نازك الملائكة وبروين اعتصامي .......... والعبور معاً فى نفق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنده يوسف
    • 26-01-2010
    • 6

    نازك الملائكة وبروين اعتصامي .......... والعبور معاً فى نفق


    نازك الملائكة وبروين اعتصامي .......... والعبور معاً فى نفق
    [align=left][/align]

    [align=justify]
    " فرضت علينا تصانيف نركبها حين نجول بين آدابنا ، وفرحنا بها وبركوبها ، دون أن نعلم أننا نفسد ما حاولنا أن نحافظ عليه فى آدابنا ، أفسدنا وتهنا بين التصنيف وانقسمنا على أنفسنا حتى وجدنا أجيال لاتدرك عن ماضيها أو حاضرها شئ وتتنكر له ؛ فكل ماكان يشغلنا أنت من العالم القديم أم الجديد ، ونسينا أن هناك حلقة وصل يجب أن تجمعنا ليحيا ماضينا بحاضرنا ، وبدون هذه الحلقة نحن لا نعبر عن إنسان وهم واحد ، بل نعبر عن إنسان له وجود فى المجهول ، وعن إنسان أبدنا قيمته ووجوده ، وتناسينا أنه يشعر الآن ، وليس أحد فى الماضي هو من يشعر به .

    وهذه القراءة اقدمها لصاحبة الوصل والفضل الراقية الأستاذة " زهره بورشبان " كوفاء لها ولفضلها ، فكم صحبتنا معها إلى عالم الحرف وسحر المعنى ، فلها منا خالص الشكر والتقدير على فيضها وبريق حرفها العطر."[/align]


    [align=justify]
    التجديد فى قضايا الشعر ومضامينه يظن البعض أنه طرأ على البيت الشعري فى مرحلة مابعد كسر القالب القديم ، وأن ما وجد من مضامين فى الشاعرية القديمة تشابهت مع البيت الجديد ؛ كانت تدفعه الفروض والظروف ولم يكن ينحى الشعر لإتجاه وهوية شاعر يتبنى قضايا ومواضيع بذاتها ، و في هذا الرأي شيء من الصحة, لكنه ليس مطلق الصحة ، فكثير من المضامين الحديثة تبناها شعراء الأطر القديمة ، ويجب الإلتفات إلى العامل الزمني فى تشكيل تلك القضايا والمضامين التى تناولتها الشاعرية الحديثة كعامل الثقافات الوافدة ، والإغتراب فى المجتمع ، وظهور التيارات المتعددة ، وتغير مفهوم السلطة والحكم من زمان إلى زمان ، والأيدلوجيات وتشكلها لتصنع كتل من العقول الجمعية داخل المجتمع الواحد ؛ تجمع شمل المجتمع أو تمزقه ، ومدى شعور الفرد داخل المجتمع من عصر إلى عصر بماهية الدور الذى يلعبه فى تكوين مجتمعه .

    أيضاَ يجب الوعي بمصطلحين كثيراً مانستخدمهم للإشارة تجاه شعراء التراث ، وهما " كلاسية " و " كلاسيكية " فالأدب الكلاسي يعنى كل أدب موجه نحو طبقة بذاتها وإستئثار تلك الطبقة ليكون الأدب خادماً لها ، وهذا يتضح فى الأدبيات الأولى لآداب العالم ؛ حيث كان يوجه الأدب لخدمة سلطة القصر وأمراءه وللرب وكهنته .

    والأدب الكلاسيكي نعني به كل أدب حافظ على الشكل القديم سواء من ناحية البناء الفني والشكل أو من ناحية الإطار الموضوعي والمضمون .
    وكثير من الأدبيات الحديثة حملت شئ من الكلاسية أو من الكلاسيكية فناً أو مضموناً ؛ وعليه لايمكن أن يكون الشكل هو العامل الأوحد فى الحكم على تراثية أو حداثة النص الأدبي .

    فنجد شاعرة كنازك الملائكة تعرف بأنها من شعراء المدرسة المدرسة الرومانسية ومن رواد الشعر الحر، ومن الشعراء الذين بحثوا عن أنثوية النص ، ويضعها نقاد الشعرالعربي بين قوائم الشعراء المحدثين ، ورغم ريادتها للشعر الحر إلا أنها لم تتنكر للقالب القديم ووظفته مع القالب الجديد فى خدمة القضايا الجديدة .

    وبروين اعتصامي الشاعرة الإيرانية ، بعلة إهتمامها بأعلام الشعر الفارسي القديم وتقليدها لهم كناصر خسرو وسعدي الشيرازي ، وبعلة تمسكها بالأسلوب القديم ؛ وضعها نقاد الشعر الفارسي فى مصاف شعراء التراث ، إلا أنها رغم تبنيها للأطر الفنية القديمة ؛ لم تخلو شاعريتها من مضامين حديثة ربطتها بقضايا الشعر الحديث.
    ففى القرون الثلاثة الفائتة ، خرجت إتجاهات تعيد صياغة العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وإعادة فهم ماهية الحاكم والرعية ، وهذا ما شاهدناه من ثورات على كل نظام متسلط تجاه قصر حكم أو سلطة تسوق الناس كسلطة رجال الدين ، وطبقة الأمراء .

    ونازك الملائكة رغم رومانسيتها إلا أنها لم تكن بعيدة عن حمل العب والمسؤولية تجاه المجتمع وقضاياه ، وتشاطرت مع بروين إعتصامي أفكار كهذه ، وهذا التشاطر والتقاسم بينهم فى المضامين كسر بينهم العلاقة المبنية على القديم والحديث ؛ ليضع شعرهم فى مصاف شعراء الهم الإنساني رغم التفاوت الثقافي والفني والزمني بينهم ، ومن خلال قطعة بروين الشعرية " دمع اليتيم " ، وقطعة نازك الملائكة " القصر والكوخ " يتضح شئ من العلاقة التى تقاسماها معاً فى قضايا الشعر الجديدة نحو هم الإنسان والمجتمع .

    [/align]


    [align=center]دمع اليتيم *

    مر يوماً ملك من معبر طريق

    فاعتلى صياح الشوق كل سطح وحي
    ،
    وطفل يتيم بين ذاك الحشد سأل :

    ماهذا اللامع الذى علي تاج الملك ؟

    فأجاب أحدهم : ومايدرينا ماهذا ؟

    بين وواضح ، أنه متاع ثمين .

    فاقتربت عجوز حدباء وقالت :

    هذا دمع عيني ، ودم قلبكم

    ،
    هذا الذئب المآلوف لسنوات لدى القطيع

    قد خدعنا بثياب وعصا الراعي

    هذا الناسك الذي يشتري القرية والملك

    ؛
    لهو قاطع طريق

    ذاك الملك الذي يأكل مال الرعية

    ؛

    لهو شحاذ

    فانظر لقطرات دمع اليتامى

    لتعلم من أين بريق الجوهر !

    .
    .
    .
    ما فائدة الحديث يا بروين عن الصدق

    مع الضالين والمنحرفين ؟!

    وأين أولائك الذين لايسخطون

    من حرف صادق ؟

    .....................

    بروين اعتصامي

    القصر و ال?وخ

    ?ل فجر ارى الرعاة يمرّو ن

    فاب?ي علي حياة الرعاة

    في ثلوج الجبال او لهب الشمس

    يريقون مبهجات الحياة

    و يمرّ القطيع بي فاري الاغنام

    بين الذباح و الس?ين

    يا حياة الانسان لا فرحة في?

    اذا لم تُصحب بدمع غبين

    ف?نوز الغنيّ يجمعها الفلاّح

    في عمره الشقي ال?سير

    ذل? ال?ادح المعذّب في القرية

    بين المحراث و الناعور

    ?لّ صيف يسقي البساتين تحت الشمس

    و القصر هاجع و سنان

    فهو يلقي البذور و المترف الهانيء

    يجني و تشهد الاحزان

    يا ليالي الحصاد ماذا وراء الحقل

    و الحاصدين من مأساة

    شهد ال?وخ انّه يحمل الحزن

    لتحظي القصور بالخيرات

    ?يف يجني الازهار و القمح والاثمار

    من لم يجرح يديه القدوم؟

    و يموت الفلاح جوعا ليفترّ

    لعينَي ربّ القصور النعيم؟

    ?يف هذايا ربّ ؟ رفقا بنا رفقا

    فقد غصّت ال?ووس دموعا

    و طغت في الفضاء آهاتنا الحياري

    تغني رجائنا المصروعا

    .........................

    نازك الملائكة
    [/align]


    * اشك يتيم

    روزي گذشت پادشهي از گذر گهي
    فرياد شوق بر سر هر كوي و بام خاست
    پرسيد زان ميانه يكي كودك يتيم
    كاين تابناك چيست كه بر تاج پادشاست ؟
    آن يك جواب داد چه دانيم ما كه چيست ؟
    پيداست آنقدر كه متاعي گرانبهاست
    نزديك رفت پيرزني گوژپشت و گفت :
    اين اشك ديده من و خون دل شماست
    ما را به رخت و چوب شباني فريفته است
    اين گرگ سال هاست كه با گله آشناست
    آن پارسا كه ده خرد و ملك رهزن است
    آن پادشا كه مال رعيت خورد گداست
    بر قطره سرشك يتيمان نظاره كن
    تا بنگري كه روشني گوهر از كجاست
    پروين،به كجروان، سخن از راست چه سود ؟
    كو آنچنان كسي كه نرنجد ز حرف راست؟
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    #2
    الأستاذ يوسف بنده؛

    أراك تتشبث لارتقاء منبر النقد الأدبي، وهو جهد مشكور، وما لا أجده في مواضعك هو وحدة الموضوع، فحاول التركيز على موضوع يكون محور كتاباتك، وحوله تدور مناقشاتك ليتسنى لك البزوغ إلى تلك المراقي التي إليها تهفو ولها تسعى.

    ففي هذا الموضوع تشتت الجهود حول الدلالات الاصطلاحية ثم الموقف بين القديم والحديث، ثم عرض نص لكل من نازك الملائكة وبروين اعتصامي. العنوان لا يعبر حقيقة عن مضمون النص.

    والكلام عن القديم والحديث لا تجد فيه رؤية واضحة، بحيث يختلف الكلام حسب المستعمل للمصطلحات فالمتكلم عن النقد القديم والحديث يرتب أوراقه حسب أسلوب النقد أهي المنهجية المتكاملة والرؤية الناقدة بشمولية فهذا ما يطلق عليه بالنقد الحديث ولو كان صاحبه من القدامى، كما يعتبر النقد الجزئي والنظرة السطحية للنقد من النقد القديم ولو كان صاحبه معاصرا.
    فليس تصنيف الكتاب حسب سلم التاريخ أولا بأول، وإنما بالمضمون النقدي للنص أكانت الرؤية شاملة متكاملة، أم قاصرة محصورة؟

    والنصين - بغض الطرف عن كونها شعرا أم لا -تعبر عن مواقف للكتاب المعاصرين، الذين ركنوا للشعب وداذوا عن حقوقه وحملوا رسالة الكلمة وأدوا الأمانة، ناصعة بينة دون الخوف من لومة لائم. أما القدامى فكان فكرهم مدحا للملوك وتعمية للحقائق، ودسا للرؤوس في الرمال...

    ذلك هو التصنيف الذي ينبغي مراعاته؛ لمقياس الحديث والقديم.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 05-02-2010, 09:43.
    http://www.mhammed-jabri.net/

    تعليق

    يعمل...
    X