تعبير حر ؟؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وائل عمر
    عضو الملتقى
    • 14-01-2010
    • 72

    تعبير حر ؟؟!

    ساد الصمت بغتة على فصل (3-1) بعد ولوج أبلة (مسرات) مدرسة القراءة فيه ! وهدأت الفوضى العارمة التي أثارها زملائي منذ قليل تماماً ، الكل التزم الصمت خوفاً من أبلة (مسرات) !!
    حتى (محسن) أكثر تلميذ مشاغب في فصلي والذي يجيد تقليد المدرسين بطريقة مضحكة – خصوصاً أستاذ / رياض مدرس الحساب – قد عاد إلى مقعده ولبس ثوب البراءة الطفولي بخبث وشيطنة .
    الكل هنا يخشى أبلة (مسرات) للغاية ، والسبب هو قسوتها في إيقاع العقاب المؤلم لنا .. لذلك لا يجرؤ أحداً هنا في مجرد التنفس بصوت عالِ أثناء شرحها بطريقتها العصبية لنا .
    بناءاً على (جدول الحصص) .. اليوم لدينا حصتان تعبير !
    معظم زملائي يرتعبوا من حصص التعبير أو حصص تسميع (المحفوظات) ، لذلك يمكنني – وسط هذا الهدوء الرهيب – سماع (كركبة مصارين) بعض زملائي بوضوح !!
    سنمر منذ الآن بساعة ونصف من القلق والترقب والخوف !
    في بعض الأحيان تعاقب أبلة (مسرات) زملائي بعصبية مبالغ فيها إذا ما اقترفوا بعض الأخطاء الكتابية في موضوع التعبير بالذات ، لذلك تصرخ بصوتها (المسرسع) موجهه كلامها للفصل كله :

    «أنتوا شوية بقر .. بهايم .. يا خسارة تعبي في الحصص معاكم .. أنتوا فاكرين نفسكم حتفلحوا يا حيوانات أنتم ؟؟ جاتكم القرف كلكم على بعض ! وأبقوا قابلوني لو فلحتوا » !!

    من مكاني في وسط الصف الأول أرمق أبلة (مسرات) بنظرات تأملية باسمة ، كأني أنتشي من عصبيتها هذه ! لعلي أضيف سبباً أخر لاستمرار احتقاري وكرهي لها ..
    كأنها تركت بيتها وعالمها الخاص وجاءت متبرعة بوقتها وتشرح لنا مجاناً !! بالطبع هي تأتي إلى هنا طمعاً في مرتبها فقط !

    * * * * *
    بعد أن فرغت أبلة (مسرات) من كتابة اسم المادة على (السبورة) الكالحة ، استدارت لنا وقالت :

    « النهاردة يا (موكوسين) عندكم حصة (تعبير حر) .. أصل أنا زهقت منكم !! اللي عايز يكتب أي حاجة يتنيل على عين أهله ويكتبها !! ربنا يعدي الحصتين دول على خير .. جاتكوا القرف يا بعدا » !!

    نسيت أن أذكر مدى سفالة تعبيرات أبلة (مسرات) !! فهي امرأة ذات لسان (زالف) كثيراً ما يتماطر ويتراشق بالسباب لأتفه الأسباب !
    «أنت مستني عزومة أنت وهي ؟؟ ما تتنيلوا على عينكم وطلعوا الكراريس واكتبوا الهباب الموضوع ! عجايب والله » !

    بحكم قرب مقعدي منها ، اضطررت لدفن نظراتي بين ذراعي كراستي المفتوحة ، لكني رأيتها بطرف عيني وهي تخرج محمولها من حقيبة يدها ، ثم طلبت رقماً ووضعت المحمول على أذنها ، وأبهامها على زر الغلق ! أنها تقوم بما يسمى (ميسد كول) لشخص ما !!
    من هو يا ترى ؟؟
    * * * * *
    بعد خمس دقائق دخلت أبلة (صفاء) مدرسة الرسم .. واستنتجت أن (مسرات) قد أعطت إشارة لـ (صفاء) تعلن فيها أنها متفرغة الآن !!
    (صفاء) مدرسة رسم ، لكنها لا تقوم بالتدريس لنا .. بل لفصل (3-2) المجاور .. هي شابة مليحة وجميلة بعض الشيء !! وقد عادت لتوها من إجازة (شهر العسل) .. هي عروسة حديثة بالمعنى المعروف ..

    قامت (مسرات) لاستقبال (صفاء) بكل لهفة ، وطبعت على خدها الناعم أربع قبلات بالتمام والكمال ، ثم جلسن في مواجهة مقعدي لبدء حوار سيطول مدته لحوالي الساعة ونصف !
    لكن .. هل تركت (صفاء) فصلها وحصتها وجاءت تجلس وتحكي مع (مسرات) ؟؟
    لا أعلم !!
    وكيف يمكنني أن أعلم ؟؟
    * * * * *
    (طااااااااااااااااخ)..
    دوت الصفعة عالياً على خدي الأيسر ..
    أفقت من شرودي هذا لأجد يد (مسرات) اليمنى في الهواء بجوار خدى المصفوع ، كأنها تهدد بضربي قلم أخر إن لزم الأمر !!
    هللت (مسرات) في غيظ واضح :

    « أنت مابتكتبش ليه يا حيوان أنت ؟؟ أنت قاعد بتتصنت علينا ؟؟ » !

    رفعت عيني لها في غل واضح ، وعدلت وضع نظارتي بعدما انعوجت بفعل ضربتها المفاجئة .. وقلت في تأني غاضب بعض الشيء :
    « أنا مش بتصنت عليكي يا أبلة (مسرات) ، أنا بس بفكر في موضوع لكتابته .. عشان النهاردة – زي ما حضرتك عارفة – حصة تعبير حر ! يعني مفيش حاجة محددة عشان أكتبها ! » ..
    مصمصت شفتيها في حركة قميئة وقالت :

    « أحمد يا عمر .. الواد فاكر نفسه (نجيب محفوظ) واللا (يوسف السباعي) .. يا خويا أكتب أي نيلة ، خلاص يعني ؟؟ حتكتب اللي ما اتكتبش ؟؟ جاتك القرف ! » ..

    استمرت نظراتي لها بنفس الثبات ، إلى أن تجاهلتني تماماً وعادت إلى حديثها مع (صفاء) !
    هي طلبت مني أن أكتب ..
    حسناً .. ها هو قلمي الأزرق في يدي ..
    ها هي صفحتي البيضاء تنتظر جروحاً زرقاء عليها !!
    ها هو الغل الذي أولد غضباً لا حد له !!
    سأكتب بناءاً على رغبة مُدرستي الغير رقيقة بالمرة !
    فهل تدري – هي – ماذا سأكتب ؟؟

    * * * * *
    كراسة التعبير العزيزة ..
    أكتب فيكي الآن في خضم حوار أبلة (مسرات) مع صديقتها أبلة (صفاء) ..
    بعيداً عن (اللولب النحاسي) الذي تنصح به أبلة (مسرات) صديقتها – بشدة – في هذه اللحظة ، وبعيداً عن نصائح الأولى التي تؤكد للثانية بعدم تكرار خطأها بعد الزواج بعدما أهملت تركيب (اللولب النحاسي) ، فكان النتيجة بأن رزقت أبلة (مسرات) بطفل وهي في شهر زواجها العاشر !
    بعيداً عن كلام الكبار والقليل الأدب الذي تتبادله مدرستنا الآن مع صديقتها عديمة (اللولب النحاسي) !!
    أنا بالفعل لا أعرف ماذا أكتب هنا ؟؟
    (تعبير حر) ..
    هذا نوع الموضوع ..
    فهل يعرف طفل في التاسعة معنى كلمة (حر) هذه ؟؟
    كيف لطفل أن يكتب موضوع حر وهو لا يملك حتى إفراغ مثانته إلا بعد تذلل ملّح إلى مدرسه السادي المتوحش كي يشعر بالراحة ؟؟
    فكيف يكتب من لا يملك حرية التبول في أي وقت يشاء لأن يكتب "موضوع حر " ؟؟
    (نقطة ، ومن أول السطر !) ..
    سمعت من قبل عن اعتقال طالبة في مرحلة الثانوية العامة لأنها قامت بالتعبير عن رأيها في التعبير ضمن امتحان اللغة العربية في أخر العام ، فأبدت رأيها في السياسة وأحوال البلد الراهنة ، وأيضاً رأيها في رئيس مصر نفسه ! فقامت الدنيا من حولها ولم تقعد !! فكيف لهذه (الماجنة) الصغيرة لأن تبدي رأيها التافه في رئيس جمهوريتها المعظم ؟؟
    وقد سمعت بأن صفعات مخبري وضباط الشرطة عندنا أشرس من صفعات أبلة (مسرات) !!
    فكيف إذن أكتب (موضوع حر) طالما صاحب الموضوع نفسه ليس حر أبداً ؟؟
    هه ؟؟
    كيف ؟؟!

    * * * * *
    كراستي العزيزة ..
    مطلوب مني بأن أملأك طوال الساعة ونصف بلغو لا معنى له ، فقط إرضاء لأبلة (مسرات) ومنهج اللغة العربية الغبي ..
    حسناً .. دعيني أحشوك بما يدور في حديثهما الآن .. ثم أعود لأكتب فيك بما يدور في رأسي بعدها ..
    م – أوعي يا صفاء تدلعي الراجل من أولها .. أتقلي عليه أوي .. أوعي تناوليه غرضه بسهولة !
    ص – مش عارفة والله يا مسرات .. الراجل مش عاتقني ، حتى مش مدّيني فرصة أحط مكياج حتى .. على طول (متصربع) .. وبعد كدة (يا حبة عيني) ينام زي القتيل !
    م – ما تستغربيش يا حبيبتي ، هم كدة في الأول !! بعد كدة أحنا حنتحايل عليهم ! قطيعة تقطعهم كلهم .. تصوري الراجل بتاعي (الخيبان) بقاله فترة (مش ولابد) ؟؟ بس وحياتك مش حتنازل عن حقي منه ! أنا وصيت الجزار على حتتين كوارع يرمّوا عضمه وعضم اللي خلفوه كمان .. على الله ربنا ينفخ في صورته ياختي ! ده أنا زهقت !
    ص – الحمد لله .. لسة ماوصلناش لمرحلة الكوارع (هاها) ..
    م – ماتخفيش ياختي ، بكرة توصلوا !! مش عارفة ياختي أيه اللي حصل للرجالة الزمن ده .. قطيعة تقطعهم كلهم مرة واحدة ..
    ص – حرام عليكي ، ماتقوليش على (سومة) كدة !
    م – (سومة) ؟؟ هو بقى اسمه (سومة) ؟؟ طيب ياختى ..

    كراستي العزيزة ..
    بغض النظر عن استيعابي لهذا الحوار الغريب أم لا ..
    إلا أني كتبته استناداً إلى ما يسمى (تعبير حر) ..
    ربما كان تساؤلي هنا عن نقطة واحدة :
    هل سيحدث لي هذا الشيء الغامض المبهم الذي يحدث لرجال هذا الزمن أم لا ؟؟

    * * * * *
    ثلاجتنا بدأت تصدر أصوات واهتزازات عجيبة هذه الأيام .. لم أفضل ارتداء (كاب) أبداً مهماً كان أناقته .. لماذا يظن أبي أني أحب أفلام ذلك المعتوه المسمى (إسماعيل يس)؟؟ بالعكس ، أنا أكره حركاته المستفزة جداً .. أتمنى أن يصبح (محسن) صديقي في يوم من الأيام .. هل هناك أدوية تعالج التلاميذ ذوي الخط السيئ ؟؟ .. أحب أكل الموز والمانجو ، وبدأت أكره البطيخ الماسخ .. ماذا يشجع من لم يقتنع بمستوى فريق الأهلي والزمالك هذا الموسم ؟؟ .. كيف يفهم (الأسانسير) ؟؟ .. هل تتكلم الكلاب والقطط مثلنا ؟؟ هل الشيخ (مجدي) العبيط هو رجل مبروك كما يقول أبي؟؟ .. كيف تكون النار ساخنة دائما ؟؟ هل هناك نار باردة يا ترى ؟؟ .. أتمنى أن أرى جارنا أبونا (بطرس) معنا في صلاة الجمعة القادمة ، لقد طلبت منه مرة أن يأتي معي ، ولكنه رفض ! فهل سيذهب إلى النار يا ترى ؟؟ .. أتمنى أن أشرب سجاير مثل (عمو سمير) جارنا .. كيف تعلم حمار ميت العوم على سطح النيل في حين أني لا أستطيع السباحة ؟؟ .. لماذا يهتز صدر أبلة (صفاء) في حين لا يهتز صدر أبلة (مسرات) أبداً ؟؟ .. هل تشرب (أمنا الغولة) عصير قصب مثلنا ؟؟ هل ستغضب أمي لو عرفت أنني بلعت أحدى حبوب دوائها ؟؟ .. هل الشيخ الشعراوي في الجنة الآن ؟؟ .. هل هناك شجر ليمون في الشمس ؟؟ ..

    كراستي العزيزة ..
    أتمنى أن يندرج ما سبق تحت اسم (موضوع حر) ..
    فهل تعرفي أنتِ إن كان هو فعلاً (موضوع حر) أم لا ؟؟

    * * * * *
    كراستي العزيزة ..
    هل تهتم أبلة (مسرات) ومثيلاتها بما يكتبه تلميذ في التاسعة من العمر مثلي أم لا ؟؟
    وهل سيعامل أبنها مثلي في المدرسة ؟؟
    أم سيصفعه مدرس على خده مثلما حدث لي منذ قليل ؟؟
    هل سيكتب أبنها (موضوع حر) أفضل مني أم لا ؟؟
    هل ينام على سريره ليلاً وهو يحمل هم صبيحة اليوم التالي ؟؟ هل يقّدر كم عصا سيأخذها على يده ؟؟ وكم على ظهر يده ؟؟ وكم على مؤخرته ؟؟ وكم على خده ؟؟

    هل يعلم أبن أبلة (مسرات) أن مصير وجوده في الدنيا توقف على عدم تركيب أمه لـ (لولب نحاسي) ؟؟

    * * * * *
    كراستي العزيزة ..
    من قال أني نسيت ضربة أبلة (مسرات) على خدي ؟؟
    أنا لم أنس أبداً .. ولن أسامحها أبداً على هذه الفعلة ..
    سأردها لها بطريقتي .. ليس مهماً أن يكون الألم محسوساً على خدها أو حتى جسدها .. بل سيكون ألماً نفسياً على طريقتي أنا ..
    لقد أثارت ضربتها هذه حقداً بداخلي يكفي حرارته قتلها ألف مرة ..
    سأنتقم منها ..
    وعلى طريقتي الخاصة ..
    ولن تكفي (حتتين) كوارع لرمّ (عضمها) هي أو حتى (عضم اللي خلفوها) ..
    كراستي العزيزة ..
    أنا أكره أبلة (مسرات) .. وكل ما تقوله أبلة (مسرات) ..
    فهل ستشي – آيا كراستي العزيزة – لها بذلك ؟؟

    * * * * *
    كراستي العزيزة ..
    انتهت الحصتين ..
    وانتهى وقتك معي الآن ..
    بعدها ستكونين معها ..
    أبلة (مسرات) ..
    ربما ستطالعك كلك ..
    ربما ستقرأ الموضوع كله وبحذافيره ..
    ربما ستهملك أيضاً ..
    هذا شأنها هي ..
    لقد أنهيت ذلك المدعو (موضوع حر) ..
    ولا يهمني رأيها بعدها ..
    لقد مات بداخلي الخوف منها ودفنته هنا بداخلك ..

    كراستي العزيزة ..
    شكراً ..
    * * * * *
    بعد انتهاء زمن الحصتين ، قام كل تلميذ من مكانه لتسليم كراسته إلى أبلة (مسرات) .. بعضهم يرتجف في وجل ويرتعب من العقاب المنتظر في حصة التعبير التالية .. وبعضهم لا يبالي بالمرة ..

    إلا أني متأكد من عمق نظرتي الساخرة إلى عين أبلة (مسرات) وأنا أسلمها كراستي العزيزة ..
    وأعطيتها ظهري عائداً مقعدي في وسط الصف الأول ، متجاهلاً بكل صفاقة نظرات عيناها الذاهلة والمتسائلة !
    وعقلي الصغير يدور ويدور .. وبداخله أفكار شريرة وماكرة تتوالد في لهفة وغل .. ربما انعكست بضع أفكاري هذه على عيني بطريقة أو بأخرى ..
    فهل ستعرف يا ترى سر نظراتي هذه ؟؟!
  • مصطفى بونيف
    قلم رصاص
    • 27-11-2007
    • 3982

    #2
    الأستاذ الساخر وائل عمر

    أكثر ما أعجبني هو (الكوراع ) التي يبتلى بها كل رجل بعد فترة من الزواج ..
    مع أنني متأكد أن أكثر الرجال لا تنفع معهم حتى كوراع الديناصورات !!.
    ثم لماذا لم تنصحها بأن تقتني لزوجها (الحبة الزرقاء ) ؟
    يقولون أن سرها باتع .

    أعتقد بأن المدرسة بعد أن قرأت ما كتبته في كراستك ..قدمت استقالتها !


    تحية وتقدير
    [

    للتواصل :
    [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
    أكتب للذين سوف يولدون

    تعليق

    • دكتور مشاوير
      Prince of love and suffering
      • 22-02-2008
      • 5323

      #3
      [align=center]
      نعم أنها ابله " مسرات "وشد انتباهي هنا الأسم ...!!
      رغم قسوتها ورغم قلة ضميرها ولكنها "مسرات"تنظر إليها فتسرك،تنظر إلى جزء آخر منها،فيصيبك الأعياء.!!
      هل ترىَ معي أخي وائل أن مسرتها بسبب تفكيرها الدائم في قطع "الكوارع "..!!
      أم قسوتها التى تستخدمها ،بسبب هذا الحرمان ..!!
      عموما سيان،ففي نهاية الطريق الهــــدف واحد الوصول إلى "اللولب النحاسي"!
      ومن التفكير في الكوارع وصولا إلى اللولب النحاسي ..
      نلخص الآتي.
      في ظل تغير السلوكيات الحتمي الذي يحدث دائما منذ أن خلق الله الأرض وما ومن عليها، يتبادر دائما للذهن أننا في آخر الزمان وأن الجيل الحالي بالفعل تربىَ على كتابة موضوعات التعبير الحر،بطريقة أبله "مسرات "وهو يجهل هذه الحرية،دون حتىَ أن يفكر في كلام "مسرات و"صفاء"العروس التى هي بحق وفي بداء المشوار..!!
      عزيزي لقد اهتزت صدور كما تفضلت وذكرت وثبتت صدور..!!
      كصدر أبله "مسرات "وفي الآخير "سومه"هو السبب،ولزم له الكوارع وخلافه!!
      ولهذا أصبح الجيل لا تعبير ولا أخلاق له وتقفز الى الذهن عبارات مثل " الناس جرالها إيه - فأنا حر واعمل إللي عايزة"متشبعاً بعبارات وعنوان التعبير الحر منذ الصغر، وهو قول صحيح من منظور أن الناس تتغير والإقتصاد يتغير والمعيشه والحياه وطرق علاج الأمراض،التى أشرت إليها وغيرها حتىَ طرق إتصال الناس بعضهم ببعض تتغير.
      مما جعل ابله" مسرات " تصفعك هذه الصفعة معتقده أنك تتصنت عليها مع رنين "اللولب النحاسي ".
      استاذ "وائل عمر"قرأت مقالك مرات،واستخلصت منه أننا بالفعل فقدنا الحريه منذ الصغر وفقدنا بفقدها الدفء والحميميه في علاقتنا،مع الآخرين وزرعنا مكانها القسوة والتفكير في الذات،وأنا ومن بعدي الطوفان.
      فالهذا أتت"صفاء"مسرعة إلى "مسرات"لتحكي وتحكي،من باب الحرية التى تعلمتها هي وزميلتها إيضا،ومن باب ماخاب من إستشار "مسرات " و أللي يسأل مايتوهش" كلها عبارات تؤكد فكرة أن الإنسان محدود الفكر وكأنه يكتب موضوع "حــر"مما جعلك تتحير ولا تجد غير ما يتحدثان فيه.
      ومهما علت درجات تعليمنا وثقافتنا أوأننا شئنا أم أبينا سنصل في حياتنا في وقت من الأوقات الى سؤال"ماهــو مفهوم الحرية "إلى الممات.
      وساعتها "اخيب ولا استشير "مسرات"...
      أخي "وائل عمر"اكثر من رائع ولا تتأخر علي فأنا انتظر مقالاتك دائما الثائره..!!
      مودتي
      [/align]

      تعليق

      • رشا عبادة
        عضـو الملتقى
        • 08-03-2009
        • 3346

        #4
        تعبير حر!!
        هل ستسمح لي يا أستاذنا، بإستغلال حصتك أقصد صفحتك ، لإدارج موضوع تعبير حر
        سأتجاهل جدران الفصل البالية ، ومبني المدرسة المتهدم، واكياس القمامة التى ترقد بسلام أمام البوابة الأمامية تخرج لسانها بشماته لتلك العبارة المكتوبة على الحائط و التى تعمد الطلاب تشويهها بالألوان فلم تعد كما كانت" مدرستي نظيفة، جميلة متطورة" وإنما أصبحت" مدرستي ظيفة، ميله، طورة"!!
        سأتجاهل راتب ابله مسرات الضئيل الذي أجبرها على وضع اللولب النحاسي حتى لاتنجب صغار يفتحون أفواههم وأياديهم مطالبين أبويهم بأحلام " البورجر والكنتاكي والهوت دوج والموبايل ومصاريف التعليم الغير مجاني الخ الخ"
        سأتجاهل كا ما تعانيه ابله مسرات فى طريقها الى المدرسة صباحا للحصول على موضع قدم فى اى اتوبيس او ميكروباص
        سأتجاهل "الكوسة ، والواسطة، وحتى سنوات دراستها حينما كانت تلميذة وهى تصرخ من لسعات الفلكة على قدميها!!
        سأتجاهل الفساد الذي أحاط بكل شىء حتى الرسائل السامية مثل التعليم وغيره، ليصبح القانون الثابت هو لغة التجارة " كم وبكام"
        سأتجاهل عقم المناهج وتجارب الفئران التى تطبق على التلاميذ بمختلف المراحل التعليميه وربما تطبق على المدرسيين أيضاً
        سأتجاهل كوني أنا شخصياً كنت أحدى ضحايا التعبير الحر بإمتحان الثانوية العامة بآخر سنة لنظام التحسين، حينما كتبت شعر حلبنتيشي أنتقد فيه نظام التحسين وسخافته بكراسة الإجابة، فتم إلغاء نتيجتي بأكملها بإمتحان التحسين "اغسطس"وحرماني من الدراسة لمدة سنة، بخطاب رسمي من وزارة التربية والتعتيم.
        سأتجاهل الفصول المكدسة، وعلم النفس، وتلك الحكم التى ملئوا رؤوسنا بها
        قف للمعلم وافيه التبجيلا....
        وفاقد الشىء لايعيطه
        واضرب المربوط يخاف السايب
        سأتجاهل أولى المرات التى حاولت فيها تمثيل دور المدرسة حينما كنت أؤدي سنة الخدمة الإجتماعية بإحدى المدارس بعد حصولي على الشهادة الجماعيه
        والتي أكتشفت فيها ان الصغار لم يعودوا صغارا، فالإبتسامة والطبطبة لاتجدي نفعا فى الأجساد العليلة
        لقد أعتادوا التلاميذ على" الشخط والنطر وقلة أدب المدرسيين لفظيا بعدما تقرر منع الضرب بالمدارس!"
        لم تجدِ كل السبل التربويه مع اغلبهم، صاروا يتبجحون ويتضاحكون، ونظرات الدهشة تملأ وجوههم " لايصدقون ان هذة مدرسة، بالتأكيد هى طالبة بالصف السادس الإبتدائي، أحضروها لتراقبنا، ربما اوحى لهم قصر قامتي بذلك! لاأعرف فقط بعدما أدركت ان العسل لم يعد صافيا وانهم لن يستسيغوا النقاء بعدما اعتادوا على الطعام الملوث
        أعلنت إستسلامي، وذهبت لطلب العون من أحد المدرسيين المخضرميين
        ولك ان تتخيل المشهد يا أخي ، هذا الفصل الذي كان يعج بالضجيج والصراخ والفوضى، أصبح بدقائق زنزانة هادئة تستطيع ان تسمع فيها "دبة النملة" بوضوح تام
        لم يفعل المدرس المخضرم أى شىء غير أنه قال جملة واحدة
        " بدأها بعبارة يا ولاد الــــ ونهاها بكلمة ياجذــــــ أنت وهوه وهيا"!!
        وقد كان.. صمت الجميع أصبحت أقف بالفصل وسط مجموعة من "التخت الخشبية التى تعلوها تخت خشبيه أخرى التى تتنفس بطريقة تنفس النباتات" بصمت!!
        الغريب أنهم لم يصمتوا وحدهم
        فقد أصبحت أنا أكثر صمتا منهم، ولم أكررها بعدها كانت المرة الأولى والأخيرة التى حاولت فيها تجسيد دور معلم فى هذا الزمن الذي يحتاج لتربية قبل التعليم!
        قلتها لك لقد تلوث نقاء العسل " اتز تو ليت"!!
        سؤال واحد تبقى بعد كل التجاهلات السابقة
        ترى وبعد سنوات، حينما يكبر ابن التسعة أعوام ليصبح مدرس بنفس المدرسة وربما نفس الفصل، وربما بظروف أقسى!
        هل سيشرح للتلاميذ معنى التعبير الحر، ويتقبله حتى وان كتب أحدهم أنه لايفهم من شرحه اى شىء بالفصل ولكنه يفهم جيدا بحصة الدرس الخصوصي؟!
        أم أنه سيخرج من حصة التعبير الحر، ليطالب زوجته بتركيب لولب نحاسي، حتى يصدر قرار الإفراج عن الحرية!؟

        أحيانا ما أستشعر أن الساخرون هم..
        " أكثر السجناء، تمتعاً بالحرية"!
        ولهذا لك أن تمارس حرية تعبيرك كما تشاء يا سيدي
        لأنك سجين خمس نجوم
        صدقاً إستمتعت بحرية التعبير من خلف قضبانك الذهبية، كان مشهد السماء والشارع والعالم أبهى
        وأعذرني للتقصير بالترحيب والتواجد يا أخي الكريم
        فقد كنت أعاني من نوبة حبس إنفرادي بعد ثورة شغب رشروشية حادة
        نورت الساخر، أشكرك على العزومة وعلى فواتح الشهية ويجعله عامر
        " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
        كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

        تعليق

        • وائل عمر
          عضو الملتقى
          • 14-01-2010
          • 72

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى بونيف مشاهدة المشاركة
          الأستاذ الساخر وائل عمر

          أكثر ما أعجبني هو (الكوراع ) التي يبتلى بها كل رجل بعد فترة من الزواج ..
          مع أنني متأكد أن أكثر الرجال لا تنفع معهم حتى كوراع الديناصورات !!.
          ثم لماذا لم تنصحها بأن تقتني لزوجها (الحبة الزرقاء ) ؟
          يقولون أن سرها باتع .

          أعتقد بأن المدرسة بعد أن قرأت ما كتبته في كراستك ..قدمت استقالتها !


          تحية وتقدير

          عزيزي الرئيس / مصطفى بو نيف :
          من خلال توغلي في ثنايا (مسرات) .. سيكون ردها ببساطة نظرية اقتصادية بحتة بخصوص موضوع الحبة أياها ..
          وكان ردها ينم على تغلبها (هي وليست أنا) على رئيس المنتدى ..
          فهي قامت بمعادلة بسيطة .. ووجدت أن سعر الحبة يوازي ربع كيلو كوارع .. (ولا أعرف إن كانت الكوارع تباع بالكيلو أم لا .. هي أدرى مني) ..
          ولكن ..
          الكوارع فائدتها هي شبع وفير للمعدة يدوم عدة ساعات بعد الوجبة ..
          وشبع من نوع أخر يأتي بعد الوجبة ..

          بينما الحبة يتناولها (الموكوس) زوجها وحده .. ولا يشعر أحدهما بالشبع الغذائي بعد تناوله الحبة .. ولا أدري شيء عن نتيجة مفعول الحبة بعد ذلك ..

          وأخيراً ..
          حتى الآن لم تقرأ (مسرات) موضوعي ..
          هل ربما لإنها ليست موجودة ؟؟

          تحياتي عزيزي ..
          وائل عمر .

          تعليق

          • وائل عمر
            عضو الملتقى
            • 14-01-2010
            • 72

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة دكتور مشاوير مشاهدة المشاركة
            [align=center]
            نعم أنها ابله " مسرات "وشد انتباهي هنا الأسم ...!!
            رغم قسوتها ورغم قلة ضميرها ولكنها "مسرات"تنظر إليها فتسرك،تنظر إلى جزء آخر منها،فيصيبك الأعياء.!!
            هل ترىَ معي أخي وائل أن مسرتها بسبب تفكيرها الدائم في قطع "الكوارع "..!!
            أم قسوتها التى تستخدمها ،بسبب هذا الحرمان ..!!
            عموما سيان،ففي نهاية الطريق الهــــدف واحد الوصول إلى "اللولب النحاسي"!
            ومن التفكير في الكوارع وصولا إلى اللولب النحاسي ..
            نلخص الآتي.
            في ظل تغير السلوكيات الحتمي الذي يحدث دائما منذ أن خلق الله الأرض وما ومن عليها، يتبادر دائما للذهن أننا في آخر الزمان وأن الجيل الحالي بالفعل تربىَ على كتابة موضوعات التعبير الحر،بطريقة أبله "مسرات "وهو يجهل هذه الحرية،دون حتىَ أن يفكر في كلام "مسرات و"صفاء"العروس التى هي بحق وفي بداء المشوار..!!
            عزيزي لقد اهتزت صدور كما تفضلت وذكرت وثبتت صدور..!!
            كصدر أبله "مسرات "وفي الآخير "سومه"هو السبب،ولزم له الكوارع وخلافه!!
            ولهذا أصبح الجيل لا تعبير ولا أخلاق له وتقفز الى الذهن عبارات مثل " الناس جرالها إيه - فأنا حر واعمل إللي عايزة"متشبعاً بعبارات وعنوان التعبير الحر منذ الصغر، وهو قول صحيح من منظور أن الناس تتغير والإقتصاد يتغير والمعيشه والحياه وطرق علاج الأمراض،التى أشرت إليها وغيرها حتىَ طرق إتصال الناس بعضهم ببعض تتغير.
            مما جعل ابله" مسرات " تصفعك هذه الصفعة معتقده أنك تتصنت عليها مع رنين "اللولب النحاسي ".
            استاذ "وائل عمر"قرأت مقالك مرات،واستخلصت منه أننا بالفعل فقدنا الحريه منذ الصغر وفقدنا بفقدها الدفء والحميميه في علاقتنا،مع الآخرين وزرعنا مكانها القسوة والتفكير في الذات،وأنا ومن بعدي الطوفان.
            فالهذا أتت"صفاء"مسرعة إلى "مسرات"لتحكي وتحكي،من باب الحرية التى تعلمتها هي وزميلتها إيضا،ومن باب ماخاب من إستشار "مسرات " و أللي يسأل مايتوهش" كلها عبارات تؤكد فكرة أن الإنسان محدود الفكر وكأنه يكتب موضوع "حــر"مما جعلك تتحير ولا تجد غير ما يتحدثان فيه.
            ومهما علت درجات تعليمنا وثقافتنا أوأننا شئنا أم أبينا سنصل في حياتنا في وقت من الأوقات الى سؤال"ماهــو مفهوم الحرية "إلى الممات.
            وساعتها "اخيب ولا استشير "مسرات"...
            أخي "وائل عمر"اكثر من رائع ولا تتأخر علي فأنا انتظر مقالاتك دائما الثائره..!!
            والخلاصة اتمنى أن تجدها هنا..


            مودتي
            [/align]
            صديقي العتيد / دكتور مشاوير :
            واضح أنك تعمقت كثيراً لدرجة أنك رجعت للوراء ..
            بل وتجسدت أمامك (مسرات) الخاصة بمدرستك الابتدائية ..
            هي وغيرها سلبوا منا الكثيرا .. بل ذبحوه بلا شفقة ..
            فقدموا للمجتمع النموذج المريح والمتكامل للمواطن الأخرس ..

            مسرات (وإن كان أول ثلاثة أحرف يشابه لبلدي مصر ..) ليست مجرد شخصية في أحدى سنوات التعليم ..
            بل مسرات موجودة وراء كل مكتب حكومي .. أو في الشارع .. أو حتى في منصب هام ..
            كثيراً ما قابلت مسرات وأخواتها في بلادنا ..
            بداية من مسرات الصغيرة .. وحتى كبيرة كبراء (مسرات) في البلد ..!

            كثيراً ما سمعنا عن فضائحهم .. والتي جاءت باسم (اللولب النحاسي) .. وكثيراً ما أخذنا مقاعد التلاميذ البريئة ..
            لكنهم - كبارالبلد - لا يعون بأن عقولنا تحوي شيء من التفتح ..
            ولعلها ترد صفعات كثيرة جاءتنا وأخذناها في صمت .. مثل أخينا (العميد سامي) ..

            لا أعلم ..
            وربما لن أعلم ..

            وائل عمر .

            تعليق

            • منى المنفلوطي
              أديب وكاتب
              • 28-02-2009
              • 436

              #7
              مسرات هي رمز لكل سلطة مستبدة في حياتنا تبدأ من سلطة الأهل الى المدرسة الى سلطة المدير فسلطة الحكومة على الشعب فكل هذه السلطات هدفها الوحيد القمع وقتل حرية التعبير .. ومع ذلك فهي لن تقرأ أوراقنا كما لم تفعل مسرات في القصة أتدري لماذا؟
              لأنها ستقبع على الرفوف المغبرة كالعادة بحيث ستجد مشقة اذا اردت البحث عن قضيتك (موضوعك للتعبير)ضمن الملفات المكدسة على الرفوف

              مسرات وصفاء ..عنوان صادق لواقع أبله رغم الذكاء
              تقديري اخي وائل عمر.. تقبل مروري المتواضع على متصفحك الذهبي

              تعليق

              • وائل عمر
                عضو الملتقى
                • 14-01-2010
                • 72

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة رشا عبادة مشاهدة المشاركة
                تعبير حر!!
                هل ستسمح لي يا أستاذنا، بإستغلال حصتك أقصد صفحتك ، لإدارج موضوع تعبير حر
                سأتجاهل جدران الفصل البالية ، ومبني المدرسة المتهدم، واكياس القمامة التى ترقد بسلام أمام البوابة الأمامية تخرج لسانها بشماتها لتلك العبارة المكتوبة على الحائط و التى تعمد الطلاب تشويهها بالألوان فلم تعد كما كانت" مدرستي نظيفة، جميلة متطورة" وإنما أصبحت" مدرستي ظيفة، ميله، طورة"!!
                سأتجاهل راتب ابله مسرات الضئيل الذي أجبرها على وضع اللولب النحاسي حتى لاتنجب صغار يفتحون أفواههم وأياديهم مطالبين أبويهم بأحلام " البورجر والكنتاكي والهوت دوج والموبايل ومصاريف التعليم الغير مجانيالخ الخ"
                سأتجاهل كا ما تعانيه ابله مسرات فى طريقها الى المدرسة صباحا للحصول على موضع قدم فى اى اتوبيس او ميكروباص
                سأتجاهل "الكوسة ، والواسطة، وحتى سنوات دراستها حينما كانت تلميذة وهى تصرخ من لسعات الفلكة على قدميها!!
                سأتجاهل الفساد الذي أحاط بكل شىء حتى الرسائل السامية مثل التعليم وغيره، ليصبح القانون الثابت هو لغة التجارة " كم وبكام"
                سأتجاهل عقم المناهج وتجارب الفئران التى تطبق على التلاميذ بمختلف المراحل التعليميه وربما تطبق على المدرسيين أيضاً
                سأتجاهل كوني أنا شخصياً كنت أحدى ضحايا التعبير الحر بإمتحان الثانوية العامة بآخر سنة لنظام التحسين، حينما كتبت شعر حلبنتيشي أنتقد فيه نظام التحسين وسخافته بكراسة الإجابة، فتم إلغاء نتيجتي بأكمالها بإمتحان التحسين "اغسطس"وحرماني من الدراسة لمدة سنة، بخطاب رسمي من الوزارة
                سأتجاهل الفصول المكدسة، وعلم النفس، وتلك الحكم التى ملئوا رؤوسنا بها
                قف للمعلم وافيه التبجيلا....
                وفاقد الشىء لايعيطه
                واضرب المربوط يخاف السايب
                سأتجاهل أولى المرات التى حاولت فيها تمثيل دور المدرسة حينما كنت أؤدي سنة الخدمة الإجتماعية بإحدى المدارس بعد حصولي على الشهادة الجماعيه
                والتي أكتشفت فيها ان الصغار لم يعودوا صغارا، فالإبتسامة والطبطبة لاتجدي نفعا فى الأجساد العليلة
                لقد أعتادوا التلاميذ على" الشخط والنطر وقلة أدب المدرسيين لفظيا بعدما تقرر منع الضرب بالمدارس!"
                لم تجدي كل السبل التربويه مع اغلبهم، صاروا يتبجحون ويتضاحكون، ونظرات الدهشة تملأ وجوههم " لايصدقون ان هذة مدرسة، بالتأكيد هى طالبة بالصف السادس الإبتدائي، أحضروها لتراقبنا، ربما اوحى لهم قصر قامتي بذلك! لاأعرف فقط بعدما أدركت ان العسل لم يعد صافيا وانهم لن يستسيغوا النقاء بعدما اعتادوا على الطعام الملوث
                إعلنت إستسلامي، وذهبت لطلب العون من أحد المدرسيين المخضرميين
                ولك ان تتخيل المشهد يا أخي ، هذا الفصل الذي كان يعج بالضجيج والصراخ والفوضى، أصبح بدقائق زنزانة هادئة تستطيع ان تسمع فيها "دبة النملة" بوضوح تام
                لم يفعل المدرس المخضرم أى شىء غير أنه قال جملة واحدة
                " بدأها بعبارة يا ولاد الــــ ونهاها بكلمة ياجذــــــ أنت وهوه وهيا"!!
                وقد كان صمت الجميع أصبحت أقف بالفصل وسط مجموعة من "التخت الخشبية التى تعلوها تخت خشبيه أخرى التى تتنفس بطريقة تنفس النباتات"!!
                الغريب أنهم لم يصمتوا وحدهم
                فقد أصبحت أنا أكثر صمتا منهم، ولم أكررها بعدها كانت المرة الأولى والأخيرة التى حاولت فيها تجسيد دور معلم فى هذا الزمن الذي يحتاج لتربية قبل التعليم!
                قلتها لك لقد تلوث نقاء العسل " اتز تو ليت"!!
                سؤال واحد تبقى بعد كل التجاهلات السابقة
                ترى وبعد سنوات، حينما يكبر ابن التسعة أعوام ليصبح مدرس بنفس المدرسة وربما نفس الفصل، وربما بظروف أقسى!
                هل سيشرح للتلاميذ معنى التعبير الحر، ويتقبله حتى وان كتب أحدهم أنه لايفهم من شرحه اى شىء بالفصل ولكنه يفهم جيدا بحصة الدرس الخصوصي؟!
                أم أنه سيخرج من حصة التعبير الحر، ليطالب زوجته بتركيب لولب نحاسي، حتى يصدر قرار الإفراج عن الحرية!؟

                أحيانا ما أستشعر أن الساخرون هم..
                " أنا أكثر السجناء، تمتعاً بالحرية"!
                ولهذا لك أن تمارس حرية تعبيرك كما تشاء يا سيدي
                لأنك سجين خمس نجوم
                صدقاً إستمتعت بحرية التعبير من خلف قضبانك الذهبية، كان مشهد السماء والشارع والعالم أبهى
                وأعذرني للتقصير بالترحيب والتواجد يا أخي الكريم
                فقد كنت أعاني من نوبة حبس إنفرادي بعد ثورة شغب رشروشية حادة
                نورت الساخر، أشكرك على العزمة وعلى فواتح الشهية ويجعله عامر
                العزيزة جداً / رشا عبادة :
                لأول مرة يخالجني الشعور بأن عيني تريد استئذاني في أن تزرف دمعة واحدة على أقل تقدير ..
                لقد قال ردك أنتِ ما لم أقله أنا في (تعبير حر) ..
                شعرت بمرارة بالغة تسكن حلقي ..
                كلامك عن التعليم من وجهة نظر أخرى جعلتني اتخيل أن هناك حاجز أو قفص هبط بيني وبين (مسرات) المدرسة .. وأحاول جدياً أن أعرف :
                هل أنا من يقف وراء القفص ؟!
                أم مسرات هي التي تقف وراء القفص ؟!

                أكثر ما يرعبني يا صديقتي أن نكون أنا (ومسرات) متجاوران في قفصين يجمعنا .. فنصبح أنا وهي زملاء في الجريمة ..
                شرحك العميق أثار انتباهي للجانب الأخر من (مسرات) وما تكابده من عناء ..
                وهالني أكثر معرفة الطريقة التي تتبع الآن في المدارس (ظيفة ، ميلة ، طتورة ) !! هل الحل أن يتحول الطالب إلى حيوان بهيم بمجرد دخوله المدرسة لكي يتعلم ؟؟
                أم يتحول المدرس إلى مروض أسود بذئ اللسان لكي يتحاشى بطش وبلطجة التلاميذ ..
                عزيزتي / رشا :
                هناك خطأ ما بالمعادلة ..
                المدخلات والمخرجات هي صورة مخجلة ، وتبلور بكل جلاء ما سيحدث في المستقبل لمستقبل بلدنا ..

                عزيزتي رشا ..
                سأعود مرة أخرى لأكمل الرد ..
                واضح أن عيني أعلنت العصيان علي ، وأمطرت رغماً عني ..
                بالرغم من أني لا أملك مشاعر مرهفة مبالغ فيها .. ولا حتى وطنية زيادة عن اللزوم ..

                سأعود عزيزتي ..
                وعد مني ..

                وائل عمر .

                تعليق

                يعمل...
                X