لقاءٌ على كثيبِ الزَّمن
ويفيضُ بي وأنا أساهرُ أنْجُماً
في اللَّيلِ طالَ بها المَزارْ
فأجوبُ آفاقَ الوهادِ
وأقطعُ الدَّربَ الطَّويلْ
وأَطيرُ في جُنحِ الظلامِ إلى البَعيدِ
إلى البعيدْ
أرنو فألمَحُها كَطَيفٍ
غارَ في الأفُقِ المديدْ
وكأنَّ روحي خَلفَهُ تَنسابُ إشعاعاً
تَسرَّبَ
غاضَ في الزَّمنِ العَصيبْ
وهناكَ في الغَورِ السَّحيقِ
وغَيهبِ الماضي الرَّهيبْ
بَرَقَتْ تَبَعْثَرُ
فَوقَ رابيةٍ يُضاعِفُ حُزنَها الصَّمتُ المَهيبْ
وهناكَ كانَ لنا لقاءْ
كنّا كأمسٍ قدْ تَولّى لاحقاً لِغَدٍ
سَيَتبعُهُ كماضٍ ضّمَّهُ الجَونُ المُريبْ
ورَنَتْ منَ الزَّمنِ الأصمِّ صَبابةً
تومي بإصرارٍ عَجيبْ
وكأنَّ روحينا على ذاكَ الكَثيبْ
في عالمِ النَّجوى قدْ التَقَتا
على ضَوءِ النجومْ
وتَناثرَ الضَّوءُ الضئيلُ
على العُيونِ النَّاعساتْ
يتلألأُ اليَخْضورُ فيها هادراً
كالمَوجِ
يَزخَرُ بالحياةْ
وتَفتَّحَ الوردُ الشَّهيُّ على الخدودِ
كَكَورسٍ
فيهِ الكَواعبُ راقصاتْ
غنَّاءُ كالأغصانِ في وَلَهٍ تَميلُ
على الخُصورْ
وشَقائقُ النُّعمانِ فاقعةً تَهيجُ بها الدِّماءْ
تَهتزُّ في طَرَبٍ
تَناغمُ للنَّدى فَرحاً
وتَرنو للسَّماءْ
رَويتْ من المطرِ الغَزيرِ
فقد أفاضَ به الشِّتاءْ
هَلَّ الصَّفاءُ على ملامِحها الجميلةْ
وتلألأَ البِشرُ الرَّقيقُ العَذبُ
في ظلِّ الخميلةْ
سِحراً يُشعُّ على مُحيّاها الصَّفاءْ
وكأنَّهُ ذَهبُ الأصيلْ
ألقتْ به الشَّمسُ البَعيدةُ
واهياً تَعِباً فقد أذنَ الرَّحيلْ
لكنّها حتى أواخرَ عَهدِها في الكونِ
لا زالتْ تَشبََّثُ بالحياةْ
سَتعيشُ آخرَ لحظةٍ من عُمرِها بدمِ الشبابِ
يَشدُّهُ الطَّرفُ الكَحيلْ
وتَبثُّ روحاً في بقايا مُهجةٍ ثَمِلت
وأضناها الحنينْ
ويَشوقُها أملٌ يلاحقُها فتهرُبُ
ثم تأوي مرةً أخرى
إلى ذهبِ الأصيلْ
لم تَنْسَ يوماً أنها تُضفي جمالاً ساحراً
أو أنها سَتُلاحقُ البَدرَ الجَميلْ
الكونُ رَحبٌ واسعٌ
لكنَّها خُلقَتْ لتَنثُرَ فيهِ نوراً
زاهياً حُلواً
وتُشفقَ
كلَّما آنَ الرَّحيلْ
في اللَّيلِ طالَ بها المَزارْ
فأجوبُ آفاقَ الوهادِ
وأقطعُ الدَّربَ الطَّويلْ
وأَطيرُ في جُنحِ الظلامِ إلى البَعيدِ
إلى البعيدْ
أرنو فألمَحُها كَطَيفٍ
غارَ في الأفُقِ المديدْ
وكأنَّ روحي خَلفَهُ تَنسابُ إشعاعاً
تَسرَّبَ
غاضَ في الزَّمنِ العَصيبْ
وهناكَ في الغَورِ السَّحيقِ
وغَيهبِ الماضي الرَّهيبْ
بَرَقَتْ تَبَعْثَرُ
فَوقَ رابيةٍ يُضاعِفُ حُزنَها الصَّمتُ المَهيبْ
وهناكَ كانَ لنا لقاءْ
كنّا كأمسٍ قدْ تَولّى لاحقاً لِغَدٍ
سَيَتبعُهُ كماضٍ ضّمَّهُ الجَونُ المُريبْ
ورَنَتْ منَ الزَّمنِ الأصمِّ صَبابةً
تومي بإصرارٍ عَجيبْ
وكأنَّ روحينا على ذاكَ الكَثيبْ
في عالمِ النَّجوى قدْ التَقَتا
على ضَوءِ النجومْ
وتَناثرَ الضَّوءُ الضئيلُ
على العُيونِ النَّاعساتْ
يتلألأُ اليَخْضورُ فيها هادراً
كالمَوجِ
يَزخَرُ بالحياةْ
وتَفتَّحَ الوردُ الشَّهيُّ على الخدودِ
كَكَورسٍ
فيهِ الكَواعبُ راقصاتْ
غنَّاءُ كالأغصانِ في وَلَهٍ تَميلُ
على الخُصورْ
وشَقائقُ النُّعمانِ فاقعةً تَهيجُ بها الدِّماءْ
تَهتزُّ في طَرَبٍ
تَناغمُ للنَّدى فَرحاً
وتَرنو للسَّماءْ
رَويتْ من المطرِ الغَزيرِ
فقد أفاضَ به الشِّتاءْ
هَلَّ الصَّفاءُ على ملامِحها الجميلةْ
وتلألأَ البِشرُ الرَّقيقُ العَذبُ
في ظلِّ الخميلةْ
سِحراً يُشعُّ على مُحيّاها الصَّفاءْ
وكأنَّهُ ذَهبُ الأصيلْ
ألقتْ به الشَّمسُ البَعيدةُ
واهياً تَعِباً فقد أذنَ الرَّحيلْ
لكنّها حتى أواخرَ عَهدِها في الكونِ
لا زالتْ تَشبََّثُ بالحياةْ
سَتعيشُ آخرَ لحظةٍ من عُمرِها بدمِ الشبابِ
يَشدُّهُ الطَّرفُ الكَحيلْ
وتَبثُّ روحاً في بقايا مُهجةٍ ثَمِلت
وأضناها الحنينْ
ويَشوقُها أملٌ يلاحقُها فتهرُبُ
ثم تأوي مرةً أخرى
إلى ذهبِ الأصيلْ
لم تَنْسَ يوماً أنها تُضفي جمالاً ساحراً
أو أنها سَتُلاحقُ البَدرَ الجَميلْ
الكونُ رَحبٌ واسعٌ
لكنَّها خُلقَتْ لتَنثُرَ فيهِ نوراً
زاهياً حُلواً
وتُشفقَ
كلَّما آنَ الرَّحيلْ
الرياض 4 / 11 / 2004 م
محمد نادر فرج
تعليق