الابتسامة الصفراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد محضار
    أديب وكاتب
    • 19-01-2010
    • 1270

    الابتسامة الصفراء

    رسم على وجهه إبتسامة صفراء, ومسح دمعة نافرة سالت على خده الذابل . ظل يحملق في وجوه الأشخاص الحاضرين , كانت الموسيقى تصدح هادرة , وصوت المغني الشعبي الناشز يحطم السكون ..وكانت الفتيات وكذا بعض النساء يرقصن بانتشاء ظاهر ..أحيانا يتسلل الى جانبهن بعض الشبان وحتى الرجال ليشاركوا في الرقص ..بدا له كل شيء أشبه بالحلم ..حاول استرجاع شذرات من الماضي الآفل ..قالت له زوجته وقد أحست بشروده :
    -ألست سعيدا بحق السماء , ها قد عشت حتى زوجت آخر بناتك
    رد عليها وهو يبتسم :
    -بقدر ما أنا سعيد ، بقدر ما أنا حزين ؛ لأنها ستفارقنا كأختيها ونبقى وحيدين.
    قاطعته ضاحكة:
    -هذا شيء جميل ، سيصبح لنا بيت جديد ، نأوي إليه متى شئنا .
    إنها تحاول التخفيف عنه بكلماتها هذه ..الأمر بالنسبة له يعلن عن اكتمال مهمته في الحياة ..لقد أدى واجبه ,وأصبح عليه الآن أن يقف مع صف المنتظرين..وتلك قصة أخرى.
    سمع رجلا من الحاضرين يقول لزميله: هذا حال الدنيا .".شي طالع شي نازل.".أحس بأن قوله يعبر عن حاله ..
    كانت النكافة *، قد بدأت تردد لازمتها المعتادة في كل الأعراس , انطلقت الزغاريد وصلى الجميع على النبي..قال لنفسه ..ليفعل الزمن ماشاء ..فالله موجود ..المهم أن تكون الصغيرة سعيدة ومرتاحة..الديون لا تهم والإقتطاعات المنتظرة من الراتب الهزيل محتملة..فقد أصبحت له حصانة ضد الفقر وضيق ذات اليد ..يساعده في ذلك تدبير زوجته و حسن تصريفها لأمور البيت..
    هما يشتغلان معا ..ويكافحان معا ..الحياة بالنسبة لهما شغل ولا شيء غير ذلك..لحظات المتعة والحب و كل تلك الأشياء الجميلة التي يمكن أن يعيشها زوجان ظلت غائبة بالنسبة لهما.
    لحظاتهما الحميمية كانت نسخا كربونية متشابهة ..أحاديثهما هي دوما عن المشاكل المادية, ومتاعبهما في العمل , ومصاريف البنات ولا شئ غيرذلك..الحياة بالنسبة لهما حساب وميزانية شهرية , وتخطيط يجب احترام بنوده .
    ثاب إلى نفسه عندما عادت زوجته لتقطع عليه لحظات استرجاعه لفصول حياته , وهي تهتف به :
    -هيا ..هيا بنا لنأخد صورا مع ابنتك وعريسها
    رد بصوت خافت:
    -هيا هيا الله يكمل عليها هي وزوجها.

    محمد محضار2004
    *سيدة تقوم بزف العروس
    sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    ملف انساني جميل
    هي دورة الحياة تبوح وتصّرح
    لغة جميلة ورؤية انسانية عميقة
    تحية تليق بيراعك المبدع
    مودتي
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • محمد محضار
      أديب وكاتب
      • 19-01-2010
      • 1270

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
      لف انساني جميل
      هي دورة الحياة تبوح وتصّرح
      لغة جميلة ورؤية انسانية عميقة
      تحية تليق بيراعك المبدع
      مودتي
      سعيد بمرورك الطيب..وتعليقك القوي في دلالاته العميق في مقاربته لنصي المتواضع.....
      sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

      تعليق

      • سآلى القاسم
        عضو الملتقى
        • 14-02-2009
        • 243

        #4
        استاذي الرائع
        الأديب المتألق محمد محضار
        يسعد صباحك على هذه الكلمات الراقية
        وهذه القصة الجميلة
        التي تعبر عن قصص المجتمع
        وهذه احدى قصصه التي يعيشها
        زواج الاولاد وفراقهم
        الجيل الجديد والقديم
        الفقر وشح الحال
        يسلم هالأيدين على الطرح الاجتماعي الجميل
        يعطيك الصحة استاذي
        مودتي
        [CENTER] [/CENTER]
        [CENTER] [/CENTER]
        [CENTER][URL="http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=412901#post412901"][COLOR=red]أحن أليكِ جدتي[/COLOR][/URL][/CENTER]
        [CENTER][URL="http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=47541"][COLOR=darkgreen]أنا أبنة عرب أل 48[/COLOR][/URL][/CENTER]

        [CENTER]مدونتي :)[/CENTER]
        [CENTER][URL="http://sally32.maktoobblog.com/"][SIZE=7][COLOR=darkred]أجراس صارخة[/COLOR][/SIZE] [/URL][/CENTER]

        تعليق

        • عادل الوتي
          أديب وكاتب
          • 23-04-2010
          • 58

          #5
          جميل ياعزيزي
          التعديل الأخير تم بواسطة عادل الوتي; الساعة 05-05-2010, 05:22.

          تعليق

          • عادل الوتي
            أديب وكاتب
            • 23-04-2010
            • 58

            #6
            تدور الحياة لتضعنا عادة على مشارف الرحيل وعندها يقف المرء مع نفسه

            طويلا وعميقا

            اتصور نفسي دائما وقد ادركني الكبر وصرت شيخا استند الى عكازي ويأتي

            اصغر احفادي ليسألني جدي ماذا فعلت في حياتك ؟؟ ياله من سؤال

            الاستاذ/ محمد محضار

            انعكاس رائع للحياة

            ببساطتها وعمقها

            دمت رائعا ياعزيزي

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              أحببت لو أسهبت مع الرجل
              و الدخول فى مونوج خاص به
              لنرى إلى أى مدى كان صدقه مع نفسه خلال الرحلة
              دون أن تشرح التصرفات إطلاقا ، فالصورة كافية و أكثر

              أعجبنى التزامك إلى حد بعلامات الترقيم ، لكنك سرعان ما مللتها !!


              محبتى
              sigpic

              تعليق

              • العربي الثابت
                أديب وكاتب
                • 19-09-2009
                • 815

                #8
                [align=center]وأخيرا وصل القطار إلى المحطة الأخيرة،بعضهم يفرح لذلك وبعضهم تعصف به رياح الفقد لأحباب ملأوا مقصورته بأنس لايعوض..وسار كل في طريق..
                هي قصة جميلة تمنيت لو اشتغلت قليلا على نهايتها بشكل يثبت عمق الرسالة التي تبثها هنا...
                تقبل المحبة كلها سي محمد[/align]
                اذا كان العبور الزاميا ....
                فمن الاجمل ان تعبر باسما....

                تعليق

                • محمد سلطان
                  أديب وكاتب
                  • 18-01-2009
                  • 4442

                  #9
                  أستاذ محمد محضار .. مساء جميل

                  أرجعتني غلى يوم زفاف أختي التي تليني في الترتيب .. بقدر الفرحة و السعادة التي عشناها أيام التجهيز بقدر البكاء و الحزن لحظة ما ارتدت الفستان وراحت تتمسح فينا كأنها ستفقدنا إلى الأبد .. أيووووووووووه كلما تذكرته أعود إلى نفس الغصة ونفس البكاء .

                  لكن اليوم حينما تزورنا بصحبة ولديها ونراهما يترميان في أحضان الجد و الجدة و الخال والخالة نطير فرحاً ونتمنى لها السعادة بزيادة حتى ولو بعيدة عنا ..

                  أشكرك عزيزي لأنك أرجعتني إلى لحظات شردت فيها بعيداً عن مكان إقامتي ونسيت فيها غربتي .. كأنني أعيش معهم الآن ..

                  فتحياتي لك
                  صفحتي على فيس بوك
                  https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                  تعليق

                  • محمد محضار
                    أديب وكاتب
                    • 19-01-2010
                    • 1270

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سآلى القاسم مشاهدة المشاركة
                    استاذي الرائع
                    الأديب المتألق محمد محضار
                    يسعد صباحك على هذه الكلمات الراقية
                    وهذه القصة الجميلة
                    التي تعبر عن قصص المجتمع
                    وهذه احدى قصصه التي يعيشها
                    زواج الاولاد وفراقهم
                    الجيل الجديد والقديم
                    الفقر وشح الحال
                    يسلم هالأيدين على الطرح الاجتماعي الجميل
                    يعطيك الصحة استاذي
                    مودتي
                    البهاء لحرفك الرقيق وتعليقك القيم ..دمت قمة في الرقة والدفء...
                    sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

                    تعليق

                    • محمد محضار
                      أديب وكاتب
                      • 19-01-2010
                      • 1270

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عادل الوتي مشاهدة المشاركة
                      تدور الحياة لتضعنا عادة على مشارف الرحيل وعندها يقف المرء مع نفسه

                      طويلا وعميقا

                      اتصور نفسي دائما وقد ادركني الكبر وصرت شيخا استند الى عكازي ويأتي

                      اصغر احفادي ليسألني جدي ماذا فعلت في حياتك ؟؟ ياله من سؤال

                      الاستاذ/ محمد محضار

                      انعكاس رائع للحياة

                      ببساطتها وعمقها

                      دمت رائعا ياعزيزي
                      العمر يسير والحياة تنصرم من بين أصابعنا..ونحن غارقون لحظات سلو لآبقة لا محالة..حتى تبنا الى أنفسنا أكتشفنا انه لم يعد في العمر بقية..مودتي استاذي العزيز
                      sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

                      تعليق

                      • محمد محضار
                        أديب وكاتب
                        • 19-01-2010
                        • 1270

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                        أحببت لو أسهبت مع الرجل
                        و الدخول فى مونوج خاص به
                        لنرى إلى أى مدى كان صدقه مع نفسه خلال الرحلة
                        دون أن تشرح التصرفات إطلاقا ، فالصورة كافية و أكثر

                        أعجبنى التزامك إلى حد بعلامات الترقيم ، لكنك سرعان ما مللتها !!


                        محبتى
                        ملاحظاتك مقبولة اخي ربيع...فعلا الرجل كان في حاجة الى مساحة اكبر ليعبر عن نفسه ويكشف عن مكانينها...مودتي
                        sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

                        تعليق

                        يعمل...
                        X