نازك الملائكة وبروين اعتصامي .......... والعبور معاً فى نفق

[align=justify]
" فرضت علينا تصانيف نركبها حين نجول بين آدابنا ، وفرحنا بها وبركوبها ، دون أن نعلم أننا نفسد ما حاولنا أن نحافظ عليه فى آدابنا ، أفسدنا وتهنا بين التصنيف وانقسمنا على أنفسنا حتى وجدنا أجيال لاتدرك عن ماضيها أو حاضرها شئ وتتنكر له ؛ فكل ماكان يشغلنا أنت من العالم القديم أم الجديد ، ونسينا أن هناك حلقة وصل يجب أن تجمعنا ليحيا ماضينا بحاضرنا ، وبدون هذه الحلقة نحن لا نعبر عن إنسان وهم واحد ، بل نعبر عن إنسان له وجود فى المجهول ، وعن إنسان أبدنا قيمته ووجوده ، وتناسينا أنه يشعر الآن ، وليس أحد فى الماضي هو من يشعر به .
وهذه القراءة اقدمها لصاحبة الوصل والفضل الراقية الأستاذة " زهره بورشبان " كوفاء لها ولفضلها ، فكم صحبتنا معها إلى عالم الحرف وسحر المعنى ، فلها منا خالص الشكر والتقدير على فيضها وبريق حرفها العطر."[/align]
[align=justify]
التجديد فى قضايا الشعر ومضامينه يظن البعض أنه طرأ على البيت الشعري فى مرحلة مابعد كسر القالب القديم ، وأن ما وجد من مضامين فى الشاعرية القديمة تشابهت مع البيت الجديد ؛ كانت تدفعه الفروض والظروف ولم يكن ينحى الشعر لإتجاه وهوية شاعر يتبنى قضايا ومواضيع بذاتها ، و في هذا الرأي شيء من الصحة, لكنه ليس مطلق الصحة ، فكثير من المضامين الحديثة تبناها شعراء الأطر القديمة ، ويجب الإلتفات إلى العامل الزمني فى تشكيل تلك القضايا والمضامين التى تناولتها الشاعرية الحديثة كعامل الثقافات الوافدة ، والإغتراب فى المجتمع ، وظهور التيارات المتعددة ، وتغير مفهوم السلطة والحكم من زمان إلى زمان ، والأيدلوجيات وتشكلها لتصنع كتل من العقول الجمعية داخل المجتمع الواحد ؛ تجمع شمل المجتمع أو تمزقه ، ومدى شعور الفرد داخل المجتمع من عصر إلى عصر بماهية الدور الذى يلعبه فى تكوين مجتمعه .
أيضاَ يجب الوعي بمصطلحين كثيراً مانستخدمهم للإشارة تجاه شعراء التراث ، وهما " كلاسية " و " كلاسيكية " فالأدب الكلاسي يعنى كل أدب موجه نحو طبقة بذاتها وإستئثار تلك الطبقة ليكون الأدب خادماً لها ، وهذا يتضح فى الأدبيات الأولى لآداب العالم ؛ حيث كان يوجه الأدب لخدمة سلطة القصر وأمراءه وللرب وكهنته .
والأدب الكلاسيكي نعني به كل أدب حافظ على الشكل القديم سواء من ناحية البناء الفني والشكل أو من ناحية الإطار الموضوعي والمضمون .
وكثير من الأدبيات الحديثة حملت شئ من الكلاسية أو من الكلاسيكية فناً أو مضموناً ؛ وعليه لايمكن أن يكون الشكل هو العامل الأوحد فى الحكم على تراثية أو حداثة النص الأدبي .
فنجد شاعرة كنازك الملائكة تعرف بأنها من شعراء المدرسة المدرسة الرومانسية ومن رواد الشعر الحر، ومن الشعراء الذين بحثوا عن أنثوية النص ، ويضعها نقاد الشعرالعربي بين قوائم الشعراء المحدثين ، ورغم ريادتها للشعر الحر إلا أنها لم تتنكر للقالب القديم ووظفته مع القالب الجديد فى خدمة القضايا الجديدة .
وبروين اعتصامي الشاعرة الإيرانية ، بعلة إهتمامها بأعلام الشعر الفارسي القديم وتقليدها لهم كناصر خسرو وسعدي الشيرازي ، وبعلة تمسكها بالأسلوب القديم ؛ وضعها نقاد الشعر الفارسي فى مصاف شعراء التراث ، إلا أنها رغم تبنيها للأطر الفنية القديمة ؛ لم تخلو شاعريتها من مضامين حديثة ربطتها بقضايا الشعر الحديث.
ففى القرون الثلاثة الفائتة ، خرجت إتجاهات تعيد صياغة العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وإعادة فهم ماهية الحاكم والرعية ، وهذا ما شاهدناه من ثورات على كل نظام متسلط تجاه قصر حكم أو سلطة تسوق الناس كسلطة رجال الدين ، وطبقة الأمراء .
ونازك الملائكة رغم رومانسيتها إلا أنها لم تكن بعيدة عن حمل العب والمسؤولية تجاه المجتمع وقضاياه ، وتشاطرت مع بروين إعتصامي أفكار كهذه ، وهذا التشاطر والتقاسم بينهم فى المضامين كسر بينهم العلاقة المبنية على القديم والحديث ؛ ليضع شعرهم فى مصاف شعراء الهم الإنساني رغم التفاوت الثقافي والفني والزمني بينهم ، ومن خلال قطعة بروين الشعرية " دمع اليتيم " ، وقطعة نازك الملائكة " القصر والكوخ " يتضح شئ من العلاقة التى تقاسماها معاً فى قضايا الشعر الجديدة نحو هم الإنسان والمجتمع .
[/align]
[align=center]دمع اليتيم *
مر يوماً ملك من معبر طريق
فاعتلى صياح الشوق كل سطح وحي
،
وطفل يتيم بين ذاك الحشد سأل :
ماهذا اللامع الذى علي تاج الملك ؟
فأجاب أحدهم : ومايدرينا ماهذا ؟
بين وواضح ، أنه متاع ثمين .
فاقتربت عجوز حدباء وقالت :
هذا دمع عيني ، ودم قلبكم
،
هذا الذئب المآلوف لسنوات لدى القطيع
قد خدعنا بثياب وعصا الراعي
هذا الناسك الذي يشتري القرية والملك
؛
لهو قاطع طريق
ذاك الملك الذي يأكل مال الرعية
؛
لهو شحاذ
فانظر لقطرات دمع اليتامى
لتعلم من أين بريق الجوهر !
.
.
.
ما فائدة الحديث يا بروين عن الصدق
مع الضالين والمنحرفين ؟!
وأين أولائك الذين لايسخطون
من حرف صادق ؟
.....................
بروين اعتصامي
القصر و ال?وخ
?ل فجر ارى الرعاة يمرّو ن
فاب?ي علي حياة الرعاة
في ثلوج الجبال او لهب الشمس
يريقون مبهجات الحياة
و يمرّ القطيع بي فاري الاغنام
بين الذباح و الس?ين
يا حياة الانسان لا فرحة في?
اذا لم تُصحب بدمع غبين
ف?نوز الغنيّ يجمعها الفلاّح
في عمره الشقي ال?سير
ذل? ال?ادح المعذّب في القرية
بين المحراث و الناعور
?لّ صيف يسقي البساتين تحت الشمس
و القصر هاجع و سنان
فهو يلقي البذور و المترف الهانيء
يجني و تشهد الاحزان
يا ليالي الحصاد ماذا وراء الحقل
و الحاصدين من مأساة
شهد ال?وخ انّه يحمل الحزن
لتحظي القصور بالخيرات
?يف يجني الازهار و القمح والاثمار
من لم يجرح يديه القدوم؟
و يموت الفلاح جوعا ليفترّ
لعينَي ربّ القصور النعيم؟
?يف هذايا ربّ ؟ رفقا بنا رفقا
فقد غصّت ال?ووس دموعا
و طغت في الفضاء آهاتنا الحياري
تغني رجائنا المصروعا
.........................
نازك الملائكة
[/align]
* اشك يتيم
روزي گذشت پادشهي از گذر گهي
فرياد شوق بر سر هر كوي و بام خاست
پرسيد زان ميانه يكي كودك يتيم
كاين تابناك چيست كه بر تاج پادشاست ؟
آن يك جواب داد چه دانيم ما كه چيست ؟
پيداست آنقدر كه متاعي گرانبهاست
نزديك رفت پيرزني گوژپشت و گفت :
اين اشك ديده من و خون دل شماست
ما را به رخت و چوب شباني فريفته است
اين گرگ سال هاست كه با گله آشناست
آن پارسا كه ده خرد و ملك رهزن است
آن پادشا كه مال رعيت خورد گداست
بر قطره سرشك يتيمان نظاره كن
تا بنگري كه روشني گوهر از كجاست
پروين،به كجروان، سخن از راست چه سود ؟
كو آنچنان كسي كه نرنجد ز حرف راست؟
تعليق