عُصوفُ هوىً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.طاهر سماق
    طبيب وشاعر سوري
    • 24-10-2009
    • 154

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة يوسف أبوسالم مشاهدة المشاركة
    المبدع د.طاهر سماق


    لا أدري لماذا أعتقد
    أن ثمة علاقة جوهرية
    بين الحالة الشعورية والإيقاع والبحر الشعري
    حاولت أن أتخيل أن القصيدة على بحر غير الخفيف
    فلم أستطع
    إذ وجدت موسيقى الخفيف متماهية مع مضمون القصيدة فضلا عن قافيتها
    ومن عادتي أن أقرأ مستهل القصيدة وأربطه بختامها
    وهنا قرات
    أتلقاك بالفؤاد المعنى
    بالحنين الدفين بين ضلوعي
    فتروي وتجملي وتهادي
    إنني ما غدوت حمل الرجوع
    هل ارتبط المستهل بالخاتمة
    أجزم بنعم
    بحيث أن هذين البيتين وحدهما مقطع شعري متماسك المبنى والمعنى
    وحين بحثت عن العنوان
    وأنا ممن يقرأون عناوين القصائد ويولونها أهمية
    ذلك أن عنوان القصيدة
    هو تلخيص مكثف لمحتواها
    بحيث يمكن قراءة المضمون العام للقصيدة
    من خلال عنوانها فقط
    وهذا تماما ما رأيته منطبقا هنا
    عصوف هوىً
    وهل ما جاء في متن القصيدة
    من لواعج وشوق وحياء ومدارة وتساؤلات شفيفة
    إلا عصوف هوىً
    قصيدتك يا مبدعنا
    شفافة وشجية جدا
    وأطربتني وأشجتني حد الثمالة
    فشكرا لك وتقديري
    والقصيدة والله تستحق التثبيت
    عند أول شاغر

    تحياتي
    أولاً .. أشكرك على هذا الردِّ المُسهَب أخي الأنيق الرقيق يوسف

    ثانياً .. هو اعتقادٌ أكيد .. فالقصيدة تولد على شاكلة موضوعِها وعلى هيئة نفسية الشاعر فتأتي وفق بحرٍ وقافيةٍ يتناغمان بحرفنة مذهلة مع ما يقصدُ إليه الشاعر .. بلا إرادة منه وبلا تخطيط

    وكثيراً ما باشرت الكتابة في موضوعٍ حرَّك لدي لواعج النفس .. فأنساقُ وراء الكلمة بانقيادٍ تام .. فتبرزُ القصيدة على بحرٍ من بحور الفراهيدي وعلى قافيةٍ تتوافق وغناء النفس .. وربما أتت القصيدة من شعر التفعيلة ..
    ولو تدخَّلتُ مثلاً وحاولت أن أحوِّلها عن السياق الذي أتت فيه .. لماتت ربما

    وكأنها المولود الذي يبدأ به المخاض .. فلا تملك الأم إلا الاسترخاء والانتظار .. وهل لها أن تتدخل في جنس المولود أو لون عينيه أو لون شعره؟؟ لا والله.. فكيف بشخصيته وتكوينه النفسي!!؟
    وهكذا القصيدة تماماً سيدي

    ثم ما أروعك عندما لفتتَ انتباهي إلى تلك الملاحظة المغرية حقاً
    ربط البيت الأول بالبيت الأخير

    هو مقياس مذهلٌ في روعته بالفعل

    حتى العنوان سيدي .. يفرضُ نفسه ..نعم .. يفرض نفسه فرضاً

    أحياناً أصاب بالجدب .. فلا أنهمل سنوات ..
    وأحيانا أعود إلى أوراقي فأستخرج ورقةً كتبت فيها مشروع قصيدة (بيت أو بيتين) لكن دةن ضبطِ للوزن ولا حتى القافية ..
    فأقف أمام ما كتبت .. وأستعيد الحالة الشعورية التي اكتنفتني يوم بدأتُ مشروعي المجهض ذاك.. وأنطلق، فإذا هي قصيدةٌ متكاملة متناسقة مضبوطة الأفكار والموضوع والقيم والإيقاع .. زادت عن عشرين إلى أربعين بيتاً.

    كانت تأبى أن تولد يوم بدأتها .. وانتظرت تنضجُ في اللاشعور أشهراً وربما سنوات .. لا تظهر خلالها ولو لحظةٍ واحدة إلى حيِّز الشعور .. فكيف ذاك؟؟ بالله عليك؟

    لك مودَّتي أيها الصديق

    تعليق

    يعمل...
    X