القلبُ منكدرٌ أسيفُ
والعينُ غارقةٌ خسيفُ
من ذا يخبر عن أليف
للحزن يؤْنسه الصّريفُ
يدري بأَنّ السّكوتَ خيرٌ
يدري ويفْضحُه النّزيفُ
يبكي سفورَ الهوانِ فينا
يبكي وقد سَقَطَ النصِيف
الحيّ يعرف مِن جِراحٍ
والذُّلُّ يألمُهُ الشّريفُ
من ذا يخَبّرُ عن بِلادٍ
تئِن تَندبُ يا لَطيفُ
البدرُ محترقٌ وشَمسِي
في الثّلج غارقةٌ كسيفُ
العقل في بلدي بليدٌ
والشعر مبتذَلٌ سخيفُ
العرضُ مغتصَبٌ سعيدٌ
والعهر محترمٌ عفيفُ
الأرض موطئ كلّ جِلفٍ
بالدّمعِ يَحْرثها الخَريفُ
عذْراءُ تَرقص في جراحي
البارُ ينكؤ والمَصيف
قلبي يُرَاقِصُ زمهريرا
والسَّيلُ يَجْرفني عنيفُ
عارٍ تدحْرِجُني رِياحُي
عارٍ و يدهسُني الرّصيف
أبكي وقد سملت عيوني
سِلمًا أذلّ به طفيف
وما الدموع هي المداوي
ولا المراقص والدفوف
يغرّ حِلْم ُ العليمِ ناسا
إبليس شرعتهم ظَريفُ
وبوشُ يَكلَؤهمْ بِنُصحٍ
شارون عندهمُ نظيفُ
منّا ولَيْسوا لَنَا بِأهلٍ
منّا وقَلبهمُ نَقيفُ
يَدرونَ أَنَّ النّفاق عيبٌ
و الدهرُ يفْضح والصروف
بالله يارَبْعنا أفيقوا
فالعمرُ منْحَدرٌ مخيفُ
ها نحن نَتْبَعُ كل غاوٍ
العِجلَ نعبدُ والرغيفُ
في اللهو ضجّ بنا التّباري
في النومِ ليْس لنا سليف
المجد يَصرُخُ لَسْت منكم
لا لن يذللني ضعيفُ
أَلَسْتَ مَن أمنَ الليالي
والغرُّ مَوعِدهُ الحتوفُ
فَبُؤْ بشِسْع النّعالِ تَبًّا
وَمُت إذا أذن الخَليفُ
أنّى لمن عشق المعالي
وَصْلٌ يسَرُّ به الحصيفُ
أنّى وقد عَميت دُروبٌ
أنّى ومَركَبه كفيفُ
يغزوعتات القلوب شعرا
يغزو وليس له صحيف
الحزمُ مربطُ كل مجدٍ
والظلمُ تردعهُ الصفوفُ
العَجْزُ محضِنُ كلّ خِزْي
والجُبْنُ تَأْلَهُهُ الخُلوفُ
تعليق