يلعن أبوك/ حيشاك!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شاكر المكحّلْ
    • 17-01-2010
    • 1

    يلعن أبوك/ حيشاك!

    يلعن أبوك / حيشاك

    كنا أطفالا ذات يوم ، مهما حاولتم لن أشك في هذا ، فهذا خندقي الأخير

    نجلس على الرصيف بعد أن نفدت جعبتنا من الألعاب وكادت تنفذ بكرة الشمس من خيطها الذي سحبناه حتى أخره ، نتحدث قليلا فالأطفال لا يحسنون الحديث كثيرا ثم نصمت قليلا فالأطفال لا يحسنون الصمت على الإطلاق ، لا يغرنك لحظات صمت نستجمع فيها ساعات ثرثرة

    المهم كنا أطفالا نغضب بسرعه ونرضى بسرعه والاهم من ذلك أننا ما زلنا أطفالا !

    ثم هكذا وبدون سابق إنذار تماما مثل الخبر العاجل في شريط الأخبار
    ينظر الي أسوء الأطفال ويقول : يلعن أبوك !
    أقف وأنا متأبطا شري فقد انتهكت كرامتي ! وبصراحه ليس الكرامة ما كان يوقفني وإنما منظري وسمعتي أمام بقية الأطفال أن سكتُّ على هذه الإهانة ، وحين يراني ذلك الطفل وقد أعلنت القتال بعد أن أمسكته من قبة قميصه يقول لي : حيشاك ! ومعنى كلمة (حيشاك ) أني أستثنيك من اللعنة ، عجبا كانت اللعنة موجهة لي وحدي فكيف يستثنيني ؟! ولكنها كلمة كانت تعدل عند الأطفال معنى أسف أو أعتذر والأسف عند الأطفال كاف ، أتركه وقد أستعدت كرامتي ونفخت صدري أمام بقية الأطفال !
    وأحيانا تتكرر اللعبة فحين أعود لجلستي يعود لمسبتي فأعود لأمسك من خناقه ليقول ( حيشاك ) وويل له إن لم يقلها فأصرخ فيه : أسحبها ! فيسحبها أو نبقى ممسكين بقبات القمصان حتى يمر أحد فيفرق بيننا ونحن نهدد بالضرب ولا نضرب ونبقى ندور ببعضنا ونحن نمسك الياقات التي لم تكن أبدا بيضاء

    الأهم كما قلت لكم أننا ما زلنا أطفالا ، بعد عشرين نكبة ما زلنا أطفالا !

    في نهاية اليوم وقد سحبت الشمس خيط العمر حتى أخره من بكرة حياتنا
    نجلس نحن وأطفالنا حول المدفأة التي قارب زيتها على النفاذ ثم يخرج لنا أسوء الأطفال بخبر عاجل مصرحا : ( يلعن أبوكو .. غدا سنرفع الكاز ) فنقوم لنشتم أمام أطفالنا لنثبت رجولتنا
    نقوم لنشتم ونهدد ثم يصرح التلفاز بكلمة ( حيشاكوا ) فتوضع أغنية وطنية عن ضرورة الوفاء للوطن وبيان منمق عن ضرورة التقشف فننتفخ وفاءا للوطن فنطفئ المدفأة توفيرا لهذا الغالي على قلوبنا فقد أصبحت وحدة الكاز أغلى من وحدة الدم

    ما زلنا أطفالا فاللعنة لا تطالنا بعد كلمة ( حيشاك ) والاغاني الوطنية وبيانات الوزير الملتهبة تكفي لتدفء اطفالنا وتشبعهم ايضا

    عفوا أنا لا اقصد أحدا / حيشاكم ..فأنا ما زلت طفلا فقط ، هل يلام الاطفال ؟!
    ولكن بصراحة انتم تكررون نفس اللعبة كثيرا حتى مللت منها وأنا
    (بطلت ألعب )
    التعديل الأخير تم بواسطة شاكر المكحّلْ; الساعة 22-01-2010, 09:23.
  • مصطفى بونيف
    قلم رصاص
    • 27-11-2007
    • 3982

    #2
    الأخ شاكر المكحل ...
    يلعن أبو اللي يقرأ هذا النص وما يقول ( ماشاء الله ) ..حيشاكم !

    قرأتك هنا ، وصافحت صوتا ساخرا رائعا يضاف إلى قائمة اللاعبين الأساسيين في ملتقى الساخر ، وربما ستكون هداف البطولة ونفوز بالكأس ..كأس الشاي طبعا !!

    محبتي وودي وألف مليون ترليون تزليون جزائرليون مرحبا !
    [

    للتواصل :
    [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
    أكتب للذين سوف يولدون

    تعليق

    • جلاديولس المنسي
      أديب وكاتب
      • 01-01-2010
      • 3432

      #3
      نلعن ونسب وكل انواع الاهانات والضغوط وهتك الاعراض يجيدونها حاليا الكبار دون الصغار ، " كبار اجساد وخبائث وجرائم ،وصغار كرامة وشهامة وعزة"
      ولكن مع اختلاف الزمان والعمر تعلمنا كلمات أخرى بديلة لكلمة "حيشاك" فتبدلت واصبحت
      نشجب وندين
      فإن قاتلونى ، اسمعهم يعلنون الادانة .
      استاذ شاكر كل التقدير لك

      تعليق

      يعمل...
      X