنبية ويولع بها ، ويجد متعة في حذقها والقراءة بها ؟
        من هو المثقف ؟ هل تراه ذلك الشخص الموهوب المتعلق ذهنه بأحدث التقنيات " التكنولوجية " في العالم ، ويتعامل معها بمهارة وذكاء مستفيداً من معطياتها المبهرة وخدماتها المبهجة ؟
        إننا نتسامح كثيراً في توزيع هذا اللقب " المطاطي " على من يستحق ومن لا يستحق ، كما تسامحنا من قبل في إطلاق صفة الشاعر ، أوالأديب على أسماء متواضعة جداً ليس لها نصيب من الشعر ، ولا حظ في النثر !
        ومن الملاحظ في صحفنا ومجلاتنا المحلية غير المحكمة أنها أبعد ما تكون عن المنهج العلمي الدقيق في حديثها عن الشخصيات الأدبية ، أو بالتحديد عن الشخصيات المنتمية إلى الوسط الأدبي ، فكثيراً ما نقرأ في المقدمات المتكلفة التي يكتبها بعض الصحفيين المبتدئين أوصافاً مبالغاً فيها تدل دلالة واضحة على جهل كاتبيها بهوية من يكتبون عنهم ، أو من يلتقون بهم ، ومن ذلك وصف " س " من الناس بأنه " موسوعة " ، أو " أديب كبير " ، أو " مفكر " ، أو مثقف ممتاز.." الخ
        وعندما يعمد أحدنا إلى الربط السببي بين هذا الوصف وعطاءات الموصوف وإسهاماته الأدبية تتضح الحقيقة المرة ، وهي أن الأوصاف فضفاضة وغير لائقة بالموصوف بها .
        وغير خاف أننا بهذا المنهج نزيف الحقائق ، بل نقلبها رأساً على عقب فنعطي أشخاصاً حقوقاً ليست لهم ، ونبخس المستحقين لها حقوقهم دون أن نشعر .
        ولذلك فإنني أناشد الإخوة الصحفيين بتحري الدقة والتزام المنهج العلمي الدقيق قدر الاستطاعة ، وليس بعيب أن يسألوا إذا جهلوا .

        تعليق

        • د. حسين علي محمد
          عضو أساسي
          • 14-10-2007
          • 867

          #19
          مدخل إلى فن السيرة الذاتية في المملكة*

          بقلم: د. عبد الله الحيدري
          .....................

          يمكن تعريف السيرة الذاتية بأنها الحديث عن الذات، أو أن يكتب الأديب سيرته الذاتية بنفسه، بخلاف السيرة الغيرية التي يكتبها الآخرون عنه .
          ويمكن تحديد بدايات هذا اللون في أدبنا بسطور كتبها محمد سرور الصبان عام 1344هـ يترجم من خلالها لنفسه على استحياء. تلا ذلك تراجم مشابهة لا تشكل سيراً ذاتية بالمفهوم المعاصر، وإنما هي بواكير هذا الجنس في الأدب السعودي .
          وفي عام 1374هـ ظهرت أول سيرة ذاتية في شكل روائي ، أو ما يمكن أن يطلق عليه في المفهوم المعاصر «رواية السيرة الذاتية»، وأقصد كتاب أحمد السباعي «أبو زامل» الذي تحول فيما بعد إلى «أيامي» وصرح فيه باسمه. وتتابعت الأعمال بعد ذلك متخذة أشكالاً متعددة، منها 46 يوماً في المستشفى لمحمد عمر توفيق ، وهذه حياتي لحسن محمد كتبي، ومذكرات طالب لحسن نصيف ... إلخ من أعمال ُيحمد لها الظهور المبكر في أدبنا مشكلة البواكير لفن السيرة الذاتية في الأدب السعودي، غير أنها تفتقد إلى كثير من أسس هذا الفن، ولذلك فقيمتها الحقيقية أو الأساسية تاريخية أكثر منها فنية ، ولكن لا تثريب عليهم ، فقد نهضوا بالدور الريادي وبقي على اللاحقين مهمة التجديد والتجويد .
          وقد توالت الأعمال بعد ذلك ، لكنها – للأسف الشديد – لم تسر في خط بياني متصاعد من حيث الجودة والاستفادة من السابقين وتجاوزهم، بل خضعت تلك الأعمال دون قصد لاجتهادات الكتاب وقدراتهم الأدبية.
          وهناك كتاب لم يولوا هذا الجنس الأدبي ما يستحقه من اهتمام ، فكتبوا على استحياء دون تجويد من منطلق أن تدوين السيرة الذاتية جاء نتيجة إلحاح من الأصدقاء والزملاء ...
          وإذا استثنينا بعض الأعمال الجيدة قياساً بما سبقها من أعمال ، فإنه يمكن القول : على الأديب السعودي أن ينظر إلى هذا الجنس الأدبي نظرة جادة لا تختلف عن نظرته تجاه الأجناس الأخرى ، كالشعر والقصة والمقالة التي يحاول فيها أن يبذل غايته في الإتقان وأن تتجاوز المجموعة الثانية المجموعة الأولى.. وهكذا .
          إن السيرة الذاتية وثيقة لها أهميتها الحاضرة وفي المستقبل. ومن خلالها يدون الأديب خلاصة حياته وما مر به من تجارب ناجحة أو فاشلة على السواء؛ لتكون نبراساً للآخرين.
          ومما يجب الحذر منه عند كتابة السيرة الذاتية أن يتيه النص بين أجناس أدبية أخرى ، كالمقالة ، أو أدب الرحلات ، أو غير ذلك من أجناس. ويفضل أن يبذل الأديب قصارى جهده لتخليص سيرته الذاتية من الاستطرادات الجانبية ومن تهميش ذاته لحساب الآخرين، وأن يضخم ذاته حيث لا تحتمل ذلك.
          يجب أن تكون السيرة الذاتية مرآة عاكسة حقيقية لا زيف فيها ولا خداع.. فكما أن الحياة التي نعيشها تختلط أيامها الحلوة بالمرة وهكذا، فكذلك السيرة الذاتية يجب أن ترصد مشوار حياة كاتبها بصدق ، أو بأكبر هامش من الصدق .
          وليس صحيحاً أن السيرة الذاتية هي الكتاب الأخير للأديب ؛ لأننا إذا ألزمناه بهذا الشرط فقدنا سيراً غاية في الأهمية لأدباء قد يختطفهم الموت أو المشاغل عن تقديم نصوص جيدة في هذا المجال .
          إن نجاح السيرة الذاتية بوصفها عملاً أدبياً مرهون بأمور عدة منها: شهرة الكاتب ، ومصداقيته ، وأسلوبه الأدبي المشوق ، واقتداره الفني الذي يكتسب بالاطلاع الواسع على الأعمال الجيدة في هذا المجال «النصوص الإبداعية» ، واطلاعه الواسع كذلك على الكتب التنظيرية التي تعنى بفن السيرة الذاتية .
          .............................
          * مجلة الجيل ، ع314، 16- 30/8/1420هـ ، ص37. وقد ترجمت هذه المقالة إلى اللغة الفرنسية ، ونشرت في مجلة الدعوة ، ع33، جمادى الأولى 1425هـ/ يوليو 2004م، ص50 .

          تعليق

          • د. حسين علي محمد
            عضو أساسي
            • 14-10-2007
            • 867

            #20
            حكاية كتاب (السيرة الذاتية في الأدب السعودي)

            بقلم: د. عبد الله الحيدري
            .....................

            باستحياء وتردد ذهبت إلى الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله – في شهر شعبان من عام 1414هـ إبان دراستي للماجستير مسلماً وباحثاً، ومما قلت له : لدي بحث عن السيرة الذاتية ، وهناك أسئلة أعددتها بالاتفاق مع الأستاذ المشرف للإجابة عنها من قبل كتاب السيرة وأنت أحدهم ، فقال: أرسلها وسأجيبك إن شاء الله . أعددتها على عجل وبعثت بها عبر (الفاكس) إلى الشيخ. وفي الغد تسلمت الإجابات موجزة في صفحة واحدة على الآلة الكاتبة.
            نوقشت الرسالة أوائل عام 1417هـ بإشراف أستاذنا الدكتور إبراهيم الفوزان ، ثم أعددتها في العام الذي يليه للطباعة عن طريق دار المعراج الدولية بالرياض، وظهرت الطبعة الأولى بحلة قشيبة وتجليد فاخر .. فرحت أشد الفرح بهذا المولود الجديد ، وبدأت في الإهداء : الأستاذ المشرف ، أساتذة قسم الأدب ، الأصدقاء والزملاء ، وما كان لي أن أنسى الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله – فقد كنت حريصاً على إهدائه نسخة حتى يقرأ ما كتب عنه. وبالفعل ذهبت إلى منزله أواخر عام 1418هـ في حي الورود وسلمت مكتبه الخاص نسخة من الكتاب بإهداء تضمن دعوته إلى إخراج سيرته الذاتية المفرقة في كتاب .
            مضت الأيام ، وإذا بالشيخ – رحمه الله – ينشر ثلاث حلقات مطولة في جريدة الرياض عن الكتاب ، وذلك في شهر ربيع الأول من عام 1419هـ ، وكانت مفاجأة سارة أسعدتني وأخجلتني.. الشيخ في هذه السن المتقدمة يقرأ كتابي بأكمله ويكتب عنه! يا لها من مصادفة رائعة وتشجيع مدهش من أديب كبير لباحث صغير!
            ولأن الكتاب متخصص وكبير الحجم (750 صفحة) فقد رأى الناشر الأستاذ إبراهيم الماجد صاحب دار المعراج الدولية أن يطبع الكتاب في ألف نسخة فقط ؛ ولذلك لم تلبث أن نفدت في مدة وجيزة ، مما جعلني في حرج مع الأصدقاء والزملاء الباحثين الذين يسألون عن الكتاب ولا يجدونه عندي ويعتقدون أني أضن به!!
            ومن هنا ظهرت فكرة إعادة الطباعة ، لكن لم أكن خلال الفترة من 1418- 1422هـ مهيأ لذلك ؛ لانشغالي بإعداد أطروحة الدكتوراه .
            على أني ما إن منّ الله علي بإنجاز الأطروحة منتصف عام 1423هـ وسلمتها للكلية بانتظار مناقشتها حتى عدت إلى كتابي (السيرة الذاتية في الأدب السعودي) أراجعه وأحدث معلوماته وأدفعه للطباعة عن طريق دار طـويق للنشر والتوزيع بالرياض بتقديم للعلامـة الشـيخ حمد الجاسر – رحمه الله ــ ؛ وبذلك صدرت الطبعة الثانية من الكتاب عام 1424هـ ، ولكن ما قصة تقديم الشيخ للكتاب ؟
            القصة تتلخص في أن بعض الزملاء والأحبة والأصدقاء اقترحوا عليّ وقد علموا بأنني أعمل على إصدار طبعة ثانية أن آخذ عرض الشيخ للكتاب في جريدة الرياض وأجعله تقديماً يتصدر الطبعة الثانية ، فاستحسنت اقتراحهم وكتبت للأستاذ معن بن حمد الجاسر خطاباً في 28/2/1423هـ أستأذنه ، فكتب إلى يقول: « أفيدكم بموافقتي على ذلك تقديراً لجهدكم الذي سبق أن أشاد به الوالد – رحمه الله ــ » .
            ولقد حظي الكتاب ولله الحمد والمنة بطبعتيه باهتمام عدد من النقاد والأدباء. فإضافة إلى استعراض الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله – له ووصفه بأنه (شامل في موضوعه) ، تناوله آخرون ممن أعتز بآرائهم، وفي مقدمتهم أستاذنا الدكتور محمد بن سعد بن حسين ، والدكتور عبدالله باقازي ، والأستاذ حماد السالمي ، والأستاذ يحيى الأمير، ومن النقاد العرب: الدكتور عبدالملك مرتاض، والدكتور حلمي القاعود ، وغيرهما. وتناوله بالعرض والتحليل عبر الأثير ناقدان مهمان ، وهما الدكتور منصور الحازمي والدكتور عبدالله المعيقل في برنامج (كتب وقراء) بإذاعة الرياض على مدى ساعة كاملة ، واستضافتني إذاعة صوت العرب من القاهرة في صيف عام 1426هـ في برنامج (إبداعات في كلمات) للتعريف بالكتاب ، كما سعدت جداً بإقرار مادة باسم (السيرة الذاتية) في كلية التربية بالطائف واختيار كتابي ليكون المرجع الأساسي. وقام أساتذة آخرون في كلية اللغة العربية بالرياض باختياره مرجعاً في بعض مواد البكالوريوس ، ومنها: الأدب في المملكة، والنقد الأدبي ، وفي الامتحان الشامل لمرحلة الدكتوراه.
            ومن بين المقترحات الوجيهة التي قدمها لي نقاد الكتاب ، اقتراح الناقد الجزائري الدكتور عبدالملك مرتاض أن يكون اسم الكتاب (أدب السيرة الذاتية في المملكة)، وهو ما سيكون عنوان الطبعة الثالثة إن شاء الله التي سأحاول فيها التخفيف من الطابع الأكاديمي ، واختصار الكتاب ليكون في نحو ثلاثمائة صفحة بدلاً من ثمانمائة في محاولة لتقريب مادته من الطلاب الجامعيين والقراء غير المتخصصين .
            ...............................
             مرآة الجامعة (تصـدر عن قسم الإعـلام – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسـلامية)، ع 387، 19/9/1426هـ ، ص12 .

            تعليق

            • د. حسين علي محمد
              عضو أساسي
              • 14-10-2007
              • 867

              #21
              زكي قنصل في المطبوعات السعودية.. ببليوجرافيا

              بقلم: د.عبد الله الحيدري*
              ......................

              (مدخل):
              زكي قنصل (1335هـ/1916م ــ 1415هـ/1994م) شاعر مهجري ذائع الصيت ، ولد في الأرجنتين ومات فيها ، وقضى فيها طفولته وشبابه وشيخوخته . زار بلده الأم(سوريا) مرات عدة ، آخرها عام 1412هـ/1992م حيث قضى هناك شهرين ، كما زار المملكة العربية السعودية في السنة نفسها . وللزيارة الأخيرة أهمية قصوى إذ أنتجت عدداً من النصوص الشعرية والنثرية ، منها قصائده : في أرض الرسالة ، ورحلة العمر ، ودمعة وداع ، وندوة الخميس ، وذكرى زيارة ، ومقالته عن عبد العزيز الرفاعي ــ رحمه الله ــ .
              له مجموعة من الدواوين ، وهي : نور ونار ، عطش وجوع ، سعاد ، ألوان وألحان ، هواجس ، أشواك ، شعري أنا ، شذا جروحي ، سداسية الوطن المحتل . وقد جمعت هذه الدواوين كلها وأصدرها عبد المقصود محمد سعيد خوجة في جدة تحت عنوان " ديوان زكي قنصل : الأعمال الشعرية الكاملة " عام 1416هـ/1995م ضمن كتاب الاثنينية في ثلاثة مجلدات تزيد صفحاتها على ألف وستمائة صفحة .
              ولست في هذا المقام بصدد الترجمة له ، ولكنني أحيل من يهمه ذلك على كتب سيجد فيها بغيته (1).
              وواضح من خلال عنوان هذا المقال أنه يقتصر على قائمة (ببليوجرافية) لأعمال الشاعر وما كتب عنه في المطبوعات السعودية وحسب . وغير خاف ما تؤديه القوائم المفهرسة للشخصيات من خدمة جلى للباحثين والدارسين ، فهي تشكل البوابة الأولى ، أو المفتاح الأول للوصول إلى مصادر دراسته ومظانها .
              ومن هذا المنطلق تأتي هذه المحاولة التي لا أزعم لها الإحاطة والشمول ، ولكنها لبنة أولى في مشروع (ببليوجرافي ) عن الشاعر زكي قنصل ، حيث النية موجودة لعمل قائمة أشمل تحتوي على أعماله الشعرية والنثرية المطبوعة ، وما كتب في الصحف والمجلات العربية بعامة ، وما كتب عنه .
              وفي هذه الدراسة أو المشروع قسمان :
              الأول : الدراسة الببليومترية .
              الآخر : القائمة الببليوجرافية .
              وقبل الشروع في تبيان هذين القسمين ، أرى أنه من المناسب أن أحدد أهم الأهداف التي تضطلع بها هذه الدراسة (الببليوجرافية) :
              1ــ تحديد أول اتصال لزكي قنصل بالصحافة السعودية تحديداً أولياً .
              2ــ إرشاد الباحثين في أدبه إلى مواطن آثاره في المطبوعات السعودية ، سواء القصائد ، أو المقالات ؛ وبخاصة أن عدداً من نصوصه نشرت في جريدة المسائية المحتجبة (1402ــ1422هــ) ، والتي قد يغفل عنها كثير من الباحثين والدارسين .
              3ــ إعطاء الباحثين والدارسين الذين يهمهم أمر زيارته للمملكة المصادر المهمة التي وثقت زيارته بالكلمة والصورة .
              4ــ تعيين القصائد المختارة من دواوينه من الجديدة ، والإشارة ــ ما أمكن ــ إلى التغييرات التي قد تطرأ على العناوين ؛ حتى لا يظن دارس أن قصيدة ما ــ لاختلاف العنوان بين الديوان والمجلة أو الجريدة ــ قصيدتان لا واحدة .
              وإنني لأتقدم بالشكر والامتنان لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، وإلى مكتبة الملك فهد الوطنية ، فلقد أفدت من خدماتهما عند إعداد هذه الدراسة . كما أشكر الصديق الأستاذ سعد بن عايض العتيبي الذي أسهم في وصولي لبعض المعلومات .
              القسم الأول : الدراسة الببليومترية :
              الدراسات الببليومترية تمثل " طرقاً تحليلية حديثة بالنسبة لعلم المكتبات والمعلومات في العالم العربي إذا ما قورنت بالعلوم الاجتماعية والإنسانية والتربوية . والجداول الإحصائية المستنبطة من الظواهر المتباينة والمواد المطروحة تشكل قواعد مركزة للتحليل الببليومتري " (2).
              وبالاطلاع على القائمة (الببليوجرافية) التي ستلي الدراسة الببليومترية تتكشف لنا مجموعة من الأرقام تضع بعض الحقائق التي لن تكون نهائية ، ففي بطون الصحف والمجلات ما قد يخل بهذه الأرقام في أي لحظة .
              فالجدول رقم (1) يحدد أول اتصال لزكي قنصل بالمطبوعات السعودية ، كما يحدد أول قصيدة نشرت له ، ويحدد كذلك آخر قصيدة ومقال .
              الجدول رقم (1)
              أول اتصال بالمطبوعات السعودية وآخر اتصال
              الموضوع التاريخ المطبوعة
              أول اتصال لقنصل بالمطبوعات السعودية 1385هـ/1965م مجلة المنهل
              أول قصيدة نشرت له في المطبوعات السعودية ذو القعدة 1398هـ/ ديسمبر 1978م مجلة الفيصل
              أول مقال نشر له في المطبوعات السعودية جمادى الأولى 1410هـ/ ديسمبر 1989م مجلة المنهل
              آخر مقال نشر له في الصحف والمجلات السعودية 10/6/1414هـ /23/11/1993م جريدة المسائية
              آخر قصيدة نشرت له في الصحف والمجلات السعودية شوال 1415هـ / مارس 1995م مجلة الفيصل
              ويلاحظ من خلال الجدول السابق أن اتصال زكي قنصل بالمطبوعات السعودية يعود إلى ما قبل واحد وأربعين عاماً ، وعلى صفحات مجلة المنهل .
              وبيان ذلك أن زكي قنصل قرأ إشارات عابرة في مجلة " الأديب " البيروتية إلى مجلة المنهل ، فكتب إلى صاحبها ورئيس تحريرها آنذاك عبد القدوس الأنصاري رسالة يطلب فيها تزويده بأعداد منها . وقد أجابه الأنصاري ــ رحمه الله ــ قائلاً : " حباً وكرامة .. ستصلكم مجلة المنهل هدية من الإدارة ــ إن شاء الله ــ " (3).
              أما القصيدة الأولى التي نشرت له ، فهي " الوطن" ، وقد نشرت في مجلة الفيصل في عددها السابع عشر ( ذو القعدة 1398هـ / أكتوبر 1978م) .
              أما آخر ما نشر له من القصائد في المطبوعات السعودية ، فهي قصيدته " البعيدة القريبة " في مجلة الفيصل (شوال 1415هـ / مارس 1995م ).
              وفي ظني أن أول مقال نشر له في المطبوعات السعودية كان بعنوان " المتنبي في شعر الغبان " . وقد نشر في مجلة المنهل ، العدد رقم 476 ، المجلد 51 (جمادى الأولى 1410هـ / ديسمبر 1989م) .
              وربما تكون آخر مقالة نشرت له ، مقالته " عبد العزيز الرفاعي هذا الطود الأدبي الشامخ " ، والتي نشرت في جريدة المسائية بتاريخ 10/6/1414هـ / 23/11/1993م) .
              ويوضح الجدول رقم (2) عدد القصائد التي نشرت له في المطبوعات السعودية ، وكذلك المقالات والرسائل ، ومجموع كل ذلك .
              الجدول رقم (2)
              ما نشره زكي قنصل
              الموضوع العدد
              القصائد 49
              المقالات 2
              الرسائل 2
              المجموع 53
              ويلاحظ من خلال الجدول السابق دون عناء أن الإسهام الشعري يفوق الجانب النثري ، وأن المجموع يشكل مصدراً مهماً لدارسي أدب قنصل وناقديه .
              ومن خلال الجدول الثالث يتبين التوزيع لما نشره قنصل في المطبوعات السعودية من قصائد .
              الجدول رقم (3)
              توزيع ما نُشر له في المطبوعات السعودية
              المطبوعة العدد
              الفيصل 23
              المجلة العربية 10
              المسائية 18
              المنهل 1
              المجموع 52
              ويتضح من خلال الجدول السابق أن مجلة الفيصل تتقدم المطبوعات السعودية حيث نُشرت له فيها ثلاث وعشرون قصيدة ، تليها جريدة المسائية بثماني عشرة قصيدة ، فالمجلة العربية (عشر قصائد) ، وأخيراً مجلة المنهل التي لم تنشر له سوى قصيدة واحدة .
              ويبين الجدول الرابع والأخير ما كتب عن زكي قنصل من أخبار ومقالات ودراسات ، وما أجري معه من لقاءات ، وما أهدي له من قصائد ، وكذلك التغطيات المصورة لحفلات التكريم التي أقيمت له .
              الجدول رقم (4)
              ما كتب عن زكي قنصل
              الموضوع العدد
              الأخبار 10
              التغطيات المصورة 2
              القصائد 2
              اللقاءات 5
              المقالات والدراسات 13
              المجموع 32
              ويلاحظ من الجدول السابق أن الأخبار والمقالات التي كتبت عنه تتصدران القائمة ، فيما تأتي اللقاءات في المرتبة الثانية ، وأخيراً القصائد المهداة له ، والتغطيات الصحفية المصورة.
              القسم الثاني : القائمة الببليوجرافية :
              آثار زكي قنصل في المطبوعات السعودية
              أولاً / القصائد :
              ــ ابتسامة غلواء ، جريدة المسائية ، ع 3751 ، (5/1/1415هـ ــ 14/6/1994م ) ، ص 9 (4).
              ــ أبو العلاء ، جريدة المسائية ، ع 3706 ، ( 1/11/1414هـ ــ 12/4/1994م) ، ص 11(5).
              ــ أحب جميع الناس ، جريدة المسائية ، ع 3545 ، (12/4/1414هـ ــ 28/9/1993م) ، ص 9 (6) .
              ــ أغنية الأمل ، مجلة الفيصل ، ع 49، (رجب 1401هـ / مايو 1981م ) ، ص 60 (7).
              ــ إلى ابني ، مجلة الفيصل ، ع 78 ، ( ذو الحجة 1403هــ ــ سبتمبر/ أكتوبر 1983م) ، ص 76(8).
              ــ إلى حفيدتي ، مجلة الفيصل ، ع 149 ، (ذو القعدة 1409هـ / يونيو 1989م ) ، ص 91 (9).
              ــ أموت على ابتسامتها ، المجلة العربية ، ع 196 ، ( جمادى الأولى 1414هـ ــ أكتوبر/ نوفمبر 1993م ) ، ص 71 (10).
              ــ أنا شرقية ، المجلة العربية ، ع 206 ، (ربيع الأول 1415هـ ــ أغسطس / سبتمبر 1994م ) ، ص 33(11).
              ــ بعد الأربعين ، مجلة الفيصل ، ع 72 ، (جمادى الآخرة 1403هــ ــ مارس / أبريل 1984م ) ، ص 62 (12).
              ـــ البعيدة القريبة ، مجلة الفيصل ، ع 220 ، (شوال 1415هـ / مارس 1995م ) ، ص 110 (13).
              ــ بنت عدنان في مجاهل الاغتراب ، مجلة الفيصل ، ع 86 ، (شعبان 1404هـ / مايو 1984م ) ، ص 46 (14).
              ــ بيتها ، مجلة الفيصل ، ع 110 ، (شعبان 1406هــ ـــ أبريل / مايو 1986م ) ، ص 44 (15).
              ــ الحنين إلى بردى ، المجلة العربية ، ع 162 ، ( رجب 1411هـ / فبراير 1991م ، ص 72 (16).
              ــ الحنين إلى الوطن ، مجلة الفيصل ، ع 101 ، ( ذو القعدة 1405هـ / أغسطس 1985م ) ، ص 60 (17).
              ــ خماسيات شعرية ، مجلة الفيصل ، ع 198 ، ( ذو الحجة 1413هــ / يونيو 1993م ) ، ص 27 (18).
              ــ دمعة الوداع ، جريدة المسائية ، ع 3048 ، (17/7/1412هـ ــ 21/1/1992م ) ، ص 11 (19).
              ــ الراعي ، المجلة العربية ، ع 192 ، ( المحرم 1414هـ ــ يونيو / يوليو 1993م ) ، ص 55 (20).
              ــ الربيع ، مجلة الفيصل ، ع 41 ، ( ذو القعدة 1400هـ ــ سبتمبر / أكتوبر 1980م ) ، ص 137 (21).
              ـــ رحلة العمر ، جريدة المسائية ، ع 3296، ( 30/5/1413هـ ــ 24/11/1992م ) ، ص 10 (22).
              ــ زفرة مشتاق ، المجلة العربية ، ع 176 ، ( رمضان 1412هـ / أبريل 1992م ) ، ص 24(23).
              ــ سأقولها : طفل الحجارة يقرر مصيره ! ، مجلة الفيصل ، ع 163، ( المحرم 1411هـ / أغسطس 1990م ) ، ص 103 (24).
              ــ السيكارة ، مجلة الفيصل ، ع 93 ، ( ربيع الأول 1405هـ / ديسمبر 1984م ) ، ص 66 (25).
              ــ سيوف الحق ، جريدة المسائية ، ع 3599 ، ( 17/6/1414هــ ــ 30/11/1993م) ، ص 9 (26).
              ــ شذا جروحي ، مجلة الفيصل ، ع 83 ، ( جمادى الأولى 1404هــ / فبراير 1984م ) ، ص 111 (27).
              ــ ضلال الهوى ، جريدة المسائية ، ع 3781 ، ( 11/2/1415هـ ــ 19/7/1994م ) ، ص 9 (28).
              ـــ العام الجديد ، مجلة الفيصل ، 19 ، ( المحرم 1399هــ / ديسمبر 1978م ) ، ص 42 (29).
              ــ عشق أبدي ، المجلة العربية ، ع171 ، ( ربيع الآخر 1412هـ / نوفمبر 1991م ) ، ص 29 (30).
              ــ غبت عن أهلي ، مجلة الفيصل ، ع 158 ، ( شعبان 1410 هـ / مارس 1990م ) ، ص 105 (31).
              ــ الغجرية الحسناء ، جريدة المسائية ، ع 3188 ، ( 21/1/1413هـ ــ 21/7/1992م ) ، ص 10 (32).
              ــ غلاف جميل ، جريدة المسائية ، ع 3617 ، ( 8/7/1993م ) ، ص 9 (33).
              ــ فؤادي ، جريدة المسائية ، ع 3587 ، (13/6/1414هـ ــ 16/11/1993م ) ، ص 9 (34).
              ــ في أرض الرسالة ، جريدة المسائية ، ع 3042 ، ( 10/7/1412هـ ــ 14/1/1992م ) ، ص 11(35).
              ـــ في موكب الذكريات ، مجلة الفيصل ، ع 34، ( ربيع الآخر 1400هــ / مارس 1980م ) ، ص 82 (36).
              ــ الفن ، جريدة المسائية ، ع 3539 ، ( 5/4/1414هــ ـــ 21/9/1993م ) ، ص 9(37) .
              ـــ قل للبغاث ! ، جريدة المسائية ، ع 3623 ، ( 15/7/1414هـ ــ 28/12/1993م ) ، ص 11 (38) .
              ـــ قيمة الشعر (مختارات من شعر زكي قنصل ) ، مجلة الفيصل ، ع 41 ، ( ذو القعدة 1400هـ ـــ سبتمبر / أكتوبر 1980م ) ، ص 137 (39).
              ــ الكون الأخضر ، المجلة العربية ، ع 180 ، ( المحرم 1413هــ / يوليو 1992م ) ، ص 74 (40) .
              ــ ليلة الوداع ، مجلة الفيصل ، ع 133، ( رجب 1408هـ ـــ فبراير / مارس 1988م ) ، ص 98 (41).
              ـــ المدح الكاذب ، جريدة المسائية ، ع 3533 ، ( 28/3/1414هــ ــ 14/9/1993م ) ، ص 9 (42) .
              ـــ مسجد قرطبة ، مجلة الفيصل ، ع 114 ، ذو الحجة 1406هـ ــ أغسطس / سبتمبر 1986م ) ، ص 30 (43).
              ــ مع الربيع الأخضر ، مجلة الفيصل ، ع 69 ، ( ربيع الأول 1403هـ ــ ديسمبر / يناير 1983م ) ، ص 109 (44).
              ـــ من أدب المطارحات الشعرية ( تحية إلى ندوة الغبان الأدبية ) ، مجلة المنهل ، ع 505 ، ( ذو الحجة 1413هــ ـــ مايو / يونيو 1993م ) ، ص 26 (45).
              ــ ندوة الخميس ، جريدة المسائية ، ع 3090 ، ( 7/9/1412هــ ـــ 10/3/1993م ) ، ص 11(46) .
              ـــ نسر القريض ، جريدة المسائية ، ع 3647 ، ( 14/8/1414هـ ــ 25/1/1994م ) ، ص 9 (47).
              ــ ورد ..وحبق ، جريدة المسائية ، ع 3805 ، ( 9/3/1415هــ ـــ 16/8/1994م ) ، ص 9 (48) .
              ـــ الوطن ، مجلة الفيصل ، ع 17 ، ( ذو القعدة 1398هــ / أكتوبر 1978م ) ، ص 49 (49).
              ـــ وطني ، مجلة الفيصل ، ع 90 ، ( ذو الحجة 1404هـ / سبتمبر 1984م ) ، ص 50 (50) .
              ـــ يا قارئ الشعر ، جريدة المسائية ، ع 3521 ، ( 14/3/1414هــ ـــ 31/8/1993م ) ، ص 9 (51).
              ــ يا مهد أحلامي ، مجلة الفيصل ، ع 27 ، ( رمضان 1399هـ / أغسطس 1979م ) ، ص 122(52).
              ثانياً / المقالات والرسائل :
              ــ رسالة من الأرجنتين ، مجلة المنهل ، ج 5 ، مج 26 ، (جمادى الأولى 1385هـ ــ أيلول / سبتمبر 1965م ) ، ص 333.
              ــ زكي قنصل في رسالة من الأرجنتين : ما كتبه بشار عن خطي صحيح لا غبار عليه ! ، جريدة المسائية ، ع 3521 ، ( 14/3/1414هـ ــ 31/8/1993م ) ، ص 9 .
              ــ عبد العزيز الرفاعي هذا الطود الأدبي الشامخ ، جريدة المسائية ، ع 3593 ، ( 10/6/1414هــ ـــ 23/11/1993م ) ، ص 11 .
              ـــ المتنبي في شعر الغبّان ، مجلة المنهل ، ع 476 ، مج 51 ، ( جمادى الأولى 1410هــ / ديسمبر 1989م ) ، ص 124 .
              زكي قنصل في آثار الكتاب والدارسين
              أــ الأخبار :
              ــ إذاعة الرياض تقدم تسجيلاً نادراً لزكي قنصل ، جريدة المسائية ، ع 3789 ، ( 20/2/1415هـ ـــ 28/7/1994م ) ، الصفحة الأولى .
              ــ أشواك (خبر عن صدور ديوانه ) ، مجلة الفيصل ، ع 209، ( ذو القعدة 1414هـ ــ أبريل / مايو 1994م ) ، ص 128 .
              ــ الشاعر المهجري زكي قنصل : العشماوي شاعر ممتاز ، جريدة المسائية ، ع3117 ، ( 18/10/1412هـ ــ 21/4/1992م ) ، ص 11 .
              ــ على نفقة عبد المقصود خوجة : الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر زكي قنصل ، جريدة المسائية ، ع 3804 ، (8/3/1415هــ ــ 15/8/1994م ) ، الصفحة الأخيرة . ــ قنصل غارق في مكتبه ! ، جريدة المسائية ، ع 3170 ، ( 29/12/1412هـ ــ 30/6/1992م ) ، ص 9 .
              ــ قنصل يرثي الرفاعي ، جريدة المسائية ، ع 3587، ( 3/6/1414هــ ـــ 16/11/1993م ) ، ص 11.
              ــ من كتاب هذا العدد (ترجمة موجزة ) ، مجلة الفيصل ، ع 41 ، ( ذو القعدة 1400هــ ــ سبتمبر / أكتوبر 1980م ) ، ص 4 .
              ــ وفاة الشاعر زكي قنصل وآخر قصيدة له بالمجلة العربية ، المجلة العربية ، ع 206 ، ( ربيع الأول 1415هـ ــ أغسطس / سبتمبر 1994م ) ، ص 7 .
              ـــ وفاة الشاعر السوري المهاجري زكي قنصل ، جريدة المسائية ، ع 3781 ، ( 11/2/1415هــ ــ 19/7/1994م ) ، ص 9 .
              ـــ وفاة شاعر المهجر السوري زكي قنصل ، جريدة الرياض ، ع 9518 ، ( 8/2/1415هــ ــ 16/7/1994م ) ، ص 38 .
              ب ــ اللقاءات والتغطيات المصورة :
              1ــ اللقاءات :
              ــ أغلى مؤلفاتي ( لقاء / جمال أبو ظريفة ) ، المجلة العربية ، ع 177 ، ( شوال 1412هــ ــ أبريل / مايو 1992 م ) ، ص 124.
              ـــ حوار مع الشاعر الراحل زكي قنصل : صفحة الأدب المهجري طويت إلى الأبد ( لقاء / عبد الملك عبد الرحيم ) ، مجلة الفيصل ، ع 248 ، ( صفر 1418هــ ــ يونيو / يوليو 1997م ) ، ص 25 .
              ــ زكي قنصل البائع المتجول الذي انتهت إليه زعامة الشعر المهجري ( لقاء / عبد الله الحيدري ) ، جريدة المسائية ، ع 3362 ،( 18/8/1413هــ ــ 9/2/1993م ) ، ص 9 ( الجزء الأول ) .
              ــ زكي قنصل البائع ... ، جريدة المسائية ، ع 3368 ، (25/8/1413هــ ــ 16/2/1993م ) ، ص 9 ( الجزء الثاني والأخير ) .
              ـــ الشاعر المهجري زكي قنصل : الأدب العربي في المهجر القديم في طريقه للاندثار ! (لقاء / علاء الدين حمزة ) ، مجلة الفيصل ، ع 185 ، ( ذو القعدة 1412هــ / مايو 1992م ) ، ص 59 .
              2ــ التغطيات المصورة :
              ـــ بالقلم والكاميرا " إبداع " تقضي ثماني ساعات بين أحضان الأدب ( تكريم الشاعر المهجري الكبير زكي قنصل ) ، جريدة المسائية ، ع 3048، ( 17/7/1412هـ ــ 21/1/1992م ) ، ص 10 .
              ـــ على مدى ثلاثة أيام متوالية : أدباء الرياض يكرمون الشاعر المهجري الكبير زكي قنصل ، جريدة المسائية ، ع 3042، ( 10/ 7/ 1412هــ ــ 14/1/1992م) ، ص10.
              (يتبع)

              تعليق

              • د. حسين علي محمد
                عضو أساسي
                • 14-10-2007
                • 867

                #22
                ج ــ المقالات والدراسات :
                أيمن محمد ميدان :
                ــ زكي قنصل شاعر مهجري متميز ، المجلة العربية ، ع 208 ، ( جمادى الأولى 1415هــ ـــ أكتوبر/ نوفمبر 1994م ) ، ص 98 .
                بشار بن أبيه ( اسم مستعار ) :
                ــ خطوط الأدباء ( الحلقة الثانية ) ، جريدة المسائية ، ع 3123، ( 25/10/ 1412هـ ــ 28/4/1992) ، ص10.
                حسين علي محمد :
                ــ حول ديوان " أشواك " ، المجلة العربية ، ع 211 ، ( شعبان 1415هــ / يناير 1995م ) ، ص 109 .
                سعد بن عايض العتيبي :
                ـــ زكي قنصل آخر الفرسان ، الأدبية ( تصدر عن نادي الرياض الأدبي ) ، مج 3 ، س 3 ، العددان 21ــ22 ، المحرم ــ صفر 1415هــ ، ص 75 .
                عائض الردادي :
                ــ أدبنا المهجري لايزال حياً لدى أدبائنا المهجريين ، جريدة الجزيرة ، ع 1967، ( 20/11/1397هــ ــ 1/ 11/ 1977م ) ، ص13.
                ـــ زكي قنصل ، جريدة الجزيرة ، ع 7982 ، ( 29/2/1415هـ ـــ 6/8/1994م ) ، ص9.
                ـــ كلمة وفاء ، جريدة المسائية ، ع 3072 ، ( 15/8/1412هـ ــ 18/2/1992م ) ، ص10.
                عبدالرحمن عبدالسلام محمود :
                ـــ عشق أبدي للشاعر زكي قنصل ، المجلة العربية ، ع 184، ( جمادى الأولى 1413هـ ـــ أكتوبر / نوفمبر 1992م) ، ص106 .
                عبدالعزيز الرفاعي :
                ـــ عوامل نجاح الأدب المهجري .. وأشياء أخرى ، جريدة المسائية ،ع 3054 ، ( 24/7/ 1412هـ ــ 28/1/1992م ) ، ص10.
                ـــ مع صاحب الأشواق ، جريدة المسائية ، ع 3042 ، ( 10/7/1412هــ ــ 14/1/1992م ) ، ص 10 (53).
                عبدالقدوس أبوصالح :
                ـــ تحية لشاعر المهجر ( قصيدة ) ، جريدة المسائية ، ع 3042 ، ( 10/7/1412هــ ــ 14/1/1992م ) ، ص 10 .
                عبد الله الحيدري :
                ـــ زكي قنصل والمسافة بين خميس التكريم .. وخميس الوفاة ، جريدة المسائية ، ع 3783 ، ( 13/2/1415هــ ـــ 21/7/1994م ) ، ص 3 .
                ـــ ومات الشاعر الذي كان سفيراً للعربية والعروبة في الأرجنتين ! ، مجلة السراج العمانية ، ع 33 ، ( ربيع الأول 1415هــ / سبتمبر 1994م ) ، ص 76 .
                محمد بن علي الصامل :
                قراءة في ملحق " إبداع " الماضي : دمعة قنصل تدثرت بالوفاء .. واختيار أبيات الحليبي لم يكن موفقاً ! ، جريدة المسائية ، ع 3599 ، ( 17/6/1414هــ ــ 30/11/1993م ) ، ص 11 .
                محمد جواد الغبّان :
                ــ من أدب المطارحات الشعرية ( قصيدة موجهة إلى زكي قنصل ) ، مجلة المنهل ، ع 505 ، ( ذو الحجة 1413هــ ــ مايو / يونيو 1993م ) ، ص27 .
                محمد عبد الغني حسن :
                ـــ زكي قنصل شاعر مهجري يذوب حنيناً إلى الوطن ، المجلة العربية ، ع 1 ، ( المحرم 1399هــ / ديسمبر 1978م ) ، ص 111 .

                الهوامش :
                (1) تنظر ترجمته في المراجع التالية :
                ــــ عبد القادر عياش ، معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين ، ط1، دمشق : دار الفكر ، 1405هـ / 1985م ، ص 427 .
                ــــ غيثة بلحاج ، المرشد لتراجم الكتّاب والأدباء ، ط1 ، المغرب : دار توبقال ، 1987م ، ص 61 .
                ـــ محمد خير رمضان يوسف ، تتمة الأعلام للزركلي ، ط1 ، بيروت : دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ، 1418هـ / 1998م ، 1/191 .
                (2) أمين سليمان سيدو ، مشروع ببليوجرافيا السيّاب ، مجلة عالم الكتب ، مج 13، ع 6 ، ( الجماديان 1413هــ ــ نوفمبر / ديسمبر 1992م ) ، ص 648 .
                (3) رسالة من الأرجنتين ، مجلة المنهل ، ( جمادى الأولى 1385هـ ـــ أيلول / سبتمبر 1965م ) ، ص 333 .
                (4) انظر: ديوان زكي قنصل : الأعمال الشعرية الكاملة ، ط1 ، جدة : عبد المقصود محمد سعيد خوجة ، 1416هـ /1995م ، 2/193 .
                (5) المصدر نفسه 2/12.
                (6) المصدر نفسه 2/33 مع ملاحظة أن عنوان المقطوعة في الديوان " المرائي " .
                (7) المصدر نفسه 1/101 مع ملاحظة أن عنوان القصيدة في الديوان " ليل العروبة " .
                (8) المصدر نفسه 1/159 .
                (9) المصدر نفسه 3/46 مع ملاحظة أن عنوان القصيدة في الديوان " إلى حفيدي " .
                (10) المصدر نفسه 3/139.
                (11) المصدر نفسه 3/139 مع ملاحظة أن القصيدة في الديوان " أموت على ابتسامتها " ، ومعنى ذلك أن القصيدة نشرت مرتين في المجلة العربية بعنوانين مختلفين .
                (12) المصدر نفسه 1/241 .
                (13) المصدر نفسه 3/194 .
                (14) المصدر نفسه 1/197 .
                (15) المصدر نفسه 3/285 مع ملاحظة أن عنوان القصيدة في الديوان " يا بيتها " .
                (16) المصدر نفسه 3/11.
                (17) المصدر نفسه 1/191 مع ملاحظة أن عنوان القصيدة في الديوان " ربا الخلد ! " .
                (18) المصدر نفسه 2/227 .
                (19) المصدر نفسه 3/43 وانظر القصيدة كذلك في المجلة العربية ، ع 185 ، ( جمادى الآخرة 1413هـ ــ نوفمبر / ديسمبر 1992م ) ، ص 70 .
                (20) انظر : المجموعة الشعرية الكاملة 2/549 .
                (21) المصدر نفسه 2/176 .
                (22) المصدر نفسه 3/37 .
                (23) المصدر نفسه 3/109 مع ملاحظة أن عنوان القصيدة في الديوان " عيد الفداء " .
                (24) المصدر نفسه 3/435 مع ملاحظة أن عنوان القصيدة في الديوان " سأقولها : طفل الحجارة يكتب لاءه بالنار ! " .
                (25) انظر : المجموعة الشعرية الكاملة 2/496 .
                (26) المصدر نفسه 2/167 .
                (27) المصدر نفسه 3/9 .
                (28) المصدر نفسه 2/122 .
                (29) المصدر نفسه 2/474 .
                (30) المصدر نفسه 3/122 مع ملاحظة أن عنوان القصيدة في الديوان " ليلة الأحد " .
                (31) انظر القصيدة كذلك في المجلة العربية ، ع 193 ، ( صفر 1414هــ ـــ يوليو / أغسطس 1993م ) ، ص 50 . وقد بحثت عن القصيدة في المجموعة الكاملة فلم أجدها .
                (32) المصدر نفسه 3/59 .
                (33) المصدر نفسه 2/13 .
                (34) المصدر نفسه 3/253 .
                (35) المصدر نفسه 2/41 .
                (36) المصدر نفسه 3/31 .
                (37) المصدر نفسه 2/61 .
                (38) المصدر نفسه 2/545 .
                (39) المصدر نفسه 2/20 .
                (40) المصدر نفسه 2/187 .
                (41) المصدر نفسه 3/52 .
                (42) المصدر نفسه 2/217 .
                (43) المصدر نفسه 3/310 .
                (44) المصدر نفسه 2/548 .
                (45) المصدر نفسه 2/553 مع ملاحظة أن عنوان القصيدة في الديوان " طريق الجهاد " .
                (46) المصدر نفسه 3/341 مع ملاحظة أن عنوان القصيدة في الديوان " ندوة الغبّان " .
                (47) المصدر نفسه 3/124 .
                (48) المصدر نفسه 2/195 .
                (49) المصدر نفسه 2/70 .
                (50) المصدر نفسه 1/235 . وانظر كذلك المجلة العربية ، ع 190 ، ( ذو القعدة 1413هــ ـــ أبريل / مايو 1993م ) ، ص 5 .
                (51) المصدر نفسه 2/9 مع ملاحظة أن عنوان القصيدة في الديوان " آمنت بالشعر " .
                (52) المصدر نفسه 1/83 .
                (53) يقول الرفاعي في هذا المقال : " .. ومن بين ذخائر الأستاذ الضيف الشاعر زكي قنصل ، ديوان " أشواك " ، وأنا أحب أن أسميه " أشواق " بالقاف " .

                تعليق

                • د. حسين علي محمد
                  عضو أساسي
                  • 14-10-2007
                  • 867

                  #23
                  السخرية في نثر سرحان .. كتاب جديد للحيدري
                  .......................................

                  صدر كتاب الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري «ظاهرة السخرية في نثر حسين سرحان، مع موازنة بينه وبين المازني» عن مطابع الحميضي بالرياض في 87 صفحة من القطع الصغير، والكتاب يتجه إلى كشف السخرية في نثر حسين سرحان (1332-1413هـ) وذلك عبر تحديد مفهوم السخرية بشكل عام وعند السرحان بشكل خاص.
                  وتأتي دراسة هذه الظاهرة الأسلوبية دون سواها من ظواهر نثر السرحان؛ لأنها أبرز خصيصة أسلوبية لديه، وقلما تعرض ناقد أو باحث أو كاتب لأدبه، شعراً ونثراً، إلا وأشار إلى نزوعه للسخرية.
                  وتكمن أهمية ظاهرة السخرية عند حسين سرحان لتميزه بهذا الاتجاه الكتابي وإلحاحه على توظيف السخرية في أدبه، وبخاصة نثره، فهرت أصالته في هذا المجال، وبدا واضحاً تأثيره في عدد من الكتاب والأدباء السعوديين الذين أُعجبوا بطريقته في معالجة العيوب الاجتماعية أو الأدبية بأسلوب رمزي هازل يجمع بين الجد في الباطن، والسخرية في الظاهر.

                  تعليق

                  • د. حسين علي محمد
                    عضو أساسي
                    • 14-10-2007
                    • 867

                    #24
                    من مواهب الراحلين"حسين سرحان قاصّاً"

                    بقلم: أ.د. محمد بن سعد بن حسين
                    ............................

                    يعد حسين سرحان من الرواد الذين تعددت مواهبهم وتنوعت فهو شاعر ينظم الشعر بالفصحى، وبالعامية أيضاً، وهو ناقد وكاتب مقالة، وكاتب قصة أيضاً.
                    وهو كاتب جاد حيناً وحيناً آخر هازل، وكذلك الحال عند كثيرين من أدباء العربية في هذا العصر كمثل العقاد والمازني وغيرهم كثير.
                    لذا لم يكن غريباً أن نجد الابن الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري يكتب كتاباً عن الجانب القصصي عند حسين سرحان وهو ما معنا اليوم وعنوانه "حسين سرحان قاصاً" نشره مؤلفه سنة 1425ه في 152 صفحة من القطع دون المتوسط.
                    ومما تحسن الاشارة إليه أن الدكتور الحيدري قد اتخذ من نثر حسين سرحان موضوعاً لأطروحته التي حصل بها على درجة الدكتوراه، فما الذي سيقوله عن الفن القصصي عند حسين سرحان؟.
                    افتتح المؤلف كتابه بمقدمة قال في صدرها:
                    "على مدى ثلاثين عاماً متفرقة نشر حسين سرحان نصوصه القصصية في عدد من الصحف والمجلات السعودية، ثم تركها ترقد في بطونها كعادته في النظر إلى إنتاجه الأدبي شعراً ونثراً وتداخلت قصصه مع مقالاته، فلم يفطن كثير من الدارسين إلى إنتاجه في مجال القصة، ورأينا من يجمع عدداً من نصوصه ويصنفها تحت عنوان "من مقالات حسين سرحان" مع أن بعض هذه النصوص قصص وليست مقالات، غيرأنه يحمد له قيامه بهذه المهمة في وقت مبكر.
                    وحينما تصدى الباحث سحمي الهاجري لدراسة القصة القصيرة في المملكة وجد أمامه بعضاً من نصوصه، غير أنه لم يشر إلا إلى سبعة نصوص، وهو معذور، إذ إن دراسته لا تقتصر على البحث عن إنتاج أفراد، وإنما هى دراسة عامة".
                    ثم صار في حديثه يبين ما رتب عليه مباحث هذا الكتاب الذي تكون من مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول ثم ملحق بالنصوص القصصية عند سرحان وتكوّن هذه النصوص القسم الثاني من الكتاب.
                    في التمهيد بتحدث المؤلف عن تعدد المواهب الذي أشرنا إليه سلفاً فيذكر في ذلك رجالاً عدلوا عن هذا التعدد ووقفوا عند أفضل مواهبهم وفي ذلك يقول "بتأثير من اتجاه الأدباء العرب في مطلع النهضة الأدبية للكتابة في معظم الاجناس الأدبية، رأينا أدباءنا الرواد في المملكة يغلب على إنتاجهم الأدب الشمولي، فهم يكتبون الشعر، والمقالة، والقصة، والبحث، وسوى ذلك مما هو واضح كل الوضوح فيما خلفوه من مؤلفات وما نشروه في الصحف والمجلات من نصوص.
                    وما لبث أدباؤنا أن حددوا المجالات الإبداعية التي تناسب مواهبهم ورغباتهم، فرأينا من انقطع تقريباً عن كتابة الشعر، كالعطار وأحمد جمال، ومنهم من ترك المقالة والقصة واكتفى بالشعر كالزمخشري، ومنهم من ترك القصة واكتفى بالمقالة والبحوث كمحمد سعيد العامودي وعبد القدوس الأنصاري.
                    ولم يكن حسين سرحان بمعزل عن هذا الجو الأدبي الذي يشجع على الكتابة في كل ألوان الأدب، فرأيناه يقرض الشعر، ويكتب المقالة، ويعالج القصة، غيرأنه بنى شهرته الأدبية على الشعر أولاً والمقالة في مرتبة تالية، ولم يواصل الاهتمام بلون القصة واكتفى بنصوص محددة لاتتجاوز ثلاثة عشر نصاً".
                    وفي الفصل الاول من الكتاب وهو "موضوعات القصة عند حسين سرحان"، أعاد فيه الحديث عن الأزمنة التي نشر فيها السرحان قصصه، مشيراً إلى أن أحدهم قد اشتد في نقد السرحان متستراً باسم محمد سعيد العامودي الذي نفى ذلك.
                    وقرر أن موضوعات القصص السرحاني كانت اجتماعية وذلك في قوله "إن الجانب الاجتماعي يشكل الجانب الأهم في نصوصه القصصية، وهذا ليس بالغريب، ذلك أن مقالاته الاجتماعية هي الأبرز من بين نصوصه المقالية، وهذا يؤكد اهتمام السرحان بهموم الانسان وقضايا المجتمع وأدوائه ومشكلاته".
                    والواقع أن هذا الاتجاه الاجتماعي كان أهم ما يقصد إليه الرواد فيما يكتبون، لا في القصص وحدها بل في كثير من إبداعاتهم.
                    على أن هذا الاتجاه كان أظهر في قصصهم واقرأ إن شئت مجموعة محمد سعيد العامودي "رامز وقصص أخرى" أو ما كتبه محمد علي المغربي في ذلك، بل إن ظهور هذا الاتجاه في القصة لا يعوز القارئ.
                    وفي أحاديث المؤلف عن هذه القصص في هذا الفصل ما يجلو واقع هذا الاتجاه فيها، حيث أخذ بتتبع هذه الاعمال بالتفسير والايضاح والشرح.
                    أما الفصل الثاني "الرؤية الفنية التي يصدر عنها حسين سرحان" فقد اهتم في صدره بالحديث عن مقالة "القصة والجو الأوروبي" مستخلصاً منها الاتجاه الذي ينزع إليه السرحان ومن قوله في ذلك "قد يحاول السرحان أن ينأى بالقصة عن الهدف الوعظي المباشر فيقول "وأنا أمرؤ لا يعنيني الهدف المحدود الضيق في القصة، فقد يتعذر الهدف، أو لا يكون ضرورياً، وإنما الضروري جداً أن يكون التصوير تاماً أبلغ التمام، بحيث يكون الشيء المراد تصويره واضح المعالم جلي التقاطيع".
                    وفي مقاربة مهمة للدكتور معجب الزهراني بعنوان "من الشعرية إلى النثرية" أثار عدداً من الاسئلة الوجيهة، منها:
                    لماذا غامر حسين سرحان باتجاه الكتابة القصصية وهو الشاعر المتميز؟
                    ما أهم السمات الحائزة لرؤية الكاتب كما تتجلى آثارها التعبيرية والدلالية في نصوصه القصصية؟.
                    كيف يمكننا الانطلاق من هذه الرؤية العامة لتحديد موقف الكاتب من ذاته ومجتمعه وعالمه في ضوء الخطاب الإصلاحي النهضوي الذي تنتمي إليه كتاباته وكتابات جيله؟.
                    ويحاول الإجابة في سياق الحديث عن جيله بشكل عام ثم عنه بشكل خاص".
                    وفي لفظة "يحاول" دليل على أن التخلي عن المنهج الوعظي عند السرحان لم يكن واضحاً، بل أكاد أجزم بأنه غير متحقق، لا عند السرحان، ولاعند مزامنيه من الرواد الذين كان الاتجاه الاجتماعي يكاد يسيطر على جميع إبداعاتهم كما أسلفنا.
                    ويشهد لذلك قول السرحان الذي نقله المؤلف وهو "ولقد سئل السرحان في عام 1386ه عن مقومات القصة فقال: "إن مقومات القصة في نظري تنبع من طبيعة البلد الذي تصدر عنه ومن سلوك سكان ذلك البلد ومن عناصر البيئة والمجتمع التي تؤلف الجهاز العام في ذلك البلد".
                    وفي رأيه أن القصة القصيرة يمكنها أن "تستوعب في سردها أنماطاً عالية من الحياة". وأن القصة تفوقت في أمريكا وأوروبا وروسيا "لأنها تصور مشاعر القوم وتصف حالتهم الاجتماعية".
                    ويقف المؤلف الفصل الثالث من كتابه على "الخصائص الفنية للقصة"، هذا الذي قسمه إلى موضوعين: الأول طبيعة البناء والثاني اللغة القصصية؛ فأما طبيعة البناء فإن المؤلف ينتهي إلى أن السرحان في قصصه لم يستطع الابتعاد عن الفن المقدم لديه وهو المقالة وفي هذا شيء من انتقاص للفن القصصي عند الرجل، ولكنه الواقع الذي انتهى إليه الباحث حيث يقول موضحاً الدوافع عند السرحان "إن ثمة دافعاً يقف وراء لجوء السرحان إلى كتابة القصة بدلاً من المقالة، وهى الجنس الادبي المفضل إليه بدليل إنتاجه الغزير في المقالة، وإنتاجه المحدود جداً في القصة.
                    "وهذا الدافع يتمثل في تصوير اللمحة - على حد تعبيره- وملاءمته قالب القصة لذلك أقرب من المقالة.
                    "ومن هنا سنحاول أن يكون تحليل القصة لديه مقروناً بالمقالة من حيث الافكار واللغة، للوقوف على التقارب والتباعد بين هذين الجنسين عنده. ولعله من المناسب أن نحدد إنتاجه القصصي زمنياً وفق المراحل الكتابية".
                    أما اللغة القصصية فإنا نجد الباحث يلخص رأيه فيها تلخيصاً لم نعهده منه فيما سلف حيث يقول "اتخذ السرحان ثلاثة اتجاهات لغوية في قصصه:
                    1- النزوع إلى الألفاظ الفخمة والتراكيب التراثية الجزلة كما في قصصه المبكرة مثل: حياة ميت، ورجل من الناس.
                    2- الاعتماد على الألفاظ السهلة والدارجة ومزج الفصحى بالعامية كما في قصصه التمثيلية، وبخاصة: أعمال كثيرة، وموظف.
                    3- الميل إلى اللغة الفصحى السهلة كما في معظم قصصه من مثل: هكذا كان، الاحلام لاتعود، حلم غريب، أقصوصة لها ذيول.
                    "ولعله لا يغيب عن الذهن أنه كتب القصة خلال مدة تزيد على ثلاثين عاماً (1355- 1385ه)، ولذلك ليس من الغريب وجود هذه الاتجاهات المختلفة، لأنها انعكاس لتطور الاديب واستيعابه لمقومات كل جنس أدبي وما يتطلبه من لغة سهلة أو فخمة أوحسب مقتضى الحال".
                    وله في هذا الموضوع نوع تفصيل متصل بلغة السرحان في قصصه محاولاً إيضاح ما يملي عليه نوع اللغة وكأنه يريد الاعتذار للرجل.
                    وفي ص69 يبدأ القسم الثاني وهو نصوص قصص السرحان التي أتبعها بمقالته "القصة والجو الأوروبي" هذه التي شرحت كثيراً من ميول السرحان في قصصه، وبخاصة مناداته بأن تكون البيئة المحلية هي منطلق القاص، وهذه حقيقة وفق السرحان إلى إبرازها في زمن لم يكن هذا الاتجاه واضحاً كل الوضوح عند كثيرين، بل إن فيهم من كان ينزع بقصته إلى بيئات خارج بيئته، وهذا غير مقبول فيما أرى، لا في القصة وحدها بل في جميع أنواع الابداع النثري والشعري على حد سواء.
                    أما الخاتمة ففيها تلخيص لما انتهى إليه الباحث في مباحث كتابه التي أيدت بالنصوص القصصية التي تكوّن القسم الثاني في هذا الكتاب. غير أنه قال في نهاية الخاتمة "ولعل هذا الكتاب بقسمه الثاني المتضمن كامل النصوص القصصية التي استطعنا الحصول عليها للسرحان، يكون حافزاً لمزيد من الدراسات القادمة عنه في هذا الجانب من شخصيته الأدبية".
                    ولعله لم يقتنع بما قدمه في أطروحة الدكتوراه وفي هذا الكتاب، وما أحسبه كذلك، ولكنه التقليد الذي يأخذ به كثيرون من الباحثين، في محاولة تضخيم العمل الذي قامت عليه دراساتهم.
                    .................................................. ...........
                    *مجلة "الحرس الوطني" ـ في 1/11/2005م.

                    تعليق

                    • د. حسين علي محمد
                      عضو أساسي
                      • 14-10-2007
                      • 867

                      #25
                      كتاب الرياض يتناول القصة عند حسين سرحان
                      .......................................

                      الرياض ـ «الشرق الأوسط»:
                      صدر عن مؤسسة اليمامة الصحافية أخيرا العدد 129 من كتاب الرياض وهو كتاب بعنوان «حسين سرحان قاصاً دراسة في نصوصه القصصية مع الجمع والتوثيق» من تأليف الدكتور عبد الله الحيدري أستاذ الأدب غير المتفرغ في كلية اللغة العربية في الرياض. وجاء الكتاب في قسمين الأول «الدراسة» ويشتمل على تمهيد وثلاثة فصول أما القسم الثاني فخصصه المؤلف للنصوص التي أنتجها السرحان في حقل القصة مرتبة حسب تواريخ نشرها بدء من عام 1355هـ وحتى عام 1385هـ وتبلغ ثلاثة عشر نصاً. وتأتي أهمية الكتاب في كونه يكشف جانباً شبه مجهول في أدب حسين سرحان 1332 ـ 1413هـ وهو الجانب القصصي إذ عرف شاعراً ومقالياً كما هي شهرته عند الدارسين والباحثين.
                      ..............................................
                      *جريدة «الشرق الأوسط» في 3/1/2005م.

                      تعليق

                      • د. حسين علي محمد
                        عضو أساسي
                        • 14-10-2007
                        • 867

                        #26
                        بناء الصورة الفنية في نثر حسين سرحان

                        بقلم: د. عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري
                        ................................

                        حين يستخدم الاديب لغته للايحاء لا للواقع يكون قد ادى صورة ادبية تتمثل في المجاز والاستعارة والتشبيه، وتكون اما ابداعية، واما نقلية، واما واقعية، واما بعيدة مهوى الخيال. والصورة الادبية تخلق في النص جمالا وجذباً اقوى من الكلام العادي، لان الصورة تغني الفكرة، وتحرك القارىء وتنقله الى اجواء ارفع من الواقع لكن اللوحات الذهنية لا يجوز ان تتعدى المعتدل، والا خرجت عن مفهومها الجمالي، وابتعدت عن ادراك المضمون، ثم ان الصورة الادبية يحسن ان تكون موجزة والا قصرت في ادائها"(1)
                        وقد ترتبط الصورة الفنية اكثر ما ترتبط بصناعة الشعر، لانه قائم على الخيال وتوليد الصورة، ليست الصورة في اطارها التقليدي التي تعنى بالكشف عن الصورة البلاغية وحسب، بل تتعدى ذلك الى الكشف عن الدوافع النفسية لبناء الصورة بناء جديداً يتجاوز المفاهيم البلاغية إلى آفاق ارحب تتمثل في الصور المركبة المتداخلة المعتمدة في الاساس على الصورة الذهنية المتخيلة في ذهن الاديب يصوغها في قالب جديد.
                        وقد يصعب احياناً تحليل هذه الصور باستخدام الادوات النقدية القديمة، لانها تعتمد على التكثيف، والغموض الفني، والايحاء عبر نظام داخلي تفرضه طبيعة علاقة العناصر فيما بينها.
                        وقد اتجهت معظم الدراسات الادبية النقدية في تحليلها للصورة الفنية الى الشعر واهملت النثر، فلا نكاد نعثر على دراسة تعنى بهذا الجانب، اللهم الا ما يقوم به بعض النقاد من نقل لمصطلحات الصورة الشعرية وإلباسها بافتعال على النصوص السردية، فتبدو الثياب فضفاضة لا تناسبها.ومهما يكن من امر، فقد يكون من اسباب عزوف النقاد عن الكشف عن الصورة في النصوص السردية، وتحديداً في فن المقالة، ما قد يظنه بعضهم بانها قريبة المأخذ في عمومها، ولا تتجه الى بناء الصور المحلِّقة المبدعة كما هو الشأن في الشعر.وهذه نصف الحقيقة، والحقيقة الكاملة هي ان الصورة الفنية في المقالة لا تمنحك جمالها ولا تبدي لك مفاتنها الا بالتأمل والامتزاج التام مع السياق العام للنص. في الزمن، وفي العاطفة، ومن خلال المؤثرات البيئية للمبدع، وفي كل الظروف المحيطة بالنص.
                        اما اقتطاع الصورة وتحليلها في منأى عن هذه المحاور، فهو تحليل ناقص لا يمتزج بالنص النثري كما يجب.
                        وقبل ان ندلف الى مقالات السرحان لبيان مصادر الصورة الفنية فيها وتحليلها، يحسن ان نتوقف وبشكل سريع جدا عند الصورة الفنية في شعره بالاعتماد على الدراسة القيمة التي انجزها احمد المحسن - رحمه الله - لشعره، وفيها يقول عن الصورة: "مصادر صورة تنبع من منبعين اساسيين هما: الانسان والطبيعة..، فالجانب الاول يتمثل في صراع الانسان مع الحياة.. صراعه من اجل تحقيق امانيه ورغباته، ومنها صراعه من اجل البقاء، ومنها صراعه في مواجهة الزمن... والمنبع الثاني لصوره هو الطبيعة التي تشمل الحيوان والنبات والجماد"(2).
                        ولا تعني هذه المقدمة إلا الاعلاء من شأن الصورة الفنية عندالسرحان في مقالاته، ولا الامتزاج بين صورة الشعرية والنثرية، ولكن هذا التمهيد يفيدنا في تلمس الصورة الفنية الكلية النابعة من فلسفته الادبية العامة.
                        واول ما يستوقفنا في صوره الفنية، اعتمادها على عالم الحيوانات والطيور والحشرات، وتصنيفها في مجموعتين: الاولى تمثل الايجاب، والاخرى السلب.
                        وهي في تركيبها لا تستدعي التراث، فتكون منقولة عبر المخزون الذهني، ولكنها صور جديدة استقاها من بيئته وحياته في البادية وتطلعه المستمر الي الحياة فيها، فهي في مجملها صادقة ودقيقة وليست تماثل صور الادباء الحضريين الذين ترد في نصوصهم دون وعي تام لمدلولها في البادية، بل ربما كان بعضهم لم ير الحيوانات التي يذكرها في نصوصه الادبية، مما يذكرنا بمؤلفي كتب المواضع الذين يقطنون اماكن بعيدة ويكتبون عن المواضع في الجزيرة العربية، فيقال عن "جبل رضوى": انه قريب من المدينة، واذا به في ينبع وليس قريبا منها(3)، واذا بحمدالجاسر يهض لتصحيح كلالاخطاء في مواضع الجزيرة العربية.
                        وهناك محور آخر في بناء الصورة عن السرحان، وهو الانسان في مدينته/ مدينته اختراعاته، وكلها صور سلبية ينظر اليها نظرة متشائمة، والانسان في خيمته/ مع غنمه/ في صحرائه، ويمثل الايجاب.
                        وقد تبدو بعض صور السرحان اذا ما انتزعت من سياقها القريب (المقالة) او سياقها البعيد (المقالات) محدودة ومباشرة، ولننظر:
                        الشهرة/ الطاووس.
                        الاطفال / العصافير
                        الشاب/ وعل اعصم
                        الانسان/ الحيوان.
                        انها صورة تبدو لا روابط واضحة بينها، وليس فيها ما يلفت النظر، ولكننا اذا امعنا في سياقاتها، وحللناها من منظور فلسفة السرحان الادبية العامة، وجدنا فيها ما يستحق التأمل والاعجاب.
                        فاما المحور الاول (عالم الحيوان والطيور والحشرات) فهو يمثل الصراع بين المدينة والخيمة، فالمدينة ترتبط بالمجموعة (أ) وتمثل: السمك، الطاووس، الضفادع، الخنفساء.
                        والخيمة ترتبط بالمجموعة (ب) وتمثل: الغنم، الجمال، والوعول، العصافير.
                        ولكل رمز، ولكل دلالة، فهو لا ينظر الا الى الوجه القبيح في المدينة،انها تمنحك الشهرة، ولكنما الشهرة؟ انها "مثل ذيل الطاووس براق الالوان لماع الافواف كلما انعكست عليه اشعة الشمس ازداد ألقاً وجمالاً"(4). وماذا بعد؟ لا شيء.
                        ويبدو الصراع واضحاً بين قيم الصحراء وقيم المدينة، فها هو يسخر من نفسه ويضع يده على مكنوناتها الداخلية في تطلع واضح لقيم البادية التي رمز لها بالجمل، فيقول: "كنت غبياً الى حد اني لا اعلم عن غبائي شيئاً.. اعني نفسي بالرد في بعض الصحف على كتاب اعلام في الداخل والخارج فما اشبهني بالخنفساء الحمقاء التي تتسلق ظهر الجمل، ويزين لها الوهم حينذاك انها اكبر من الجمل نفسه!"(5).
                        فالصورة هنا تمثل الصراع غير المتكافيء بين حشرة سوداء حمقاء وليست طبيعية، وحيوان يمثل الانفة والكبرياء والنقاء في اجمل صورها.
                        انها تسلق، ولا تستطيع المواجهة، وتسلك الطرق المعوجة للتأثير ، ولا تصاب باليأس، لان الوهم قد نفخها فظهرت اكبر من الجمل.واما الجمل فغير عابىء بها، لكنها قد تؤثر فيه بمرور الزمن، وهذا ما يبدو في مداهمة المدينة للقرى والارياف والهجر وكل القاطنين خارجها.
                        وقد يهاجم صور التناقض والتلون والتنافر في اخلاق المدينة مستخدما عالم الحيوان فيقول: لقد عشنا جميعا نبيع الغنم.. ولكننا لم نعش لتنفس الهواء مثل (الضفادع)، ولا لتنشم الماء مثل (السمك).."(6).
                        فالغنم جاء تصنيفها في مجموعة الايجاب، والضفادع والسمك في مجموعة السلب، وهما ليسا من بيئة البادية.
                        واذا تذكرنا ان الضفدع "حيوان برمائي ذو نقيق"(7)، والسمك يغمس نفسه في الماء ولا يكاد يظهر، أدركنا جمال هذه الصورة التي أراد فيها وصف أخلاق المدينة بالتلون والنفاق والتناقض (برمائية)، وبالخبث ممثلاً في السمك الذي يختفي فلا تظفر به الا بجهد ومشقة!، وهكذا هي المدينة دونها خرط القتاد.
                        ومما يؤيد هذا الصراع الداخلي الذي يعيشه السرحان قوله عن الادب: "شغلنا عن كل ذلك عن الشعر والنثر والنقد بأعراض هذه المعيشة المرزوءة التي لا تتحقق أحياناً إلا باهدار المروءة وبخس الشرف" (8).
                        اما بيئة البادية بنقائها وصفائها ووضوحها فهي تمثل عنده الحلم/التطلع، ويرمز لها بحيواناتها وطيورها، وتعني لديه كل القيم والمثل الجميلة، بما في ذلك البراءة والبساطة والوضوح.
                        فالعصفور رمز الحرية والانطلاق، لا يعيش بين جدران، ويطير في كل اتجاه كيفما شاء، وهذا بالضبط هو ما يتطلع اليه السرحان ويمثل حلماً دائماً يلح عليه: "كنا كالعصافير تنطلق من أوكارها خماصاً، فتعود بطاناً، وكنا نعبث ما حلا لنا العبث" (9).
                        (يتبع)

                        تعليق

                        • د. حسين علي محمد
                          عضو أساسي
                          • 14-10-2007
                          • 867

                          #27
                          وفي شبابه المبكر لم يجد ما يصف به نفسه وهو يرعى البهم (صغار الغنم) إلا ان يقول: "وكنت - إذ أرعى البهم - اثب على شعف الجبال كأني وعل أعصم.." (10).
                          وهي صورة مأخوذة من بيئة البادية، ومرتبطة في ذهنه بالأنفة وعزة النفس.
                          وأما المحور الثاني (الانسان) فهو مرتبط بقوة بالمحور الاول ولا ينفصل عنه، والانسان هنا يسير في اتجاهين: الاتجاه الاول: انسان المدينة/المدنية ويمثل السلب، والآخر: انسان البادية، ويمثل الايجاب، فلننظر كيف جاء بناء الصورة هنا وهناك؟
                          إن الوقوف على ذلك يتطلب منا فهماً جيداً لسيرة السرحان الذاتية، وأبرز المؤثرات التي أسهمت في بلورة مفهومه الادبي وفلسفته الادبية تجاه الحياة والناس والمجتمعات، ومن ثم يكون فهمنا للصورة مبنياً على اساس وليس على أوهام. فالسرحان عاش اول حياته مرتبطاً بالحياة البدوية ارتباطاً قوياً، يرعى البهم، ويبيع في الاغنام، وكان مسكن أسرته في حي المعابدة، وكان في ذلك الوقت خارج مكة وفي أطرافها، فكانت حياته تشبه حياة البادية في معظم مظاهرها، ولكن لم تمر سوى سنوات حتى طغى التوسع العمراني على حياتهم البسيطة، وأدخلتهم الحاضرة في خضمها والسير على سننها ونواميسها، فمنهم من ألفها وعاش معها معيشة سلم ورضا، ومنهم من تصدى لها وخاض معها حرباً ضارية، وفي المقدمة من هؤلاء: حسين سرحان (11).ومن أهم صفاته كره التزلف والمداهنة واجتنابهما، والتطلع الى عالم مثالي، فنتج عن ذلك "حساسية شديدة تجاه تصرفات الآخرين، ومراقبة دقيقة لأحوالهم، فقد رأى التعامل في الحاضرة يقوم على تبادل المصالح والعمل على تحقيقها من وجهة فردية بحتة، وما يجر ذلك من رذائل النفاق والتزلف"، فلم يرق له "هذا الحال وعز عليه تبدل القيم والمثل والفضائل، وإيثار الحياة المادية التي ي
                          نطلق منها معظم التعامل بين الناس" (12).
                          ومن هنا جاءت صورة الانسان المدني لديه قاتمة، ليس في منظورها القريب، ولكن في المنظور البعيد، وأعني نظرته الى الانسان الذي انتج الحضارة والتمدن وطمس البراءة والفضائل والمثل، فكان ان حمل أكثر من مرة على الانسان/السلب فأخذ منه اهم صفاته، وهي "العقل" فمنحها الحيوان، ومنح الانسان/السلب صفة "الجهل"، فأنشأ مقالته "الحيوان العاقل والانسان الجاهل" (13).
                          فالصورة هنا قائمة على المفارقة وتبادل الأدوار، لماذا؟؛ لان الانسان أحمق يريد ان يدمر نفسه بالمدافع والصواريخ والقنابل الذرية، وتلك هي براقش التي جنت على نفسها (14).ولا يفتأ السرحان يحمل على الانسان، فنراه في موضع آخر يشبهه بالحيوان، وما ذاك إلا لسوء تصرفاته التي عجز عن تفسيرها، فارجعها الى (الحيوانية) المتمثلة فيه، فقال في دعابة ممزوجة بالسخر: "إن هذا استعراض لما كتب عن الحيوان في بعض عهوده.. بقي حيوان واحد لم يكتب عنه كما ينبغي ولا كما يجب في صنوف الحيوان.. ولا كما هو صحيح! إنه.. الانسان! وله حديث آخر" (15).
                          وقد يعتمد في بناء الصورة للانسان/السلب على الاستعارة، ويبتعد عن الانسان بقدر ما يقترب منه، فالمدنية الحاضرة التي أنتجها الانسان تبعث على التساؤل، وتلقاه بوجه كالح منفر، فيصفها قائلاً: "فلست أدري بالضبط متى بدأت هذه العجوز الشوهاء الحيزبون تتخذ الاصباغ والطلاء وأدوات التبرج، لتعود كما خيل اليها غادة كعاباً" (16)
                          إذن، فالمسألة تنطوي على الخديعة: عجوز شوهاء تحاول ان تغير ملامحها، وهذا هو سبب رفضها.
                          ولكن السرحان لا يتركها تهنأ بشبابها المزيف، بل يراها بداية النهاية، فبقدر ما تحمل من الخديعة والحنق ضد الانسان البسيط النقي، فإنها في الوقت نفسه تحمل جراثيم فنائها في عناصرها الأساسية، وستدمر نفسها بنفسها (17).
                          فهنا صور مركبة قائمة على الاستعارة الجميلة ساقها السرحان وفق منظوره الفلسفي تجاه الحضارة والمدنية.
                          ويقودنا الحديث عن الصور الفنية الى الوقوف على مظاهر أخرى من مظاهر الصراع بين الانسان/السلب، والانسان/ الايجاب.فالسرحان يخبرنا ان استاذهم في الكتاتيب يضربهم بقسوة "فكأنه يضرب نعاجاً، لولا ان النعاج قد تستطيع ان تهرب" (18)، وفي شبابه يخبرنا انه يثب كأنه "وعل أعصم"، وانه يبيع الغنم، ولا يكون كالضفادع، وأدبه كالطائر الهزيل يحاول ان يطير ولكنه لا يستطيع، يقول: "نصف قرن أهدرته في رصف الكلمة وأختها وبنت عمها، حتى يتكون منها شطر، ثم يتولد الشطر الثاني، فاذا هما يطيران بجناحين هزيلين.." (19).
                          إنها في الواقع صور حقيقية للصراع الذي عاشه السرحان في حياته، فكان ان عبر عنه من خلال الرمز مستعيراً عالم الحيوان، فاستاذ الكتاتيب القاسي يمثل صورة الانسان المدني، وابن البادية بريء يشبه النعجة، ولكنها أفضل حالاً بإمكانها الهرب عند الضيم، ولكن كيف الخلاص من قيود الحاضرة؟وأدبه يمثل الطائر الحر الأبي، ولكن حبسه في قفص المدينة نصف قرن جعله هزيلاً لا يكاد يقوى على الطيران.ومع شعوره بالضعف، فانه يرفض ان يكون عالة على الآخرين (20)، معتمداً - بعد الله - على نفسه، ولا يتعكز على غيره - كما يعبر (21)-.والعكاز من لوازم الحاضرة، والعصا من لوازم البادية، ولذلك لم يقل: "آخذ عصا غيري".أما الانسان/الإيجاب فهو مرتبط في ذهنه دائماً بالكواكب والسماء والفضاء والرمال، وتجده يحدثك عنه حديث المعجب بأنفته وعزته على فقره وبساطته.واذا كانت المدينة/المدنية عجوزاً شوهاء، فان البادية ترتبط بالسحر والجمال، والزمن في البادية يرتبط بأجمل مراحل العمر (الشباب)، فها هو يصف لنا الحياة في البادية وصفاً يتجاوز الصورة الجامدة (الفوتغرافية) الى الصورة المتحركة التي تصف الاشياء بدقة متناهية: ليلاً ونهاراً، وفي الارض وفي السماء، وترقب السراب وكيف يتح
                          ول الى ماء تعبره خوضاً. يقول: "للبكرة والاصيل والليل، في البراري معان غير معانيها في الحاضرة، فانك في الحاضرة لا ترى الشمس - إن تفضلت فنظرت اليها - إلا من خلال البيوت المتراصة وفجوات الحيطان القائمة كأنها السدود، فتراها - عندئذ - مثل دينار البخيل بدا حاجب منها وضنت بحاجب، اما في البر الواسع الشاسع فانك ترى هذه الأشياء على أبهى ما ترى طبيعة وجمالاً وجلالا.
                          فترى السراب الخادع وقد اصطفق فوق الرمال، كأنه يعزيها عن الحقيقة بالخيال، وترى الرمال، وقد حملته ورقرقته، وأخذت تدنيه وتقصيه، وترفعه وتخفضه، حتى لا يكاد الانسان كلما دنا منه ان يشمر عن ساقيه، ويعبره خوضاً.
                          فاذا أضواك الليل، وتموجت أمامك الكثبان العفر، رأيتها وهي متباعدة كأنها متقاربة وكأنها تشترك جميعاً في نجوى عذبة، ورأيت النجوم تشعشعها بالضياء فوق طرائقها الملساء، وتحدجها بعيون تكاد تتساقط فيها الأنداء.
                          الكثبان والنجوم تلك تلتصق بالغبراء، وهذه في أجواز السماء، ولكنك تراها في الليالي القمراء، كأنها تدني من بعضها أقرب إدناء، وتتلامس منها الانوار والأوفياء، فما يعييك لو سبح بك الخيال المجيب ان ترى الكثيب في النجمة أو ترى النجمة في الكثيب!وإذا الشمس القت خمارها في الصباح، وتجلى الأفق الشرقي في لازوردية مفضضة مذهبة، رأيت الأطيار تتواثب على ذوائب السلم والطلح والبشام، ورأيت الارض من أنجاد وأغوار، وكأنها تتحرك وتوصوص بعد غفوة الليل الطويلة، وترى السفوح، وكأنها انفصلت لتوها عن الجبال وارتدت الى مكانها المنخفض بعد ان كانت تطاولها في الظلام الذي لا فرق فيه بين شم الجبال ورؤوس الآكام" (22).
                          كيف رأيت السرحان هنا؟ اهو شاعر أم ناثر؟ وهل هو رسام او مصور؟ وكيف تصف نفسيته ومشاعره وعاطفته؟
                          إنه يكتب بصدق عن البيئة التي تعيش في ذهنه باستمرار وتلح عليه، ويرى فيها العزاء عن ضغوط الحاضرة.
                          ولعلك تلحظ المقارنة بين الحاضرة والبادية في مستهل النص، ثم تأمل هذه الصور الجميلة: "ترى السراب الخادع وقد اصطفق فوق الرمال.. وترى الرمال وقد حملته ورقرقته"، "تشترك جميعاً في نجوى عذبة"، "تحدجها بعيون تكاد تتساقط فيها الانداء"، "واذا الشمس ألقت خمارها في الصباح"، فكأنك لم تر الصحراء من قبل، وتقرأ وصفها من السرحان يغريك برؤيتها.
                          وليس هذا كل ما نعثر عليه من صور فنية جميلة، ولكنها الابرز لكونها متتابعة ومرتبطة لديه بالبيئة/ الحلم.
                          إن السرحان يبدع عندما يستدعي ذكرياته في البادية؛ لانه يكتب بصدق وبعفوية وعن طبع، ولنقرأ سطوراً من مقالته "الشباب"، ولننظر كيف استطاع بناء صور فنية جيدة. يقول عن الشباب: "شيء لا أعرف كنهه.. يفور.. شيء يتفجر، شيء ينطلق الى تخوم الارض، الى عنان السماء، الى الأغوار، الى الفضاء، زفاً، زفاً.. كزفاف القمر الى الجوزاء".
                          إنها صورة جميلة، واجمل منها تلك الصورة الفلسفية التي ربط فيها بين العين والشباب فقال: "وكما تجتمع الدنيا بأسرها في العين المبصرة، كذلك الحياة لا تكون مصطفاة همامة إلا في الشباب" (23).
                          وهي صور مبتكرة - في ظني - لم يسبقه إليها أحد.ومن الصور الجيدة التي نعثر عليها، قوله:
                          "أما اللحم فهو كوكب لا يلمح في ليالي الفقراء" "حتى رأينا الطائف عن كثب، وكأنه خميلة ملفوفة في الضباب".
                          "كان المطر يباكرنا.. حتى لكأنا كنا نتنفس مع الربيع بأنفاسه" (24).
                          وثمة صور عادية يستقيها السرحان من قراءاته وثقافته، وليس له فيها جهد؛ لانها صور مألوفة مثل:
                          "كالسحابة الهطالة".
                          "كبرق سحابة التوى ثم انطوى".
                          "أعلام أمثال الجبال" (25).
                          الهوامش
                          (1) المعجم المفصل في الأدب
                          591/2.(2) شعر حسين سرحان: دراسة نقدية، ص
                          261.255.(3) ينظر: حمد الجاسر، بلاد ينبع، الرياض: دار اليمامة، 1386ه/1966م، ص
                          135.(4) انظر: جريدة البلاد السعودية، ع1367/1/11.681ه، ص.
                          (5) جريدة المدينة، ع1367/3/8.229، ص
                          1.(6) انظر: عبدالسلام الساسي، الموسوعة الادبية. مكة المكرمة: مطابع دار الثقافة، 1393ه،
                          90/2.(7) المعجم الوسيط، ص
                          541.(8) جريدة عكاظ، ع 469، 1386/1/27ه، ص
                          3.(9) مجلة المنهل، رجب - شعبان 1360ه ، ص 42.واقرأ قوله في مقابلة صحفية: "أتمنى أحياناً ان أعيش في الفضاء - اي فضاء - في شكل اي طائر من الطيور البعيدة التحليق". (جريدة البلاد، ع131، 1382/1/20ه ، ص
                          4.(1) مجلة المنهل، (مرجع سابق).
                          (11) شعر حسين سرحان: دراسة نقدية، ص 64(بتصرف).
                          (12) المصدر نفسه، ص
                          28.(13) مجلة المنهل، جمادى الاولى 1372ه، ص
                          212.(14) المرجع نفسه.
                          (15) مجلة العرب، ع 8،صفر 1388ه ، ص
                          694.(16) مجلة المنهل، صفر 1368ه، ص
                          68.(17) المرجع نفسه.
                          (18) جريدة عكاظ، ع3، 1379/12/24ه، ص
                          8.(19)مجلة اقرأ، ع44، 1395/10/11ه، ص
                          62.(20) الموسوعة الأدبية
                          90/2.(21) انظر: جريدة "الرياض"، ع7179، 1408/7/1ه، ص
                          5.(22) مجلة المنهل، جمادى الاولى 1366ه، ص
                          208.(23) جريدة البلاد، ع 1358، 1383/30ه، ص5.(24) البلاد، ع981، 1370/3/24ه، ص1، والمنهل، رجب شعبان 1360ه، ص
                          42.(25) البلاد، العددان: 516-1271، وعكاظ، العدد الثالث.

                          تعليق

                          • د. حسين علي محمد
                            عضو أساسي
                            • 14-10-2007
                            • 867

                            #28
                            اتجاهات نثر حسين سرحان الفنية الاتجاه الساخر

                            بقلم: د. عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري
                            .................................

                            أخذ حسين سرحان من الصحراء نقاءها ووضوحها، فدعا في مقالاته الاولى الى المكاشفة والوضوح، والكتابة بالاسماء الصريحة، وتجنب الكتابة بالاسماء المستعارة (1)، وربط بين الصراحة والرضا عن النفس فقال: "ما من شيء أدعى الى اطمئنان النفس من الصراحة، لأن الانسان اذا صرح ولم يحجم يحس في اعماق نفسه برضاء عميق لشعوره بأنه قام بمهمته الملقاة على كاهله خير قيام" (2).
                            وتبعاً لذلك مضى يكتب بصراحة وجد ووضوح ينقد ويهاجم ويحلل ويلاحظ بأسلوب جاد مباشر، فنتج عن ذلك صراع مع عدد من مجايليه من الادباء، ومناوشات ونقاش حاد في كثير من الاحيان مع عبدالقدوس الانصاري، ومحمد حسن عواد، وعبدالكريم الجهيمان، واحمد عبدالغفور عطار، وغيرهم، فآلموه كما آلمهم، وعنفوه كما عنفهم، وتهكموا عليه كما تهكم بهم.
                            ومن هنا وجد السرحان نفسه بلا اصدقاء، وفوجئ بعواقب الصراحة التي نادى بها، وشعر بأن الناس يحملون في دواخلهم نفوساً مرهفة لا تتحمل النقد المباشر، ولا ترتاح للمناصحة والصدق، وتفضل المجاملة على الصراحة.
                            ولم يخف السرحان صدمته من المجتمع ونفوره من المصارحة، فشكا في اكثر من مقالة من ذلك، فها هو يقول: "ان كثيراً من ادبائنا يضيقون ذرعاً بالنقد، فما يكاد يصوب الى أحدهم سهم خفيف حتى تثور به ثائرة عجيبة من نفسه، فيأخذ القلم ويسف الى حضيض الطعن والتجريح والحط من الكرامة وترذيل الاخلاق" (4).
                            وابدى تألمه من قلب الحقائق بأن يتحوَّل النقد الى تشهير فقال رداً على مقال لزميله احمد عبدالغفور عطار: "النقد عند الناس نقد، فيه تقوم الكتب والمواهب، وتعرف منازلها، وتحدد مراتبها.. ولكنه عند الأستاذ العطار تشهير" (5).
                            وبعد التأمل وصل الى نتيجة خلاصتها ان الذين يضيقون بالنقد ليسوا أسوياء فقال: "النقد - مهما كان - لا يثير ولا يغيظ إلا من يصيب منهم مواقع النقص، ويلمس فيهم اوتار الضعف، ويكشف عن مكامن العار من نفوسهم.." (6).
                            ووسط هذا الاحباط الذي وجد السرحان نفسه فيه، اخذ يتأمل ويفكر ويراجع ويدفن رأسه بين الكتب ينشد منها الغذاء الروحي والسلوى، واذا بالحرب العالمية الثانية تدق طبولها، وتدوس بأقدامها الصحف والمجلات، فتتوقف واحدة اثر اخرى، واذا بالسرحان وجيله بلا وسيلة نشر، فكان توقفاً اجبارياً لمدة اربع سنوات ( 1361- 1364ه)، وفرصة لمراجعة النفس وصقل الموهبة وتغذية الروح بالقراءة المكثفة.
                            ويظهر ان فترة التوقف هذه كانت سبباً لاستكمال ادواته الفنية، والاستقلال بشخصية ادبية مميزة واسلوب جديد في الكتابة، فكان الاسلوب الساخر هو المنفذ الى اظهار أفكاره.
                            ويبدو ان الشحن النفسي والقلق والجد الذي خلفته الحرب واجواؤها في نفوس جيل السرحان، جعلتهم يتوقون الى ما يسلي نفوسهم ويرققها ويهذبها ويجلو صدأها مما ران عليها، فكان المنفذ المتاح القراءة في الكتب غير الجادة التي تسخر من الحياة والاحياء.
                            وإذ اطال السرحان النظر في كتب الاقدمين والمحدثين، وفي الكتب المترجمة والمعربة لأدباء من الشرق والغرب، شده واستوقفه الاتجاه للتبسط والاضحاك، او النقد المغلف بالسخرية والتهكم، او بالدعابة والفكاهة.
                            ومن هنا صادفت كتب ابن المقفع بنقدها الرمزي على ألسنة الحيوانات، وكتب الجاحظ بصرائفها وسخرياتها هوى في نفسه، واصبحت متعته ان يقرأ لهذين:
                            أحادث فيها (الجاحظ) الفذ تارة
                            وآونة أصغي الى (ابن المقفع) (7)
                            وبلغ به الاعجاب بالجاحظ ان وصفه بأنه "أديب العربية الاول" (8)، ثم قرأ لآخرين مثل ابي حيان التوحيدي، حتى اذا وصل الى العصر الحديث قرأ لأحمد فارس الشدياق وابراهيم عبدالقادر المازني، ومن الغربيين اعجب أشد الاعجاب ببرنارد شو (9)، فتكونت لديه تدريجياً ملكة السخرية، واتخذها اتجاهاً لا يحيد عنه في شعره ونثره (10).
                            ولعله قبل ذلك كان يعيش صراعاً بين الصراحة التي جربها فلم يفلح، والمجاملة التي لا ترتاح اليها نفسه، فرأى ان يجمع بين محاسن هذه ومحاسن تلك في قالب ظاهره السخرية بالنفس والمجاملة والدعابة، وباطنه الصراحة والنقد اللاذع، ولكنه غير الجارح، لانه - في الاغلب - لا يتجه الى اشخاص محددين، ولا يذكر اسماء معينة، بل ربما قرأه من تنطبق عليه الاوصاف فأفاق من غفوته دون ان يبدي غضبه من الكاتب.
                            وانطلق في سخريته وفق منهج وفلسفة تقوم على السخرية بالنفس اولاً، ثم السخرية بالآخرين، فإذا ما رفع سوطه بدأ بجلد نفسه (11)، ومن آرائه في هذا الجانب ان "ابلغ ما يذهب بالساخر ان يسخر من نفسه" (12).
                            ومع ما تشكله المقالات الساخرة في ادبه من نصيب كبير يربي على الربع فإن ذلك لا يعني ان السرحان كاتب فكه هازل تجري في دمه الفكاهة و"خفة الدم"، بل هو كاتب جاد كل الجد، ويحمل في ذاته الرغبة الشديدة في الاصلاح والتقويم، حتى ليصفه الدكتور معجب الزهراني بأنه "ليس كاتباً مهنته الفرح او التبشير بالمستقبل الزاهر" (13).
                            وفي هذا السياق نراه يقول في مقال مخطوط عنوانه "في آخر العمر" محبطاً: "شهرتي في الادب ما هي، انها قصاصة من الورق نفخت فيها وأطرتها مع الريح ولن آسف عليها. ويبقى ما دمت حياً حسين سرحان (الروح) الروح الذي يطمح في اصلاح المجتمع فلا يجده.. عندئذ ينعزل حسين سرحان عن مجتمعه".
                            ومن هنا جاءت سخريته ممزوجة بالرمز وحادة ولاذعة احياناً، وراقية في مستواها اللغوي لا تعتمد على الدارج من الالفاظ، او المبتذل من المفردات التي تبعث على الضحك، بل صاغ كل ذلك في قالب رفيع متميز.
                            ومع ظهور السخرية في ادب عدد من الكتّاب السعوديين الرواد من مثل: حمزة شحاته، واحمد السباعي، واحمد قنديل، فإن السرحان تميز من بين هؤلاء ببروز هذا الاتجاه في ادبه، وبالالحاح عليه، ونقد الظواهر الاجتماعية غير الزمنية، فظهرت اصالته وتميزه.
                            ومما يؤكد ذلك انه قلما ترجم أحد له، او درسه، او استدعى ذكرى معه دون ان يشير الى ظاهرة السخرية في أدبه.
                            ولعل أول من اشار الى هذه السمة، حمد الجاسر في تقديمه للطبعة الاولى من ديوانه "أجنحة بلا ريش" الصادر في عام 1389ه حيث قال: "للشاعر اسلوب في النثر يكاد يكون متميزاً، يقوم على أساس من السخرية التي لا تجرح العاطفة، بل قل ان يدركها القارئ السريع" (14).
                            وبقي نثر السرحان، وعلى الخصوص مقالاته، مدفونة في بطون الصحف والمجلات بإهمال من صاحبها، فغفل عنها الدارسون والباحثون، الى ان قيض الله لها يحيى بن جنيد (الساعاتي)، فاستخرج منها ما يزيد على خمسين مقالة وقصة ونشرها عام 1400ه في كتاب تحت عنوان "من مقالات حسين سرحان"، فابتدأ منذ ذلك التاريخ الاهتمام بالجانب النثري عنده، وتوالت المقالات والدراسات، وان كانت في مجملها موجزة، ولكنها على أي حال لفتت الانتباه الى السرحان الناثر (15)، مما حمل علي جواد الطاهر - رحمه الله - على المطالبة بدراسة نثره وشعره بوصفهما جزءاً لا يتجزأ، وعن ذلك يقول: "من يقرأ "من مقالات حسين سرحان - النادي الادبي، الرياض 1400- 216ص" يكتشف في الشاعر كاتباً شاعراً من نمط خاص، يتكامل فيه الفنان، ولن يدرس - بعد اليوم - شاعراً منفصلاً عن المقالي" (16).
                            ولعل من أهم الدراسات المبكرة لهذا الكتاب، دراسة الدكتور محمد بن سعد بن حسين التي نشرها عام 1400ه في مجلة الدارة، ثم اعاد نشرها في كتابه "كتب وآراء" في العام الذي يليه (17).
                            ويهمنا في هذا المقام تحليله لظاهرة السخرية ودوافعها عند السرحان، وهو ما ينفرد به - تقريباً - من بين الدارسين والناقدين، فنراه يصف هذه الظاهرة فيقول: "حين تقرأ الكثير من مقالات حسين سرحان، وبخاصة تلك التي عالج فيها بعض امراض المجتمع تجد ان حديثه يمتزج بسخرية لاذعة، ولكنها مترفعة لا تسف الى حد اضحاك الناس، وانما هي من ذلك النوع من السخرية التي تنبه العقل بما يشبه الصدمة الكهربائية" (18).
                            ويضع يده على اتجاهه في السخرية، وتدرجها من السخرية بالنفس الى السخرية بالآخرين في قالب غير مباشر، واضعاً نفسه كبش فداء فيقول: "يعمد كاتبنا حيناً الى نقد اخلاق الناس وعاداتهم ومحاولة توجيهها الوجهة الصالحة، فلا يجرؤ على مصارحتهم، بل يجعل من نفسه كبش فداء، أي انه ينسب هذه الاخلاق الى نفسه قاصداً في ذلك انتزاعها من نفوس الآخرين.. و حين يقصد الى النيل من شخص، فإنه يناله عن طريق لا يستطيع أحد ان يقول عنه: انه مسف، ولكنه مؤلم أشد الايلام" (19).
                            وبينا استوقفت هذه الظاهرة ابن حسين، مضى يتلمس دوافعها، ومن ثم خلص الى تحديد اسباب ثلاثة:
                            أولها: ان هذا اللون من الاساليب يجتذب القارئ اليه، وفي هذا كسب كبير لمن يهدف الى اصلاح ما اعوج او فسد من اوضاع المجتمع، ولاشك عندنا ان هذا من اهداف اديبنا كما تشهد به مقالاته..
                            وثانيها: انه يجد في هذا الاسلوب متنفساً يقذف من خلاله ما تضطرم به نفسه ازاء تصرفات بعض الافراد.
                            وثالثها: انه كثيراً ما أودع في تلك المقالات الساخرة آلام نفس سمت بها عزتها وانفتها عن الثرثرة في المجالس وعن محاورة الآخرين فيما يصدر منهم في حقها من اخطاء (20).
                            وفي سياق دراسته لشعره، ألمح الباحث احمد المحسن - رحمه الله - الى هذه الظاهرة كاشفاً مزاياها فقال: "يلحظ في هذه المقالات جميعاً انه يسمها بميسم الذاتية حيث تجد نفسه في كل زاوية منها، وهذا ما جعل عنصر الصدق غالباً عليها، كما ان معظمها يتميز بعمق التفكير والنظر في النفس الانسانية وما فيها من عيوب وسيئات، وتتميز ايضاً بجودة التناول حيث يعرض المعنى من بعيد، فيلامس الاخطاء الاجتماعية ولا يعرضها عرضاً مباشراً خطابياً - إلا في النادر - مما يجعل القارئ لا يشعر بثقل النصيحة ووطأة القول" (21).
                            وممن عنوا بتفسير الاتجاه الساخر عند السرحان بشكل خاطف، محمد حسين زيدان - رحمه الله - حيث ارجع ذلك الى الاحباط والبؤس فقال: "أما السخرية فهي من مرارة ما ذاق! لقد ذاق المرارة حسين سرحان حيث لم يعجبه الشيء الكثير فانحاز الى نفسه واصبحت السخرية هي زاده ومعاده" (22).
                            ووصفه عبدالله الجفري بأنه "أحد الذين يجسدون امتداد المعرفة والأدب الجاد والساخر منذ اكثر من ستين عاماً ونيف" (23).
                            وتربط الدكتورة خيرية السقاف بين السخرية والرفض فتصفه قائلة: "حسين سرحان الساخر الحانق، الصامت الرافض، كانت له فلسفة كشف عنها حرفه، تنم عن فكره... مبدأه الصدق والتجرد، ووسيلته الوضوح والمباشرة في غير كشف يجرح شفافية الفن" (24).
                            ويبسط الدكتور عبدالمحسن القحطاني ملامح سخريته ومحاسنها فيقول: "أضفت على حديثه وقعاً في النفس، وايصالاً مباشراً للسامع بحيث يتخلص الاسلوب من حذلقة اللغة ورص الكلمات الى حركية النص وتناغمه مع بعضه، فكانت سخرية تربط السامع بالنص، وتجعله يلاحقه ملاحقة عجيبة، لأن السخرية تعطي عنصر المفاجأة والدهشة او المفارقة التي تحدث هزة عند السامع" (25).
                            ويصف الدكتور محمد العوين سخريته بأنها مرة حزينة وتنزع الى نقد الذات فيقول: "العجيب في شخصيته ان السخرية المرة الحزينة لا تفارقه، ولا ينساها في جل ما يكتب"، و"نقد السلوك الاجتماعي يجيئ - احياناً - من نقد الذات نفسها، فحسين سرحان لا يدع شاردة او واردة من صفاته التي يعيبها حتى يراها حقيقة بالتفنيد.. فالسخرية هي أنسب ما يتأتى الى ذهن الكاتب من طرائق لعلاج ما يراه شاذاً او معوجاً، فهو يعتقد الا جدوى ترجى من الحياة على النحو الذي عاشه" (26).
                            وكثيرة هي الاقوال عن الاتجاه الساخر لديه، فلعلنا نؤجل بعضها الى الفصل القادم عندما نتحدث عن آراء النقاد والباحثين في نثره.
                            وفي ظني ان ظاهرة السخرية في أدبه بشكل عام تستحق دراسة مستقلة، او يكون نموذجاً ضمن دراسة عامة تدرس السخرية في الادب السعودي، لانه يعد بحق موطد اركان هذا الاتجاه في الادب السعودي، وصاحب مدرسة متميزة فيه، وتأثيره - وهذا هو المهم - واضح في أساليب عدد من الكتّاب السعوديين الساخرين مثل: غازي القصيبي، وعلي العمير، ومحمد الحمدان، وغيرهم.
                            وربما كانت ظاهرة السخرية اقل بروزاً منها في قصصه ومقابلاته عنها في مقالاته، ولعل السبب يعود الى قلة ما بين أيدينا من القصص، والى نزوع المحاورين في المقابلات الى الاسئلة الجادة التي لا تحتمل السخرية وتتطلب اجابات مباشرة.
                            ومن الامثلة على سخرياته في القصة، تصويره (الكاريكاتوري) لشخصية مسعود في قصة "الصياد والسمكة" فهو من طول معاشرته للصيد مدة تزيد على اربعين عاماً "اصبح سمكة ناطقة تسير على قدمين آدميتين، ولها مثل وجه الآدمي ايضاً مع بعض الانحراف المحسوس الى عرض الوجه بدلاً من طوله.." (27).
                            ومثل ذلك ما جاء في قصة "حلم غريب" التي يحلم فيها البطل رشاد بأنه اصبح اذن حمار، ويأتي التفسير غير متوقع ملفوفاً بسخرية هازلة مرتبطة بالحلم: "وتزوج رشاد في ظروف لا يملك معها دفعاً ولا منعاً وانجب اكثر من خمسة بين ذكور واناث، وقر عيناً بعد ذلك، فإنه لم يعد اذن حمار، ولم يقنع كذلك بأن يكون حماراً كاملاً.. ولكنه امسى.. اصطبلاً للحمير!؟" (28).
                            وفي المقابلات الصحفية نراه يسخر من نفسه وأدبه، فلقد سئل عما اذا كان يحتفظ بانتاجه الادبي فقال: "اذا نقصت الدنيا من انتاج المدعو حسين سرحان مع تحياتي اليه فماذا تنقص الدنيا؟" (29).وقد تكون السخرية ممزوجة بالجد والايجاز في العبارة، ومن ذلك اجابته عن سؤال عن مشكلة الزنوج والتي جاءت على النحو التالي: "المشكلة لن يحلها إلا قانون واحد هو ان يغير السود جلودهم، ويغير البيض ما بعقولهم" (30).
                            وله اجابات يمتزج فيها الظرف بالسخرية من نحو قوله مجيباً عن سؤال نصه: "ما الذي لا ترتاح له في المرور؟"، قال: "المرور مرتاح مني، فأنا لا أعرف السيارات إلا بألوانها فقط" (31).
                            ومما يمثل به على السخرية في مقابلاته، اجاباته الموجزة عن اسئلة لمجلة اليمامة عام 1409ه ، ومنها نختار الاسئلة والاجوبة التالية:
                            7أين تحب أن تعيش؟
                            - لو لم أعش كان أفضل.
                            7من أين تبدأ قراءة الجريدة؟
                            - من صفحة الاعلانات!
                            7ما هو شعارك المفضل؟
                            - لا شعار لي (32).
                            وأخيراً نشير الى تلازم السخرية بأدبه تلازماً تاماً، وكل دراسة تغفل هذه الظاهرة في ادبه تعد ناقصة ومزيفة، لانه اتضح لنا من خلال الفصول والمباحث السابقة بأنها محور مهم ومؤثر في ادبه، فقد يتخذ عنواناً معيناً لاشباع هذه النزعة في داخله، وقد يستطرد كذلك بسببها، وربما اقتبس او ضمن او استشهد وفي ذهنه تحقيق السخرية، وربما جرى وراء حلية لفظية لاجتلابها، او استعان بجمل اعتراضية ولوازم اسلوبية استجابة لشهوة السخرية التي تلح عليه،
                            ولكن السؤال المشروع الآن: هل يقتصر نثره على الاتجاه الساخر فقط أم ثمة اتجاهات أخر؟
                            والجواب هو ان الاتجاه الساخر هو الأبرز والاهم، وهناك اتجاهان آخران، وهما: الاتجاه الواقعي، والاتجاه الرمزي، وهو ما سنتناوله في هذه المقالة في الحلقتين القادمتين بمشيئة الله.
                            الهوامش
                            (1) في مقالة له بعنوان "الاسماء المستعارة". انظر: من مقالات حسين سرحان. جمع يحيى ساعاتي، الرياض: النادي الادبي، 1400ه/ 1979م، ص
                            12.(2) المصدر نفسه.
                            (3) جريدة صوت الحجاز، ع 241، 1355/11/6ه ، ص
                            4.(4) جريدة البلاد السعودية، ع 623، 1365/11/12ه ، ص
                            4.(5) جريدة البلاد السعودية، ع 828، 1368/8/16ه ، ص
                            4.(6) من ديوانه اجنحة بلا ريش، ص
                            160.(7) جريدة البلاد، ع 650، 366/5/23ه ، ص
                            4.(8) البلاد السعودية، ع 616، والبلاد، ع 1346، وعكاظ، ع
                            644.(9) من قصائده الساخرة: بائع المساويك، الموظف الجديد. انظر: اجنحة بلا ريش، ص 132،
                            157.(10) د. خيرية السقاف، جريدة الرياض، ع 9075، 1413/11/8ه ، ص
                            25.(11) من مقالات حسين سرحان، ص
                            112.(12) د. معجب الزهراني، من الشعر الى النثرية، جريدة الندوة، ع 12591، 1420/12/20ه .
                            (13) اجنحة بلا ريش، ص
                            10.(14) لعله لا يغيب عن الذهن ان كل هذه الدراسات تنصب على ما نسبته 18% فقط من مقالاته، في حين تقترب مقالاته من ثلاثمائة.
                            وشيء آخر وهو ان السرحان يعتز بنثره اكثر من شعره. (الاربعاء، ع 280، 1409/3/30ه ، ص 9).
                            (15) د. علي جواد الطاهر، معجم المطبوعات العربية،
                            638/2.(16) انظر: حسين سرحان: ببليوجرافيا، ص
                            180.(17) د. محمد سعد بن حسين، كتب وآراء
                            185/1.(18) المرجع نفسه
                            180/1.(19) كتب وآراء
                            182/1.(20) أحمد عبدالله المحسن، شعر حسين سرحان: دراسة نقدية، ص
                            42.(21) نادي جدة الادبي، المحاضرات، المجلد الحادي عشر، ربيع الاول 1413ه ، ص
                            508.(22) نقطة حوار، جريدة الحياة، 1413/2/7ه ، الصفحة الاخيرة.
                            (23) حروف وافكار، جريدة الرياض، ع 3692، 1406/4/11ه ، ص
                            5.(24) قراءة في ادب السرحان، جريدة البلاد، ع 10549، 1413/12/4ه ، ص
                            13.(25) د. محمد العوين، المقالة في الادب السعودي الحديث 271/1،
                            300.(26) من مقالات حسين سرحان، ص
                            69.(27) من مقالات حسين سرحان، ص
                            182.(28) جريدة البلاد، ع 1983، 1385/4/16ه ، ص
                            4.(29) المرجع نفسه.
                            (30) البلاد، ع 8498، 1407/6/27ه ، ص
                            7.(31) مجلة اليمامة، ع 1026، 1409/3/9ه ،

                            تعليق

                            • د. حسين علي محمد
                              عضو أساسي
                              • 14-10-2007
                              • 867

                              #29
                              قراءة في كتاب «ظاهرة السخرية في نثر حسين سرحان»
                              للدكتور عبد الله الحيدري

                              بقلم: أ. د. حسين علي محمد
                              ........................

                              تتجه هذه الدراسة إلى الكشف عن ظاهرة السخرية في نثر حسين سرحان (1322 ـ 1413 هـ).
                              وقد جاء في أولى صفحات الكتاب إضاءة من مقالة لحسين سرحان: «إن الهزء بالنفس هو أول الطريق إلى السخرية.. والذي لا يقبل النقد بحال من الأحوال ويترفع عنه ويسمح لنفسه أن ينقد وليس عليه أن يناله النقد، فإنه يعبر بذلك عن سوء طبيعة مركبة فيه!» (1).
                              وقد أهدى المؤلف كتابه إلى طفلته «أمل» بهذه الكلمات المعبرة: «إلى ابنتي الغالية «أمل» وهي تبدأ خطواتها الأولى في سلم التعليم بحب وحماسة.. أهديه إليها إعجاباً بأناشيدها الطفولية العذبة، وسخريتها المحببة من أوراقي وكتبي وانغماسي الدائم وسطها متجاهلاً - أحياناً - تساؤلاتها الملحة عن أشيائها ورغباتها ولعبها!!»(2).
                              وقد أشار المؤلف في مقدمته إلى حبه قراءة الأدب الساخر بقوله: «ومع أنني في حياتي آخذ الأمور بجدية واهتمام فإنني في المقابل أهفو إلى قراءة الكتب الساخرة، وأتعلق بالكتَّاب الساخرين، وخصوصاً إذا كان القالب فصيحاً لا تتسلل إليه الكلمات العامية أو المبتذلة»(3).
                              وهذا الحب هو الذي قاده إلى الكتابة عن ظاهرة السخرية في نثر حسين سرحان، موازنا بين نثر السرحان ونثر إبراهيم عبد القادر المازني.
                              ومعروف أن جذور السخرية ترجع إلى الآداب اليونانية القديمة، وقد استخدمها بعض الكتاب العرب الأقدمين، ومنهم: ابن المقفع والجاحظ وغيرهما لمهاجمة بعض أنماط السلوك البشري السيئة مثل البخل والغرور، وقد استخدمها بعض كتاب العصر الحديث شعراً ونثراً، ومنهم: عبد العزيز البشري، وإمام العبد، وإبراهيم عبد القادر المازني، ومحمد مصطفى حمام ... وغيرهم.
                              ويفهم حسين سرحان السخرية على أن «تسخر من عيوبك في عيوب الناس الآخرين»، ومن ثم فهو كالجاحظ في سخريته؛ فكلاهما تصدر السخرية ـ عنده ـ عن مفهوم ورسالة وهدف، وليس الأمر عفويا أراد به تسلية القراء والترفيه عنهم، وينطلق ـ كما يرى المؤلف ـ عبر سخرية الرحمة، ويعني بها النقد اللاذع لعيوب المجتمع، بأسلوب غير مباشر، بقصد إصلاحها أو تلافيها.
                              ويرى المؤلف أن المقالات الساخرة تشكل ربع مقالاته، وقد ساقها في صورة المقال الاجتماعي، أو المقال القصصي، أو المقال الذاتي.
                              أما المقالات الجادة فتشكل ما نسبته 20 % تقريباً، ومعظمها من المقالات التأملية، والأدبية، والسياسية، ومقالة الشخصية، والرسائل المقالية.
                              وبقية المقالات يُمكن تصنيفها بأنها مقالات حيادية (وهي تشكل النسبة الأكبر)، ومعظمها مقالات ذاتية، ووصفية، وصحفية، أو عروض لكتب، أو إجابة عن أسئلة من جريدة أو مجلة.
                              مراحل السخرية عند سرحان
                              بدأت السخرية في كتابات السرحان المبكرة (1349 ـ 1360هـ)، وهي سخرية تمتزج بالجد، ولا يظهر فيها عنصرا الفكاهة والدعابة ـ اللذان ظهرا في كتاباته بعد ذلك، وكان يستخدم السخرية المباشرة دون أن يستعين بتقنيات السخرية، من رمز، ومفارقة، وحديث على لسان الشخصية يُحاول أن يستكنه أعماقها ويُعبر عنها، ومن مقالات هذه المرحلة المبكرة «تيه الأدباء» و«أنا آسف جدا».
                              وفي المرحلة الثانية (1365 ـ 1382 هـ)، كتب عدداً من المقالات التي تنضح بالسخرية، ومها: «ذيل الطاووس»، و«تعال معي إلى الطائف»، و«عيش وملح» وغيرها.
                              يقول في مقالة «عيش وملح»: «فإني أخشى بوادر القراء، وأخشى مع ذلك أن يضربوني برغيفي على رأسي، ويذروا الملح في عيني».
                              وقد ألح السرحان في هذه المرحلة على السخرية بأدبه ونفسه، وأفاض في ذكر بعض مثالبه، ووصف أدبه في مراحله الأولى بأنه يجمع بين السخف والغثاثة والثقل، ووصف نفسه بالجبن، ونفى عن نفسه أن يكون فاضلاً، وأورد ما يؤكّد ذلك؛ فقد يكذب حينما يستحي من صديق فيصوّب فعله وإن كان خاطئاً، ويُداهن كلما أجمع مجلس على مدح إنسان لا يستحق المدح، فيُشايعهم على ذلك!
                              ويصف نفسه بالغبي الذي لا حيلة له في غبائه، وأن صوته شبيه بالصوت الذي أنكره الله في القرآن الكريم.
                              وهو بالتأكيد لا يقصد هجاء نفسه، وإنما يرمز إلى كشف المعوج من السلوك والطبائع، والادعاء، والتناقض، والكذب، والنفاق، والتعالم، والثرثرة ... وغيرها من النقائص والعيوب التي نجدها في مجتمعاتنا.
                              وفي المرحلة الرابعة (1383 ـ 1400 هـ) تتابعت مقالاته الساخرة التي امتزجت فيها السخرية بالفكاهة، ومن مقالات هذه المرحلة مقالة «رفاق في الطريق» التي صور فيها حرص أحد المكفوفين في صورة ساخرة تبعث على الضحك:
                              «نزل عم ناصر الأعمى وجرابه المكتظ في يده، فأخذنا بيده حتى أقعدناه في الأرض، وهبّت عاصفة رملية مدوية، وعندما كادت تهدأ العاصفة انفلتت صيحة من عم ناصر الأعمى، وقال:
                              ـ جرابي طار!
                              .. وتوزّعنا نبحث عن الجراب الطائر بدداً، وعم ناصر الأعمى في عويل متصل!».
                              وفي عام 1386 هت توفي ولده الوحيد (محمد)،وفي العام التالي أصيب العالم الإسلامي بصدمة سياسية قاسية تمثلت في هزيمة عام 1967م، وهنا نجد سخرية حسين سرحان تتحول من سخرية ناعمة مملوءة بالتفاؤل وممتزجة بالفكاهة إلى سخرية متشائمة حزينة؛ تعتمد على المُغالطة في النظر إلى الأشياء، كما تعتمد قلب الحقائق!
                              ومن مقالات هذه المرحلة مقالته «فرادى وثناء»، التي تخيّل فيها أنه مات ثم عاد إلى الحياة، فراعه ما حدث من تطور مذهل وتغيير جذري، يقول:
                              «عندما مت قبل بضع عشرة سنة، ثم رُدَّتْ عليَّ الروح .. وجدتُ العالم على شكل لم أعهده قط .. عدتُ فيا لهول ما رأيت! لقد صنع الناس لهم ملاعق تنوب عن الكفوف، وشوكا تجزي عن الأنامل، وسكاكين تؤدي وظيفة الأنياب».
                              وفي المرحلة الرابعة (1401 ـ 1413هـ) تحوّلت السخرية من الرمز والفكاهة والدعابة والنقد المبطَّن اللاذع بأسلوب فكه إلى سخرية مباشرة، يُراد بها الحقيقة، يرى فيها المؤلف «سخرية كئيبة متشائمة؛ ليس فيها روح السرحان الساخر الضاحك العابث» كما رأيناها في المراحل السابقة.
                              وفي هذه المرحلة يقول عن نفسه: «لقدْ أصبحتُ أنام بلا نوم، وأصحو بلا صحْو ... لقد أصبحتُ فضوليا في هذه الحياة».
                              ويقول في مقالة «ريش متناثر من جناح طائر»: «أصبحتُ مثل الطلل القديم هيكلاً عظميا تصفر فيه الرياح ... ولقد بصقتُ على وجهي في المرآة، كما يعلمُ الله».
                              والسخرية هنا مباشرة ـ غير عميقة ـ تنبع من إحساس بالضعف والوهن وفقدان الرغبة في الحياة، وتتجه إلى الذات وتتأمّل في ماضيها وحاضرها، فيقودها التأمل إلى التهكم والإحباط واليأس.
                              بين السرحان والمازني
                              وازن المؤلف بين الكاتبين الساخرين الكبيرين، وتوص إلى عدد من النتائج، منها:
                              أ-أنهما يشتركان معاً في السخرية من النفس، ثم السخرية بالآخرين، غير أن المازني توسع في ذلك فسخر بمن حوله من أسرته: أمه وأبيه وزوجته، وهو ما لم يفعله السرحان.
                              ب-يتبسط المازني في سخريته، ولا بجد حرجاً في استخدام بعض الألفاظ العامية، بينما السرحان يبتعد عن استعمال الألفاظ الدارجة والعامية.
                              ج-يجنح السرحان إلى القالب الساخر في الظاهر، الجاد في الباطن، بينما يميل المازني إلى الإضحاك، ولا يهدف إلى قصد معين.
                              (وقد نقل المؤلف ذلك عن دارسة أدب المازني الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، ولا نوافق المؤلف أو الدارسة على ذلك).
                              د-سخرية المازني مباشرة ولا وجود للرمز فيها، بينما يميل السرحان في بعض ما يكتب إلى مزج السخرية بالرمز .
                              ***
                              إن هذا الكتاب يضيف لبنة للمكتبة العربية بدراسة ظاهرة فنية ملموسة هي ظاهرة السخرية عند أحد كتاب المقالة البارزين في الأدب العربي الحديث، وقد حقق الكتابُ ما ابتغاه الكاتب وأشار إليه في مقدمته بقوله: «هذا الكتاب يحاول أن يرصد ظاهرة أسلوبية بارزة في نثر حسين سرحان ـ رحمه الله ـ، معترفاً بأن الظاهرة تحتاج إلى توسع وبسط ليشمل إضافة إلى نثره شعره. وعزائي أن ظاهرة السخرية في نثره أبرز من شعره، فلعل أحد الباحثين يتصدى للكشف عن السخرية في شعره محلِّلاً ومتأملاً؛ ليكون البحث مكملاً لهذه الدراسة»(4).
                              تحياتنا للكاتب الذي اعتنى بجمع نثر حسين سرحان ودرسه في رسالته للدكتوراه(5)، ثم قدم كتاباً عن السرحان قاصا(6)، ثم قدم هذا الكتاب الجميل عن ظاهرة أسلوبية لافتة في نثر حسين سرحان.
                              ..........................
                              الهوامش:
                              (1) د. عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري: ظاهرة السخرية في نثر حسين سرحان، ط1، مطابع الحميضي، الرياض 1427هـ-2006م، ص4.
                              (2) السابق، ص9.
                              (3) السابق، ص5.
                              (4) السابق، ص9.
                              (5) انظر كتابه: آثار حسين سرحان النثرية: جمعاً وتصنيفاً ودراسةً، ط1، النادي الأدبي بالرياض، الرياض 1426هـ-2005م.
                              (6) انظر كتابه: حسين سرحان قاصاًً، ط1، كتاب الرياض (129)، مؤسسة اليمامة الصحفية، الرياض 1425هـ-2004م.

                              تعليق

                              • د. حسين علي محمد
                                عضو أساسي
                                • 14-10-2007
                                • 867

                                #30
                                وسم على أديم الزمن لعبدالعزيز الخويطر:
                                قراءة في تفاصيل البوح([1])

                                محاضرة الدكتور: عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري

                                أشفق عليَّ من علم أنني أنوي كتابة ورقة عن كتاب «وسم على أديم الزمن: لمحات من الذكريات» لعبدالعزيز الخويطر المكون من عشرة أجزاء، ولكنني أقنعته بأن الأجزاء العشرة هي في واقعها لا تتجاوز ثلاثة لو جرى إخراجها بصورة عادية دون مبالغة في اختيار الحرف والمقاس.
                                وهذه السيرة المكونة من عدة أجزاء يطلق عليها «السيرة الذاتية المتعددة الطوابق»، وبعضهم لا يحبذها، ويرى بأنها تفكك السيرة وتخلل السياق للأحداث، ومن هؤلاء (ريتشارد كو) الذي يصف هذا النوع من السير بأنها نوع غريب وجنس هجين يتحدى قواعد كتابة السيرة!([2]).
                                وهذا الرأي يبدو فيه تشدد وتطرف، ولكن صاحبه يعلي من شأن الجزء الأول من السيرة الذي يختص عادة بفترة الطفولة، ويراها الأصدق والأهم.
                                وبدءاً أقدم لمحة موجزة جداً عن صاحب العمل، وهو عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر المولود في عنيزة بالقصيم في عام 1344هــ. درس في عنيزة وفي مكة المكرمة، ثم واصل دراسته الجامعية في القاهرة حيث حصل على الليسانس من دار العلوم في عام 1371هــ ، ثم اُبتعث إلى بريطانيا، ومنها حصل على الدكتوراه في التاريخ عام 1380هــ . تولى مناصب عدة، أولها أمين جامعة الملك سعود، ثم وكيلاً لها، ثم رئيساً لديوان المراقبة، ثم تولى وزارة الصحة، ثم المعارف. وفي عام 1416هــ عيّن وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء، وهو عمله الحالي([3]).
                                وأما كتابه فيقع ــ كما أسلفت ــ في عشرة أجزاء، صدر الأول في عام 1426هــ الموافق لعام 2005م، وصدر العاشر في هذا العام 1429هــ/2008م.
                                وقد خصص الأجزاء الثلاثة الأولى لحياته في عنيزة، والجزأين: الرابع والخامس لحياته في مكة المكرمة، والجزأين: السادس والسابع لدراسته في مصر، والأجزاء: الثامن والتاسع والعاشر لإقامته للدراسة في بريطانيا.
                                ومن المتوقع صدور أجزاء عديدة تكمل مسيرته في الحياة، وبخاصة حياته العملية مشاركاً في التنوير الفكري وصنع القرار السياسي وعضواً فاعلاً في مجلس الوزراء على مدى أربعين عاماً تقريبا.
                                العنوان:
                                يعد العنوان العنصر البارز والمثير في كل مؤلف؛ ولهذا لا نستغرب اعتراف العديد من المؤلفين بحيرتهم تجاه العنوان وبصعوبة اختياره، ولا نستغرب أيضاً تشبيه العديد من الباحثين العنوان برأس النص وعتبة المؤلف.
                                وأول ما نلحظه في عنوان الخويطر أنه لم يكن تقليدياً مألوفاً يشتق من (الأنا) أو من (الحياة) عناصره الأولية، ثم إن العنوان مركب يميل إلى الإطالة، وكأنه يشف عن التمدد الزمني الذي ترصده هذه السيرة، ويوحي بذكر تفاصيل الحياة دون اللجوء إلى البتر والاختصار. ولكن ماذا عن دلالة (وسم) و(أديم) اللتين وردتا في العنوان؟
                                تقول المعجمات عن (الوسم): «وسم الشيء يسمه وسماً كواه فأثر فيه بعلامة»، وتقول عن (أديم): «الأديم الجلد، وأديم كل شيء ظاهره، يقال: أديم الأرض، وأديم الليل ظلمته، وأديم النهار بياضه»([4]).
                                ومن هنا فدلالة العنوان قوية موحية تدل على فعل مؤثر وسم الزمن فأثر فيه، ولم يكن التأثير سطحياً، وأديم الزمن: أحداثه التي تعاقبت فأثرت وتأثرت في علاقة متلازمة بين الإنسان والوقت.
                                ويأتي العنوان الفرعي «لمحات من الذكريات» متجهاً إلى إقامة علاقة وبيان ميثاق بين الكاتب والمتلقي، محدّداً الجنس الذي ينتمي إليه العمل، وهو شكل "الذكريات"؛ ولأن المعلومة التي تبنى على الذاكرة معرضة للنقص والتحريف أو الضعف والتداخل فقد وصف المؤلف ذكرياته بأنها "لمحات" بمعنى أنها تتراوح بين قوة في التذكر، وتردد ونسيان.
                                على أن المؤلف في فاتحة الجزء الأول يتخلى عن هذا التصنيف ويصف العمل بأنه "مذكرات"، ويتكرر ذلك في أكثر من موضع من الجزء الأول([5]).
                                والحق أنه يمكن أن يجمع الكاتب بين أكثر من شكل في سيرته، وكثيراً ما ينظر إلى الاختلاف بين السيرة الذاتية والمذكرات على أنه فارق في موضوع المادة، ففي السيرة الذاتية الموضوع الأساس هو الفرد وتطوره، وفي المذكرات الموضوع الأساس المجتمع، وبعبارة أخرى فالمذكرات «تركز على التاريخ المجتمعي بدلاً من التاريخ الشخصي، وكاتب المذكرات يلعب دائماً دور شاهد العيان على أحداث تاريخية مهمة تقع أمامه»([6]).
                                وواضح من خلال العنوان الذي ارتضاه المؤلف لسيرته الذاتية أنه لم يستخدم كلمة «سيرة ذاتية» صريحة في العنوان، واختار عنواناً فيه دلالة غير مباشرة في الحديث عن الذات؛ ميلاً إلى التواضع الذي عرفت به شخصيته، وحباً في الابتعاد عن الفخر بالأنا، وجاء اسمه خالياً من الألقاب العلمية والوظيفية هكذا (عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر)، وفي هذا السلوك يتطلع إلى الاقتراب من القارئ بدون حواجز، وأظنه نجح كثيرا في ذلك..
                                الدافع الفني للكتابة:
                                يكشف عبدالعزيز الخويطر في الجزء الأول من كتابه، وتحت عنوان «سبب كتابة المذكرات» الدافع الذي أسهم في تدوين أحداث حياته في هذا الكتاب، معلياً من شأن التدوين والكتابة في سياق أمنية طرحها في المستهل، وهي أن تكون سيرة والده مكتوبة وموثقة تحوي تاريخ الأسرة أصلاً وانتقالاً وهجرة وكل ما يتعلق بحياتهم ومعيشتهم. ويصف عزوف أبيه وأجداده عن الكتابة بأنه من أكبر المحفزات له لأن يكتب حتى لا يتكرر الخطأ؛ ولذلك نراه يقول: «حرصت منذ أن أصبحت قادراً على أن أدون عن حياتهم شذرات سلمت من جور الزمن ومن نسيان الأشخاص..كذلك حرصت على ألا أقع فيما وقعوا فيه وأن أدون ما أمكنني ذلك الأمر الصغير والكبير»، ويضيف: «دونتُ سيرة حياتي بتفصيل ..، وتركت للقلم حرية الحديث فيه فجرى القول رهوا وريحه رخاء ..»([7]).
                                والسبب الثاني هو إلحاح بعض الإخوان عليه، وبخاصة مع تسرب بعض الأفكار إلى بعض كتبه السابقة مثل: أي بني، وإطلالة على التراث، وعلل هؤلاء ضرورة إخراجها في كتاب بأنها تؤرخ لجانب من الحياة في الماضي لم تعد معروفة للشباب اليوم.
                                وفكرة "التسرب" هذه التي يشير إليها هي ما ُيطلق عليه نقاد السيرة الذاتية «أصداء السيرة الذاتية»([8])، ومعنى ذلك أن كتابيْ الخويطر : "أي بني" و"إطلالة على التراث" يحملان صدى السيرة، في حين يأخذ "وسم على أديم الزمن" على عاتقه عبء السيرة الذاتية وصوت السيرة الذاتية للمؤلف.
                                وثمة سبب لم يشر إليه الخويطر صراحة في المقدمة، وهو حافز مهم، أقصد تخصصه العلمي في التاريخ فقد قام بدور كبير في دفعه نحو التدوين منذ الصغر، والاهتمام بالتوثيق، والاستناد إلى الوثائق، وتمحيص الروايات التي يسمعها عن أي حادثة يتطرق إليها.
                                السيرة الذاتية العمل المستحيل:
                                توصف السيرة الذاتية أحياناً بأنها «العمل المستحيل»، لكن ذلك لا يمنع وجودها بتاتاً حسب رأي واحد من أشهر من نظر لهذا الجنس الأدبي، وهو فيليب لوجون([9])، ولكن ما الذي يجعلها مستحيلة؟، وما الذي يجعل وجودها ممكناً؟ إن الاستحالة تتمثل في حقيقة موضوعية ومتعارف عليها وهي استحالة قول كل شيء حول الذات وعنها([10]).
                                وهذه الحقيقة لم تكن غائبة عن الخويطر وهو يشرع في كتابة سيرته الذاتية، وكانت حاضرة إلى حد القلق وهو يحدّد في المقدمة أسباب الكتابة والعوائق والمنهج والأهداف، ويعترف بإخفاء بعض الأسماء، وفي هذا السياق يقول: «أخفيتُ بعضَ الأسماء وإن كنت أبقيت الحوادث؛ لئلا أذكر ما قد يرى أصحابها أو أبناؤهم عدم مناسبة ذكرها، وبهذا الذي فعلت التقيت مع طلب أصدقائي في منتصف الطريق.. بعض مذكرات، لا مذكرات كاملة»([11]).
                                وهو هاهنا يتطرق إلى واحد من أهم عوائق كتابة السير الذاتية، وهو مشاركة الآخر له في الأحداث، وتحرج الكاتب من رواية الحدث كما هو خوفاً من أن يسيء إلى الآخرين، وكأن الخويطر هنا يمتزج مع الياباني (أكيرا كوروساوا) الذي استهل سيرته بالاعتراف بصعوبة الكتابة، وأنه يحس بشيء من التعرق وهو يكتب، وتراجع عن تسمية ما دونه «سيرة ذاتية» إلى تسميتها بالعمل الذي يشبه السيرة الذاتية. وقد أعجب المترجم بهذه التسمية وأطلق على سيرته «ما يشبه السيرة الذاتية »([12]).
                                تلقي السيرة الذاتية :
                                لا يخفي عبدالعزيز الخويطر تبرمه وضيقه وهو يقدم لسيرته من التلقي السلبي من كثير من القراء لكتب السير الذاتية فيقول: «هناك فكرة أضحت غالبة في أذهان كثير من الناس عن المذكرات ومن يكتبونها، وهي أنها تأتي متكلفة ولا تسير سيراً طبعياً، وإنما يعمد صاحبها إلى طلاء حياته بطلاء زاه ويزخرفها بزخرف حبّره وهو جالس على كرسي الكتابة، وقد يبعده هذا عن أن تكون صورة صادقة لحياته، فيعمد إلى ذكر ما يرفع قدره مما حدث في حياته، ويخفي ما فيه نقص عليها مما لم يسلم منه البشر»([13]).
                                ومسألة التلقي للنص أصبحت في الآونة الأخيرة الأكثر استئثاراً بالاهتمام، «والأكثر استحواذاً على أسئلة النظرية الأدبية وافتراضاتها؛ حيث اكتسبت أهمية كبيرة لم تحظ بها في تاريخ النقد كله. كما صاحب ذلك ازدياد كبير في تقدير فاعلية دور القراءة والتلقي في عملية فهم النص واكتشافه وإنتاجه وتشكيله وتصنيعه»([14]).
                                على أن الخويطر لا ينفي وجود أعمال سيريّة تستحق التلقي السلبي، ويصفها بأنها «تضر ولا تنفع، تضر صاحبها؛ لأنها مخالفة للحقيقة، ويفضحها ما يعارضها من حقائق ظهرت في الماضي، أو قد تظهر فيما بعد...، ومثل هذه المذكرات تضر قارئها، وأول من تضر من قرائها أبناء صاحب المذكرات الذين سوف تقتل هذه الحقائق الزائفة فيهم غريزة الطموح»([15]).
                                ثنائية البوح :
                                البوح في اللغة الإظهار([16])، وفي البوح تنفيس وارتياح، وفي "وسم الخويطر على أديم الزمن" تلقانا ثنائية للبوح: سلبيةً وإيجابيةً، ففي مواضع يحجم عن البوح؛ لأنه لا يكتب سيرته الذاتية، وإنما تأتي عرضاً فيما يسمى" صدى السيرة الذاتية"، وليس ثمة عائق يحول دون البوح، وعن ذلك يقول: «بعض الأفكار تسربت بسرية إلى بعض ما كتبت في كتابيْ: أي بنيَّ، وإطلالة على التراث على الرغم من أني لم أبح بأن المقصود هو أنا أو والدي أو أخي أو صديقي فلان أو زميلي علان!» ([17]).
                                وقد يحول القلق والخوف من المجهول وعدم القدرة على تفسير الحدث دون البوح في قصة يرويها من أحداث طفولته فيقول: «في صيف إحدى السنوات وأنا صغير (أعطيت) عن أكل الرطب، أي أصابتني عين كما ظن أهلي إذ لا سبب واضحاً غير العين أمامهم، ولم أبح لهم بما يدور داخل نفسي مما يفسر عزوفي عن أكل الرطب رغم حبي له»([18]).
                                ويرى الخويطر بعد هذه السنين الطويلة أن يبوح بما في داخله من شعور يفسر هذا الموقف في محاولة للتنفيس وكأنه يضع عن كاهله شيئاً يرهقه فيقول: «كان ما أخفيه هو أن أهلي ابتاعوا في أول الموسم رطباً جديداً من رجل ُيعرف بشراسته، وبعد أن أكلت خطر في بالي خاطر غريب مزعج، وهو أننا بعد أن أكلناه فقد يأتي البائع ويرد لنا نقودنا ويطالب بتمره، فيتعذر علينا الاستجابة لطلبه ، وقد ُيضطر لشق بطوننا؛ ليأخذ ما فيها.. فتركت أكل الرطب لأجل هذا الهاجس الغريب !!" ([19]).
                                ويأخذ البوح في قصة يرويها عن الوزير ابن سليمان([20]) وجهتين: سلبيةً وإيجابيةً، فابن سليمان رغم المكانة الكبيرة التي احتلها في مجتمعه وتقريب ولاة الأمر له، فإنه لا يتنكر لماضيه ولا يخجل أن يتحدث عن فقره وحاجته والمواقف الصعبة التي اعترضت حياته، ويبوح لعدد من أعيان عنيزة بما فيهم الأمير بقصة حدثت له فيقول: «هذا المكان يذكرني بحادثة عندما كنت (أتسبب) بعنيزة وأنا صغير (وأتسبب يعني أتعاطى التجارة بطريقة متواضعة) ابتعت عصيّاً من شخص، ودفعت له ثمنها ريالا فرانسيّاً، ولكن البائع أنكر أني دفعت الثمن، فاُضطررت أن أدفع له الريال مرة أخرى، والله إنها لا تزال جمرة بقلبي حتى الآن!»([21]).
                                لكن ابن سليمان لا يستغل رواية القصة فيشهّر بالرجل، ولم يسأله أحد من الحضور عنه، وراوي القصة عندما سئل عن ذلك قال: «لم يخبرنا، ولم نسأله عنه»([22]).
                                ويعلق الخويطر على القصة فيمتدح البوح الإيجابي المتمثل في روايتها دون حرج أو إنكار للماضي، ويثني على إسدال الستار على اسم الرجل والإحجام عن البوح به فيقول: «كان كل من كان مع ابن سليمان يودون معرفة ذلك اللئيم، ولكن رجولتهم أبت عليهم أن يحرجوا ابن سليمان ما دام هو اختار عدم البوح باسم الرجل»، ويُضيف الخويطر: «إن ثقة ابن سليمان بنفسه جعلته يقف عملاقاً شامخاً..، ويؤكد أنه من معدن استحق أن يختاره الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ لما اختاره له»([23]).
                                إذن البوح يأخذ مسارين هنا: بوح محمود، وبوح مذموم، والخويطر في قص مجريات حياته يبوح بكل ما في داخلها بصدق وشفافية مستنداً في ذلك إلى الذاكرة والأوراق والدفاتر والوثائق، محاولاً كما يذكر في المقدمة أن يكون أميناً فيما يكتب، صادقاً فيما ينقل، واضحاً فيما يصور([24]).
                                أما إذا كان البوح يجرح كرامة أحد، أو يتسبب في إحراج أحد فإن الخويطر يرى هذا البوح مذموماً وسلبياً، واعترف في المقدمة بأنه أخفى بعض الأسماء المرتبطة ببعض الحوادث؛ خوفاً من إزعاج أصحابها أو إحراجهم ؛ ولذلك وصف كتابه بأنه بعض مذكرات لا مذكرات كاملة([25]).
                                وكتابة السيرة الذاتية في نظر الخويطر مقبولة مع وجود ضمير المتكلم (أنا)، ولا عيب في ذلك إلا إذا أتى بها شخص لمدح نفسه ، أما إذا جيء بها للإخبار فلا شيء في ذلك ([26]).
                                الخويطر بين (الأنا) و(النحن):
                                يستخدم الخويطر ضمير المتكلم بوضوح في مقدمة الجزء الأول، ولكنه يتخلى عن ذلك وهو يتحدث عن أصول أسرته وعن أجداده وأبيه وأمه وأقاربه، وتكاد تذوب شخصيته في خضم الحديث عن هؤلاء، ويذهب به الاستطراد يمنة ويسرة متكئاً على العبارة المشهورة «والشيء بالشيء يذكر»، ويعلل أسباب الاستطراد أحياناً، ويعتذر عنه أحياناً أخرى([27]).
                                ولازمة الاستطراد أخذها ــ فيما يظهر ــ من الجاحظ الذي يبدي الإعجاب الشديد به في أكثر من موضع([28])؛ ومن الأسباب خشيته من ملل القارئ فيعمد إلى إيراد بعض القصص؛ دفعاً للسـأم وللإحماض ـ كما يقول ـ ([29]).
                                ولكي يكون هناك صلة وثيقة بين تسمية عمله «مذكرات» في المقدمة، وبين المضمون نراه يتحدث في الغالب الأعم بصيغة الجمع، وكأنه يقول ضمناً وبطريقة غير مباشرة: إنني أدون تاريخ مرحلة وأجيال ولا أؤرخ لسيرة فرد واحد، ومن ذلك العبارات التالية: «سرعان ما ننقلب من معجبين ومندهشين إلى مخربين قساة قلوب ...، ويعجبنا صوتها وهي مقبلة ..، وقد يصعب علينا العبث ببيتها ..، وكثيراً ما نخرب هذه البيوت غير نادمين!»([30]).
                                وقد تقدم أن المذكرات تلحّ على التاريخ المجتمعي أكثر من التاريخ الشخصي، وهو ما حاول الخويطر تحقيقه في عمله هذا.
                                والحديث بصيغة الجمع يريح الخويطر ويأتلف مع شخصيته المتسمة بالتواضع ونكران الذات والبعد عن تمجيدها ومديحها؛ ولأنه يرى (الأنا) تحول دون إشراك المجتمع في السيرة وتكاد تقصرها على صاحبها وحسب.
                                وبعد، فهذه مقاربة عجلى لسيرة عبدالعزيز الخويطر الذاتية التي أطلق عليها «وسم على أديم الزمن: لمحات من الذكريات»، وحاول من خلال أجزائها العشرة أن يستدعي ذكرياته متلذذاً بها، وممتعاً بها القراء، معتمداً على ذاكراته القوية وعلى يومياته التي دوّنها وعلى أوراقه ووثائقه؛ ولذلك نراه يقول في خاتمة الجزء الثالث: «ما جاء في هذا الجزء هو صور كانت تحوم في سماء حياتنا داخل بيوتنا وخارجها، وهي صور لا يكمل رسم مجتمع تلك الأيام إلا بها، ونجد نحن أبناء ذلك الجيل لذة في استدعائها إلى خيالنا ..." ([31]) (30) .
                                وختاماً: تحية لنادي جدة الأدبي الثقافي على تخصيص دورته الثامنة من ملتقى النص عن السيرة الذاتية في الأدب السعودي، وشكراً لمجلس إدارته على دعوتهم الكريمة لشخصي للمشاركة مع نخبة من الأساتذة الأجلاء في تقديم بحوث في هذا الإطار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                                ([1]) محاضرة للدكتور عبد الله الحيدري: (ورقة مقدمة إلى ملتقى النص في دورته الثامنة وعنوانها «السيرة الذاتية في الأدب السعودي»المنعقدة بنادي جدة الأدبي الثقافي في المدة من 17ــ19ربيع الأول 1429هــ ).

                                ([2]) انظر: في طفولتي: دراسة في السيرة الذاتية العربية، تيتز رووكي، ترجمة طلعت الشايب، الطبعة الأولى، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2002م ، ص202.

                                ([3]) انظر: وسم على أديم الزمن: لمحات من الذكريات، عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، الطبعة الأولى، الرياض: المؤلف، 1426هــ/2005م ، الجزء الأول، صفحة الغلاف الأخيرة.

                                ([4]) انظر: المعجم الوسيط، القاهرة: دار المعارف، 1980م، مادة وسم ، ومادة أدم.

                                ([5]) انظر: وسم على أديم الزمن : لمحات من الذكريات 1/3، 7ــ9.

                                ([6]) انظر: في طفولتي: دراسة في السيرة الذاتية العربية، ص75 .

                                ([7]) انظر: وسم على أديم الزمن: لمحات من الذكريات 1/3ــ7 .

                                ([8]) انظر: السيرة الذاتية بين طه حسين وعبدالحميد إبراهيم، رأفت حسن رستم، كتاب الوسطية 21، 2004م، ص 260.

                                ([9]) انظر: السيرة الذاتية الميثاق والتاريخ الأدبي، فيليب لوجون، ترجمة عمر حلي، الطبعة الأولى، بيروت: المركز الثقافي العربي، 1994م، ص17.

                                ([10]) انظر: خطاب الذات في الأدب العربي، محمد معتصم، الطبعة الأولى، الرباط: دار الأمان للطباعة والنشر والتوزيع، 1428هــ/2007م، ص 15.

                                ([11]) وسم على أديم الزمن 1/9.

                                ([12]) ما يشبه السيرة الذاتية، أكيرا كوروساوا، ترجمة فجر يعقوب، دمشق: وزارة الثقافة، 1996م، ص 9.

                                ([13]) وسم على أديم الزمن 1/9.

                                ([14]) المقامات والتلقي: بحث في أنماط التلقي لمقامات الهمذاني في النقد العربي الحديث، نادر كاظم، الطبعة الأولى، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2003م، ص 12.

                                ([15]) وسم على أديم الزمن 1/10.

                                ([16]) المعجم الوسيط ، مادة باح.

                                ([17]) وسم على أديم الزمن 1/8.

                                ([18]) وسم على أديم الزمن 2/165.

                                ([19]) المرجع نفسه 2/166.

                                ([20]) هو عبدالله بن سليمان الحمدان (1305ــ1385هــ). من أوائل العاملين في تأسيس المملكة العربية السعودية . تولى وزارة المالية، وأنشأ مؤسسة النقد العربي السعودي، ووقع اتفاقية النفط الأولى مع الشركة الأمريكية (أرامكو). توفي بجدة (انظر: الأعلام، خير الدين الزركلي، الطبعة الثانية عشرة، بيروت: دار العلم للملايين، 1997م، 4/91 ).

                                ([21]) وسم على أديم الزمن 2/51.

                                ([22]) المرجع نفسه 2/52.

                                ([23]) المرجع نفسه 2/53.

                                ([24]) المرجع نفسه 1/12.

                                ([25]) المرجع نفسه 1/9.

                                ([26]) المرجع نفسه 3/227.

                                ([27]) المرجع نفسه 1/66، 108 ؛ و2/43.

                                ([28]) المرجع نفسه 2/64، 289 ؛ و3/68.

                                ([29]) المرجع نفسه 2/43.

                                ([30]) المرجع نفسه 2/282، 293.

                                ([31]) المرجع نفسه 3/285 .


                                تعليق

                                يعمل...
                                X