لقاء على كثيب الزمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد نادر فرج
    شاعر وأديب
    • 02-11-2008
    • 490

    لقاء على كثيب الزمن

    لقاءٌ على كثيبِ الزَّمن

    ويفيضُ بي وأنا أساهرُ أنْجُماً
    في اللَّيلِ طالَ بها المَزارْ
    فأجوبُ آفاقَ الوهادِ
    وأقطعُ الدَّربَ الطَّويلْ
    وأَطيرُ في جُنحِ الظلامِ إلى البَعيدِ
    إلى البعيدْ
    أرنو فألمَحُها كَطَيفٍ
    غارَ في الأفُقِ المديدْ
    وكأنَّ روحي خَلفَهُ تَنسابُ إشعاعاً
    تَسرَّبَ
    غاضَ في الزَّمنِ العَصيبْ
    وهناكَ في الغَورِ السَّحيقِ
    وغَيهبِ الماضي الرَّهيبْ
    بَرَقَتْ تَبَعْثَرُ
    فَوقَ رابيةٍ يُضاعِفُ حُزنَها الصَّمتُ المَهيبْ
    وهناكَ كانَ لنا لقاءْ
    كنّا كأمسٍ قدْ تَولّى لاحقاً لِغَدٍ
    سَيَتبعُهُ كماضٍ ضّمَّهُ الجَونُ المُريبْ
    ورَنَتْ منَ الزَّمنِ الأصمِّ صَبابةً
    تومي بإصرارٍ عَجيبْ
    وكأنَّ روحينا على ذاكَ الكَثيبْ
    في عالمِ النَّجوى قدْ التَقَتا
    على ضَوءِ النجومْ
    وتَناثرَ الضَّوءُ الضئيلُ
    على العُيونِ النَّاعساتْ
    يتلألأُ اليَخْضورُ فيها هادراً
    كالمَوجِ
    يَزخَرُ بالحياةْ
    وتَفتَّحَ الوردُ الشَّهيُّ على الخدودِ
    كَكَورسٍ
    فيهِ الكَواعبُ راقصاتْ
    غنَّاءُ كالأغصانِ في وَلَهٍ تَميلُ
    على الخُصورْ
    وشَقائقُ النُّعمانِ فاقعةً تَهيجُ بها الدِّماءْ
    تَهتزُّ في طَرَبٍ
    تَناغمُ للنَّدى فَرحاً
    وتَرنو للسَّماءْ
    رَويتْ من المطرِ الغَزيرِ
    فقد أفاضَ به الشِّتاءْ
    هَلَّ الصَّفاءُ على ملامِحها الجميلةْ
    وتلألأَ البِشرُ الرَّقيقُ العَذبُ
    في ظلِّ الخميلةْ
    سِحراً يُشعُّ على مُحيّاها الصَّفاءْ
    وكأنَّهُ ذَهبُ الأصيلْ
    ألقتْ به الشَّمسُ البَعيدةُ
    واهياً تَعِباً فقد أذنَ الرَّحيلْ
    لكنّها حتى أواخرَ عَهدِها في الكونِ
    لا زالتْ تَشبََّثُ بالحياةْ
    سَتعيشُ آخرَ لحظةٍ من عُمرِها بدمِ الشبابِ
    يَشدُّهُ الطَّرفُ الكَحيلْ
    وتَبثُّ روحاً في بقايا مُهجةٍ ثَمِلت
    وأضناها الحنينْ
    ويَشوقُها أملٌ يلاحقُها فتهرُبُ
    ثم تأوي مرةً أخرى
    إلى ذهبِ الأصيلْ
    لم تَنْسَ يوماً أنها تُضفي جمالاً ساحراً
    أو أنها سَتُلاحقُ البَدرَ الجَميلْ
    الكونُ رَحبٌ واسعٌ
    لكنَّها خُلقَتْ لتَنثُرَ فيهِ نوراً
    زاهياً حُلواً
    وتُشفقَ
    كلَّما آنَ الرَّحيلْ

    الرياض 4 / 11 / 2004 م

    محمد نادر فرج
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد نادر فرج; الساعة 07-03-2012, 09:53.
    أنا من رُبا الفَيحاء أغنيةٌ .. شَدا فيها على الغُصنِ الكَنارْ
    أنا من حَفيفِ الحَورِ .. من هَمْسِ الأصيلِ
    ومن شُعاعِ الشَّمسِ في وَضَحِ النهارْ
    أنا من حُقولِ التينِ .. من زَهرِ البَنَفسجِ
    من عَبيرِ الزَّيزفون
    أنا كنتُ شَلالاً تُغَذي ماءَهُ تلك العُيون
  • أحمد عبد الرحمن جنيدو
    أديب وكاتب
    • 07-06-2008
    • 2116

    #2
    لرائعة ألف حلم ومساحات سحر رغم طولها
    ولها أوزان الروعة وقياس الجمال وفون الشعر
    ابداع متألق ومتدفق دائما
    يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
    يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
    إنني أنزف من تكوين حلمي
    قبل آلاف السنينْ.
    فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
    إن هذا العالم المغلوط
    صار اليوم أنات السجونْ.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ajnido@gmail.com
    ajnido1@hotmail.com
    ajnido2@yahoo.com

    تعليق

    • محمد نادر فرج
      شاعر وأديب
      • 02-11-2008
      • 490

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عبد الرحمن جنيدو مشاهدة المشاركة
      لرائعة ألف حلم ومساحات سحر رغم طولها
      ولها أوزان الروعة وقياس الجمال وفون الشعر
      ابداع متألق ومتدفق دائما
      ولك أيها النبيل كل الشكر
      غبتُ طويلا ولكنك لم تفارقني
      همساتك بصمة على شغاف القلب
      لك كل المحبة والإكبار

      أبو همام
      أنا من رُبا الفَيحاء أغنيةٌ .. شَدا فيها على الغُصنِ الكَنارْ
      أنا من حَفيفِ الحَورِ .. من هَمْسِ الأصيلِ
      ومن شُعاعِ الشَّمسِ في وَضَحِ النهارْ
      أنا من حُقولِ التينِ .. من زَهرِ البَنَفسجِ
      من عَبيرِ الزَّيزفون
      أنا كنتُ شَلالاً تُغَذي ماءَهُ تلك العُيون

      تعليق

      • محمد نادر فرج
        شاعر وأديب
        • 02-11-2008
        • 490

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عبد الرحمن جنيدو مشاهدة المشاركة
        لرائعة ألف حلم ومساحات سحر رغم طولها
        ولها أوزان الروعة وقياس الجمال وفون الشعر
        ابداع متألق ومتدفق دائما
        ولك أيها المبدع كل طقوس المحبة والتقدير
        غبتُ طويلا ولكنك بصورتك الرائعة المعطرة بفوح السوسن وعطر الياسمين ترافقني حيث أكون
        شكرا جزيلا لك
        وأنا آسف جدا لهذا الغياب الطويل

        تقبل عاطر الود
        أبو همام
        أنا من رُبا الفَيحاء أغنيةٌ .. شَدا فيها على الغُصنِ الكَنارْ
        أنا من حَفيفِ الحَورِ .. من هَمْسِ الأصيلِ
        ومن شُعاعِ الشَّمسِ في وَضَحِ النهارْ
        أنا من حُقولِ التينِ .. من زَهرِ البَنَفسجِ
        من عَبيرِ الزَّيزفون
        أنا كنتُ شَلالاً تُغَذي ماءَهُ تلك العُيون

        تعليق

        • خالد شوملي
          أديب وكاتب
          • 24-07-2009
          • 3142

          #5
          الشاعر المبدع محمد نادر فرج

          أهلا بك مجددا ودائما

          قصيدة جميلة جدا غنية باللغة الراقية والصور الشعرية المميزة.
          سررت جدا بالقراءة لك. أرجو ألا تغيب عنا. فإبداعك يستحق النشر والإشادة.
          ربما في المقطع التالي تقصد: وكأن روحينا
          وكأنَّ روحانا على ذاكَ الكَثيبْ
          في عالمِ النَّجوى قدْ التَقَتا
          على ضَوءِ النجومْ

          جميل جدا.

          دمت شاعرا متألقا!

          مودتي وتقديري

          خالد شوملي
          متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
          www.khaledshomali.org

          تعليق

          • محمد نادر فرج
            شاعر وأديب
            • 02-11-2008
            • 490

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
            الشاعر المبدع محمد نادر فرج

            أهلا بك مجددا ودائما

            قصيدة جميلة جدا غنية باللغة الراقية والصور الشعرية المميزة.
            سررت جدا بالقراءة لك. أرجو ألا تغيب عنا. فإبداعك يستحق النشر والإشادة.
            ربما في المقطع التالي تقصد: وكأن روحينا
            وكأنَّ روحانا على ذاكَ الكَثيبْ
            في عالمِ النَّجوى قدْ التَقَتا
            على ضَوءِ النجومْ

            جميل جدا.

            دمت شاعرا متألقا!

            مودتي وتقديري

            خالد شوملي

            شكرا لك أيها الفذ
            ما أروع بوحك
            وأسمى عطاءك

            شكرا لإطلالتك البهية
            نعم أحسنت في ملاحظتك القيمة
            ولكن للأسف لايمكنني التعديل
            لو استطعت كمشرف التصحيح فلك الشكر
            تقبل خالص حبي وتحيتي
            أبو همام
            أنا من رُبا الفَيحاء أغنيةٌ .. شَدا فيها على الغُصنِ الكَنارْ
            أنا من حَفيفِ الحَورِ .. من هَمْسِ الأصيلِ
            ومن شُعاعِ الشَّمسِ في وَضَحِ النهارْ
            أنا من حُقولِ التينِ .. من زَهرِ البَنَفسجِ
            من عَبيرِ الزَّيزفون
            أنا كنتُ شَلالاً تُغَذي ماءَهُ تلك العُيون

            تعليق

            يعمل...
            X