أستاذي الفاضل محمد فهمي يوسف..
حوارية شيّقة..أحببت أن أشارك فيها بهاته الفكرة التي حضرتني هذا الصباح ..لو سمحت .
[align=right]
قال : أخبريني..هل خطر ببالك يوما كيف يكون الكون دون كينونة ؟
قالت : الحقيقة أني لا أستطيع تصوّر ذلك..سيكون الأمر أشبه بجسد بلا روح.
قال : حسنا . و من يأتي في أول الترتيب المشاعر أم الشعر ؟
قالت : هما أمران متلازمان ..( ابتسمتْ ) ذكّرتني هنا بمن الذي جاء قبل الآخر.. البيضة أم الدجاجة..؟
كلانا يؤمن أنّ المشاعر ينبوع الشعر ..و أنه بالشعر تتجلّى المشاعر في أروع صورها ..
كم هو بائس و جاف و لا إنسانيٌ شعرٌ بلا مشاعر.!
قال : جميل . ها نحن نتفق هنا . و ما رأيك في الحب و التضحية . أنا لا أرى أي صلة بينهما .
قالت : كيف ذلك ؟ أليست التضحية دليل الحب ؟ ألا تضحّي الأم من أجل وليدها و الأب من أجل أبناءه ؟
ألن تضحّي أنت من أجلي لأنك تحبّني ؟
قال : أفعل. و أنتِ كذلك تفعلين على ما أعتقد ..
لكن في حوارنا السابق ساءني أن تكون اللغة – لأنها أنثى – هي أيضا مثلك تماما ضدي ..
فيها كمٌ هائلٌ من ألفاظ و مفردات مذكرة هي للقدح و الهجاء .
قالت :لست ضدّك و لكن هكذا هي اللغة ..
فعلا ..و أيضا ..السرطان مذكر..و السكريّ و الرّبو ..و...
قال : حسنا ..حسنا ..لا تكملي ..شكرا...أخشى على نفسي الأن سكتة قلبية ..فهي مؤنث !
قالت : إنتظر . كنت أودّ أن أقول أنّ الشّفاء مذكّر ..و الدّواء كذلك ..و الحب الذي هو أقوى من المحبّة ..مذكّر.
قال : أنصتي .. أليس هذا آذان الفجر ؟. دعينا نقوم للوضوء و الصلاة . و سوف ننهي حديثنا فيما بعد .
و فيما هما قائمان في الصلاة . .كان إمام المسجد المجاور يقرأ من سورة النساء.. بصوت جهوري مؤثر:
صدق الله العظيم .
تحيّتي للجميع.
[/align]
تعليق