1. شعبان والشيخ نصاب
[align=right]
شعبان في الشارع الرئيس بمدينة غزة ، يمشي الهوينا وكأنه أميرها المتوج ..
فجأة يلمحه أحدهم ، يصرخ بأعلى ما يملك من صوت :
- الحقوا يا ناس .. شعبان ..
ما باله هذا المجنون ، يغير شعبان من اتجاهه ويعود أدراجه ، لكن شاباً آخر يلمحه :
- شعبان يا ناس .. شعبان يا أهل غزة .
وهنا يحيط به الناس من كل جانب ، وصرخات الإعجاب تدوي في سماء غزة ..
شعبان يلوح بيده للناس :
- بس يا عالم .. خلاص .. أخجلتم تواضعنا .
هذا يصفر وذاك يصفق ، وفتاة شابة جميلة تقترب منه وهي تهتف باسمه وتتقافز كأنها أمام أحد أبطال السينما ..
تذكر كيف كان يرى تامر حسني في التلفزيون والبنات يتهافتن عليه من كل جانب .. لابد أن سمعته الحسنة قد فاقت تامر وتوم كروز حتى ..
لكن كيف يحدث هذا وهو لم يصدر ألبومه بعد ..
تقترب الفتاة متجاوزة كل المحيطين به وكأن حلم حياتها أصبح مصافحة شعبان ..
وما أن أصبحت أمامه حتى غمزته بعينها ثم رفعت يدهاى عالياً ليظهر جهاز التحكم الذي بيدها ..
يصرخ الناس وينطبحوا أرضاً ، ويصرخ شعبان ، ويصرخ ....
والمياه تتناثر عليه من كل جانب ..
ما هذا ..؟
مرزوقة أمامه تبسمل وتحوقل وتغمر وجهه بالمياه مستخدمة فمها كرشاش مياه من الطراز الحديث ..
- بس يا ولية .. خلاص .. يا ساتر ..الكابوس ألطف من وجهك .
مرزوقة :
- خير يا راجل ، ر جعنا لكوابيسك ..
شعبان وهو يمسح العرق والمياه بطرف جلابية مرزوقة :
- اسكتي يا ولية ..كابوس فظيع .. كان فيه بنت حلوة ولابسة حزا......
مرزوقة تقاطعه صارخة وهي تحاول أمساكه من تلابيبه :
- شووووووو ... بنت حلوة ولابسة وبتقول كابوس ..
الحمد لله اني صحيتك قبل ما تتزوجها يا خاين ..
شعبان وهو يضرب كفاً بكف :
- بس يا ولية .. خليني أكمل كلامي ..
- كمل يا حبيبي كمل ..بس ما توصلوا للمأذون انت وبنت الايه ..
- لا حول ولا قوة الا بالله .. المهم يا ولية بحكيلك لابسة حزام ناسف وبدها تفجرني ..
ومش أول مرة هاي ..
مرزوقة :
- بدك الصحيح يا شعبان .. انت نفسيتك تعبانة من فترة ، خاصة انو احنا جبنا علي وصفينا على جنب .. يبقى لازم تروح لشيخ يشوف شو مالك .
شعبان :
- كنك انجنيتي انتي .. أنا ما بآمن بالشغلات هاي .. يصير يقرا عليا ويقول اخرج وادخل ومن هالكلام الفاضي .. بخاف أنا ..
- شو يا رجل انت مش مؤمن بالحسد والعين .. هاي مذكورة في القرآن .. وف يالنهاية انت مش حتخسر اشي ..
ولم يكذب شعبان خبراً ..
لبس ملابسه وخرج هو ومرزوقة إلى الشيخ "نصاب أبو قرشين " وهو شيخ ذائع الصيت تعرفه غزة كلها ..
وهناك جلس شعبان وهو يرتجف :
حكى للشيخ حلمه قبل أن يلتقيه على الجوال ، وهناك قابله بوجه مقتضب ودعاه للجلوس بينما جلست مرزوقة في الجانب المقابل من الغرفة .
قال الشيخ :
- هل تأتيك أحلام وكوابيس ؟
شعبان :
- آه .. بالفعل يا شيخ .
- عمرك حلمت أنك واقف في نص الساحة والناس كلها بتجري وراك ..
شعبان : آه بالفعل ..
الشيخ : وفي الحلم بتيجيك فتاة حلوة لابسة فستان أزرق ..
شعبان : أيوة بالظبط يا شيخ .. كنك باقي معي هناك ..
الشيخ : وهاي الفتاة بتحاول تفجر حالها فيك وبعدين بتصحى وانت خايف ..
شعبان يحاول أن يتذكر ، هل حكى كل هذه التفاصيل للشيخ أم أنه عرفها لوحده :
- بالفعل يا شيخ .. عليا الطلاق انك عبقري ..
الشيخ : الأمور واضحة يا ابني ..انت عليك مارد .. ومش أي مارد ..هذا جاي من رام الله مخصوص عشان يقرفلك عيشتك ..
شعبان وهو يرتجف :
- طيب والحل يا شيخ ..
الشيخ :
- لازم أقرأ عليك لحد ما أقدر أطلعوا .
شعبان :
- طيب توكل على الله يا شيخ ..
وبدأ الشيخ في قراءة القرآن لساعات .. وعالفاضي .. لا شيء يجد على شعبان الذي يرتجف كلما ارتفع صوت الشيخ ..ووجهه امتلأ بالمياه التي يبصقها عليه الشيخ كل فترة من بخاخ بجانبه ..
أحس شعبان بالملل .. فحرك اصبع قدمه قليلاً ..
وهنا صرخ الشيخ ..
- بس .. وقف .. مسكتك ..
اطلعلي فوق .. أيوة ..فوق شوي .. قف عند السبابة بأمر الله ..
ارفع السبابة لأعلى اذا كنت مسلماً ..
وبسرعة رفع شعبان السبابة لأعلى ما يستطيع ..
فقال الشيخ في حنق ..
- مش انت .. بحكيش معك ..ما ترفع اصبعك ..
شعبان :
- لكان بتحكي مع مين يا شيخ ..
في حد غيري أنا ومرزوقة هون ..
قومي يا مخروب بيتك انتي واقتراحاتك ..قومي خرطتيلي ركبي ..
الشيخ :
- انتظر يا ابني لسة ما طلعنا المارد ..
شعبان :
- خليه يا حج ... مالها رام الله .. انت ناسي اني لسة بقبض راتبي منها ..
قديش بتأمر يا شيخ ..
الشيخ :
- أي قرشين يا ابني ..
شعبان :
- مش من قلة سموك أبو قرشين ..
خد يا حج ..ويعطيك العافية .
مرزوقة متسمرة مكانها من الخوف .. فيقول شعبان :
- يلا يا ولية ..
وهي لا تزال مكانها لا تستطيع الحراك ..
فيقول شعبان :
- دور مرزوقة يا شيخ .. اقرأ عليها لأنو المارد اللي عليها مفتري ..
وما تنسى تستخدم العصاية لأني معطيك تصريح ..
وهنا تنتفض مرزوقة وتهرول خارجة تسبق شعبان الى السيارة وشعبان خلفها يمشي الهوينا وهو يقول :
- روحي الله لا يردك .. هاي آخريت اقتراحاتك ..والحق عاللي بيرد على مرة ..
*****
[/align]
[align=right]
شعبان في الشارع الرئيس بمدينة غزة ، يمشي الهوينا وكأنه أميرها المتوج ..
فجأة يلمحه أحدهم ، يصرخ بأعلى ما يملك من صوت :
- الحقوا يا ناس .. شعبان ..
ما باله هذا المجنون ، يغير شعبان من اتجاهه ويعود أدراجه ، لكن شاباً آخر يلمحه :
- شعبان يا ناس .. شعبان يا أهل غزة .
وهنا يحيط به الناس من كل جانب ، وصرخات الإعجاب تدوي في سماء غزة ..
شعبان يلوح بيده للناس :
- بس يا عالم .. خلاص .. أخجلتم تواضعنا .
هذا يصفر وذاك يصفق ، وفتاة شابة جميلة تقترب منه وهي تهتف باسمه وتتقافز كأنها أمام أحد أبطال السينما ..
تذكر كيف كان يرى تامر حسني في التلفزيون والبنات يتهافتن عليه من كل جانب .. لابد أن سمعته الحسنة قد فاقت تامر وتوم كروز حتى ..
لكن كيف يحدث هذا وهو لم يصدر ألبومه بعد ..
تقترب الفتاة متجاوزة كل المحيطين به وكأن حلم حياتها أصبح مصافحة شعبان ..
وما أن أصبحت أمامه حتى غمزته بعينها ثم رفعت يدهاى عالياً ليظهر جهاز التحكم الذي بيدها ..
يصرخ الناس وينطبحوا أرضاً ، ويصرخ شعبان ، ويصرخ ....
والمياه تتناثر عليه من كل جانب ..
ما هذا ..؟
مرزوقة أمامه تبسمل وتحوقل وتغمر وجهه بالمياه مستخدمة فمها كرشاش مياه من الطراز الحديث ..
- بس يا ولية .. خلاص .. يا ساتر ..الكابوس ألطف من وجهك .
مرزوقة :
- خير يا راجل ، ر جعنا لكوابيسك ..
شعبان وهو يمسح العرق والمياه بطرف جلابية مرزوقة :
- اسكتي يا ولية ..كابوس فظيع .. كان فيه بنت حلوة ولابسة حزا......
مرزوقة تقاطعه صارخة وهي تحاول أمساكه من تلابيبه :
- شووووووو ... بنت حلوة ولابسة وبتقول كابوس ..
الحمد لله اني صحيتك قبل ما تتزوجها يا خاين ..
شعبان وهو يضرب كفاً بكف :
- بس يا ولية .. خليني أكمل كلامي ..
- كمل يا حبيبي كمل ..بس ما توصلوا للمأذون انت وبنت الايه ..
- لا حول ولا قوة الا بالله .. المهم يا ولية بحكيلك لابسة حزام ناسف وبدها تفجرني ..
ومش أول مرة هاي ..
مرزوقة :
- بدك الصحيح يا شعبان .. انت نفسيتك تعبانة من فترة ، خاصة انو احنا جبنا علي وصفينا على جنب .. يبقى لازم تروح لشيخ يشوف شو مالك .
شعبان :
- كنك انجنيتي انتي .. أنا ما بآمن بالشغلات هاي .. يصير يقرا عليا ويقول اخرج وادخل ومن هالكلام الفاضي .. بخاف أنا ..
- شو يا رجل انت مش مؤمن بالحسد والعين .. هاي مذكورة في القرآن .. وف يالنهاية انت مش حتخسر اشي ..
ولم يكذب شعبان خبراً ..
لبس ملابسه وخرج هو ومرزوقة إلى الشيخ "نصاب أبو قرشين " وهو شيخ ذائع الصيت تعرفه غزة كلها ..
وهناك جلس شعبان وهو يرتجف :
حكى للشيخ حلمه قبل أن يلتقيه على الجوال ، وهناك قابله بوجه مقتضب ودعاه للجلوس بينما جلست مرزوقة في الجانب المقابل من الغرفة .
قال الشيخ :
- هل تأتيك أحلام وكوابيس ؟
شعبان :
- آه .. بالفعل يا شيخ .
- عمرك حلمت أنك واقف في نص الساحة والناس كلها بتجري وراك ..
شعبان : آه بالفعل ..
الشيخ : وفي الحلم بتيجيك فتاة حلوة لابسة فستان أزرق ..
شعبان : أيوة بالظبط يا شيخ .. كنك باقي معي هناك ..
الشيخ : وهاي الفتاة بتحاول تفجر حالها فيك وبعدين بتصحى وانت خايف ..
شعبان يحاول أن يتذكر ، هل حكى كل هذه التفاصيل للشيخ أم أنه عرفها لوحده :
- بالفعل يا شيخ .. عليا الطلاق انك عبقري ..
الشيخ : الأمور واضحة يا ابني ..انت عليك مارد .. ومش أي مارد ..هذا جاي من رام الله مخصوص عشان يقرفلك عيشتك ..
شعبان وهو يرتجف :
- طيب والحل يا شيخ ..
الشيخ :
- لازم أقرأ عليك لحد ما أقدر أطلعوا .
شعبان :
- طيب توكل على الله يا شيخ ..
وبدأ الشيخ في قراءة القرآن لساعات .. وعالفاضي .. لا شيء يجد على شعبان الذي يرتجف كلما ارتفع صوت الشيخ ..ووجهه امتلأ بالمياه التي يبصقها عليه الشيخ كل فترة من بخاخ بجانبه ..
أحس شعبان بالملل .. فحرك اصبع قدمه قليلاً ..
وهنا صرخ الشيخ ..
- بس .. وقف .. مسكتك ..
اطلعلي فوق .. أيوة ..فوق شوي .. قف عند السبابة بأمر الله ..
ارفع السبابة لأعلى اذا كنت مسلماً ..
وبسرعة رفع شعبان السبابة لأعلى ما يستطيع ..
فقال الشيخ في حنق ..
- مش انت .. بحكيش معك ..ما ترفع اصبعك ..
شعبان :
- لكان بتحكي مع مين يا شيخ ..
في حد غيري أنا ومرزوقة هون ..
قومي يا مخروب بيتك انتي واقتراحاتك ..قومي خرطتيلي ركبي ..
الشيخ :
- انتظر يا ابني لسة ما طلعنا المارد ..
شعبان :
- خليه يا حج ... مالها رام الله .. انت ناسي اني لسة بقبض راتبي منها ..
قديش بتأمر يا شيخ ..
الشيخ :
- أي قرشين يا ابني ..
شعبان :
- مش من قلة سموك أبو قرشين ..
خد يا حج ..ويعطيك العافية .
مرزوقة متسمرة مكانها من الخوف .. فيقول شعبان :
- يلا يا ولية ..
وهي لا تزال مكانها لا تستطيع الحراك ..
فيقول شعبان :
- دور مرزوقة يا شيخ .. اقرأ عليها لأنو المارد اللي عليها مفتري ..
وما تنسى تستخدم العصاية لأني معطيك تصريح ..
وهنا تنتفض مرزوقة وتهرول خارجة تسبق شعبان الى السيارة وشعبان خلفها يمشي الهوينا وهو يقول :
- روحي الله لا يردك .. هاي آخريت اقتراحاتك ..والحق عاللي بيرد على مرة ..
*****
[/align]
يتبع مع شعبان مريض نفسي
تعليق