صفقة على شرف الحلم !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    صفقة على شرف الحلم !!

    الأميرة ( تبكى وهى على سريرها .. الحكيم يحاول معها )
    : وبعد يا أميرتنا الحلوة .. ما خلقت هاتان العينان لملح الدمع الحارق . مرت ساعة .. بل ساعات ، وأنا أنتظرك ، لا أرجو سوى فك حصار الصمت ؛ فلتتكلم مولاتى ، تطالعنى بعينيها ؛ فلتومىء ، أو تزجر ، أو حتى تبصق إن شاءت !!
    : ( تبكى ) خلصنى يا أبتى .. خلصنى ؛ فالدنيا ما عادت غير ظلام وهواجس !
    : الله .. ما أحلى هذا الصوت ، ما أجملها النبرات .. تغريد بلابل تزف الفجر ليطيح بليل داهم .. بنيتى .. منذ متى و أنت على هذى الحال ، فلأحضر لك مرآة .. أين المرآة ؟ هاهي ذي ( يلتقط المرآة ) فلتنظر مولاتى .. أنت عندي في منزلة وليدي .. هذا الوجه المشرق مثل الصبح الفائر، من دوخ ملكا من أعتي ملوك الدنيا ، لو يعبس تزلزل أركان الملك ، لو يضحك تنبت غيطان سنابلها ذهب وزبرجد ، لو لم يكن لأصبح هذا العالم كثقب الإبرة .
    : ليتني أموت لأريح العالم !!
    : بنيتي .. لماذا اليأس ؟
    : لا أعرف
    : هل لى خاطر عندك ؟
    : ( تراه لأول مرة ) أنت في منزلة الوالد !
    : إن كنت كذلك حقا ؛ فلي حق الطاعة !!
    : مرني يا أبتى !
    : عفوا لا أقصد ، عشمي ، أن تنظر مولاتى فى المرآة ، مجرد نظرة !
    : وماذا بعد ؟
    : لا بعد .. أتعشم ألا أخذل ، أو يعققني ولدى !!
    : أمرك يا أبتى . هات المرآة . ليس جديدا . نفس الوجه ، الأنف ، العينان الذابلتان ، الشعر الأجعد .. فقط لا أرى للوجه بريقا أو نارا تترنح ؛ فالصفرة تكسوه ، وبعض خطوط أسفل عيني !!
    : ( لنفسه ) سأطلق تخميني ؛ وأرجو ألا يذهب عبثا ( لها ) حين كانت هند بنيتى فى مقتبل العمر ، تحاكى الوردة ، تتخفى فى زى صبى أمرد ، وتحمل قوسا ونشابا ، وتصهل فوق حصان أرعد ، حتى أنى نسيت تماما ، تلك الأنثى هند . فى يوم خلعت هند الزى الفارس ، بحثت فجأة ، فى صندوق الأم ، عن ثوب ، وعقصت بعض شعيرات فوق جبين أقمر ، وراحت من ثقب في خيمتنا ترقب !
    كنت أتابعها ، وأتعجب . كان حصان يصهل قرب الخيمة .. وحين صرخت في

    صدري الدهشة ، نظرتُ ؛ فأبصرت حصانا فى ظله فارس !
    : ( يزداد بريق العينين ) هيه .. أكمل يا أبتى !
    : قلت ما عندي .. هل أعجبك ؟
    : أكمل يا أبتى .. ماذا فعلت هند .. ماذا عن الفارس .. وماذا عنك ؟
    : ما أقصد ، وغاية ما أذهب ، كيف أعاد الفارس لهند كينونتها ، خلصها من زيف تنكرها ، أسكنها حقيقتها الأنثى !
    : ( تترك السرير بحيوية ) رجاء .. تكمل يا أبتى !!
    : ( يتحرك للخلف ، ويمد ذراعيه لتأخذ ذراعي الأميرة ) غاب الفارس يوما .. أياما ، وامتد الحبل لشهر ، قولي اثنين ، شهور ، وكل نهار ، تتزين هند ، بقلب نابض ، وأمام الخيمة ترقب ، والشوق يحلق خلف طيور الصحراء ؛ فتُحمله رسائلها.. لم تيأس هند ؛ فاليأس موت ، والموت تلاشى ، سحابة تدفعها الريح .. كل نهار تهرع .. الوجه قبس من نور الله ، والعينان بحر يسبح فيه المحبوب ، والخدان صهد النفس المشتاقة ، وسماء الربع تظللها طيور خضر ..............!
    : ( يتغير كل شيء فيها ، تزول الصفرة ، وتتهلل ) وبعد .. أنت تعذبني !
    : لا بعد .. هل تطمع هند في أكثر من ذلك ؟
    : الفارس غايتها !!
    : والفارس قادم مهما طال غيابه ، وهند تعرف أنه قادم !
    : تعرف ؟
    : نعم .. إلا إذا !!
    : أبتى ( ترجوه وتجذبه كطفلة ) روحي ترتج ، وتصهل فى قلبي أفراس كانت خامدة !!
    : إلا إذا مال لأخرى ، أو قنصه ملك الموت !!
    : ماذا عن هند .. ماذا عنها ؟
    : وماذا عنك ؟
    : ( تنفجر فى البكاء ، وتلقى بنفسها بين ذراعيه )
    : ميمونة .. ميمونة .
    : ( مسرعة تدخل ) مولاي ( تبصر سيدتها واقفة ) الله .. يا قدم السعد .. سيدتي تقف وسط الحجرة .. أنا في علم أم في كابوس أهذى !!
    : كوبا من ماء .. هيا بسرعة !
    : أمرك ( تهرع وتعود بكوب الماء . يجرعها الحكيم الماء ) هيا ؛ فلتشرب مولاتى !!
    : ( تهدأ ، تتماسك بينا ميمونة تمسح على كتفها بفرح ) ميمونة هيا .. وسوف أناديك حين أعوزك .. هيا ( تخرج ميمونة غير مصدقة )
    : فلتجلس مولاتى ، فكلى آذان تسمع !!
    : عدنى ؟
    : أعدك .. بماذا أعدك ؟
    : كتمان الأمر !!
    : أعدك مهما كان الأمر ، لن يعرف ما تم فى هذى الحجرة مخلوق .. طير أو حيوان ، أو إنسان ، أو حتى ذرة رمل !!
    : أحبه يا أبتى ، ونار الشوق تدمى قلبى ، تعصرني عصرا .. كان أمامي ليل نهار . حين تطل خيوط النور على وجهي أعرفه ، فأحلق بين طيور الوديان ،لا يدركنى النوم مهما جثم الليل ، إلا على لمس يديه ، وبحة صوت الكروان !
    : إنسان لا يحب ، إنسان لا يعيش !!
    : ها أنا فى بئر أسقط .. اختطفوني منه .. سرقوا صبحي ونجومي .. سرقوا عمري .. كل سنيني ، ألقوا بي في جب الموت !!
    : لهذا الحد ؟
    : لماذا كنت خيار مليككم الوضاح ؟
    : الحب !!
    : من دون بنات الدنيا ؟
    : نعم !
    : الحب .. أن تخطف مالا تملك ؟
    : لا يعرف !
    : لم لم يسأل ؟
    : من يسأل من ؟ الملوك لا تسئل !!
    : بالأمر نساق ؟
    : نعم !!
    : كأسد الغابة تفترس و لا تسئل ؟
    : هكذا عاهدناهم منذ قديم !!
    : فماذا أفعل ؟ إني فى شوق للآخر ، أبغى رؤيته ، وصورته تلازمني ليل نهار ، تلازمني ، فلا تتركني حتى أنهار ، وتسوخ الروح !
    : ليكن الأمل رفيق أميرتنا !!
    : ألا يقتله الوحش المتربص حتى تشفى فريسته ؟
    : لو يتخلى الوحش عن أمله فى قنص فريسته يوما ، أزاغت عينه أخرى !!
    : فلأقتله فيه !!
    : إن كان بصدرك أقوى نحو الآخر . هيا أفيقي .. نلت الجنة .. الملك . والملوك لديهم ماهو أثمن من قلب امرأة !!
    : ينتظر شفائى .. لا ترضيه فريسته الهزلاء .. كل مساء يقف أمامي بعين تملؤها الرغبة !!
    : ماذا لو أظهرت بعض الرفق ؟
    : بعض الرفق بمن ؟ وأنا لا أملك أمري يا أبتى !!
    : بنيتى .. هذا ملك من أقوى ملوك الأرض .. يأمر فيطاع !!
    : إني طوع بنانه ؛ فليأخذني حين يشاء ؛ لكن الأسد لا تسكرها فريسة ينخرها الموت !!
    : رأيت الحب يندى عينيه . حاول غض الطرف . حملوا إليه نساء أجمل منك ، وأرشق ، أطوع منك ، وأرفق .. لكن !!
    : هذى دنياه ؛ فليطلقني يا مولاي
    : لم أكمل بعد .. ماآل إليه ترقب هند . لم يعد الفارس ، وجاءت أخبار عن موته . مرضت هند قليلا ، وتعافت .. ثم وقف بباب الخيمة شاب ، مد يديه ليأخذها زوجا .. لم يرحل وحده .. كانت فى هودجه هند !!
    : ( فجأة تقهقه ، ترتمى على السرير، وبمرارة ) أنت تراودني .. تروضني له ؟
    : ما خطر ببالي لحظة ؛ فأنا ما جئت إلا لأقيلك من عثرتك !!
    : ألست حكيم الملك ؟
    : وحكيما للناس
    : ناس .. الناس المقتلون بأبشع أنواع التعذيب .. الجوع . هاهم صرعى يحطون لحمده . اسمع .. هذى أصوات الحمد .. فلتسمع . آهات .. وبكاء ، وصراخ . اسمع دعوات بالموت على من أشقاهم .. وحكيم الناس يروض امرأة لمليكه كي تعرى وتدخل فى لحمه !
    : لا .. لا تقسي على .. أنا أنا ...................!
    : من للناس إذن سيدنا ، يعلمهم ، يضبط إيقاع الغضبة ، يدفعهم صوب الحق ، أو يحمل للملك الشكوى ، يتهدده ، يتوعده إن أسرف أو أخطأ ، لا .. لا أن يلهو بجارية حتى الموت !!
    : ( يدور منفعلا هنا وهناك ، ثم ينظر إليها ، ويدور ثانية ، يعطيها ظهره ) حين سام الناس الخسف ، لم يستثن أحدا ، العلماء .. الشعراء ..الأمراء .. العقلاء .. الحكماء . لم يستثن أحدا
    : حتى أنت .. أليس كذلك ؟
    : حين يحط الجوع ، ويُترك أمر الأسواق ، والأعمال للسفلة ، ينام الناس فى الطرقات ، يتعفن فيهم هذا الأمل باليوم القادم ، بالطفل القادم ، بالرزق القادم ، تتفشى حمى الحقد المسموم ، ويشد العقلاء ركابهم صوب الأنفع ؛ فالجوعى لن تشبعهم حكمة أو أشعار أو علم نافع .. وتكون المعركة الحاسمة بين طرا ئد سيدنا.. من يشلح ثوبه ، من يضع اللقمة بين الأنياب ، يهدهده حتى يشاكسه النوم ، يشعل نقمته صوب الآخر.. كل يتجمل ؛ حتى يسحق غيره ؛ لتعلو صورته ، ويصبح نجم نجوم الموكب !!
    : ياللمأساة !!
    : كان على أن أختار .. أكون أو لا أكون !!
    : بل قل .. تهون أو لا تهون !!
    : هل كان علي أن أختار الموت ؟
    : هذا أكرم !!
    : أكرم .. أن يسحقني الأعجز ، وينال الحظوة والجاه ؟
    : بئس الحظوة ما نلت ياسيدنا .. قتلت الناس جميعا !!
    : لم أقتل أحدا .. لا .. لم أقتل أحدا . كان دفاعا مشروعا .. كان ذكاء !
    : أي ذكاء .. هيا ياأبتى ؛ فوجودك يشعرني بالغثيان !!
    : سيدتى .. لا تهيني شيخا في منزلة أبيك .. فأنا ............. أنا ( يبكى منهارا )
    : ( تفاجأ ، تسرع إليه ، تسترضيه ) أرجو معذرتك .. لم أقصد .. لكنى سئمت حياتي .. لمسته تقتلني ، نظرته تعريني ؛ فيعيث الرجس بروحي ، ويدوى نعيق غراب ياخاطئة .. يا .............!
    : فداك نفسي .. نعم الموت أكرم من تلويث الروح ، وقهر العزة . بعض لقيمات تقمن الأود ، وشربة ماء ، هذا زاد الحكماء .. أراه الآن أكرم ، فى حضرتك الليلة أكرم .. أعظم مما يتصور رجل مثلي ، ضل طريقه ، وهوى فى جب مليك طاغية لا يعنيه الناس .. من رفعوه .. وصنعوا منه إلها يعبد .. نعم هو الآن أكرم .. ها أنا ذا أرفع عن عيني غماء .. وعن روحي أهدم أسوارا رفعت حين الخوف تلبسني ( يبكى )
    : أو تبكى يا أبتى ( تبكى ) اصفح عنى ؛ فأنا ما عدت البنت الـ ............!
    : بعض دموع .. أتطهر ، وأخلص روحي من رجس صنيعي ، إني أخلق .. أنت مخلصتي ، ومنذ اليوم سيعلو صوت الحق ، ولكن ، بوقار حكيم ، أشبعه الله من الفيض النوراني .. فلنعقد صفقة !!
    : صفقة ياسيدنا ؟!!
    : إنى رأيت الصدق جوادا يركض فى غيط ناضر ، ولمحت الكلمات على شفيتك طيورا تبغي عشا ، ترجو حبا، ونباتا ، وفضاء أرحب ، لا تحكمه صقور الملك الوضاح !!
    : حلم يتجدد حين الشمس تقبل وجه العالم !!
    : والحلم السابح فى ظلمات النفس ، يعذبها ، يرجو فكاكا .. وحياة ؛ ليحط على أرض الله ، إما بالقوة إما بالـ .........
    : الله يا شيخ الحكماء .. رويت الروح بقطرات من وهج الحكمة
    : بل قولي من وهج الحب !!
    : فلنعقدها الآن .. تلك الصفقة .. وفورا !!
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 05-10-2011, 15:20.
    sigpic
  • نادية البريني
    أديب وكاتب
    • 20-09-2009
    • 2644

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قرأت أستاذي الفاضل ربيع وأحسست وهج الحرف
    لي عودة بإذنه وتعالى فقد شغلت مأساة أميرتك نفسي وفكري
    دمت مبدعا

    تعليق

    • العربي الثابت
      أديب وكاتب
      • 19-09-2009
      • 815

      #3
      : والحلم السابح فى ظلمات النفس ، يعذبها ، يرجو فكاكا 00 وحياة ؛ ليحط على أرض الله ، إما بالقوة إما بالـ000000
      : الله يا شيخ الحكماء 00رويت الروح بقطرات من وهج الحكمة

      : بل قولي من وهج الحب !!
      : فلنعقدها الآن 00 تلك الصفقة 00 وفورا

      أجل هوالحلم النائم في ردهات الروح، ينتظر شمسا تقبل وجه العالم،لتكون الصفقة في صالح كل الأطراف...
      نص متوهج سيدي بهذه الشذرات الساحرة،
      يستحق ان يقرأ مرات ومرات،لعل تلك القطرات تروي ظمأ روحي لوهج الإبداع.....
      تقبل يا طيب مروري...مع صادق المحبة والتقدير...
      العربي الثابت
      اذا كان العبور الزاميا ....
      فمن الاجمل ان تعبر باسما....

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        بدأت معهما المشهد و تاهت روحي أيضا .. كأنما الموقف يتفصل أمام ناظري ..

        حوار بعين الحكمة بين عاشقة و حكيم .. بين الحب و الحكمة كان اللقاء ..

        أو أراه مشهداً مسرحيا .. تلفزيونيا مصورا بكاميرا دقيقة الحس ..

        تذكرت معه تلك اللقاءات التي تعودناها في الصغر و أيضا في الكبر .. في ليالي ألف ليلة و ليلة ..

        أميرة الأزمان .. و حكيم الزمان .. و ورطة الحب التي لا تنتهي .. تُمرض الجميع و يصير بها عامة الناس حكماء .. أطباء يصفون الدواء .. و تُشفي العليل من مرضه .. تلك هي الورطة .. مصيبة الحب التي ابتلينا بها .. فأصبحنا نلزم الفراش أحيانا .. لفرط اختلاجات الروح و الجسد معاً ..

        ربيعي الطيب الحكيم .. أقرأ لك الجديد فأراه ذا صبغة متعددة الألوان .. حتى و إن كان مكتوباً منذ سنوات .. فهو بالنسبة لي و لأفقي الذي أعرفه أعتبره دراسة لتعلمٍ أوسع ..

        محبتي و خالص الود
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • عائده محمد نادر
          عضو الملتقى
          • 18-10-2008
          • 12843

          #5
          ربيع عزيزي
          هلا غيرت الخط فقد أتعب عيوني
          نص يغص بالحكمة والتوهج
          لن أقول كثيرا لأنه يحكي عن نفسه
          حوار رائع بل أكثر
          والنص بدا وكأنه مسرحي فكنت أتخيل نفسي أجلس بين صفوف المشاهدين يرفرف قلبي بين كل تلك المشاعر
          هنيئا لك ربيع
          تحياتي ومودتي عزيزي
          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

          تعليق

          • مها راجح
            حرف عميق من فم الصمت
            • 22-10-2008
            • 10970

            #6
            لي عودة ربيعنا الغالي
            مودتي
            رحمك الله يا أمي الغالية

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              قرأت أستاذي الفاضل ربيع وأحسست وهج الحرف
              لي عودة بإذنه وتعالى فقد شغلت مأساة أميرتك نفسي وفكري
              دمت مبدعا
              هو عمل شديد الخصوصية ، بدأته منذ وقت و نيف
              و لم أنته منه إلى الآن .
              حاولت فيه مطاردة الملوك ، و ما يفعلون برعاياهم ، من سلب حرياتهم ،
              و أرزاقهم .. و حيواتهم : كأسد الغاب هم .. تنهش و لا تسئل
              و هذه الحاشية القريبة ، و المعنية بالناس ، و العدل ، وكيف يضيع العدل
              تحت بطونهم و رغباتهم .. وهذا التهالك الذى الناس فى زمن الوضاعة ،
              و التنطع .. صورة أحببت أن تصل .. و تسحب على ما دونهم .. من رجال الإعلام ، و الشعراء و الكتاب الكذبة و المنافقين .. هذا ما كنت أناقشه
              على طول العمل ، و هنا على وجه هذه الورقة بعضا أو كثيرا منه !!

              شكرا لحضورك أستاذة نادية ، سررت بمرورك ، و أزلت ألم نفسى !!
              التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 05-10-2011, 15:21.
              sigpic

              تعليق

              • مجدي السماك
                أديب وقاص
                • 23-10-2007
                • 600

                #8
                تحياتي

                الرائع ربيع عقب الباب..تحياتي
                اثناء القراءة شعرت انني امام عمل مسرحي..ربما فرضه الشكل..مع هذا لا بد لي ان اقول انني امام عمل ابداعي اسطوري..بحاجة الى اتمام..عليك باتمامه يا عزيزي..فأنت هنا تطارد الانحطاط..وتطارد من يخلق الهوان ويعممه وينظّر له.
                مودتي
                عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة
                  : والحلم السابح فى ظلمات النفس ، يعذبها ، يرجو فكاكا 00 وحياة ؛ ليحط على أرض الله ، إما بالقوة إما بالـ000000
                  المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة

                  : الله يا شيخ الحكماء 00رويت الروح بقطرات من وهج الحكمة
                  : بل قولي من وهج الحب !!
                  : فلنعقدها الآن 00 تلك الصفقة 00 وفورا
                  أجل هوالحلم النائم في ردهات الروح، ينتظر شمسا تقبل وجه العالم،لتكون الصفقة في صالح كل الأطراف...
                  نص متوهج سيدي بهذه الشذرات الساحرة،
                  يستحق ان يقرأ مرات ومرات،لعل تلك القطرات تروي ظمأ روحي لوهج الإبداع.....
                  تقبل يا طيب مروري...مع صادق المحبة والتقدير...
                  العربي الثابت

                  الملك : حين رجعنا بأهازيج النصر ،وتحلقنى الناس طبولا ، ومزاميرا ،
                  وغوانى 00 قلت رجالى 00أبطالى00ضحوا كثيرا
                  ملكهم أرضا ، وقصورا ، أشبعهم حتى لا يأتى يوم يستل الواحد منهم موسا 00 أو سكينا 00 أو خنجرا0000، أفنوا العمر
                  لأجل العزة والشرف الغالى ؛ فلتكرم ياوضاح رجالك 0000
                  الحكيم : لم تكن الأرض خرابا أو نسيا منسيا 00 يامولاى 00 و لا
                  كانت مهجورة 00 هذى الأبواب 00 حين أمرت لفرسانك
                  ملكيتها 00 كانت لرعاياك من العامة والبسطاء 00 فلاحيك
                  00 وعمالك 00 وشغالتك المنسية !!
                  الوزير : حتى مليكك 00لا تعجبك فعاله 00 هزلت والله 00 هزلت !!
                  الملك : كنت على صدر الموكب 00 وسألتك رأيا 00 أذكر ضحكتك
                  العالية المزهوة 00 كما أذكر ردك !!
                  الوزير : هتف بأعلى الصوت 00 ليس بعد الوضاح حكيم ينطق ؛ فالآلهة
                  صبت فيه دنان الحكمة قبل المولد 00 وما الحكماء سوى أشباح
                  ومسوخ !!
                  الحكيم : كنت مريضا يتخطفني الخوف !!
                  الملك : الخوف !!
                  الحكيم : نعم الخوف 00فما كنت لتسمح يا مولاي لأحد رأيا 0أو كلمة ، أو هزة رأس !
                  الوزير : هذا تعليل فاضح !!
                  الملك : ( يدور بعصبية ، يتهالك على كرسي، فجأة يقهقه )
                  الحكيم : و هذا تكرار واضح !!
                  الملك : ماذا تقصد ؟
                  الحكيم : هذى الضحكة 00 ليست غفلة كما تتصورها عظمتكم 00أو
                  تعبيرا عن شيء غاب عن الوعي 00فالجلاد يدرك تأثير سياطه
                  00 يعرفه 00وكأنه ذاق مرارته !!
                  الملك : لو أنى..... ياوزيرى 00 هيا بسرعة 00 أعد للناس الأمن
                  00 عليك برأس الشرطة 00أريد الميدان تلالا من غلة 00
                  وماملكت كل خزائن مملكتى 00هيا 00 سوف أراقب ، وأدس
                  عيونى فى الحال بين ثياب الجند 00 ليس لدى سواها مشنقة
                  الميدان الأشهر 00هيا خلفنى وحكيمى 00 حتى تأتينى الأنباء (
                  يخرج الوزير ) انتظر 00 نعطى تحذيرا ، فورا ، يعلن أمرى كما
                  يعلن نوع عقابى !!
                  الوزير : هذا أرقى 00 وأليق بمليكى الملك الوضاح !!
                  الحكيم : ماسلب قهرا يامولاى 00 لن يرجعه سوى القهر !
                  الوزير : سيدى 00 هذا رجل لا أعرفه 00 ومليكى لولا عشرته لى ،
                  لقلت رجل يتخفى فى زى حكيم نعرفه ( لنفسه ) من الساعة
                  أنت غريمي !
                  الملك : هذا حكيم ثار على نفسه ، قتل الخوف بقلبه فتعالى كالنجم 00
                  وليكن الرأي مافاه حكيمي 00 هيا ( يخرج الوزير وهو غير
                  راض 00 ثم يتحرك الملك 00 يتأمل الحكيم 00 يفتر ثغره عن
                  بسمة سرعان ما تنطفىء ) حالا سوف تحل مسألة العامة 00
                  فماذا عن مسألتى ؟
                  الحكيم : مسألة العامة يامولاى أخطر مماتتصور00أتظن الحل يكمن فى
                  مسألة القمح أو الأرز 00 لا 00المسألة 00 مسألة الحكم 00
                  رأس الحكم 00 كيف يدبر أمر الناس 00ماذا عن العدل 00
                  الحق 00 فقد الناس الروح .. ماعاد الأمل يطل من حدقات
                  العين .. ماتت أحلام الصبيان الحلوة بغد أجمل يأتى رغم الأنف
                  .. لم يبق سوى الجشع يعربد .. يعربد فى كل طريق .. وطموح
                  السفلة يرقى سماوات الحق.. شىء ضاع .. أنت أضعته .. أنت
                  يامولانا أضعته .. أنت المسئول !!
                  الملك :قل لى .. ماذا أضعت ؟
                  الحكيم : لا أدرك كنهه تحديدا ..لكنى أحسه .. ربما كان أسلوب الحكم
                  .. تجريم التعبير عن النفس بالقول أو الفعل .. أفاعيل الشرطة
                  والجيش .. فالناس لا تنسى كيف الجيش بكامل أسلحته قتل
                  العامة ومزقهم شر ممزق حين خرجوا بمطالبهم .. ماكانوا قصدوا
                  شرا ، لم يحمل أحد منهم حتى مجرد خشبة أو دبشة طوب !!
                  الملك : لم لا تجلس00اجلس00سوف تحل أمور فى الأيام القادمة ،
                  وتذل رؤوس ، وتعلو هامات 00 لا تتعجلنى ؛ فالعين تعودت
                  الظلمة 00 وصعب أن تتحمل فجأة النور ( كأنه يلاعبه )
                  الحكيم : ( يفهم قصده فيغير الحديث يائسا ) أما عن مسألتك يامولاى
                  فهي أبسط من شكة دبوس 00 سرحها يامولاى ؛ ولتعطى
                  حريتها 00 وترحل !
                  الملك : ترحل 00 حريتها 00 نعطيها 00 صدق والله كركدان وزيرى
                  00 أنت غريب حقا00وإلى أقصى حد00 نعم 00 أقول أحبها
                  00أتمزق شوقا وحنينا00 يارجل00 النوم أصبح حلما وهما 00
                  ألا تفهم ؟!
                  الحكيم : ألانك لم تغز مدائنها بعد ؟

                  شكرى و عرفانى بمرورك الغالى !!

                  sigpic

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                    بدأت معهما المشهد و تاهت روحي أيضا .. كأنما الموقف يتفصل أمام ناظري ..

                    حوار بعين الحكمة بين عاشقة و حكيم .. بين الحب و الحكمة كان اللقاء ..

                    أو أراه مشهداً مسرحيا .. تلفزيونيا مصورا بكاميرا دقيقة الحس ..

                    تذكرت معه تلك اللقاءات التي تعودناها في الصغر و أيضا في الكبر .. في ليالي ألف ليلة و ليلة ..

                    أميرة الأزمان .. و حكيم الزمان .. و ورطة الحب التي لا تنتهي .. تُمرض الجميع و يصير بها عامة الناس حكماء .. أطباء يصفون الدواء .. و تُشفي العليل من مرضه .. تلك هي الورطة .. مصيبة الحب التي ابتلينا بها .. فأصبحنا نلزم الفراش أحيانا .. لفرط اختلاجات الروح و الجسد معاً ..

                    ربيعي الطيب الحكيم .. أقرأ لك الجديد فأراه ذا صبغة متعددة الألوان .. حتى و إن كان مكتوباً منذ سنوات .. فهو بالنسبة لي و لأفقي الذي أعرفه أعتبره دراسة لتعلمٍ أوسع ..

                    محبتي و خالص الود
                    أميرة الحاجات .. و أمير المحتاجات .. و أنت محمد سلطان .. ملك السلاطين و البسمات !!
                    يارجل .. ما الذى يدعونى إلى طرح عمل أو مشهد من عمل إلا إذا كان يحمل رؤية مختلفة أردت أو قصدت أن تصطدم بها أنت على وجه الخصوص .. ارفع عنهم ثيابهم التاريخية ، جردهم ، و ألبسهم بدلا حديثة ، هل تغير شىء محمد سلطان ، مازالت الثعالب يخطفون و يسرقون للملوك و الرؤوسا أجمل النساء .. و مازال بل أصبح الأمر أكثر تشويها .. اقرأ محمد الله يخليك .. أنا لا أحكى حدوتة ملتوتة !!!
                    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 05-10-2011, 15:26.
                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                      ربيع عزيزي
                      هلا غيرت الخط فقد أتعب عيوني
                      نص يغص بالحكمة والتوهج
                      لن أقول كثيرا لأنه يحكي عن نفسه
                      حوار رائع بل أكثر
                      والنص بدا وكأنه مسرحي فكنت أتخيل نفسي أجلس بين صفوف المشاهدين يرفرف قلبي بين كل تلك المشاعر
                      هنيئا لك ربيع
                      تحياتي ومودتي عزيزي
                      شكرا لله أنك معنا أستاذة
                      كونى بخير عائدة
                      و حمدا لله على السلامة !!


                      محبتى
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                        لي عودة ربيعنا الغالي
                        مودتي

                        تكفينى إطلالتك .. و أنتظر عودتك دائما بالخير !!

                        خالص احترامى و تقديرى
                        sigpic

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة مجدي السماك مشاهدة المشاركة
                          الرائع ربيع عقب الباب..تحياتي
                          اثناء القراءة شعرت انني امام عمل مسرحي..ربما فرضه الشكل..مع هذا لا بد لي ان اقول انني امام عمل ابداعي اسطوري..بحاجة الى اتمام..عليك باتمامه يا عزيزي..فأنت هنا تطارد الانحطاط..وتطارد من يخلق الهوان ويعممه وينظّر له.
                          مودتي
                          توقفت عند مشهد النهاية
                          توقفت .. رغم أنى قصدت بعد أن كتبتها أن تكون هى قمة أعمالى المسرحية
                          لكننى وجدت فى هذا المشهد رؤية مكتملة لما يدور فى العمل كله
                          و لذا وضعته من باب العناد لا أكثر !!


                          محبتى مجدى
                          sigpic

                          تعليق

                          • م. زياد صيدم
                            كاتب وقاص
                            • 16-05-2007
                            • 3505

                            #14
                            ** الراقى الاديب المتميز ربيع.....

                            صفقة قد تكون على قاعدة عودة ذاك الفارس الغائب..وتزويجه بالاميرة لكن فى حالة عدم تحقيق هذا الحلم فباعتقادى سيكون عريسها وما اختاروه لها..

                            لغة ادبية رفيعة لمبدع.

                            تحايا عبقة....................
                            أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                            http://zsaidam.maktoobblog.com

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة م. زياد صيدم مشاهدة المشاركة
                              ** الراقى الاديب المتميز ربيع.....

                              صفقة قد تكون على قاعدة عودة ذاك الفارس الغائب..وتزويجه بالاميرة لكن فى حالة عدم تحقيق هذا الحلم فباعتقادى سيكون عريسها وما اختاروه لها..

                              لغة ادبية رفيعة لمبدع.

                              تحايا عبقة....................
                              ما يعنينى الناس ، الحكام .. كيف تتحول حياة الناس إلى جحيم ، بينما الحكام يرفلون فى النعيم ، و اصطياد الطرائد ، و كيف الأجهزة فى الحكومات تكون كلها رهن بنزوات هؤلاء ، لا يعينهم الناس من قريب أو بعيد .. كيف يتم تناول هذا صراحة ، و مناقشته .. كيف يصعد الشاعر النجم .ز الكاتب النجم
                              فرق كبير بين ابن خلدون ، و الشيخ الجوسقى الذى لطم نابليون على وجهه ، و أعطاه درسا للتاريخ فيخوزق ، بينما يسعى ابن خلدون لمقابلة السفاح تيمورلنك لينال الحظوة فقط ، و ليس لرفع الاصر عن الناس !!

                              محبتى أخى الكريم
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X