الكتاب سلالة معرضة للانقراض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الدكتور محسن الصفار
    عضو أساسي
    • 06-07-2009
    • 1985

    الكتاب سلالة معرضة للانقراض

    الكتاب سلالة معرضة للإنقراض!!!
    للكاتب الدكتور محسن الصفار

    لا يخفى على أحد أن الكتاب هو من أهم مصادر تزويد المجتمعات بالثقافة والعلم والمعرفة وكان الكتاب دوماً خير جليس للإنسان كما وصفه العرب وتبارت الامم في نشر الكتب وإقامة المكتبات وكرمت الأدباء والكتاب وكان العرب من أول من ترجم كتب الحضارات اليونانية والرومانية الى العربية وكانت مكتبة دار الحكمة في بغداد أكبر مكتبة عرفها العالم في زمانها حتى أن بعض الخلفاء كان يكافيء كل من يكتب كتاباً أو يترجمه الى العربية وزن الكتاب ذهباً وفضة.
    وفي عصر الطباعة وإزدهار الكتاب في العالم كان للعرب أيضاً نصيب وافر منه وكانت مطابع القاهرة وبيروت تطبع الكتب بلا توقف ليلاً ونهاراً وكانت الكتب تصدر بكميات هائلة الى باقي الدول العربية.
    أما الكتاب اليوم في العالم العربي فهو مهجور ومظلوم ومتروك فبينما يطبع من أي كتاب في أمريكا بالملايين وترى المؤلفين يكونون ثروات خيالية من جراء نشرهم لكتبهم وترى الناس تستغل كل فرصة لقراءة كتاب حتى في الباصات او وسائط النقل العام او المطاعم نجد أن ما من كتاب في العالم العربي اليوم تطبع منه أكثر من 3 آلاف أو 5 آلاف ما لم يكن كتاب طبخ أو قراءة الطالع أو الأبراج!!! اما المؤلف فهو بالكاد يحصل على اي شيئ كنتيجة لتعبه وفكره وان كان هناك من ارباح فهي تذهب للمطبعة والموزعين , فياللحسرة على ما وصل إليه الكتاب في العالم العربي من غربة ووحشة حيث يندر ان ترى شخصا يمسك كتابا بيديه ويقرا فيه مالم يكن مضطرا لذلك حتى أن الكتاب كاد يصبح فصيلة معرضة للإنقراض في عالمنا العربي .
    ولو تحدثنا عن البحرين بشكل خاص فسنجد أن المشكلة هي أضعاف ما عليه في باقي الدول العربية ففي البحرين ليس هناك مركز توزيع نشر وتوزيع اي بعبارة اخرى من يريد ان ينشر كتابا فعليه ان يطبعه ويوزعه بنفسه وعلى نفقته الخاصة وليست هناك مكتبة وطنية تعني بنشر الكتب بشكل لائق ومشجع فالمكتبات التي تعد على أصابع اليد تتعامل مع الكتّاب بفوقية وتعالي وترفض أكثر من نصف الكتب التي تأتي إليها بحجة عدم وجود مكان للعرض! وبعض المكتبات في البحرين كما ذكرت سالفاً لا تقبل إلا كتب الطبخ والتنجيم وترفض ما سواها من الكتب الأخرى حتى ان من يريد شراء اي كتاب علمي او تقني او طبي فليس لديه خيار سوى الذهاب الى دبي وشراء الكتاب والعودة .
    إن تجربتي الخاصة عندما اصررت على نشر كتابي الاخير في البحرين وليس اي بلد اخر هي مادعتني الى كتابة هذا المقال فبين مأساة عدم وجود اي دور نشر تتبنى اي كتاب وعدم وجود اي دور توزيع تتولى بيع الكتاب في البحرين وخارجها تتحول تجربة نشر كتاب الى كابوس مرعب يجعل اي مبدع يفكر الف مرة قبل ان يؤلف اي كتاب مالم يكن كتاب طبخ !!! ان هذه الاوضاع تؤثر على رغبة المبدعين البحرينيين أو المقيمين فيها في نشر أي كتاب في البحرين و تجعلهم يؤثرون أن ينشروا كتبهم في دول أخرى مثل سوريا أو لبنان أو مصر أو حتى دبي التي أصبحت تتمتع بمكتبات راقية يسر كل زائر أن يدخل إليها ويتفرج او يشتري الكتب المعروضة فيها.
    إن من واجب وزارة الإعلام وقطاع الثقافة وقطاع النشر في البحرين السعي لإنشاء مراكز لبيع الكتب في البحرين وكذلك مساعدة المؤلفين والناشرين على توزيع كتبهم خارج البحرين فليس من المعقول ترك الفكر والكتاب تحت رحمة اصحاب البرادات يقررون مايجب ان يباع مما لايجب !! فكل كتاب يؤلف ويطبع وينشر في البحرين هو إنجاز ثقافي للمملكة لا يجب الإغفال عنه ويجب تشجيع الابدعات والمواهب في الكتابة عبر انشاء دار وطنية للنشر والتوزيع على مستوى عالمي تتبنى الكتب الجيدة وتقوم بطباعتها بشكل لائق وتوزيعها في البحرين والمشاركة في جميع المعارض العربية والدولية للكتاب لنشر هذه الكتب والتعريف بها وعدم ترك الكتب وعصارة الفكر البحريني تذهب ببساطة الى دول أخرى.
    إنني أتمنى ان أرى حملة وطنية لتشجيع الكتاب في البحرين قراءة ونشراً وتأليفاً وتوزيعاً اذ ان الكتاب هو وقود الفكر وعمود الحضارة ولاتتقدم امة من الامم الا بمقدار قربها من الكتاب وحبها له واتمنى أن يعامل الكتاب مثله كمثل سائر الفصائل المعرضة للإنقراض وحمايته.
    *نشر في صحيفة اخبار الخليج البحرينية في 19 اكتوبر 2008
    [B][SIZE="5"]لست هنا كي استعرض مهاراتي اللغوية او الادبية بل كي اجعل ما في قلبي من الم وغصة ريشة ترسم على شفاهكم ابتسامة [/SIZE][/B]
    مدوناتي
    [url]www.msaffar.jeeran.com[/url]
    [url]www.msaffar.maktoobblog.com[/url]
  • د. م. عبد الحميد مظهر
    ملّاح
    • 11-10-2008
    • 2318

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخى الفاضل الأستاذ د. محسن الصفار

    أهلاً ومرحبا بك فى ملتقى الحوار الفكري والثقافي

    موضوع الكتاب والقراءة و النشر، و... من الموضوعات التى يجب ان يناقشها أصحاب الإهتمام بالفكر و الثقافة فى " الملتقى" ، وهنا أحب أن أشير الى الآتى...

    أولاً: الكتاب من حيث مقدار اهتمام القارىء العربى بالكتاب مقارنه بوسائل تسطيح المعرفة و العلم الحديثة من النت و الفضائيات ، حيث أن الأصل كان هو الكتاب.

    ثانياً: من الناحية العملية ما هو دور الملتقى فى حل هذه المسألة؟

    *****************
    ثانياً: أتصور ان الملتقى يمكن يفعل الآتى:..

    00- ان يفتح قسما خاصا لكل صاحب مشروع كتاب ، و ينشر الكاتب فصوله فى الملتقى ، و يسمح لأصحاب الإختصاص بالعمل مع الكاتب من أجل تحسين الكتاب

    00- حتى لا تسرق حقوق الكاتب اتصور وجود قانون للملتقى لحفظ ملكية الكاتب و جظر النسخ منه إلا بموافقة رسمية

    00- ان نحاول عمل صندوق لنشر أعمال المبدعين بتبرعات من الأعضاء وينشر الكتاب من المال المتجمع على أن يعيد الكاتب ما تم صرفه على الكتاب من ارباح الكتاب .و التفكير فى بدائل فى حالة عدم الربح

    ****************

    أولاً: مشكلة الكتاب و القراءة معقدة بسبب


    -- نسبة الأمية فى 300 مليون
    -- مستوى التعليم فى المدارس والجامعات
    -- عدد القراء المهتمين بالموضوعات الجادة
    -- ثمن الكتاب والوضع الاقتصادى لكثير من القراء
    -- المكتبات العامة وانتشارها و قواعد الاستعارة منها و مقدار الاستفادة منها
    -- الناشر و بحثة عن الربح
    -- عدم اهتمام الأنظمة فى التقليل من ثمن الكتاب
    -انتشار الفضائيات و سهولة متابعتها مقارنة بالقراءة
    - الأنترنت و سهولة الكتابة دون تفكر و تأمل...
    - انتشار السلوك الاستهلاكى للبضائع و الحث على الشراء والضغط بالاعلانات التجارية
    -..
    -...

    و غيرها كثير من العوامل التى يجب طرحها كمنظومة متكاملة لعلاج ما تفضلت به...

    و المشكلة الأكبر هى فى الوعى الحضارى للناس و انتقالهم من دور جاهلى اساسه ...
    1) عبادة الاشخاص
    2) الكلام عن الاشياء
    3) الدوران حول الذات
    4) أهمال الفكر

    إلى وعى حضارى أكثر رقيا يبحث الناس به عن موضوعات أكثر من الأشخاص و الاشياء ( لاحظ فى المنتديات الموضوعات التى تدور حول اشخاص أو اشياء و غرائز ومقدار المشاركات بالمدح أو الذم و عدد المشاهدات)

    و ايضا الناس مازالت فى مرحلة عقلية تحكم على الغيرمن حيث الشكل المادى و من الناحية العاطفية تحكم بالكره والحب...


    وتحياتى
    التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 19-01-2010, 17:17.

    تعليق

    • الدكتور محسن الصفار
      عضو أساسي
      • 06-07-2009
      • 1985

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
      بسم الله الرحمن الرحيم

      أخى الفاضل الأستاذ د. محسن الصفار

      أهلاً ومرحبا بك فى ملتقى الحوار الفكري والثقافي

      موضوع الكتاب والقراءة و النشر، و... من الموضوعات التى يجب ان يناقشها أصحاب الإهتمام بالفكر و الثقافة فى " الملتقى" ، وهنا أحب أن أشير الى الآتى...

      أولاً: الكتاب من حيث مقدار اهتمام القارىء العربى بالكتاب مقارنه بوسائل تسطيح المعرفة و العلم الحديثة من النت و الفضائيات ، حيث أن الأصل كان هو الكتاب.

      ثانياً: من الناحية العملية ما هو دور الملتقى فى حل هذه المسألة؟

      *****************
      ثانياً: أتصور ان الملتقى يمكن يفعل الآتى:..

      00- ان يفتح قسما خاصا لكل صاحب مشروع كتاب ، و ينشر الكاتب فصوله فى الملتقى ، و يسمح لأصحاب الإختصاص بالعمل مع الكاتب من أجل تحسين الكتاب

      00- حتى لا تسرق حقوق الكاتب اتصور وجود قانون للملتقى لحفظ ملكية الكاتب و جظر النسخ منه إلا بموافقة رسمية

      00- ان نحاول عمل صندوق لنشر أعمال المبدعين بتبرعات من الأعضاء وينشر الكتاب من المال المتجمع على أن يعيد الكاتب ما تم صرفه على الكتاب من ارباح الكتاب .و التفكير فى بدائل فى حالة عدم الربح

      ****************

      أولاً: مشكلة الكتاب و القراءة معقدة بسبب


      -- نسبة الأمية فى 300 مليون
      -- مستوى التعليم فى المدارس والجامعات
      -- عدد القراء المهتمين بالموضوعات الجادة
      -- ثمن الكتاب والوضع الاقتصادى لكثير من القراء
      -- المكتبات العامة وانتشارها و قواعد الاستعارة منها و مقدار الاستفادة منها
      -- الناشر و بحثة عن الربح
      -- عدم اهتمام الأنظمة فى التقليل من ثمن الكتاب
      -انتشار الفضائيات و سهولة متابعتها مقارنة بالقراءة
      - الأنترنت و سهولة الكتابة دون تفكر و تأمل...
      - انتشار السلوك الاستهلاكى للبضائع و الحث على الشراء والضغط بالاعلانات التجارية
      -..
      -...

      و غيرها كثير من العوامل التى يجب طرحها كمنظومة متكاملة لعلاج ما تفضلت به...

      و المشكلة الأكبر هى فى الوعى الحضارى للناس و انتقالهم من دور جاهلى اساسه ...
      1) عبادة الاشخاص
      2) الكلام عن الاشياء
      3) الدوران حول الذات
      4) أهمال الفكر

      إلى وعى حضارى أكثر رقيا يبحث الناس به عن موضوعات أكثر من الأشخاص و الاشياء ( لاحظ فى المنتديات الموضوعات التى تدور حول اشخاص أو اشياء و غرائز ومقدار المشاركات بالمدح أو الذم و عدد المشاهدات)

      و ايضا الناس مازالت فى مرحلة عقلية تحكم على الغيرمن حيث الشكل المادى و من الناحية العاطفية تحكم بالكره والحب...


      وتحياتى
      استاذي الكبير
      اشكر لك مداخلتك القيمة واتمنى ان نبذل كل جهدنا لترسيخ ثقافة القراءة وخصوصا بين الاطفال , واتمنى لو ان اصدقائنا في المنتدى اعاروا هذا الموضوع اهتمامهم ولو بقدر نصف الاهتمام الذي يبدونه لمواضيع تافهة مثل خلافات السنة والشيعة
      تحياتي
      [B][SIZE="5"]لست هنا كي استعرض مهاراتي اللغوية او الادبية بل كي اجعل ما في قلبي من الم وغصة ريشة ترسم على شفاهكم ابتسامة [/SIZE][/B]
      مدوناتي
      [url]www.msaffar.jeeran.com[/url]
      [url]www.msaffar.maktoobblog.com[/url]

      تعليق

      • د. م. عبد الحميد مظهر
        ملّاح
        • 11-10-2008
        • 2318

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        عزيزى د. محسن

        تحية طيبة

        هل مازلت على رأيك حول الكتاب؟

        ومتى سينقرض فى ظل وجود أنترنت لا يشجع إلا على نقل القيل و القال و سهولة الكتابة حول الاشخاص؟

        وتحياتى


        وتحياتى
        التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 09-02-2010, 17:36.

        تعليق

        • الدكتور محسن الصفار
          عضو أساسي
          • 06-07-2009
          • 1985

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
          بسم الله الرحمن الرحيم

          عزيزى د. محسن

          تحية طيبة

          هل مازلت على رأيك حول الكتاب؟

          ومتى سينقرض فى ظل وجود أنترنت لا يشجع إلا على نقل القيل و القال و سهولة الكتابة حول الاشخاص؟

          وتحياتى


          وتحياتى
          استاذي العزيز
          الكتاب عندنا لاينقرض بسبب الانترنت بل بسبب الجهل وقلة الوعي واختيار الطرق السهلة
          تحياتي وتقديري
          [B][SIZE="5"]لست هنا كي استعرض مهاراتي اللغوية او الادبية بل كي اجعل ما في قلبي من الم وغصة ريشة ترسم على شفاهكم ابتسامة [/SIZE][/B]
          مدوناتي
          [url]www.msaffar.jeeran.com[/url]
          [url]www.msaffar.maktoobblog.com[/url]

          تعليق

          • د. م. عبد الحميد مظهر
            ملّاح
            • 11-10-2008
            • 2318

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور محسن الصفار مشاهدة المشاركة
            استاذي العزيز
            الكتاب عندنا لاينقرض بسبب الانترنت بل بسبب الجهل وقلة الوعي واختيار الطرق السهلة
            تحياتي وتقديري
            عزيزى و أخى د. محسن

            الموضوع مهم ، فكيف برأيك يمكن جذب القراء لمناقشة موضوع

            الكتاب سلالة معرضة للانقراض

            و هل ممكن ان نقوم هنا بحملة لتشجيع القراءة؟

            و تحياتى
            التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 10-02-2010, 16:27.

            تعليق

            • مصطفى شرقاوي
              أديب وكاتب
              • 09-05-2009
              • 2499

              #7
              نحتاج دوما للكتاب ولا نستطيع الإستغناء عنه ..... حتى لو كان الأمر يسيرا لمن تمكن من إستخدام لوحة المفاتيح وكتب ما كتب وضغط لاعتماد الموضوع ... فهل تكفينا القراءة السريعة عن الكتاب ؟ بالطبع لا .... ففي الكتب درر لن نجدها إلا عند من أخلص وتفانى من أجل أن يصلنا عصارة فكره ........ حتى ننظر للموضوع بجديه لو تكرم الدكتور / محسن ... بوضع محاور للنقاش حتى نخرج بنتيجه ربما تكون جيدة

              تعليق

              • أبو صالح
                أديب وكاتب
                • 22-02-2008
                • 3090

                #8
                في البداية أنقل ما كتبته عن موضوع الشابكة (الإنترنت) وتأثيراتها ومن ضمن ذلك على الكتاب

                هل تحولنا إلى كائنات رقمية؟؟ الكتاب وتطويره "طباعة صالح"

                كتب يوسف الديك تحت العنوان والرابط التالي

                هل تحولنا إلى كائنات رقمية ؟؟


                http:///vb/showthread.php?t=14450


                كائنات رقمية
                يوسف الديك
                7/2/2010

                مرّ الإنسان عبر التاريخ البشري بالعديد من التغيرات التي طرأت على شكله ككائن وماهيته وطبيعة تصرفاته وأحاسيسه ..فمن الإنسان الأول الذي كان يفترش الأرض ويلتحف السماء حتى أرشدته الفطرة البشرية لستر عورته ببعض أوراق الشجر ..مروراً بالعصور الضاربة في عمق التاريخ وبناء الأكواخ من لحاء الشجر أو حفرها في الصخور والجبال والتلال المحيطة لتتحول إلى بيوت مع مرور الزمن وصولاً إلى عصر السيراميك والرخام المصقول كمرايا ..وخشب البلوط والزان وسواها ..وخلال هذه المراحل بدءاً من النشوء والتطور حسب داروين الذي ثبت سقوط نظريته مرّ الإنسان نفسه بالعديد من التطورات والتداعيات ..فمن الشكل التجريدي للكائن البشري حتى عصر الفضاء والكائن الخرافي القادم من كواكب ومجرات لا علاقة لها بالأرض .. كل هذا حدث مع ثبات عنصر واحد ..هو أن هذا الكائن رغم التبدّل والتحور والتطور بقي ملتصقاً بجذوره الأولى وأمه الأرض التي نشأ عليها وتنقل فيها عبر الوهاد والسهول والبحار والأنهار والجبال والسواحل والصحارى والغابات ..وبقيت وشائج هذه العلاقة التي تشدّه للأرض قائمة منذ مولده وحتى رحيله عنها وعودته إلى باطنها ... ليتحول سماداً لكائنات قادمة بعد عصور ، كلّ هذا حدث قبل هذه الثورة المعلوماتية .. ودخول كائن جديد على خط التناسل البشري لا علاقة له بشيء خارج حدود الربع متر المربع " مساحة الشاشة " وإن فاضت عن هذا فليس بالكثير ..هذا الكائن الخرافي الجديد ...هو ما نستطيع تسميته بالكائن الرقمي ..المعاصر ، وكثيرون ممن سوف يقرأوا هذا سيعترفون فيما بينهم وبين ذواتهم أنّهم يقتربون بشكل فعلي من هذه الصورة لهذا الكائن الجديد .

                هي ليست حالة إدمان شبكي فحسب ..لكنها في حقيقتها أبعد من هذا بكثير .. لأن العديد منّا فقد تواصله مع عالمه المحيط وبات كمن يقف على أرض غرينية ورمال متحركة دون أن يقوى على تحديد مساراتها أو التحكّم بمآلاتها واتجاهاتها ..ليصبح كلّ هم أحدنا متابعة إسمٍ او تعليقٍ هنا ومادة هناك وحوار من شكل آخر وجدل صاخب حيناً وهادئ أحياناً أخرى ومشاركة على ما كتب أو ردّ على ما أورد معتقداً أنه سيغيّر وجه العالم ..أو موضوع يظنّ أنه اختراق أدبي لم يسبقه إليه أديب .. حتى يبدو كائناً وهمياً رقميا لا علاقة له بكلّ ما سوى هذه المساحة التي استطاعت أن تعزله عن حياته الحقيقية وهمومه اليومية ..فالعمل الذي يشكّل مصدر رزقنا أصبح عبئاً ثقيلاً نستنزف ساعاته كوقت ضائع واستراحة بين شوطين ..وما أن تحين ساعة انتهائه حتى ننفض عن وجوهنا غبار التعب والكآبة ونعود هلعين مسرعين نحو خطوط لو وجدناها معطلة سنقف كمن فقد كل ذويه في حادثة سقوط طائرة أو جنوح باخرة في بحر الظلمات ...ولا تعود إلينا كينونتنا التي تزينها ابتسامة لا أحد منا باستطاعته إخفائها حتى عن أقرب المقربين إليه إلا إذا وجدنا وضعنا " أون لاين " ..في موقع أو برنامج محادثة أو منتدى كائناً ما يكون شكله ومن فيه من مخلوقات وكائنات توحدّنا بها حقيقة التحوّل إلى كائنات رقمية ...لا تكتمل إلا بوجود أشباهاً لها في فضاءات من الوهم والخيال .

                هموم الحياة لم تعد نفسها ..حتى بكاء أطفالنا ..لم يعد يعنينا كثيراً وما محاولتنا لإسكاتهم أو الصراخ على أمهاتهم لإرضاعهم وإرضائهم سوى امتعاضاً من تنغيص عوالمنا الرقمية ولا شان لعاطفة الأبوة أوالأمومة هنا بالأمر ..فكلّ الواجبات أصبحت ثقيلة من إعداد وجبات طعام العائلة حتى أخذ حمام دافئ سرعان ما ندلق ماءه على ظهورنا ونخرج هرعين فزعين قبل خراب الكون بغيابنا عن هذا العالم الحقيقي والذي أصبح كلّ ما سواه افتراضياً .

                معادلة صعبة ..أدرك هذا ..لكنها حقيقة . ..

                فقد تحولنا ..إلى كائنات رقمية هشّة ..والقادم اخطر ..!!

                وكتبت التعليق التالي عليه



                أظن أن نفس ما يحصل الآن بالنسبة للشابكة (الإنترنت) حصل عند انتشار الراديو (المذياع) وكذلك الحال عند انتشار التلفزيون (التلفاز)، وأذكر في بداية انتشار الحاسوب الشخصي خرجت آراء بانتهاء عصر الورق، كما هو الحال الآن في الكثير من الآراء التي تظن أن الشابكة قضت على الكتاب أو الجريدة أو غيرها، ولكن ثبت أن الحاسوب الشخصي ساهم في مضاعفة استخدام الورق إلى مستويات قياسية، وستثبت الأيام أن الشابكة (الإنترنت) ستضاعف ليس فقط من كمية الكتب بل وستزيد من جودة محتوى الكتب



                بل وحتى مفهوم الكتاب نفسه كما وفقني الله إلى الوصول إلى طريقة جديدة في تطويره لإتاحة فرصة إضافة الصوت من قبل القارئ إلى أي كلمة أو جملة أو فقرة من الكتاب المطبوع


                وإن نجحت في انتشارها إن شاء الله ستكون طريقة الطباعة الجديدة (طباعة صالح) لو تم اعتمادها إن شاء الله، ستكون مثلما هو الحال الآن، كل حاسوب لا يمكن تشغيله بدون نظام تشغيل مايكروسوفت (ويندوز) أو نظيره، كذلك الحال لن يكون هناك كتاب مطبوع بدون طريقتي في الطباعة (طباعة صالح) حتى يتسنى للقارئ أو المدرس أو الشاعر أو الكاتب من إضافة صوته للكتاب المطبوع في أي وقت وأي زمان وكيفما يشاء، ولمعرفة بعض التفاصيل عن ذلك يمكنكم زيارة الموضوع تحت العنوان والرابط التالي


                "كرّاسات المعلم صالح لتعليم اللغة العربية"




                ما رأيكم دام فضلكم؟

                تعليق

                يعمل...
                X